بانتظار إدارة أوباما الجديدة/ نقولا ناصر


(التفاؤل الذي يراود الكثيرين من "حلفاء" الولايات المتحدة العرب في جديد تحمله لهم ولاية أوباما الثانية يبدو إيغالا في وهم الرهان على حدوث تغيير لصالحهم في السياسة الخارجية الأمريكية الاقليمية)

بعد تعافيها من "ارتجاج دماغي" و"فيروس معوي شديد"، تستعد وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لاستئناف عملها حتى تسليم حقيبتها الوزارية إلى خلفها في إدارة الرئيس باراك أوباما في ولايته الثانية الشهر المقبل. وبينما لا يتوقع أحد أي جديد في السياسة الخارجية الأمريكية في "الشرق الأوسط" خلال الفترة الانتقالية القصيرة إلى ذلك الحين، فإن التفاؤل الذي يراود الكثيرين من "حلفاء" الولايات المتحدة العرب في جديد تحمله لهم ولاية أوباما الثانية يبدو إيغالا في وهم الرهان على حدوث تغيير لصالحهم في السياسة الخارجية الأمريكية الاقليمية.

ولا يوجد أي تفسير موضوعي للاستمرار في هذا الرهان سوى استمرار ارتهانهم للهيمنة الأمريكية على مقدراتهم وقراره، طائعين أم كارهين.

لقد كانت الجولة الآسيوية التي قام بها أوباما غداة فوزه بولاية ثانية، بالمقارنة مع تركيزه على الشرق الأوسط وقلبه العربي والاسلامي غداة فوزه بولايته الأولى، دليلا على ما يسميه الإعلام الأمريكي الآن الانتقال الأمريكي الاستراتيجي إلى آسيا الذي يضع الشرق الأوسط في مرتبة أدنى في أولويات السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

ويذكر ذلك بما كان هذا الاعلام ذاته قد وصفه بفك ارتباط إدارة أوباما الأولى مع ما يسمى "عملية السلام" في الشرق الأوسط، خصوصا بعد استقالة مبعوثه الرئاسي لهذه العملية جورج ميتشل بعد ان أحبط أوباما مهمته إثر تراجعه عن الأولوية التي منحها ل"عملية السلام" في مستهل ولايته الأولى لصالح الأولية التي أراد رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منحها لضرب "المحور" السوري الايراني. وتؤكد كل دلائل الواقع الراهن أن أولوية نتنياهو هي التي لا تزال تطغى على الاسترتيجية الأمريكية – الاسرائيلية الاقليمية.

في الثلاثين من تشرين الثاني الماضي، ودعت كلينتون صحتها ووزارتها بخطاب في مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط بمعهد بروكينجز، المتخم بأنصار دولة الاحتلال الاسرائيلي وتمويلهم، قدمت فيه شهادة بالدعم الذي قدمته إدارة أوباما في ولايته الأولى لهم بقولها إن المساعدات الأمريكية بلغت "رقما قياسيا" واستهدفت الحفاظ على "التفوق العسكري النوعي" لدولةالاحتلال، مؤكدة ان "حماية مستقبل إسرائيل ليست ببساطة مجرد مسألة سياسية بالنسبة لي، بل إنها شخصية"، وقد كان الأمر "شخصيا" فعلا كذلك مع أسلافها وسيظل كذلك إلى أمد غير منظور مع من سيخلفونها في منصبها.

إن ضمان "التفوق النوعي" لدولة الاحتلال على محيطها الجغرافي السياسي العربي الاسلامي كان وسوف يظل من ثوابت السياسة الخارجية الأمريكية، وهذا الثابت مقرونا ب"الانتقال الاستراتيجي"الأمريكي إلى آسيا كثابت آخر في ولاية أوباما الثانية خلاصته وضع الوطن العربي ومحيطه الاسلامي تحت رحمة دولة الاحتلال حتى نهاية ولاية أوباما الثانية، باعتبار دولة الاحتلال، كما سبق لسلف هيلاري كلينتون الأسبق، اليكساندر هيغ، أن وصفها، هي "أكبر حاملة طائرات أمريكية في العالم" من دون أن تضطر الولايات المتحدة إلى "إرسال حتى جندي أمريكي واحد" إلى المنطقة.

والمفارقة أن التفاؤل الذي يراود الكثيرين من "حلفاء" الولايات المتحدة العرب في جديد تحمله لهم ولاية أوباما الثانية تغذيه دعاية إسرائيلية تكرر الحديث عن "الحب المفقود" بين أوباما وبين نتنياهو، وعن احتمال أن يحاول الأول "الثأر" من الثاني بسبب الاحراج السياسي الذي نجم عن اضطرار أوباما إلى التراجع عن أولوية "عملية السلام" لصالح أولوية المحور السوري – الايراني في ولايته الأولى، ثم تركيز الدعاية الاسرائيلية على مرشحي أوباما لمنصبي وزارتي الخارجية والدفاع في إدارته الثانية.

فهذه الدعاية تصور السيناتور "الديموقراطي" جون كيري الذي رشحه أوباما خلفا لكلينتون وزيرا للخارجية كمعاد لإسرائيل بسبب معارضته المزعومة للتوسع الاستيطاني اليهودي في الضفة الغربية المحتلة، لكن "المجلة اليهودية" (جويش جورنال) نشرت في الحادي والعشرين من كانون الأول نص البيان الذي نشره كيري عندما رشح نفسه للرئاسة الأمريكية عام 2004، دفاعا عن سجله في "تقوية أمن إسرائيل وتعزيز العلاقة الخاصة" بينها وبين الولايات المتحدة.

ومما ورد في ذلك البيان أن كيري كان السباق في الادلاء بصوته في الكونجرس لصالح إسرائيل التي وصفها بأنها "أقوى صديق وحليف لنا في المنطقة"، وأنه "يعتقد شخصيا بأن قضية إسرائيل يجب أن تكون قضية أمريكا"، وأنه "يؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الارهاب"، وأنه أيد عملية الاجتياح الاسرائيلي لمناطق سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني في ربيع عام 2002، وأنه يقر بأن تظل "إسرائيل دولة يهودية في أي تسوية نهائية"، وأنه "يجب" عدم إعادة توطين اللاجئين الفلسطيين في "إسرائيل"، وأن "عددا من المجمعات الاستيطانية" اليهودية في الضفة الغربية ينبغي أن "تصبح جزءا من إسرائيل"، وأن جدار الضم والتوسع الذي بنته دولة الاحتلال في الضفة هو "حق مشروع في الدفاع عن النفس ... لمنع الارهابيين من دخول إسرائيل"، وأنه كان قد عارض في أوائل تسعينيات القرن الماضي الرئيس الأسبق جورج بوش الأب لأنه فرض قيودا على ضمانات القروض الأمريكية لدولة الاحتلال بسبب سياساتها الاستيطانية، وأنه أيد "العزل الكامل" للراحل ياسر عرفات لأنه كان "قائدا فاشلا وشريكا غير ملائم للسلام"، وأيد "دائما" استخدام حق النقض "الفيتو" الأمريكي في مجلس الأمن الدولي ضد أي قرارات معادية لإسرائيل والصهيونية، وكان "يدعو منذ مدة طويلة" إلى نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، ويؤمن بأنه "يجب على أمريكا ان تضمن التفوق العسكري لإسرائيل" وفرض قيود على مبيعات الأسلحة الأمريكية للعرب، الخ.

ليحدد كيري في بيانه ذاك "المبادئ الموجهة" لسياسته على أساس هذه المواقف، وليتساءل المراقب العربي والفلسطيني عن ماهية معارضته للاستيطان التي يتحدث الاعلام الاسرائيلي عنها اليوم وهو على وشك تسلم حقيبة وزارة الخارجية لبلاده.

أما مرشح أوباما لوزارة الدفاع، السيناتور "الجمهوري" شارلز (تشوك) تيموثي هاجل، فإن ترشيحه يتعرض لحملة إسرائيلة صهيونية يدعمها "المحافظون الجدد" في الولايات المتحدة لأنه قال إنه "سيناتورا أمريكيا وليس سيناتورا إسرائيليا"ـ ولأنه يحبذ الحل "الدبلوماسي" مع إيران لا الحل العسكري، بالرغم من إعلانه المتكرر، "أنا أدعم إسرائيل" بمعنى لا يختلف كثيرا عن جوهر دعم كيري لها.

* كاتب عربي من فلسطين

المجد لثورة صنعها الياسر/ سري القدوة

2013 عام الدولة الفلسطينية .. عام التواصل الفلسطيني .. عام العطاء والانتصارات .. عام المجد والحضارة والتاريخ  .. عام الوحدة والتوحد والانطلاقة المجيدة لفجر قادم طالما انتظره احفادنا الذين حملوا الامانة وكانوا الاوصياء علي الحق الفلسطيني ودماء الشهداء الابطال ..

الانطلاقة فجر الثورة والكفاح والأصالة الفلسطينية التي عمدت بدماء الشهداء والجرحى وسجلت تاريخ امتد لأجيال فمن الشهيد احمد موسي سلامة الي الشهيد الرئيس ياسر عرفات تاريخ وثورة وكفاح وحكاية شعب فلسطين الذي قدم خيره رجاله من اجل نيل الحرية والاستقلال وتقرير المصير ..

انها حكاية الانطلاقة وقصة ( عيلبون ) التاريخ والحضارة وفجر المقاومة الفلسطينية الباسلة وتلك الايادي التي صنعت تاريخ المجد لشعب ابو جهاد الوزير وسعد صايل وابو اياد صلاح خلف وكمال عدوان وكمال ناصر ومنذر ابو غزالة وباجس ابو عطوان ودلال المغربي وعبد الفتاح حمود وابو علي إياد وابو صبري صيدم وماجد ابو شرار وهايل عبد الحميد قائمة طويلة من الشهداء الابطال الذين استشهدوا دفاعا عن فلسطين ورووا الارض الطاهرة بدمائهم الزكية وكتبوا قصص الكفاح علي شمس الحرية والاستقلال .

انها فتح التي تنطلق من قلب الجرح .. انها فتح ديمومة الثورة والعاصفة شعلة الكفاح المسلح ، ولأنها حركة التاريخ والمستقبل، حركة الإقدام والحرص الوطني، ولأن فتح حركة الإبداع والمسؤولية حركة النظرة الصائبة والرؤية الثاقبة والتاريخ النضالي المشرف حيث شكلت  مسيرتها طريق صعب وطويل عمد بدماء الشهداء وشيد بقوة الموقف  وإيمان الجرحى والأسرى والمناضلين بالحق الفلسطيني حيث استمرت الثورة وكرست الانطلاقة تاريخا وحضارة لشعب فلسطين ، وان هذا التراكم النضالي والانجازات العسكرية والسياسية للثورة الفلسطينية المعاصرة مكنها من شق طريق الحرية والطرح الوطني الهادف والشعار الواقعي معتمدة علي الوحدة الوطنية اساسا في النضال والكفاح والشراكة  طريقا لممارسة الثورة وعملت علي ( استقلال القرار الوطني الفلسطيني ) وحافظت علي وحدة الموقف ووضعت الاستقلالية عنوانا لا يقبل الهيمنة ولا الاحتواء ولا التبعية .. وعملت بحيادية مطلقة وكانت بوصلة فلسطين هي القدس العاصمة للدولة .. هذه هي فتح التي تنتصر اليوم حيث نكتب عن قصة كفاحها ورمزها الياسر ابو عمار ورحلتها الكفاحية وثورتها التي لا تعرف الهزيمة .. استمرت الثورة من نصر الي نصر لتحقق الانتصار التاريخي ولتكتمل تجربة الدولة الفلسطينية في انجاز وطني مهم علي طريق معركة التحرير وبناء المؤسسات الفلسطينية القادرة علي حماية الحلم والتاريخ لشعب يمتلك قوة الحضارة والأصالة من اجل فلسطين الدولة علما وهوية وعنوان ..

فتح الثورة هي  ( حكاية الفلسطيني والذاكرة الحية للأجيال ) وكتاب النضال الفلسطيني الذي يحفظه الاجيال .. جيلا وراء جيل .. ولا نستغرب أن طالب الصف الاول في المدرسة الفلسطينية اول ما يكتب قصة فلسطين  .. يكتب قصة عيلبون قصة الانطلاقة .. يكتبها بشكل لا ارادي ويكتب عن تلك البطولة التي يحفظها الشعب الفلسطيني .. يكتب عن الشهيد احمد موسي سلامة شهيد الفتح الاول  ويكتب عن هذا العطاء وهذا التنظيم وعن  ابناء العاصفة وشعار الانطلاقة .. انها فلسطين التاريخ الذي يتوارثه شعبنا جيلا وراء جيل .. ما اروعك فلسطين وأنت تقدمي الشهداء جيلا وراء جيل .. ما اروعك فلسطين في يوم انطلاقة الفتح  .. وأنت ترتسمي علي شفاه اطفال لم يروك بعد .. ولكنهم عشقوا شمسك .. ويستعدون للرحيل الي ارضك .. ما اروعك ايها الفلسطيني وانت تمضي نحو الارض الطيبة .. في مسيرة العودة .. 

فلسطين التاريخ والحضارة تتشكل فينا .. وتكبر حلما .. ويحمل الجيل القادم امانه العودة .. فلسطين الارض التي احببناها وعشقناها .. اليك الرحيل واليك العودة .. اليك ماضون ولا حياة بدونك .. وطنا وثورة وعشقا وحياة ..

