جماعة الإخوان "المتسلقون"/ رأفت محمد السيد

قد يثير عنوان المقال أذهان أغلب القراء إلى أن المقصود هنا جماعة بعينها يثار حولها الجدل والحديث عنها مع كل طلعة  شمس لاسيما بعد ثورة 25 يناير المجيدة التى حولتهم من جماعات محظورة  إلى جماعات محظوظة ، ولكن حديثى هنا ينصب على جماعات أخرى تسمى المتسلقون يعيشون معا كالإخوان ولكن أُخُوَّتهم قائمة على المصلحة فقط ، تراهم في كل مجال من مجالات الحياة ، وفي كل مكان وزمان ، جماعات ظهرت منذ فترة داخل مصرنا المحروسة ، تبدو فى ظاهرها مجموعة أو شلة أو جروب كما ينطقونه من المنتفعين تجمعهم سمات واحدة ، ومصالح مشتركة ، وعلاقات متشابكة ، وقد إستفحل ظهور هذه الجماعات بصورة فجه فى عهد النظام البائد السابق من خلال الصداقات المبنية على مصالح مع نجلى الرئيس السابق  جمال وعلاء ،  حتى إنتشرت هذه الجماعات بكثرة داخل المؤسسات والهيئات والشركات والجامعات والأندية والمصانع والبنوك وغيرها ، والغريب ان بعض هذه الجماعات الوافدة تتعامل مع الباقيين بمنطق الإستعلاء والكبرياء ، فما زال يرسخ فى اذهانهم حتى اليوم أنهم أولاد الباكوات  والباشوات والباقون مجرد عبيد أو حسالة أو حشرات      
إن حديثى هنا ليس بمنطق التعميم فلكل قاعدة شواذ ، فمن هؤلاء  من تربوا على الاصول والقيم وحسن معاملة االاخرين ولكن الأغلبية منهم لايهتمون حتى بابسط قواعد حسن التعامل وتحقيق العدل مع من جعلتهم الأقدار يتحكمون فى مصائرهم ، والأمر لايقف عند هذا الحد من هذه الجماعات المتشابكة ،فلك ان تتخيل أنه لو ولى أحدهم أمر مجموعة يديرها مثلا فلايهتم سوى بطلبات جماعته فقط وبمنتهى السرعة والحرص على تحقيق مايريد ، حتى ولو بموجب الإستثناء عن القواعد الموضوعة المقننة ، بينما الأخرون الخارجين عن الجماعة فيتم التعامل معهم من منطلق أنهم أولاد عبد الواحد الجناينى فى فيلم " رد قلبى " على الرغم من ان أولاد عبد الواحد كافحوا ووصلوا بجهدهم وعرقهم إلى اعلى المناصب والرتب بل وتميزوا وتفوقوا على كثير من أولاد البكوات والبشوات أنذاك ، فمازال المجتمع المصرى يتحدث عن جماعة الإخوان المسلمون بأنهم أصحاب مصالح شخصية وأنهم كاذبون وانهم وأنهم ... ويتحثون عن أخونة الدولة   وهم لايدركون أن اخونة الدولة موجودة وقائمة منذ ظهور اولاد مبارك ( لاسامحهم الله ) على الساحة .
 إن الدولة مليئه بجماعات أخطر من جماعات الإخوان المسلمون ، هى جماعات الإخوان المتسلقون ، الذين يريدون ان ياخذوا كل شئ لهم دون أن يهتموا حتى برعيتهم حتى ولو من منطلق الحديث لشريف " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته "فأغلب هذه الجماعات من المتسلقين إعتادت على ذلك لأنهم لم يبلغوا مناصبهم ولاأماكنهم التى هم فيها إلا بالإستثناءات والوسائط والمحسوبية وأشياء من هذا القبيل ، فهم لا يستطيعون العيش في الحياة إلا متسلقين على أكتاف الآخرين يحصدون ما يزرعه غيرهم ، ويجنون ثمار ما تعب فيه الناس وبذلوا في سبيله العرق ، ويسرقون جهود الناس ونجاحاتهم. . إنهم كالنباتات المتسلقة لا تستطيع أن تشق طريقها إلى عنان السماء إلا اعتمادا على غيرها ، فهي ترتفع مع الأشجار العالية والنخيل الباسقة ، وتقصر مع الأشجار القصيرة وتعيش على الأرض إذا لم تجد ما ترتفع عليه..ولذلك يُسمى هؤلاء المتسلقين.. وما أدراك ما المتسلقون؟ إنهم أناس محترفون يظهرون في أماكن النجاح وأوقات الفوز
وبالحكايات تتضح الأفكار والشيء بالشيء يذكر وإذا بحث كل منا في حياته سيجد عشرات القصص للمتسلقين من حوله أذكر عندما كنت  طالبا  في الجامعة ، كنت طالبا من المجتهدين المتفوقين بفضل الله ، وكنت مشهورا بكتابة الشعر والمقالات بمجلة الكلية وكنت ثائرا فى الحق ، لاأخشى فيه لومة لائم ومازلت ، مادمت لااتجاوز حدود االلياقة والادب ، وأتذكرأننى قمت ذات يوم بتقديم شكوى فى دكتور مادة الرياضة المالية والتى كانت امتحاناتها لم يتبق عليها سوى بضعة أيام  ولم نر للمادة كتاب ولم نحصل على محاضرة واحدة فيها  فتوجهت إلى رئيس الجامعة ببنها وطلبت مقابلته مع مجموعة من الزملاء وبدأت التحدث إليه فى شأن المادة ، فأصدر قرارا سريعا بإلغائها عن هذا العام  وإخطار أستاذ المادة بذلك ، ورغم الفرحة الغامرة للطلبة أنذاك ، إلا اننى فوجئت باحد زملائى من نوعية المتسلقين قد ذهب لأستاذ المادة وأخبره عما دار مع رئيس الجامعة واخبره باننى كنت المتحدث وأنه حاول منعى ( رغم ان هذ لم يحدث ) فما كان منى إلا اننى توجهت مرة اخرى لرئيس الجامعة وطلبت منه أن يكون تصحيح ورقة إجابتى فى المادة الاخرى لهذا الأستاذ تحت المراقبة لاننى توقعت منه الغدر لأنه اخذ الموضوع  مسألة كرامة من وجهة نظره ،  وكانت المادة إسمها (التأمين )
ولأن ثقتى فى الله كبيرة ، كنت أردد دوما " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " ونجحت بتفوق فى هذه المادة  فقد كانت كل جريمتى وقتها أننى كنت "شاعر الكلية " فماذا كان يضيرهم شعرى مادام لايؤثرعلى جهدى وتفوقى ورسالتى فى الحياة التى أتصور انه بدون أن يكون للإنسان رسالة، فلن يكون له قيمة  فلتتعلم أخى كيف تكون عضوا نافعا حتى لو لم يرض عنك رؤسائك ، فرضاء الله هو الأهم ، فهؤلاء شغلتهم الدنيا وغرهم بالله الغرور – نسأل الله لهم الهداية وأن يكونوا منصفين فقط وأن يغلبوا المصلحة العامة على مصالحهم الشخصية وأن يتذكروا أنهم ذات يوم قرب أو بعد فهو قادم سيقفون بين يدى الواحد القهار فماذا سيقولون فى هذا اليوم ، يوم لاينفع مال ولابنون إلا من اتى الله بقلب سليم – وأخر كلماتى ماقاله أحد السلف : ( ولدتك أمك يابن ادم باكيا والناس حولك يضحكون سرورا : فاعمل لنفسك أن تكون غدا يوم موتك ضاحكا مسرورا) 

سوريا وخيارات الرد الصعبة/ ابراهيم الشيخ

في المدة الاخيرة شهدت المنطقة عدة تصريحات صادرة من ايران واسرائيل حول تصعيد الوضع بين اسرائيل وسوريا وحزب الله، ويبدو ان هذه التصريحات لم تأت من فراغ، وانما كانت بناءاً على معلومات تمتلكها اجهزة المخابرات المختلفة.
بدأت التصريحات من ايران حيث حذر مسؤول ايراني من ان أي هجوم يستهدف سوريا يُعد هجوم على ايران وحلفائها في المنطقة، وبعد ذلك بدأت سلسلة التصريحات الاسرائيلية المحذرة من وقوع الاسلحة الكيماوية أو اي اسلحة تقليدية متطورة في يد حزب الله او في يد الاسلاميين الذين يحاربون النظام السوري، واسرائيل لم تكتف بالتصريحات، وانما بدأت خطوات عملية، ونصبت  منظومتان لصواريخ باتريوت على مقربة الحدود من الحدود مع سوريا ولبنان، وتم تفحص جاهزية الملاجئ في شمال اسرائيل لاحتمال وقوع أي حرب.
كل هذه الامور مجتمعة كانت توحي بأن شيئاً ما تُحضر له اسرائيل، ويبدو ان ما  قامت به الطائرات الاسرائيلية من قصف لمركزالبحوث العسكرية  في ريف دمشق كان هو الهدف من التحضيرات والتصريحات الاسرائيلية التي سبقت هذا الاستهداف، فاسرائيل جهزت جبهتها الداخلية كاحتراز من اي رد سوري على عملية القصف هذه.
 سادت حالة من الغموض وتضاربت الانباء في بداية الامر، ولم تتضح حقيقة وماهية الاهداف التي قصفتها الطائرات الاسرائيلية، ولكن يبدو ان اسرائيل لن تنفي ما قامت به لانها دائما تجد المسوغات لتصرفاتها، وكل التكهنات كانت منصبة على المعلومات التي تفيد بأن الهدف كان شحنة اسلحة كانت مرسلة الى حزب الله، واسرائيل علناً تصرح بانها لن تسمح بان يمتلك حزب الله اللبناني اسلحة متطورة، وتعمل كل ما في جهدها مخابرتيا، وعلى الارض من اجل منع حصول ذلك.
لا شك ان هذا الحادث سيؤثر على الاستقرار والهدوء على الجبهة اللبنانية والسورية، ومن غير المعروف كيف سيكون الرد السوري، ويبدو ان اسرائيل تعرف ان سوريا منهكة بسبب الاقتتال الداخلي لن تكون قادرة على الرد، ومما لا شك فيه ان القيادة السورية وضعت بموقف صعب، اما الرد لامتصاص الازمة الداخلية وكسب الرأي العام الداخلي لصالح النظام، واما عدم الرد وهذا الاحتمال سيعرض النظام الى المزيد من الانتقاد بعدم الرد ومحاربة اسرائيل.
ان عدم الرد على الهجوم الاسرائيلي سيشجع على تكرار الهجمات الاسرائيلية في المستقبل تحت ذرائع ومسميات مختلفة، مثل نقل الكيماوي السوري أو نقل اسلحة الى حزب الله.
ومما لا شك فيه ان حكومة نتنياهو المقبلة والمتطرفة ستكون حكومة حرب بامتياز، وستشهد الفترة المقبلة تطورات خطيرة، فهذه الحكومة وعلى الصعيد الفلسطيني لن تقبل بحل الدولتين وستستمربعنجهيتها، وعدم تقديم أي حلول مقبولة للفلسطينيين، وستؤجج الاوضاع على الجبهتين السورية واللبنانية.
ان اسرائيل تستغل الوضع الداخلي السوري وضعف سوريا، والعقوبات التي تعاني منها ايران، ومعارضة الداخل اللبناني لسلاح حزب الله، وقد تعمد الى جره في المستقبل القريب الى حرب تسعى اسرائيل من وراءها الى اضعافه، وبالتالي اضعاف النفوذ الايراني في لبنان من اجل ابتزاز ايران في اي مفاوضات مع المجتمع الدولي أو مع الولايات المتحدة الامريكية.
يبدو ان الولايات المتحدة نجحت في ثني اسرائيل عن فكرة مهاجمة ايران، لما ستكون لهذه الحرب من تداعيات، والتي من الممكن ان تكون مدمرة لجميع الاطراف، وبلا شك ان امريكا غير قادرة وغير مهتمة في الدخول في حرب جديدة في المنطقة بعد تجربتها في العراق وافغانستان، وسبب اخر يمنعها من ذلك وهو الازمة الاقتصادية التي تمر بها.
انه وبعد اعتراف نتنياهو على عدم قدرة اسرائيل تدمير وايقاف المشروع النووي الايراني عسكرياً، إتضح ان التهديدات الاسرائيلية كانت للاستهلاك المحلي، والضغط على واشنطن من اجل اتخاذ اجراءات صارمة ضد ايران، ولكن الدور الاسرائيلي لم ينته بعد فسيجري الضغط على الادارة الامريكية بواسطة اللوبي اليهودي من اجل منع ايران من امتلاك السلاح النووي.
يتضح  هنا تقاسم الادوار بين الولايات المتحدة واسرائيل، فايران ستكون من مهمة الولايات المتحدة للضغط عليها، وباشكال مختلفة من اجل ثنيها عن المشروع النووي، واسرائيل ستنقل معركتها ضد  سوريا وحزب الله.
كاتب وصحافي فلسطيني

