البطريرك الراعي في السياسة ركن من أركان 08 آذار/ الياس بجاني


لكل من يتوهمون أن بشارة الراعي قد يرعى خرافه ويرد الذئاب عنها نقول استفيقوا من "تفكير التمني"wishful thinking الذي هو تفكير يبين صدق وإيمان أصحابه ولكنه تمنى ليس إلا في حين أن الواقع الصادم هو غير ذلك. هذا الراعي يا أهلنا هو شجرة لا يمكن أن تثمر غير ما هي طبيعتها، فالعليق لا يثمر عنباً والتين لا يثمر  تفاحاً.
هذا الرجل واضح وجلي في تفكيره وخياراته وتحالفاته وبالتالي لا أمل ولا رجاء منه بما يخص الحق والحقيقة ولبنان والسيادة والإستقلال وقد اثبت شروده قولا وفعلا ومواقف منذ توليه سدة البطريركية.
كيف نتوقع خيراً من راعي لا يعرف رعيته ولا رعيته تعرفه، راعي يمجد حزب الله الأصولي والإرهابي ويصلي من أجل انتصار الأسد "الطيب" ويتنازل عن أرض الموارنة، ويغطي كفر وجحود جماعات اسخريوتية مكشوفة من أمثال ربع اللقاء المسيحي المستقل ويفتح الأديرة والمزارات لهم ولمقاومين سابقين استبدلوا البندقية بمباخر سورية وإيرانية.
كيف نتوقع الخير منه وهو حليف لخيارات ميشال عون وسليمان فرنجية، ماذا نتوقع منه وهو يصلي من أجل حكومة ميقاتي ويبرز المطران سمير مظلوم في دور مشبوه ضد لبنان الكيان والحريات والإنسان ومعول هدام في صرح ووحدة طائفتنا. كيف نتوقع خيراً من متكبر ومتعجرف يتوهم أنه شجرة مثمرة تنحني بين الحين والآخر لنأكل نحن اللبنانيين من ثمارها.
في السياسة والشأن العام هذا انسان بصراحة فاقد لكل مصداقية ولن نحصد من مروجه غير البلاوي والمصائب والكوارث. من هنا علينا أن نتعامل معه كرجل سياسة معادي وليس كرجل دين ونقطة على السطر.
إن ما قاله الراعي بعد عوته من روما هو ضد بيان 14 آذار بالكامل وبالتالي هو حدد موقفه وموقعه وخياراته وعلينا نحن أن نفعل نفس الشيء.
عاد من روما بعد غياب شهر، عاد كردينالا وهذا اول ما نطق به طبقاً للنهار/"رأى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ان "البابا بينيديكتوس السادس عشر اراد تكريم لبنان عبر تعييني كاردينالا، وانا سعيد جدا"، وقال: "يجب ان نكون على مستوى هذه التطلعات ونواجه صعوباتنا بروح المسؤولية". وجدد من المطار اثر وصوله من روما، التعازي باللواء الشهيد وسام الحسن وجميع الضحايا في الإنفجار الذي وقع في الأشرفية، ووجه تحية الى الجرحى، مشيراً الى أن البابا وجه رسالة تضامن الى لبنان، معتبرا ان "الجرح جرحنا جميعا، ولكن يجب مواجهة الامور بروية ومعالجة قضايانا بهدوء". ورفض الاتهامات السياسية في شأن مقتل الحسن، وقال: "نرفض شريعة الغاب وهناك قضاء ومؤسسات". وشدد على ان "استشهاد الحسن ليس عملا صغيرا، واغتياله يمكن أن يكون هدفه زج لبنان في متاهات"، واكد وقوفه الى جانب دعوة رئيس الجمهورية للحوار، معتبرا ان "هذه الدعوة هي الافضل للانتقال من حكومة الى أخرى"، وقال: "تعطيل الدولة والفراغ غير جائزين". وحيا الجيش وقوى الامن الداخلي "لما يقومان به على الارض"، مؤكدا انهما "السياج الحقيقي والضامن لوحدة لبنان". ومن المطار توجه الى بكركي يرافقه وزير البيئة ناظم الخوري ممثلاً رئيس الجمهورية ميشال سليمان، حيث استقبله الوزير السابق ميشال اده ورئيس مجلس القضاء الأعلى جان فهد وممثل رئيس الجمهورية في الفرنكوفونية خليل كرم والمدير العام لمؤسسة عصام فارس وليم مجلي وقائمقام كسروان جوزف منصور وحشد من المستقبلين ومطارنة يتقدمهم البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وكهنة" .
في الخلاصة الرجل خرج منا ولو كان منا لبقي معنا وبالنالي هذا هو الواقع وعلينا نحن  أن نتعامل معه كعضو فاعل في محور الشر وما عدا ذلك وهم ونعم مجرد وهم لن يجلب لنا غير المزيد من الضياع.

من يستحق الرجم ابليس ام الحكام العرب...؟/ راسم عبيدات

في كل عام يقوم الحجاج المسلمين برجم إبليس بالصرار او الحصى وكل حاج يرجم سبع صرارات،وعملية الرجم تجري منذ 1500  عام،ولكن عمليات الرجم تلك لم تنل من عزيمة إبليس،وإبليس سيبقى يمارس دورة في الإفساد والتخريب والتضليل وتكفير الناس الى يوم القيامة،وهذا الدور المرسوم والمقرر له ربانياً،ولكن لا اعتقد أن إبليس أكثر شراً وضررا وفساداً من أغلب القيادات العربية،وهي الأولى بالرجم من إبليس،فمن ينهب خيرات البلد ويحولها الى مزرعة واقطاعية يورثها لأبنائه وإخوانه وزوجاته وعشيقاته،أليس أولى أن يرجم بدلاً من إبليس؟؟،ومن يبذر ويوزع أموال الشعب  والأمة من أجل تخريب الوطن العربي والمساهمة في احتلاله وتدميره وتقسيمه،خدمة لمصالح وأهداف واجندات غربية،ألا يستحق الرجم قبل إبليس ؟،ومن يشتري السلاح بمليارات الدولارات من أجل تشغيل مصانع الأسلحة الغربية،ويكدسها في المخازن حتى تصدأ،دون ان تطلق طلقة واحدة ضد أعداء الأمة ومن يحتلون أرضها وبلدانها ،تلك الأسلحة التي تستخدم في قتلنا واحتلال أرضنا كعرب،أنا أفتي وبصفتي أشرف وأطهر من كل رجال الإفتاء الذين يوظفون الدين لخدمة السلطان والمصلحة والسياسة،بأنه أولى وأحق بالرجم من إبليس مئة مرة وإذا كان إبليس يرجم بسبع صرارات،فهو مطلوب رجمه بعشر صرارات من كل مواطن عربي شريف حر.
هؤلاء الحجاج الذين يواصلون رجم ابليس منذ أكثر من 1500 عام، كركن من أركان الدين الإسلامي،لو كان هناك إيمان حقيقي وصادق،ولو كانت هناك حكومة  ورجال دين حقيقيين،وليس من خدم وحاشية وباطنة النظام،ووضع صندوق بأشراف هيئة او لجنة أو مؤسسة شعبية مؤتمنة،وكان هناك قرار بفرض ضريبة دولار واحد على كل حاج ومعتمر،من اجل القدس والأقصى،فهي كافية لإنقاذ القدس من الأسرلة والتهويد،وهي لا تكلف خزائن النظام شيئاً من الأموال المرصودة في البنوك الغربية والأمريكية،والتي تذهب فوائدها لتمويل المشاريع  الاستيطانية في فلسطين،وقتل العرب والمسلمين واحتلال بلدانهم.
نعم أنا  حتى لا أتهم بالكفر والإلحاد من قبل مفتي ورجال دين السلطان،أفتي شرعاً بأن الحكام العرب الذين ينهبون خيرات وثروات الشعوب ويذلونهم ويضطهدونهم ويمتهنون كراماتهم،ويقمعونهم ويكبتون حرياتهم،ويجوعونهم وينشروا الجهل والتخلف في أوساطهم خدمة لمصالحهم،ويتآمرون على مصالح الأمة العربية،ويقدمون العون والمساعدة للأجنبي من أجل احتلال أرضها وانتهاك عرضها وقهرها وإذلالها،أولى مئة مرة بالرجم من إبليس،وهي فتوى شرعية غير قابلة للنقض،وأكثر نفعاً وفائدة للعرب والمسلمين من فتاوي القرضاوي وعبدالله بن العزيز وغيرهم من مفتي الأنظمة،كما أفتي بأنه واجب على كل مسلم فرض عين قادر على الرجم أن يرجم عشر صرارات على المصالح الغربية والأمريكية في المنطقة الغربية،حتى  تشعر بأن هناك خطر جدي على مصالحها في الوطن العربي،وبالتالي تتوقف عن دعمها ومساندتها لقوى العدوان على شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية،وبدون ذلك فإن تلك القوى ستواصل تبجحها وعنجهيتها ودعمها اللامحدود لأعداء هذه الأمة،فعندما يتبجح مرشح للرئاسة الأمريكية بالدعوة علنا إلى اعتبار قدس عاصمة أبدية لإسرائيل،أو أن شعبنا ليس له جذور ولا يستحق دولة،ويستقبل في تلك الأقطار العربية استقبال الأبطال،فهذا يوجب رجم هؤلاء الحكام حتى الموت،وبهذا أفتي وقد توكلت على الله والله من وراء القصد.

قبل فوات الأوان/ حسن سعد حسن


ربما يرى البعض أن ما يحدث فى مصرنا الاّن  ما هو إلا نوع من أنواع التنافس السياسى الناتج عن ثورة 25 يناير، وأنه شئ محمود ،وجميل، ورائع ( وما فيش بعد كده ).
 ولكننى أختلف مع هؤلاء
فالحقيقة أن ما يحدث عندنا الاّن ليس تنافساً سياسياً ،ولا (يحزنون) ، بل هو صراع ( أيدلوجى ) بين عدة (أيدلوجيات) ، وهذا هو مكمن الخطر.
 لماذا ؟
 لأن الصراع السياسى يختلف تمام الاختلاف شكلاً، وموضوعاً عن الصراع الإيدلوجى.
فى حالة التنافس السياسى يقبل الجميع بوجود الاّخر، ويحترمون رأى بعضهم البعض، ولا يحاول أى حزب، أو تيار إقصاء الاّخر على العكس يرفض الكل مبدأ الإقصاء بكل أشكاله ، ولكن  يسعى الجميع إلى هزيمة الاّخر عبر الصندوق بطريقة ديمقراطية حضارية يحترمها الجميع فتلك هى أصول (اللعبة )السياسية .
أما الصراع، والتنافس (الإيدلوجى) فلا يقبل البعض بوجود البعض الأخر بشكل أوضح لا يقبل تيار وجود الاّخر، بل يسعى البعض إلى إقصاء بعضهم البعض مستخدمين ( أحقر ) الأساليب، ولا يعترف  بعضهم بو جود بعض، بل كل منهم ير يد إزاحة الاّخر بأى أسلوب ،وبأية طريقة ،و مهما كان الثمن قبل الوصول إلى صندوق الانتخابات عملاً بمبدأ( ميكافيللى )( الغاية تبرر الوسيلة )  ،ولا يعترف بفوزه إن فاز
هذا ما يحدث عندنا .
وعلى ذلك فنحن فى أشد الحاجة إلى التحول من حالة الصراع ( الإيدلوجى ) إلى مرحلة المنافسة السياسية  ،وأن نقبل بعضنا البعض ،ويحترم بعضنا وجود بعض وأن يكون الفيصل هو صندوق الانتخابات  ،وكلمة المواطن .
الصراع الإيدلوجى لم ،ولن يفيد على العكس يضر المجتمع أكثر من نفعه ،وسيتحول  المجتمع إلى مسميات، وفئات ،ومجموعات، فينفرط العقد ،ونصبح أمة مفتتة ،و(أضحوكة) العالم الديمقراطى الذى صفق لنا فى يوم من الأيام .
 هذا بلاغ للناس قبل فوات الأوان