ما أروع ان نكتب اسماء الشهداء وان نكون شهداء من اجل فلسطين .. نستشهد علي ارضها .. ندفن في ترابها .. تمتزج الروح مع الارض الطيبة .. لنكون شهداء من اجل اروع ما نحب .. شهداء دوما مع وقف التنفيذ .. الشهداء الاحياء منهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر ..

فتح في ذكراها الثامنة والأربعين ستبقى نبراساً للأجيال .. وستبقى حامية الدولة .. فتح الخيار الأول وستكون قبلة لكل فلسطيني يؤمن بعدالة قضيته ويناضل من أجلها، وستبقي فتح خالدة عبر التاريخ لن تنال منها مؤامرات الاعداء مهما اشتدت شراسة المؤامرة .. ولا يمكن لأحد أن ينال من إرادة الفتح صانعة الرجال، إرادة هذا الشعب العظيم .. شعب الشهداء .. الشعب الحر .. شعب فلسطين الذي تعلم كيف ينهض من بين الرماد وكيف يكون شديداً في وقت الشدة .. وعظيماً في وقت العظمة .. وقوياً في وقت القوة .. هكذا هي فلسطين صانعة الأجيال .. وهكذا نستمر بروح التحدي والإيمان .. نستمر على درب العطاء والحرية والاستقلال من أجل نصرة شعبنا وحمايته وحريته واستقلاله ..
ومن نصر ألي نصر وأنها لثورة حتى النصر .

المجد للشهداء .. والنصر لدولتنا الفلسطينية
عاشت الذكري الثامنة والأربعين لانطلاقة الثورة الفلسطينية

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

التنجيم والأبراج وقراءة المستقبل هي أعمال شيطانية/ الياس بجاني


أعمال الرسل 19/18-20: "عندما تسود كلمة الله في حياة الناس اليوم، فسوف يمتنعون عن المشاركة في السحر، وسوف يزيلون ويدمرون جميع أشكاله في حياتهم".  
تعلمنا كتب الأديان السماوية التي تعبد الإله الواحد الأحد وجوب إدانة ورفض ونبذ كل أعمال تحضير الأرواح، والوساطة، والشعوذة، والعرافة، والرقي، والأبراج، والتنجيم وقراءة الحظ والكف والمستقبل وتعتبرها كلها ممارسات إبليسية وتطالب المؤمنين أن يبتعدوا عنها ويتجنبوا كل يقوم بها لأنها التجاء لأشياء وقوى أخرى غير الله من أرواح وغيرها. وقد جاء في سفر اللاّويّين 20/27: "أي رجل أو امرأة كان مستحضر أرواح أو عرافا، فليقتل قتلا؛ وليرجموا بالحجارة".
"الأرواح المرشدة هي شياطين (كورنثوس الثانية 11/13-15): "هم رسل كذابون وعاملون مخادعون يظهرون بمظهر رسل المسيح، ولا عجب، فالشيطان نفسه يظهر بمظهر ملاك النور، فلا أقل من أن يظهر خدمه بمظهر الخدم الصالحين. هؤلاء عاقبتهم على قدر أعمالهم". والإنجيل يقول إن أرواح الموتى لا يمكنها الإتصال بنا لأن الأرواح الصالحة تنعم بملكوت الله مع البررة والقديسين في حين أن الأرواح غير المؤمنة وبسبب رفضها لله ومحبته وتعاليمه تنتهي في نار جهنم.
الشيطان يتظاهر بأنه طيب وخدوم فيقوم بإعطاء العرافين والمنجمين والسحرة وكل المشعوذين الكفرة بعض المعلومات عن أشخاص معينين لكي يقع هؤلاء في فخاخ التجربة ويبتعدوا عن الله ويقتنعوا بخدعة وشعوذة تحضير الأرواح وقراءة المستقبل مما لا يتفق مع تعاليم الكتب المقدسة. وقد جاء في رسالة القديس بطرس الأولى (05/07-10) "وألقوا كل همكم عليه وهو يعتني بكم. تيقظوا واسهروا، لأن عدوكم إبليس يجول كالأسد الزائر باحثا عن فريسة له. فاثبتوا في إيمانكم وقاوموه، عالمين أن إخوتكم المؤمنين في العالم كله يعانون الآلام ذاتها. وإله كل نعمة، الإله الذي دعاكم إلى مجده الأبدي في المسيح يسوع، هو الذي يجعلكم كاملين، بعدما تألمتم قليلا، ويثبتكم ويقويكم ويجعلكم راسخين".
في كثير من الأحيان يكون المنجم أو العراف ومدعي قراءة المستقبل هو نفسه مخدوعاً وواقعاً في التجربة فيسكنه الشيطان ويعمل شروره من خلاله دون أن يدرك ما يقوم به من أعمال كفر وشعوذة لا ترضي الله. من المهم في مكان أن يعرف الإنسان أن الله وهو أبيه السماوي لا يقبل له أن يلجأ لأي نوع من أنواع العرافة والشعوذة والتنجيم لأننا كبشر مخلوقين على صورته ومثاله ولا يمكننا أن ندرك ونعي إرادته في حياتنا بغير الصلاة والخضوع لمشيئته والتقيد بتعاليمه.
"وإذا كان أحد منكم تنقصه الحكمة، فليطلبها من الله ينلها، لأن الله يعطي بسخاء ولا يلوم، وليطلبها بإيمان لا ارتياب فيه، لأن الذي يرتاب يشبه موج البحر إذا لعبت به الريح فهيجته. ولا يظن أحد كهذا أنه ينال من الرب شيئا، لأنه إنسان منقسم الرأي متردد في جميع طرقه". (يعقوب 01/05-08). "لذلك أقول لكم: إسألوا تنالوا، أطلبوا تجدوا، دقـوا الباب يفتح لكم. فمن يسأل ينل، ومن يطلب يجد، ومن يدق الباب يفتح له.فأي أب منكم إذا طلب منه ابنه سمكة أعطاه بدل السمكة حية؟" (لوقا 11/09-11)
في الإسلام إن أساس التنجيم ظاهر البطلان، وما انتشر قديما إلا بين الأمم الوثنية التي كانت تقدس النجوم وتسجد لها: "ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون"  (فصلت 37). والإسلام التنجيم وكل باقي أشكال قراءة المستقبل محرمة وقد قيل، "كذب المنجمون ولو صدقوا، وقد جاء في حديث نبوي نقلاً عن صحيح مسلم: "من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة". فإذا كان الذي يسأل العراف لا تقبل صلاته أربعين يوماً فما بالكم بالعراف نفسه؟
وفي الأديان الثلاثة، المسيحية واليهودية والإسلام كل أنواع التنجيم والعرافة محرمة وتعتبر أعمال شيطانية وبغيضة وقد جاء في سفر التثنية 18/09-14:  "لا يكن فيما بينكم من يحرق ابنه أو ابنته ذبيحة في النار، ولا من يتعاطى العرافة، ولا الشذوذ، ولا الفأل ولا السحر، ولا من يرقي رقية، ولا من يسأل جانا أو تابعة، ولا من يستشير أرواح الموتى، هذه كلها رجس عند الرب إلهكم وبسببها سيطرد أولئك الأمم من أمامكم. كونوا كاملين عند الرب إلهكم. فأولئك الأمم الذين تمتلكون أرضهم يسمعون للمشعوذين والعرافين، وأما أنتم فلا يجيز لكم الرب إلهكم مثل ذلك".
في أسفل بعض الآيات الإنجيلية من العهدين القديم والجديد التي تبين بوضوح كامل ابليسية وشعوذة وكفر كل أعمال المنجمين والعرافين والمدعين معرفة المستقبل:
اللاّويّين 20/06-09: "وكل من التفت إلى السحرة والعرافين وتبعهم في فجورهم أواجهه وأقطعه من بين شعبه. فتقدسوا وكونوا قديسين، لأني أنا الرب إلهكم. واحفظوا فرائضي واعملوا بها، أنا الرب أقدسكم. كل من لعن أباه أو أمه يقتل قتلا ودمه على رأسه".
اللاّويّين 20/27: "من كان من الرجال أو النساء ساحرا أو عرافا، يقتل رجما بالحجارة، ودمه على رأسه".
أعمال الرسل 08/09-13: "وكان في المدينة ساحر اسمه سمعان، فتن السامريين من قبل بأعمال السحر وادعى أنه رجل عظيم. فكانوا يتبعونه جميعا، من صغيرهم إلى كبيرهم، ويقولون: هذا الرجل هو قدرة الله التي ندعوها: العظيمة. وكانوا يتبعونه لأنه فتنهم بأساليب سحره من زمن طويل. فلما بشرهم فيلبس بملكوت الله واسم يسوع المسيح، آمنوا وتعمد رجالهم ونساؤهم. وآمن سمعان أيضا، فتعمد ولازم فيلبس، يرى ما يصنعه من الآيات والمعجزات العظيمة، فتأخذه الحيرة"
غلاطية 05/19-21: "وأما أعمال الجسد فهي ظاهرة: الزنى والدعارة والفجور وعبادة الأوثان والسحر والعداوة والشقاق والغيرة والغضب والدس والخصام والتحزب والحسد والسكر والعربدة وما أشبه. وأنبهكم الآن، كما نبهتكم من قبل، أن الذين يعملون هذه الأعمال لا يرثون ملكوت الله".
كولوسي 02/03-04: "فهو (الله) الذي تكمن فيه جميع كنوز الحكمة والمعرفة. أقول هذا لئلا يخدعكم أحد بالكلام المعسول"
كولوسي 02/06-08: "فاسلكوا في الرب يسوع المسيح كما قبلتموه، متأصلين راسخين فيه، ثابتين في الإيمان الذي تعلمتموه، شاكرين كل الشكر. وانتبهوا لئلا يسلب أحد عقولكم بالكلام الفلسفي والغرور الباطل القائم على تقاليد البشر وقوى الكون الأولية، لا على المسيح".
كورينثوس الأولى 02/10-11: "وكشفه الله لنا بالروح، لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله. فمن هو الذي يعرف ما في الإنسان غير الروح التي في الإنسان؟ وكذلك ما من أحد يعرف ما في الله غير روح الله".
أعمال الرسل 13/04-12: "فأرسلهما الروح القدس، فنزلا إلى سلوكية ومنها سافرا في البحر إلى قبرص. فلما وصلا إلى سلاميس بشرا بكلام الله في مجامع اليهود، وكان يعاونهما يوحنا. فاجتازا الجزيرة كلها حتى مدينة بافوس، فوجدا فيها ساحرا يهوديا يدعي النبوة كذبا اسمه بريشوع، من حاشية سرجيوس بولس حاكم الجزيرة. وكان هذا رجلا عاقلا فدعا برنابا وشاول وطلب إليهما أن يسمع كلام الله. ولكن عليما الساحر، وهذا معنى اسمه، عارضهما وحاول أن يبعد الحاكم عن الإيمان. فامتلأ شاول، واسمه أيضا بولس، من الروح القدس، فنظر إلى الساحر وقال له: يا ابن إبليس، يا عدو كل خير، أيها الممتلئ بكل خبث وغش! أما تكف عن تعويج سبل الرب القويمة؟ ستضربك يد الرب، فتكون أعمى لا تبصر نور الشمس إلى حين. فسقطت على عينيه في الحال غشاوة سوداء، فأخذ يدور حول المكان ملتمسا من يقوده بيده. فآمن الحاكم عندما شاهد ما جرى، وأدهشه تعليم الرب".
أعمال الرسل19/18-20: "فجاء كثير من المؤمنين يعترفون ويقرون بما يمارسون من أعمال السحر. وجمع كثير من المشعوذين كتبهم وأحرقوها أمام أنظار الناس كلهم. وحسبوا ثمن هذه الكتب، فبلغ خمسين ألف قطعة من الفضة. وهكذا كان كلام الرب ينتشر ويقوى في النفوس".
رؤيا يوحنا 22/14-15: "هنيئا لمن يغسلون حللهم ليكون لهم سلطان على شجرة الحياة، وليدخلوا المدينة من أبوابها. أما الذين في خارج المدينة، (الجنة) فهؤلاء هم الكلاب والسحرة والفجار والقتلة وعبدة الأوثان وكل من يكذب ويحب الكذب".
رؤيا يوحنا 21/08: "أما الجبناء وغير المؤمنين والأوغاد والقتلة والفجار والسحرة وعبدة الأوثان والكذبة جميعا، فنصيبهم في البحيرة الملتهبة بالنار والكبريت. هذا هو الموت الثاني".
اللاّويّين 19/31: "لا تلتفتوا إلى السحرة ولا تسعوا وراء العرافين فتتنجسوا بهم. أنا الرب".
الخروج 07/07-13: "وقال الرب لموسى وهرون: إذا قال لكما فرعون أريد عجيبة يأخذ هرون عصاه ويلقيها أمام فرعون لتصير حية. فدخل موسى وهرون على فرعون وفعلا كما أمر الرب. ألقى هرون عصاه أمام فرعون ورجاله فصارت حية. فدعا فرعون المنجمين والعرافين وهم سحرة مصر، فصنعوا كذلك بسحرهم. ألقى كل واحد منهم عصاه فصارت كل عصا حية عظيمة، ولكن عصا هرون ابتلعت عصيهم. فاشتد قلب فرعون قساوة حتى لا يسمع لموسى وهرون، كما قال الرب".
اشعيا 08/19-20: "فإذا قالوا لكم: أطلبوا الآيات والمعجزات من السحرة والعرافين الهامسين المتمتمين، فقولوا لهم: أما كل شعب يطلب الآيات والمعجزات من إلهه؟ من يا ترى يطلب شيئا من الأموات لأجل الأحياء؟ فاطلبوا أنتم يا تلاميذي شهادة الرب وشريعته من لا يفعل ذلك، فلا يضيء له الصبح".
دانيال 02/26-30: "فقال الملك لدانيال الذي اسمه بلطشاصر: أتقدر أنت أن تعلمني بالحلم الذي رأيته وتبين لي تفسيره؟ فأجابه دانيال: السر الذي تسأل عنه، أيها الملك، لا يقدر الحكماء ولا المجوس ولا السحرة ولا المنجمون أن يبينوه لك. لكن في السماء إلها يكشف الأسرار فأعلمك، أيها الملك نبوخذنصر، بما سيكون بعد هذه الأيام. حلمك وما تراءى لك، وأنت نائم في فراشك هو هذا: جاءتك أيها الملك، وأنت نائم في فراشك، أفكار في ما سيكون بعد هذه الأيام، والله الذي يكشف الأسرار أعلمك بسر ما سيكون. وهذا السر انكشف لي، لا لحكمة في أكثر من سائر الأحياء، ولكن لأعلمك أيها الملك بتفسير حلمك وأفكار قلبك".
الملوك الثاني 17/17 و18: "وأحرقوا له بنيهم وبناتهم في النار، وتعاطوا العرافة والسحر، وباعوا أنفسهم لفعل الشر في نظر الرب فأغاظوه. فغضب الرب جدا على بني إسرائيل ونفاهم من أمام وجهه، ولم يبق منهم إلا سبط يهوذا".
الملوك الأول  08/39-40: "فاسمع من السماء، من مقامك، واغفر وأعن مجازيا كل واحد بحسب عمله ومعرفتك ما في قلبه، لأنك أنت وحدك تعرف قلوب جميع بني البشر، ليخافوك كل أيام حياتهم على هذه الأرض التي أعطيتها لآبائنا".
في الخلاصة إن كل الذين يمارسون أعمال التنجيم والعرافة والرقي وقراءة المستقبل بكل أشكالها وتفرعاتها هم يخالفون تعاليم الأديان السماوية ويتحدون إرادة الله ويرضون أن يكونوا أداة للشيطان وعبيداَ لإرادة الخطيئة والكفر والجحود. : كما أن من يصدق هؤلاء ويسوّق لإعمالهم الشيطانية فهو شريك لهم ومعهم في كفرهم وارتكاباتهم والذنوب.
*الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي
*عنوان الكاتب الألكتروني
*تورنتو/كندا في 30  كانون الأول 2012