إدارة بلد بحجم مصريحتاج إلى "قائد"/ رأفت محمد السيد

مصر التى كرمها الله وشرفها من فوق سبع سموات بذكرها في القرآن ، فهي كنانة الله في أرضه ، وشعبها كما قال عنه  الحجاج بن يوسف الثقفي قال عن المصريين في وصيته لطارق بن عمرو : لو ولاك أمير المؤمنين أمر مصر فعليك بالعدل ، فهم قتلة الظلمة وهادمي الأمم وما أتى عليهم قادم بخير إلا إلتقموه كما تلتقم الأم رضيعها وما أتى عليهم قادم بشر إلا أكلوه كما تأكل النار أجف الحطب ، وهم أهل قوة وصبر و جلدة و حمل ، و لايغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم ، فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه ، وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه
فاتقى غضبهم ولا تشعل ناراً لا يطفئها إلا خالقهم ، فانتصر بهم فهم خير أجناد الأرض وأتقى فيهم ثلاثاً :- نسائهم فلا تقربهم بسوء وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها - أرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم - دينهم وإلا أحرقوا عليك دنياك  وهم صخرة في جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدائهم وأعداء الله .
 هذا هو شعب مصر العظيم الذى يختلف عن كل شعوب الأرض كلها ، فهو شعب مرت عليه آلاف السنين ، حملت إليه ثقافات من كل أنحاء الأرض ، بعض تلك الثقافات استطاعت النفاذ إلى داخل شخصيتة فأثرت فيه والبعض الآخر لم يستطع أن يغيره رغم طول الفترة التى لازمته خلالها، ويشهد التاريخ أن الإنسان المصرى أخذ من كل ثقافة مرت عليه أجمل ما فيها ، فحافظ على أصالتة وشهامتة ، التى لاتعكسها بعض التصرفات الصبيانية ممن لايعرفون قدر هذه البلد ومكانتها ، ومن هنا كانت الصعوبة فى إدارة بلد بحجم مصر وشعب كشعبها عاني كثيرا من فساد حكامه ، الذين تجاهلوه فصار يحيط به الفقر والجوع والجهل والمرض ، فلم يعد يصبر على البقاء على هذا الحال ، لذا فهو يحتاج بالفعل إلى " قائد" لديه المقدره على إحتوائه ، والإحساس به والتفاعل معه ، قائد يجعل الشعب يحبه ، ويهتف دوما له ، قائد يوفر له حياة كريمة من مأكل وملبس ومأوى ، قائد يحفظ له كرامته بالداخل والخارج ، قائد يجعل من كل مسئول قئدا فى مكانه ، ينزل إلى الناس ويستمع إلى شكواهم ويقوم بحلها بمنتهى السرعة ، قائد لديه رؤية وخطط قصيرة وطويلة المدى يشعر بها المواطن الفقير فيكون خلفه يؤازره ، لذلك كان لزاما علىَّ كمحب لهذا البلد ضمن ملايين أن أقدم بعض الرؤى إلى من يريد أن يكون قائدا لهذا البلد ليتبناها وساعتها سوف يلتف حوله الشعب ويحمله على الأعناق .
 وأول رؤية لأى قائد يريد نجاحا فى قيادة هذا البلد  هى قيادة " الشباب " أمل مصر القادم الذى سيحمل لواء تقدمها ونهضتها بإذن الله ، هذا الشباب المتحمس القادر على العطاء وبذل الغالى والنفيس من اجل رفعة هذا الوطن ، هذا الشباب الذى ظلم كثيرا فى العقود الماضية ، لابد من إحتوائه وإشعاره بالإهتمام به ، وإشراكه فى وضع خريطة استثمارية متكاملة لمصر يكون لهم  دور فيها ، فضلا عن ضرورة توفير فرص عمل لهم  تساهم فى بناء مصر وتقدمها ويشعرهم بأهميتهم ودورهم فى رسم مستقبل هذاا البلد ، هذا الشباب الذى يحتاج إلى قائد يوجه ويعلم ويغرس القيم والمبادئ الصحيحة ويرسم لهم طريق المستقبل لبناء أوطانهم ، هذا الشباب الذى قام بأعظم ثورة عرفتها مصر لو استكملت وحقق أهدافها التى قامت من أجلها ، هذا الشبااب الذى مازلنا نحتفل بما حققته ثورته التي قادها والتحم بها المجتمع من انتصارات وإنجازات شهد لها الأعداء قبل الأصدقاء، هذه الثورة التى قام بها شباب مصر والتي عجز عن وصفها من بالداخل والخارج وعجز عن وصفها أيضاً من قاموا بها أنفسهم، فخرج من يقول الثورة البيضاء ومن يقول ثورة الفراعنة وثورة الصبار وثورة الجياع وثورة الشباب، ولكن وأياً كان الاسم فإن ما حدث فى مصر خلال 18يوماً لم يكن إلا ثورة ربانية أراد الله تعالى بها لمصرنا الحبيبة أن تعود ويعود معها العيش والحرية والعدالة الإجتماعية .
من يريد أن يكون قائدا حقيقيا لهذا الشعب العظيم فلابد أن ينتبه جيدا إلى خطورة المرحلة الانتقالية الحالية ، بل ويعتبرها أخطر وأدق من مرحلة البداية، بل لابد له إقناع كل الشعب بترجمة إحساس الإنتماء وتحويله من مجرد شعارات في ميدان التحرير إلى فعل يحمى الثورة ومكتسباتها وذلك من خلال التكاتف بين المواطنين كما كانوا في ميدان التحرير، حيث كانت الأخلاق السامية والحب والاحترام المتبادل .
ودور االقائد الحكيم أن يخلق دورا للشباب فى المرحلة القادمة يتمثل فى ضرورة استغلال التكنولوجيا وتسخيرها للنهوض بالمجتمع مثلما استغلوها من قبل في حشد الجماهير ، كما يجب مؤازرة الشباب من مختلف طوائف المجتمع ، ومطالبة كل فرد بمساندتهم  في مطالبهم قدر الاستطاعة، حيث ترى أن الشباب كانوا يظهرون أسوأ ما عندهم نتيجة الإحساس بالإحباط واليأس ومطالبة كل أب وأم بمراجعة النفس ومنح أبنائهم الثقة في أنفسهم ، فالشباب هم وقود في حاضرها وأملها في مستقبلها – حفظ الله مصر وشبابها المخلصين .

المالكي والاسد.. وجوه متشابه/ محمد الياسين

يأتي التشابه بين الرجلين في تشدقهم بالسلطة و امساكهم بأجهزتها الامنية و العسكرية و حجب الدساتير وتنصيب نفسيهما حكاما بالمطلق و نهجهم لسياسة الكذب و المراوغة و تسويف الحقوق الشعبية .
تشابه الرجلان في سلوكيهما وتناغموا في اداءهما بالسلطة باستخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين بل وتشابهوا في الخطب السياسية واللغة الاعلامية بوصفهم للتظاهرات وتهديدهم لها ، فقد استخدم الاسد في وصفه الشعب السوري مفردات و مصطلحات عديدة منها " الجراثيم " ، " المخربين و المتطرفين " وهدد باشعال الشرق الاوسط في اشارة منه لقطر و السعودية والاردن و تركيا!.
ثم المالكي يصف الشعب العراقي " بالفقاعات" ، "المسيسين و الطائفيين " و وصف التظاهرات " بالنتنة " وهدد المتظاهرين بجملته الشهيرة " انتهوا قبل ان تنهوا " وايضا أوعز ما يحدث بالعراق الى قطر و السعودية وتركيا !.
لا نعرف جيدا حجم المرض النفسي الذي يعاني منه الرجلان لكن يبدوا انهم اصيبوا بفوبيا التظاهرات .
العراق و سوريا من اكبر وأعرق دول المنطقة فقدا سيادتهما في عهدي الاحزاب الدينية وعائلة الاسد لصالح ايران ولم يخرجا عن كونهم دوائر او اقسام ادارية تابعة لمؤسسة ولاية الفقيه فما عليهم سوى الطاعة وتنفيذ الاوامر .
يبدوا ان تشابه اللغة الاعلامية و مصطلحات الخطب السياسية للمالكي و الاسد في هذه الظروف لم تكن محض صدفة وانما هي لسان حال ولاتهم في طهران! ، فقد وصفت إيران الثورة السورية بأنها مخطط غربي يستهدف الاسد ثم وصفت الثورة العراقية بأنها مؤامرة تستهدف المالكي!.
استخدام نوري و بشار للقوة المفرطة في التعامل مع المتظاهرين وتوظيف موارد الدولة وتوجيه الاجهزة الامنية و العسكرية و القضائية و الماكنة الاعلامية من اجل تصفية المتظاهرين و الخصوم، يضعهما في خانة التشابه في السلوك و الجرائم و من وراءهما إيران الراعي الرسمي لقتل الشعوب العربية!.

ثورات الانتقام العربية/ ابراهيم الشيخ

ان ما يسمى بالربيع العربي والذي كان المأمول منه تحقيق الاستقرار والحرية والديمقراطية للدول التي حصلت فيها الثورات، الا ان هذا الربيع تحول وبالاً على الانظمة السابقة، وأدى الى سقوطها، وها هو الان ينقلب على الانظمة والحكومات الحالية التي أتت كنتيجة لهذه الثورات.
 بلا شك ان الثورات قامت من اجل التخلص من الانظمة الدكتاتورية المستبدة، وبدايات هذه الثورات كانت بريئة وخالية من اي اجندات من اجل وصول اي حزب أو أي قوة معينة الى السلطة، إلا ان هذه الثورات قد زاحت وانحرفت عن مسارها الحقيقي، وتم ركوبها من قبل قوى داخلية معينة،  وفي بعض الاحيان من قبل القوى الخارجية.
على الرغم من الانتخابات الديمقراطية التي حصلت في بلدان ما يسمى بالربيع العربي، الا انه يلاحَظ عدم ارتياح لدى قطاعات كبيرة من شعوب هذه البلدان، وكأن ثوراتهم لم تكتمل بعد، وان الذي جرى ليس هذا الذي حلموا به وطمحوا اليه، ولذلك تسبب هذا الوضع بنشوء انقسامات بين مؤيد ومعارض لهذه الثورات، وما حصل من تغيرات، وبالتالي انقسام حول وصول القوى الاسلامية الى الحكم وطريقة ادارتها للحكم.
ان هذا الوضع الحالي خلق رغبة الانتقام داخليا بين القوى المختلفة، الانتقام الاول هو انتقام المعارضات الاسلامية من الانظمة السابقة، والتي كانت الاكثر تنظيماً وكانت ممنوعة من الحركة واعضائها كانت تقبع في السجون، وبالرغم من ذلك استطاعت الوصول الى السلطة، ولكن من جهة اخرى ما نراه في مصر وتونس من تحركات ضد هذه الانظمة الحالية ما هو الا الانتقام من هذه القوى الاسلامية، لانها برأيهم سلبت منهم الثورة، والاهداف التي قامت من اجلها.
ان ما يحصل في مصر من عنف وتظاهرات في الشارع، ما هو الا تعبير عن حالة الاحتقان السياسي والشعبي، ولذلك هناك قوى بطريقة مباشرة أو غير مباشرة تعمل من اجل الانتقام من حكم الاخوان، الطريقة المباشرة التي تعتمد على التخطيط من اجل اثارة الشارع المصري والتعبير عن عدم الرضى واشاعة الفوضى ومعارضة كل ما يمت الى الاخوان بصلة، وهناك قوى اخرى وبطرق غير مباشرة تستغل حالة الفوضى هذه من اجل تأجيج الاوضاع لاهداف غير معروفة كمجموعة بلاك بلوك التي ظهرت مؤخرا وغيرها.
لا شك بأنه توجد معارضة بناءة في مصر تريد للبلد السير الى الامام لا الى المجهول الذي سيدفع ثمنه الشعب المصري، والذي يأمل بأن تتحسن اوضاعه المعيشية، الا ان بقايا النظام السابق يريدون ان تعم الفوضى ويحلمون باستعادة مكاسبهم التي فقدوها بعد اسقاط نظام والانتقام من الاخوان المسلمين الذين وصلوا الى السلطة.
اما على الصعيد العلاقات بين الدول العربية، فان ما يسمى بالربيع العربي شكل ارضاً خصبة للدول المختلفة فكريا من اجل الانتقام من بعضها، فهناك بعض الدول التي دعمت الاخوان المسلمين من اجل اسقاط انظمة كانت مختلفة معها، وان هذا الوضع ما زال مستمراً ونرى بعض الدول العربية تدعم المعارضة السورية من اجل وصول قوى معينة الى السلطة نكاية بنظام بشار الاسد، وكل هذا يعتبر انتقاما سببه الخلافات العربية، ووجدت هذه الدول بالربيع العربي فرصة من اجل تصفية الحسابات، ويتم استغلال الشعوب من اجل تحقيق اجندتها الخاصة باسم الحرية والديمقراطية.
ان الاحداث التي تحصل في مصر ليس مستغربة، وانما كانت متوقعة، ولأسباب معروفة وهي ان بعض القوى لم تستغ وصول الاخوان المسلمين الى السلطة كبديل لنظام حسني مبارك، ويبدو ان  القوى المعارضة تحاول تقويض حكم الاخوان بالرغم من مرور فترة قصيرة لا تتعدى السبعة اشهر لحكم الرئيس محمد مرسي، وان هذه المعارضة تتألف من جميع التيارات، وتبدو موحدة بمواجهة حكم الاخوان، وهذا من الممكن ان يعطيها زخما جماهيريا وعامل ضغط قوي.
الوضع لا يبدو أفضل في تونس واليمن وليبيا ولن يكون افضل وسيتجه نحو الأسوأ، وسبب ذلك هو ان هذه الشعوب كانت مكبوتة من قبل انظمة ديكتاتورية، وكانت تعاني من القمع وافتقاد أي هامش من الحرية والديمقراطية، وان الذي يجري وسيجري في هذه البلدان هو ان هذه الشعوب تشعر بأنها حرة وتستطيع التعبير عن رأيها.
ولكن من جهة اخرى يجري التعبير عن المعارضة للانظمة الحالية الحاكمة بطرق عنيفة وخاصة في مصر، مما يستدعي استعمال القوة من قبل قوى الامن، وهذا الوضع من الممكن ان يؤثر على الاستقرار في هذه الدول، ومن الممكن ان تستعمل القوى المعارضة نفس الشعارات التي كانت ترفع ضد الانظمة الاستبدادية السابقة بحجة ان الانظمة الحالية لم ترق لتطعات الشعوب التي تخلصت من انظمة دكتاتورية من اجل استبدالها بأنظمة تريد فرض رؤيتها وشكل حكوماتها المستمدة من عقيدتها الدينية.
 وبالعكس كان من الممكن ان يحصل ما يحدث الان في مصر، لو أن احمد شفيق الذي كان يعتبر امتدادا لنظام حسني مبارك نجح في الانتخابات الرئاسية المصرية، بحجة انه من بقايا النظام البائد ويجب ازالته، يتضح هنا ان مصر منقسمة على نفسها ولن تنعم بالاستقرار لسنوات طويلة وبغض النظر عمن سيكون على قمة هرم السلطة الاخوان المسلمون أو قوى اخرى، وهذا الوضع من الممكن ان يتكرر في البلدان التي حصل فيها التغيير كاليمن وليبيا وتونس، وفي البلدان التي من الممكن ان يحصل فيها التغيير كسوريا والعراق.
ابراهيم الشيخ
كاتب وصحفي فلسطيني