كلمة حق في زمن الضلال : ماذا قدم مبارك لمصر (8)؟ \ سلوي أحمد‏


بعد انقطاع دام لعدة اسابيع اعود واستكمل معكم سلسلة المقالات التي كنت قد بدأتها منذ عده أشهر  تلك المقالات التي تلقي الضوء علي اهم انجازات الرئيس مبارك في الفترة من العام 81 وحتي العام 2006 وذلك من خلال قراء لكتاب مصر مبارك - انجازات الرئيس مبارك في 25 عاما - وكنت قد بدأت في عدة مقالات سابقة الحديث عن تلك الانجازات في القطاعات الخدمية فتناولت قطاع ( الطاقة - السياحة - قناة السويس - الصناعة ) وبدأت الحديث عن قطاع الزراعة قتناولت بعض المشروعات التي تمت في قطاع الزراعة ويتأتي هذا المقال الثامن استكمالا لما كنت قد بدأته ومواصلة للحديث عن قطاع الزارعة فاليوم سوف القي الضوء علي مشروعي توشكي وترعة السلام .
- توشكي هي قناة مائية تعمل علي توصيل مياه نهر النيل للصحراء الغربية , بدأ مشروع توشكي في 9 يناير 1997 حيت تم البدء بشق ترعة الشيخ زايد واقامة محطة الرفع العملاقة مبارك ويساهم المشروع في إضافة 540 ألف فدان من الاراضي التي تروي بمياه النيل وبلغت تكلفة الترعة ومحطة الرفع 5,5 مليارت جنيه وقد بلغت نسبة التنفيذ العامة للمشروع 85%وجملة الاعمال المنفذة ما قيمته 4900 مليون جنية وقد تم الانتهاء من الترعة الرئيسية بطول 50,8 كم وأعمال المرحلة الاولي لفرعي 1 و2 والانتهاء من اعمال محطة طلمبات مبارك العملاقة للرفع بنسبة 100%وانتهاء تجارب تشغيل جميع الوحدات ال 21 واطلاق المياه في الترعة الرئيسية وتشغيل أول وحدتين في محطة الرفع وقد تم استصلاح واستزراع 12 ألف فدان وتجهيز الاراضي للزراعة في المساحة المتبقة كما تم استكمال الاعمال علي فرعي 1و2و3 بنسبة 75%. وقد بدأت شركة جنوب الوادي في العمل لزراعة 120 ألف فدان وبدأت المرحلة الاولي بزراعة 7 الاف فدان وفي المرحلة الثانية بزراعة 23 فدان .
- المشروع الثاني هو مشروع ترعة السلام والتي يتم من خلالها توصيل مياة نهر النيل الي شبة جزيرة سيناء ويساهم المشروع في اضافة 620 ألف فدان موزعة علي النحو التالي :
- 220 ألف فدان غرب القناة ( المرحلة الاولي من ترعة السلام ) وقد تم الانتهاء بالكامل من أعمال البنية التحتية في غرب القناة بتكلفة386 مليون جنيه وتم زراعة حوالي 165 الف فدان منها .
- ايضا استصلاح 400 ألف فدان شرق القناة علي أرض سيناء ( المرحلة الثانية لترعة السلام ) وتم استكمال أعمال القناة الرئيسة لترعة الشيخ جابر شرق القناة بطول 86,5 كم وجميع محطات الرفع وتم اعداد الكباري والانتهاء من ترعة جنوب القنطرة شرق بطول 35 كم ومحطتي الرفع التابعتين لها كما تم استكمال البنية الداخلية في مساحة 115 ألف فدان بسهل الطينة وجنوب القنطرة شرق بنسبة 80%وفي مساحة 18 ألف فدان بمنطقتي رابعة وبئر العبد وبلغت المساحة الزراعية 131 ألف فدان بالاضافة الي 11 ألف فدان تعد للزراعة الصيفية و38 ألف فدان يجري لها  عمليات استصلاح خفيفة وغسيل لزراعتها قبل العام 2006 . ووصلت تكالف المشروع حتي عام 2006 الي 5,7 مليارات جنيه .
كانت هذه قراءة لبعض ما جاء في كتاب مصر مبارك فيما يتعلق بالمشروعات الزراعية العملاقة التي شهدتها الفترة من 81 وحتي العام 2006 والمطلع عليها يعرف في الحال ان الرئيس مبارك لم يتوان يوما عن فعل كل ما خير من اجل مصر وشعبها في كافة القطاعات وخاصة هنا القطاع الذي تحدثت عنه وهو قطاع الزراعة الذي يخرج علينا من لم يكلفوا انفسهم بمعرفة ما تم علي ارض وطنهم من مشروعات ليقولوا ان مبارك لم يفعل شئ, كلمات سهلة يمحون به مجهود انسان استمر لسنوات لا يكلف صاحبها نفسه بالاطلاع والبحث قليلا ليدرك انه يصدر احكاما خاطئة ويذكر اشياء لا يعرف عنها الكثير
ان الرئيس مبارك والذي يرقد الان في مستشفي سجن طره يعاني اشد حالات المرض واقساها قدم لكم الكثير يا ابناء الوطن يا من تحكمون علي عصرة من خلال الشائعات واقوال الحاقدين ان انجازارت هذا الرجل خير شاهد ودليل علي حبه لوطنه وابناء وطنه فله منا كل التحية والاحترام والتقدير .
 الكاتبة \ سلوي أحمد
المصدر كتاب \ مصر مبارك
انجازات الرئيس مبارك في 25 عاما

صراحة جنبلاط ،هل من معتبرين؟!/ عباس علي مراد


"ماشي الحال بينت...لو كان هناك شعب يحاسب لما بقي زعماء مثلي ومثل الرئيس الحريري وغيرنا "
من اقوال الاستاذ وليد جنبلاط رداً على الرئيس سعد الحريري في السجال الأخير بينهما.
بداية، احب ان انوه الى انني لست من المعجبين بمعظم قيادات الطبقة السياسية اللبنانية ، وذلك لأسباب ليست خافية على احد، وأهمها فشل تلك القيادات في تثبيت اسس الدولة اللبنانية ،على اقله منذ عهد الاستقلال في اربعينات القرن الماضي لا بل ان معظمها عملت بكل ما اوتيت من قوة وبذّلت كل ما لديها من طاقة و جهد من اجل تقويض بعض الأسس التي كان يمكن البناء عليها. وقد دفع اللبنانيون بطوائفهم ومذاهبهم وعشائرهم ببطونها وافخاذها كما يحلو لقياداتهم ايهامهم ان هذه هي تركيبتهم الطبيعية الغالي والنفيس، فقد دُمّر ما دُمّر من مدن وقرى وحضائر وقُتل من قُتل واصيب بالإعاقة من اصيب وهُجّر من هُجّر وهاجر من هاجر وصودرت املاك عامة لحساب افراد وقيادات نتيجة التقاتل العبثي في سلسلة من الأ زمات كانت قمّتها في بداية العام 1975 ،ومنذ انتهاء تلك الحرب بقي الاشتباك السياسي على أشدّه فلا اتفاق الطائف الذي جرى بموجبه تعديل الدستور استطاع ان يؤمن الحد الأدنى من الوحدة الوطنية لشعور البعض بالاحباط وشعور البعض الآخر بالغبن ،ودخل لبنان في عهد الوصاية السورية بتفويض عربي  والذي استمر الى ان خرج السوريوين من لبنان عام 2005  بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري عندما انقلبت بعض القيادات على السوريين، علما ان اصوات هذه القيادات بُحت وهي تنادي بوحدة المسار والمصير مع السوريين وغيرها من الشعارات التي رفعت في تللك الحقبة، عندما كانت مستفيدة ومسيطرة على السلطة ومقدرات البلاد بفضل الغطاء السوري  .
حالياً وكما هو معلوم فإن الاشتباك السياسي على أشده حول اية قانون انتخاب يجب اعتماده قانون النسبية او الأكثري او ما يجمع القانونين وكل فريق يريد ان يفحص الحمض النووي (دي ان اي) لكل مشروع حتى يتأكد من تطابقه مع مصلحته الفئوية على حساب مصلحة المواطن والشعب الذي يئن تحت عبء معيشي اقتصادي وحتى امني نتيجة الأزمة في سوريا وتأثيراتها على الدول المحيطة، وطبعاً لبنان الأكثر عرضة لعدم مركزية الدولة رغم ما سمي بسياسة النأي بالنفس التي اتبعتها الحكومة اللبنانية وطبعاً هذه السياسة تشبه النعامة التي تضع رأسها في الرمال لأن هناك في لبنان من يجاهر علناً بالتدخل في الداخل السوري.
ومؤخراً ادى اغتيال اللواء وسام الحسن رئيس فرع المعلومات الى اظهار الصورة الحقيقية للوضع في لبنان وهشاشته لو لم يسارع سفراء الدول الكبرى والأقليمية الفاعلة الى تطويق الامر ،وقد رأى اللبنانيون كيف تصرّف من كان يطالب بالعبور الى الدولة من اجل الوصول الى السلطة عبر التعرض لرمزية مركز مؤسسة  مجلس الوزراء (السراي الحكومي) متجاوزاً حرمة المكان والمناسبة حيث ان جثمان اللواء الحسن لم يكن قد ووري الثرى بعد!
كل هذا يعود بنا الى ما قاله جنبلاط وبصراحة فهل هناك من شعب يحاسب؟! ونزيد على كلامه وهل من شعب يعتبر؟! وهل اقتنع اللبنانيون ان لهذه الطبقة السياسية مع بعض الاستثناءات مشروعها الذي يأتي اولاً واخيارً على حساب مصلحة الوطن والمواطن، وعدم بناء الدولة والعمل دوماً على وضع العوائق والحواجز بين اللبنانيين عبر تقسيمهم الى طوائف ومذاهب وعشائر وقبائل؟
 وللمغتربين حصتهم ،فاليوم وبحجة اعطاء المغتربين حقهم بالانتخاب هناك من يريد ان يزيد الطائفة رقم 19(طائفة المغتربين) الى الطوائف المتواجدة في لبنان ،فهل يتعظ ويعتبر المغتربون من كلام جنبلاط بأنه لا يوجد هناك شعب يحاسب فلا ينجرون الى الاعيب تللك الطبقة السياسية، خصوصاً اننا في بلاد الاغتراب كنا قد "هُشِّلنا "من لبنان بفضل الطبقة السياسية اياها!!!
وعليه الحق يقال فإن الاستاذ وليد جنبلاط سمى الأشياء بأسمائها وله الشكر على ذلك، لعله تخف حدة التكاذب المشترك وندخل الى الدولة الدولة والوطن الوطن حيث لا خوف ولا احباط الا لأعداء لبنان واللبنانيين والذين لا يخفون اطماعهم بأرضنا ومياهنا ومواردنا.

يا أهل المغنى دماغنا وجعنا/ حسن سعد حسن

الفن  رسالة  ذات أهداف عديدة منها الارتقاء بالذوق العام ،وإسعاد النفس ،ومعالجة السلبيات التى تهدد المجتمع.
عرف تلك  الرسالة ،وهذا الدورالكثير من الفنانين، فلم يقدموا إلا كل هادف ،و مفيد للمجتمع .
وقاموا بالتركيز على الكثير من المشكلات، وسلطوا عليها الأضواء.
أما عالم الغناء اليوم  والذى هو لون من ألوان الفنون ،والذى برع فى ساحته عمالقة كبار ذاع صيتهم بفنهم المحترم الراقى الجميل
فقد تسلل إلى ساحته  الأدعياء، والمرتزقة  !!