اكذوبة اسرائيل الديمقراطية/ ابراهيم الشيخ

حاولت اسرائيل منذ نشأتها اقناع العالم على انها الديمقراطية الوحيدة في محيط عربي محكوم من قبل انظمة دكتاتورية استبدادية وغير ديمقراطية، وكانت دائما تفتخر بهذا، الا ان التغييرات في بعض البلدان العربية قد انهى هذا الاحتكار.
يبدو ان اسرائيل بدأت تطبيق يهودية الدولة من خلال شطب النائبة العربية في الكنيست الاسرائيلي حنين زعبي ومحاولة حرمانها من حق الترشح في انتخابات الكنيست الشهر القادم، ويتهم اليمين الاسرائيلي الزعبي بمشاركتها في اسطول الحرية"مرمرة" ودعمها لفك الحصار عن قطاع غزة، ويبدو ان حرمانها من الترشح يعد انتقاما لمواقفها الوطنية التي لا تروق لهذا العدو من يمين ويسار لا فرق، يريدون اسكات الاصوات الوطنية التي تنادي بالحرية والتخلص من عنصريته.
ان ممارسات الاحتلال الاسرائيلي في اراضي ال 48 والضفة الغربية والقدس تُعبر عما يفكر به قادة العدو من فرض يهودية الدولة، واجبار الفلسطينيين الاعتراف بها كشرط لاقامة دولة فلسطينية غير معروفة الحدود والصلاحيات، وهذا الشرط وحده كافٍ لابقاء الصراع محتدما دون حل في المدى القريب، لانه من المستحيل الموافقة على هذا الشرط، لان مسألة يهودية الدولة تشكل خطراً كبيرا على السكان الفلسطينيين العرب في هذه الدولة وعلى مستقبلهم. 
ان دولة الاحتلال بالرغم من تسويق نفسها كدولة ديمقراطية وجزء من الثقافة الغربية، الا ان هذه الدولة تشهد اعمال عنصرية وتفرقة بين مواطنيها اليهود الشرقيين (سفارديم) واليهود الغربيين (اشكناز)، وتشمل هذه التفرقة والتمييز بشكل اكبر المواطنين العرب الفلسطينيين الذين يُنظر اليهم كمواطنين درجة ثالثة أو رابعة.
ولكن الغير مفهوم كيف نسمي هذه الدولة ديمقراطية، وهي تسعى الى تكوين دولة يهودية دون الاعتراف بوجود مواطنين من الديانة المسيحية او الاسلامية، كيف نسمي هذه الدولة ديمقراطية وهي تضطهد الاخرين وتبني الجدار العازل، ولا تعترف بحقوق الاخرين على ارضهم التي سُلبت منهم.
ولكن الغرب أثر ان يسميها دولة ديمقراطية وتسويقها في الشرق الاوسط، بالرغم من ممارساتها واقترافها الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، فعلى الغرب تقع المسؤولية الاخلاقية لبقاء هذا الوضع واستمراره واعتباره وصمة عار على جبينه، وهنا لا يقيم الغرب اي اعتبارات لاضطهاد شعب اخر ارضاءاً لهذه الدولة المدللة، والتي لا يمكن اغضابها واجبارها على تقديم اي تنازل لصالح الفلسطينيين. 
ولكن لا نستطيع الانكار بأن هناك انتخابات تحدث في اسرائيل ويجري تداول السلطة، إلا ان هذا لا يعني حكم شعب اخر واحتلال ارضه  باسم الديمقراطية، والتبجح بأن اسرائيل دولة ديمقراطية، ان ما يجري في اسرائيل امر داخلي، ولكن يجب على العالم ان ينظر الى الاحتلال وما يقترفه من قتل وتدمير البيوت وسرقة الاراضي وبناء المستعمرات عليها، ويجب النظر ايضاً الى الاعمال العنصرية بحق المواطنين العرب الفلسطينيين المقيمين داخل هذه الدولة التي لا تُقيم أي احترام للشرائع وكل ما هو غير يهودي.
ان اكذوبة اسرائيل الديمقراطية يجب ان لا تنطلي على العالم، ويجب ايقاف اسرائيل عند حدها، وعدم السكوت على عنصريتها وتصرفاتها وبقاءها فوق القانون.

كاتب وصحفي فلسطيني

العبقرى واضع المادة 219 هل هو مصرى؟/ الشيخ د. مصطفى راشد

  أتمنى  التعرف على العبقرى الذى وَضع المادة 219 بالدستور المصرى ، كما أتمنى التعرف على جنسيته ، لقمة الإعجاز الذى أحدثه وسيحدثه  بهذا الوطن الآمن  المستقر ( سابقا) فقد وضع المادة 219 التى تقول (  ، أن مبادىء الشريعة الإسلامية تشمل أدلتها الكلیة وقواعدها الأصولیة والفقهیة ومصادرها المعتبرة  فى مذاهب أهل السنة والجماعة )
فقد وضعها كى تشرح معنى كلمة مبادىء الواردة فى المادة الثانية من الدستور،  والتى تقول (الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع )  ورغم أن الدين يحمله ويعتقد به الإنسان ، والدولة لا تعقل كى يكون لها دين ، إلا أن المشكلة  ليست هنا ، فالمشكلة  ظهرت عندما  أتى العبقرى واضع المادة 219 بتعريف مبادىء الشريعة ، حيث أن المبادىء التى نعرفها  للشريعة هى أن  كلمة مبادىء تنصرف إلى المبادىء العامة للشريعة الإسلامية والموجودة  بكل الشرائع السماوية  مثـل؛
 وحريتة ومبدأ: - السلام ورفض العنف  ومبدأ :- كرامة الإنسان  مـبـدأ: العدالة،
 ومبدأ: لا ضرر ولا ضرار،
 ومبدأ: حفظ النفس والمال،
 ومبدأ: عدم الإكراه في الدين  لكن أن يأتى هذا العبقرى  بهذا التعريف بهذا الشكل  الوارد فى المادة  219  ويجعلها نص مُلزم ،فهذا أمر فى غاية الخطورة على  مستقبل هذا الوطن ، لأن الشريعة الإسلامية أقل من   10% منها فقط  يقوم على أدلة قطعية الثبوت ، أما حولى 90% من الشريعة  يعود لرؤى وأراء وإجتهادات  وتفسيرات فقهاء ومشايخ بشر مثلنا ، ماتوا منذ أكثر من 1000 عام ، وقد تأثروا فى رؤيتهم  وتفسيراتهم وكذا إجتهادهم  بظروف زمنهم  الفقير الذى لم يعرف أو يرى التكنولجيا الحديثة ولا الإنترنت ولا الطيران  ولا المصارف الدولية  والبنك الدولى  وقرارات وقوانين الأمم المتحدة  والإتفاقات الدولية إلى أخره ، لذا رأيناهم يتحدثون عن العبيد والسبايا ، ونظام المقايضة والبغال والحمير والبعير، وإستخدام العقاب البدنى بدلا من العقاب القانونى ، لعدم وجود سجون لديهم ،  وعدم قتل المسلم بغير المسلم ، أى يستطيع المسلم قتل غير المسلم ولا يعاقب ، ونظام المبايعة المختلف عن النظام الإنتخابى  القائم على مشاركة الجميع بصوته ورأيه ، كما رأيناهم يتحدثون عن التداوى ببول البعير لعدم وجود تكنولجيا لتصنيع الأدوية الحديثة ،  ورأيناهم يجعلون مدة الحمل أربعة أعوام ، لعدم وجود أجهزة الأكسراى الأشعة والسونار   .
ومع كل ذلك فالأمر له حلول ، ولهم إجتهاد ولنا إجتهاد ، لكن مافعله العبقرى واضع المادة 219 هو أنه قد جمع كل الأراء والمذاهب المتناقضة لتكون مرجع للمشرع والقاضى ولمؤسسات الدولة  ولأن القواعد الأصولية والفقهية ، ومذاهب أهل السنة والجماعة ، متضاربة ومختلفة فيما بينها ،وهى  بالألاف ،  فبأى منهم سيلتزم المشرع ، أو القاضى ، أو المسؤل بأى مؤسسة، أو وزير . فهل الدستور يوضع لتشتيت الناس وتضارب المؤسسات ، فيكون سببا فى تفتيت وهدم  الدولة ، والقضاء على دولة القانون  ، والعودة  لدولة القبيلة ويتحزب كل فريق لحزبه ومذهبه ، ثم ماذا يفعل القاضى  لو كان ينتمى للمذهب الحنبلى مثلا ، و الخصوم أحدهما للمذهب المالكى ، والأخر للمذهب الشافعى ،  والثالث للمذهب الحنفى ، فبأى مذهب سيلتزم القاضى  ،  أم يتخيل العبقرى واضع المادة 219  أن كل البشر ينتمون لمذهب واحد ،  فلو كان الأمر كذلك ماكنا رأينا الإختلافات وتعدد الجماعات والفرق  والأحزاب الإسلامية ، وكلاً منهم يكفر الآخر ، فهذا إخوانى وهذا سلفى وهذا جهادى إلى أخره ، كما أن الشيعى المصرى غير مُلزَم  بمذاهب أهل السنة جميعاً ، فهل أصبح المواطن المصرى الشيعى فوق الدستور أم نُزعت عنه الجنسية ، فهل العبقرى واضع هذه المادة يستطيع  أن يحدد لنا أى مذهب سيتبع، وهل هو مدرك لما فعل بهذا الوطن المكلوم الجريح ، الذى تلتف حول  جثته طيور الظلام  تنهشه بلا رحمة ، فلو كان يدرك فتلك مصيبة ولو كان لا يدرك فالمصيبة أشد ، والقادم اسوأ من الفوضى والتفتيت لهذا الوطن ، وتحوله إلى صومال جديدة ،  لذا نقول لهذا العبقرى حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فيك .

