الصهيونية: طبعة اسرائيلية جديدة/ نبيل عودة

المراقب للحياة الحزبية في اسرائيل يصاب أحيانا بعدم فهم مواقف الأحزاب (اقصد الأحزاب الصهيونية) من الأحداث التي تسمى مصيرية، الحروب والإحتلال على وجه الخصوص، التي تحظى عادة باجماع قومي من جميع التيارات.
من المفترض ان الأحزاب في اسرائيل لا تمثل وجهة نظر سياسية واحدة  ولا نهجا اجتماعيا - اقتصاديا متشابها، غير ان المراقب يقف حائرا، من ظاهرة نادرة في المجتمعات الدولية، ظاهرة الموقف المتماثل من قضايا حاسمة في مصير الدولة ومستقبلها في منطقة جغرافية متفجرة بأحداث لا يمكن التنبؤ بتطورها بدقة ،او حتى بالتقريب. جميع الأحزاب الصهيونية تساهم في إكساب اسرائيل صفة دولة لا تعرف غير لغة القوة. اسلوب بات يشمل مجمل العلاقات الإجتماعية بين المواطنين اليهود انفسهم، حتى بين الزوج وزوجته والأب وأولاده، وليس ضد العرب فقط المواطنين في اسرائيل ، او ضد من تسميهم اسرائيل ارهابيين لا فرق بين منظمات او دول.  طبعا لا انفي وجود عقلانيين يهود ، يرون الصورة السوداء لهذا النهج ، ويمثلون الفئات الأكاديمية والأدباء ورجال الفكر والعديد من الشخصيات  التي تطرح مواقف واقعية بعيدا عما اعتدناه من مواقف  المؤسسة الحاكمة وأحزاب ما يعرف بالمعارضة،  رغم انهم يمثلون تيارا هاما له تأثيره الكبير على المستوى الشعبي لكنه لا يترجم سياسيا ولا اجتماعيا، حتى الهبة الإجتماعية في اسرائيل قامت بتنظيم قوى شبابية غير حزبية..
لا اريد ان أضع نفسي خبيرا في الحياة الحزبية في اسرائيل، ولكني متابع ومطلع بتوسع على الواقع السياسي الذي نتنفسه ونعيشه، واكتب لأنظم أفكاري ومعلوماتي وجهدي لفهم التطور التاريخي السياسي لهذه الحالة الإسرائيلية.
المشهد السياسي العام يطرح صورة كاريكاتيرية ، حزب "الليكود" يمين سياسي واقتصادي فيه تيارات متطرفة استيطانية  فاشية، انتخابات داخلية لليكود (جرت في 26-11-2012)  لتشكيل قائمته للكنيست القادمة انجز فيها اليمين المتطرف  وقوى المستوطنين مكاسب كبيرة وعزل من عرفوا بالأصوات العقلانية ( او بأمراء الليكود أمثال دان مريدور وبيني بيغن) . حزب "يسرائيل بيتينو" يمين فاشي بدون رتوش، تحالف مع يمين لا يقل عنه تنكرا لحقوق الفلسطينيين. وربما الخلاف الصغير بينهما هو حول الأقلية العربية في اسرائيل التي يريد حزب "يسرائيل بيتينو" ( حزب ليبرمان) ان يضيق الخناق عليهم أكثر مما هو مُضَّيق بسلسلة قوانين فاشية ، وصلت الى درجة محاولة منع الشعب المنكوب بتذكر نكبته وقوانين عنصرية أخرى عديدة. بينما الليكود يريد ان يكون الأمر بدون ضجيج وفي توقيت سياسي ملائم لا يربك اسرائيل وديمقراطيتها (المنقوصة أصلا للعرب) على الساحة الدولية. هذا تحالف مثير وغير طبيعي ويشكل ضوءا أحمر لكل من يهمه مصير الديمقراطية في اسرائيل، واعني رجال الفكر والأدب والأكاديميا والكثير من المثقفين والمتنورين اليهود، من فهمهم ان الديمقراطية لا تتجزأ على أساس قومي ، اليوم ضد العرب وغدا  ضد كل صوت عقلاني ناقد لسياسة المؤسسة الحاكمة، هذا ليس توقعا نظريا، بل بدأت ظواهره المقلقة تظهر بمحاولات الإعتداء على شخصيات يهودية عقلانية ، لدرجة زراعة قنابل ناسفة في مداخل منازلها، او شعارات تهدد بالإنتقام ضد كل من يرفض سياسية اليمين الفاشي والإستيطان وطرد الفلسطينيين من اراضيهم والتضييق عليهم بالأسوار العازلة، وحرمانهم من فلح أرضهم ومن حق التجول في ما تبقى من وطنهم ، وأقصد مناطق 1967.
هناك أحزاب دينية تقليدية تسمي نفسها قومية صهيونية، وأحزاب دينية متطرفة لا تعترف بالصهيونية، مواقفهم السياسية لا تختلف عن الليكود. تدعي انها تمثل اجتماعيا الفئات الضعيفة في المجتمع الإسرائيلي، ولكنهم يعيشون على حساب ميزانية الدولة، معظمهم لا يعملون ، ولا يخدمون بالجيش ، "يدرسون" التوراة ، وهذا شغلهم الشاغل ، اليوم هناك أصوات قوية تنادي بفرض التجنيد عليهم، ودفعهم للعمل وليس التمتع بما ينتجه الآخرون، الذين يحرمون حتى من مداخيل مساوية لمن لا يعملون.. وتطلق أوساط واسعة من المجتمع اليهودي على اليهود المتطرفين ( الحراديم )  تسمية "طفيليين".
مجموعة أحزاب أخرى تطلق على نفسها أحزاب المركز، منها حزب "كاديما" وحزب " العمل" الذي كان يعتبر اساسا حزب يسار، رغم ان لا شيء من اليسار قي مواقفه، وتعلن قائدته شيلي يحيموفيتش انها اشتراكية ديمقراطية  وحزب مركز،  تنازلت عن صفة يسار الذي اصبحت التسمية به ، اشبه بالإنتحار السياسي. حزب "ميرتس" هو الحزب الوحيد الذي يرفع لواء اليسار بدون تردد، وهو حزب صغير، لكنه حزب نشيط اجتماعيا، ورغم ان مواقفه الإجتماعية هي الأكثر اجماعا بين المواطنين اليهود (والعرب الى حد ما) الا انه لا يحصل على أصوات تعادل شعبية مواقفه الإجتماعية وحتى مواقفه  السياسية أيضا. سياسيا هو الحزب الوحيد المعارض لسياسة الحكومة الحربية وسياسة التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني ، يرفع شعار المساواة الكاملة لكل المواطنين في اسرائيل. مواقفه متشابهة الى حد بعيد مع الأحزاب العربية.
طبعا هناك أحزاب صغيرة، او قوائم انتخابية مثل "عتسمؤوت" قائمة وزير الدفاع ايهود براك الذي اعلن انسحابه من الحياة السياسية، وقد تكون خطوته تمهيدا ليعود وزيرا للدفاع كشخص لا ينتمي لتيار سياسي معين انما كخيار مستقل لمن يشكل الحكومة القادمة... وحزب جديد "عتيد" لصحفي ومذيع تلفزيوني سابق هو يئير لبيد، وما تبقى من "كاديما" التي قد تختفي في الانتخابات. واعلنت قائدة "كاديما" السابقة تسيفي ليفني عن تشكيل حزب جديد باسم  "هتنوعا" وصفته بأنه يسار – وسط .
ما عدا "ميرتس" كل الأحزاب الأخرى من يمين ومتدينين من كل الأنواع وأحزاب مركز ، ايدت الحرب ضد غزة والبعض اراد الدخول العسكري البري، وانتقدوا وقف العمليات ، وتجاوزوا اليمين الفاشي في حماسهم للحرب ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
اذن لن تكون مشكلة لبيبي نتنياهو ان يشكل الحكومة القادمة مع ( 100) عضو كنيست من مجموع (120 عضوا). لا معارضة حزبية جادة في اسرائيل من سياسة الحرب والانتقام من الفلسطينيين واستمرار احتلال الأرض الفلسطينية واستيطانها.
نحن امام تطور نوعي سلبي في الحركة الصهيونية نفسها. اربط ذلك مع كتاب جديد ظهر تحت عنوان :" اسرائيل – مستقبل مشكوك فيه"، المؤلفان هما ريشار لأوف باحث نشط في جامعتي "الحرة" في بريسيل و"كارنجي ميلون" في الولايات المتحدة  واوليفيه بوروكوفيتش باحث من جامعة "لوفن" وكان خلال عقد كامل محررا للمجلة الشهرية البلجيكية "ريغاردز" المتخصصة بالحوار الاسرائيلي - فلسطيني.
ساعود للكتاب الهام فيما بعد، ما لفت انتباهي هي المقدمة التي كتبها بروفسور ايلي بار- نفي ، والتي وجدت فيها الجواب لواقع الأحزاب الصهيونية بعد ان دخلت اسرائيل عقدها السابع.
كتب في مقدمته، ان الجميع يعرف ان الصهيونية السياسية انقسمت منذ بدايتها الى تيارات متنافسة، تمثل تيار المركز وبالأساس تيار اليسار.وكل تيار انقسم الى روافد ايديولوجية مختلفة ويضيف ان كل تيار وجد لنفسه اسباب ارتباطه بالصهيونية. التي يصفها أنها ايديولوجية اوروبية وانها "هدية اوروبا لليهود" حسب قول احد قادة الحركة الصهيونية.
 يصنف ايلي بار التيارات الصهيونية التي برزت في ذلك الوقت (عمليا الأحزاب الإسرائيلية اليوم هي استمرار لها)، لكنه يبدو استمرار أقرب لصورة المسخ. يكتب: "الصهيونيين  الماركسييين وصفوا الضرورة العاجلة لإيقاف الهرم الاجتماعي اليهودي على قدميه، من أجل افساح المجال لنشوء حرب الطبقات (الفكرة الماركسية للثورة الإشتراكية)، هذا النشوء لا يمكن ان يتطور الا بدولة قومية،  الإشتراكيين غير الماركسيين  رأوا أمرا عظيما في العودة الى العمل في الأرض والعمل اليدوي . اليمين القومي اراد التوحد من جديد مع الشرف المفقود للشعب المقاتل، الصهاينة الروحانيين ارادوا ان ينقذوا اليهود من الذوبان داخل الشعوب بأن يؤمنوا لهم مركزا روحانيا في وطن الآباء".
لا ارى استمرارا صهيونيا في اسرائيل لهذه التيارات. الماركسيين اليهود اختفوا وما  تبقى بضعة افراد في الحزب الشيوعي الإسرائيلي الذي يعتبر رسميا حزبا يهوديا عربيا، حزب "مبام" الماركسي ( في فترة ما نافس الحزب الشيوعي على مقعد الكومنترن – الأممية الشيوعية ) لم يعد له وجود، حزب "احدوت هعفودا" اليساري صار في خبر كان.  بعد أن توحد الحزبان الشيوعيان العربي واليهودي بعد اقامة دولة أسرئيل وبعد الإنشقاق اليهودي الكبير( يمكن رؤيته كانشقاق يهودي قومي)  في بداية سنوات السبعين بدأ يتحول الحزب الشيوعي  بتسارع الى حزب عربي بنسبة (99%) وهو يمثل أفضل تمثيل الجماهير العربية في اسرائيل، رغم ما يعانيه من أزمة قيادة وأزمة فكرية وتنظيمية.
من الواضح ان كل النظريات الصهيونية تطورت في فترة سيادة مبدأ الفكر القومي الذي اوجدته الثورة الفرنسية، وأصبح نموذجا لكل المتعلمين ، وكان التعريف السائد ان مميزات القومية هي اللغة ، الأرض، الثقافة والذاكرة المشتركة، وبفضل هذه المميزات يصبح كل شعب جديرا " بحق تقرير المصير" في اطار دولة قومية، هي التعبير القانوني الأعلى لوجوده. بما ان اليهود كانت لهم عدة صفات مشتركة، اهمها لغة مشتركة هي لغة "الإيديش" (منتشرة في اوروبا والولايات المتحدة واسرائيل طبعا)، الدين الذي يعتمد على اساطير منقولة معظمها عن اساطير بلاد ما بين النهرين  وتشكل جوهر التوراة اليهودية  وعلى اساسها نشأت الذاكرة الجماعية حول ارض الميعاد ، التي هي قصص خرافية ، بينما نجد ان الثقافة تختلف، التقاليد تختلف ، المستوى التعليمي يختلف ، لا شيء مشترك مثلا بين يهود الشرق ويهود الغرب ، لا لغة ، لاثقافة لا لون لا مستوى تعليم ولا مستوى حياة ولا نهج اجتماعي. والسؤال: هل يمكن ان تصبح الأسطورة الدينية  قاعدة لشرعية طرد شعب من أرضه واحضار شعب آخر بدلا منه؟
لن ادخل الآن في موضوع نجاح الصهيونية بدعم الدول الإمبريالية في انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. ولكن أشير ان تطوير اقتصاد مشترك وعلوم كان وراء النجاح بتطوير قومية اسرائيلية – يهودية.
المقارنة مع البدايات الصهيونية تظهر ان الحياة الحزبية في اسرائيل تفقد حيويتها، الأحزاب تفقد ما يميزها، ان ظاهرة الوقوف الشامل لكل التيارات السياسية تقريبا، مع الحكومة بدون تردد ، في أي أزمة ناشئة، وخاصة بموضوع صدام عسكري، او من النزاع الإسرائيلي – قلسطيني،  بحيث تصبح جميع الأحزاب في "خرج" واحد، من اليمين الفاشي والديني المتطرف وصولا الى من يدعي اليسار( ما عدا حزب "ميرتس" الصغير) هي حالة لا تشرف الأحزاب الإسرائيلية، وتظهر عبث التمييز بين حزب صهيوني يميني متطرف او ديني متطرف وحزب يدعي الإشتراكية الديمقراطية او انه يمثل خط وسطي او يسار وسط. اذا لم يكن فرق جوهري في سياسة الأحزاب العامة، لماذا اذن هذه التشكيلة الكبيرة من الفرق الحزبية؟ الجواب بوضوح ، ان الوصول الى البرلمان هو مصدر رزق ومكانة اجتماعية وسياسية . ارى بذلك دافعا لتعدد الأحزاب الإسرائيلية، وليس لرؤية أيديولوجية مختلفة.
كل الإحترام لحزب "ميرتس" الذي يدعو اليساريين الى العودة للبيت. ان الإصرار على الموقف الفكري للحزب هو مكسب لنهج الحزب . أحزاب بلا عمود فقري فكري واضح ومميز، هي فقاعات صابون.
من هنا رؤيتي ان الانتخابات في اسرائيل باتت شكلية، الليكود سيعود للسلطة   بغياب منافس جدير لسياساته. لماذا التغيير ما دام نتنياهو أفضل من يعبر عن هذا النهج؟
هل هذه الظاهرة صحية سياسيا وقوميا ؟
من هنا طرح الكتاب المذكور اعلاه عنوانا مثيرا:" اسرائيل – مستقبل مشكوك فيه"!!
مجتمع يفتقد للتعددية والحوار حول قضايا مصيرية بين أحزابه، وكل معارض يوصم بالخيانة القومية، (حتى لو كان رئيسا للحكومة مثل رابين) هو مجتمع مندفع في منحدر بدون فرامل.