الورم الكياني وراء إخراج حادثة وطي الجوز عن خلفياتها الفردية/ الياس بجاني

من واجب كل لبناني وطني ومؤمن بالدولة وبالقانون وبالحق والعدل أن يرفض الطريقة التي من خلالها تم التعاطي مع حادثة وطي الجوز في منطقة فتوح كسروان، تلك الحادثة الفردية وغير السياسية أو الدينية حيث اتُهم مواطن مسيحي من سكان بلدة حراجل المارونية بقتل مواطنين شيعة من سكان بلدة لاسا. ومن واجب القيمين على الدولة اللبنانية ومعهم أهل السياسة والقضاء والإعلام والمرجعيات الدينية تسمية الأشياء بأسمائها وتشخيص المرض الفعلي الذي كاد أن يحول حادثاً فردياً إلى فتيل حرب مذهبية.
بعيداً عن التكاذب والنفاق ودون التلهي بالأعراض لا بد لنا من تسليط الأضواء على المرض الفعلي الذي نفخ سمومه في نيران حادثة فردية تحصل مثيلاتها حتى بين أفراد العائلة الواحدة، ومن واجبنا أن أيضاً أن نغوص في الأسباب الحقيقة التي ضخمت الحادثة واستغلتها وأخرجتها عن أطر نطاقها الفردي.
وأيضاً دون نفاق نقول وبراحة ضمير بأن المرض الفعلي الذي كاد أن يحول حادثة فردية إلى حرب مذهبية هو مرض حزب الله وسلاحه ودويلته وتبعيته الكاملة لحكام إيران الملالي ولمحور الشر الإقليمي ثقافة وقراراً وقيادة ومشروعاً وتمويلاً وعقيدة وأهدافاً ومرجعية.
وبالتالي لم يعد خافياً حتى على السذج والأطفال أن كل حالات الفلتان والتفلت الأمنية المدمرة التي يعاني منها لبنان من إجرام واغتيالات وإرهاب وغزوات وسرقات وتهريب وتصنيع وتصدير مخدرات وتزوير أدوية وبلطجة وتحدي للقانون سببها كلها وجود مرض اسمه دويلة حزب الله التي حلت مكان الدولة اللبنانية وباتت تفرض على الدولة والوطن والمواطنين ثقافة هي غريبة عنهم ودخيلة عليهم، ثقافة بالية تعود للحقبات الحجرية من التاريخ الغابر حيث كانت شرعة الغاب هي السائدة.
إن من أخطر أعرض مرض حزب الله هو عارض الورم الكياني والإستقوائي والاستعلائي الذي أصيبت بعاهاته شريحة كبيرة من بيئة الحزب نفسها وباتت واهمة أن بإمكانها عن طريق القوة والإرهاب والبلطجة والنفوذ التصرف على هواها دون حسيب أو رقيب ومعاملة غيرها من المواطنين بمن فيهم أبناء مذهبها من غير المسلحين والمحميين بفوقية وأن تفرض عليهم رغماً عن إرادتهم وخلافاً لكل القوانين والشرع ما تريده وما يخدم مصالحها ونزواتها ونفوذها وجشعها لجمع الثروات بطرق وأساليب مافياوية.
من هنا فإن أذي عارض الورم الكياني لم يعد يطاول بأضراره الكثيرة فقط من هم خارج الدويلة، ومن هم معارضين لهيمنة الحزب من الشرائح اللبنانية المتنوعة، بل أمسى خطراً داهماً ومتعاظماً يهدد أمن واستقرار وسلام بيئة حزب الله نفسها، وبات لا يمر يوم واحد دون وقوع أحداث أمنية ودموية بين المسلحين وأصحاب السطوة والنفوذ أنفسهم داخل هذه البيئة حيث سلطة الدولة اللبنانية وقواها الأمنية وهيبتها مغيبين وغائبين وسلطة الحزب هي الحاكمة والمتحكمة.
في هذا السياق أخ وزير من وزراء حزب الله الحاليين يزور الأدوية ويعيث فساداً في القطاع الصحي مهدداً حياة المواطنين دون أن يرى الحزب ضرورة لتسليمه للقضاء، بل على العكس يحميه ويهدد من فضحوا أمره ويلاحقهم بإرهابه وبلطجيته.
وفي نفس السياق أخ لنائب بارز من نواب حزب الله في البرلمان اللبناني يقيم 7 مصانع لحبوب الكبتاجون المنشطة والممنوعة في مواقع دينية، فيحميه الحزب بعد انكشاف إجرامه ويهربه إلى إيران دون السماح للقضاء اللبناني ممارسة سلطاته وحماية الموطنين من شرور تاجر المخدرات هذا. وأيضاَ أخ ثاني لنفس النائب يترأس عصابة لسرقة السيارات ولحمايته من المحاسبة والقانون يفبرك الحزب ويزور الوقائع والإثباتات لتبرئة ساحته وإبعاد سيف العدالة عن رقبته. ولا يمكننا هنا إغفال جريمة حماية الحزب للمتهمين في اغتيال الرئيس رفيق الحريري واعتبارهم قديسين، وأيضاً عدم سماحه للقضاء التحقيق مع المتهم في محاولة اغتيال النائب بطرس حرب، وتطول القائمة.
وفي سياق التناقضات الفاضحة والمكشوفة التي يمارسها حزب الله والتي تبين عدم مصداقية أو جدية أي شعار من شعاراته من مثل المقاومة والممانعة والتحرير والشفافية، كُشف أمر نجل أحد كبار قادته الدينيين الذي باع لثوار سوريا محتوى مخزناً كاملاً من السلاح، في حين أن الحزب يحارب إلى جانب نظام الأسد ضد الثوار، وتطول قائمة التناقضات والتعديات والإرتكابات على كل المستويات وفي كافة المجالات.
وفي سياق عارض الورم الكياني الوهمي إياه، وعلى خلفية ثقافة الفوقية والإستقواء بالدويلة وبسلاحها جاءت تهديدات الناطق باسم أهالي بلدة لاسا عقب حادثة وطي الجوز. فالرجل المعمم ودون خجل أو وجل هدد وتوعد بحرب مذهبية، وبغزوات عسكرية لبلدات حراجل وميروبا وغيرهما من البلدات المسيحية الكسروانية، وبقتل المتهم في حادثة وطي الجوز، وبتعطيل موسم السياحة، وبقطع الطرقات، والخ من رزم الكلام الإرهابي الذي يكشف حقيقة عارض الورم الكياني ويبين أخطاره على لبنان واللبنانيين.
في الخلاصة إن علاج الأعراض المرّضية لمرض حزب الله لن يُنجي لبنان من المرض الأساس، بل على العكس سوف يُعقِّد الأمور أكثر وأكثر، وبالتالي الأولوية يجب أن تكون للتعاطي مع مرض حزب الله ودويلته وسلاحه بحيث تصبح الدولة فعلاً هي الدولة وتفكك الدويلة لمصلحة الدولة، وكل ما عدى ذلك هو مضيعة للوقت وتلهياً في التعاطي مع الأعراض دون مقاربة للمرض الأساس.

فقاعات الصابون والبراشوت/ مأمون شحادة

كثير من المراقبين جزموا ان اقرار اسرائيل توسيع استيطانها في القدس والضفة الغربية يحمل رسائل مباشرة لكل من صوت لصالح فلسطين لنيل صفة 'دولة مراقبة' في الامم المتحدة.
وعلى الطرف الاخر من النقيض حلل البعض ان اللعب بأعواد الثقاب ضمن حدود مدينة القدس لم يكن متوقعاً بالنسبة لحسابات المعادلة الاسرائيلية، مقارنة بامتداد افق الشجب والاستنكار ابتداء من الولايات المتحدة وصولا الى الصين.
صحيح ان الانتقادات توالت بشدة على هذا القرار الاسرائيلي وكان ابلغها من حيث المعني المضحك تصريح بان كي مون، قائلا: "ان هذا سيكون الضربة القاضية للعملية السلمية"، الا ان هناك مقولة اكثر خجلاً وارتباكاً قالها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت: "أنا على استعداد بالسماح لسيادة دولية على مدينة القدس، وتقديم تنازلات".
الرابط بين هذه الردود المفاجئة والمتسرعة لم يكن وليد الساعة، فالسياسة معروفة بجذورها وسلمها وفق التراتب الهرمي، ولا يوجد في السياسة تصريحات فجائية تهبط بالبراشوت، بل يوجد مطبخ سياسي يخفي قرارات الطاهي.
اذن، ما هي القرارات المبهمة دولياً من وراء هذا التغيّر المفاجئ تجاه اسرائيل؟، أهي فبركة دولية يراد بها باطل؟ ام انها مقدمة لتهدئة منطقة للانتقال الى اخرى؟! ام انها فقاعات صابون تتأدلج بالفبركة وعملية الانتقال؟
الجواب واضح وصريح، وليس امامنا الا ان نقول كما قال شاعرنا قباني: لا تُفَكِّرْ أبداً.. فالضوءُ أحمَرْ.. إنَّ العقلَ ملعونٌ، ومَكْروهٌ، ومُنْكَرْ...!

رسالة الي حكومة حماس في غزة/ سري القدوة

انا مش عارف شو علاقة الامن الداخلي في الصحافة والصحافيين في غزة ما زال الامن الداخلي  يعتقل  الصحافيين لم يتعلموا من تجارب الماضي متناسين انهم  يوزعون التهم دون ضمير .. ويتشدقون في حرية الصحافة والنظام الاخواني الجديد .. انها معادلة الامن الداخلي الحمساوي .. هكذا يفكرون ويتهمون الصحافيين بالولاء الي اشخاص ويوزعون التهم بحق من يقول كلمة حق متناسين قهر  الناس ..
نقول وبمنتهي الوضوح كفي ان الشعب الفلسطيني اكبر من كل هذه المهاترات وان اصغر طفل في غزة يعرف حقيقتهم وان سياسة الهراوات اثبتت فشلها .. في النهاية لا يصح الا الصحيح والشمس لا يمكن ان تغطي بغربال يا سيادة رئيس الوزراء ابو العبد .. فهذه الحكومة هي حكومتك وهذا الاعتقال يتم بموافقتك وتعذيب الناس يتم بمصادقتك وسيأتي اليوم ويحاكم الشعب علي كل ما اقترفت من ممارسات .. اعتقد ان هذا اليوم لن يدوم طويلا .. فالشعب في غزة يدرك حقيقتكم وممارساتكم السوداء فكفي .. !!!
سري القدوة
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