الشيخ د مصطفى راشد  أستاذ الشريعة الإسلامية
رئيس جمعية الضمير العالمى لحقوق الإنسان وعضو
إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى ونقابة المحامين المصرية والدولية
والمنظمة العربية لحقوق الإنسان   
 ت دولى 61426895595

ثقافة الدعوات/ نعمان إسماعيل عبد القادر

الثقافات كثيرة ومتنوعة.. من بينها "ثقافة الدعوات" أو كما كانت تسميها جدتي رحمها الله بعاميتها المبسطة بدقة المعنى باسم "الدواعي".. اكتسبتْها بعض نساء الحي وأدمنتْ عليها ولم تستطعِ الاقلاع عنها لأنها صارت تسري في عروقها. وما أكثرها من "دواعي".. إذا وقعَ طفلٌ تنهال "الدواعي" عليه انهيال جلاميد الصخور حطّتها السيول من علٍ.. وإذا انكسر كأس يتجرع كاسره كؤوس الحنظل لا محالة.. وإذا تأخر ولدٌ في شراء سلعة من الحانوتِ لا بدَّ من سيولٍ جارفةٍ من "الدّواعي" التي تنتهي بيا الله يا عظيم.. وكانتْ جارتنا أم خالد مدمنةً عليها كلَّ الإدمان، وتذيق كلَّ من تعترضه، وفي أحايين كثيرةٍ كلّ ما تعترضه، في طريقها جرعات من كأس "خمرتها"، حتى تشفي غليلها..
 خرجتُ يومًا لأشتري لأمي رطلاً من البطاطا، فصادفتُها في طريقي، فبادرتني قائلة: "إلى أين أنت منقلعٌ أيها القُريد الصغير؟". قلتُ بصوتٍ خافتٍ: "إلى الدكان لأشتري البطاطا لأمي". فقالت بعد أن قطّبت حاجبيها وكشفتْ عن نابيها وصنعتْ في الهواء بيدها اليمنى، حركةً دائرية: "ألم تجد غير وجهكَ لترسله إلى الدكان؟ هيّا انحطمْ حطَّم اللهُ ساقيك، وشلَّ يديكَ، وعقدَ لسانك!". ثم انحطمتُ في طريقي إلى البطاطا.. قلت لأمي ذات يومٍ في براءة الأطفال متعجبًا: "لماذا تشتم الناسَ أمُّ خالد هذه يا أمي؟"
 ابتسمت ابتسامة عريضةً وقالت: "هذه ثقافتها يا بني، وهذا كلّ ما تعرفه في حياتها".
 وقبل يومين مررتُ من أمام دار البريد متوجّهًا في طريقي إلى المصرف الآليِّ، فرأيتُ امراة تنهر أطفالها وهي تزمجر زمجرةً غريبةً. فقلتُ في نفسي: "لعلهم أشقياء ولن يبلغ بها الأمر إلى هذا الحد إلا بعد أن ينتزعوا منها روحها".. ولكن سرعان ما تذكرتُ أم خالد رحمها الله وأفعالها الصفراء حين تعثر الطفل الصغير فوقع على الأرض واتسخت ثيابه، فانبرت تكيل له من الدواعي ما تعجز عنها معاجم أم خالد فيها من "العزاء" أو أحد مشتقاته. فقلتُ في نفسي: "سبحان الله ماتت أم خالد ولكن ثقافتها خالدة لم تمت".. هذه ثقافة وللثقافات بقية...

رسالة عيد الميلاد العربية/ د. مصطفى يوسف اللداوي

يحتفل المسيحيون في العالم كله ككل عامٍ بعيد الميلاد، والعيون كلها ترنو إلى فلسطين المحتلة، فهي قبلة المسيحيين جميعاً، حيث مدينة المهد بيت لحم، ومدينة الناصرة، وهما المدينتان اللتان احتضنتا السيد المسيح وأمه عليهما السلام، طفلاً وكهلاً، وبينهما رسمت خطواته الخالدة، التي أسست للديانة المسيحية، وغرست جذورها في الأرض المقدسة، وجعلت منها أرضاً مباركة، تهوي إليها قلوب المسيحيين، وإليها يحجون ومنها يستمدون البركة، ويسألون الله في الأعالي المسرة بين الناس، وينشدونه على الأرض السلام، في رسالةٍ سرمديةٍ خالدة، أنهم أهل محبةٍ وسلام، وأتباع نبيٍ كريم سبق رسولنا محمدٍ بسنين، وبشر به بعلمٍ ويقين، فهنيئاً للمسيحيين ليلة ميلاد رسولهم، وجعلها الله ليلةً مباركةً، وأعادها عليهم سنيناً عديدة وأعواماً مديدة، مليئةً بالخير، مستوفيةً بالعطاء، عامرةً بالعدل والسلام.
ولكن أرض المسيح عيسى بن مريم عليه السلام مستباحةٌ محتلة، تغتصبها عصابةٌ مارقة، من أعداء المسيح القدامى، الذين حسدوه وخانوه، وتآمروا عليه وأرادوا قتله، لولا عناية الله به التي أنقذته من شرورهم، ورفعته مكاناً علياً، وأمهلت البشر ردحاً من الزمن، ليعود عليه السلام بعدها إلى الأرض، هادياً ومبشراً ونذيراً، برسالة الإسلام المحمدية، ينشر العدل، ويبسط السلام، ويحكم بين الناس بالسوية، ويحارب الظلم ويلاحق المسيخ الدجال حتى يدركه بباب لدٍ الفلسطينية ويقتله، منهياً بقتله عصور الظلم والفسق والضلال، وناشراً للعدل والحق والمساواة، ومؤذناً بقرب يوم القيامة.
أرض المسيح عليه السلام تستغيث العالم في يوم الميلاد من ظلم اليهود ومن بطش بني إسرائيل، الذين يعيثون في الأرض الفساد، فيقتلون البشر، ويقتلعون الشجر، ويدمرون الحجر، ويغتصبون الأرض من ملاكها، ويبنون فوقها مستوطناتٍ ومستعمراتٍ، حتى كادت مدن بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور تلتحم بمدينة القدس، لكثرة الأحزمة الاستيطانية التي طوقتها وألحقتها بما أسمته مينة القدس الكبرى، وهي المدينة المقدسة التي تحتضن كنيسة القيامة، التي حفظها المسلمون وأكدوا على بقائها، بوثيقتهم العمرية الخالدة، كنيسةً للمسيحيين ومعبداً لهم، ومنعوا الاعتداء عليها، أو الإساءة إلى المصلين فيها، وهي الكنيسة التي دأب اليهود على تدنيسها وطرد المصلين منها، واليوم يحاولون تشويهها وتجريدها من أوقافها، وحرمانها من أرضها، والتضييق على أتباعها.
إن ميلاد السيد المسيح عليه السلام هو إيذانٌ بميلاد السلام والمصالحة بين البشر جميعاً على أسسٍ من الحق والعدل، والفلسطينيون أجدادُ المسيح عيسى بن مريم أكثر من يحتاج إلى رسالته وتعاليمه، فقد ملوا الفرقة، وعانوا من الإنقسام، ودفعوا ضريبة فادحة من أرواحهم وممتلكاتهم ومصالحهم، وما زالت صفوفهم نتيجة الاختلاف متفرقة، وكلمتهم ممزقة، وقوتهم خائرة، ولا حول لهم ولا قوة، ينال منهم العدو وعليهم ينتصر، وقد ساهم الانقسام في ذهاب بريقهم، وتشويه صورة نضالهم، وانفضاض الناس من حولهم، فهم في هذه الليلة المباركة، في أمس الحاجة إلى تعاليم المسيح عليه السلام، بالمحبة والتآلف، وبالاتفاق والمصالحة، وبالغفران والمسامحة، وعليهم الاستعجال بإعادة وصل عُرى الأخوة، ومواثيق المحبة، فنحن أبناء شعبٍ واحد، ننتمي إلى أمةٍ واحدة، ونعاني جميعاً من عدوٍ واحد، لا يفرق بيننا ولا يفاضل فينا، فلنحب بعضنا، ولنغفر لأنفسنا، ولنتسامح ونتصافح، ولنغتسل من آثامنا، ولنتظهر من ذنوبنا، ولنعود إلى الله خالقنا.
رسالة عيد الميلاد العربية من أهلنا المسيحيين، شركائنا في الأرض والوطن، وإخواننا في الظلم والمعاناةِ والسقم، للعالم المسيحي الحر، أن انحازوا إلى الحق، وكونوا إلى جانب المبادئ والمثل التي نادى بها عيسى عليه السلام، ودعا للتمسك بها، فلا تناصروا الظالمين، ولا تمدوا في عمر الخائنين، وكونوا ربانيين أحباراً أتباعاً لرسولكم الكريم، الذي انتفض على الظلم، وقاتل الشر، ورفض الخضوع للغاصبين، وثار على الكاذبين المدلسين، وأقسم بالله أن يبع قميصه ويشتري به سلاحاً يقاتل به المعتدين، ويرد به حق المظلومين، ولا يكون يوماً ظهيراً للظالمين، فأسس لثورات الجياع والمظلومين والمضهدين والمحرومين، ممن أحتلت أرضهم، وانتهكت مقدساتهم، وأغتصبت حرماتهم، وفرضت عليهم إراداتُ غيرهم وسياسات أعدائهم.
المسيح عيسى بن مريم في ليلة ميلاده المباركة يقول إن فلسطين أرضٌ واحدة، في وسطها ولدتُ، وفي شمالها شببتُ وترعرعتُ، وإليها أعود، وفيها أنشر العدل والسلام، فهي أرضٌ واحدة، ملكٌ لشعبها الفلسطيني، لا تقبل القسمة، ولا يجوز فيها التجزئة، سكنها الفلسطينيون قبل آلاف السنين، وعمروها بحضارتهم العربية والإسلامية، وعليها طرأ اليهود واحتلوها، وحاربوا مسيحييها قبل مسلميها، فلا ينبغي التفريط فيها أو التنازل عنها، وعلى أهلها الحفاظ عليها والتمسك بها، هويةً وانتماءاً وفكراً وحضارة، وإن مسيحيي قطاع غزة الذين يحرمون زيارة مهد رسولهم، ويعاقبون بالحرمان من المشاركة، فإنهم سيعودون إلى مدينة بيت لحم من جديد، وسيقفون على باب المغارة، وسيشعلون شموعاً على بابها، وسيدخلون كنيسة المهد، وسيصلون فيها رغماً عن يهود وبني صهيون.
إنه المسيح عيسى بن مريم كلمة الله وروحٌ منه، يخاطب أتباعه في كل مكان، أن كونوا أبراراً أنقياء، أطهاراً أصفياء، وكونوا معاً يداً واحدة في صناعة السعادة الأبدية التي أرادها الله لكم، وتخلصوا من الإثم والمعصية، وانشروا السلام الحقيقي، وأعيدوا للحق نصابه وللعدل مكانة، فما الإنسان إلا خليفة الله في أرضه، وقد كلفه بعمران الأرض، ومواصلة الحياة، وأعلمه أن للإنسان كرامة وله حقوق، فلا ينبغي الاعتداء عليها أو تجريده منها، وهو من المسيحيين براء إن هم حادوا عن دربه، وساندوا الباطل وتخلوا عن الحق، وناصروا الظلم وخذلوا المظلومين، وانقلبوا على الشريعة وتنكبوا للرسالة، موصياً أتباعه "سلاماً أترك لكم، وسلاماً أعطيكم، لا كما يعطيه العالم أنا أعطيكم، لا تضطرب قلوبكم ولا تفزع"، ولكنه يقول لا سلام دون عدل، فالعدل أساس السلام وهو طريقه، فحتى يتحقق السلام، ويستعيد الفلسطينيون حقوقهم، ويطردوا عدوهم، ويحرروا أرضهم، فإن نشيد المسيحيين مع ملائكة السماء سيبقى، "المجدُ لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وللناس المسرة".