فلسطين في الامم المتحدة/ سري القدوة

إن ما تقوم به دولة فلسطين في الأمم المتحدة من طلب الاعتراف بها كدولة غير عضو بالتزامن مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، هو محاولة لإنقاذ حل الدولتين وان قبول فلسطين عضوا مراقبا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يفسح المجال لنا للانضمام إلى المنظمات الدولية ورفع مكانة فلسطين في إطار هذه المنظمات إلى عضو كامل العضوية يتمتع بكافة الامتيازات والحقوق والواجبات.
وتضم الأمم المتحدة 193 دولة عضو يحق لهم التصويت على القرار بالإيجاب أو الرفض أو الامتناع.
 وقد صوتت 138 دولة تصوت لصالح فلسطين و9 دول ترفضها و41 دولة تمتنع عن التصويت .. وبهذا تصبح فلسطين عضو مراقب في الامم المتحدة ومثل وفد فلسطين الرئيس محمود عباس بنفس اليوم الذي اعتمد للتضامن مع الشعب الفلسطيني .. يوم صدور قرار التقسيم عام 1947، الذي حددته الامم المتحدة لاحقا (عام 1977) يوما للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
أن العالم أدرك مجددا أن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع في منطقة الشرق الأوسط، وان حلها حلا عادلا وشاملا، هو المدخل الحقيقي لتحقيق السلام والأمن الدائم في المنطقة، وان كل محاولات الاحتلال لفرض الحلول المؤقتة أو أي حلول أخرى، كلها مرفوضة من قبل الشعب الفلسطيني المتمسك بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 67 وعاصمتها القدس والحل العادل لقضية اللاجئين وفق القرارات الدولية، وأن على الإدارة الأمريكية وعلى الجهات الدولية المختلفة أن تعيد حساباتها من جديد ..
وإنصافا لهذا الرجل الذي يعمل بصمت.. إنصافا للرئيس القائد محمود عباس رئيس دولة فلسطين رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية والقائد العام لحركة فتح وإنصافا للحقيقة ومن اجل وضع النقاط علي الحروف , وفي ظل غياب الأعلام الفلسطيني الرسمي وصمته تجاه مواقف الرئيس ابو مازن التي نحترمها أردت هنا وفي عجالة تسليط الضوء علي مجمل الخطوات الهامة والواثقة والتي عمل الرئيس محمود عباس علي انتهاجها من اجل فلسطين الدولة المستقلة والقدس عاصمتها , ومع إصرار الولايات المتحدة الأمريكية علي مهادنة الموقف الإسرائيلي تجاه عملية السلام..
فأننا هنا أردنا التعبير عن تقديرنا لجهد الرئيس محمود عباس الذي يعمل بكل طاقاته لتحقيق السلام ويده ممدودة وبصدق لصناعة السلام العادل والشامل والمبني علي الاعتراف بحقوق شعبنا وفي مقدمتها حق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.. !!
ان مواقف الرئيس محمود عباس تجاه عملية السلام مواقف كانت واضحة وثابتة وتعبر عن شعبه وعن مواقف فصائله فهو الرئيس المنتخب وصاحب أول تجربه انتخابيه حرة نزيه في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام وهو ابو الديمقراطية والحوار والسلام , ولكن الحقيقة واضحة هنا بان الاحتلال الإسرائيلي هو الذي يرفض السلام ويقف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي موقف همجي رافض الاعتراف باستحقاقات السلام متسمرا في بناء المستوطنات ومصادرا للأراضي قامعا ومنتهكا حقوق الإنسان الفلسطيني رافضا إطلاق سراح الأسرى ومستمرا في التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني بالعودة الي أراضيهم .
الرئيس ابو مازن في الامم المتحدة  فهو الذي يناضل من اجل شعب فلسطين والسلام العادل والشفافية المطلقة والذي يعمل مع المجتمع الدولي لتحقيق سلام عادل قائم علي وحدة الموقف الفلسطيني ووحدة التصور الفلسطيني لمستقبل عملية السلام .
الرئيس ابو مازن في الامم المتحدة  فهو الرئيس الأوحد في المنطقة العربية الذي يصارح شعبه بالحقيقة ويقول لشعبة كل ما يجري من مستجدات أول بأول ويكون علي خط مباشر وساخن مع شعبه وينقل الحقائق بشكل مجرد وبدون تجميل .
الرئيس ابو مازن في الامم المتحدة  فهو الذي وقف مدافعا عن شعبنا وحق العودة وقال هذا الحق مكفول لكل فلسطيني ووقف يدافع عن حقوق شعبنا مؤكدا ان الدولة الفلسطينية ستري النور قريبا .
الرئيس ابو مازن في الامم المتحدة  ويكشف وجهة الاحتلال المحرض الأكبر ضد شعبنا وان الاحتلال هو من يتنكر لاستحقاقات عملية السلام وان من يقمع شعبنا ويحيك المؤامرات ضدنا هو الاحتلال , وان من يغذي الانقلاب ويعمل من اجل إطالة عمرة هو الاحتلال وان من يرفض السلام والاعتراف بشعبنا هو الاحتلال وان من يتنكر لشعبنا ويرفض إطلاق سراح الأسرى هو الاحتلال .
الرئيس ابو مازن في الامم المتحدة  ولا يخادع شعبه وإنما حرص دوما علي قول الحقيقة ليس لشعبه فقط بل للعالم اجمع فهو من يحمل راية الكفاح وهو المناضل وابن فلسطين الذي يدافع عن حقوق كل فلسطيني أينما كان ويحمي شعبه ويحرص علي صناعة السلام .. سلام مبني علي العدل وحقوق شعبنا فهو الرئيس الواضح وضوح الشمس لا يخادع.. ومواقفه واضحة وقوية وكان دائما وسيبقي يقول للعالم كما قال الرئيس ياسر عرفات لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي فهو يدافع عن حقوق شعبنا ومستقبله السياسي.
أننا نستغرب قيام البعض بإثارة الفتن والقفز عن الشعب الفلسطيني وقيادته وعن استحقاقات المصالحة وإصدار بيانات الفتنة والعار من قبلهم والتشكيك بالرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية وادعائهم أنهم يمثلون الشباب الفلسطيني .. وادعائهم أنهم يتبنون مواقف الشباب وثورته التي تسهم  في إنهاء الانقسام والعدوان فإننا نقول لهم أن مواقفكم خارج نطاق الصف الوطني .. واليوم سقطت عوراتكم وأصبحت مؤامراتكم واضحة , فلا مجال هنا لتشكيك بالوحدة الفلسطينية ولا مجال أيضا للقفز عن القيادة الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في إطار منظمة التحرير الفلسطينية التي هيا الدولة وليست حزبا بالدولة .
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
www.alsbah.net

تقاسيم على صبا تشرين/ جواد بولس

 الحياة مرايا للتجارب، بعضها مخدوشٌ، بعضها مهشّم وكثيرها مهمل.
التاريخ مطرٌ بلعته البحار، يتبخّر على مهلٍ ولا يبصره غير العاقل. مصيرك يحدّده موقعك من المرآة ومن الغيم وصلاتك قبل النوم الذي لا أحلى منه لو استطعتَ أن تختار أحلامك.
اليوم، كما في ذلك الزمن، حياتنا مرايا والتاريخ يقطر من جرحٍِ رذاذَ حكمة أو ندم. قبل ستة عقود ونصف كانوا هناك ولم نكن. كنّا على قمة الحق، وكان كرأس إبرة، رفضنا أن نسمع ما يقوله المطر، فصاحبُ الحق ظمئ والسراب جميل في القصائد وفي قصص الضياع البعيدة. كانوا هناك، كالنقطتين على التاء مربوطتين بدمع الفرصة والخديعة والضحية. حرصوا على "حلمهم". لم يغفوا، فلقد خبروا أن "الشباب" غلطة وإضاعة فرص. راوغوا واستعدوا إلى يوم "قسطل"، فلقد فقهوا أن "الكهولة" نضال وكفاح وقتال. باعوا واشتروا وأمِنوا من كان مفترضًا أن يكون "جيش إنقاذ" جاء فلسطين مدجّجًا بكل أسباب الهزيمة، خبروا أن الزعامة تلك خيانة وندم. في سوق الأمم اجتمعوا وحاولوا أن ينصَفوا بحكمة "سليمان" الذي قضى بأن تأخذ كل امرأة نصف جسد لطفل بكاه قلب أمه وثانية أفاضت دموعًا من وجه مليء بالعيون. هناك كانوا. عملوا كالنحل وكالزقرط، فلقد سبقت تلك الأيام صولات وجولات وزعماء الحركة الصهيونية راوغوا فيها ونجحوا بتأجيل موعد التصويت على ما أصبح يسمى بقرار "التقسيم" المشهور بقرار (181). كان التاريخ المقرر في الأصل يوم السادس والعشرين من تشرين الثاني لعام 1947، إلّا أنهم أحسّوا بضرورة إقناع بعض من الدول التي لم تبدِ في ذلك الوقت موافقة على ذلك القرار. جنّد زعماء الصهيونية كل ما في وسعهم من إمكانيات وأساليب. حتى حجّة مصادفة "عيد الشكر" يوم السابع والعشرين من ذلك الشهر سُخّرت كذخيرة مقنعة أدت إلى تأجيل التصويت ليوم التاسع والعشرين من نوفمبر. نجحت خططهم وأفلحوا بإقناع ثلاث دول إضافية (ليبيريا، الفلبين، هاييتي) أوصلت عدد المؤيدين للقرار إلى ثلاث وثلاثين دولة، بينما عارضته ثلاث عشرة دولة وتغيَّبت مملكة سيام عن الجلسة، فصار القرار نطفة بصقتها شرعية الأمم تلقفها الصاحون من البشر، نفخوا فيها وسكبوا دمًا ورصاصًا وإصرارًا، فصارت دولة، أصرّ الغافون، في حينه، أنّها أخت للعنقاء والخلّ الوفي، ويصرّ الحالمون، اليوم، أنها ابنة سفاح لاغية ومن كان من نسلها ومن سيكون.
التاريخ مطر يغور، منذ ذلك اليوم، في لجج البحار وباطن الأرض. "إسرائيل" صارت "الكذبة" ونشيدًا للموت أوجع من تقاسيم ذلك الليل الحزين. "سليمان" كان نائمًا وأصحاب الحق رفضوا أن يقطّع جسد الطفل، فلسطين ضاعت. قلّة من أبنائها وقفوا أمام المرآة الصحيحة وأصابوا، صاحوا: أن اقبلوا تقاسيم تشرين وإن جاءت حزينة على مقامات "الصبا" ونصف الخسارة، ما كان في "نهاوند" كان، فلكل "مقام مقال" وفرسُ اليوم غير فرس ذلك الزمان وليسوا من مقامات "العجم". قلّة حملت مناجلها وطرقت أبواب السماء، لم تنم أحلامهم. صدحت معاولهم "في الحقل وفي المحجر" وضاعت حناجرهم متبَّلة بعرق ونبيذ وسهر.
"لو"، ما أقساك يا لام اللوعة والملامة واللهفة، يا مفتاح حكمة التائهين ويا عكاّز الخاسرين. ما نفعك يا قبيحة شرقية؟، "لو" وافق العرب، حينها، كانت فلسطين أكبر من فلسطين المرايا المهشّمة بضعف وأكثر. ما أقساك يا "واو" العويل والوجع. "لو" وافق أبطال العروبة والزعامة والنعيق لكانت فلسطين شوكة وترابًا. ما أغلاك يا "واو" الوطن.
هل يعيد التاريخ نفسه؟ وهل يتبدّل الواقفون على قمة إبرة؟ هل يأتينا مرّةً في حلة مأساة وأخرى فاغرًا فاه كالصباح، يمطرنا بالندى والأقحوان؟ كل الاحتمالات واردة فرحلة الفلسطيني صعبة والخلاص عسير "فالإسخريوطي" متربّص و"بيلاطس" ما زال يسعى ويرغب بود "عزرا".
ما يجري في هذه الأيام هو كالريح. إن شاءت كانت نسيمًا عليلًا ينعش ويحيي. وإن شاءت كانت دمارًا يهدم ويميت. ما يجري في هذه الأيام هو صراع "الحماقات" وأصحابها الذين لم يستبطنوا حكمة "سليمانهم" فظفروا بالطفل على حين غفلة وتواطؤ، ضحك لهم التاريخ مرة فاستبخسوه واحتفظوا بقرون الوعل يطلقونها "تقاسيم" حرب، كلما أرادوا أن يدكّوا سورًا ويُهلكوا مدينة وقرية.
ما يحدث في هذه الأيام هو محاولات لكتابة تاريخ خالٍ من ولولات "لو" وأحلام مزعومة وحسرات ومن قهقهاتها على من يصرّ امتشاق جبال حماقاته ليحتضر. إنّه تاريخ تبرز فيه مرايا الحماقة والجهل والكذب المحنّط، يتمختر ويختال ويتحدى فإمّا البصيرة والعزيمة والنجاة وإمّا الهباء والعدم.
قادة "إسرائيل" اليوم يعيشون وكأن حروب اليهود في زمن روما لم تنقض بعد. ما سيكون في الانتخابات المقبلة لا يبشّر بخير ولا يحتمل التأويل والمخاطرة. قادة فلسطين اليوم (أجمعت الفصائل والأحزاب على دعم خطوة الرئيس عباس) يحاولون أن يصنعوا مستقبلًا تاريخه خال من وجع الحماقة وجرح نكبة.
في إسرائيل الانتخابات على الأبواب وأخال أن القيادات العربية تدير "معاركها" على الغيم، والأولى بها أن تعود إلى يوم الدراس والبيدر، يوم دارت الجواريش في السدى وسادت الحماقة وتهافت وجع "اللو". هل "يا رفاق الحقل والمحجر" من عبرة ودرس؟ ونحن في تشرين، شهر الـ"تقاسيم" الشجية يعزفها المهرة بألحان من مقامات "الصبا" والصبابة "والنوى".

//عنوان جانبي
"لو"، ما أقساك يا لام اللوعة والملامة واللهفة، يا مفتاح حكمة التائهين ويا عكاّز الخاسرين. ما نفعك يا قبيحة شرقية؟، "لو" وافق العرب، حينها، كانت فلسطين أكبر من فلسطين المرايا المهشّمة بضعف وأكثر. ما أقساك يا "واو" العويل والوجع. "لو" وافق أبطال العروبة والزعامة والنعيق لكانت فلسطين شوكة وترابًا. ما أغلاك يا "واو" الوطن.

جماعات الجاكتات والطرابيش إلى بكركي يميناً ويساراً در/ الياس بجاني

بتعرفو شعبنا عفور متل ما قال فليمون وهبي الله يرحمو وكمان طنبوز وكريم وبيحب الوجبات، من تهاني وتعازي وغيرا خصوصاً يلي منها فايدي ومصلحة وهبرة ونيابي ووزارة ووظائف محرزين.
طيب اذا ع الفاتيكان راحو 5000 لبناني من الهوامير يعني من اصحاب الطيارات الخاصة وسمسرة بيع اراضي المسيحي والأرصدة المنفوخة بالبنوكي تا يعملو واجباتون مع سيدنا الراعي ودفعو ع القليلي 10 ملايين دولار مصاريف ع حفلات وهدايا وعزايم!!

طيب اليوم وبكرا التهاني ببكركي دخلكون كم ألف راح يهنوا سيدنا ويشوفو خاطرو؟

يلا اليوم ايام جماعات الطرابيش والجاكتات وسيدنا ابداً مش زعلان ما هو متل الشجرة بينحني كل فترة وفترة بتواضع حتى نقطف واليوم الشباب طالعين يقطفو ويعبو السحاحير والخوابي.
فرصة لاحقو حالكن ويومين مش قلال يعني في مجال وفرصة للكل يزبطو حالن ويقطفوا ويعبو ويعملو قصايد مدح متل ايام عكاظ، الله يرحمها.

اكيد خينا سجعان قزي وكرمال خاطر الجميلين راح يحمل كارثية زيارة 14 آذار الى غزة لعند سيدنا ويشتكي لأنو زعلان ومكدر خاطرو وعا شوي كان راح ع المنار وأعلن الحرب من هونيك متل ما كان اعلنها ع فارس سعيد. الله ستر وما عملها.

على كل حال سيدنا متواضع وما بيقدر إلا يحب ويشارك لأنو هيدا شعارو. مشارك جورج بشير وميشال سماحة والبقرادوني والفرزلي وعون وفرحات وصفا ورعد وقاسم والإستاذ بري وفخامة الجنرال والصهر ومش ناسي بشركتو جماعة قدامى القوات على اساس يلي ما عندو قديم ما عندو جديد.