غسان الشهابي شهيد المخيم..!/ شاكر فريد حسن

 متألقاُ كعادته، وواقفاً كاشجار برتقال يافا وسنديان الجليل ،اعتلى غسان الشهابي ،الباحث والمؤرخ والناشر الفلسطيني، ابن قرية لوبية المهجرة ، صهوة الوداع الأخير ،بعد ان قتل غدراً وغيلة برصاصة قناص سوري مجرم ،حين كان في سيارته بمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في العاصمة السورية دمشق . هذا المخيم الذي كان غسان يعرف كل زقاق ،وكل رصيف، وكل شارع، وكل بيت، وكل حجر فيه .
انه شهيد فلسطين ، وشهيد سوريا النازفة ، وشهيد الوطن ، وشهيد الثقافة الوطنية الديمقراطية والكلمة المقاتلة ، وشهيد الذاكرة الفلسطينية ، وشهيد فقراء وكادحي المخيم ، الذين احبوه وبادلوه الوفاء والود الانساني الصادق.
وهو الانسان الشفاف والرجل النظيف العفيف اللطيف والدمث ، المجبول بأمل العودة ، الذي لم نلتق به وجهاً لوجه ، ولم نحتس القهوة المهيلة ، او نشرب الميرامية معه ، وانما عرفناه جيداً من خلال ما قراناه عنه وعرفناه من اصدقائه وزملائه ومعارفه من ابناء المخيم ، الذين عاشوا وتقاسموا المر والحلو ورغيف الخبز معه.
غسان الشهابي ذلك المثقف والمؤرخ والمؤرشف والناشر الكبير ، صاحب دار "الشجرة" للنشر والطباعة ، التي انشأها واسسها في الثمانينات من القرن الماضي ، بهدف تشر الوعي الثوري والثقافة الوطنية الديمقراطية الملتزمة ، ثقافة المنفى والتحرير والعودة ، والتي تحولت فيما بعد الى دار "الشجرة" للذاكرة الفلسطينية ، لما لهذا الاسم من ابعاد ورموز ودلالات ومعاني في قلب ووجدان الفلسطينيين المشردين والمهجرين الحالمين بالعودة الى ارض فلسطين ، والمتعطشين للحرية والفرح والشمس.
وغسان الشهابي، منذ ان تفتح وعيه على الدنيا ، وجد نفسه في صقيع المنفى والنكبة ، فاختار اتون الصراع والموقف ، وظل طوال حياته مستغرقا في هموم الوطن والجماهير وناس المخيم ، ومنغمساً في هموم الثقافة الوطنية والطبقية المنحازة دائماً وابداً لجموع المسحوقين والمقهورين والمعذبين ، واعطى للمخيم كل ما تحمله الروح ، ولم يهبه الزمن حتى التدثر الابدي بالثرى الفلسطيني.
لقد وهب غسان الشهابي حياته ونفسه لفلسطين ، عاشقاً ومتيماً وناشراً ومقاتلاً ومناضلاً وناشطاً في مجال العمل الاهلي والخيري والاغاثة الانسانية ، وسقط شهيداً ، مضرجاً بالدم، وهو يقوم بواجبه الوطني والانساني في تسجيل شهادات ابناء المخيم وتوزيع الكتب مجاناً عليهم.
من لوبية حتى اليرموك ،
ولادة ، وموت ، واستشهاد،
وفلسطين تبقى الوطن ، والغربة، والمنفى،
ويغيب غسان الشهابي وسط المعركة وخلف المتراس مودعاً ارض اليرموك .
فالى جنان الخلد يا غسان ، يا شهيد المخيم ، وستبقى مثالاً ورمزاً يحتذى في القيم والاخلاق والعطاء ، في الذاكرة الوطنية  ،وفي قلب ابناء شعبك ، الذين احبوك وذرفوا الدمع مدراراً يوم استشهادك ورحيلك عن هذه الحياة . وشلت يد الغدر والجريمة.

الإرادة الثابتة بوابة إنتصار الثورة السورية/ جمال قارصلي

إن الأحداث المأساوية التي تدور في سورية وردود الفعل المتضاربة والمتناحرة من قبل المجتمع الدولي عليها تدعونا إلى الاستغراب والتساؤل  لما شكلته هذه الأحداث من خروج عن نطاق التاريخ الإنساني المعاصر.
أحداث ووقائع فريدة في نمطها وأسلوبها، شكلت سابقة خطيرة و ظاهرة غريبة في تجاوز حدود القتل والتدمير الذي تنتهجه السلطة الديكتاتورية الحاكمة في سورية ضد شعبها. وعلى الرغم من تجاوز هذه السلطة الوحشية لكل المحرمات والمقدسات الإنسانية والاجتماعية والدينية والأخلاقية، ما زلنا نجد دولاً تؤيد وتدعم النظام السوري بكل إمكانياتها المالية والعسكرية والاقتصادية للاستمرار في نهجه الإجرامي بحق الشعب السوري البطل، ودولاً أخرى متفرجة على ما يدور من أحداث مأساوية لكنها مشجعة على متابعة تصفية ثورة الشعب السوري الحر, وأخرى صامتة لا تملك الشجاعة والجرأة على اتخاذ مواقف واضحة وحاسمة لصالح الشعب السوري في نضاله ضد سلطة القمع والقتل لنيل حريته واستعادة كرامته.
لو أخذنا مثالا على مدى التخاذل والاستهتار العالمي بالدم السوري من خلال  ما حصل أثناء مجزرة جامعة حلب بتاريخ  15.01.2013 التي راح ضحيتها أكثر من ثمانين طالبا وكيف تم تجاهل هذه المجزرة من قبل كثير من وسائل الإعلام العالمية والتي لم يتطرق إليها أحد لا من قريب ولا من بعيد. إن الاستهتار بالدم السوري أصبح يدعو إلى الحيرة والقلق. على سبيل المثال لو مات في إحدى المخابر الطبية في أوربا بدون سبب كل يوم عدد من الفئران لا يساوي عدد الضحايا التي تسقط في سورية, لتحركت كثير من المنظمات الدولية وجمعيات الرفق بالحيوان إستنكارا لما يحصل في هذا المخبر.
الآن وبعد حوالي عشرين شهرا على انطلاق الثورة السورية المباركة ما زالت السلطة الديكتاتورية الحاكمة في سورية تتبع نفس الطريقة والإسلوب القذر في قتل الشعب السوري وتدمير بنيته التحتية.. هي لم تنظر يوما ما إلى الشعب السوري بكافة فئاته وأطيافه بقدر من الاحترام والمساواة ولذلك لا يهمها قصف المدنيين مهما كانت أرائهم ومشاربهم الفكرية سواء الذين يقطنون في المناطق التي تحررت وأصبحت خاضعة للجيش الحر أو هؤلاء المدنيين الذين ما يزالون يعيشون حياة القهر والإذلال تحت هيمنتها القمعية للحريات والعدالة والمساواة بانتظار تحريرهم من بطش النظام وأجهزته الأمنية ليشاركوا أخوانهم في الوطن أهازيج الفرح والنصر والتحرر.
إن الإدعاءات التي تحاول السلطة الديكتاتورية الحاكمة تسويقها داخليا وخارجيا باتت مكشوفة للقاصي والداني حيث لم يعد بإمكانه تزييف الحقائق والأدلة وتغيير أراء و قناعات الشعب السوري بمن يرتكبها ويقف ورائها .. هو يعلم تماما من لديه الجرأة والثقافة الأمنية والمخابراتية في اضطهاد الشعب السوري على مدى 40 عاما من الاعتقالات وكم الأفواه واحتكار السلطة ونهب خيرات الشعب السوري .. هذا الشعب يعلم تماماً ويدرك من يقوم باستباحة المحرمات وتفجير المخابز والمستشفيات ومحطات توليد الطاقة وأنابيب المياه  وكل المرافق الحيوية التي يحتاجها الشعب السوري بشكل يومي للضغط عليه, عله يغير من قناعاته تجاه النظام المجرم.. ولعل الفجور الفاضح في قصف المدينة الجامعة ومنطقة المحافظة في مدينة حلب خير دليل على مدى الوهن والضعف الذي وصل إليه هذا النظام الذي لا يميز في إجرامه بين أبناء الشعب السوري سواء في المناطق المحررة أو المناطق التي ما زال يهمين عليها قسرا ويدعي بولائها إليه.
إن معظم دول العالم النافذة سياسيا وعسكريا تتواجد وتنشط أمنياً في الساحة السورية حاليا و تعلم أدق التفاصيل عما يجري هناك ولو أرادت هذه الدول  أن تقدم الدعم والمساعدة للثورة السورية حتى تحقق أهدافها في النصر بأسرع وقت ممكن  لوفرت الأسباب والمبررات لذلك كما حدث في الساحة الليبية والتدخل الحالي في شمال مالي، لكن التخاذل الدولي في دعم الثورة السورية لأسباب مختلفة  تجعله يبحث دائما عن الذرائع والحجج لكي يبرر عدم دعمه لها ميدانياً وإبقاء صفة الدعم إعلاميا وسياسيا فقط. في الحقيقة لا يخفى على المرء نهائيا النوايا الحقيقية للدول التي تدعي انتمائها لنادي "أصدقاء الشعب السوري" هم لا يريدون أن تنتصر الثورة السورية بالسهولة والسرعة المطلوبة, وذلك لاعتبارات كثيرة ومختلفة، حيث لكل أسبابه ودوافعه الشخصية والسياسية والاقتصادية والعسكرية من ناحية, ولكن الأهم أن لا تشكل هذه الثورة حافزا وقدوة للشعوب المقهورة للإنتفاض من أجل حريتها وكرامتها.
لم تحصل الثورة السورية حتى يومنا هذا على الدعم الكافي من الدول المعنية بالشأن السوري على الرغم من كل الوعود والتصريحات ووجود كل المبررات الإنسانية لهذا الدعم. إن التردد الدولي والإقليمي في دعم الثورة السورية بما يضمن تحقيق أهدافها والتردد في اتخاذ القرارات الحاسمة بضرورة إسقاط النظام ورموزه الحاكمة وتحويل القضية السورية إلى ملفات إنسانية فقط في أروقة المؤتمرات الدولية " نازحين ولاجئين " سيطيل في عمر الأزمة السورية واستنزاف طاقات الشعب السوري حتى النهاية مما سيؤدي إلى استفحال هيمنة المجموعات الثورية المسلحة التي تشكلت بعد إنطلاق الثورة السورية على الحياة المدنية وصعوبة وضعها تحت قيادة سياسية في المرحلة اللاحقة.
إن نجاح الثورة السورية يتوقف على عاملين هامين وهما الدعم الحقيقي والمطلق من جانب الدول العربية والدول الصديقة للشعب السوري في تأمين ضرورات صموده ونضاله سياسيا وعسكريا وماليا  ضد السلطة الديكتاتورية الحاكمة حتى تحقيق النصر، إضافة إلى المساهمة الحقيقية في تشكيل حكومة انتقالية واسعة تضيق الخناق على السلطة الديكتاتورية الحاكمة بشكل عملي وفعلي سياسيا ودبلوماسيا وماليا. هذه الحكومة تضم كل أطياف المعارضة السياسية والعسكرية في الداخل والخارج بما يضمن التمثيل الحقيقي لأطياف الشعب السوري بكافة فئاته والعمل الجاد على إعادة بناء الوطن والمجتمع السوري برؤية وطنية جديدة عصرية متطورة بعيدة عن التجاذبات والمصالح الدولية.
عاجلا أم آجلا ستنتصر الثورة السورية رغم كل مؤامرات الغدر التي تحيط بها. أما الإجرام الفظيع الذي تقوم به السلطة الديكتاتورية هناك والذي لم يشهد له التاريخ مثيلا, سيطيل عمر العصابة المجرمة في سورية وسيزيد الثمن الذي سيدفعه الشعب السوري من أجل حريته وكرامته من دماء وشهداء ودمار ومعاناة ولكن ما تقوله لنا التجارب العالمية وما تعلمناه من التاريخ هو بأن إرادة الشعوب لا تُقهر وأن الشعوب ستنتصر في آخر المطاف مهما طال الزمن. والسؤال هنا, هل هنالك من يعتبر.
/ نائب ألماني سابق من أصل سوري

تغيير الوضع الراهن مسؤولية فلسطينية/ نقولا ناصر

(منذ احتلال ما تبقى من الأراضي الفلسطينية عام 1967 لم تتمخض أي انتخابات أميركية أو إسرائيلية عن أي حكومة تتعامل مع قطاع غزة والضفة الغربية والقدس باعتبارها أراض محتلة وبالتالي يجب انسحاب قوات الاحتلال منها)