أصوات (كريهة ) ،وكلمات (ركيكة ) ، و (مبتذلة ) معانيها ( ساقطة ) ،ورقص ملئ بالإيحاءات ( المخلة بالأداب العامة ) ،وألحان (هيستيرية )!!
وتقولون هذا مبدع ما أبدعه ،وما أروعه ؟!
وأنا أقول لكم :-
ما هذا بفن
أشعر بالقرف ،والغثيان كلما غزت  تلك الأغانى أسماعى ،وأتمنى لو كنت مصاباً (بالطرش) !!
ما هذا ( القرف ) الذى يثير الضوضاء ،والجلبة فى شوارعنا ؟!
من أخبركم أن هذا هو الفن ؟!
ومن أخبركم أن هذا هو الغناء ؟!
يا سادة :-
هذاااااااااااااا ( عفن )
وهل فاز بلقب مطرب كل (ناهق) ، ( أو ناعق )؟!
لا بد من تصدى  أصحاب الفن الجاد لهؤلاء بكل حزم، وشدة ،ولا بد من نشر الفن الراقى.
،وإعادة إنتاج مالدينا من تراث غنائى قديم فتلك ثروة بمعنى الكلمة لا تقدر بثمن  .
و لا بد مساعدة أصحاب الموهبة الحقيقية  للتصدى لتلك الفئة التى تسمم أرواحنا ،وأذواقنا ،وعقولنا ليل نهار .
فعالم الغناء فى خطر

حرية الخطاب النقدي/ محمد محمد علي جنيدي

لم  أشهد من كتابنا على الرئيس السابق مبارك جرأة في الإسلوب الخطابي أثناء حكمه أو على رءوس نظامه، ولكنها حبوب شجاعة الثورة، وبالرغم أن هناك حدة في التناول النقدي وخاصة في الجانب الخطابي منه يصل إلى التجاوز غير اللائق، إلا أنني أرى أن الكاتب إذا أراد أن يتهم من ينتقده فعليه أن يكف عن الكلام المرسل ويدعم اتهامه بعرض أدلته وخاصة عندما يكون الاتهام متعلق برأس الدولة.. لأنه إذا ثبت خلاف ما يدعي فقد أهانه وبالتالي أهان دولته على الملأ، هذا هو الفارق بين مفهوم الحرية في الإسلوب النقدي والذي ينبغي أن نرسخ له وفوضى الانتقاد الذي أصاب كثيرا من عامة الشعب وصفوته.

تحريم الآثار وآثار التحريم!/ عـادل عطيـة

يبدو أن آثار مصر أكثر كثيراً اثارة للفتن من كل آثار البلدان الأخرى..؛ فقد طلع "البدري" علينا من ثنيات الفتاوي؛ ليعلن لنا: "ان هدم الآثار في مصر واجب شرعي"!
وبذلك وضع شيخنا الجليل هذا الواجب، في حكم: "الفرض عين"!
وعلينا، بداية، تعديل نص المثل القائل: "لا تطلب أثراً بعد عين"؛ ليصبح: "لا تطلب أثراً بعد فرض عين"!
ثم التوجه بهمة وضجيج إلى مثوى الشاعر، الذي أنشد يوماً:
"تلك آثارنا تدل علينا       فانظروا بعد إلى الآثار"
ومن ثم إعادة سحق رفاته!
ثم تكفير "الشمس الجريئة"، على حد تعبير "حنان"..، والابتعاد عنها والسكنى في الكهوف المظلمة؛ ليس لأنها "تُحمّي عينها" على حبيب قلب "شادية": "اللي صابح ماشي"؛ وإنما لأن الشمس مُصرّة على أن تشرق على وجه "رمسيس الثاني" في معبده بـ "ابوسمبل"، وتتعامد على تمثاله بشكل كامل كل سنة مرتين: المرة الأولى في يوم مولده.. والمرة الثانية في يوم تتويجه ملكاًعلى العرش!
كل ذلك وأكثر.. دون أن يسأل نفسه: ما هو الخطر الشرعي، الذي ظهر فجأة من وجود هذه الآثار على أرضنا المباركة؟!..
فعلى مدى آلاف السنين، ورغم معجزات هذه الآثار العلمية، والفنية..، لم نقرأ عن  مصرياً واحداً، ترك إيمانه القويم؛ ليتخذ من "رمسيس الثانى"، رضى "رع" عنه وأرضاه، ولياً من أولياء الله الصالحين!
ولم نرى أحدأً أتخذ من هرم "خوفو"، معبداً للصلاة!
ولم نسمع عن من سجد عند أقدام "أبو الهول"، في خشوع وإعتبار!
ان اخطر ما في الفتوى، هو تعبير: الهدم"!
فان كان هدم الآثار يقضي على الفتنة، فما المانع من القضاء على النساء الفاتنات لنفس السبب؟!..
وأجدني مضطراً، في الأخير"، الاستعانة ببيت شاعرنا الذي وطئنا ترابه منذ قليل، وليسامحني على تلاعبي بألفاظه؛ حتى أتمكن من القول لشيخنا الجليل:
"تلك آثارك تدل عليك       فانظر بعد إلى آثارك"!...