ع سلامتو سيدنا ما بينسى حدا ولا حتى المتهمين الأربعة من حزب الله بقتل الحريري وما بدو ع قاعدة المحبي والشراكة حدا يجيب سيرتون لا بالمنيح ولا بالعاطل. وبمحتو كمان عم يصلي لحكومة القمصان السود!!

وكمان بشركتو وشراكتو وبمحبتو ما بدو يلي متهم باغتيال بطرس حرب حدا يجي صوبو والدولي سمعت منو وما قربت على المتهم الإلهي والمقدس. وكيف بدا تقرب وهو مقاوم وممانع! ما بيصير.
وأكيد سيدنا محضر اليوم وبكرا مع غياض باب كبير تا يحكي هو ويلي بيحبوا يحكو ورا البواب المسكرة وراه.

كمان سيدنا راح يشارك وبمحبة كل يلي بيحبوا يحكو وراء الأبواب وفاتح بواب بكركي بوجون ومش مسكرها.

نيالنا نحنا الموارني شركة مع الكل ومحبة ع الواسع وشو بدنا احسن من هيك حال.

يلا يومين وبيخلصو وبيرجع سيدنا بيكمل زياراتو وبعد في كتير محلات وبلدان لا زارا ولا اخدلون شركتو والمحبي.

المهم شباب الطرابيش والجاكتات ما يفوتو الفرصة لا اليوم ولا بكر والباقي ع الله. وسامحونا

إيران كانت حاضرة بقوة في حرب غزة/ راسم عبيدات

خلال الحرب العدوانية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، كان هناك من يريد التنكر للدور الإيراني والسوري وحزب الله في دعم المقاومة في غزة،حتى أن احدهم كان يبول من فمه في ما تسمى بحلقة الاتجاه المعاكس على الجزيرة القطرية في تهجمه على سيد المقاومة السيد حسن نصرالله،وحاول الحلف الخليجي- المصري- التركي أن يستثمر تلك الحرب سياسيا،ويضغط بشكل قوي من اجل إخراج حماس من دائرة الحلف الإيراني- السوري- المقاومة اللبنانية،ولكن لم يستطع كل ذلك ان يغطي الشمس بالغربال وينكر دور إيران وسوريا وحزب الله في دعم المقاومة مالياً وعسكرياً،فالزهار أحد قيادي التيار المتشدد في حماس قال بشكل واضح بأن إيران دعمت المقاومة مالياً وعسكرياً،وإن إيران ستستمر في دعم المقاومة عسكرياً ومالياً،في حين بعض القيادات الحمساوية المحسوبة على قطر كخالد مشعل وأبو مرزوق وأسامة حمدان حاولت أن تهمش وتقلل من الدور الإيراني في دعم المقاومة الفلسطينية وعلى وجه الخصوص حماس،وكذلك وجود القائد رمضان شلح مسؤول حركة الجهاد الإسلامي الى جانب مشعل رجل قطر ومصر في حماس خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد لإعلان التهدئة،عكس قوة الحضور الإيراني في تلك الحرب،حيث قال شلح بشكل واضح ان هذا الانجاز والانتصار المتحقق،كان بفضل دعم محور ايران- سوريا- حزب الله للمقاومة الفلسطينية بالأسلحة والمال،وأكد على عمق العلاقة والتحالف ما بين حركة الجهاد الإسلامية وذلك المحور.
والمتابع للأحداث والتطورات رأى ولمس بشكل واضح أن الحركة السياسية المكثفة للحلف المصري- الخليجي - التركي وبمباركة أمريكية عبر عنها بذهاب كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية الى مصر والطلب من مرسي بأن يعمل على إبرام تهدئة بين حماس وإسرائيل وبالسرعة القصوى،وبما يمنع من رفع أسهم إيران وسوريا وحزب الله في الساحتين الفلسطينية والعربية،كان لتلك الغاية وذلك الهدف،وفي هذا الإطار تتحدث الأنباء عن ان مسؤول المخابرات المصرية ورئيس الموساد الإسرائيلي يعكفان على صياغة بنود اتفاق الهدنة بين حماس وإسرائيل،وواضح ان شكل الصراع داخل حماس سيتصاعد ما بين الجناح الذي يريد أن يخرج حماس كلياً ويفك علاقتها مع التحالف الإيراني- السوري- حزب الله،ووضع كل بيضها في سلة قطر ومصر وتركيا،والمعلومات كانت تؤكد بأن هذا التحالف كان يريد أن يتجاوز شرعية الرئيس الفلسطيني عباس،ولكن لحسابات ربما إقليمية ودولية وعربية "فرملت" تركيا من تلك الخطوة،وهذا عبر عنه مشعل واسامة حمدان وغيرهم من قادة التيار البراغماتي في حماس،في حين يرى التيار المتشدد بقيادة الزهار بالضرورة بقاء حماس جزء من تيار المقاومة والممانعة،وهذه الحالة الانتقالية داخل حماس لن تدوم طويلاً،وحسم الصراع في الساحة السورية،والذي تقول كل المعطيات بأن النظام السوري قد أخذ يحسمه لصالحه بشكل كبير،فرغم كل المال المضخوخ خليجياً وكل الدعم العسكري واللوجستي التركي،فإن قوى المعارضة السورية او ما يسمى بالجيش الحر لم تستطع تحقيق أية إنجازات جدية وحقيقية،ولعل طلب تركيا من حلف شمال الأطلسي نصب بطاريات صواريخ باتريوت على حدودها يعزز هذا الطرح،ناهيك عن الأكراد الموالين للنظام في سوريا قد حسموا معركة القامشلي والحسكة لصالحهم ضد الجماعات الإرهابية، وحسم المعركة في الساحة السورية لصالح النظام سيدفع أمريكا الى خوض جولة تفاوض جديدة مع روسيا والصين حول مصالحهما في المنطقة والخطوط الحمراء الممنوع تجاوزها،وطبعاً ستكون حماس التي تنكرت لمحور طهران- دمشق- بيروت في المحور المقابل محور الدوحة - القاهرة - أنقرة - واشنطن، وبانتظار الكشف عن بنود اتفاق التهدئة التي يعكس على صياغته مسؤول المخابرات المصرية ورئيس الموساد والحسم الذي سيتحقق على الساحة السورية خلال الشهرين القادمين،ثمة معادلات وتحالفات ومتغيرات كثيرة ستحدث في المنطقة،كل المؤشرات تقول فيها بأن ايران ستكون لاعباً رئيسياً في المنطقة،وستعود مصر للعب دور عربي واقليمي ودولي وعربي،ليس من بوابة العداء لواشنطن ودورها وأهدافها في المنطقة ،كما هو الحال في زمن الراحل القومي الكبير الرئيس جمال عبد الناصر،بل من بوابة المتحالف مع واشنطن والتابع لها،فليس من باب الصدفة أن تأتي كلينتون الى القاهرة ولتقول لمرسي بأنك الجهة الوحيدة المخولة بعمل التهدئة بين حماس وإسرائيل،فهذا يعني تعزيز للتحالف الأمريكي- المصري،ومرسي بحاجة لتعزيز علاقاته مع أمريكا وتحسين علاقاته مع إسرائيل،فهو بحاجة الى تدعيم وتثبيت سلطته المهددة،على ضوء قراراته بإقالة النائب العام وتكريس السلطات والصلاحيات في شخصه من خلال ما يسمى بالإعلان الدستوري،وتحصين نفسه ضد أي قرارات بالطعن في الخطوات والقرارات التي اتخذها،خصوصاً ما يتعلق بالتعدي على صلاحيات السلطة القضائية،وكذلك فهو بحاجة الى المعونة الأمريكية (6 )مليار دولار،حيث أن الأزمات الداخلية التي وعد بحلها،لم يتحقق منها أي شيء على أرض الواقع،والمرجح بأن الأوضاع الداخلية في مصر ستتصاعد،وخصوصاً أن الأخوان المسلمين يعملون على "أخونة" الدولة والسيطرة على كل مفاصل وشرايين الحياة فيها،وواضح كذلك بأن القوى الليبرالية والعلمانية والناصرية والإشتراكية لن تقبل بمثل هذه الإجراءات حيث أن الاحتجاجات الشعبية تصاعدت بشكل كبير،حيث أن تلك القوى تقول بأنها كانت المفجرة للثورة،ومرسي والأخوان هم من تسلقوا على أكتاف ودماء الثوار.

نعم بعد الحرب العدوانية على غزة،وما تحقق من إنجاز وانتصار للمقاومة في قطاع غزة،وتآكل في قوة الردع الإسرائيلية،وبانتظار نتائج الحسم في الساحة السورية،وما سيتبعها من لقاءات ومفاوضات أمريكية- روسية وصينية حول مصالحهما في المنطقة،فإن كل المؤشرات تقول بأن إيران ستعزز من نفوذها وقوتها في المنطقة كقوة إقليمية،وسيزداد حضورها في أكثر من ساحة عربية في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق وربما البحرين.


مرسي يحرض ميليشياته.. لضرب الشعب/ مجدي نجيب وهبة

** هذا العنوان ليس له سوى معنى واحد .. أن مصر أصبحت بدون رئيس ، وبدون جيش ، وبدون قانون ، وبدون دستور ، وبدون شرطة ، وبدون مؤسسات .. وتحولنا إلى ميليشيات يتزعمها بعض الجماعات والسياسيين .. نعم هذا هو الواقع الأسود منذ تولى الرئيس "محمد مرسى" كرسى الرئاسة ..
** إن ما يفعله رئيس حزب الحرية والعدالة ، أو جماعة الإخوان المتأسلمين الغير شرعية .. لا يصلح لكى يفعله أى رئيس دولة فى العالم .. قد يتفق هذا السلوك مع رئيس ميليشيات أو زعيم عصابة ، وليس رئيس دولة إطلاقا ..
** لقد حذرنا من المواجهات بين ميليشيات الإخوان المسلحين .. مدعمين بميليشيات حماس والتنظيمات الجهادية المسلحة ضد الشعب المصرى .. ولكن لا أحد يريد أن يفهم ، أو يسأل نفسه .. لماذا أفرج الرئيس "مرسى" عن كل الجهاديين فى المعتقلات والسجون .. وسمح لبعض المنفيين العودة إلى مصر ..
** لم يسأل أحد نفسه .. لماذا أفرج الرئيس "مرسى" عن السائقين الذين قبض عليهم من قبل الأجهزة الأمنية .. وهم يسربون شحنات الأسلحة داخل مصر .. لم يسأل أحد نفسه لماذا لم يقدم الذين إقتحموا السجون والأقسام إلى المحاكمات .. رغم أنهم ذكرت أسماءهم أنهم من جماعة حماس ومن حزب الله ..
** لم يسأل أحد نفسه لماذا سربت مئات الأطنان من الأسلحة التى إمتلأت بها مصر .. والمهربة من صحراء ليبيا وحدود السودان بمعرفة البشير .. لم يسأل أحد نفسه لماذا أقال "محمد مرسى العياط" ، المشير طنطاوى والفريق عنان .. وفكك المجلس العسكرى .. رغم أن المجلس العسكرى بقيادة المشير وعنان هم الذين أعطوا مصر وسلموها لمرسى والإخوان .. ولكنه أقالهم عندما أرادوا أن يطهروا سيناء من الإرهابيين والجهاديين .. بل وأوقف العملية العسكرية "نسرين" ، بزعم الحفاظ على أرواح شعب سيناء .. وهو ما جعل الجهاديين والميليشيات المسلحة من تنظيم القاعدة ، ينظمون صفوفهم مرة أخرى ، ويتمركزون فى سيناء .. وأخر تفجيراتهم ما حدث بالأمس بتفجير معسكر للأمن المركزى تحت الإنشاء فى سيناء ..
** لم يسأل أحد نفسه .. أين ذهبت المحاضر والملفات التى ضبطت فى 28 يناير 2011 .. ومنها على سبيل المثال لا الحصر .. ضبط خلية إرهابية تنتمى لمنظمة حماس ، وتتكون من تسعة أفراد ، ضبطوا بأحد العمارات بالسيدة زينب ، وتدعى عمارة "البغل" ، ومعهم أسلحة قناصة تصل مداها إلى التحرير وشارع الفلكى .. وزجاجات مولوتوف ، وجراكن بنزين ، وكمية كبيرة من الدولارات .. وقد تم تسليمهم بمعرفة اللجان الشعبية إلى الشرطة العسكرية .. أين ذهبت ملفات الذين إقتحموا مبانى أمن الدولة ، وتم الإستيلاء على كل ملفات الجماعات الجهادية والإرهابيين ، وتم حرقها ، والإستيلاء عليها ، وزعموا أنه تم إقتحام هذه المبانى للحفاظ على الملفات قبل حرقها من قبل ضباط أمن الدولة ..
** لقد حذرنا من كل هذه المخططات منذ 25 يناير .. وبالتحديد فى 28 يناير .. عندما ظهر البوم والغربان فى سماء التحرير ولم يفهم أحد .. كان يجب أن ندرك الكارثة المقبلة عليها مصر .. ولكن من يحاسب من ؟!! .. فقد صمت الجميع ، وقام المجلس العسكرى بتسليم مصر للإخوان .. بعد أكبر عملية تزوير فى الإنتخابات الرئاسية فى تاريخ العالم ..
** وصمت الجميع .. لأن المسئولين هم الذين تآمروا .. والشعب إلتزم مساكنه ، ولم يخرج إلا الإخوان والسلفيين فى الشوارع والميادين .. ليهددوا الجميع تساندهم بعض القوى الثورية التى تقف ضدهم الأن .. وهم ينددون ويطالبون كل يوم بإسقاط المجلس العسكرى وتسليم البلاد ..
** لم يكن ما فعله د. "مرسى العياط" بعد لقاءه الأخير بكلينتون هو إصدار الإعلان الدستورى المكمل ، بزعم إعادة محاكمة قتلة الثوار وموقعة الجمل .. وهم يعلم أنه لا يجوز إعادة محاكمة متهم بنفس التهمة بعد حصوله على البراءة .. إلا عن طريق النقض وظهور أدلة جديدة .. ولكن كانت هذه هى وسيلته لتخدير البسطاء .. فأصدر مرسوم قانون بإقالة النائب العام .. وبدأت تنطلق البلاغات لمحاكمته وإرهابه .. ثم إصدار مرسوم قانون بأنه لا يجوز الطعن على قراراته منذ توليه الحكم أمام أى محكمة .. وهذا يعنى تأليه الحاكم ، وهو ما حذرنا منه .. أن هذا هو فكر ومبدأ جماعة الإخوان المسلمين الذين تجمعوا حوله .. يهتفون له ويؤيدونه .. ويدعمون قراره ..
** لم تكن دمنهور هى الوحيدة التى إنقسم فيها الوطن .. وبدأت تظهر الحروب الأهلية .. بل إندلعت فى الأسكندرية بنفس السيناريو والمنيا .. وكل مدن الصعيد .. ولم يحرك "مرسى العياط" ساكنا ..
** إنقسم القضاة وإشتعلت الأزمة .. وبدأت الإضطرابات فى بعض المحاكم .. وتساءل البعض ، ما مصير القضايا التى ستؤجل .. فكان رد القضاة الشرفاء ، كيف تنظر العدالة فى القضايا .. وهناك رئيس دولة يسقط القضاء والدستور والعدالة .. ويقلص دور المحاكم ، ويضرب بالأحكام القضائية عرض الحائط .. ويزعم وهو وجماعته أن هناك مؤامرة على الرئيس لقلب نظام الحكم .. وهو ما جعله يقيل النائب العام ، المستشار "عبد المجيد محمود" ، ويعين نائب عام أخر .. ليلبى أوامره بتلفيق التهم وإعتقال كل من يقف فى طريقه هو وجماعته ..
** المشهد مخيف والجيش لا يحرك ساكنا .. وأمريكا تدعم الفوضى وتنفخ فى الرماد لإحراق مصر .. حتى تجهض على الشعب والجيش والوطن .. وسيناريو المؤامرة واضحة وصريحة ومعلنة .. وسقطت مصر .. بل ما أثار ضحكى أنه على قناة التحرير الفضائية .. قالت مقدمة البرنامج لأحد كوادر الإخوان المسلمين الذين حاصروا كل قنوات الإعلام .. وأجبروهم على دعوتهم لحضور أى حوار .. بل وأعتقد أنهم هددوهم بالغلق ... وكان سؤال المذيعة هو حصولها على خبر يقول أن "أقباط المهجر يناشدون أوباما بإنقاذ شعب مصر" .. فكان رد المتداخل من جماعة الإخوان المسلمين "نحن لا نستقوى بأحد ولا بأمريكا" ..
** ونقول للرد على هذا الإستفسار لو صح أنه خرج من أقباط المهجر .. أو بالأدق من نشطاء أقباط المهجر .. هل يصل بكم الغباء إلى هذا الحد .. أم إنكم تعيشون فى وادى من الإستهبال والتناحة .. وأنتم تعلمون أن "أوباما" هو الذى يدعم الإخوان وهو الذى يشعل النار ومعه السيدة المصونة "هيلارى كلينتون" .. ونتساءل ، بعد سقوط كل الأقنعة عن هذا التنظيم السرى .. أليس ما يفعله محمد مرسى العياط يندرج تحت بند الخيانة العظمى للبلاد ..
** لقد إنهارت مصر فى كل شئ .. إقتصاديا .. وسياحيا .. وفكريا .. وديمقراطيا .. وأمنيا .. وفقدت البورصة المصرية بالأمس فقط فى غضون ساعة واحدة ، 29.2 مليار جنيه .. وهذا المبلغ يفوق ما سعت إليه مصر بعد مباحثات أكثر من سنتين مع صندوق النقد الدولى ؟!! ..
** ولم يهتز جفن الرئيس .. بل خرج علينا بعض البلهاء من جماعة "طظ فى مصر" .. وإتهموا الشعب بأنه هو الذي يسبب الخسائر .. فالرئيس مرسى لا يحصل على فرصته فى العمل ؟!! .. بل خرج بعض المتحدثين بإسم الرئاسة ومستشاريه وهم يقللون من أهمية هذه الخسائر ..
** المجازر الأن فى كل الميادين والشوارع والمحافظات .. ولا نسمع أى أثر للداخلية أو تواجد ، ولكننا نراها تطلق القنابل المسيلة للدموع .. لتفريق المعارضين للإعلان الدستورى المكمل وسياسة مرسى العياط ، والمطالبين برحيله وإسقاط حكم المرشد .. وتكتفى بحماية المنشأت والمرافق الحيوية .. فهل هذا يعقل أنه يترك الجناة والقتلة ، ويقبضون على بعض الصبية .. ثم يعودون للإفراج عنهم ..
** لقد حدثت إنشقاقات فى كل الشارع المصرى .. إنشقاق فى القضاء ونقابة الصحفيين والإعلام .. بعد أن صدرت الأوامر لميليشيات الإخوان ، بملاحقة وضرب كل من يعترض على الإعلان الدستورى المكمل ، أو يطالب بحل الجمعية التأسيسية للدستور .. وسط صمت رهيب من رئيس جماعة الإخوان .. بل وأؤكد أن ذلك بالتحريض من رئيس الدولة ..
** المشهد مخيف .. وأمريكا تنفخ فى الرماد .. لإشعال مزيد من النار ، وإشعال الحرب الطائفية .. فأوباما يعمل بكل ثقة وهدوء ، ومعه العاهرة كلينتون .. ثم يصدرون بيانات الشجب والإدانة .. بينما سمعنا من بعض الموتورين والبلهاء من أقباط المهجر بأنهم يطالبون أوباما بالتدخل لحماية الشعب المصرى .. ولا أقول إلا كفاكم أيها الأغبياء .. فهل يمكن أن تناشدون من يحرض على إسقاط مصر وهدمها .. بحمايتها ؟!!....
** المشهد مخيف .. والجيش ينتظر الأوامر ممن فقد شرعيته الدستورية .. لضرب الشعب ، أو الإلتزام بالحيادية فى الوقت الذى يتعرض فيه صدور الشعب إلى طلقات نارية من قبل ميليشيات الإخوان وجماعات جهادية تسربت داخل مصر بأوامر عليا .. والشعب المصرى بأكمله أعزل لا يملك سلاح ، ولم يدرب على حمل السلاح .. أو ربما هناك سيناريو أخر .. قد يراه "مرسى العياط" .. وهو إصدار قانون الطوارئ والأحكام العرفية لحماية الكرسى وحماية ميليشياته من غضب الشعب ..
** فهل يستمر السيناريو كما خططت له أمريكا وإسرائيل والإخوان .. أم يستيقظ الضباط الأحرار من الجيش المصرى ، وينقذوا مصر من الضياع والخراب والظلام !!!...
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