بغض النظر عن حرمة كونها دعوة عامة للتطبيع والاعتراف المسبق المجاني بدولة الاحتلال الإسرائيلي، حتى قبل انتظار موافقتها الرسمية على مبادرة السلام العربية لمبادلة الاعتراف بها والتطبيع معها بانسحاب قواتها من الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967،  فإن الدعوة التي وجهتها جامعة الدول العربية إلى عرب فلسطين في دولة الاحتلال عشية انتخاباتها العامة الأخيرة للمشاركة فيها كانت أيضا تسليما عربيا بالوضع الفلسطيني والعربي الراهن مع دولة الاحتلال، ودعوة لا لبس فيها إلى البحث عن مفتاح لتغيير هذا الوضع في اللعبة الانتخابية بدولة الاحتلال، واعترافا بالعجز أو بعدم توفر الإرادة العربية لتغييره، وتنصلا من المسؤولية القومية عن محاولة تغييره بقدرات عربية متاحة ومتوفرة.
وتشير كل الدلائل إلى أن نتائج الانتخابات في دولة الاحتلال سوف تعزز الوضع الفلسطيني الراهن ولا تغيره، وبما أن هذا الوضع "غير قابل للاستمرار" كما كان كثيرون من قادة "وسطاء ورعاة" الرباعية الدولية (الولايات والأمم المتحدة والاتحادان الأوروبي والروسي) يكررون القول،
وبما أن هذا الوضع يكاد يتحول إلى وضع دائم بحكم الأمر الواقع يمنح فيه هؤلاء القادة مهلة زمنية مفتوحة لدولة الاحتلال لاستكمال الحقائق التي تخلقها على الأرض برعايتهم حتى يصبح تغيير الوضع الراهن مستحيلا، وهي مهلة بدأت منذ انطلقت ما تسمى "عملية السلام" من مؤتمر مدريد عام 1991 ويمكنها أن تستمر إلى ما لانهاية إذا ما استمر الوضع الراهن،
وبما أن قيادة منظمة التحرير الفلسطينية انخدعت لفترة طالت أكثر من اللازم بوعود الولايات المتحدة وغيرها بحدوث تغيير بعد كل انتخابات عامة فيها وفي دولة الاحتلال من دون جدوى أو صدقية لهذه الوعود حتى الآن،
فإن الوقت قد حان كي تتوقف هذه القيادة عن المراهنة على مثل هذه الوعود والانتخابات وكي تبحث في التجربة الوطنية الفلسطينية عن مفاتيح مجربة ناجحة لتغيير الوضع الفلسطيني الراهن، ولأن الاحتلال ودولته هما المستفيد الوحيد من استمراره فإن تغييره يظل مسؤولية فلسطينية في المقام الأول والأخير.
وخلافا لرأي الرئيس الفلسطيني محمود عباس بان المقاومة لم تحقق شيئا، في مقابلته مع فضائية الميادين يوم الجمعة الماضي، فقد كانت الشراكة في الوحدة الوطنية المبنية على أساس المقاومة والثوابت الوطنية هي المفتاح الذي غير الوضع الفلسطيني من وضع لاجئين بالكاد تقيم أودهم المساعدات الانسانية إلى وضع مناضلين من أجل التحرر والتحرير والعودة،
ومن وضع كان الشعب الفلسطيني مغيبا فيه إلى وضع شعب انتزع اعتراف العالم بوجوده وبوجود "ممثل شرعي ووحيد" له،
ومن وضع كان الآخرون يقررون فيه مصير هذا الشعب في غيابه إلى وضع أصبح الآخرون فيه يعترفون بحقه "المستقل" في تقرير مصيره،
ومن وضع كانت فيه فلسطين قد غيبت عن الخريطة السياسية والجغرافية إلى وضع عادت فيه فلسطين إلى خريطة العالم،
ومن وضع كانت فيه الجامعة العربية قد سلمت بالأمر الواقع في فلسطين الذي نتج عن عجزها وتواطؤ بعضها إلى وضع فرضت فيه المقاومة الفلسطينية عليها، طوعا أو كرها، تحمل مسؤولياتها القومية في دعم المقاومة وحق عرب فلسطين في تقرير مصيرهم فوق أرضهم،
ومن وضع كانت فيه القيادات الوطنية للشعب الفلسطيني تقود نضاله من خارج وطنه إلى وضع فرض على دولة الاحتلال التسليم ب"وجود" هذا الشعب وبحق "بعض" قياداته في قيادته من داخل الوطن.
لكن كل هذه الانجازات وغيرها تآكلت، وتكاد التضحيات الشعبية التي انجزتها تذهب هباء طالما ظلت قيادة منظمة التحرير تبحث عن مفاتيح لتغيير الوضع الراهن مرة في الانتخابات الأميركية وثانية في انتخابات دولة الاحتلال وثالثة في المراهنة على وعود القوى العربية والدولية المسؤولة عن نشوء الوضع الراهن واستمراره، خصوصا بعد أن أكدت الانتخابات الأميركية الأخيرة وبعدها انتخابات دولة الاحتلال عدم وجود ما يدل على حدوث أي تغيير، لا حكومي ولا سياسي، يمكنه أن يقود إلى تغيير ايجابي في الوضع الفلسطيني الراهن.
فمنذ احتلال ما تبقى من الأراضي الفلسطينية عام 1967 لم تتمخض أي انتخابات أميركية أو إسرائيلية عن أي حكومة في واشنطن أو في تل أبيب تتعامل مع قطاع غزة والضفة الغربية والقدس باعتبارها أراض محتلة وبالتالي يجب انسحاب قوات الاحتلال منها، وليست أراض متنازعا عليها يتقرر مستقبلها بالتفاوض الثنائي المباشر على تقاسمها بين أهلها العرب وبين مستوطنيها اليهود، وأدلة ذلك كثيرة.
وقد حرصت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس يوم الأربعاء الماضي على تذكير الحالمين العرب بتغيير ما زالوا يأملون فيه من باب التمني غير الواقعي بأن هذا الوضع لم ولن يتغير بعد الانتخابات كليهما لأن أي "استعمال" لاسم  "دولة فلسطين" أو إشارة إليه في الأمم المتحدة ومجلس أمنها "لا يعكس" اعترافا من الولايات المتحدة بها ولا "يعكس أي ميل للقبول بأن فلسطين دولة" !   
غير أن روبرت سري منسق الأمم المتحدة الخاص ل"عملية السلام في الشرق الأوسط" يعتبر أنه لا يزال هناك ما يمكن التفاوض عليه ليحث طرفي التفاوض الفلسطيني والاسرائيلي على اتخاذ "خطوات شجاعة" لاستئناف مفاوضاتهما حتى لا تظل "عملية السلام في العناية المركزة" كما أبلغ مجلس الأمن الدولي في الثالث والعشرين من هذا الشهر، وليجدد البيت الأبيض الأميركي دعوته لدولة الاحتلال بعد الانتخابات إلى إجراء "محادثات مباشرة جديدة مع الفلسطينيين"، تماما مثلما فعلت بريطانيا وفرنسا وغيرهما من الدول الغربية المسؤولة عن الحال الذي آل إليه الوضع الفلسطيني الراهن.
وحسب الأمل الذي ما زال يراود الرئيس عباس في أن "المجتمع الدولي" يمكنه إذا ما امتلك الإرادة السياسية أن يفرض على دولة الاحتلال الإسرائيلي الاستجابة لاستحقاقات "السلام"، كما قال في مقابلته مع فضائية الميادين، وجدت هذه الدعوات مجددا آذانا صاغية متلهفة كما يبدو على سماعها لدى مفاوضي منظمة التحرير الفلسطينية، ولا تجد "خطوطا حمراء" تحول دونهم والاستجابة لها سوى "وضع حجر واحد" في "البناء الاستيطاني بمنطقة (إي 1) والمناطق المحيطة بها" كما قال وزير الخارجية في رام الله د. رياض المالكي من نيويورك نقلا عن عباس.
فالمالكي يقول إن "العديد من الدول" تبحث عن "تحريك العملية التفاوضية" و"يجب إعطاؤها هذه الامكانية" ولهذا الغرض "فلسطين مستعدة للعمل مع أي حكومة اسرائيلية"، وهو ما كرره الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في "بيان رسمي" مشترطا أن "تلتزم" هذه الحكومة "بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة القاضي بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس".
وهذا شرط يدرك عباس وأبو ردينة والمالكي أن دولة الاحتلال لن تستجيب له مختارة، وبما أن راعيها الأميركي لن يفرضه عليها والجامعة العربية غير معنية أو عاجزة عن فرضه عليها، فإن هذه تظل مسؤولية فلسطينية أولا وآخرا، وهي مهمة لن تنجز إلا إذا أنجزت قبلها الوحدة الوطنية على أساس الشراكة والمقاومة.
غير أن الأمل ليس كبيرا في أن لا تكون "الضحية المرجحة لنتائج الانتخابات الاسرائيلية" هي "المصالحة الفلسطينية .. إذا ما فتر حماس الرئيس عباس لها انتظارا لمعرفة حقيقة النوايا الأمريكية الأوروبية لاحياء عملية سلام ماتت وتعغنت" كما قالت افتتاحية "رأي" صحيفة القدس العربي اللندنية في عددها يوم الأربعاء الماضي.

* كاتب عربي من فلسطين
* nassernicola@ymail.com

وجع العيش بعد الحرب/ أسعد البصري

أنا النسر الذي يحملك أيها الشاعر
غير أن شاعراً كلماته ضعيفة لا تَمسك بأجنحتي
وتسقط من فوق حتى تنكسر رقبتك
لهذا لا أحمل معي سوى الشعراء الأقوياء
خصوصاً حين تكون الريح عالية
كما هي اليوم
لقد حملتُ في العواصف الكبرى
الشاعر الأعمى عبد الله البردوني حتى قال :
(( حبيبُ وافيتُ من صنعاء يحملني
نسرٌ و خلف ضلوعي يلهثُ العربُ ))
مع هذا أفكر بالحرب
حيث يمكنك العودة إلى التدخين
بلا قلق من أمراض السرطان
في الركض خلف نجاتك
تفقد كرشك المتراكمة بسبب السلام الوهمي
كلما رأيت الشيوخ والعجائز بفجر ڤانكوفر الخافت
في مطعم مگدونالد يشربون القهوة القوية و يتذكرون
كل ذلك لا يخيفك الآن
هذا الرصاص سوف يأتي بشفاء عاجل
لأمراض المفاصل والسكر
القتال في الظلام قصيدة رومانسية
لأن الوجع الحقيقي هو العيش
أين الطبيب يا عنترة بن شداد
(( وسيفي كان في الهيجا طبيبا
يداوي رأس مَنْ يشكو الصداعا ))
في هذا التزوير العراقي
الجندي الحقيقي يريد حربا
يستعيد بها رتبته من الجندي المزيف
والشاعر الحقيقي كذلك
لأن الشعراء الكبار لم يمجدوا الحياة فقط
بل كان لديهم من الموهبة ما يهددها أيضاً
رحلة أخرى يا سامي مهدي
(( وأرسطو يُلْهم الإسكندرَ الغزوَ
وقهرَ المدنِ التعبى
ويغريه بقتلِ الأمراءْ.
وأنا أنظر في هذا المصيرْ
وأرى الإنسانَ في الجبِّ صريعًا يستجيرْ
وأرى القيصرَ ما زالَ، كما كان،
إلهًا يَمْلكُ الإبرامَ والنَّقْضَ وتصريفَ الأمورْ
قلتُ: لا بدّ إذنْ من رحلةٍ أخرى،
ومن شوطٍ أخيرْ.
رحلةٌ أخرى؟
إلى أين؟
وكلُّ الأرضِ بستانٌ لقيصرْ
وعلى أطرافِهِ الجندُ يقيمونَ له ألفَ معسكرْ
ويغنُّون سكارى شِعرَ فرجيلَ
وروما تتبخترْ؟
رحلةٌ أخرى ولا شيءَ تغيّرْ
منذ أن دارت بنا الأرضُ،
وصار القردُ إنسانًا يفكّرْ؟
رحلةٌ أخرى وفي ظهرِكَ خنجرْ
وعلى صدرك رمحٌ،
وإلى جنبكَ لغمٌ يتفجّر؟
رحلةٌ أخرى ولم يبقَ من السربِ
سوى بعضِ بغاثٍ يتطيّر؟
ليكنْ (قلتُ) فإنّ الصمتَ أخطرْ )) /سامي مهدي

العراق أسطورة و ثغور و ملحمة دائمة/ أسعد البصري

الخطاب الثقافي الوطني العراقي
هو خطاب إنساني يبعث على التقريب بين البشر والعقول
هذا الخطاب سيصبح من الذكريات في المستقبل القريب
سوف ينغلق الخطاب ليصبح خطاب قبائل و طوائف
غير مهتمة بالإقناع والتقارب
بمقدار ما تكون مهتمة بترسيخ الذات و فرضها على الآخر
في حوار الطرشان هذا تموت الثقافة
إن الآخر لا يعجز عن الفهم فقط
بل يعبر صراحة عن عدم رغبته بذلك
لقد كانت هناك فرصة عشر سنوات بعد الإحتلال
أمام الحزب الشيوعي العراقي للقيام بدور ثقافي وطني هو قادر عليه
لكن فخري كريم قام بصفقة مع حزب الدعوة والإحتلال
بحيث يكون للثقافة دور الأفيون الذي يمتص الغضب و يفرغه
كانت الشيوعية في هذه الفترة
أفيون الشعب العراقي
بسبب النقود والمصالح الضيقة
هكذا ضاعت فرصة كبيرة
لإنقاذ العقل العراقي من الجنون
لقد بقي الشيعة في العراق يصرخون مليونية
حتى جُن جنون السنة وصاروا يصرخون مليونية أيضاً
ماذا نفعل الآن ؟؟ نضرب مليونية بمليونية و نتفرج ؟؟
بصراحة أنا في نفسي حسرة
أن يعلن السيستاني جهادا عاما شاملا بأقصى العبارات
ماذا سيحدث ؟؟ الجماعة الإسلاميين الشيعة
يهددون بأنه لو يعطي السيستاني كلمة جهاد
لاحترقت الدنيا و سقطت السماء على الأرض
هذا كلام سرسرية و شقاوات
متى نكف عن هذه الأوهام
لماذا الإرهاب بالعدد والمليون والفتوى والمرجع والكلام الفارغ ؟؟
متى نتعايش و نفهم بأن الناس هم غرائز و مصالح و طمع و نجاسات
وليسوا عقائد و جهادا فقط
متى يكون عندنا شيء اسمه : قانون
كالقانون الكندي حيث القاضي يستطيع اعتقال أكبر راس في الدولة
وليس قانون اغتصاب و طائفية و سرقة مثل دولة القانون
أخبروني ما هي رسالتنا كشعب في هذه الحياة ؟؟
زراعة ؟؟ صناعة ؟؟ قنابل ذرية ؟؟ فنون ؟؟ آثار ؟؟ سياحة ؟؟
ماذا نفعل في هذه الحياة ؟؟
لهذا أقول أفضل شيء الحرب
للتخلص من هذه الكارثة : عبء الوجود و مسؤولية الحياة
رسالتنا في الحياة هي النفخ والكذب
كنا نكذب و وننفخ في الرئيس السابق صدام حسين
هذه الأيام ننفخ المواطن الإيراني السيستاني البلوشستاني
فالسيد السيستاني لو يعطينا فتوى نذبح جميع السنة في ليلة واحدة
لكنه طيب جداً و صبور و يتحمل (( صمام أمان ))
رغم قبح السنة لكنه يقول اصبروا ولا يعطينا فتوى بذبحهم
بشرفكم بغيرتكم شايفين أسخف من الشعب العراقي هذه الأيام ؟؟؟؟
شعب عمره خمسة آلاف سنة متعايش بمحبة
يدعي بأنه يقتل بعضه لولا حكمة مواطن إيراني مواليد ١٩٣٠م
جاء الى العراق وعمره ٢١عاما لدراسة الدين في النجف
أي سخافة و انحطاط قومي هذا ؟؟
العواطف الجياشة عندنا أهل العراق مشكوك فيها دائماً
لأننا أهل جدل على مر العصور ولسنا أهل ثبات و عقيدة
لهذا تتغير عواطفنا بتغير مزاجنا باستمرار
وهذا أمر جيد من ناحية حقاً
لأن التغيير صعب على بعض الشعوب
المزاج الثقافي الصفوي يصطدم بالجدار ويجب تغييره الآن فورا
آخر التقارير عن العراق من دولة السويد
بيع أطفال العراق والمراهقين ب 500$ للطفل العراقي
أطفال للتبني ؟؟ للشذوذ الجنسي ؟؟ جواري و خدم و عبيد
هذا هو العراق الصفوي
أقدّر أنه في القادم من الأيام تتبعثر الثقافة العراقية في الهواء
سوف تحدث مواجهات بين المثقفين العراقيين بكل تأكيد
لكل فلسفته و عقيدته و نظرته النابعة من وجدانه
بالنسبة لي العراق ليس بلدا هذا وهم
العراق أسطورة و ثغور و ملحمة دائمة
نحن لسنا شعبا بل ضباب يظهر و يختفي في التاريخ
أقول كما قال خليل حاوي :
(( طُرُقاتُ الأرْض مهما تتناءَى
عند بابي تَنْتَهي كلُّ طريقْ،
وبكوخي يستَريحُ التَوْأَمان:
الله والدهرُ السَحيق.
.. وَأرى، ماذا أرى؟
مَوتاً، رَماداً وَحَريقْ..!
نَزَلتْ في الشاطئ الغَربيِّ
حدِّقْ تَرَهَا.. أمْ لا تُطيقْ؟ ))