رؤى إستراتيجية مفخرة للخليج والعرب/ د. عبدالله المدني

يـُعرف الباحث الفلسطيني الدكتور خالد سعيد ربايعة البحث العلمي بأنه "مجموعة من النشاطات والتقنيات والأدوات التي تبحث في الظواهر المحيطة، والتي تهدف إلى زيادة المعرفة وتسخيرها في عمليات التنمية لمختلف جوانب الحياة". وطبقا للربايعة فإنه "يسمى البحث علميا إذا إعتمد على تجميع معلومات كافية من تجارب علمية يمكن قياسها والتحقق من دقتها عن طريق الملاحظة أو التجربة وتصنيف نتائجها ومن ثم يـُصار إلى وضع فرضيات معينة لتفسير تلك الظواهر وتصميم تجارب أخرى لإختبار تلك الفرضيات وتحويلها إلى نظريات."
ومما لا جدال فيه أن نسبة الإنفاق على البحث العلمي في الدول العربية إلى مجموع الناتج القومي الإجمالي  لهذه الدول متدن جدا ولا تتجاوز 0.80 بالمائة في أفضل الأحوال فيما  هي تتجاوز 3 بالمائــــــــة علــــى الصعيد العالمي. فطبقا لبيانات منظمة اليونسكو تقبع الدول العربية منذ نحو أربعة عقود في مؤخرة دول العالم لجهة الإنفاق على البحث العلمي الضروري لإيجاد حلول ناجعة لقضايا مثل التصحر وندرة المياه والغذاء والطاقة وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية والمرفقية. ففي الوقت الذي تخصص فيه بلدان مثل الهند وكوريا الجنوبية وتايوان وسنغافورة ما بين 2-3  بالمائة من ناتجها القومي الإجمالي لأغراض البحث والتطوير، فإن المملكة العربية السعودية التي تحتل المرتبة الخامسة في العالم لجهة الناتج المحلي الإجمالي للفرد، لا تزال - رغم كل خططها الوطنية للإرتقاء بالتعليم – تقبع في المرتبة ما قبل الأخيرة من حيث الإنفاق على البحث والذي لا تتجاوز نسبته 0.05 بالمائة، فيما تحتل البحرين، التي عرفت التعليم الرسمي قبل غيرها من دول المنطقة ولديها جيش من الخريجين الجامعيين، المرتبة الأخيرة عالميا في الإنفاق على البحث العلمي بـ 0.04 بالمائة من قيمة الدخل القومي.
ومما لا جدال فيه أيضا أن الإنفاق السخي على البحث العلمي هو الذي لعب الدور المحوري في تفوق إسرائيل على مجموعة الدول العربية. حيث رصدت دراسة فلسطينية الأمر وتوصلت إلى أن تل أبيب تنفق ما مقداره 4.7 بالمائة من ناتجها القومي على البحث العلمي، وهذا يمثل أعلى نسبة إنفاق في العالم في هذا المجال. كما توصلت الدراسة إلى حقيقة أن أنشطة البحث العلمي في الجامعات الإسرائلية هي من أقوى الأنشطة البحثية في العالم، بل " تتبوأ المركز الرابع على مستوى العالم، ولاتتقدم عليها سوى سويسرا والسويد والدانمارك من حيث عدد المقالات العلمية لكل مليون مواطن، حيث نشر العلماء الإسرائيليون 6309 بحوث في دوريات علمية أجنبية، ويقارب دورهم في النشاط العلمي العالمي عشرة أضعاف نسبتهم من سكان العالم".
وتعزي الدراسة كل ذلك إلى عوامل مثل ضخامة عدد الباحثين المتفرغين والفرق البحثية المتكاملة، وإنخراط عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس في المجال البحثي ومتابعة كل ما ينشر أو يبث في العالم أولا بأول، ومنع إستحواذ النفقات الإدارية على النصيب الأوفر من ميزانيات الجامعات، وتوفر هامش واسع من الحريات الأكاديمية، وتشجيع الدولة لصغار الباحثين وتدريبهم للحيلولة دون تسربهم إلى الخارج.
وعلى الرغم من الوضع المزري للبلاد العربية مقارنة بغيرها من حيث إنفاقها على البحث العلمي على نحو ما شرحناه في السطور السابقة، فإن السنوات الأخيرة شهدت خطوات جادة لتجسير هذه الهوة عن طريق إطلاق الدولة، وتحديدا في منطقة الخليج العربي، لمراكز بحثية، وقيام الأخيرة بإطلاق مجلات فصلية علمية وثقافية مـُحكّــمة تضم بين دفتيها أبحاثا جادة وموثقة للأكاديمين والباحثين والنخب العلمية والثقافية والإقتصادية.
وفي هذا السياق، تبرز مراكز بحثية عربية مرموقة مثل "مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية" بجامعة الكويت، و"مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية" في السعودية، و"مركز دراسات الخليج العربي" بجامعة البصرة، و"مركز الإهرام للدراسات الإستراتيجية" في القاهرة، و"مركز دراسات الوحدة العربية" في بيروت، و"مركز الخليج للأبحاث" في دبي. غير أنه لا يمكن للمرء أن يستطرد دون التوقف عند "مركز الإمارات للبحوث والدراسات الإستراتيجية" في أبوظبي الذي تم إطلاقه في عام 1994 ضمن مشاريع ترسيخ دعائم الدولة العصرية، وأهداف إستقطاب الكوادر البحثية من كل مكان، وأختير لقيادته واحد من خيرة أبناء الإمارات علما وخلقا وأداء هو الدكتور جمال سند السويدي. وقد تمكن المركز، تحت قيادة الأخير وتوجيهات ولي عهد أبوظبي/ نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، من خدمة المجتمع عبر تقديم برامج وأنشطة وندوات علمية متخصصة، وتقديم الدعم والبحوث القيمة لدوائر صنع القرار الرسمية، هذا فضلا عن نجاحه منذ تأسيسه في إصدار نحو 700 كتاب ودراسة وسلسلة باللغتين العربية والانجليزية في مواضيع ذات صلة بالخليج والعالم العربي والقوى الإقليمية والعالمية الصاعدة والأقطاب الدولية المؤثرة.
ومؤخرا إختار المركز تاريخا متميزا هو 12/12/2012 لإطلاق مجلته الفصلية المحكمة التي أطلق عليها إسم "رؤى إستراتيجية"، وذلك وسط حفل بهيج وحضور لافت للمشاهير في دنيا الفن والأدب والرياضة والمال والإعلام والدبلوماسية. وفي الكلمة الإفتتاحية للعدد الأول من المجلة عبر الدكتور جمال السويدي عن أمله في أن تكون مجلته "إضافة نوعية جادة تدعم، ولو بقدر بسيط، الانتاج المعرفي العربي، وتسهم في معالجة التأثيرات السلبية للأزمات المختلفة" مشددا عل أن "المنافسة بين الدول والأمم في القرن الحادي والعشرين تحتاج الى جرعات أكبر من البحث العلمي والمعرفي وإطلاق طاقات الإبداع الفكري في دولنا الخليجية والعربية، ذلك أنه من الضرورة بمكان إستعادة قيم البحث العلمي وتقاليده العريقة وتأكيد الرصانة والمنهجية كمداخل حتمية للنشر في الدوريات العلمية المحكمة. ولم ينس الدكتور السويدي أن يعترف في كلمته خلال الحفل بأن تراجع دور ومساحة البحث العلمي في البلاد العربية لا يـُعزى فقط إلى ضعف التمويل والإمكانيات فحسب وإنما أيضا إلى إتسام مناخ البحث العلمي في كثير من دول المنطقة بالجمود والإفتقار إلى روح الإبتكار والمبادرة، وتحوله إلى بيئة طاردة للعقول المبتكرة والكوادر البشرية الماهرة. ولا يرى الدكتور السويدي أي عيب في إنجاز البحوث والدراسات العلمية لأغراض محصورة في نيل الترقيات العلمية لأن ذلك من المسلكيات البديهية التي لا غبار عليها، لكن العيب هو أن تخلو تلك الدراسات من الإبتكار والتطوير وسبل معالجة أزمات ومشاكل المجتمعات وقضايا العصر،والتصرف كما لو كان الأمر مجرد ترف علمي.
د. عبدالله المدني
*باحث ومحاضر أكاديمي في العلاقات الدولية والشأن الآسيوي من البحرين
تاريخ المادة: ديسمبر 2012
البريد الإلكتروني: elmadani@batelco.com.bh

ماذا بعد التزوير الفج والفادح للإستفتاء؟/ مجدى نجيب وهبة

** لم يكن المشهد صادما أو غريبا فى دولة سقطت .. وسقط فيها القانون .. وصارت فيها البلطجة والإرهاب هى عنوان الحقيقة .. لم يكن المشهد صادما من إدارة عصابة أصبحت تتحكم فى كل مفاصل الدولة ، وتحطم فى كل مؤسساتها "جيش – شرطة – قضاء"  .. وأن تزور الحقيقة !! .. لم يكن المشهد صادما عندما سيطر الإرهابيين والبلطجية وأرباب السوابق من الخارجين عن القانون على صناديق الإستفتاء لإرهاب الشعب وغلق اللجان ، ومنع المستفتين من الوصول إلى صناديق الإستفتاء ..
** فماذا نتوقع من جماعة تحكم بالإرهاب والفتونة والبلطجة .. إذا كانوا تطاولوا على المحكمة الدستورية العليا ، ومنعوا القضاة من دخولها فى سابقة لم تحدث فى أى دولة فى العالم .. ولكنها حدثت فى مصر ..
** نعم .. حدثت فى مصر بعد أن سقطت وتعاون المجلس العسكرى المنحل بقيادة المشير طنطاوى والفريق عنان ، بتسليم مصر لجماعة إرهابية محظورة دموية تنفيذا للسيناريو المتفق عليه بين أمريكا والإخوان والمجلس العسكرى  .. لقد رأينا كل ذلك بأعيننا .. فماذا كنا نتوقع من لعبة الصندوق التى يجيدها الإخوان الكذابون ..
** لقد حذرنا الشعب المصرى العظيم من الإستجابة لعواء الذئاب .. وفحيح الأفاعى بالذهاب إلى الصندوق للإدلاء بأصواتهم .. حتى لا يقع الشعب فى شرك الخداع والتضليل .. ولكن إرادة الشعب أرادت أن تعلن عن رأيها وخرجت كل مصر لتقول "لا" .. ولكن كما عرف الجميع .. قالوا المزورين والمضللين أن الشعب قال "نعم" للدستور .. فأى فجور ، وأى زمن نعيشه الان ؟!! ..
** لقد خرجت المدرعات والجيش والشرطة .. ليس لحماية الشعب بل لتأمين الصندوق .. وحماية الكذابون والمضللين .. والدليل على ذلك ما تعرض له إثنين من المستشارين داخل إحدى اللجان ، وتم الإعتداء عليهم من قبل الجماعات الإسلامية .. وكان هناك بعض أفراد ضباط القوات المسلحة التى لم تفعل شئ لحماية المستشارين بل ظلت صامتة ؟!! ..
** لقد حذرنا من الذهاب للصندوق حتى لا يقع الشعب المصرى فى خداع وشراك شرعية الإستفتاء وتساءلنا ، كيف يستفتى الشعب على دستور باطل ، وجمعية تأسيسية وضعت نصوص الدستور باطلة ، ورئيس دولة غير شرعى بعد أن سقطت شرعيته بالقانون والدستور ..
** حذرنا الشعب أن مجرد ذهابه للصندوق هو ما يسعى إليه رئيس الدولة .. حتى لو قال الشعب كلمته بـ "لا" .. ولم يزور الإستفتاء ، فالنتيجة هو إنتصار الفوضى والبلطجة على القانون والدستور ..
** لم يشاهد ولم يرى العالم كلة رئيس دولة ، بعد أن أقسم على إحترام القانون والدستور .. يحاصر المحكمة الدستورية العليا لمنعها من إصدار القوانين والأحكام ويحاصرها .. ويمنع قضاتها من أداء عملهم وهى جريمة تستوجب الإعدام ..
** لم يشاهد العالم كله رئيس دولة يكذب .. ويكذب .. ويكذب .. ويقيل النائب العام ، ويعين نائب أخر ، يقسم على إحترام شرعية الرئيس وقانون الإخوان المتأسلمين ..
** لم يحدث فى العالم كله .. أن تعطلت كل المحاكم .. وعلقت أعمالها إعتراضا على بلطجة رئيس الدولة على القانون ، وعلى القضاة ، وعلى المحاكم .. ورغم ذلك يلزم الصمت حتى يمرر الدستور الذى يعطى له كل الصلاحيات هو وجماعته فى إسقاط القضاء ، وأخونة الجيش والشرطة والهيمنة على كل مؤسسات الدولة .. وبعد كل ذلك ، ماذا كنتم تتوقعون من الإستفتاء على دستور باطل ؟!!! ...
** لقد إستخدم الإخوان كل أساليب الترويع والمكر والكذب من منع الشعب إلى قطع التيار الكهربائى إلى ملء الصناديق ، إلى تعيين منجدين ومدرسين وأعضاء من حزب الحرية والعدالة مراقبين بدلا من القضاة وإستخدام البطاقة الدوارة .. ولم يكن هناك أى جهات أمنية مسئولة عن حماية إرادة الشعب .. بل كانت الحماية لصندوق الإخوان وللجماعة .. حتى أن الشرطة رفضت تحرير محاضر بالتجاوزات ، وأعلنت صراحة أن لديها تعليمات بعدم تحرير أى محاضر ..
** لقد ضحكت الجماعة على الشعب وسيخرجون علينا كل لحظة أمام وسائل الإعلام وهم يقولون أن الشعب قال "نعم" للدستور .. وسيصمت الجميع .. لأنهم سيدعون إنهم يحكمون بالدستور .. هذا الدستور الذى تم طبخه قبل إنعقاد ميعاد جلسة المحكمة الدستورية العليا فى 2 ديسمبر .. لنظر الطعون المقدمة ضد مجلس الشورى وضد الجمعية التأسيسية للدستور .. وضد الإعلان الدستورى المكمل الذى أصدره "مرسى العياط" لتحصين الجمعية التأسيسية ، ومجلس الشورى ، وقراراته ، وإقالة النائب العام !!! ...
** منعوا القضاة من أداء عملهم أو دخولهم المحكمة .. وأعلن مرسى العياط أن هناك مؤامرة من المحكمة على الرئاسة وهو ما كذبته المحكمة ، وقالت أين دليلكم ؟ .. ولم يكن هناك ثمة دليل ، ولكن ما فعله رئيس الدولة هو إرهاب القضاة وإرهاب المحاكم لكى يسيطر على الحكم والدولة ..
** ويتساءل البعض .. ماذا بعد إقرار دستور بالإكراه على شعب مصر .. فالمرحلة القادمة هى أخطر لأنها مبنية على شرعية الدستور الباطل .. وبدأت بإعطاء الشرعية لمجلس الشورى لإصدار القوانين .. فتصير كل القوانين الصادرة ، وسيعمل بها باطلة .. والجيش يحمى هذه الشرعية الباطلة .. بل ويصرح القادة العسكريين انهم يحمون الشعب والدستور .. ونتساءل أى شعب يحميه .. والشرطة تقف عاجزة ومشلولة عن حماية الشعب .. بل يتم إرهابهم لحماية مقرات الإخوان والجماعة المتأسلمة ..
** والكارثة أن الأحزاب التى تقول عن نفسها أنها أحزاب معارضة ، وأحزاب سياسية ، وعلى رأسهم حمدين صباحى وعمرو حمزاوى ، ود. "محمد أبو الغار" .. فهم لا يفعلون شيئا إلا تقديم الطعون على الدستور ، بل يطالبون الشعب بالإستعداد لخوض إنتخابات مجلس الشعب ، يعنى بالبلدى ، نحن نعترف بالدستور ، وننتقل إلى الإستعداد لإنتخابات مجلس الشعب .. هل ترون فوضى أكثر من ذلك .. وأتساءل ، كيف تدعون لخوض إنتخابات مجلس الشعب ، ومجلس الشورى باطل ، والجمعية التأسيسية باطلة ، والرئيس باطل ، والدستور باطل ..
** هذا يوضح أن هناك حلقة إتصال وتمثيليات تدور بين هذه الأحزاب ، وبين الرئاسة .. والكارثة التى بلينا بها هى أن كل الأحزاب لم تخرج ببيان واحد لإدانة ما يحدث من تعدى السلطة التنفيذية على السلطة القضائية أو إنضمامهم للقضاء فى وقفتهم الإحتجاجية .. وهذا يعنى أن هناك مخطط لإبعاد كل المؤسسات عن بعضها البعض لإضعافها .. ثم يسهل السيطرة عليها !! ..
** فى النهاية .. مصر تترنح فى فوضى عارمة .. ورغم أن الشعب هو صاحب الكلمة العليا .. ولكن ما أراه أن الشعب بدون موقف واضح وصريح ومعلن من الجيش ، والقيادات العسكرية والأمنية .. فلن يستطيع أن يفعل شئ ، والقضاء بدون حماية القانون .. سيسقط .. ولن يقوم له قائمة مرة أخرى .. وهذا يعنى بالبلدى أن القيادات العسكرية راضية عن أداء الرئيس والحكومة .. وراضية عن تقسيم الشعب وإقتتاله ، وراضية عن الفوضى ، وراضية عن توغل رئيس الدولة على القضاء ، وراضية عن ميليشيات حازم أبو إسماعيل ، وميليشيات "صفوت حجازى" ، وميليشيات "ياسر البرهامى" .. فهل هذه هى مصر ؟! ..
** هل نفيق من هذا الكابوس .. وهذا الإخطبوط .. إنه سؤال أطرحه ، وأعلم أنه لا يوجد أحد يقرأ .. وإكتفى كل المثقفين والمفكرين ببرامج التوك شو .. وهنا لا أقصد مقالى أو شخصى .. بل هناك ألاف المقالات التى تنشر فى الصحف ، ولا أحد يقرأها ... ومع الأيام سيتوقف الجميع عن الكتابة .. فليس هناك أى جدوى .. ولست لى إلا أن أقول "لعن الله قوما ضاع الحق بينهم .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ؟؟؟!!! ..
صوت الأقباط المصريين