واشنطن شريكة في العدوان لا في وقفه/ نقولا ناصر

(سفير دولة الاحتلال مايكل أورن: حصلت إسرائيل على دعم متميز لا تردد فيه من الولايات المتحدة وكل أفرع الحكم، من البيت الأبيض ومن الكونغرس ومن الحزبين)

لا يجب المرور مرور الكرام على "مشاركة" الولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق "التهدئة" لوقف العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة بعد أن قال سفير دولة الاحتلال لديها مايكل أورن إنها منحت "الضوء الأخضر" للعدوان وبعد أن أحبطت مشروعين مغربي وروسي في مجلس الأمن الدولي بالدعوة إلى وقفه، بقدر ما يجب التوقف عند تراجع مصر عن دعوتها مجلس الأمن الدولي إلى التدخل لوقف العدوان في بدايته إلى إشراك واشنطن خارج مجلس الأمن في التوصل إلى اتفاق "التهدئة" في قطاع غزة المحاصر قبل العدوان والذي استمر محاصرا بعده.
لقد أكد السفير الإسرائيلي أورن ما أكده مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية يوم الاثنين الماضي من أن "الولايات المتحدة أعطت ضوءا أخضر لعملية إسرائيلية في غزة" عندما قال أورن يوم الجمعة قبل الماضي إن "الولايات المتحدة منحتنا الدعم الكامل لاتخاذ أي إجراءات تكون ضرورية للدفاع عن مواطنينا من إرهاب حماس. وقد حصلت إسرائيل على دعم متميز لا تردد فيه من الولايات المتحدة وكل أفرع الحكم، من البيت الأبيض، من الكونغرس، ومن الحزبين، دعم كامل من الحزبين".
وكان رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو قد اجتمع مع السفراء الأجانب عشية العدوان، ومنهم السفير الأمريكي، وقال وزير البيئة في حكومته جلعاد إردان إن الايجاز الذي قدمه نتنياهو لهم كان يستهدف تهيئة الرأي الرأي العام العالمي ل"ما هو على وشك أن يحدث" قائلا لهم إن هناك تصعيدا كبيرا محتملا "خلال ساعات قليلة"، وإن "حماس تتحمل المسؤولية. ويجب أن يدفع رؤوس حماس الثمن وأن لا يناموا الليل. وأنا لا أتوقع العودة إلى القتل المستهدف، بل ونشاطا واسعا جدا (للجيش) أيضا"، كما أوضح إردان لراديو إسرائيل، في إشارة إلى علم الولايات المتحدة باستهداف قادة حماس في عملية اغتيالات إسرائيلية جديدة خارج القانون بدأت باغتيال القائد العسكري لكتائب القسام أحمد الجعبري الذي كان اغتياله بداية عدوان الأيام الثمانية على قطاع غزة.
وبينما أعرب الكونجرس الأمريكي بمجلسيه عن دعم "حق إسرائيل في العمل للدفاع عن النفس"، فإن القرار رقم 599 الذي اتخذه مجلس الشيوخ صدر "بالاجماع"، وتبناه (62) سيناتورا، ولم يتضمن أي حث على "ضبط النفس" ولا أي إشارة إلى حق الفلسطينيين في الدفاع عن النفس أو أي ذكر لحصار غزة أو ل"الاحتلال" الإسرائيلي وضرورة إنهائه ولو بالتفاوض خارج إطار الأمم المتحدة.
وكرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما عمليا موقف الكونجرس في مكالمة هاتفية مع نتنياهو سوغ فيها العدوان بقوله إنه "لا يمكن أن نتوقع من أي بلد احتمال الهجمات بالصواريخ ضد المدنيين" ومؤكدا "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" و"تكثيف الجهود لمساعدة إسرائيل في معالجة احتياجاتها الأمنية، ... خصوصا في موضوع تهريب الأسلحة والمتفجرات إلى داخل غزة" بينما حملت وزارة خارجيته حركة حماس "المسؤولية عن العنف".
وفي مجلس الأمن الدولي أحبطت إدارة أوباما مشروعين مغربي وروسي لوقف العدوان على غزة، متذرعة بضرورة التوصل قبل اتخاذ أي إجراء من المجلس إلى اتفاق طويل الأمد يحقق لدولة الاحتلال ما عجزت عن تحقيقه بالعدوان العسكري فيضمن عدم إطلاق الصواريخ من قطاع غزة أولا ويضمن حرمان القطاع من وصول أية وسائل دفاعية إليه ثانيا باعتبار هذين المطلبين هما "السبب الأساسي" للعنف وليس الحصار والاحتلال، بالرغم من دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون إلى "وقف فوري لاطلاق نار" حالت المعارضة الأمريكية له دون تبني مجلس الأمن الدولي له حتى ولو ببيان رئاسي، لأن "الاهتمام" الرئيسي للولايات المتحدة ينصب على "تعزيز أمن إسرائيل والاستقرار الاقليمي" الذي يضمن أمنها كما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون.
لا بل إن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال زيارتها لرام الله لم تشعر بأن وقت العدوان على غزة والانحياز الأمريكي السافر لهذا العدوان لم يكن مناسبا للمزيد من الاستفزاز الامريكي للكرامة الوطنية الفلسطينية بتجديد تهديدها للرئيس محمود عباس بفرض العقوبات عليه وب"اغتياله" سياسيا إذا صمم على التوجه إلى الأمم المتحدة في التاسع والعشرين من الشهر الحالي بقولها له: "إذا توجهت للأمم المتحدة ... ستدمر نفسك سياسيا"، على ذمة كبير مفاوضي منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات.   
والمفارقة المفجعة أن الولايات المتحدة قد نجحت في تجنيد دول عربية واقليمية لدعم موقفها في مجلس الأمن الدولي، مستفيدة مما وصفه أوباما ب"براغماتية" الرئيس المصري محمد مرسي، مما يذكر بأن مصر أعلنت مع بدء العدوان أنها ستلجأ إلى مجلس الأمن الدولي للتدخل من أجل وقفه، ويذكر كذلك بأن مجلس جامعة الدول العربية في الثامن عشر من هذا الشهر دعا مجلس الأمن الدولي إلى "اتخاذ التدابير الكفيلة بردع" دولة الاحتلال الاسرائيلي عن مواصلة عدوانها.
لكن مصر وقطر وتركيا اللواتي شاركن في التوصل إلى اتفاق "التهدئة" بالقاهرة خارج إطار مجلس الأمن الدولي ثم أشركن الولايات المتحدة في "فضل" الإعلان عن التوصل إليه يوم الأربعاء الماضي كانت هي "الضامنة" لوقف ما سماه الاتفاق "الأعمال العدائية" المنطلقة من قطاع غزة ولمنع "تهريب الأسلحة" إلى القطاع، و"إذا أوفت مصر" بضماناتها "سوف تكون الولايات المتحدة قد أعادت اكتشاف الشريك الاقليمي القوي" الذي افتقدته في مصر بعد الاطاحة بنظام حسني مبارك حسب تقرير للأسوشيتدبرس يوم الجمعة الماضي.
وكانت هذه الدول الثلاث هي التي شاركت عمليا في إنقاذ واشنطن من حرج الاضطرار لاستخدام حق النقض "الفيتو" لاجهاض أي مشروع قرار بوقف العدوان يتخذه المجلس. لقد كان جسدا أوباما وكلينتون في آسيا أثناء العدوان، لكن كل جهودهما تركزت على تحقيق هذا الاختراق الأمريكي للقرار العربي والفلسطيني بطلب تدخل مجلس الأمن الدولي لوقف العدوان، ليهاتف أوباما محمد مرسي ست مرات قبل ان يستغني عن مساعدة كلينتون له في مهمته الآسيوية ويرسلها إلى القاهرة لضمان إنجاز هذا الاختراق.
يوم الخميس الماضي قال تقرير لرويترز إن مرسي "اجتاز اختبار أول أزمة إسرائيلية – فلسطينية له" بإثباته أن "بنيان سلام الشرق الأوسط يمكنه أن ينجو من الربيع العربي" ليحظى ب"مديح سريع وقوي من واشنطن". وقد فسر مستشار أوباما السابق لشؤون الشرق الأوسط دنيس روس "الحافز الرئيسي" الذي دفع مرسي للتنسيق مع واشنطن في التوصل إلى اتفاق "التهدئة" هو "استعداد الولايات المتحدة ... لمساعدة مصر اقتصاديا، ... بشرط محافظتها على معاهدة السلام مع إسرائيل".
* كاتب عربي من فلسطين
* nassernicola@ymail.com
 

إذا تراجع مرسى عن قراراته.. لن يتراجع الشعب عن إسقاطه/ مجدي نجيب وهبة

** إلى كل شعب مصر العظيم . وإلى كل القوى السياسية الحرة .. التى تحافظ على تراب هذا الوطن .. نحن أمام خيار هام جدا لإختبار هذا الشعب .. هناك قوى تعمل من الباطن لصالح "محمد مرسى العياط" .. وتحاول من خلال تواجدها مع المعتصمين فى ميدان التحرير أو الميادين الأخرى .. أن تراوغ وتضلل فى مطالب المعتصمين لتطالب بإسقاط بعض القرارات التى أصدرها مؤخرا ومنها الإعلان الدستورى .. ورفضه لحل التأسيسية .. ولكن القضية أخطر من ذلك .. فهو ربما يتراجع عن قرارته ويخرج من خلال الإعلام المصرى .. الذى أصبح مالكا له .. ليدلى بيانا على الشعب يقول فيه "تحقيقا لمطالب الشعب فقد قررت التنازل عن الإعلان الدستورى الذى أصدرته منذ بضعة أيام .. والذى إعتبره البعض توغل فى سلطة القضاء .. وأنا لم أكن أقصد سوى الصالح العام لهذا الشعب المصرى العظيم .. وبناء على ذلك ، فسأعتبر كل ما أصدرته كأن لم يكن .. ولكن مع تحفظى على إقالة النائب العام .. فهذا مطلب لا يختلف عليه إثنين" ..
** وعقب إدلاءه بهذا البيان الذى يعده له مكتب الإرشاد .. فستخرج بعض القوى الثورية التى تدعى إنها ثورية من قلب ميدان التحرير لتخدع الأخرين وتهتف لقرار السيد مرسى العياط وستطالب كل المعتصمين بالرحيل وفك إعتصامهم .. وستصدر هذه القوى التى إندست وسط المتظاهرين بيانا عاجلا يعبرون فيه عن شدة سعادتهم لقبول السيد الرئيس المبادرات ومطالب الثوار .. ويعتقد البعض أن هذه سترفع من شعبية الرئيس .. وهذه خدعة كبرى مارسها رئيس مصر أكثر من مرة مع كل خصومه .. مارسها مع المجلس العسكرى بعد أن قام بطمأنة المجلس العسكرى ، وفجأة بدون مقدمات أقال المجلس وتم تعيين أخرين دون أن يدروا .. ومارس نفس الشئ مع النائب العام فقد أقاله .. وعندما إعترض الجميع تراجع فى قراره وقال لم أكن أعلم وكان قرار المستشارين ..
** إحذروا مما يخطط له محمد مرسى العياط .. فإنه ليس بساذج أن يظل على عناده حتى تسحب كل القوى السياسية والشعب البساط من تحت أقدامه هو والإخوان .. المعركة بين الشعب والإخوان ليست وليدة قرار أو لحظة .. ولكنها معركة طويلة الأجل مارس فيها الإخوان أبشع أنواع المكر والدهاء للوصول إلى سلطة الحكم .. والأن هم يحكمون ولن يتنازلوا كما يعتقد بعض الثوريين مثل الدكتور "عمرو موسى" ، أو المرشح السابق "حمدين صباحى" ، أو د. "أيمن نور" .. أو د. "محمد أبو الغار" ، أو د. "السيد البدوى" رئيس حزب الوفد ، أو د."رفعت السعيد" رئيس حزب العمل .. أو أى مسئول سياسى بالوطن .. إنهم يتنازلون عن السلطة والحكم بهذه السهولة لمجرد إعتصامهم أو حتى حرق مقراتهم .. وهذا ليس إحباطا للجميع .. ولكن أحذر أن الشعب خرج وإذا عاد إلى منزله وترك إعتصامه .. فلن يستطيع أن يقوم مرة أخرى بهذا الجمع لإجبار مرسى على التنحى .. فهو سيتخذ من التدابير التى تمنح حدوث مثل هذا الوضع مستقبلا ..
** نرجو من كل القوى الثورية ألا تنخدع وألا تتنازل عن إقالة هذا الرئيس لإنقاذ مصر من تدميرها .. وإنقاذ أرض سيناء من الإستيلاء عليها من قبل حماس والشعب الغزاوى وتطهيرها من قبل العناصر الجهادية ، وتنظيم القاعدة ، والعودة بمصر إلى مسارها الطبيعى .. أما إذا تم غير ذلك . فسوف يتم تصفية كل هذه القوى الثورية التى خرجت منذ أول أمس ، وسيتم إصطيادهم واحد تلو الأخر .. وستصدر قرارات بإعتقالهم جميعا وإيداعهم بالسجون .. وهذا تحذير هام جدا نرجو نقله وتداوله عبر المواقع والفيس بوك
** الوضع خطير ولا يقبل المجادلة .. أو المراوغة .. أو التضليل ..حماكِ الله يا أرض مصر وحمى شعبك من طيور وخفافيش الظلام ...

مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

الرئيس مرسي يتسلم رئاسة مصر رسميا من وزير خارجية أميركا/ هيلاري كلينتون/ أنطوني ولسن

  منذ الخامس والعشرون من يناير 2011 ومصر فوق صفيح ساخن من قلق وترقب لما ستأتي به الأيام .
  تضامنت قوى الشعب الوطنية من جميع الأطياف والفئات والإتجاهات الأيدولوجية السياسية والأيدلوجية الدينية . وقف الحمل إلى جوار الذئب ، والذئب إلى جوار الأسد وقفة رجل واحد محدد الأهداف واضح المطالب مصمم بعزيمة الإيمان بإسترداد حقوق له سُلبت لعهود وأزمنة طويلة وظنوا أنهم لا فرار من قبضة الظالم والظالمين من حكومة ورئاسة شاخت وأصبحت دمية في يد إمرأة تحركها كيفما تشاء ، تساندها قوة الأمن التي أصبح ولاؤها الكامل للمرأة وإبنيها .
  لاقى الشعب المصري الهوان من ظلم وإضطهاد وإحتقار دون تميز أو تفرقة بسبب الدين أو العقيدة . لكن بسبب ظلم الظالمين الذين أطلقوا أيدي الطامعين في السلطة والحكم على طريقتهم الخاصة وبأسلوبهم الخاص . وأيدلوجيتهم الدينية الخاصة بهم . وأعني بهم جماعة الأخوان المسلمون التي أصبحت القوة الحقيقية المسيطرة والمهيمنية على فئات من الشعب المصري . فئات كانت الجماعة ترى فيهم السمع والطاعة لأمير كل مجموعة من الجماعة ، والسمع والطاعة للمرشد العام للجماعة . فكانوا على الرغم من تحجيمهم في الأنتخابات البرلمانية عام 2010  على عكس   ما حدث في إنتخابات 2005 حيث كانوا الكتلة الوحيدة المعارضة .
  لا أحد يعرف السبب الذي دفع الأمن المصري المشاركة في أحداث كنيسة القدّيسَين بالأسكندرية التي راح ضحيتها أبرياء من المسيحيين المتواجدين داخل الكنيسة للصلاة .
  ذلك الحادث كان بمثابة إنطلاقة شرارة الثورة بخروج شباب الكنيسة يهتفون ويطالبون برحيل مبارك وحكومته وعلى رأسها حبيب العادلي وزير الداخلية المصري .
  وجد باقي شباب مصر في شجاعة إخوة وأخوات لهم في الوطن ، حافزا لهم فتكاتفوا معهم وتحدد يوم الخامس والعشرين من يناير 2011 يوم التلاحم والتجمع مطالبين بمطلب واحد أخذوا يرددونه بصوت زئير أسد واحد غاضب مكشر عن أنيابه مستعد  للفتك بأعداءه من الحكام وعلى رأسهم المخلوع مبارك وعائلته وحاشيته .
  تم لهم ما أرادوا وظن الشباب أنهم قد نجحوا في تحقيق مطالبهم دون أخذ
الحيطة من الذئاب التي شاركتهم مرتدية ثياب الحملان . فتركوا الساحة لهم فكشروا عن أنيابهم وظهرت حقيقة الأخوان المسلميين .
  زاد الطين بلة بمساعدة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بمساندته للسلفيين والسماح بثلاثة آلاف من السلفيين بالعودة الى مصر بعد أن كانوا مبعدين عنها .
  هذه فقط تذكرة لبداية الحكاية التي عاشها ومازال يعيشها الشعب المصري بعد إستيلاء الأخوان والسلفيين على السلطة  .
  أصبحت الساحة السياسية مرتعا خصبا للتيارات الإسلامية المتعددة والتي على رأسها تيار الأخوان والتيار السلفي .
  كانت الفترة الإنتقالية بعد رحيل مبارك في يد المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقيادة المشير طنطاوي والفريق سامي عنان .
  شاهدنا وعشنا تخبطات من أفعال المجلس العسكري في إتخاذ القرار . بدأنا لا نعرف مع من هذا المجلس ! ، هل هو مع الأخوان ! ، أم مع السلفيين ! ، أم مع المدنيين المهمشين من أبناء مصر !.
  إنتهى الأمر بتولي الأخوان كل السلطات بمشاركة التيار السلفي بما فيها سلطة رئيس الجمهورية الذي نجح في الإعادة ضد الفريق أحمد شفيق على الرغم من شعور الشعب المصري بعدم مصداقية النتيجة وأن هناك قوة خفية تعمل على دفع الأخوان لتولي السلطة .
  جميعنا من في الخارج ومن في الداخل كان يراقب ما سوف تؤل إليه حال مصر بعد حصاد الأخوان والسلفيين وبعض من التيارات الإسلامية على الأغلبية العظمى في مجلس الشعب . وهنا ظهر بكل وضوح الهدف الذي يهدفون إليه في حكم البلاد . فمنذ اليوم الأول كذبوا في إختيار رئيس المجلس على أساس إختيارا ديمقراطيا " على الرغم أن " الديمقراطية والتيارات الأسلامية لا يمكن أن يمتزجا مثل الزيت والماء " . لكن ما حدث أثناء أخذ الأصوات في الأختيار ، كانت صورة الدكتور الكتاتني تعلق على الحائط في غرفته .
  أعتقد أننا جميعا نعرف ما مرت به مصر في تلك الفترة القصيرة من عمر من تسلقوا وأستولوا على السلطة غير عابئين لا بغالبية الشعب المصري ولا بمصر ومستقبل مصر .
   أطلق الرئيس مرسي بالونات إستطلاع عندما أمر بعودة مجلس الشعب . فوجد معارضة قوية من التيارات الليبرالية بمختلف توجهاتها السياسية .
  أطلق بالونا إختباريا أخر بإبعاد النائب العام محمود عبد المجيد عن منصبه بإرساله سفيرا لمصر بالفاتيكان . ثار الشعب واعترض فعاد ولغى القرار .
  ظننا أن الأوضاع ممكن أن تستقر بعد ذلك والأنتباه الى أحوال الشعب المصري الذي يردد الرئيس دائما وأبدا أنه رئيس لكل المصريين .
  مرت فترة على الرغم من التوترالذي إنتاب التأسيسية في وضع الدستورالذي كان واضح أن الهيئة لها هدف واحد محدد يخدم فئة واحدة من بين جميع فئات الشعب المصري ليتم لها السيطرة الكاملة على مقدرات الشعب المصري ، آلا وهي فئة التيار الأسلامي الذي على رأسه الأخوان والسلفيين ولا مكان لأي فئة إلى جوارهم .
  زاد ذلك من توترات الشعب المصري وظهرت المعارضة ليس فقط من التنظيمات السياسية الليبرالية التي بدأت تتجمع وتتحد نحو هدف واحد هو التحرر من سلطة التيار الديني الذي سيحول مصر إلى قندهار أخرى مع الفارق . فخرجت نسوة علنا وأمام كاميرات الفضائيات تطالب بإسقاط الرئيس وإتهامه بعدم إخلاصه للشعب المصري .
  إزدادت رزالة التيار السلفي على الشارع المصري يريدون به فرض تفكيرهم فرضا على جميع أطياف الشعب من تكفير إلى تشهير ، إلى تهديد ووعيد ... إلخ .. إلخ .
  بدأ الأمر واضحا بين الأخوان وسلطتهم وحماس في غزة ومدى المساعدات التي يقدمونها لهم على حساب إحتياجات الشعب المصري .
  بدأ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يأخذ شكل إعتداءات بينهما بإطلاق الصواريخ المتبادل بينهما .
  تم إيقاف الصراع وذهبت وزير الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى القاهرة وإلتقت بالرئيس المصري محمد مرسي لتطلعه على أخر الأحداث في غزة . وهذا بدون شك  يعطيه أهمية خاصة على أنه رئيسا لأكبر دولة عربية إسلامية في الشرق الأوسط . وهذا يعطيه إطمئنانا بأنه قد تسلم رئاسة مصر رسميا من وزير خارجية أميركا هيلاري كلينتون .

  في يوم الخميس 22 / 11 / 2012 ، أي بعد لقاءه مع وزير الخارجية الأمريكية بيوم واحد فقط أصدر الأعلان الدستوري الجديد . الذي كان بمثابة الشرارة التي إنطلقت لتلهب التيارات الليبرالية المختلفة التي خرجت مطالبة بإلغاء الأعلان الدستوري الجديد .
  من العجيب في الأمر أن تلك الجماعات الليبرالية كانت تجمعاتهم في كل من ميدان التحرير وشارع محمد محمود والشوارع الجانبية الأخرى ، بينما تجمع الأخوان حول قصر الأتحادية منددين بالليبراليين مشجعين للرئيس على ما إتخذه من قرا ر إصدار الإعلان الدستوري الجديد . وقد خرج إليهم الرئيس وألقى كلمة مطولة غير مهتم بالفئات الأخرى وكأنه يؤكد أنه رئيس لكل المصريين الذين ينتمون إلى التيارات الإسلامية فقط !!!...
  عندي تساءل .. مما لا شك فيه أن البالونات الإختبارية التي أطلقها الرئيس مرسي بعودة مجلس الشعب و بإقصاءه للنائب العام ، كان الأعلان الدستوري الجديد معدا من قبل فلماذا تأخر إصداره لحين لقاءه بوزير الخارجية الأمريكية ؟ هل ليتلقى الأمر أو الضوء الأخضر منها ولو بتلميح كل شيء تمام ؟ أم أن الأخوان كانوا منتظرين إنتهاء الأنتخابات الأمريكية والتأكد من فوز الرئيس أوباما للمرة الثانية ؟؟
  في كلتا الحالتين واضح أن مصر أصبحت تابعة للحكومة الأمريكية ولو على شكل " التقية " .
  أما تداعيات الأعلان الدستوري الجديد سأذكر ما حدث وشاهدته وقرأته منها حتى هذا اليوم الأحد  25 / 11 / 2012 :
** صدور بيان للنائب العام " الجديد " ضد البدوي والبرادعي وصباحي بتهمة قلب نظام الحكم ويطلب التحفظ على مقر حزب الوفد .
** خروج المتظاهرين الغاضبين من صدور ذلك الأعلان ليس فقط بالقاهرة ، بل حدث في بور سعيد والسويس والإسكندرية منددين بالأخوان محاولين الهجوم على مكاتب حزب الحرية والعدالة في كل منهم .
** تقديم كل من الأستاذ سمير مرقص إستقالته من اللجنة الإستشارية التابعة للرئيس مرسي . وتقديم الشاعر والمفكر المصري فاروق جويدة أيضا إستقالته من اللجنة الأستشارية التابعة للرئيس مرسي ، وإنسحابه من الهيئة التأسيسية للدستور معلقا بقوله " أنه كلما بدأ أخذ الأراء فيما يعرض على المجتمعين من أراء حول مواد الدستور برفع الأيدي . فلن يكون هناك إختيار حر لأن أغلبيتهم أختيروا من التيارات الأسلامية " .. هذا ليس نصا حرفيا لما قاله في برنامجه الذي أذيع من القناة الفضائية ( الحياة الأولى ) مساء يوم السبت 24 / 11 / 2012 ، وشاهدته صباح الأحد 25 " .
  لقد أضحكني وأبكاني الأستاذ الشاعر الكبير فاروق جويدة عندما ذكر مقولة سلفي : من أهان السلطان .. أهان الله " .
أليست هذه مهزلة !! .. أما عن ما يخبئه القدر من أحداث سنتابعها إن أعطانا الله عمرا .. 