الاحاسيس التعويضيه و فلسفة الهروب من الواقع/ إيـــمى الاشــــقر

الاحساس التعويضى :
هو محاولة الفرد استبدال احساس ممكن اشباعه باخر لا يمكن اشباعه مثل الاحساس برغبه ملحه فى اشباع حاجه جنسيه مع غياب مصدر الاشباع و فى هذه الحاله يكون احساس غير ممكن اشباعه  و استبداله بالاحساس بالجوع او العطش و هما احاسيس ممكن اشباعها بسهوله لتوافر مصدر الاشباع و هو الماء او الطعام .
الهروب من الواقع :
هى حاله من عدم الرضا مخزنه فى عقل الفرد الباطن و تظل ترافقه مع جميع مراحل حياته و نموه طالما انه مازال غير راض عن واقعه , او تظل مخزنه فى العقل الباطن و يظل الفرد واقع تحت تاثيرها و يحاول دائما التخلص منها او اظهار عكسها فى تعاملاته مع الاخرين بتصوير صوره عن حياته عكس الحقيقيه و خاصه فترة الطفوله , او ربما تكون حاله طارئه نظرا لظروف معينه بمر بها الفرد و تنتهى بنهاية تلك الفتره .
بعض مظاهر الاحاسيس التعويضيه و الهروب من الواقع :
• الافراط فى تناول الطعام و الاحساس الدائم بالجوع و الرغبه فى تناول كميات كبيره من الطعام
• الاحساس الدائم بالعطش مع شرب كميات كبيره من الماء و عدم الوصول الى حالة الارتواء
• النوم لفترات طويله و كذلك الاحساس بالخمول و الهبوط
• ادمان الانترنت و خاصه مواقع التواصل الاجتماعى
• الافراط فى الضحك و التهريج بشكل مبالغ فيه
• الاكتئاب و الاحباط و الرغبه فى عدم الاختلاط بالمجتمع
• تقمص الفرد شخصيه عكس شخصيته الحقيقيه و محاولة اقناع الاخرين بها
• استسلام الفرد للمرض و الاعياء و عدم رغبته فى الشفاء من منطلق تغير الواقع
• الرغبه فى الانتحار للتخلص من الواقع
• المبالغه فى العلاقات النسائيه بالنسبه للذكور
• الخوض فى علاقات عاطفيه بدون امل و نهايتها الفشل بالنسبه للفتيات
• استخدام فلسفة الايحاء النفسى من منطلق الهروب او تجميل الواقع
• ادمان المخدرات و الكحوليات و القرب من اصدقاء يتسموا باللامبالاه و ضعف الاخلاق
اسباب اللجوء الى الاحاسيس التعويضيه و الهروب من الواقع :
• عدم توافر مصدر لاشباع إحتياجات الفرد العاطفيه و الغرائزيه
• التفكك الاسرى و احساس الفرد بالغربه بين افراد اسرته
• الكبت العاطفى و خوف الفرد اظهار ما بداخله خوفا من غضب الاسره و انتقادها له
• سوء احوال الاسره الاقتصاديه و المعيشيه فى ظل ظروف قاسيه
• احساس الفرد بالفشل و نظرة الاخرين له التى تشعره بالنقص و الخجل
• اجبار الفرد على فلسفه غير مقتنع بها من قبل الاسره
• اليأس و فقدان الامل من تغير الواقع
• الخجل من الواقع و الخوف من إستهزاء المجتمع .
عينات البحث :
العينه الاولى : انثى , العمر 27 عام , لا تعمل , انسه , و لم يتقدم لخطبتها احد ولم تشعر من قبل بحب شاب لها او رغبته فى التقرب منها , شهوانية الطباع , تعشق مشاهدة الافلام و المسلسلات و خاصه التى تكون بها مشاهد ساخنه , ادمنت استخدام مواقع التواصل الاجتماعى , دخلت فى علاقات عاطفيه غير متوافقه بهدف اشباع احتياجاتها بالتحدث مع شاب و سماع كلمات عاطفيه منه و احساسها بانه لديه الرغبه في التحدث معها و سماع صوتها و قضاء اوقات طويله معا على الشات .
العينه الثانيه : ذكر , العمر 17 عام , كان محب للدراسه و لديه طموح ان يلتحق بكلية الهندسه و قدراته العقليه عاليه جدا و متفوق فى دراسته حتى السنه الثانيه من المرحله الاعداديه , فى تلك المرحله تعرض والده الى خساره كبيره فى تجارته و اصبح مفلس و اصبحت الاسره من اسره تعيش فى رفاهيه شديده الى اسره تعيش على مساعدات الاقارب و المحيطين , قررت الاسره ان يلتحق بالتعليم الفنى نظرا للظروف الماديه الحاليه و و هناك تعرف على زملاء من طبقات متدنية الاخلاق , و انضم اليهم و اصبح مثلهم و كانت البدايه بشرب السجائر ثم بعد ذلك بتعاطى المخدرات بجميع انواعها مما جعله هو زملاؤه يلجؤا الى السرقه و النصب من اجل توفير النقود اللازمه لشراء المخدرات .
العينه الثالثه : ذكر , العمر 24 عام , فشل فى دراسته الجامعيه , يعمل فى عمل مؤقت غير ثابت و ليس له اوقات رسميه , يميل الى الافراط فى العلاقات النسائيه و يتباهى بكم العلاقات التى يخوضها و بعدد الفتيات التى يعرفها و يتحدث معها سواء فى الواقع او عبر مواقع التواصل الاجتماعى , يحاول الظهور دائما بشخصية الرجل الاكبر من سنه صاحب العقل الناضج الناصح المرشد للاخرين , يكره و بشده الحوار او التعامل مع اصحاب المستويات العلميه العاليه مع محاولة استخدام الايحاء النفسى لهم بالنقص او احتياجهم لسماع نصائحه و توجيهاته و محاولة الاستهزاء بهم .
العينه الرابعه : انثى , العمر 47 عام , متزوجه , لديها ابناء , متزوجه من رجل افضل منها فى كل شىء سواء من الناحيه العلميه او الاجتماعيه , تميل الى تقمص شخصيه عكس حقيقة شخصيتها و تصوير صوره مغايره تماما للصوره الواقعيه عن طفولتها و عائلتها , تهوى تقمص شخصية المثقفه المطلعه , و تميل و بشده للتقليل من قيمة زوجها و خاصه امام اسرته و اهله و جدير بالذكر انهم رفضوا ارتباطه بها لانها ليست من مستواهم الاجتماعى و الاخلاقى و ليست من مستوى الابن العلمى و الاكاديميى و لا تليق بمستواه الاجتماعى , عاشت طفولتها فى قريه صغيره فى فقر شديد و كانت والدتها تعمل خادمه و تقوم بتربية الطيور و بيعها فى السوق من اجل توفير احتياجات الاسره , فشلت فى دراستها نظرا لضعف قدراتها العقليه و شخصيتها المهزوزه .
العينه الخامسه : ذكر , العمر 34 عام , يتقمص شخصية الرجل صاحب الشخصيه القويه جدا و العقليه المتفتحه , صاحب الاراء و وجهات النظر الفريده من نوعها , دائما يستخدم العصبيه و الالفاظ البذيئه كنوع من انواع توبيخ الاخرين و التعامل بمبدأ التكبر و الاستعلاء , يتظاهر بان الانثى بالنسبة له و اشباع احتياجاته الغرائزيه الطبيعيه فيها شىء لا يخطر له على بال و ليس له اى اهميه من وجهة نظره , و هو فى حقيقته ضعيف جدا حتى لا يقوى على اتخاذ قرار مصيرى بخصوص حياته بدون موافقة الوالدين , ضعيف جدا امام الانثى و دائما عيناه وراء كل جميل , شهوانى جدا لدرجة انه يمارس علاقات غير محترمه عير شبكات الانترنت , و لقد
تربى على انعدام الشخصيه و التابعيه الفكريه و الخوف المطلق من الوالدين و عدم الثقه بالنفس و الانتقاد المبالغ فيه و المستمر لكل تصرفاته و الاستهزاء به و من كل ما يخصه و اقتحامه بشكل همجى و التصرف فيما يخصه بدون الرجوع اليه و التقليل من مشاعره العاطفيه و السخريه منها .
الوصايا :
• التقرب من الله سبحانه و تعالى ليضمئن القلب و تهدأ النفس " ألا بذكر الله تضمئن القلوب "
• محاولة حفظ القران و دراستة تعاليمه لتقوية النفس و تهذيبها
• الايمان بالقضاء و القدر و النصيب و الرضا بما كتبه الله و عدم الاعتراض على القدر
• تفريغ الطاقه المخزنه فى الجسم فى ممارسة الرياضه , القراءه , الثقافه و الاطلاع
• محاولة الانغماس فى شىء مفيد حتى لا يعطى الفرد  للياس فرصه للسيطره عليه 
• عدم الاستسلام للاحباط  و المحاولة المستمره فى الانتصار عليه
• عدم الاستسلام للظروف السيئه و محاولة قهرها
• عدم الاستسلام للرغبات و الشهوات و الانسياق خلفها بلا إراده
• للاسره  دور هام و فعال فى الحفاظ على ابنائها بالتوعيه و النصح الدائم و الارشاد و اشباعهم عاطفيا
• تقوية دور المؤسسات الدينيه فى توعية الشباب و ارشادهم للطريق الصحيح
• تعزيز مبادىء الدين الساميه فى المناهج الدراسيه و اختيار الاصلح و الاكثر علما بها فى تدريسها .
• تحلــيل و دراســة
• إيـــمى  الاشــــقر