شذرات ثورية في زمن مؤقت/ زهير الخويلدي

1-   التسامح هو منع النفس عن التدخل في شؤون الغير وآرائه حتى لو قام بأفعال منفرة وتعد آرائه مرفوضة أخلاقيا.
2-   فضيلة التسامح تكمن في قبول الآخر كماهو واعتبار وجوده مع الأنا أمرا جيدا أخلاقيا بالنسبة الى الانسانية والتعددية.
3-    التسامح مع الشر المتأتي من الانسان غير المتسامح وتحمل الأذى الصادر عنه هو شر يكاد يساوي في خطورته ارتكاب الذات له.
4-   لا تكفي قوة الدولة القانونية لمواجهة عنف الآخر بل ينبغي التعويل على القدرات الفردية للأشخاص على الجنوح الى السلم والتسامح.
5-   الحرية هي العض على حديد العبودية.
6-   المفارقة أنه من هذا الحصار المضروب على حرية الانسان وهذا البؤس المطلق يخرج الكمال التام للحياة والفرح.
7-   امكانية الكائن الانساني في نشر ماهو انساني مميز فيه بشكل كامل تصطدم بعجزه عن الالتزام بإمكانية انسانية واحدة فتفضيل البقاء على قيد الحياة يدفعه دوما الى ماهو غير انساني أو الى ماهو مضاد للإنسانية.
8-   الانتماء السياسي الى القوى الشعبية والمسار الثوري هو نقطة حاسمة لاجهاض مشاريع الردة والالتفاف والسير مع حركة التاريخ وبها الى الترقي والتمدن بشيء من الشجاعة والوضوح.
9-   لا يمكن الكلام على الديمقراطية والحريات والحقوق دون تأمين الحد الأدنى من التدابير الوقائية لحياة الناس وصحتهم وسكنهم وتعليمهم وتنقلهم وغذائهم.
10-                     طالما أن وسائل العيش تقع في قبضة سماسرة الأسواق ومضاربي البورصة أثناء نقله من المصنع والحقل الى طالبيها يبقى التفاوت الاجتماعي بين الأغنياء والفقراء صارخا وقائما.
11-                     افساح المجال أمام الطاقات الشابة والنساء التي ساهمت في الثورة يعني قيادتها الى اختراع تعابير جديدة في العمل النضالي تترجم روح العصر وتنهل من طاقة العالم الحي.
12-                     لقد علمتنا الحروب والفتن أهمية الانتماء والتموقع وأخذ موقف ولكن الانتماء أجبرنا الى البحث عن الاستقلالية الذاتية والوفاء للوطن.
13-                     نحن نحيا في زمن لاأخلاقي جدا بالمقارنة مع الوعي الأخلاقي الذي كان الناس يمتلكونه في القرون الماضية.
14-                     لما يريد المرء أن يبدع نموذجا للإنسان خاص به لابد أن يضع نصب عينيه أنه مسؤول أمام الله وأمام نفسه وأمام الآخرين وأن يحذر من ابداع شيطانا لا انسانا.
15-                     يجري تسويق الأمور بأن الدور الذي يخص الشعب في المنعطف التاريخي قد انتهى وأن المسألة هي بيد الربان وأنه هو الذي يقرر الوجهة وساعة الانطلاق وسرعة السير الى المبتغى وأن البقية هم مجرد ركاب في الرحلة لا غير.
16-                     ستكون انسانا حرا وتحرز تقدما عظيما مادمت وسط صراع البشر من أجل الاستحواذ على الحقيقة والانتصار الى الحق والخير والجمال والعدل.
17-                      معاملة الناس بمثل ما يحبون أن يعاملوا به يعني المحافظة على حقهم الخاص في الاضرار بأنفسهم.
18-                      لجوء المرء الى العنف لمواجهة عنف الآخر يعني الدخول الى الحلقة المفرغة لمقابلة الإساءة بالإساءة وهذا المسلسل لا ينتهي إلا بتغليب الحق على القوة.
19-                     قد لا يكفل العنف اللامشروع تحقيق السيادة وقد لا يضمن حق الحرية التمتع بالمواطنة.
20-                     المبادئ الأخلاقية العليا للتعقل تقدم خلاص للعالم من نفق العنف المؤسس.
21-                     لا يبرر العنف نفسه بأنه رد فعل على عنف الآخرين بل بكونه محارب لكل عنف خارج القانون.
22-                     بقاء المجتمع واستمرار النظام رهين السيطرة المنهجية على الدوافع والميول والرغبات البشرية التي تؤدي الى الفوضى وتؤجج النزاع.
23-                     لا تمنع الدولة الأفراد من الاعتداء على بعضهم البعض من أجل الاستئثار بالعنف لنفسها بل من أجل ايقاف اقتراف المظالم و القضاء على الظلم من جذوره.
24-                     اذا بلغ الشر في الناس حد لا يطاق يظل لجوء الساسة الى العلاج العنيف أمرا خطيرا وفرضية غير محبذة.
25-                     لا يقدر الكذب على حجب الحقيقة بل يجعلها تنكشف أكثر ولا يستطيع الظلم أن يمنع العدل من التحقق في الأرض بل يجعل الحاجة اليه تزداد أكثر.
26-                     لا يظهر الشعور بالقيمة إلا تحققت الرغبة في موضوعها الانساني.
27-                     العنف مدان مهما كانت مبرراته وأشكاله وسواء كان الذي يخرب أو الذين يصلح.
28-                     القيمة هي ما لم يوجد بعد وما ينبغي ايجاده وإذا حصل ذلك تحولت الى واقع.
29-                      لا يبقى من العنف غير المذنبين الذين يصدوا والضحايا الذين يرحلوا.
30-                     العلاقات السياسية القائمة على القوة تفضي الى القول بوجود مصالح مشتركة والعلاقات القائمة على الارادة المشتركة ترى بوجود صداقات متبادلة.
31-                     العنف قادر على افتكاك أملاك الآخرين والاستيلاء على مواقعهم ولكنهم غير قادر على ايجاد الملكية العامة والمجتمع المنسجم.
32-                     لكي يحقق المرء لغيره نسبة من الأمل والسعادة التي يحققها لنفسه لابد أن يتنازل له عن نسبة منها ويسعى الى تعميم مبدأ الأمل على الجميع.
33-                     أن يتصرف المرء تصرفا فاضلا زمن انتشار الرذائل معناه ألا يتصرف بطريقة تلحق الأضرار بالآخرين وتزيد في انتشار الضرر والرذيلة في المجتمع.
34-                     كلما سعى المجتمع على التصرف كشخص معنوي واحد بحث على ما ينفع جميع الناس ويحفظ كيانهم وكان قادرا على ذلك.
35-                     الفلسفة الحية ستذوي لو قطعت حوراها مع الأعمال الذي يقوم به الآخرون ولو أمسكت عن الانصات الى عذابات الناس.
36-                     كل محاولة لتقسيم الهوية الانسانية الجامعة ستنتهي الى السقوط في أوهام الهوية أو تفريخ هويات قاتلة.
37-                     الموقف السديد على صعيد النظر هو الذي يكون نافعا على صعيد الفعل والحكمة النظرية ولا قيمة لها ما لم تترجم الحكمة العملية الى خيرات للناس.
38-                     المفكر اللامع هو الذي يعطي القسم الأكبر من حياته للقراءة وليس للتأليف وللكلام الشفوي أكثر من الكتابة التدوينية.
39-                     يولد الوعي السياسي عند المرء حينما تدفعه الظروف التاريخية والاجتماعية الى التخلي عن قناعاته الأولى الاستسلامية واستبدالها بمواقف أكثر ثورية وراديكالية ويلتزم بها طيلة حياته.
40-                     لا يكفي أن تكون خطيبا لتكون زعيما أو قائدا بارعا بل الفاعل السياسي العادل هو الأقل ثرثرة والأكثر حكمة.
41-                     العنف الأكبر الممارس على تاريخ الفكر هو القراءة الضعيفة والمحرفة للنصوص وإيهام الناس بأنها حقائق مقدسة أحكامها قطعية ومناقشتها ممارسة ظنية.
42-                     بقدر ما يتوغل الفكر في تشخيص الأزمة بقدرما يكتشف أن التجربة التاريخية للشعب أبدت الأزمة وجعلت امكانية معالجتها أمر مستعصيا.
43-                     أحيانا الخصومات ضرورية للتقدم ولكن يستحسن أن تتحول الى نقد فكري ينبعا من التزام اجتماعي وموقف سياسي.
44-                     الاعجاب بالفكر لا يعني تبرير ارهاب التاريخ وقبول بامبريالية الحقيقة.
45-                     كل حركة تقدمية تقطع مع الثقافة الوطنية وهوية الشعب تنتهي الى حركة تقهقرية تذوب في ثقافة الآخر باسم الأممية والكونية.
46-                      كل حركة سياسية تزعم التجذر في مرجعية دينية تفرض عليها التجربة التاريخية منطقا لادينيا يقوم على المناورة والمصلحة والهيمنة.
47-                     لغة القوة لا تفيد إلا للعبث أو التمويه ولكنها اللامعقول ذاته.
48-                     الجانب المتشذر من الذات هو اللاأنا غير الأناني.
49-                     الفرق بين التوهم الذاتي والتمثل الذاتي أن الأول هو نتاج الخيال التكراري بينما الثاني هو ثمرة الادراك الخلاق.
50-                     العودة الى الذات تصل الى مستقرها حينما تعود وكأنها آخر غير ذاتها.
51-                     لا يخسر معذبو الأرض من جراء الثورة سوى أغلال الخوف التي كانت تعيقهم عن الحركة والصورة الخاطئة التي صنعوها عن الحاكم في أنفسهم.
52-                     الكفاح العام ضد العنف لا يهدف الى احلال سيطرة جماعة من المتسلطين الجدد على جماعة من المضطهدين القدامى وإنما هو يرمى الى وضع حد لنظام اجتماعي قائم على السيطرة وتغيير أهداف الدولة في سبيل احترام الحقوق المدنية.
53-                     إتمام كل مقتضيات التحرير الانساني يتوقف على المضي في الصراع ضد بنى الاستغلال والإفساد و التبشير بنهاية كل أشكال السيطرة ومحاربتها في جذرها الأول ومبدئها.
54-                     يراهن النظام السياسي دائما على صورة من المعارضة وشكل من النقد يكونان دائما من صنعه ومحل رضاه حتى يشدا أزره في كل ضيق.
55-                     لا تكف السلطة عن الممارسة الظالمة إلا بإجراء سياسي يقوم بنزع صفة القداسة عن السلطة نفسها وإلغاء طابعها الطقوسي.
56-                     من أهم عوامل استئصال الجماعة السياسية للشر هي توفير الشروط القانونية التي تحول دون حدوثه ودون استفحاله اذا ما استشرى.
57-                     توقعنا تجربة التأسيس في حلقة مفرغة بين خطر الريبية والعدمية والاثبات الوثوقي للقيم المطلقة التي يظل الالتزام بها صعب المنال.
58-                     التفكير في بناء مجتمع متماسك عن طريق العقد الاجتماعي يظل دوما مطبوعا بالهشاشة ومهددا بالفتن والتصدع الذاتي.
59-                     وضع جدار أمني لحماية الديمقراطية يعني اقامة حجر الأساس لنظام شمولي رغم نية الحرص على التمسك بالقيم الديمقراطية.
60-                     الذات الحضارية العربية لا تنجلي حقيقتها باستبعاد الآخر الغربي والانتصار عليه وإنما بالإنصات الى الآخر المهمش القابع في سراديبها المظلمة والاندراج مع الآخر الغربي في مغامرة انسانية واحدة من أجل انقاذ الحياة حيث ما هي أسيرة في الكوكب.
61-                     اذا كان الخطاب العنيف هو الأكثر تعبير عن عنصرية الوجود الانساني فإن الممارسة غير العنيفة للخطاب وحسن استعمال اللغة هما الطريق نحو التغلب على العنف واحترام التعددية والتشريع للاختلاف.
62-                     استراتيجية اطلاق الأسماء لا يكون لها مردودية واقعية إلا اذا كانت مقترنة بأفق انتظار اجتماعي جاهز للفعل ولاحتضان الديناميكية التي تحدثها اللغة في الممارسة وما عدى ذلك تتحول الى مجرد شهوة في التسمية لا غير.
63-                     أن يعيش الانسان وفقا للحكمة والعقل معناه أن يودع الانسجام مع ذاته ومحيطه الاجتماعي الى الأبد.
64-                     الفهم الذاتي عن طريق القراءة معناه ابرام اتصالية لازمنية مع الأثر دون مرجعية فكرية أو احالة واقعية.
65-                     يكون المستقبل أقل ظلاما لو تحقق توازن بين محاور الشر وأمسك الطيبون مفاتيح الاضطهاد.
66-                     يحدث توتر وعدم استقرار في الجغرافيا لو دخل اللاهوت الى السياسة وحل الوعد والاعتراف والتطبيع محل الحق والعودة والرد والمعارضة.
67-                     يعتقد بعض الهواة في السياسة أن حكم الدول حقيقة ضعيفة الى حد أن عدم اجادتها لا يمثل تهديدا على استقرار الشعوب.
68-                     التفكير في الكارثة لا يعني توهم الخلاص والبحث عن أشكال قصوى للهروب وانما هو تأسيس لانسية مضادة للهلع وملقحة بالشجاعة والأمل.
69-                     تحمل قسوة الواقع وارتجالية السياسة معناه اكتساب شرعية الاقامة في عمق القلق والمصالحة مع العدم.
70-                     لم أتعلم ماذا يجب أن أتفادى كي لا أقع في الخطأ بل تعلمت أيضا ماذا يجب علي أن أفعل كي أصل الى معرفة الحق.
71-                     كم ينبغي من الوقت حتى أعود الى ما كنت أريد وأقطع مع هذه الترهات والأباطيل المنبعثة من الواقع التعيس وأبذل عناية شديدة في البحث عن المعرفة الجديدة.
72-                     ينبغي الى من يحاول الارتفاع عن ضجيج الساحات وكلام الغوغاء وتجاوز جلبة الدهماء أن يلتمس في صيغ الكلام ماهو نفيس وجيد ويزكي النفس.
73-                     ربما أن النفع الكبير الذي يحصل للمرء هو أن يتمكن فكره من التمييز بروية بين الأمور الذي تخص غيره والأشياء التي تخصه ومطالب بتحقيقها.
74-                     في الفلسفة ليس أنفع للإنسان من الاندفاع نحو المستقبل بروح مختلفة وبناءة والاستفاقة وانتشال النفس من المنحدر بقوة وجدة غير معهودة.
75-                     واجب الفيلسوف أن يتصدى للعنف والكذب في السياسة وأن يبين الأساليب التي تفضي الى نقيضهما ويوضح طريق الحرية والسلامة للإنسان.
76-                     الذين يوهمون الناس أنهم يفهمون دون أدنى شك أو احتمال للخطأ ويكابرون في الكذب على أنفسهم كثيرا ما يقعون ضحية أخطائهم ويقودون المجتمع دون وعي منهم الى التهلكة.
77-                     الايديولوجية الليبرالية في شكلها الجديد ورديفتها الرأسمالية المتوحشة قد شعرت بغياب المقاومة وضعف البدائل فأملت ارادتها المتغطرسة قيم السوق الانتهازية على العالم بأسره وحولت الرغبة في التوسع والهيمنة من دائرة الحلم الى التنفيذ.
78-                     رأس المال المعولم المشكوك في قنوات تحصيله أصبح له مفعول السحر فهو اللاعب المركزي في المشهد السياسي والمؤثر في بنيات الأوطان والدول والمخترق للهويات وقد تحول الى تيار جارف لكل القيم العادلة.
79-                     المنطق الذي يخضع لسلطة السوق يكرس قيمة الفردانية ويطلق العنان للوبيات المال والأمن والإعلام لكي تحدد وجهة المجتمع وتنمط السلوك والفكر والذوق وتوزع حصص الكعكة على المتصارعين حسب قانون الأقوى.
80-                     درس فليكس الغربي في الهبوط من السماء الى الأرض سباحة في الهواء هو االتخلع من عبودية الحدود الأرضية الى مناخ الحرية الكوكبية والقطع مع الولاءات والانتماءات الضيقة والنظر الى هوية الأرض وليس الوطن هي الهوية الكونية المجردة.
81-                     يريدون ديمقراطية دولية بلا حدود وبلا سيادة للأوطان على أرضها ديمقراطية كوكبية تكون فيها المواطنة محصورة في التصويت الانتخابي وترسيخ الخيار الليبرالي الممسوخ والدافع عن لائحة ممغنطة من حقوق الانسان البرجوازي الذي يقوم في قمر صناعي وقصر افتراضي بالمقارنة مع واقع الانسان المضطهد المأزوم.
82-                     الأرضية الصلبة لكل بنية سياسية أو نص دستوري منظم لدولة أصبحا بلا قيمة في رأسمال معولم أجهز على منطق الهويات وفتح الباب للتعددية الثقافية والعرقية والدينية وشجع على الهجرة السرية واختراق الحدود ودافع على جباية الضرائب وأملى كل النصوص القانونية التي تسهم في نمائه.
83-                     إذكاء النزاعات الدينية والعرقية والإثنية والنظر الى ذلك على أنها تتنزل ضمن حقوق المواطنة والانسانية الغرض الايديولوجي منه ترسيخ قدم قيم السوق والعولمة الليبرالية على حساب قيم الوطن ورموز الحضارة.
84-                     الوجه المظلم لهذا الوضع المنفلت أن قوى رأسمال المعولم تدفع الدول الوطنية الى تقديم تنازلات سيادية وتوفر وضع استثنائي للاستثمار وتتهرب هي من الأعباء الضريبية وتوسع رقعة الابتزاز والسمسرة في الدائرة الانسانية.
85-                     لا تنعش الشركات الضخمة العابرة للقارات الاقتصاديات المحلية كما يعتقد بعض عرابي نماذج تابعة للتنمية بل هي الأدوات التي تجعل من العولمة سحنة لاانسانية ولا أخلاقية حينما تجعل الدول الفقيرة ضحية والدولة الغنية في وضع امتيازي ومتحكمة في مصيرها.
86-                     لا يوجد معيار موضوعي واحد لاستجلاب رؤوس أموال خارجية غير التوسع الامبريالي والاستعمار الجديد والسخيف أن البعض من مثقفي الدول المغلوب على أمرها هم الذين ينظرون الى ذلك في وعي مقلوب بلا ريب.
87-                     بعد أن غاب الدين عقود من الزمن عن لعب دور مركزي في سياسات الأوطان صار المطالبة بالحق في المعتقد الديني جزء لا يتجزأ من لعبة قذرة تتحكم في قواعدها دوائر امبريالية مشبوهة.
88-                     لقد نجح النظام العولمي الجديد في احالة منظومة الدولة- الوطن على التقاعد وصارت سيادتها على مجالها شكليا وفقدت القدرة على مراقبة الاعلام وتوجيهه وعلى تحقيق التوازن الاجتماعي والاقتصادي المطلوب.
89-                     الدولة الرخوة التي تخلت عن مكونها السيادي ووضعت ذمتها في يد رأسمال المال تلتجىء الى الشعب من أجل مساعدتها للتغلب على أزماتها وتلتمس من المجتمع المدني الحماية عند كل ضايقة اقتصادية وتشيد صناديق التسول لكي تفتك ثمرة عرق الكادحين وتضعه في الحسابات البنكية للصوص من الأثرياء الحكام.
90-                     على المجتمع المدني أن يوسع دائرة المطالبة بالحقوق و يظل يقظا ومحترسا من ممارسات الدولة الرخوة التي لا تجد رادعا اخلاقيا وضامنا قانونيا يردعها من اللجوء الى العنف والاضطهاد في سبيل البقاء في الحكم.
91-                     يفقد السياسي المصداقية وآداب الفعل ويتحول من وضعية الثائر المناضل الى العنصر المليشي اذا ما وضع نصب عينيه الاسترزاق والتسول وطلب من شعبه أن يعيش بالمعونات والهبات الخارجية وتصبح العمالة عنده وجهة نظر.
92-                     لا معنى للمواطنة دون وطنية في دولة اخترقتها عصابات العولمة ولا شرعية دستورية دون الاحتكام الى الارادة الشعبية واحترام واجب السيادة وتقديم الصالح العام على الصالح الخاص.
93-                     الفرق بين المبدأ والتطبيق وبين المثال والواقع هو الفاصل الذي يبعد بين القلم والسيف وبين التمدن والحرب.
94-                     الفرجة هي ايديولوجيا بلا منازع مجتمع يتفرج في كل شيء الا في نفسه ولا تتمثل مهمتها في تشويه الواقع وقلبه وطمس تناقضاته بل في خلق شيئ جديد يعمل كواقع ومن الواقع ضد الواقع.
95-                     فقدان الاحساس بالانفصال عن الواقع الاجتماعي بالنسبة الى مجموعة معينة لا يتحقق بدعوى الادماج والاندماج والاعتراف بل بانهاء التفرقة والتمييز في الذهنية المركزية والممارسة الرسمية.
96-                     التعصب والتشنج والرعونة هي انفعالات اذا لم يتحكم فيها السياسي تقوده الى الهاوية وفوهة البركان.
97-                     في مواجهتها لكل نزعة شمولية وحربها مع القوالب الجاهزة ومقاومتها للبدائل المتكلسة تسعى الفلسفة الراديكالية الى استرجاع قدرتها على التمييز وتحيي احساسها بالاختلاف واصطيادها للمتفرد وتزرع روح الابداع والخلق والتمرد.
98-                     الاساءة الى الأشخاص وتعريضهم للاضطهاد والعنف من طرف المجموعات والجمعيات والأحزاب هو سلوك غير مبرر قانونيا وينم عن عقلية ماقبل مدنية وانفلات لجانب مرضي لاواعي وكامن الطبيعة البشرية.
99-                     الخروج من مجتمع الظغيان والتسلط المغلق الى المجتمع الديمقراطي المفتوح يقتضي الاحتكام الى نوع من المواطنة الفارقية التي تعمل وتصارع في وضع مركب تراوح فيه بين الاشتباك مع الواقع والتشريع للقيم والالتزام بها.
100-               السياسات الثورية التي يفترض أن يتبعها العقلاء اليوم بعد الواقعة ليست اتباع منهج ثوري وحكم مسقط ايديولوجي واسقاطه على الفضاء بشكل تعسفي بل هي تثوير لأسلوب الدولة في تنظيم الصراع بين التعددية وعقلنة الاختلافات.