قلت نعم... عليك مسئولية تجاه من قال لأ/ ايمان حجازى

الى كل من قال نعم للدستور , الى كل من قال نعم للإستقرار , الى نسبة ال 66% من هذا الشعب الطيب الجميل , الى هذه النسبة التى وثقت فى الحكومة ورغبت فى الأمان , الى هذه النسبة التى تعبر عن رأى الأغلبية فى مجتمعنا

الى كل من غلب الصالح العام على المصالح الشخصية , الى كل من كان همه أن عجلة الإنتاج تدور , الى من قال نعم

الى كل من تجاهل دم الشهداء , الى من نسى الأطفال الذين توفاهم الله فى حوادث القطارات , الى كل من أثبت أنه  يرى مالا يراه الغير , الى كل من غلب الصالح العام عن مصالحه الشخصية من اهل النوبة

الى الأغلبية التى رأت ما لم يره الأقلية فى عظمة الدستور فقالت نعم بحرية وبدون رشوة ولا إثارة فتن ولا شغل بلطجية


الى هؤلاء وإليهم فقط أتوجه بالتهنئة لأنهم أثبتو أنهم الأقدر على التعامل مع مقتضيات المرحلة , لأنهم أثبتو أنهم الأفهم لمعطيات المرحلة , أنهم الأكثر ثقة فى الحكومة وف قدرتها على تحقيق النماء والرخاء بدون توانى ولا تراخى , إليهم لأنهم فقط أرادو أن يعطو للحكومة وقتا لتفى بما وعدت به ولم يكن ينقصها غير أن يقولو لها نعم فقالوها بثقة بقوة حزم وعزم , فجاءت نتيجة ثقتهم نعم للدستور بنسبة

أصل إحنا كنا بنهزر/ د. ماهر حبيب

الإخوان يعلنون أنهم لن يرشحوا أكثر من ثلث البرلمان ثم يرشحوا أنفسهم على البرلمان كله ....أصل إحنا كنا بنهزر
مكتب الإرشاد يعلن أنه لن يرشح رئيسا للجمهورية فيرشحوا الشاطر والإستبن ............أصل إحنا كنا بنهزر
القبض على أفراد منظمات حقوق الإنسان بحجة التمويل الأجنبى ثم الإفراج عنهم ............... أصل إحنا كنا بنهزر
رئيس الوزرا يعين محافظ قبطى ثم يلغى القرار .............. أصل إحنا كنا بنهزر
يبلغوا شفيق إنه كسب الإنتخابات والحرس الجمهورى راح يحرسه ويكسب مرسى فى أخر لحظة زى الهدف الدهبى إللى لغاه الفيفا................. أصل إحنا كنا بنهزر
..الرئيس يعيد مجلس الشعب ثم يلغى قراره.................... أصل إحنا كنا بنهزر
الرئيس يقيل النائب العام ثم يرجعه لمنصبه .............. أصل إحنا كنا بنهزر
الرئيس يعلن الإعلان الدستورى الإلهى الفرعونى ثم يلغيه.............. أصل إحنا كنا بنهزر
الغريانى يقول لك بأطبخ لكم دستور توافقى وطلع مسلوق علشان ........... أصل إحنا كنا بنهزر
قنديل يقرر غلق المحلات الساعة عشرة ثم يلغيه..................... أصل إحنا كنا بنهزر
قنديل يقرر رفع الضرائب ثم يلغيه...................... أصل إحنا كنا بنهزر
قنديل يرفع الإسعار ويلغى الدعم عن السولار ثم يلغيه............ أصل إحنا كنا بنهزر
النائب العام الإخوانى الجديد يستقيل ثم يسحب الإستقالة.......... أصل إحنا كنا بنهزر
النيابة تقبض على حارس الشاطر متلبسا بحمل سلاح غير مرخص ثم تفرج عنه ..... أصل إحنا كنا بنهزر
النيابة تقبض على عضو من حازمون بتهمة إمتلاك سلاح ألى غير مرخص وغير مسموح بيه للإستعمال الشخصى ثم تقوم النيابة بالإفراج عنه لما حازم وراهم العين الحمرا كشوا فى جلدهم وقالوا........................... أصل إحنا كنا بنهزر.
المتظاهرين قالوا سلمية سلمية ومسلم ومسيحى إيد واحدة وبعدين قالوا................ أصل إحنا كنا بنهزر
قالوا الجيش والشعب إيد واحدة وبعدين طلعت الحقيقة .................... أصل إحنا كنا بنهزر
وبعدين مادام كل حاجة طلعت هزرا فالشعب بيقول
أنا كنت فاكر مرسى رئيس بجد بس الحقيقة .................. أصل إحنا كنا بنهزر
إحنا كنا حا ندفع ضرايب  وبعدين.................... أصل إحنا كنا بنهزر
إحنا كنا ناوين نشتغل ...................... أصل إحنا كنا بنهزر
إحنا كنا ناويين نقعد فى البلد ..................... أصل إحنا كنا بنهزر
وطبعا ما دام الحاكم وجماعته عمالين يهزروا والشعب كمان من غلبه حا يهزر وتبقى الدنيا هزار فى هزار والنتيجة  الدنيا خربت وإنتوا قاعدين تهزروا طب خليكوا كده بتهزروا على طول وشوفوا إللى حا يجرى لكم وبعد ما كانت بلد بتاعت شهادات صحيح بقت بلد بتاعت هزار صحيح

مخيم اليرموك: اجتياح تكتيكي أبعاده استراتيجية/ نقولا ناصر

("تحرير" مخيم اليرموك بالطريقة التي جرى بها يخدم في المقاوم الأول مساعي دولة الاحتلال الاسرائيلي لإنهاء مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وتوطينهم حيث يوجدون أو تشتيتهم في جهات الأرض الأربع)

إن معارك الكر والفر بين طرفي الصراع الدموي الذي يستمر في تدمير سورية ماديا ومعنويا تتميز بكونها سلسلة طويلة مستمرة منذ عامين تقريبا من العمليات التكتيكية لما يصفه كلا الطرفين ب"تحرير" مناطق من سيطرة الطرف الآخر ثم "الانسحاب التكتيكي" منها، وكانت معركة بابا عمرو في حمص مثالا حظي بتغطية واسعة لهذا النمط من القتال.
وكان ما وصف ب"تحرير مخيم اليرموك" للاجئين الفلسطينيين في العاصمة السورية مجرد واحدة من معارك هذه الحرب السجال، ومن المؤكد أن يعقب "تحرير" المخيم انسحابا "تكتيكيا" منه، من دون تحقيق أي إضافة نوعية للانجازات العسكرية لهذا الطرف أو ذاك تغير استراتيجيا في ميزان القوى بينهما، لكن النتيجة الحتمية المؤكدة سوف تنعكس مأساة فلسطينية جديدة، انسانية وسياسية ذات أبعاد استراتيجية. 
وهو ما يثير أسئلة جادة عن الأهداف الحقيقية لمن اجتاحوا المخيم أولا وهم يعرفون مسبقا رد الفعل العسكري المتوقع عليه، بقدر ما يدركون كذلك النتائج الفلسطينية الخطيرة التي سوف تترتب على "تحريره"، وهي نتائج لن تعفيهم بالتأكيد من المسؤولية عنها مهما كانت المسوغات "الثورية" والأسباب "السورية" التي تساق لتسويغها.
إذ لا يكفي أن تكون الأرض "سورية" لتسويغ ارتكاب جريمة تاريخية بحق فلسطين فوق ترابها، فالتاريخ لم يخرج حتى الآن ممارسات مماثلة فوق أراض عربية أخرى من سجلات "الجرائم" ضد عرب فلسطين.   
إن الأبعاد الاستراتيجية لهذه المحاولة الدموية لاخراج اللاجئين الفلسطينيين عن حيادهم في الصراع الدولي والاقليمي والداخلي المحتدم على الأرض السورية هي أبعاد سوف تتجاوز كثيرا مساحة المخيم المنكوب ومساحة الوجود الفلسطيني بكامله في سورية، ما لم تنجح الجهود الحثيثة الجارية لاقناع كل الأطراف المعنية باحترام حياد كل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سورية وليس مخيم اليرموك وحده.
يوصف مخيم اليرموك بأنه عاصمة مخيمات اللجوء الفلسطيني ديموغرافيا، وعاصمة المقاومة كونه قدم نصف شهدائها تقريبا خارج الوطن المحتل حسب الكاتب الفلسطيني علي بدوان، حيث كان نواة المقاومة المسلحة التي انطلقت منه، ومركز المعارضة الفلسطينية لاتفاقيات أوسلو التي أوصلت الحال الفلسطيني إلى الوضع الراهن البائس الذي آل إليه، ورمزا للعض على حق العودة بالنواجذ، ورصيدا متيقظا دائما لمحاولات تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين.
بقدر ما يمثل بقاؤه، مثله مثل بقية المخيمات، رمزا لفشل النظام الرسمي العربي في تحمل مسؤولياته القومية تجاه عرب فلسطين وقضيتها ورمزا لمسؤولية هذا النظام التاريخية عن نكبة عام 1948، رمزا يقض مضاجع هذا النظام لأن وجود المخيم في حد ذاته يذكره بفشله وعجزه ويضع أنظمة حكمه في موضع المساءلة والمحاسبة أمام شعوبها التي لا تزال تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها المركزية في وقت تتمنى الأنظمة أن يبتلعها النسيان أو تقود ما تسمى "عملية السلام" إلى التخلص من "كابوسها" الذي يؤرق منام حكامها ويهدد الاستقرار الاقليمي الذي يضمن بقاء أنظمتهم.  
إن "تحرير" مخيم اليرموك قد ألغى مكانته هذه بين ليلة ظلماء داهمه فيها دهماء حروب داحس والغبراء العربية وبين ضحاها الذي أشرقت شمسه على عشرات الآلاف من لاجئي المخيم الهائمين على وجوههم في مصير مجهول لا يجدون فيه أي ملاذ آمن مما يصفه المراقبون ب"النكبة الثانية" لهم، ربما لحكمة إلهية كي يفهم الأبناء والأحفاد بالواقع الملموس ما كان يرويه لهم آباؤهم وأجدادهم عن "النكبة الأولى"، فيدفنوا إلى الأبد أمنية قادة دولة المشروع الصهيوني في فلسطين في أن "يموت الآباء وينسى الأبناء" الفلسطينيون نكبتهم الأولى.
لكن البعد الاستراتيجي الأخطر في إلغاء الدور التاريخي والوطني والرمزي لمخيم اليرموك يكمن في أن مثل هذا الالغاء لا يخدم فقط من يريدون التخلص من أرق النكبة ورموزها وكل ما يذكر بها من الدول العربية المسؤولة عنها وعن استمرار نتائجها.
إن "تحرير" مخيم اليرموك بالطريقة التي جرى بها يخدم في المقاوم الأول المساعي الحثيثة التي لا تتوقف التي تقوم بها دولة الاحتلال الاسرائيلي لإنهاء مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وتوطينهم حيث يوجدون أو تشتيتهم في جهات الأرض الأربع، من أجل تشتيت قواهم وتمييع مطالبتهم بحق العودة، ولهذا السبب تسعى أيضا إلى حل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" التابعة للأمم المتحدة وتحويل مسؤوليتها الحصرية عنهم إلى مسؤولية عامة معومة للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العالم، باعتبار الأونروا رمزا أمميا لمسؤولية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عن النكبة الفلسطينية.
لذلك لا يمكن ل"تحرير" مخيم اليرموك إلا أن يقع في سياق هذا البعد الاستراتيجي الأخطر، بغض النظر عن النوايا والادعاءات الذاتية لمن يريدون "تحرير" المخيم.
بينما إغلاق الحدود الأردنية، من دون إعلان رسمي، أمام نزوح اللاجئين الفلسطينيين في سورية يشير إلى أن الدفع باتجاه خروج هؤلاء اللاجئين عن حيادهم في الأزمة السورية لا يمكنه إلا أن يكون رسالة واضحة للأردن تخيره بين الانحياز فيها بدوره وبين التنكر لتاريخه الطويل في استضافة موجات متلاحقة من اللاجئين العرب لأسباب إنسانية وسياسية على حد سواء.    
ولا يمكن له إلا أن يقع كذلك في سياق دق اسفين بين الحركة الوطنية الفلسطينية وبين حاضنتها السورية التاريخية، منذ بادر الرفاق المؤسسين للبعثيين الحاكمين اليوم ونظرائهم من الاخوان المسلمين الذي يقودون المعارضة لهم الآن، إلى جانب غيرهم من عرب سورية،إلى التطوع للقتال دفاعا عن أرض فلسطين وعربها وهويتها العربية الاسلامية في سنة 1948.
وفي السياق ذاته لا يمكن عزل التركيز على دور يوصف بالسلبي وغير المحايد للجبهة الشعبية – القيادة العامة في معركة "تحرير" المخيم عن كون حرمان الجبهة من وجودها العسكري في لبنان جزءا رئيسيا من مطالبات عربية ودولية بأن يكون سلاح الدولة اللبنانية هو السلاح الشرعي الوحيد، في قول حق يراد به باطل تجريد المقاومة اللبنانية من سلاحها كمطلب أميركي – إسرائيلي معلن.
لقد كانت معركة "تحرير مخيم اليرموك" أحدث حلقة في سلسلة تفكيك تجمعات اللاجئين الفلسطينيين في البلدان العربية المضيفة، سواء بالمجازر أو بالتدمير أو بالترحيل الجماعي أو بتسهيل الهجرة إلى بلدان الشتات الأجنبية أو بالاحتواء العسكري أو الأمني وتحويلها إلى سجون كبرى في الهواء الطلق للاجئين وطموحاتهم الوطنية وآمالهم في العودة كما هو الحال في قطاع غزة، وفي كل الحالات كان المخيم الفلسطيني ثمنا سهلا للاصطراع العربي، ولم يكن "تحرير" مخيم اليرموك حالة شاذة في هذه السلسلة.
إن"الأسف لما تعرض له مخيم اليرموك" الذي عبر عنه أكمل الدين احسان أوغلو بقدر ما يؤكد فشل وعجز منظمات اقليمية مثل منظمة التعاون الاسلامي التي يشغل منصب أمينها العام وجامعة الدول العربية بقدر ما يجعل هذه المنظمات شريكة بالتواطؤ أو بغض الطرف في مسلسل تفكيك تجمعات اللاجئين الفلسطينيين وفي الكوارث الانسانية والسياسية التي تتعرض لها مخيماتهم، وهو فشل وعجز وشراكة لا يعد اللاجئين الفلسطينيين بغير استمرار هذا المسلسل المأساوي.
لقد تدخل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومثله فعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" المعارضة خالد مشعل، مطالبين المجتمع الدولي ب"تمكين أبناء شعبنا في سوريا من دخول الأرض الفلسطينية" كما قال عباس، ملتقطين لحظة إعلامية مناسبة للتركيز على الحل الاستراتيجي لقضية اللاجئين بالعودة.
ولا جدال في أن عباس كان يعني أراضي "دولة فلسطين" التي اعترفت الأمم المتحدة بها دولة مراقبة غير عضو فيها، وليس إلى فلسطين التي هجروا منها، وهو يدرك تماما أنها دعوة حق منقوص لكنها غير واقعية، لأنها لا تقدم أي حل فعلي آني لمشردي مخيم اليرموك.
* كاتب عربي من فلسطين     
* nassernicola@ymail.com