مرسي يحرق مصر/ مجدى نجيب وهبة


* ماذا يرى أى عاقل ينتمى إلى تراب هذا الوطن ما يحدث فى مصر الأن ؟!! .. ماذا ترى كل التيارات والقوى السياسية فى رئيس دولة ، يتحدى الشعب ، ويستقوى ضده بالجيش والشرطة ، وأمريكا وميليشيات الإخوان ، ومنظمة حماس الإرهابية ؟!! ..
** ماذا يرى شعب مصر العظيم .. أن رئيسه ومعه مجموعة بلطجية وخريجين سجون يحكمون مصر .. ويلغون الدساتير والمحاكم والقوانين ، ويقيل النائب العام ، ويعين أخر متوغلا على سلطة القضاء وجماعته ، ويسيطرون على كل مفاصل الدولة ..
** ماذا يرى قضاة مصر وهم يرون أن كل قراراتهم الدستورية يلقى بها رئيس مصر فى القمامة بإستخدام إصبعه ، ويلغى الأحكام ويصدر القوانين التى تحقق حماية الإرهاب والفوضى بعد أن أقسم يمين الولاء على إحترام الدستور والقانون ..
** ماذا يرى شباب مصر وقادة القوات المسلحة من المحاربين القدماء الذين شهدوا الصراع المرير من أجل إستعادة سيناء وهم يرون أن رئيس مصر الذى أقسم على الحفاظ على تراب هذا الوطن .. يبيع هذا الوطن .. فلم يمضى بضعة شهور إلا وأعلن الجميع أن سيناء خارج السيطرة وإحتلت من قبل كل التيارات الإرهابية ومنظمة حماس .. وعندما خرج الجيش لتطهير سيناء من البؤر الإرهابية عقب الجريمة الإرهابية بقتل 16 من جنود الجيش المصرى .. أصدر الرئيس مرسى العياط أوامره بوقف العملية "نسرين" .. بعد أن أقال المجلس العسكرى ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، ونصب نفسه قائدا للقوات المسلحة المصرية .. ليكون صاحب القرار .. وكانت النتيجة شهداء من الجيش والشرطة على أيدى المسلحين الإرهابيين ، وإستمرار حالة الفوضى فى البلاد ، وتكتيف الجيش بزعم الحفاظ على أرواح الشعب السيناوى ..
** ماذا يرى شعب مصر والرئيس الذى إدعى إنه منتخب بإرادة شعبية .. المظاهرات التى خرجت بالأمس فى كل المحافظات .. وفى القاهرة تطالب برحيل مرسى العياط ، يساندها كل القوى والتيارات السياسية .. بينما رئيس مصر الذى يدعى بالكذب أنه رئيس منتخب لكل المصريين .. نجده يخرج من قصر الإتحادية ليخطب فى أبناء عشيرته ويهدد بإصبعه كل التيارات والقوى السياسية ويتوعدهم بالإعتقال .. بل ويهدد رؤساء المحاكم بأن أى قرار يصدر ضده فهم متأمرون ...
** إنها نفس النغمة التى هدد بها المجلس العسكرى المتخاذل والشعب المصرى عبر الفضائيات بأن نتيجة الإنتخابات إن لم تكن فى صالحه فسوف ينزل الشوارع والميادين وسيحرق مصر .. ولكن هذه المرة التهديدات يصدرها من خلال سلطة رئيس الجمهورية .. يسانده الجيش والشرطة والنائب العام الجديد .. الذى أصدر أوامره إلى كل وكلاء النيابة بعدم مغادرة مكاتبهم .. وأعتقد حتى تكون قراراته الإعتقالات الجماعية جاهزة أمام مكاتبهم ..
** ماذا يرى جيش مصر وقياداتهم الشرفاء .. أن هناك رئيس دولة يهدد الشعب وأنتم تقولون "نحن خدام الشعب" ، ويعتدى على الشعب بإطلاق كلاب وميليشيات الإخوان للتصدى لهم وهو ما حدث فى بورسعيد عندما خرج بعض المتظاهرين ضد قرارات مرسى العياط فتصدى لهم ميليشيات الإخوان بزعم الدفاع عن مقرات الإخوان وقاموا بإطلاق الأعيرة النارية .. بعضهم كان يحمل طبنجات والبعض الأخر كان يحمل مدافع رشاشة لمواجهة المتظاهرين فى بورسعيد والأسكندرية .. ومع ذلك لم يحرك الجيش ساكنا .. وكأنه يشاهد مباراة فى كرة القدم فى إنتظار من يفوز .. أو مباراة فى المصارعة الحرة ليكون البقاء للأقوى ..
** ماذا يرى جيش مصر وهو يرى تحدى رئيس الدولة للقضاء المصرى .. وإلغاء دوره ، بينما الجيش أقسم على حماية الدستور والقانون .. ولم يحرك ساكنا ..
** ماذا يرى كل قضاة مصر الشرفاء ومحاميين مصر الشرفاء .. وهم يرون قضاة الإخوان ومحاميين الإخوان يستعدون للإنقضاض على كل المحاكم بعد إلغاء القانون والدستور ..
** ماذا يرى العالم وهو يشاهد المسرحية التى حدثت فى ليبيا وسوريا .. تقودها أمريكا لحدوثها فى مصر .. فغدا نسمع عن الجيش الحر المستقل والشرطة الحرة المستقلة ، والقضاة الأحرار الذين أطلقوا على أنفسهم قضاة من أجل مصر .. وهى المجموعة التى أعلنت عن نفسها .. وأعلنت نتيجة فوز مرسى العياط قبل ظهور نتيجة الإنتخابات ..
** فى النهاية مصر تحولت إلى خرابة وعزبة وفوضى هدامة .. يقودها "أبو صباع" رئيس مصر "محمد مرسى العياط" .. فهل يخرج 90 مليون مواطن مصرى للدفاع عن شرف هذا الوطن ..
** وهل سيظل الجيش المصرى صامتا رغم ظهور أسلحة نارية مع ميليشيات الإخوان .. أو بمعنى أدق ظهور الطرف الثالث فى الميادين ، لقتل وإغتيال كل من يطالب برحيل مرسى العياط .. الذى فقد شرعيته الدستورية وشرعيته كرئيس لمصر ..
** أخيرا ياجيشنا .. أفيقوا وإحموا مصر .. وإحموا شعبها .. وحاكموا الديكتاتور الفاشى "مرسى العياط" قبل أن تتحول مصر إلى ميليشيات .. وستكونوا أنتم أول الضحايا .. والكارثة أنه يقول "أن قراراتى تحمى الثورة من المتربصين" .. ونحن نتساءل أى ثورة تتحدث عنها وأى شعب تتحدث عنه ..
** أخيرا .. نكرر نداءنا إلى كل شعب مصر .. أخرجوا .. أخرجوا .. أخرجوا الأن لإنقاذ الوطن .. ولا تصمتون .. فمصر فى خطر .. وتمر بأيام أصعب من نكسة 1967 !!!...
صوت الأقباط المصريين

رؤية للاعلان الدستوري الذي اعلنه مرسي/ سلوي أحمد‏

 جاءت المادة الاولي من الاعلان الدستوري الذي اعلنه مرسي تنص علي "اعادة التحقيقات في جرائم القتل والشروع في قتل واصابة المتظاهرين في ظل النظام السابق " واري ان هذه المادة هي العظمة التي رماها لالهاء الكلاب تلك الكلاب التي تبحث عن اي شئ فيه ادانه لمبارك ونظامه تلك الكلاب التي تحمل في قلوبها غلا وحقدا يكفي لكي يحرق مصر بمن فيها ولان مرسي واثق من تفكير هؤلاء فقد جاء ت هذه المادة التي هو علي ثقة انها سترضي الكثيرين حتي وان ذلك علي حساب مصر فكل ما يهم هؤلاء ان يرضوا رغبتهم في التشفي والانتقام ومن المحزن ان تفكير مرسي صحيح فلم اجد احد يعترض علي هذه المادة او يعلق عليها سوي بالموافقة الا  القليلين ممن لازال لديهم قدر من الضمير الحي ويرون ان هناك محاكمات تمت وتتم وان القانون يطبق فلا حاجة لمثل هذه المادة التي وضعها مرسي .
   اما المادة الثالثة والخاصة باقاله النائب العام فقد وضعها مرسي ليثبت للزند والنائب العام انه هو الاقوي وانه هو من يملك هو وجماعته وكما قال البلتاجي معلقا علي الاعلان بعد صدروره وموجها كلامه  للنائب العام لمن الحكم اليوم في اشارة انهم هم من يحكمون ويقرورن وعليهم وعلي القانون ان يستجيب لهم.  اذا فهذه المادة ارضاء لغرور مرسي وجماعته وفي نفس الوقت اثبات منهم لانفسهم وللشعب انهم هم من يحاسبون القانون وليس القانون هو من يحاسبهم .
   اما المادة الثانية والتي جاء الاعلان كلها من اجلها واستطيع ان اقول انها هي الاعلان نفسه والطبق الرئيسي علي المائدة وما جاء معها من مواد هي مقبلات لفتح الشهيه تلك المادة التي تنص علي  أن -الإعلانات الدستورية والقوانين والقرارات السابقة عن رئيس الجمهورية منذ توليه السلطة في 30 يونيو 2012 وحتى نفاذ الدستور وانتخاب مجلس شعب جديد تكون نهائية ونافذة بذاتها غير قابلة للطعن عليها بأى طريق وأمام أية جهة ، كما لا يجوز التعرض بقراراته بوقف التنفيذ أو الإلغاء وتنقضي جميع الدعاوى المتعلقة بها والمنظورة أمام أية جهة قضائية. 
     تلك المادة اراح بها مرسي نفسه من كل شئ يمكن ان يزعجه او يزعج جماعته فهذه المادة تلغي القضاء واحكامه تلغي الاعتراض بكل الوانه يعلن بها مرسي ان كلمته هي العليا وعلي الجميع السمع والطاعة وبهذا يضمن انه لن يكون هناك اي قرارات او اجراءات تزعجه او تزعج جماعته هذا من جانب, من جانب  اخر انه وبهذه المادة اراد ان يتأكد من موت الارادة الشعبية فان هي وافقت ومر هذا الاعلان الدستوري بتلك المادة والتي لا يحتاج مرسي سواها ليفعل ما يريد فسوف تأتي بعد ذلك قراراته والتي سيكون الاول منها في ظني واعتقادي هو ازاحة كل صاحب منصب في الدولة من غير الاخوان المسلمين وتسكين الاخوان في كل المناصب الهامة والمؤسسات الحيوية ثم القرار الاخطر والاهم وهو اعطاء جزء من اراضي سيناء لاهل عزة وتوطينهم بها باعتبارهم اخوة عرب في حاجة الي المساعدة والدعم وليس هذا فقط فانا علي يقين من انه وفي حال الرضوح الشعبي لهذا الاعلان فان هناك من القرارات التي  ستتخذ لم يكن احد يتخليها او يتوقعها. 
   هكذا اري هذا الاعلان وهكذا اري متاجرة مرسي بدماء من مات في 25 يناير واستغلاله لروح الحقد والتشفي التي انتشرت عند المصريين واعمت قلوبهم وابصارهم  واختباره لما ثبت في نفسه وهو انه لا ارادة تعلو فوق ارادته وان الشعب المصري الان وبعد ما راه منه من تطبيل وتهليل له برغم فشله اصبح اليف مستأنس لا خوف منها .والسؤال هنا هل يثبت الشعب المصري لمرسي انه لا ارادة تعلو فوق ارادته وانه ليس بهذا الاليف المستأنس بل له انياب ومخالب قادرة علي ان تلقن مرسي درسا ابدا لم ولن ينساه ؟ الكرة الان في ملعب الشعب فعليه ان يقرر اما ان يعلن عن انه مازال علي قيد الحياة واما ان يعلن انه مات والي الابد .   
الكاتبة \ سلوي أحمد

لماذا لا نكون صرحاء/ محمد محمد علي جنيدي

لماذا لا نكون صرحاء، من لا يريد تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية وكان خائفا من أن يعلن عن اتجاهه هذا على الملأ فليضع رأيه في صندوق الاستفتاء على الدستور ويتقبل نتائجه إذا أرادها ديمقراطية حقيقية، ومن كان يرغب في تطبيقها ولكنه يرى أن المناخ المجتمعي يحتاج إلى بعض الوقت فليست لديه مشكلة، ويقع تحفظه في عامل الإعداد والتهيئة المجتمعية فقط، وعليه أن يفصح أيضا عن رأيه هذا بوضوح تام، ولكن المواربة والتلون والخوف من إلقاء التهم أو الخوف مسبقا من نتائج الصندوق.. كل ذلك سوف يعطل اكتمال أضلع مثلث السلطات في مصر، ولا يمكن أن تستقر الغلبة لأحد أبدا في ظل هذا المناخ الفوضوي، ولم يعد أمامنا الآن إلا إعمال مبدأ الشفافية في الحوار المجتمعي وقبول أي نتيجة يسفر عنها الصندوق ألاستفتائي للدستور.

لك الله يا مصر/ حسن سعد حسن


(1)
لا أعرف ما العلاقة بين التعبير عن الرأى ،واحياء ذكرى شهداء لهم منا كل الحب، والود ،والتقدير، وبين ما حدث من البعض فى شارع محمد محمود، أو أمام مجلس الشورى ؟!
الحقيقة أن ما حدث لا علاقة له شكلاً، ولاموضوعاً لا بالحرية، ولا بالتعبير عن الرأى ،أو تكريم الشهداء ،أو رفض مسودة الدستور  .
الحقيقة أن كل ما يحدث منذ أمس ،وحتى تلك اللحظة يحزن ،ويقلق ،ويجعلنا نسأل  :
لمصلحة من ما يحدث ؟ ومن وراء ذلك ؟
إن ما يحدث اّيها السادة سيعيدنا أميالاً إلى الخلف ،وسيرسل رسالة واضحة المعالم لكل دول العالم أننا شعب لا يريد الاستقرار، ولا ير يد التقدم نحو الأمام ، وأننا شعب لا يستحق الوقوف بجانبه بأى شكل من الأشكال حتى، ولو بكلمة إشادة فى أى محفل دولى، ومن ثم ستهرب الاستثمارات قبل أن تأتى ،وسيغير السائح  وجهته إلى بلد اّخر أكثر أمناً ،وتحضراً ،وتعقلاً( وإحنا فى عرض كل مليم).
(2)
أنا شد كافة القوى السياسية  ،وكافة الحركات، والتيارات ،والأحزاب بمختلف أيدلوجياتها، وتوجهاتها ،والرموز الوطنية بالتدخل لتهدئة هؤلاء الشباب ،وبالجلوس للتوافق على المواد المختلف عليها وعموماً لا يوجد دستور فى العالم كان مرضياً عنه من جموع الناس تلك هى الحقيقة.
أنا شدهم أن يجعلوا مصلحة الوطن قبل مصالحهم الشخصية ،والحزبية الضيقة.
أنا شدهم جميعاً ألا يتلاعبوا بعواطف الشباب مستغلين طاقاته الجبارة فى غير محلها .


(3)
صرح الاستاذ ( وائل فنديل ) مدير تحرير صحيفة (الشروق) أن "أعضاء بارزين فى الجمعية التأسيسية من رموز الليبراليين ،والقوى المدنية، أكدوا له أن مسودة الدستور التى انتهت إليها الجمعية من أفضل الدساتير فى تاريخ مصر".
وعندما طلب منهم الخروج للناس وقول الحقيقة قالوا له : "إنهم يفضلون الضغط على الجمعية التأسيسية لكى يحصلوا منها على الأفضل".
وأنا أطالب هؤلاء بسرعة الرد على ما قال الاستاذ وائل إما بالنفى ،أو بالإثبات لنتبين الحقيقة، وإن كان ردهم بالإثبات فعليهم أن يقدوا عتذاراً للجمعية التأسيسية ،ولشعب مصر لأننا لسنا فى حالة تسمح بهذا الابتزاز،وتلك الرفاهية السياسية  .
ولك الله يا مصر