للتواصل عبر الفيس بوك
http://www.facebook.com/pages/%D9 /177203479086157?ref=hl

مشكلة الرئيس ايلي الفرزلي هي الثقة المفقودة به/ الياس بجاني

تعليق الياس بجاني على مقابلة الرئيس ايلي الفرزلي عبر تلفزيون المر ليوم الأربعاء 23 كانون الثاني/13
بداية لا بد لي وأن أقر واعترف بأن الرئيس الفرزلي هو محامي أكثر من شاطر وسياسي عتيق ومخضرم وصاحب خبرة طويلة ويجيد ببراعة فائقة وموصوفة اللعب بالكلمة وفي تسخيرها للوصول إلى أهدافه التي شخصياً نعتقد أنها دائما تكون غير بريئة وغير إيمانية، ولو عرفنا أن الكلمة هي الله لأدركنا خطورة من لا يستعملها بمخافة من الله سبحانه وتعالى الذي وإن أمهل فهو لا يهمل.
نعم مداخلة الرئيس الفرزلي كانت جذابة جداً بمسحتها المسيحية وواقعية جداً بما يخص حقوق المسيحيين في لبنان والتعديات الفاضحة والمهينة عليها وكدت في لحظات ضعفي العاطفية أن أصدقه وأماشي أحاسيسي وغرائز الإنسان العتيق بداخلي وأغرق في خطيئة الثقة به، وأيضاً كدت أن أقع في فخاخه اللفظية الجذابة ولكن المفرغة من المحتوى الإيماني.، وكدت أن أنسى تاريخه الطويل في العمل لغير مصلحة وحقوق المسيحيين تحديداً واللبنانيين عموماً حيث كان من ثوابت الاحتلال السوري وتحديداً في شقه المخابراتي.
السؤال الأول الذي قذفه في وجهي ضميري والإنسان الجديد في داخلي، إنسان الماء والروح، انتشلني من أن أكون ضحية لمنطق الفرزلي المحق الذي يراد منه باطلاً: وهو لماذا لم نسمع صراخه المسيحي العالي يوم جنس الاحتلال السوري بغير حق ما يزيد عن 750 ألف غالبيتهم العظمى من غير المسيحيين وبالتالي أخل بالديموغرافية لغير مصلحة المسيحيين عن سابق تصور وتصميم، ويومها كان الفرزلي من كبار المعينين حكاماً للبلد المحتل، وأكثر ضميري من الأسئلة المشابهة والتي أجوبتها كافة لم تعطي الفرزلي أية مصداقية لا مسيحية ولا لبنانية ولا إيمانية.
كما عادت بي الذاكرة إلى كل مداخلات الفرزلي الملغمة والملغومة عبر الجزيرة وال بي سي وغيرهما من المحطات التلفزيونية في مواجهة كل مقابلة كان الجهاز المخابراتي السوري يسمح بها للعماد ميشال عون من منفاه الباريسي، ومنها تلك المقابلة المميزة مع الجزيرة حيث تمكن الفرزلي بمنطقه المسورن من استفزاز عون ودفعه للوقوف والخروج من الأستوديو دون إكمال مداخلاته.
يقول الإمام علي: "الكذاب والميت سواء، لأن فضيلة الحي على الميت الثقةُ به، فإذا لم يوثق بكلامه فقد بطلت حياته".
وفي إنجيلنا المقدس حذرنا الرب من المسحاء الدجالين وهو رفع هؤلاء لشدة خطورتهم إلى مرتبة تكنيتهم باسمه "مسحاء"، كما رفع المال إلى مرتبة الألهة وقال لا يمكنكم عبادة الإله والمال في وقت واحد. من هنا نحن شخصياً لا نثق بأي عمل أو مشروع أو تحالف يكون للرئيس الفرزلي يداً فيه، وتحديداً لا نثق باللقاء المسيحي المستقل الذي يشاركه فيه الأستاذ كريم بقرادوني وغيره من الشخصيات التي لم تكن في يوم من الأيام في خدمة غير مصالحها، وكنا كتبنا الكثير عن هذا التجمع وحذرنا من أخطاره.
في الخلاصة ما نريد قوله بصراحة إننا لا نثق بالرئيس الفرزلي وبالتالي لا نؤيد مشروعه الفخ وان كنا نقر ونعترف بأن للمسيحيين حقوق مستباحة ومباحة ويجب استردادها ولكن بغير مشروع قانونه الملغم الآتي من خارج الحدود. ولأن المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين، ولأن شعبنا المسيحي بأكثرية مؤمن وواعي ووطني نناشده أن يتجنب جحور الرئيس الفرزلي وأن يبحث عن مشاريع قوانين غير مشروع قانون الفرزلي لاستعادة حقوقه المهيمن عليها. من له أذنان للسمع فليسمع

المحاججة الفلسفية لما أفعله/ أسعد البصري

الثقافة لا تعمل بالإجبار بل بالإقناع
لا تستطيع أن تجبرني
على كراهية الرئيس صدام حسين يمكنك أن تقنعني
وهذا الإقناع ليس بإعدامه إعداما طائفيا في عيد الأضحى
وليس بسرقة المال العام ولا باغتصاب المعتقلات والمعتقلين
لا يمكنك إقناعي بأن صدام حسين معتد على إيران
بينما إيران تعتدي على بلادي وتحتلها في مماته
لا يمكنك إقناعي بأحزاب محاصصة طائفية عميلة
ولا بمدارس منهارة و مستشفيات مخربة
كان يمكنك إقناعي لو كل هذا لم يحدث
لو لم يقتل مليون عراقي بحرب أهلية
لو لم يتم تهجير مليوني عراقي
لو عندنا كهرباء و ماء و زراعة و صناعة
لا يمكنك هكذا تفرض علي قضية كما تشاء
يمكنك أن تقول ما تشاء و أنا أقول ما أشاء
شخصيا لا أستطيع أن أفرض على الصدريين فكرتي عن مقتدى الصدر
لا نقاش بعد كل ما حدث في هذا الموضوع / انتهى
لم تعطنا الحكومة العراقية الحالية أية فرصة
خطاب استفزازي غير مقبول أربعة و عشرين ساعة
تشعر و كأن هناك طائفة واحدة مصابة بالجنون
تتحدث مع نفسها فقط وكأن أحدا آخر غير موجود
هكذا فرضوا نظام المحاصصة فرضا
و يكتبون عن (( وطنية )) شبحية في الإعلام
صار شعرهم سخيفا ولا قصيدة واحدة مهمة في العراق الجديد
ولا نشيد وطني مهم مقنع تم تأليفه
لأن كل شيء صار مبنيا على الكذب
ثم كيف تضع مادة أربعة إرهاب على رقبة طائفة بأكملها ؟؟
هل هناك إرهابي شيعي واحد في العراق ؟؟ كلا
الإرهابي معناها سني
كيف تفرض عليهم اجتثاث البعث و عدم تأسيس أي تنظيم قومي
هؤلاء طائفة فيها عشائر و رجال دين لكن هذا ليس قوتهم
القوة في مزاجهم العروبي الذي يجعلهم منفتحين على كل عرب العراق
وعلى العرب في العالم العربي كذلك
لم يتم السماح إلا بتنظيمات وهمية اسلامية
مع العنف الأهلي والتمييز الطائفي أصبحنا جميعا طائفيين
هذه الطبخة سامة و إجبارية ماذا نفعل ؟؟
حتى الذي يقاومها بالصمت هو أيضاً طائفي
لأن طائفته تحكم وتميز و تقتل و تسرق بينما هو صامت
فما بالك بمن يروج لها بمختلف الأساليب
إن المحاججة التي أقوم بها هنا هي كسر الخوف والمسكوت عنه
تحب صدام حسين قل نعم أحبه لا تخف
تشعر بأن الفكر القومي يناسبك أكثر عبر عن ذلك لا تخف
إن القمع يحول الناس بالقوة إلى تافهين و منافقين
يجب بناء نظام جديد غير المحاصصة
نعم سيحتاج ذلك إلى قتال و ضحايا
يجب أن نختبر حماسة الطرفين
ثم حين يتعبان يصبح للحديث معنى
بالمعاناة يفهم الشيعي بأنه لا يستطيع إذلال السني هكذا
و يفهم السني بأن الوطن مشاركة و حوار و مساواة
لا يمكن الدخول في هذا النفق مرة أخرى
إن ما أقوم به هو التقحم في أصعب المناطق لدى العراقيين
لأنني حقاً عشت الحرية وأعلم ليس هناك ممنوع
لكن حين تمنعني من شيء فأنا أتبناه و أدافع عنه
أدافع عن البعث وعن صدام حسين
لأنك تمنع التعبير بحرية عن هذه الرموز
يصبح الدفاع عنهم تحديا و دفاعا عن الحرية نفسها
عندي مزاجي الفلسفي الخاص
وحين يكون الحوار في المناطق العالية للفكر
أجد متعة كبيرة في ذلك

المشردون الجدد/ سري القدوة

من لأبناء شعبنا الفلسطيني الذين يذبحون الان بدم بارد ويشردون من اماكن تواجدهم دون وجه حق ومن للفلسطيني الان سوي الله وهو يلتحف السماء ويتمدد تحت قرص الشمس طالبا العيش بحرية وكرامة .. فمن ترحال الي رحيل ومن هجرة الي تهجير ومن تشرد الي تشريد .. تلك هي حياة الفلسطيني الذي يتطلع الي العيش بحرية والي بيت يؤويه والي حياة هادئة بعيدة عن القتل والملاحقة يعيشها ومن اجل مستقبل اطفالنا وحمايتهم لا بد لنا بان نقف موقف حازم وان نعمل علي ضمان عودة ابناء شعبنا المشردين الجدد الي ارض الوطن بكل السبل والوسائل حتى أن كان ذلك عودتهم الي قطاع غزة كمرحلة اولي ..

كتب علي ابناء شعبنا الفلسطيني ان يعيشوا مشردين جدد بكل بقاع الارض وان يقف العالم متفرج علي مسرحية تهجيرهم وتشريدهم مجددا من مخيمات اللجوء التي اقيمت لاحتوائهم وهذا ما يحدث الان مع ابناء شعبنا الفلسطيني في سوريا حيث كتب لهم ان يكونوا مشردين دون مأوى او حماية ..

تحدث الرئيس الاخ ابو مازن رئيس دولة فلسطين عن عودتهم الي بلادهم وسرعان ما اسرعت اسرائيل الي نفي اي اتفاق مع الدولة الفلسطينية حول عودتهم وبعيدا ( طبعا عن موقف اسرائيل المعروف مسبقا ) والذي هو بالتأكيد ضد حق العودة .. سواء الجماعية او الفردية لاي فلسطيني فأننا هنا نقول وبوضوح ليعودوا فورا الي قطاع غزة وتحتضنهم غزة .. وان تبقي عودتهم الي غزة عودة مؤقتة افضل بكثير من الموت الذي ينتظرهم في مخيمات سوريا وأفضل من المتاجرة بهم ..

من حق كل فلسطيني العودة الي وطنه وأننا ننتظر القيادة الفلسطينية وعلي رأسها الاخ ابو مازن باتخاذ ما يلزم من اجل تأمين عودة مائة وخمسين الف فلسطيني فورا الي قطاع غزة شردتهم الحرب الطاحنة في مخيمات سوريا وظلم عصابات بشار الاسد..  ننتظر التنسيق لعودتهم الي قطاع غزة ويتم توزيعهم في اراضي وسط غزة وجنوبها وخاصة بالأماكن التي كانت تسمي بالمستوطنات وسميت فيما بعد بالمحررات ..

هذا ابسط شيء نقدمه الي شعبنا علي الاقل نضمن لهم العيش الكريم والحياة بدلا من البرد والقتل والغرق في البحور والإبحار الي عالم مجهول ..  نعم لتتسع غزة لشعبنا وان يعود اهلنا الي وطنهم ..

أن خطوات  الرئيس محمود عباس بالعمل علي عودة ابناء شعبنا تعد خطوات ايجابية ومهمة وخاصة ابناء شعبنا الفلسطيني المتواجدين في سوريا حيث تطحنهم عجلة القتال والتدمير المنظم لمقومات حياتهم من قبل عصابات النظام السوري المتهالك .. وكان الرئيس الاخ ابو مازن  قد طلب من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن تسمح إسرائيل بدخول فلسطينيين من سوريا من ضحايا العنف الدائر هناك إلى أراضي دولة فلسطين المحتلة .

وأن إسرائيل التي تنفي اليوم موافقتها علي ذلك وضعت شرطا تعجيزيا بان يتنازل كل من يدخل إلى أراضي دولة فلسطين المحتلة عن حقه بالعودة وهو ما رفضه الرئيس محمود عباس رفضا قاطعا .

وتبقي قضية اللاجئين الفلسطينيين وحق عودتهم من قضايا الحل النهائي ولا يجوز أن يتصرف احد بها حيث القرارات الدولية تنص على عودتهم إلى وطنهم وبيوتهم التي هجروا منها وخاصة القرار 194 الذي ينص على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين.

وان من حق شعبنا العودة الي ارضه وممارسة حياته الطبيعية فوق تراب وطنه واليوم من حق ابناء شعبنا في سوريا العودة الي قطاع غزة كون معبر رفح لا يخضع لسيطرة الاحتلال وهو يخضع الي ترتيبات مصرية مع حركة حماس التي تسيطر علي قطاع غزة ومن حق اهلنا المشردين الجدد العودة الي قطاع غزة وتخصيص المحررات اماكن لهم وهي تتسع جغرافيا الي اكثر من مائة وخمسين الف شخص حيث يتم توزيعهم علي مناطق الوسط ما يعرف بنتسريم ومناطق خانيونس ما يعرف بالمواصي ومناطق رفح ما كان يعرف برفح ..

اننا نتطلع الي اهمية العمل من قبل القادة الفلسطينية علي ضمان عودة ابناء شعبنا المهجرين من سوريا الي قطاع غزة وتوفير الحياة الكريمة لهم بدلا من تركهم للمجهول ..