ستة أعوام على إعدام صدام حسين/ أسعد البصري

عندما مات حسن العلوي قال الرواة
(( الفتنة نائمةٌ لعن الله من أيقظها ))
---------
أنا عامل تنظيف في مطعم وقد أخذت
إجازة بسبب حبوب الكآبة التي أتناولها
أسكن غرفة لم أدفع إيجارها بعد .
المالك رجل هندي كلما طلبت منه الإنتظار
نظر إلى القناني الفارغة التي تملأ الغرفة
ولأنه لا يوجد ما أنظفه هذا اليوم
قلت أتسلى بكتاب حسن العلوي (عمر والتشيع - ثنائية القطيعة والمشاركة)
اليتيم............
مات حافظ الأسد و صدام حسين و هادي العلوي وبقي حسن العلوي يتيماً .
بعد أن رحل أخوته الثلاثة الكبار . الذين لم يشعروا يوماً بأهميته ،
كما لم يحملوه يوماً محمل الجد ، رغم كل الضجيج الذي صنعه لإثارة انتباههم.
هؤلاء الثلاثة كانوا يبتسمون عندما يسمعون اسمه أو يرونه .
لأنه بهلوان حتى وهو في عقده السابع
ما زال يرسم على الحيطان حماراً مربوطاً إلى شجرة .
عاش حياته ك (ضد نوعي) أكل وشرب على هذا الأساس .
فهو بعثي عراقي مرتد مع البعث السوري ،
وهو قومي عربي مرتد مع الصفويين
وهو صديق غادر ب صدام حسين مع حكومات الخليج .
أصاب أعداء صدام حسين من هذا الضد النوعي لكن أحداً منهم لم يأتمنه
ولم يقربه ولم يشعره بالإحترام كما فعل صدام حسين.
لهذا بكى عندما رآه يصعد المشنقة .
قبل ست سنوات أُعدِمَ الرئيس العراقي صدام حسين في عيد الأضحى
فكان كبش إبراهيم و ولده الذي طوّقتْهُ السماء.
رقصت الغوغاء حول جثته وقال موفق الربيعي حينها لوسائل الإعلام العالمية :
هذه تقاليد العراقيين وثقافتهم
أنهم إذا قتلوا أحداً رقصوا حول جثته .
حَزَنَ حسن العلوي لأن صدام حسين قد مات
دون أن يتلفظ ولو لمرة واحدة بكلمة شيعي أو سني
كان ذلك إحراجاً لنظريته سيئة الصيت
عندما ظهر شريط الإعدام فتح صلاح عمر العلي ديوان الجواهري وقرأ
(( تحدّى الموتَ واختَزَلَ الزمانا
فتىً لوّى من الدّهر العنانا ))
لما ظهرت الأغاني والتهاليل على التلفاز
اصطدمت بوجوم العراقيين من شماله إلى جنوبه ..
اتصل حسن العلوي بوزير الإعلام قائلاً أوقفوا الأغاني فإن الرجل قد مات .
ثم تذكر حسن العلوي ما قرأه عن جثة عبد الله بن الزبير
وكيف أنها ظلت مصلوبة حتى مر بها عبد الله بن عمر وقال :
أما آن لهذا الراكب أن ينزل...فلما سمع الحجاج قوله أنزل الجثة ودفنها.
تذكّرَ حسن مقولة عبد الله الزبير (( صونوا سيوفكم كما تصونون وجوهكم ))
ثم تساءل :هل كان صدام يحاكم
أم أنه كان مصلوباً على محكمة أنزلته المشنقة عنها .؟
الذي حيّرَ المثقفين لحظة الإعدام في عيد الأضحى ليس الإعدام نفسه
بل قهقهات الرئيس أمام هؤلاء الملثمين الذين يهتفون هتافات غريبة على مسامعه .
لم يُحلْ لغز تلك القهقهات حتى أفشت زوجته السيدة ساجدة طلفاح السر
قائلة أنه كان كثيراً ما يسمع في منامه بيت دعبل الخزاعي :
(( إني لأفتحُ عينيْ حينَ أفتحها
على كثيرٍ ولكنْ لا أرى أحدا ))
وقد كان تفسير رؤياه يؤرقه ويزعجه ، حتى أنه سأل العرافين دون جدوى .
حين جاءت لحظة النهاية ورأى الملثمين شعر بارتياحٍ و فرحٍ غامر
هذا سبب ضحكه
لقد عرف أخيراً تأويل رؤياه .
صدام حسين سعى بجنون إلى هذا المصير
كان صوتٌ غريب يقود به إلى هذا المكان .
يقول الكاتب الوهمي مهدي حيدر في رواية عالم صدام حسين
إنّ ( صدّام ) أيام شبابه في القاهرة
ارتطم برجل مصري بدين في أربعينياته
يحمل صحيفة في يد والخضار في اليد الأخرى
وبعد أن اعتذر الرجل المصري ظل صدام حسين يراقبه
حتى غاب الرجل في الزحام .
ثم سمع صوتاً من أعماقه يقول :
لستَ أحد هؤلاء
حسن العلوي مرتد كبير في تاريخ العراق الحديث ،
لهذا يؤلف كتاباً عن عمر بن الخطاب وليس في أبي بكر الصديق .
لأن هذا الأخير قاس على المرتدين وقاطع لرؤوسهم .
يقول في كتابه ( عمر والتشيع ) ص ١٤٢
(( ومن يراجع لائحة أبي بكر ، والتي أصدرها في حروب الردة
يجد فيها سابقة واضحة الفقرات لقوانين الإجتثاث السائدة في أيامنا هذه ))
هامش
.........
أين هؤلاء الشعراء الذين كانوا يقولون
إن قصائدهم كقصائد لوركا
والنظام العراقي السابق كان يطاردهم بسببها
أين هذه القصائد بحق الجحيم ؟؟ مثل ماذا ؟؟ ما هذا الكذب ؟
لو كان هناك مثقفون و مبدعون وطنيون مناضلون
معارضون للرئيس السابق صدام حسين
لرأيناهم الآن ضد حكومة الفساد والمحاصصة الطائفية
إن التجربة أثبتت أنه لم يكن هناك مثقف واحد معارض فعلاً
للرئيس صدام حسين سوى سعدي يوسف
لأنه معارض حقيقي للفساد والإجرام الحالي في العراق أيضاً
التجربة أثبتت كذلك أن شعراء المعارضة السابقين
كانوا مجرد شعراء أمم متحدة و منظمات إنسانية
يعني شعراء لجوء و هجرة لا أكثر ولا أقل
هذه هي الحقيقة حتى لا توجعون راسنه بالكذب والنفاق
تصدق حزب البعث خلال مسيرته الطويلة على المعارضة بكاتبين
هما حسن العلوي و سعد البزاز وأعتقد أن النظام السابق كان مرتاحا لذلك
لكي لا يُقال في الخارج أن العراقيين العرب بلا عقول
والثقافة العراقية كلها كردية و فارسية
هناك مثل بصراوي عبقري يقول :
(( شافونه سودْ
عبالهم هنودْ ))
نحن نقرأ الكذب الحالي و نصمت
لأن هذا حكم القوي على الضعيف
مَنْ عنده رأي قوي فليكتبه بسحر و قوة
وإلا لا يدوّخنه بإسلوبه الركيك
عندما التحقت بالمعارضة العراقية في دمشق عام ١٩٩٢م
كان نوري المالكي يصدر جريدة أسبوعية بسيطة هي (الموقف الإسلامي )
وكان باقر الزبيدي يصدر جريدة المجلس الأعلى الشهيرة (نداء الرافدين )
أتذكر في السيدة زينب ريف دمشق أعطاني صديقي سيد محسن هذه الصحف
وقال هنا يمكننا التعبير عن أفكارنا بعيدا عن قمع النظام العراقي
حين تصفحت تلك الصحف قلتُ : هل هذه حقاً أفكاركم قال : نعم
قلتُ أنا سعيد أن النظام العراقي نجح في قمعها حتى الآن هذه كارثة
ضحكنا وقتها لكننا كنا مقتنعين بحرب أهلية قادمة لا محالة
التاريخ يراه الشاعر بوضوح بمساعدة الروح والموهبة
فهو لا يتحاور لأنه مُلهَم و ضحية إلهامه