مرسى زلازل/ رأفت محمد السيد

منذ أن تولى الرئيس محمد مرسى حكم البلاد كأول رئيس منتخب لها بإرادة شعبية ، تعرضت مصر لبعض الاحداث المؤسفة التى راح عشرات من  شباب مصر بعد هؤلاء الذين ضحوا بأرواحهم فى ميدن التحرير ، ميدان الشرف والنضال لإسقاط النظام البائد وذلك بسبب ضعف الخبرة السياسية   من جانب المجلس العسكرى أنذاك ، وكان على الرئيس مرسى فى ذلك الوقت أن يختارأن يصبح رئيسا على الورق فقط ويكون المجلس العسكرى هو الرئيس الفعلى للبلاد أو أن يزيح المجلس العسكرى ويمارس مهامه كرئيس منتخب .
الزلزال الأول الذى هز أرجاء مصر كلها من أقصاها إلى أقصاها " إقالة لمجلس العسكرى " وعلى رأسه المشير طنطاوى والفريق سامى عنان لأن الواقع يقول المركب أم ريسين بتغرق ، فقد خشى الكثيرون على مصرمن تبعات هذ القرار بل أن البعض من اصحاب النفوس الضعيفة قد اساءوا الظن بقواتنا المسلحة أنها ستخلع ثوب الطاعة وترفض إقالة المشير والفريق ولكن كانوا رجالا فوق مستوى المسئولية فنفذوا الأمر لأنهم يدركون تماما أن هناك منهم أايضا من سيقودهم لمرحلة جديدة وأن لكل مرحلة رجالها الاشداء الأقوياء الأوفياء ، وارتضوا عن قناعة بل أدركوا أن مرحلة المشير قد وصلت لمحطتها الاخيرة التى لابد أن يسلم فيها الراية لغيره من الأكفاء أيضا .وكان الزلزال الثانى مدويا ايضا عندما الغى الرئيس مرسى الإعلان الدستورى "المكبل" وليس المكمل والذى كان يقيد يديه تماما كرئيس منتخب للبلاد ، وسعدالكثيرون بهذا القرار أيضا رغم تحفظات لبعض على إعتبار أن الرئيس سيكون ين يديه سلطة التشريع والتى كانت فى يد المجلس العسكرى قبلها مباشرة !! ولحرص الرئيس مرسى على صالح الشعب تعهد بعدم إستخدام تلك السلطة إلا فى اضيق الحدود لحين إنتخاب مجلس شعب جديد ، وبالفعل نفذ وعده.  ولكن الأمور لم تتغير بل تزيد سوءا عد سوء ،
 فالاهداف لتى قامت من اجلها الثورة كما هى لم يتحقق منها شيئا ، فقتلة الشهداء خرجوا جميعهم أبرياء وكأن هؤلاء الابطال الذين سالت دمائهم فى ميدان الشرف والجهاد " ميدان التحرير " والميادين الاخرى قد أنتحروا و أن هناك من كان يرتدى " طاقية الإخفاء " وقتلهم – فكل الأدلة أخفوها ومنها ماتم محوه متعمدا وازدادت حالة الناس سوءا وهم يرون صمت الرئيس غير مبرر لاسيما وهو أول رئيس يمتلك صلاحيات لم يملكها رئيس قبله ولكن كان دوما يردد أنه لايرغب فى إستخدام القوانين الإستثنائية حتى كاد العقد أن يفرط من يده فلاإجماع على شئ مطلقا "خلاف من أجل الخلاف" فى كل الأمور، دون التوصل إلى نتائج إيجابية تنهض بالبلاد
 حتى عندم أنعم الله علينا فى أن نكتب دستورنا بايدينا إختلفنا دون توافق ناهيك عن تبادل الإتهامات والضغائن والتشكيك والإدعاءات وكل مايهم المختلفين هو حل الجمعية التاسيسية للدستور مهددين تارة بالإنسحاب وتارة بدعوى الناس لعدم التسويط على الدستور، خلاف على وجود مجلس الشورى المنتخب بعد حل مجلس الشعب بقرارات مسيسة يعلمها الجميع .
كل هذه الاشياء من شأنها أن تعيد البلاد إلى نقطة الصفر من جديد لذا كان لابد أن يكون هناك د فعل سريع ورادع بإتخاذ مجموعة من القرارات من جانب الرئيس ليصدراعلانًا دستوريًا جديدًا
 يقضي بمنع حل الجمعيه التاسيسيه، ويحصن قرارات رئيس الجمهورية، ويجعلها نهائيه ونافذه، ولا يمكن وقف تنفيذها امام اي جهه قضائيه ويقضي باعاده محاكمه الرئيس السابق حسني مبارك ورموز نظامه، بتهم قتل الثوار وافساد الحياه السياسيه. تعاد التحقيقات والمحاكمات في جرائم قتل وشروع قتل المتظاهرين بواسطه من تولي منصبا سياسيًا وتنفيذيًا في عهد النظام السابق.الاعلانات الدستوريه والقوانين والقرارات الصادره عن رئيس الجمهوريه منذ توليه السلطه نهائيه ونافذه بذاتها وغير قابله للطعن عليها باي طريق، ولايجوز التعرض لقرارات الرئيس بوقف التنفيذ او الالغاء من قبل اي جهه قضائيه.يعين النائب العام من بين اعضاء السلطه القضائيه بقرار من رئيس الجمهوريه لمده 4 سنوات تبدا من تاريخ صدور قرار التعيين ويشترط فيه توافر شروط القضاء ولا يقل سنه عن 40 سنه.تعديل نص الماده الخاصهمجلس الشورى او الجمعيه التاسيسيه.الماده السادسه: للرئيس ان يتخذ يتخذ الاجراءات والتدابير اللازمه لحمايه البلاد وحمايه اهداف الثوره
وحتى لو قوبلت هذه القررات بالرفض وبدعوى أنها سوف تعيد عهد الديكتاتورمن جديد كما هو متوقع وغيره من الإدعاءات والإفتراءات التى سيروج لها الإعلام الاسود قطعا وسيعطيها مسميات ترهب الناس إلا أن مثل تلك القرارات كانت ضررورية وحتمية رغم إنها جاءت متأخرة كثيرة إلا أنها تندج ضمن زلازل دكتور مرسى التى أتوقع ان يكون لها توابع عديدة ولكن مهما بلغت قوتها فلن تكون بقوة الزلزال الذى كان متوقعا أن يحدث بين الحين والاخر – حفظك الله يامصر وحفظ شعبك العظيم بتشكيل الجمعيه التاسيسيه بالاعلان الدستوري الصادر في 30 مارس 2011 ان "تتولي اعداد مشروع جديد للبلاد في مده 4 اشهر من تاريخ تشكيلها الي ان تتولي اعداد مشروع دستور جديد للبلاد في موعد غايته 6 اشهر من تاريخ تشكيله.لا يجوز لاي هيئه قضائيه حل 

اجراس الحرب تدق مرة اخرى في كركوك/ يوحنا بيداويد

ملبورن/ استراليا
لا نريد حربا وليكن دستورنا من الان : الدين لله والوطن للجميع 

مرة اخرى يعيد التاريخ نفسه، مرة اخرى ستحمل الامهات اطفالهن على صدرهُنَّ ويركضنَّ نحو الكهوف والوديان والاعراش  هربا من المعارك وصوت الدبابات والطائرات وكافة انواع الاسلحة الخفيفة والثقيلة بين اخوة في وطن واحد .
  ها هي ايام  ثورة ايلول سنة 1961 م تعيد الى اذهان العراقيين مرة اخرى بنفس ثوب كأنما شيئا لم يكن، او لم يحدث خلال 51 سنة الماضية، ها هي الحرب الكلامية تتصاعد مرة اخرى بين الحكومة المركزية وحكومة الاقليم كأن ايام الماضية لم تترك جرحا ابداً، او كأنما قدر العراقيين لم يكتب لهم إلا سيل دماء الابرياء وابناء الفقراء والهجرة واللجوء والعوز والفقر والموت.
 لا أشك هناك الكثير من العراقيين مثلي يتساءلون  اليوم، ماذا تعلم العراقيون من الحروب والمصائب والكوارث وتجارب التاريخ الماضية التي مرت عليهم؟ هل هناك شعب اخر لاقى ويلات الحروب اكثر من العراق خلال خمسين سنة الماضية؟
 ألم يحن الوقت ليفهم العراقيون شيئاً من مشاكل اوربا في القرون الثلاثة الماضية والحربين العالميتين والتي  انتهت كلها في النهاية  بتفاهم الجميع على العيش المشترك وتبني الحوار والالتزام بالقيم الانسانية والديمقراطية بعيدا عن اثارة مشاعر المذهبية والقومية التي لجؤوا اليها حينها والتي لجيء  اليها ايضا  كل السياسين العراقيين في تاريخ الحديث والقديم.
كانوا دائما يقولون لنا في المدارس ان  تدخل الاستعمار والدول الغربية والشرقية في شؤووننا هي سبب حروبنا؟ وقد اقتنعنا بذلك في حينها  ولكن الان من وما هو السبب؟. ألم يتعلم القادة السياسيين العراقيين من الابادات الجماعية  المشؤومة في صولات الانفال و مذابح جلبحة وسميل وصوريا والثورة الشعبانية كم كانت مكلفة ومؤلمة؟
ماذا حصد العراقيون من حربهم مع الايرانيين لمدة ثمانية سنوات  بعد سقوط مليونين شهيد ومعوق ومفقود ولحد الان لم يرجع بعضهم؟. وهل بقى ركن زقاق في بغداد او في المدن العراقية الاخرى لم يعلق عليه عشرات اللافتات السوداء المشؤومة  التي كانت تشير الى اسماء الشهداء الذين سقطوا واحدا يلو الاخر في نفس المعارك و الحروب التي  كانت اسبابها واهية وغير مبررة من الجانبين؟
ماذا تعلم العراقيون من غزو امارة الكويت التي كانت الى حد قريب ( قرابة قرن) جزء من العراق فعلا،  وكيف اصبح جنود العراق  في خنادق الحرب فحم من دون رحمة لا من قادة العالم ولا من قائدنا المريض؟،  هل اتعض العراقيون ام العرب شيئاً من الماضي ، ثم اتى زمن الحصار العالمي الظالم  بسبب هذا العمل( الاعتداء على الجيران)  الذي عوق جيل كامل من ابناهئهم بسبب فقدان المناعة والتغذية الصحية وحصوله على العلاج اللازم من التلقيح والعمليات والتربية الصحيحة البعيدة من يحمل دكتوراه مزورة وفي موقع رئيس جامعة او سفير او وزير؟
 ماذا تعلم العراقيون جميعا وبدون استثناء من الحرب الاهلية المذهبية والدينية  التي بدأت بعد التحرير او احتلال او التغير او التركيع ( اختر عزيز القاريء اي وصف يعجبك لان العراقيين مختلفين في وصف هذه المرحلة ايضا)  سنة 2003م من قتل الابرياء  بسبب الاسماء التي يحملونها مثل حسين وعلي وعمر وعثمان وجرجيس ويوسف وغيرها؟
من ادخل فكر الارهابي القاعدي  الى العراق الذي حلل قتل الناس وهم سائرون الى عمله او وظائفهم او مدارسهم؟ هل يعقل ان يقدم رجل بٍسم الله لاطفال المدارس قطع الحلوى مسمومة، نحن نعلم كثيرين يدعون عبادة الله والالتزام بتعاليمه لكن في الحقيقة هم  يأتون كالذئب  يأتون في جلود الخراف ، ولكن حتى الحيوانات المفترسة يفكرون احيانا  في صغارهم فلا يقتلون صغار الاخرين.
ايها القادة السياسيين المسؤولين  في العراق اليوم : إن العراق لازال غني بل  غني كثيرا كثيرا،  وان ثروته تكفي لضعف شعبه، لا نريد حروب ولا قتال ولا سكب دماء من اجل النفط، فالنفط يكفي الجميع اذا كانت هناك عدالة ؟! نريد سلاماً وصفاءً وهناءً للجميع ولنرفع  جميعا الشعار الجميل "الدين لله و الوطن للجميع" وليكن هذا دستورنا من الان الى يوم الدين


اغتيال الطفولة في غزة.. إلى متى؟/ ملكة أحمد الشريف

   في  يوم الطفل العالمي والذي يصادف 20 نوفمبر من كلّ عام، يبدو الطفل الفلسطينيّ في أوضاع مغايرة تماماً عن أوضاع الأطفال في شتّى بقاع العالم ، ويقع الفلسطينيون عامةً في دائرةٍ موغلة بالفقر والعنف مفتقدين أبسط  حقوقهم الأساسية التي تكفلها الاتفاقيات والشرائع الدولية والحقوقية.
   ويصادف هذا اليوم أطفال فلسطين كالعادة ... وكأنهم على موعد مع الموت ، وهم يتجرعون كؤوس جرحهم النازف اثر العدوان الصهيوني المستمر على المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية.
   فها هي غزة تغرق في بحر دمائها اثر العدوان الغاشم على قطاع غزة لتتزايد أعداد الشهداء الأطفال والجرحى،  بالإضافة إلى الأعداد الكبيرة من الأطفال الذين شُرّدُوا من بيوتهم هم وعائلاتهم ، منهم من لجأ إلى  مساكن أقربائهم الموجودين في بيوت قد تكون آمنة نوعاً ما، ومنهم من اتخذ من  مدارس وكالة الغوث ملاذاً له.
   كلّ هذه الأعداد من الشهداء التي يحصدها الاحتلال تخلق من أطفال غزة جيل تختلف معاييره وقواه فأطفال غزة هم أطفال عاشوا الرجولة في غير أوانها .. فهذه الحرب لم تضعف الأطفال بل خلقت لديهم ردود أفعالٍ مختلفة تماما عن المتوقع من القوة وعدم الخوف، بل وأحياناً كثيرة يستمد الكبار قوتهم من الأطفال...
   فإحدى الأمهات تروي لي أنها تستمد صبرها من  طفلتها التي لم تتجاوز الأربع سنوات من عمرها وهي تقول" ناموا ما تخافوش مش حيصير شي"، وسيدة أخرى "عندما أسمع صوت الأطفال يلعبون الكرة في شارع المخيم أشعر بالطمأنينة رغم  صوت القذائف والانفجارات"، وأخرى تقول " أولادي أصبحوا يميزون أصوات المدفعية عن أصوات الطائرات".

   صورٌ كثيرة للصمود نستمد منها قوتنا في غزة الصامدة وليس أقل منها صورة الطفل التي تناقلتها وكالات الأنباء لطفل ناجٍ من مجزرة آل "حجازي" لم يتجاوز العامين، لامس فيها شغاف القلوب المتحجرة وأبكاها ببراءة طفولته المغدورة، وابتسامته المكلومة... وهو بين يدي الطبيب يمسح جرحه النازف، وكأن دمعته تحجرت أو أبت مفارقة المقل.
   فماذا ينتظر العالم من هذا الطفل في المستقبل وهم ينعون له أسرته بأكملها ؟؟ وإلى متى سيظلّ العالم يزفّ اغتيال براءة أطفالنا في عيد طفولتهم ؟؟ إلى متى ...؟!