كاتب فلسفي

انقسامات وارتهانات وانتصارات فلسطينية/ ابراهيم الشيخ

غزة تستقبل امير قطر وحماس تعتبر الزيارة بداية فك العزلة عنها، وفتح والسلطة تجريان انتخابات محلية في الضفة الغربية والاعلان عن الفوز فيها ،وذلك مرده الى رفض حماس خوض هذه الانتخابات.
من غير شك بأن لا احد يستطيع رفض المساعدات القطرية أو اي دعم عربي اخر، ان كان ذلك من جهة حركة حماس أو من قبل السلطة الفلسطينية اللتان تعانيان من مشاكل مالية جمة، فخطوة قطر تعتبر خطوة جيدة لمساعدة اهالي قطاع غزة للتغلب على مشاكلهم والتخلص من معاناتهم التي فرضها الاحتلال، ولكن ما هي الاهداف وما الذي تريد قطر تحقيقه من خلال هذه الزيارة والدعم المادي للمشاريع التي ستقام في غزة،  فسياسة قطر كما هو معروف متناقضة وصعبة للفهم، فهي تقيم علاقات مع الجميع، اذ ان قطر تمتلك اكبر قاعدة اميركية على اراضيها، وتقيم علاقات مع حماس وفي وقت سابق اقامت علاقات تجارية مع اسرائيل وعلاقات مع ايران وتقوم قطر بدور العراب للثورات العربية وتدعمها بالسلاح والمال، فأي دور تلعبه قطر في المنطقة؟ هل هو طموح اميرها بجعل قطر من اللاعبين الاساسيين في منطقة الشرق الاوسط بواسطة الاموال التي تغدقها هنا وهناك، ام رُسمَ لقطر لعب هذا الدور الذي يقف وراءه  قوى دولية لرسم خارطة جديدة لمنطقة الشرق  الاوسط.
زيارة امير قطر اثارت ردود فعل مختلفة بين الفلسطينيين، فهناك من رأى فيها خطوة ايجابية لسكان قطاع غزة وخاصة لحركة حماس التي تراهن على زيادة شعبيتها من خلال تحسين الاوضاع في قطاع غزة، والبعض الاخر انتقد هذه الزيارة واعتبرها تشجيعا لانفصال غزة وسببا لتعميق وتكريس الانقسام، وستعمل حماس على تعزيز سلطتها والارتهان اكثر للجهات الخارجية التي تدفع الاموال والمساعدات، وبالطبع لن يكون هذا دون ثمن سياسي قد تدفعه حماس، أما من جهة اخرى فان السلطة الفلسطينية تنظر الى هذه الزيارة على أنها تحديا لسلطتها وهي تشعر بالغضب والامتعاض بالرغم من محاولة امير قطر اقناع محمود عباس زيارة غزة برفقته، اما اسرائيل بالتأكيد لا تعارض المساعدات القطرية وهي تسعى منذ زمن التخلي عن مسؤوليتها القانونية كدولة محتلة تجاه سكان غزة، وقد ترحب بالدور القطري لما سيكون له تأثير على حركة حماس والضغط عليها لما يتوافق مع سياسة قطر وتوجهاتها العقائدية.  
بالرغم من الاحتلال الجاثم على الارض الفلسطينية والذي اصبح واقعا يتعايش معه الفلسطينيون يجري التنافس السياسي على السلطة ومغرياتها بين فتح وحماس، ويجري نسيان هذا المحتل الذي تسبب بنكبة الشعب الفلسطيني والذي نهب ويستمر بالتهام ما تبقى من الارض الفلسطينية، ويقوم بتذكية الانقسام الذي راهن عليه عندما انسحب من قطاع غزة، وها هم الفلسطينيون يلهون بلعبة السلطة الوهمية التي انتجها المحتل من اجل تحقيق اهدافه.
ان الانقسام الذي ينخر الجسد الفلسطيني ما كان ليحدث لو كان ياسر عرفات والشيخ احمد ياسين على قيد الحياة، لما كان لهم من تاثير على مكونات الشعب الفلسطيني، ولكن بغياب هذه الرموز الوطنية التي من الصعب ايجاد اشخاص مثلهم ازداد الصراع على السلطة وكل طرف اصبح يدعي بأنه يمثل الشعب الفلسطيني وصاحب القرار، ولكن اسرائيل اغتالت هؤلاء القادة لمعرفتها مدى تأثيرهم واهميتهم، ولم يبق على الساحة الفلسطينية سوى قيادات  لا تتمتع بأي كاريزما ولا تتمتع بحس المسؤولية تجاه شعبها وان  جُل ما يهم هذه القيادات هو الحفاظ على مصالحها الضيقة والبقاء في سدة السلطة بغض النظر عن الوضع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني وعدم سماع رأيه بالنسبة للقضايا المهمة، وانما توجد هناك املاءات من قبل القيادات على الشعب الفلسطيني لما يروه صائبا من وجهة نظرهم دون الرجوع الى الشعب.
وما يزيد من عامل الانقسام هو التوجهات التي يرفعها كل طرف، حيث ان السلطة ومعها حركة فتح اللتان تتبنيان نهج المفاوضات لتحرير الاراضي الفلسطينية المحتلة ومن جهة ثانية هناك حماس والتي ترفع شعارات المقاومة ، ومن غير المعروف كيف سيتم التوافق بين هذين النهجين الذين يعتبران من اهم عوامل الانقسام الى جانب الخلاف على تقاسم السلطة والنفوذ  في ظل الاحتلال والحصار.
وما الاجراءات التي تقوم بها السلطة باجراء الانتخابات وبدون مشاركة حماس، وما تمارسه حماس على ارض غزة من حيث تعزيز سلطتها وفرض توجهاتها الا دليلا على ترسيخ الانقسام وعدم البحث عن حلول لانهائه وانما يجري تكريسه اكثر فاكثر على الارض.
ان السلطة وحركة فتح تشعران بأنهما حققتا انتصارا كبيرا في الانتخابات المحلية بعد فرز الاصوات، ومن جهة اخرى  تدعي حماس بأن زيارة امير قطر تعتبر انتصارا لها، من حيث فك الحصار عن قطاع غزة، ولكن هذا كله لا يعني شيئا للخمسة ملايين لاجئ فلسطيني الذين يعيشون في الشتات، فالشعب الفلسطيني لا يريد قيادات متسلطة وفاسدة ولا يريد مفاوضات عبثية وتنازلات وتنسيق مع المحتل ولا يريد ايضا اقامة دويلات وامارات، وبالتأكيد لا يريد المنطق الفصائلي ان يحكم الفلسطينيين، لان هذا الشعب سئم  من صراعاتهم ومن ارتهاناتهم الخارجية ورهاناتهم الخاطئة على حل القضية الفلسطينية وذلك من خلال المفاوضات العقيمة والمقاومة الغير فعالة، ان الهدف الذي يسعى له هذا الشعب ولو بعد جيل هو تحرير فلسطين التي حيفا ويافا والناصرة جزءاً منها والعودة الى اراضيه وبيوته التي شُردَ منها.
ففلسطين ليست ملكاً لحماس أو لفتح او لأي فصيل اخر، وانما هي ملك الشعب الفلسطيني الذي ليس من الضروري ان ينتمي أبنائه لهذ الطرف أو ذاك، وانما الانتماء الحقيقي هو الى فلسطين.
كاتب وصحافي فلسطيني