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

خواطر وأفكار/ سركيس كرم

 خلوّ أعمالكم تحكي عنكم... لأنه بالنهايي ما بيصح إلا الصحيح.
*****
الفرق بين الرجال وبين الازلام متل الفرق بين الحرية وبين التبعية!
*****
ما تحب بلدتك أكتر من وطنك.. بس حبها .. لأن يللي ما فيه يحب ناسو ما فيه يحب
وطنو.. !
*****
..و يللي ما فيه يحب وطنو الأم، ما فيه يحب وطنو بالتبني.. ويللي ما بيحب وطنو بالتبني ما فيه يحب حدا !
*****
الغرور هو النقيض الأكبر للأحترام
*****
التعصب لفريق يؤدي تلقائياً الى تجاهل الأخطاء التي ترتكب ضمن صفوفه.. فيما يتمحور التركيز بصورة مستمرة على أخطاء الفريق الآخر.. وهكذا تتراكم أخطاء الفريقين ليدفع الجميع الثمن!!
*****
مصيبة البعض انهم حقاً يظنون ان الرب الذي قال " لا تستطيعوا أن تعبدوا ربين : الله والمال" سيمنحهم بعد وفاتهم (بعد عمر طويل) مقاعد امامية في الدرجة الاولى في السماء تتناسب مع حجم ثرواتهم المادية.. أي كلما كبرت الثروة كلما تنعموا بمواقع أكثر أهمية،  وكأن الرب هو مدير فندق او شركة طيران او مطعم..!
*****
مصيبة البعض ايضاً انهم يظنون حقاً ان المقاعد الأمامية والصور والتطحيش يمنحهم أهمية أكبر و"صلاحيات أوسع" ويجلب لهم "قيمة مضافة" !!!
*****
من لا يحترم تاريخه المشرّف لا يقدر ان يبني حاضره على أسس سليمة ولن ينجح برسم الطريق نحو مستقبل أفضل.
*****
لماذا: في لبنان ثلاثة أرباع نشرات الأخبار عن السياسيين.. اما في اوستراليا فتخصص بضعة ثوان فقط للأخبار السياسية..في لبنان هنالك تقريباً 24 ساعة برامج تلفزيونية واذاعية سياسية.. وفي اوستراليا لا يوجد برامج سياسية ألا في حالات نادرة.. من الممكن ان يكون أفتقار اوستراليا الى الحكي السياسي الذي لا ينقطع قد جعل شعبها ينعم ب24 ساعة كهرباء وماء وضمان اجتماعي وضمان صحي واستقرار...الخ.. وربما ان الذي ينعم بكل حقوقه ويعي واجباته لا يحتاج الى السياسة.. وربما لأن السياسي في اوستراليا يدرك تماماً ان مهامه ترمي الى خدمة الشأن العام وانه ليس بمنأى عن المحاسبة..!
*****
يا حرام ع لبنان.. كل سياسي فيه بدو قانون انتخاب ع قياسو وآخر همو صحة التمثيل وخاصة التمثيل"المسيحي"... ولا حسيب ولا رقيب طالما الجمهور بينسا وبيسامح بسرعة البرق كرمال المصلحة "الوطنية العليا"!!

النسخة القطرية للحل العربي تفشل في سورية/ نقولا ناصر

(لا تزال قطر ترأس لجنة الجامعة العربية المعنية بحل الأزمة السورية، ما يثير التساؤل عما إذا كانت لا تزال مؤهلة لرئاسة هذه اللجنة بعد أن فشلت في التوصل إلى حل وهي في موقع دولي وعربي أفضل)

لا يجادل أحد اليوم بأن الحل الدولي للأزمة المستعصية في سورية مفتاحه في مجلس الأمن الدولي، وهو حل تعطله موازين القوى الدولية ومصالحها المتضاربة، وهو ذات السبب الذي يعطل أي حل خارج نطاق الأمم المتحدة، ومع ذلك لا تزال جامعة الدول العربية تحاول دون جدوى حتى الآن أن تستقوي، بقيادة قطر، بحل دولي يفرض حلا ظاهره عربي لكنه في دوافعه وأهدافه وعناوينه وأدواته يصب في خدمة الاستراتيجية الأمريكية الساعية إلى ضمان الهيمنة الاقليمية للولايات المتحدة وضمان سيطرتها على النفط والغاز العربي وغير العربي في المنطقة وضمان أمن دولة الاحتلال الإسرائيلي باعتبارها "أكبر حاملة طائرات أمريكية في العالم" لحماية هذه الاستراتيجية كما قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق الكساندر هيغ.
والمفارقة أن قطر التي تستضيف أكبر وأهم قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة لحماية استراتيجية الولايات المتحدة الاقليمية كانت منذ عامين تقريبا هي عنوان الحل "العربي – الدولي (الأمريكي)" المستحيل للأزمة السورية، وبالتالي أصبحت العنوان لفشل هذا الحل، بل تحولت هي وهذا الحل المستحيل معا إلى العقبة الرئيسية أمام أي حل سلمي متفاوض عليه بالحوار الوطني للأزمة، وحولها إمعانها في المكابرة في الخطأ إلى جزء رئيسي من الأزمة يطيل أمدها ويمنع التوصل إلى حل لها، وهو ما يستدعي تدخلا عربيا يكف يدها إن لم تتدارك خطأها الذي تكاد تحوله الأزمة الانسانية المستفحلة في سورية إلى خطيئة إنسانية وقومية على حد سواء.
وفي دورها كطرف في استمرار الأزمة واستفحالها لا تستطيع قطر التنصل من مسؤوليتها عن الأزمة الانسانية المستفحلة، حيث تجاوزت خسائرها في الأرواح الستين ألفا حسب الأمم المتحدة، وتجاوز عدد اللاجئين خارج سورية الستمائة ألف، والنازحين داخلها المليونين، بينما بلغت قيمة الدمار في البنية التحتية عشرات مليارات الدولارات، وتقول نافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الانسان إن "أربعة ملايين شخص بالبلاد يحتاجون الى المساعدة" الغذائية العاجلة و"400 ألف من 500 ألف لاجئ فلسطيني في سوريا تضرروا من الوضع ويحتاجون إلى المساعدة"، ما استدعى موافقة الحكومة السورية على تدخل برنامج الغذاء العالمي، بينما تستمر العقوبات الأمريكية والأوروبية التي تبنتها الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي من دون أن "تفعلا شيئا للاعتراض على الجوانب اللأخلاقية واللاقانونية واللانسانية" لهذه العقوبات وبينما "بعض مسؤولي" المنظمتين العربية والاسلامية "يذرفون دوع التماسيح" على هذه الأوضاع كما قال الباحث الأمريكي المقيم في دمشق فرانكلين لامب في بريد الكتروني معمم لهذا الكاتب.
لقد انضمت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الانسان إلى (57) دولة، منها قطر، وتتصدرها سويسرا التي لم توقف تعاونها مع هتلر ونظامه النازي إلا بعد أن فرض تقدم قوات الحلفاء عليها وقفه في الحرب العالمية الثانية، تطالب مجلس الأمن الدولي بإحالة قضية جرائم الحرب "التي ارتكبها جميع أطراف الصراع" في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق فيها، ولا يمكن للمحكمة النظر في هذه الجرائم إلا بقرار من مجلس الأمن الدولي نظرا لكون سورية ليست عضوا في المحكمة، مما يثير التساؤل عما إذا كانت قطر يمكنها أن تتنصل من مسؤوليتها كطرف رئيسي في الصراع.
ولا تستطيع قطر التنصل من هذه المسؤولية بينما استفحلت الأزمة السورية وهي ترأس الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أن تخلفها صربيا، وترأس مجلس الجامعة العربية قبل أن يخلفها لبنان، لكنها لا تزال ترأس لجنة جامعة الدول العربية المعنية بحل الأزمة السورية، ما يثير التساؤل عما إذا كانت قطر لا تزال مؤهلة لرئاسة هذه اللجنة بعد أن فشلت في التوصل إلى حل لها وهي في موقع دولي وعربي أفضل، وبعد أن منحت قطر مهلة عامين تقريبا للنجاح في تكرار السيناريو الليبي في سورية دون جدوى حتى الآن، ويثير المقارنة مع دور الوسيط الأممي كوفي أنان الذي امتلك الجرأة الأدبية للاعتراف العلني بفشله، والانسحاب بكرامته، وفسح المجال لانتداب خلفه الأخضر الابراهيمي عله ينجح في ما فشل فيه، وهو ما يثير التساؤل كذلك عن عجز جامعة الدول العربية عن انتداب بديل لقطر في رئاسة اللجنة عله ينجح في ما فشلت فيه بدلا من الاستمرار في تجربة الفشل القطري في قيادة حل عربي للأزمة.
ومن المقرر أن يحيط الأخضر الابراهيمي مجلس الأمن الدولي بما أحرزته مهمته في التاسع والعشرين من هذا الشهر، حسب ما أعلن الرئيس الباكستاني للمجلس مسعود خان، ومن المقرر كذلك أن تستضيف الكويت في اليوم التالي مؤتمرا دوليا لمانحي المساعدات الانسانية للمدنيين السوريين المتضررين من الأزمة بعد موافقتهم على تعهدات متوقعة بمبلغ (1.5) مليار دولار أمريكي حسب ما أعلن مبعوث الأمم المتحدة للشؤون الانسانية عبد الله معتوق، وأن تستضيف الرياض اليوم وغدا (22 و 23 الشهر الجاري) القمة العربية التنموية الثالثة.
وهذه مناسبات ثلاث تفرض الأزمة السورية نفسها على جداول أعمالها، وهي مناسبات ثلاث لمراجعة مستحقة للأزمة ولفشل الأمم المتحدة والجامعة العربية والدور القطري القيادي في هذا الفشل، فمؤتمر المانحين الانسانيين في الكويت سيحاول معالجة نتائج هذا الفشل الذريع فحسب لكنه ليس مؤهلا لمعالجة أسبابه، وربما يكون من المناسب أن يبني المؤتمرون في المناسبات الثلاث على بيان الابراهيمي للجمعية العامة للأمم المتحدة في التاسع والعشرين من أيلول / سبتمبر الماضي إذا كانوا حقا يتفقون معه بأنه "من الطبيعي، أن لا أحد يريد أن يرى دولة فاشلة في سورية".
وإذا كان "لا أحد يريد أن يرى الدولة ومؤسساتها تتفكك، وينتشر فيها غياب القانون، وأمراء الحرب، وقطاع الطرق، والمخدرات، وتهريب السلاح، والأسوأ من كل ذلك الصراع المجتمعي والطائفي ... فإن الخيار الوحيد الذي يجب أن يختاره الجميع هو عملية سياسية متفاوض عليها"، لكن قطر ما زالت تعارض هذا الحل وما زالت دبلوماسية الابراهيمي تعفيها من المسؤولية، وربما يحملها المسؤولية بعد انتهاء مهمته أسوة بسلفه أنان.
لكن تحييد سورية بتحويلها إلى دولة فاشلة منقسمة على ذاتها من أجل "فك ارتباطها بإيران" وحرمانها من أي قدرة على القيام بأي رد فعل مع المقاومتين اللبنانية والفلسطينية على أي حرب ينتظر الحلف الأمريكي – الاسرائيلي الفرصة السانحة لشنها على إيران من دون أن تتحول إلى حرب إقليمية تشمل دولة الاحتلال الإسرائيلي، تمهيدا لفرض السلام على البلدين بشروط هذا الحلف، يبدو هو الهدف من استمرار تبني "الحل القطري" المستحيل للأزمة السورية، وفي اللحظة التي يتأكد فيها أن سورية قد تحولت إلى "دولة فاشلة" تصبح الحرب على إيران مسألة وقت فقط، أو تستسلم إيران من دون حرب، وفي حالة الحرب تكون قطر ومعها أخواتها الخمس في مجلس التعاون الخليجي على شفير حرب خليجية جديدة كان هذا المجلس يحرص على تفاديها دائما، وهذه "مهمة خطيرة، فرياح الصراع في سورية قد ترتد على قطر" وأخواتها الخليجيات "كما كنت قد حذرت سابقا" كما كتب مايكل ستيفنس في "أوبن ديموكراسي" في الثامن من الشهر الثامن العام المنصرم.
إن البيان الذي أصدره يوم الخميس الماضي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الشيخ يوسف القرضاوي، المنظر "الشرعي" ل"الحل القطري" في سورية، ومنظر جماعة الإخوان المسلمين والدعم القطري لها، حاثا على "حل سلمي" و"حوار وطني" و"مصالحة وطنية" ومعارضا ل"التدخل العسكري" في مالي، وكذلك إعلان مراقب عام "الإخوان" السوريين محمد رياض خالد الشقفة من اسطنبول في اليوم نفسه بقبول "التدخل العسكري من تركيا"، وتجديد قطر لدعوتها إلى تأليف قوة عسكرية عربية للتدخل في سورية الأحد قبل الماضي، بلسان رئيس وزرائها ووزير خارجيتها الذي حدد مهلة زمنية للجهود الدبلوماسية مدتها أربعة اسابيع، بعد أن كان أميرها أول زعيم عربي يدعو إلى التدخل العسكري الأجنبي فيها، إنما هي وغيرها مؤشرات تسلط الأضواء على ازداوجية المعايير "الإخوانية" والقطرية التي أسقطت على مواقف الجامعة العربية.
في مقال له نشره مؤخرا "مشروع أبحاث ومعلومات الشرق الأوسط" الأمريكي قال كيرتس ريان إن "صعود قطر إلى وضع مؤقت في الأقل كقوة اقليمية ربما يكون الظاهرة الأكثر شذوذا في العلاقات العربية – العربية المعاصرة"، ومما لاشك فيه أن الوقت قد حان لتصحيح هذا الوضع الشاذ عربيا، ومن الأفضل بمبادرة من أخواتها الخليجيات، وبدءا من كف يد قطر في الأزمة السورية، في ضوء النتائج السلبية لهذا الصعود على وحدة مجلس التعاون الخليجي والتضامن العربي ودور الجامعة العربية، فالحل العربي مع استحالة الحل الدولي في سورية قد اصبح استحقاقا ملحا، وهو حل ربما يصبح مجديا لكن بعيدا عن قطر.
* كاتب عربي من فلسطين
* nassernicola@ymail.com