حرب غزة والحقيقة الغائبة/ عبد الكريم عليان

ستة أيام بلياليها وأنا أشاهد وأستمع إلى ما تبثه إسرائيل وتنشره إلى جمهورها العبري أولا عبر قنواتها التلفزيونية والإذاعية التي أوقفت جميعها البرامج المعدة، وانشغلت بحرب غزة، أو كما أسموها معركة "عامود السحاب", طبعا الاسم مأخوذ من التوراة كما هي عادة إسرائيل في حروبها كي تضفي على الحرب شرعية دينية، وحتى لا تكون مفاجأة للشعب الإسرائيلي.. المشهد الإعلامي الإسرائيلي لم يختلف هذه المرة عن الحرب السابقة عام 2008، بل إن الكوادر الإعلامية الإسرائيلية لم تتغير، هي هي بعينها سواء العاملين في استوديوهات التلفزة، أم المراسلين الميدانيين.. وكذلك المحللين السياسيين والعسكريين والنفسانيين والاجتماعيين.. جميعهم يمتهنون الكذب ويبررون تعطشهم للدم الفلسطيني.. المجتمع الديمقراطي كما يسمون أنفسهم يعيشون على الكذب والخداع ونهب الأرض، ويشكون من اعتداء الفلسطينيين..؟! يقولون أنهم انسحبوا من أخر مليمتر واحد من غزة، ومع ذلك يعتدي الغزيون علينا.. يحاولون تغطية الشمس بغربال.. نسوا أن المجتمع الغزي بغالبيته لاجئون قد اغتصبوا أراضيهم وجلبوا إليها كل المنبوذين في بقاع الأرض ليعيشوا عليها بهناء ورخاء؟! إنها أرض اللبن والعسل.. معادلة صعبة يخفونها على ما يسمونه بشعب إسرائيل..؟ أهل غزة لن ينسوا أراضيهم ولن يتخلوا عنها ولا بد أن يأتي اليوم لاستردادها.. ثمانون عاما من صراع لن ينتهي.. ولن تنهيه قوتكم أو قوة أمريكا.. يكفي كذبا على جماهيركم.. خلال الأيام المذكورة لم أسمع أي معارض للحرب سوى بعض التخوف من الدخول لحرب برية.. الجمهور الإسرائيلي بغالبيته يقبل الكذب من قيادته وموجهيه.. اليسار اختفى من اللعبة ولا صوت له..
المختلف في هذه الحرب أن نصف ما يسمى إسرائيل تقريبا باتت مشلولة ومختبئة في الملاجئ أو فرت لأماكن أكثر أمنا من صواريخ غزة ألتي وصلت إلى القدس المحتلة وإلى أبعد من تل أبيب.. ويحاول الإعلام الإسرائيلي أن يخفف من هول المفاجأة التي طالت معظم سكان إسرائيل.. في مفارقة عجيبة كان الإعلام الإسرائيلي قد أخفى عدد صواريخ جراد التي سقطت على مدينة بئر السبع المحتلة في الأيام الثلاثة الأولى وقلل من كميتها الحقيقية وحجم الإصابات؛ فأحضر رئيس البلدية كي يتحدث من على شاشة التلفزيون في محاولة لطمأنة السكان، فقال: " أكثر من ثمانين صاروخ جراد قد سقطت على المدينة بدون إصابات !!" وكانت الشوارع من خلفه تخلو من المارة.. أما تلفزيونهم كان قد اعترف بسقوط ثلاثة صواريخ في أرض مكشوفة لا يوجد إصابات أو أي أضرار.. في الوقت الذي كانت فيه طائراتهم الحديثة تقوم بإلقاء آلاف القنابل والصواريخ في كل مكان من أنحاء غزة الصغيرة.. وحتى كتابة المقال فاق عدد الشهداء المائة شهيد معظمهم من الأطفال والنساء وبغالبيتهم أبرياء، وكذلك الإصابات التي اقترب عددها من الألف إصابة.. وما زال الإعلام الإسرائيلي يكذب على العالم بأنه دقيق في أهدافه بعيدا عن الأبرياء، وأبسط شاهد على مجازره هي عائلة الدلو التي فقدت إحدى عشر من الأنفس البريئة أي غالبية الأسرة التي دمر بيتها بالكامل جراء استهدافها بصاروخ أمريكي الصنع أطلق من أحدث طائرة صنعها سلاح الحرية الأمريكي!! وفي هذه الأثناء مجزرة جديدة بالقرب من اقامتي ضحيتها عائلة حجازي في جباليا حيث مازالت فرق الإنقاذ تقوم بانتشال الجثث ولا نعرف الحصيلة.. الغريب في كذب الرواية الإسرائيلية التي تقول أن المقاومة الفلسطينية تطلق صواريخها من بين المدنيين، وكذلك يستتر المقاومون بين المدنيين ـ حسب الرواية الإسرائيلية.. والحقيقة الدامغة التي يعرفها كل أهالي غزة أنه منذ بداية الحرب وحتى هذه اللحظة لم يشاهدوا أي مسلحا في شوارعها وحواريها بما فيها الأسلحة الشخصية.. على خلاف حرب 2008 التي تكدست فيها الأسلحة القتالية في كافة شوارعها.. أمر لا يخفى على طائرات الاستطلاع الإسرائيلية والتي يسميها أهالي غزة بـ (الزنانة) نسبة إلى أزيزها المرعب على مدار الأربعة وعشرين ساعة والتي تملأ سماء غزة ولا تفارقه..
إسرائيل منذ وقت طويل تراقب ما يجري في إيران ولا يفوتها مناسبة إلا وهددت بضرب إيران ومفاعلاتها النووية، وبالطبع كانت إيران ترد عليها بأقوى.. تراشق إعلامي، وتهديد، ووعيد منذ سنين بينهما، لكن إيران كانت أذكى بكثير من المؤسسة الحاكمة في إسرائيل إذ أنها افتعلت حرب غزة وكأنها تقول لإسرائيل: أنت لست بقدرة المواجهة مع إيران، ويكفيك غزة الصغيرة والمحاصرة كي تخوضي حربا معها.. أو أن الحرب سيشغل الرأي العام كي تقوم إيران بتنفيذ برنامجها بعيدا عن الأعين المنشغلة في الحرب.. أعرف أن هذا الكلام هو من اختراعي، لكنها الحقيقة الغائبة عن هذه الحرب، ولو عدنا للوراء قليلا لقررنا مسبقا بأن حركة حماس التي تحكم غزة لم يكن لديها أية نية للحرب، بل على العكس تماما؛ فسبق لها أن منعت المقاومة مرات عديدة من التحرش بالحدود مع إسرائيل، وقامت باعتقال العشرات إن لم يكن المئات من مطلقي الصواريخ ومن راصدي الحدود، لكنها فشلت هذه المرة من ملاحقة المجموعة التي استهدفت سيارة الجيب العسكري الإسرائيلي بصاروخ كورنيت المضاد للدروع، وسواء كانت المجموعة تابعة للجبهة الشعبية أو أي فصيل آخر، فصاروخ الكورنيت مصدره إيران، ولو فكرنا في الجهتين اللتين أعلنتا مسئوليتها عن العملية لوجدنا توتر علاقاتهما مؤخرا مع حماس.. لكن غباء إسرائيل وسرعتها في الرد باغتيال قائد القسام الشهيد الجعبري ـ رحمه الله ـ قد أوقعها في الفخ، واعتقد ملك إسرائيل أن ذلك سيحقق له نصرا انتخابيا كما هي عادة إسرائيل (ديمقراطية بدم الأطفال والأبرياء)، وبالطبع اشتعلت الحرب نتيجة لشهوة الدراكولا الإسرائيلية.. المفارقة العجيبة التي سمعتها من القادة والإعلاميين الإسرائيليين هي أن قرار الحرب سهل جدا، لكن وقفها والخروج منها ليس بالأمر السهل؟؟ إسرائيل تعرف جيدا أن تسليح المقاومة بأغلبه من إيران التي خططت جيدا لهذه الحرب كما خططت في السابق لحرب إسرائيل مع حزب الله في لبنان.. إسرائيل تعلم جيدا أن غالبية السلاح الغزي مصدره الرئيسي هو إيران، لكنها أحبت أن تستغل ذلك سياسيا.. ومن يدري ربما الأيام القريبة تكشف النتائج السياسية للحرب ولو على جثث الأطفال والدم المهدور..
لأول مرة إسرائيل تتحدث عن تهدئة أو هدنة دون الدخول في حرب برية لغزة.. يبدوا أنها أدركت حساباتها الخاطئة، أو أن هناك ضغوطا إقليمية أدركت أن الحرب قد تغير خارطة الشرق الأوسط، وهذا ما دفع إسرائيل للتراجع عن الحرب البرية التي حشدت لها أكثر من خمسة وسبعين ألف جندي؛ لأن الحرب البرية سوف تعمل على إضعاف حكم حماس لغزة إن لم تكن نهايتها، وهذا ما لا ترغبه إسرائيل ودول أخرى على رأسها أمريكا (أوباما) بالتحديد.. كيف لا ؟ وهي التي حافظت على وجود الانقسام الفلسطيني طيلة السنوات الماضية؟ وما الذي دفع بقطر ومصر وتركيا بتكثيف جهودهما لإنهاء الحرب؟؟ وصار الحديث في هذه الساعات عن هدنة طويلة الأمد بين حماس وإسرائيل برعاية دولية؟؟ من ينكر ثقل إيران في تقويض الربيع الإخواني في المنطقة؟؟ وقطر بدعم أمريكي وتركي وسعودي وإسرائيلي لدعم حكم الإخوان في باقي الدول العربية وعلى رأسها مصر؟؟ الربح والخسارة من هذه الحرب ستتضح في الساعات القليلة القادمة.. وسيكون الضحية هو الشعب الغزي كما العادة في كل مرة.. ما هي شروط حماس؟ وما هي شروط إسرائيل التي أعلن عنها اليوم؟ هل نحن أمام صفقة لهدنة طويلة الأمد تعمل على تكريس الانقسام وتعزيز قوة حماس في حكم غزة من خلال فك الحصار وفتح معبر رفح؟؟ مقابل هدنة طويلة تريح إسرائيل في الجبهة الجنوبية لتستكمل مشروعها في تقويض سلطة رام الله في الضفة لنهب ما تبقى من أرض حول المستوطنات؟؟ الساعات القادمة وعلى أقصى حد اليومين القادمين ستتضح الصورة ونكون أمام مرحلة جديدة تحتاج من السلطة الشرعية في رام الله ميكانيزمات مختلفة عما سبق..

مهرجان جنرالات اسرائيل/ نبيل عودة

المتابع للإعلام الإسرائيلي، وخاصة قنوات التلفزيون ، منذ بداية الصدام الحربي بين حماس واسرائيل، يظن نفسه أمام  أهم انجازات اسرائيل منذ قيامها وحتى اليوم.
ليس اقامة وطن قومي، ليس تطوير العلوم ، ليس انجاز البناء الإقتصادي، ليس النجاح في مجال االأبحاث والهايتك، ليس احتلال كل فلسطين واستعمارها، هذه كلها مسائل هامشية بالمقارنة مع الإنجاز الأهم، تحقيق السبق العالمي بعدد الجنرالات بالنسبة لعدد المواطنين  وكونهم نجوما اعلاميين في تبرير سياسة العنف والعدوان.. وتعميق مفاهيم وأخلاقيات القوة والعنف كاداة سياسية لا بديل عنها. اليوم ضد الشعب الفلسطيني  وغدا ، كما يحذر العقلانيون، في المجتمع الإسرائيلي نفسه، ، والظواهر أكثر من أن تحصى!!
حتى مراسلو الشؤون العسكرية أيضا أصبحوا منظرين عسكريين ، وزراء لم يخدموا بالجيش، صاروا يفهمون بالتكتيكات الحربية ويطرحون خططهم لأساليب "أنجع" في مواجهة الشعب الفلسطيني واركاعه، كأن الجيش وزعماء الحكومة تنقصهم الخبرة . وزير المعارف أيضا لبس قبعه ولحق ربعه، صار منظرا استراتيجيا لشؤون ادارة الحرب ، ليذهب التعليم الى الجحيم ، الدراسة تعلم التياسة!!
كل هذا بسبب مجموعة صغيرة وضعيفة بالمقارنة مع القوة العظمى الإسرائيلية. هل تخيل احد ان حماس قادرة على مواجهة قوة عظمى وارباكها ؟
استاذ التاريخ في جامعة تل أبيب بروفسور شلومو زند كان صوتا نشازا في مهرجان الجنرالات. نشر مقالا كافكائيا مثيرا لم يستعمل فيه كلام الجنرالات: " لكمة حديدية"، "قبضة حديدية "، "قبة حديدية"، "قصف جراحي دقيق لمنع وقوع ضحايا" ، "الضحايا من الأطفال والنساء الفلسطينيين هم بسبب تخزين الصواريخ في المنازل" وشريط طويل من تحليلات جنرالية وتنظيرات مكررة مملة ، كل ذلك في مواجهة حركة اسمها "حماس" لا تزيد عن كتيبة اسرائيلية واحدة في تسليحها وتدريبها وآلياتها . كتب زند في هآرتس خارجا عن الإجماع القومي لجنرالات اسرائيل:" لماذا يطلقون علينا الصواريخ" تسال البنت ؟ "لأنهم يكرهوننا كثيرا" تجيب الأم. "لماذا يكرهوننا؟" " لأنهم لاساميين." لماذ يطلقون علينا الصواريخ بعد ان تركنا غزة؟" يسأل الإسرائيلي العادي قادته السياسيين. " لأنهم دائما ارادوا ويواصلون الرغبة بابادتنا وليس مهما ما نتنازل لهم عنه"؟ تجيب جوقة السياسيين".وتوصل شلومو زند لحقيقة بسيطة لا تحتاج الى علوم الكليات الحربية، بل الى العبرة من التاريخ الذي يعلمه لطلابه . استنتاجه بسيط: "لا مفر لنا، اذا اردنا ان نواصل العيش في الشرق الأوسط  وان لا نواصل الموت فيه، الا ان نصل الى حل متفق مع اؤلئك الذين يقفون بمواجهتنا. علينا الإعتراف بالتاريخ وان لا نتنكر له". ويضيف :" قبل كل  شيء يجب تغيير الأسلوب الذي نفكر به. ليس بالسلاح وحده يحيى الإنسان"!!
الإعلام الإسرائيلي في تنظيمه لمهرجان الجنرالات، سقط في امتحان الأخلاق. قدم اعلاما هستيريا تحريضيا دمويا وهي اللغة التي لا يعرف غيرها جنرالات اسرائيل. ربما صوت عقلاني واحد سمعته ، ولكنه شطب من قائمة المدعوين لمهرجان الجنرالات.
هل خدموا شعبهم بهذا السيل الحربي من  الثرثرة الفارغة من المضمون؟
بموجب استطلاع للرأي أجرته صحيفة هآرتس تبين ان الجنرالات "نجحوا" بجعل الرأي العام الإسرائيلي ( اليهودي بدون العرب) متحمس   لعملية "عمود السحاب"، ولكن 30% فقط مع الدخول العسكري البري الى غزة.. التأييد لنتنياهو وبراك لم يتجاوز ال 55% وما زلنا في اولها، والتناقص في التأييد هو الحالة المتوقعة بعد ان يتبين ان الحرب لم تسفر عن ضعضعة  مكانة حماس او اضعافها عسكريا ، بل ربما اكسبتها مزيدا من التجربة العسكرية . ثم يبدأ الحديث عن قصورات عسكرية وعدم الإستعداد الكافي وربما ينتقل "مهرجان الجنرالات" كما تعودنا من الحروبات الأخيرة، من حديث ضرب وسحق  الفلسطينيين وحزب الله وايران ، الى حديث النواقص والقصورات التي منعت "تساهل" ( جيش الدفاع) من الإنتصار على أطفال غزة. للمقارنة اولمرت وبيرتس في حرب لبنان الثانية (2006) حصلوا على تأييد 85% من المواطنين. وكلنا نعرف النتائج بعد الحرب ، اقامة لجنة فينوغراد للتحقيق بالفشل العسكري ضد حزب الله أشغل  اسرائيل سنتين من النقاش  والتحليلات  واتهام القيادة العسكرية بالقصور، اقالة او استقالة قائد الأركان وغيره من الضباط الكبار.. واثبتت حرب لبنان الثانية ان مفهوم  الحرب قي ظل تطوير وسائل قتالية خفيفة ورهيبة الفعالية، لم تعد "صفعة مدوية" وانتهينا. هذا الفلم شاهدناه مرتين على الأقل.
 هناك سؤال: متى يتعلم شعب اسرائيل ان لا يصدق قادته ، وان لا يسحره جنرالاته بثرثرتهم الحربية ؟!
على مستوى آخر كسرت غزة حصارها السياسي. رؤساء حكومات ووزراء خارجية  ووفود تضامن وحتى ممثل رسمي للسلطة الفلسطينية ورئيسها  يزور غزة ضمن التضامن والتعامل مع ايجاد حلول للتهدئة.
 الواقع   يتبلور كالتالي: اسرائيل تهدد ولكنها مرعوبة من الإجتياح البري، ولا تعرف ما ينتظرها، لو عرفت لما انتظرت. من ناحية أخرى، "الدعم الدولي لاسرائيل للدفاع عن النفس" الذي حصلت عليه من أمريكا اساسا وجزئيا من الدول الأوروبية، يواجه تخوفا أمريكيا من دخول غزة بريا، نتيجة حسابات سياسية تريد الحفاظ على مكانة أمريكا في مصر ودول عربية أخرى ومعارضة حادة من الدول الأوروبية لأي عملية برية ستقود كما هو معروف الى ارتكاب جرائم حرب ضد السكان المدنيين وإستمرار العنف في الشرق الأوسط القريب من اوروبا ومصالحها. حماس لم تبد أي استعداد للتراجع كما يظهر من بياناتها على الأقل ، لكني أميل الى فهم  انها لا تريد ان يتطور الصدام الى صدام بري يوقع  اصابات بين مئات المدنيين العزل وهدم المزيد من المنازل والبنى التحتة المدمرة أصلا ، لحماس  موقف لم تتضح تفاصيله الكاملة بعد ولكنه يسعى نحو انجاز مكسب يبقى مثلا بوابة رفح مفتوحة. لا استبعد ان نجاحها بشل الحياة في جنوب اسرائيل وصولا الى مركز اسرائيل،هو تطور نوعي يجب ان يكون له مكانته في أي اتفاق تهدئة جديد ومحدود زمنيا كما اتوقع.   مصر غير معنية بدخول اسرائيل البري لأنه يربك النظام الجديد ويظهره نسخة أخرى من نظام مبارك  يختلف بالكلام فقط.
استطع ان أقول ان اسرائيل فشلت. ودخولها لن يغير فشلها بل يمكن ان يضاعفه ويورط حليفتها الكبرى أمريكا بمشاكل هي في غنى عنها. ان ما ارادته اسرائيل بعدوانها الجديد هو اظهار ان الفلسطينيين ارهابيين ولا يمكن قبول مشروع ابو مازن بقبول فلسطين دولة غير كاملة العضوية في الأمم المتحدة . سياسيا الحرب ضد غزة  نتائجها ستكون عكس ما تسعى اليه اسرائيل. الحرب عززت المشاعر الوطنية العابرة للخلافات السياسية بين حماس وفتح ، ومهدت الطريق لمشروع فلسطين كدولة غير كاملة العضوية في الأمم المتحدة. لا ارى ان حماس لها مصلحة برفض هذه الخطوة. هذا ما تخافه  اسرائيل، وهو ما جعلته ضمن أهداف عدوانها. 
ومهما تكون نتائج هذه  التطورات فإن نهاية الفلم لن تكون مغايره لما شاهدناه في اعتداءات سابقة.