الإرهاب .. وعشاق الظلام/ مجدى نجيب وهبة


** ياميت خسارة على البلد التى أصبحت على كف عفريت .. فالعفاريت لا تظهر إلا فى الظلام .. وفى البرك والمستنقعات وداخل الكهوف .. وعلى أنقاض الهدم وأشلاء الضحايا ..
** ياميت خسارة على مصر الحضارة .. مصر التاريخ .. مصر الأمل بعد أن تحولت أرضها إلى كهوف مظلمة لعشاق الظلام والشياطين ..
** فى السبعينات .. عشنا أسود أيام حياتنا .. عندما نمى الإرهاب وترعرع .. عشنا أيام ظلامية .. إنتعشت فيها فتاوى التكفير . وإستيقظت طيور وخفافيش الظلام .. وعلت أصوات نعيقهم كالبوم والغربان .. حتى نجحوا فى إسكات الأصوات الجريئة التى كشفت زيفهم وضلالهم .. وعندما تحقق لهم ذلك ، أعطوا الضوء الأخضر للعمليات الإجرامية والإرهابية التى أسقطت مئات الضحايا من أبناء الوطن ..
** والأن .. هل عادت تلك الأيام والذكريات الحزينة .. هل إرتضى شعب مصر العظيم بعودة هذه الخفافيش والطيور الجارحة ومصاصى الدماء .. هل إستسلم مفكريها ومستنيريها ومثقفيها .. ورفعوا رايات الهزيمة للظلاميين والمكفراتية وحلفاء الشيطان ..
** ياميت خسارة على الوطن الذى هانت عليه دماء أبنائه .. وهم يدافعون عن حدوده وعرضه وشرفه ، وقتلوا برصاص السفلة والإرهابيين .. وطمست القضية بأوامر عليا .. بعد أن أخذتنا الحمية لبضعة أيام .. ومن المضحكات أن يخرج علينا ملف مصرع البلطجية وأرباب السوابق ، والهاربين من السجون ، وتصنيفهم شهداء .. ليختلط الحابل بالنابل .. ويسقط حق الشهداء الحقيقيين ويظهر ملف القتلة والبلطجية وقطاع الطرق .. للمطالبة بحقهم ، وإرهاب وتهديد كل الخصوم لهذه الجماعات الإرهابية والتكفيرية والمتاجرة بهم ..
** ياميت خسارة على الشعب الذى أصابته البلادة .. فلم يعد يحرك ساكنا ، رغم إنهيار العديد من مؤسسات الدولة وسقوط هيبتها .. وتهديد الأجهزة الأمنية وتحدى القانون وتهديد القضاة والمحاكم .. وإستخدام لغة الدين من قبل المتطرفين والإرهابيين لتمزيق الوطن ودق الأسافين بين الأقباط والمسلمين .. لتعكير صفو العلاقة بينهم فى المدن والقرى والنجوع والأحياء الفقيرة .. والتى تشهد حاليا موجة من العنف والإرهاب الذى لم يحدث فى مصر منذ عشرات السنين ...
** نعم .. علينا أن ندرك أننا نعيش فى عصر أسوأ من عصر جماعة التكفير والهجرة .. عندما وجه الظلاميين رصاصهم إلى السياح والأقباط ، وإنطلقت قنوات التكفير وفتاوى إغتيال القيادات والمفكرين والشيوخ .. فما الفرق بين "شكرى مصطفى" ، الذى إغتال الشيخ الذهبى وبين أصوات البوم والنداءات المسعورة فى الجوامع والزوايا التى إنطلقت تكفر الأقباط وتحرض على هدم الكنائس وحرقها ، وتحاصر المحاكم .. وكل من يقف ضدهم أو فى طريقهم أو يختلف معهم فى الرأى ...
** ما الفرق بين دعاة التكفير والهجرة .. وبين جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .. الذين إغتالوا أحد شباب السويس وهو يسير مع خطيبته .. أو بين الذى مزق الكتاب المقدس وسط الهلافيت من أنصاره أمام السفارة الأمريكية .. وللأسف وقفت الدولة تتفرج ، وكل ما فعله النائب العام بعد تقديم ألاف البلاغات ضد المدعو "أبو إسلام" ، أنه قام بتحويل المشكو فى حقه إلى محكمة الجنح ، ليحضر الجلسات ومعه أتباعه .. ويعتدون على الأقباط فى وقاحة وفجور لم تشاهده مصر من قبل ، وسط صمت كل الأجهزة الأمنية فى مصر ؟؟!! ..
** ما الفرق بين فتوى إرهاب السياح وقتلهم كما حدث فى الدير البحرى والمنتجعات السياحية فى شرم الشيخ ونويبع ودهب وطابا .. وبين فتاوى طرد الأقباط وهدم كنائسهم فى العامرية ودهشور وأبو قرقاص .. فى ظاهرة جديدة تزامنت مع نكسة 25 يناير .. وتولى "مرسى العياط" كرسى الرئاسة ..
** كيف سمحت مصر العظيمة بحضارتها وشموخها ، مصر النيل .. مصر الفراعنة .. وحضارة سبعة ألاف عام .. أن يتطاول عليها الأقزام والسفهاء وأرباب السجون وهم يطمسون التاريخ ويعتدون بوقاحة على كل مؤسسات ومفاصل الدولة .. ويهينون شعبها ..
** هل هناك من يصدق أن هذه هى مصر .. هل يصدق أحد أن أرض سيناء الغالية على كل مصرى .. هذه الأرض والتراب التى حررها الجيش المصرى بدماء أبناءه .. صارت منتجع سياحى وإستعمارى ومأوى للإرهابيين ورجال حماس وعناصر تنظيم القاعدة .. لتصبح هذه الأرض التى هى جزء من مصر خارج السيطرة الأمنية المصرية ؟؟!!!...
** لقد تعودنا على توحد المصريين فى الشدائد .. وعندما تشتد الأزمات .. فأين هذه الروح عندما يشعر الشعب بالخطر .. فيصبحون روحا واحدا وجسدا واحدا ؟؟!! .. أين هذه المشاعر ونحن نرى وطن يسقط وينهار .. أين تلك الأغانى الوطنية للراحل "عبد الحليم حافظ" .. أين تلك الأغانى الوطنية لسيدة الغناء العربى ، السيدة "أم كلثوم" .. أين الأغانى الوطنية للراحلة "شريفة فاضل" ، والفنانة الرائعة أطال الله عمرها "شادية" .. أين المواويل الشعبية للفنان "محمد رشدى" ..
** لقد تجلت هذه الروح فى أسمى وأروع معانيها .. ففى أيام النكسة ، خرج كل شعب مصر بكل أعماره وطوائفه .. يهتفون "هانحارب .. هانحارب" .. تجلت هذه الروح عندما أعلن الزعيم "جمال عبد الناصر" تنحيه عن الحكم عقب نكسة 1967 .. وإنضمامه إلى صفوف المجاهدين .. خرج الملايين رافضين تنحى الرئيس ، ومطالبته بالإستمرار فى قيادة الوطن ..
** خرج كل شعب مصر .. عندما توفى الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" .. زعيم الأمة فى كل الشوارع والميادين .. تبكى الزعيم والأب والرئيس "جمال عبد الناصر" فى جنازة وملحمة شعبية تعجز الأقلام عن وصفها .. وسواء إختلف معنا البعض أو إتفقوا فى رؤيتهم لعصر جمال عبد الناصر أو الرئيس "محمد أنور السادات" ، أو الرئيس "محمد حسنى مبارك" .. فكلا من هؤلاء كانت له إيجابياته وسلبياته .. يجب ألا نغفلها .. ولا نغفل دور كل منهم ..
** لقد تناسى الشعب المصرى حين كانت تمتد الطوابير لمئات الأمتار أمام الجمعيات فى أواخر السبعينات .. للحصول على فرخة أو كيلو سكر أو علبة سجائر .. وحين كانت الأتوبيسات مثل "علب السردين" .. والأزمات الخانقة لم تترك منزل أو مواطن إلا وتأثر بها .. كان الجميع يصرخون من الفقر والغلاء وعدم توافر السلع وإنهيار الخدمات ..
** ومع ذلك .. عبرنا تلك الأزمة .. وإختفت طوابير الجمعيات الإستهلاكية .. وتوفرت اللحوم والفراخ رغم شدة الأزمات التى مرت بها مصر .. بعد إعادة بناء البنية التحتية .. وتم إنشاء عدة كبارى ومجموعة أنفاق ومحاور .. خففت بعض الشئ من زحام المرور ..
** لقد تناسى الشعب كل ذلك .. بينما المضللون يسوقون هذا الوطن والشعب يسير وراءهم كالأغنام .. إنه زمن من السيف والجهل .. إنها الكارثة الكبرى التى إبتلى بها هذا الوطن ..
** لم يعد أمامنا إلا زمن قصف الأقلام وتكميم الأفواه وإرهاب الصحفيين .. ومصادرة الصحف والمطبوعات .. وإقصاء الكتاب والمعارضين للإخوان وإقامة الدعاوى ضدهم أمام المحاكم لإرهابهم ..
** مرحبا بزمن تكفير الفن وإهدار دم الفنانين ... والإساءة لهم .. وإهانتهم فى وسائل الإعلام والقنوات الإسلامية بأبشع الألفاظ ..
** مرحبا بزمن الإضطهاد الدينى وهدم الكنائس وطرد الأقباط من وطنهم ، وحرق منازلهم ، ونهب ممتلكاتهم ، وهو عصر الإرهاب والفوضى والسفالة والإنحطاط ..
** مرحبا بزمن الإستفزاز والإبتزاز .. وتلفيق التهم لهدم المعبد فوق رؤوس الجميع ..
** مرحبا بوطن أهال الإرهابيين فيه التراب على تاريخه ، وتقاعس شعبه وجيشه عن حمايته .. بعد تشويه كل الإنجازات السابقة ..
** مرحبا بزمن أمراء الظلام ، وبدران الحاكم والإستبداد والفوضى والإنتقام والتخريب وسقوط هيبة مصر .. مرحبا بزمن شيوخ التكفير وحكم الإخوان ..
** هل رأيتم ياشعب مصر .. تحدى للقانون أكثر مما نراه اليوم .. وما يفعله مجلس الشعب المنحل للإصرار على الإستمرار فى عمله بعد حله .. والمصيبة الكبرى والكارثة .. التى ليس لها صاحب .. وهم يدعون أنهم أتوا بإرادة شعبية .. وبأصوات 30 مليون ناخب ... وتسمح لهم بعض القنوات الإعلامية المأجورة بنقل هذه الخرافات عبر الشاشة الصغيرة ..
** أقول لكل شعب مصر الصامتون .. والبلهاء .. لقد خرجت الحرية ولن تعود .. إلا إذا عاد هذا الشعب إلى رشده وعقله ، وإلتحم على قلب رجل واحد .. ضد الإرهاب .. وعشاق الظلام !!!....
صوت الأقباط المصريين

حجة حماية المدنيين بالسلاح تسقط في سورية/ نقولا ناصر

(الظاهرة الأهم في الصراع الدموي الدائر على الأرض العربية السورية اليوم هي ظاهرة استحالة الجمع في مكان واحد بين المدنيين وبين المسلحين الذين يدعون أنهم حملوا السلاح من أجل حمايتهم)