عندما يكون العدل ورطة/ جواد بولس

برزت في الآونة الأخيرة مجموعة مقالات لكتّاب وصحافيين يهود، عبروا من خلالها عن خشيتهم من وجهة النظام السياسي الإسرائيلي. بعضهم كتب بوضوح وحزم مقرّرًا أن الفاشية صارت هنا.
على الرغم من عدم كثرة هذه الأقلام وشح مدادها، إلّا أنّها تحمل في ثناياها مؤشّرًا على فداحة ما وصلت إليه الحالة السياسية الإسرائيلية، وخوف هؤلاء على مستقبل دولتهم من جهة، وما قد يلحقه النظام السياسي المتشكّل من مصائب وخسائر بضحاياه المباشرين، ونحن العرب في الطليعة، ومعنا كل من يعلي صوتًا لا يتوافق ونعيق جوقة الغربان الكاسرة، من جهة ثانية.
الوضع ينذر بكارثة. أقول هذا وأكرّره لا من باب تهويل قد يثبّط عزائم الحكماء، ولا كتفزيع يردع، بل كالمنشد: "يا ساهر البرق أيقظ راقد السمر/ لعلّ بالجزع أعوانًا على السهر".
في هذه الحال كانت خطوة اليمين أمام لجنة الانتخابات العليا متوقّعة. محاولاتهم لأقصاء القوائم العربية ومنعها من المشاركة في عملية الانتخابات ليست جديدة، ففي الدورتين السابقتين حاولوا واجتازوا لجنة الانتخابات، لكنّهم فشلوا على عتبات "المحكمة العليا" الإسرائيلية التي رفضت المصادقة على شطب القوائم العربية كقوائم وأعضاء كنيست كمرشحين. في هذه المرّة "اكتفت" لجنة الانتخابات بشطب ترشيح النائبة حنين زعبي وأجازت القوائم وباقي المرشحين. من الطبيعي والمنتظر أن تلتمس النائبة حنين زعبي عدل المحكمة الإسرائيلية العليا وتدعوها للتدخّل وإنصافها.
من المفارقات الطريفة أن التماس النائبة حنين سيشتمل على ادّعاءات تدحض ما أورده نوّاب اليمين العنصريين بشأن عداوتها المفترضة للدولة ومؤسساتها. سيتضمن الالتماس تأكيدًا على قبولها المبدئي لأصول اللعبة الديمقراطية، كما تتيحها قواعد التعاقد القانوني القائمة في الدولة، وتؤطرها الأعراف المتّبعة نهجًا وممارسةً. سيشتمل الكلام على تأكيدها موقفًا واضحًا يقضي أنها لا تسعي وحزبها لتقويض أسس الكيان ومصيره. سيرفق بهذا الالتماس تصريحها المشفوع بالقسم ليدعم صحة ما جاء فيه من حقائق، وكذلك ما ورد من ادعاءات قانونية عملية ونظرية.
النائبة حنين، مثلها مثل كل المرشحين العرب الآخرين، تخوض غمار هذه المعركة وسقفها سقف القانون الاسرائيلي، وباسم الديمقراطية وروحها ستطالب محكمة العدل العليا الاسرائيلية أن تتدخل وتلغي قرار لجنة الانتخابات المركزية شطب ترشيحها.
بناءً على سوابق الماضي وبناءً على موقف المستشار القانوني للحكومة، الذي عارض طلب شطب النائبة حنين، يمكننا التكهن بأن المحكمة ستتدخل، وباسم الديمقراطية الإسرائيلية ستنصف الملتمسة، وستصدر أمرًا يلغي قرار لجنة الانتخابات، وهكذا ستسجّل النائبة نصرًا وسائده محشوّة بحكمة إسرائيلية وحنين ونزاهة قضاة محكمة ما انفكّت تتطاوس بين الأمم بنزاهتها وسعة صدرها وحلمها "المدلوق" حتى على أعداء الدولة ومن مرمروا حياتها و"مرمغوا" اسمها في عرض البحر والبر، من على كل منبر و"مرمرة".
محاولات الشطب ساقطة وكريهة، يقف وراءها ذلك اليمين العنصري الذي يزحف إلى سدّة الحكم وابتلاع الدولة، لتصبح هذه من تلك الدول السوداء التي ملأت مثيلاتها الزمن والتاريخ انحطاطًا واستبدادًا.
موقف المحكمة العليا المرتقب هو من باب التكهن، مع أنّني أتوقع أنّنا على مشارف حقبة ستسقط فيها هذه الخيمة التي باتت الثقوب تعيب سقفها وينخر السوس عمادها. إلى ذلك الحين تبقى قرارتها "العادلة" لصالح من يلتمس منها ذلك العدل والانصاف مفارقات ومواجع تزج كثيرين بما قد تصح تسميته "ديليما" أو بالعربية المشبرحة "خازوقًا"؛ إذ كيف سيسوّغ حزب "الضاد" نصرَهُ المحقق بفضل عدل صهيوني محرج، وديمقراطية يصفها هذا الحزب بالمزيّفة وينفي وجودها لأنها كذب ووهم؟!
هي حالة مشوّهة تعكس عبثية المشهد بوجهيه. قرار العدل العليا هو الاستثناء الذي يثبت شيوع العسف السائد في قرارات هذه المحكمة بحقنا نحن العرب، من جهة، ومن جهة أخرى التماس النائبة حنين لعدل هذه المحكمة يثبت تناقضًا جينيًا وتشوّهًا بنيويًا في طبيعة حزب قومي عربي يصر على خوض انتخابات كنيست إسرائيل من على منقار حمامة زرقاء وادعة وطوق تنجيتها الأبيض.
واقعنا يمتحننا في كل يوم ومناسبة، وإسرائيل "مفقسة" لهذه الورطات. ففي جامعة حيفا، وباسم حرية التعبير والرأي، سُمِح للشيخ كمال خطيب أن يلقي محاضرة أمام طلاب الجامعة. مشهد مخادع يعكس، مرة أخرى، زيف البضاعة المعروضة في سوق الحرية والديمقراطية. الجامعة تدّعي النزاهة وصيانة حريّات أقلية مكفولة حتى لمن يحرّض ضد الدولة ومؤسساتها. وهو ادّعاء يجافي الحقيقة والواقع وهو لذلك قمة بالانتهازية. بالمقابل يطير الشيخ بمنطاد غربي الصناعة والوقود وموصوف من قبله دائمًا كبضاعة مشوّهة وأكثر .الحقيقة أن موقف الجامعة خدعة وموقف الشيخ لا يتوافق وما يؤمن ويصرّح به دومًا.
في أسبوع واحد عشنا وشاهدنا "ورطتين". هما ورطتان لكل من لم يجد معادلة سياسية قويمة تتيح له العيش بصدق مع الذات وصدق وحكمة مع حياة مركّبة ومعقدة يبصق عليها ودائمًا تبقى "نفسه فيها"، واقع مَن لم يعتبر حكمة الأجداد حين قالوا: "إذا منعتك أشجار المعالي/ جناها الغض فاقنع بالشميم". ولكم أن تسألوا من سعى وراء وقنع "بشميم" محكمة العدل الإسرائيلية.

اخي البطل الشهيد كمال برجس المغوّش في ذاكرة الاحرار/ اكرم برجس المغوّش

الشهيد كمال برجس المغوّش
في مثل هذه الايام وقبل نهاية العام استشهد اخي البطل كمال برجس المغوّش وزوجته تاركاً اثراً كبيراً قي اقبية وزنزانات السويداء وتدمر والمزة وصيدنايا وعلى مدى اكثر من عشرين عاماً سلخها من حياته من اجل الوطن...تاركاً اخي الحبيب البطل كمال اثراً عظيماً في جيشنا العربي السوري وهو الاول في الكلية الحربية وبطل سورية في العاب الخفة من جنباز وجيمناستك والعاب قوى...تاركاً اثراً طيباً في قيادة المظاهرة الوطنية تضامناً مع القائد الخالد جمال عبد الناصر وضد الانفصال المشؤوم مع رفاقه الابطال الذين استشهدوا فيما بعد في حرب تشرين المجيدة وهم الشهداء الميامين الابطال الرائد كمال عبيد والرائد الطيار كمال نصر وامثالهم من رفاقه الشهداء الابرار ورفيق نضاله الدكتور والوزير والسفير والقيادي كمال شرف وحسن الحلبي والمرحوم عادل بدر وقائمة رفاق اخي البطل طويلة جداً من جبلنا الاشم الى كافة انحاء سورية الحبيبة. ماذا نقول في ذكراك اخي الحبيب الغالي ونحن نستذكر والدنا الحبيب ووالدتنا الحبيبة التي امضت ما يقارب ثلث قرن في حقل التعليم وهي ابنة الشهيد الشيخ البطل سالم كرباج رفيق القائد العظيم سلطان باشا الاطرش واجدادنا الابطال الشهداء العظام حمد وابراهيم ويحيى ومعذى وسليم وسعيد وخليل واسد ويوسف واسماعيل المغوّش طيّب الله ثراهم وثرى جميع الشهداء.
الحسرة ان الاهل الاحباء توفوا وانت في السجن دون ان يودعوك وتودعهم واستشهدت مع زوجتك الحبيبة سعاد....وبناتك الحبيبات هبة وهلا ويارا ونور والاصهرة والاحفاد والاهل والاقارب وكل من عرفك وتعرف عليك في ذهول حتى جفّت الدموع في مآقيهم ومآقينا....
الوالدة المرحومة خيزران مع حفيدتيها يارا ونور كمال المغوّش
اخي كمال لم يسرق ولم ينهب ولم يخن الوطن بل كان البطولة عينها من اجل العروبة الخلاقة لانه سار في الطريق الصحيح على خطى اهلنا واجدادنا الابطال وعلى خطى اعمامنا الاشاوس القيادي المحامي الكبير الاستاذ صياح المغوّش والقائد العسكري الاكاديمي احد ابطال وقادة ثورة آذار سلامة المغوّش رفاق القادة الابطال شبلي العيسمي ومنصور الاطرش وتركي الزغبي ورضوان رضوان وسواهم من شرفاء الوطن والعروبة الصادقة الصحيحة. لقد كانت عيناك ايها البطل الغالي على فلسطين والجولان ثائراً بطلاً مغواراً وانت تقوم بعمليات عسكرية ضد العدو الصهيوني ولكن الفاسدين والمفسدين ارادوا خدمة العدو الصهيوني باعتقالك وتغييبك عن ساح النضال مع القادة الكبار اللواء الركن فهد الشاعر واللواء الركن حمد عبيد والعميد الركن مزيد هنيدي  ومئات بل آلاف الضباط ونسور الجو وصف الضباط والجنود الاحرار مع شرفاء الوطن...لكنك ايها البطل كنت ورفاقك الميامين الطلقاء وكان الانذال هم المسجونين الذين اوصلوا بلادنا الى هذا المنحى من الفوضى والظلم والاستبداد باستباحة الحدود وقتل الجيش وتدمير الوطن وسورية الحبيبة لا تستأهل الا الخير ونحن على يقين وانت في عالمك عالم الخلود مع رفاق دربك تهيب بشعبنا العربي السوري ان يلتحم مع جيشنا البطل ليوجهوا البنادق على العدو الصهيوني ويحرروا الجولان وفلسطين ولسان حالك يقول مع ابن حلب الشهباء  الشاعر الكبير جورج يوسف شدياق:
روحي فدى وطني ما دمت املكها
عار علي اذا لم اعطها عار
تأبى الكرامة ان نعنو لمغتصب
آثامه في ضمير العدل مسمار
جراح امتنا حمراء دامية
وآلة الذبح سكين وجزّار
هبّوا انقذوا من نيوب الغدر امتنا
والحق يعنو لمن هبّوا ومن ثاروا
ان التعاضد اجدى من تمزقنا
ما دام ينذرنا بالويل غدّار
...لك الخلود اخي البطل كمال لانك سرت الى النصر بمصداقيتك من اجل وطننا الحبيب سورية الكرامة والاباء والعزة...سورية العظيمة ...سورية ابو الثورات العربية القائد العظيم سلطان باشا الاطرش ورفاقه الاشاوس الذين رسموا خريطتها بارواحهم ولوّنوها بدمائهم ...والتي استشهدت من اجلها كما الاجداد الابطال وننشد ما كان يحلو لك انشاده:
تربة وطنا ما نبيعا بالذهب  - ودم الاعادي نجبلو بترابها
لك التحية والاكرام ونهتف لك ولرفاقك الابطال
حماة الديار عليكم سلام...ابت ان تذل النفوس الكرام.

خواطر واحلام (7)/ سركيس كرم

كم مرة باليوم منوقف قدام المراية تنرتّب مظهرنا الخارجي، لكن كم مرة بالسنة منوقف قدام مراية أنفسنا تنرتّب أفكارنا وتصرفاتنا وتعاطينا مع الغير!!!
*****
أذكر جيداً تلك الغرفة الصغيرة المتواضعة على السطح التي قضينا فيها انا والأهل منذ زمن بعيد فصل الشتاء الأهدني ببرده وثلوجه وجليده.. ومنذ ذلك الحين لم أشعر بدفء مماثل في بيوت الغربة الكبيرة..
*****
من يخجل بفقر ماضيه ومشقاته.. يخجل بأرادة الرب..
*****
"في غربة لا تنتهي" نبحث عن الأستقرار النفسي والفكري ونظن اننا لن نجده الا في الوطن الأم.. نعود اليه لنكتشف ان "نصف" استقرارنا على الأقل ما زال حيث كنا.. وبين وطن الولادة ووطن الغربة يضيع الاستقرار وتغيب القناعة وتستمر الحيرة... وما زلنا نبحث ..
*****
الفرق بين الأيمان والتعصب هو ان الأيمان ينبع من قناعة فكرية وروحية وانسانية لا لبس فيها ولا تشكيك ولا مزايدات.. فيما يأتي التعصب من ضمن سياق الذهنية المتعامية عن الحقائق والمتحجرة والمبنية على الجهل والحقد والكيدية والرغبة الغريزية الساعية دوماً الى إلغاء كل من يخالفها الرأي والمعتقد..
*****
احيانا تحتاج العودة بكل أحاسيسك الى ايام الطفولة لكي تشعر ببساطة ومتعة وروعة الحياة..
*****
في ناس ناس للصدق مقياس.. وفي ناس ما همها غير اللباس ..
وفي ناس ناس بينشربلا كاس.. وفي ناس بتحب الغدر بالناس ..
وفي ناس ناس ب جبينها بتنباس..
*****
لا حرية تعلو حرية الضمير..
*****
يا شهيد الوطن اللواء فرنسوا الحاج...بكل فخر منتذكرك تا نشوف بجبينك العالي لبنان المجد والكرامة والشهامة.. فتحية وفاء لشهداء الجيش اللبناني وفي طليعتهم اللواء البطل فرنسوا الحاج..
*****
ميلاد مجيد وكل عام وانتم بألف خير