إن الإرهاب الذي حاول تفجير سورية طائفيا حين ضرب في باب توما بدمشق بينما كانت أجراس كنائس يوم الأحد الماضي تدعو المؤمنين إلى الصلاة من أجل المحبة والسلام هو إرهاب أعمى لا يفرق في ضحاياه من عرب سورية على أساس الجنس أو اللون أو الديانة أو العرق أو القومية، ولا يفرق بين العسكري وبين المدني منهم، أو بين المعارض وبين الموالي سياسيا، وبالتالي فإنه "ديموقراطي" بامتياز بمواصفات الولايات المتحدة إلى حد يجعل من الصعب جدا عليه إخفاء هويته الأميركية.
لكنه إرهاب أعمى لا يحاصر "النظام" الحاكم بقدر ما يحاصر المدنيين السوريين ويطاردهم في كل مكان، ويحاصر أي معارضة في الداخل تقول إنها وطنية وسلمية فيخليها من ساحة الفعل المعارض ويجردها من سلميتها ويوسع الهوة بينها وبين المدنيين بقدر ما ينزع عنها أهليتها لأي حوار وطني طالما ظلت تراوح في مواقفها من هذا الإرهاب في منطقة رمادية تجعل خطابها متلعثما وملتبسا، بينما يسقط هذا الإرهاب الأعمى أي حجة تتذرع بها "معارضة الخارج" في حماية المدنيين لاستدعاء التدخل الأجنبي بكل أشكاله.
إن الظاهرة الأهم التي يرصدها المتابع لمجريات الصراع الدموي الدائر على الأرض العربية السورية اليوم هي ظاهرة استحالة الجمع في مكان واحد بين المدنيين وبين المسلحين الذين يدعون أنهم حملوا السلاح من أجل حمايتهم، فأي منطقة يدخلها المسلحون يهجرون أهلها أو يسارع الأهالي إلى النزوح بعيدا عنهم، والأمثلة كثيرة من حلب إلى ربلة، ما يسقط حجة حماية المدنيين التي تذرع المسلحون بها للتمرد على الدولة، ويفقدهم الحاضنة الشعبية الطبيعية الوحيدة الكفيلة بضمان انتصار أي تمرد مسلح على أية دولة، وبالتالي ينفي صفة الثورة التي يطلقها المسلحون على تمردهم.
وكل مدينة أو قرية نجح المسلحون في التسلل إلى داخلها سارع أهلها إلى النجاة بأرواحهم وأعراضهم خارجها تاركين بيوتهم وأموالهم نهبا لهم، أما من عزت عليه ممتلكاته ليتركها أو بيته ليغادره أو كرامته ليسفحها تحت خيام اللجوء خارج سورية أو في بيوت الإيواء داخلها، أو لم ينجح في النجاة بنفسه منهم أو من معركة الدولة الحتمية معهم لاحقا، فقد وجدوا أنفسهم قد تحولوا دون إرادتهم إلى سلاح بشري في أيدي المسلحين يستعملونهم رهائن للمبادلة أو دروعا بشرية تؤجل أو تبطئ مهاجمة الدولة لهم.
يصف الحكم في سورية ما يجري فيها ب"المؤامرة"، ويصفه المتمردون المسلحون على الحكم ب"الثورة"، في الصراع الدموي الدائر بين الطرفين، ويقول الحكم إنه يستخدم سلاحا شرعيا لدولة شرعية لحماية المدنيين السوريين من القتل والدمار كواجب "دستوري"، ويقول المتمردون على الحكم إنهم يستخدمون سلاحهم لحماية المدنيين من عنف "النظام" كواجب "شرعي وثوري"، لكن المدنيين هم الضحية الأولى والخاسر الأكبر من استمرار هذا الصراع، وبمرور كل يوم جديد لا يتوقف فيه الصراع تزهق أرواح مدنية جديدة وتدمر البيوت المسالمة على رؤوس أصحابها من المدنيين.     
لقد تذرع المتمردون في لجوئهم إلى السلاح وفي استيراد المسلحين من الخارج بحماية الاحتجاجات المدنية السلمية، لكن عسكرة هذه الاحتجاجات غيبتها عن المشهد حتى توقفت عمليا، مع أنه بعد مضي حوالي تسعة عشر شهرا على انفجار الأزمة السورية لم تظهر حتى الآن صورة واحدة تظهر فيها مظاهرة مدنية سلمية تتعرض لفتح الرشاشات عليها أو للقصف المدفعي أو الجوي، بالرغم من ظهور المئات من صور المظاهرات المكررة في كثير منها التي تهتف ب"سقوط  النظام" و"تنحي الرئيس" وتطالب ب"التدخل الأجنبي" وغير ذلك من المحرمات الوطنية والقومية من دون أن ترافقها أي لقطات تبين قمعها بالعنف والسلاح على شاشة واحدة من شاشات عشرات الفضائيات التي تطوعت مجانا أن تكون متحدثة باسمهم حد المخاطرة بفقدان صدقيتها بالتخلي حتى عن الحد الأدنى من المعايير المهنية والضوابط الأخلاقية والإنسانية.
وكانت نتيجة لجوئهم إلى السلاح الذي يتدفق عليهم بسخاء - - بكل طرق التهريب غير الشرعية ابتداء من عصابات التهريب الجنائية التي تحولت بين ليلة وضحاها إلى قوى "ثورية" و"جهادية" مثلها مثل الخارجين على القانون والمطلوبين الفارين من أحكام قضائية وانتهاء بأجهزة المخابرات الأجنبية العربية وغير العربية - - ستة ظواهر لم تعد موضع شك أحد من المراقبين:
أولها الغياب الكامل للاحتجاجات السلمية.
وثانيها ممارسة الإرهاب الصريح.
وثالثها تدمير البنى التحتية للدولة السورية ويشمل ذلك المشافي والمدارس وخطوط المواصلات العامة ومنها سكك الحديد وشبكات الصرف الصحي التي عطلها المسلحون لاستخدامها أنفاقا لتنقلهم ولتهريب سلاحهم إلى داخل المدن وخطوط أنابيب نقل الوقود ودور العبادة الإسلامية والمسيحية ومكاتب الخدمات المدنية العامة للدولة التي يستفيد منها المدنيون في المقام الأول والأخير.
ورابعها ظاهرة لجوء المدنيين إلى خارج القطر أو نزوحهم داخله.
وخامسها ظاهرة الدمار الهائل الذي لحق بالحياء المدنية وبيوت المدنيين ومتاجرهم ومزارعهم ومصانعهم وأعمالهم.
وسادسها قطع الطرق الرئيسية بين المدن وتهديد أمن المطارات والمعابر الحدودية.
ويفتخر المتمردون بأنهم أصحاب "الفضل" في تحقيق كل هذه "الانجازات الثورية"، التي كانت نتائجها الملموسة انعداما للأمن الجماعي والفردي، وإرباكا في شبكات النقل والتوزيع للمواد الأساسية، ما قاد إلى ارتفاع أسعارها ونقص مناطقي في المعروض منها حسب ساحات المعارك المتحركة، لتكون هذه "الانجازات" رديفا داخليا للعقوبات الخارجية المتصاعدة والمفروضة من جانب واحد من دول "أصدقاء سورية" خارج إطار شرعية الأمم المتحدة في تحويل الحياة اليومية للمدنيين السوريين إلى جحيم.
والمدقق في الاستراتيجية والتكتيك العسكريين للتمرد المسلح تتضح له بسرعة حقيقة أن المدن والمناطق الآهلة بالسكان كانت هدفا للمسلحين منذ البداية لم يمنعهم من الوصول إليه كونه آهلا بالمدنيين وكون وجودهم فيه يعرض حياة المدنيين لخطر الموت، فهي خالية من أي تواجد عسكري للجيش العربي السوري وبالتالي يمكن اتخاذها "قواعد عسكرية" لهم تضطر الجيش الوطني إلى الخروج من قواعده البعيدة خارجها، وتستدرجه إلى الصدام معهم داخلها مما يسهل اتهامه بمهاجمة المدنيين عندما يهاجمهم.
إن ما تبثه الفضائيات المروجة ل"انجازاتهم" عن قيام الجيش العربي السوري بقصف المدن جملة إعلامية مجتزأة وناقصة لا تقول الحقيقة كاملة، لأنها لا تقول إن الجيش يقصف مدنا خالية من المدنيين بعد أن هجر المسلحون سكانها، ولأنها لا تقول إن هذا الجيش لم يدخل المدن إلا ليلاحق المسلحين فيها، وإنه لا يدك إلا تلك المباني المدنية التي حولوها إلى قواعد عسكرية لهم بعد أن أرغموا سكانها على الرحيل عنها وفجروا جدرانها لفتح ممرات لهم للتنقل بين أحيائها ودمروا أساساتها  لحفر أنفاق يتنقلون عبرها.
ولأن "إسقاط النظام"، حتى لو كان ثمنه تدمير الدولة وحياة المدنيين فيها، كان في رأس اهتماماتهم وحماية المدنيين في آخرها - - مع أنه يتضح اليوم بعد حوالي تسعة عشر شهرا من انفجار الأزمة السورية أن حماية المدنيين لم تكن ضمن حساباتهم أصلا إلا بقدر ما كانت الاحتجات المدنية السلمية مفتاحهم الإعلامي للتسلل إلى داخل المناطق الآهلة بالمدنيين - - ولأن تطور الصراع أثبت بالدليل الملموس أن الجيش الوطني هو الحريص حقا على حماية المدنيين بينما كان المدنيون بالنسبة لهم مجرد أدوات جردوها من أي بعد إنساني لخدمة أهدافهم لا يتذكرون إنسانيتهم إلا لاستدرار العطف الغربي من أجل دعمهم، فإن بطء الجيش العربي السوري في إخراجهم من قواعدهم "المدنية" يصبح غنيا عن البيان.
ومن الواضح اليوم من هو المسؤول عن المأساة الانسانية للمدنيين السوريين، فالتضليل الإعلامي الذي استخدم منذ البداية أداة من أسلحة الحرب على سورية ربما نجح في البداية في خداع بعض الناس لبعض الوقت، لكنه لن ينجح بالتأكيد في تضليل كل الناس كل الوقت.
* كاتب عربي من فلسطين     
* nassernicola@ymail.com
 

التدريب الإسرائيلي نقطة تحوّل رقم 6 واغتيال العميد الحسن/ سعيد نفاع


لماذا ليس مستبعدا أن تكون إسرائيل وراء اغتيال العميد وسام الحسن رئيس فرع المعلومات (المخابرات) اللبنانيّة؟!
ربّ قاريء ربيعيّ عربيّ ومن مجرّد رؤية هذا التساؤل سيعيد علينا أو على نفسه "السيمفونيّة السينيكانيّة" ساخرا منّا أو من سذاجتنا في أضعف الإيمان: هل إسرائيل مسؤولة إن لم تمطر الدنيا كذلك؟! 
الاغتيال في الخفاء والذي كان ضحيتَه وعلى مدى عقود، كثرٌ من القادة والشخصيّات العربيّة وبالذات الفلسطينيّة، والذي كان ضحيته في العقد الأخير كذلك قادة وشخصيّات لبنانيّة ومن الفريقين في لبنان، هو اغتيال من النوع الذي يصعب اكتشاف منفّذيه، وهذا ما كان في معظمها إن لم يكن كلها.     
المتهم في هذه الحالات في نظر العرب قادة ورعايا، كان جاهزا ولم تكن لنا حاجة بالبيّنات فأشرنا بأصبع الاتهام إلى إسرائيل، رغم أنه وإن لم تخّنّي الذاكرة، لم يثبت أحد هذا الاتهام يوما ماديّا، فاعتمدنا على المنطق المتحكمة به أسئلة مثل: من هو العدو ومن هو المستفيد وإلى ما هنالك، وهذا أوصلنا إلى إسرائيل وكفى المؤمنين شرّ القتال في انتظار الاغتيال القادم وهكذا دواليك.
ليس هذا من باب تبرئة إسرائيل فليس غريبا على إسرائيل ذلك، ببيّنة وبدونها، ولكن الأمر صار لدى أصدقائها المخفيّين "سينيكانيّة" من أولاء الما زالوا يضعون المسؤوليّة على  إسرائيل في هذه الاغتيالات بالمنطق، وليس قبل أن يضمن الأصدقاء خروج الحروف مؤكدة من حلوقهم وهم يصنفون إسرائيل غداة كل اغتيال بالعدو، عند قولهم : "لا تقولوا لنا أن العدو الإسرائيلي وراء هذا الاغتيال"، هذا بالضبط ما جعجع به بعض اللبنانيين على خلفيّة اغتيال العميد الحسن، فهل من أحد يصدّق أن الذي تدرّب على يد الجيش الإسرائيلي وفي المعسكرات الإسرائيليّة وأياديه ملطخّة حتى الأكتاف بدم اللبنانيين والفلسطينيين، فعلا عدوّ لإسرائيل؟!
قبل أن تجف دماء العميد الحسن أو ربّما قبل أن يُعرف ضحايا هذا العمل الإرهابيّ كان هؤلاء يشيرون بالبنان إلى بشّار الأسد شخصيّا وتماما بالسمفونيّة المعدّة ألحانها في تل أبيب "لا تقولوا لنا أن العدو الإسرائيلي وراء هذا الاغتيال فالأمر واضح بشّار الأسد وراء هذا الاغتيال"، ويأتيهم الدعم في خلاصاتهم هذه وأسرع من البرق من إسرائيل والتُرك والعُرب والغرب وبالألحان النشاز نفسها.
معروف المرحوم العميد وسام الحسن ومعروفة مدرسته لا بل أكثر من ذلك طفا اسمه مؤخرا في قضيّة اعتقال الوزير ميشيل سماحة وهو ينقل كما رشح أو أُشيع، المتفجرات المعدّة من سوريّة إلى لبنان والتي كثر اللغط حولها، طبيعيّ وعلى الأقل من هذا الباب أن يربط الانسان العاديّ الاغتيال بهذه القضيّة وظروفها وتداعياتها ويتهم سوريّة وأصدقاءها اللبنانيين بتنفيذها، ولكن هل فعلا أولاء الساسة اللبنانيين وأسيادهم خلف الصحراء وخلف البحار اتهموا سوريّة ورئيسها ومن نفس الباب مبرئين إسرائيل وذممهم؟!
إسرائيل ومنذ هزيمتها المدويّة في حرب تموز العدوانيّة في ال2006 أمام المقاومة اللبنانيّة، تعيد تأهيل جيشها وجبهتها الداخليّة بتدريبات على حرب محتملة من هلال يتشكّل شمال شرقها قلبه سوريّة وميمنته حزب الله وميسرته إيران وهي تقول ذلك على رؤوس الأشهاد، تحت مسمى "نقطة تحوّل" أجرت مرحلته السادسة "نقطة تحول 6" هذه الأيام وهذه المرة بمناورة مشتركة مع القوات الأميركيّة، ورغم إعلانها وكأن التدريب يجري استعدادا لهزّة أرضيّة مرتقبة إلا أن وزير جبهتها الداخليّة قالها وبصريح العبارة: هذا التدريب ينفع كذلك لحرب قادمة. رغم أننا نعرف أن التدريب هو استعداد لحرب قادمة ينفع كذلك استعداد لهزّة أرضيّة ولو لم يكن كذلك لما كان جاء في سلسلة مناورات "نقاط التحوّل".
الحقيقة الأخرى هي في سياق التهديد الإسرائيلي المتكرر بالاعتداء على إيران، ورغم أن نتانياهو ومنذ اعتلائه سدة الحكم في ال2009 لم يفتأ يكرر هذا التهديد إلا أن الرادع الأساس كان هذا الهلال. عندما احتدمت الأزمة السوريّة قدّر نتانياهو أنّ قلب الهلال سوريّة خرج من المعادلة وظهير حزب الله انقصم، فعلت وتيرة تهديداته التي رأى فيها الكثير من المراقبين بكاء على فرصة تضيع من بين يديه ويد وزير أمنه باراك، فهرب منها إلى الأمام بانتخابات مبكّرة لن تردعه عن المغامرة إن سنحت له فرصة حرب على الأقل على حزب الله، والتقليل من أهميّة طائرة الاستطلاع أو بلغتهم "خفض الصوت" عن الموضوع ربّما تكون أكثر من مؤشر، فمتى كانت إسرائيل تسكت على إطلاق قذيفة تائهة على أراضيها فكم بالحري إطلاق طائرة في أجوائها؟!
عطفا على ما جاء أعلاه فاغتيال العميد وسام الحسن وبعيد دوره مؤخرا في قضيّة الوزير السابق سماحة، هو فرصة لا بدّ من استغلالها، فالأصابع ستشير إلى سوريّة على خلفيّة ذلك وفعلا لم يتأخر حلفاء إسرائيل الموضوعيّون بذلك وغلت لبنان القاعدة أصلا على برميل بارود، وهذا الغليان قد  يؤدي أو يُتمنى أن يؤدي إلى تفجّر البرميل بضرب خصوم سوريّة اللبنانيين بأصدقائها وعلى رأسهم حزب الله، وربّما تكون في ذلك فرصة نتانياهو المنتظرة ولن يخسر في هذا شيئا حتى لو أن اللبنانيّون كانوا أكبر من هذا الاغتيال ومن الاقتتال، وسيكون ربحه مضاعفا إن انفجر البرميل خصوصا وأن صك براءته قد صدر من لبنان ومسبقا. 
أفبعد هذا... هل من المستبعد أن تكون إسرائيل وراء اغتيال العميد وسام الحسن؟!  
     
أواخر تشرين الأول 2012  
  Sa.naffaa@gmail.com

إلى متى سيظل هذا القاتل طليقاً؟/ محمد فاروق الإمام

تريثت كثيراً قبل أن أكتب في موضوع الهدنة المؤقتة التي دعا إليها الأخضر الإبراهيمي لأتعرف على ردة فعل النظام السوري الذي أعلن عن قبول هذه الهدنة من اللحظات الأولى، وأعلن عبر وسائل إعلامه أنه يوافق عليها إذا التزم الطرف الآخر بها، واعتقد البعض – واهمين – أن النظام سيبادر – من باب حسن النية – إلى وقف غاراته الجوية على المدن والبلدات والقرى والامتناع عن قصف المدنيين بقنابل براميل "تي ان تي" والقنابل العنقودية، ولكنه خيب أمل أولئك المتفائلين، حيث راح يقصف المدن والبلدات بقنابل جديدة لم يستخدمها من قبل تحمل مواد سامة، إضافة إلى البرميل والعنقودية، مرتكباً مجازر بشعة في كل من مدينة المعرة وسرمين وسقبا والزبداني وبلودان والقنيطرة وإدلب وكفرنبل والباب وتل رفعت وحريتان والرستن وأحياء حمص المحاصرة والحولة والقصير وحي المرجة وبستان القصر والسكري والصاخور في حلب ودير الزور وكل المدن السورية بلا استثناء، في قصف مركز وممنهج – لا كما تنقل وسائل الإعلام على أنه قصف عشوائي – قصف مركز وممنهج، باعتراف بعض الطيارين الذين وقعوا في أسر الجيش الحر، يستهدف الأطفال والشيوخ والنساء والآمنين النازحين اللاجئين من بيوتهم التي تعرضت للقصف إلى المساجد والكنائس والمدارس وبعض مؤسسات الدولة هرباً من جحيم براميل الموت والقنابل العنقودية، ليتجاوز عدد القتلى المئتين في يوم قبوله بالهدنة.
ولم يكتف هذا النظام المجرم بما يقوم به من فظائع ضد الشعب السوري بل ذهب بعيداً إلى أهم دول الجوار "لبنان" توأم سورية، ليؤكد على ما قاله الأخضر الإبراهيمي في بيروت من أن بقاء الحال على ما هو عليه في سورية سوف يحرق الأخضر واليابس في المنطقة، حيث ارتكب جريمة فظيعة بحق أهم رجالات لبنان الأمنيين، باغتياله العميد وسيم الحسن رئيس فرع المعلومات في جهاز الأمن الداخلي في منطقة الأشرفية ذات الغالبية المسيحية ببيروت، وكان هذا الرجل قد تمكن من اكتشاف عشرات شبكات التجسس الإسرائيلي العاملة في لبنان، والذي أماط اللثام عن تورط الوزير اللبناني السابق جورج سماحة مع رئيس المخابرات السورية "علي مملوك" الذي حمله في سيارته الخاصة كمية من المتفجرات لنقلها من دمشق إلى بيروت لزرعها في سيارات وأماكن تواجد القادة اللبنانيين الذين يقفون إلى جانب الشعب السوري في ثورته أو الذين يعارضون حلفاء سورية في لبنان، وقد اعترف سماحة أمام القضاء اللبناني بجريمته.
وقد سارع أهم قادة لبنان الوطنيين إلى توجيه الاتهام إلى النظام السوري بأنه هو وراء عملية الاغتيال، فقد صرح المفكر والزعيم اللبناني وليد جنبلاط إلى القول عبر قناة الجزيرة: "النظام السوري ينتقم منا ومن الأحرار في لبنان.. بشار أحرق سورية وهو اليوم يريد إحراق لبنان"، كما أعلن الزعيم اللبناني سمير جعجع صراحة عبر قناة العربية أن بشار الأسد هو من اغتال وسيم الحسن رداً على اكتشاف مؤامرة "مملوك وسماحة" في تصدير أزمة النظام في سورية إلى لبنان، كما أكد رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري عبر عدد من القنوات العربية والأجنبية أن بشار الأسد هو من اغتال وسيم الحسن، وكانت كل وسائل اعلام النظام السوري تتهم وسيم الحسن بأنه وراء تهريب السلاح إلى الجيش الحر عبر الحدود السورية اللبنانية.
من جهته أعلن المجلس العسكري الثوري أن الجيش الحر سوف يلتزم بالهدنة وفق شروط لابد من التزام النظام السوري بها حتى يقبل بالهدنة التي اقترحها الإبراهيمي، وشروطه هي:
(التزام النظام بوقف إطلاق النار الشامل والتام براً وجواً وبحراً، إطلاق سراح الموقوفين، والسماح للأهلين بزيارة سجنائهم والاطمئنان عنهم، إيقاف كافة الطلعات الجوية الحربية أو الاستطلاعية، فك الحصار عن مدينة حمص، السماح بدخول المساعدات الإنسانية، عدم تحريك أي أرتال عسكرية أو محاولات استغلال فرصة الهدنة لتحسين المواقع أو تحصينها) وإلا فإن الجيش الحر سيعتبر نفسه في حل من هذه الهدنة في حال خرق النظام لها أو في عدم الالتزام بهذه الشروط.
وكان لابد من هذه المقدمة لوضع القارئ أمام مواقف كلاً من النظام الباغي والجيش الحر، ليكّون صورة واضحة عن نجاح هذه الهدنة أو إخفاقها أو من أي طرف تخترق.
أما عن الهدنة التي اقترحها المندوب الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي على كل من: (النظام الباغي والثورة الشعبية) فإن الهدنة في العرف العسكري تكون بين دولتين متحاربتين بينهما حدود متنازع عليها أو أمور مختلف عليها أدت إلى نشوب حرب بينهما كما حدث في الحروب الإسرائيلية العربية، أو بين بريطانيا والأرجنتين حول "جزر فوكلند"، أو أن هناك أقاليم في دولة ما تعرضت لاضطهاد ديني أو طبقي أو عنصري من الحكومة المركزية فأعلنت تمردها ونيتها في الانفصال عن الحكومة المركزية ونشب قتال بين الطرفين، كما حدث في كوريا والسودان وأندونيسيا ويوغوسلافيا السابقة والفلبين، حيث يكون هناك تدخل دولي ووساطات دولية لحل النزاع بينهما عن طريق تقرير المصير، وسبق كل ذلك اعتراف الطرفين ببعضهما وأعلنا عن رغبتهما في الوصول إلى حل يوقف الحرب بينهما تحت إشراف دولي،  أما في الحالة السورية فليس هناك ما يمكن وصفه بحرب بين دولتين أو اعتراف من النظام الباغي بالطرف الآخر، فهذا النظام وعلى مدى ما يزيد على ثمانية عشر شهراً وهو ينعت الثوار بأنهم حفنة من الإرهابيين والعصابات المسلحة والجهاديين والمتطرفين والعملاء والسلفيين والأصوليين وعناصر من القاعدة، وأنه سيظل يلاحقهم وبكل الوسائل حتى يستأصلهم ويقضي عليهم.
إذن فإن الحالة السورية تفتقد إلى كل العناصر التي تبرر إيجاد هدنة بين الثوار الذين يطالبون برحيل النظام بكل أركانه ومؤسساته ورموزه، بعد فقدانه لكل مقومات الشرعية باعتراف المجتمع الدولي وقرارات الأمم المتحدة – صوتت أكثر من 134 دولة بفقدان النظام السورية للشرعية في مشروعين قدما إلى هيئة الأمم المتحدة – من جهة والثوار من جهة أخرى، والذين يصفهم النظام الباغي بالمجموعات الإرهابية، ويستخدم في قتل الشعب السوري الحاضن لهذه الثورة كل أنواع الأسلحة الفتاكة بما فيها المحرمة دولياً، وبالتالي فهناك اعتداء من نظام باغي على شعبه الأعزل، الذي واجه رصاصه منذ اليوم الأول بصدره العاري يحمل الورود وغصون الزيتون لأكثر من ستة أشهر باعتراف النظام ورأسه، وأمام تغوّل النظام في جرائمه وإسرافه في قتل الأطفال والشيوخ والنساء، لم يجد الشعب السوري بداً من حمل السلاح للدفاع عن نفسه وعن أعراضه ومقدساته، في مواجهة آلة الحرب المدمرة لهذا النظام والتي لا تفرق في استهداف نيرانها بين بشر وشجر وحجر، فكل ما على الأرض أهداف مشروعة له على مدى تسعة عشر شهراً، راح ضحيتها نحو 40 ألف مواطن مدني أعزل وأكثر من مئة ألف مفقود وأكثر من مئة ألف جريح وما يزيد على مئتي ألف معتقل وسجين بغير وجه حق أو أي سند قانوني، ونحو ثلاثة ملايين نازح داخل البلاد هائمين على وجوههم هرباً من براميل الموت والقنابل العنقودية التي يصبها طيرانه الجبان على رؤوسهم، وأكثر من نصف مليون مهجر إلى بلدان الجوار، وتدمير العشرات من المدن والبلدات والقرى تدميراً كاملاً أو جزئياً بما فيها من مؤسسات حكومية وعلمية وثقافية ودور عبادة ومعالم وآثار تاريخية.
رغم جبروت النظام وإمكاناته العسكرية الهائلة والدعم المستمر من موسكو وطهران والضاحية الجنوبية وبغداد بالسلاح والعتاد وأجهزة الاتصالات ووسائل التشويش الحديثة، فإن كتائب الجيش الحر والثائرين تمكنوا بفضل الله من دحره في العديد من المواقع التي أقامها وتحصن بها، والاستيلاء على عتاده وأسلحته في مناطق واسعة من سورية، حيث بات الشمال السوري الموازي لتركيا من حدود العراق شرقاً وحتى تخوم الساحل غرباً، وجنوباً بعمق حتى 80 كلم بيد الثوار وتحت سيطرتهم، وعلى مدار الساعة تتناقل وسائل الإعلام الانتصارات الباهرة التي يحققها الجيش الحر في مقابل الهزائم المنكرة التي يتعرض لها الجيش الخائن الذي أدار ظهره للعدو الصهيوني ووجه فوهات مدافعه وراجمات صواريخه وقنابل طائرته إلى المدن السورية يستهدف المدنيين العزل الآمنين في بيوتهم. 
الهدنة باعتقادي هي فرصة النظام الذهبية كي يتمكن من خلالها استعادة توازنه والتقاط أنفاسه وترتيب قواه على الأرض، بعد أن فقد الكثير من مواقعه ومناطقه التي كان يتمترس بها ويصب جام غضبه وحقده على الآمنين المدنيين، ويقنص كل من يتحرك وتراه عينه وتقطيع أوصال طرق إمداده، فقدْ فَقَدَ هذا النظام في الشهر الأخير معظم مواقعه في الريف الشمالي والغربي والشرقي لحلب والريف الشمالي والغربي لريف إدلب، وفقد سيطرته على جبل الأكراد وجبل التركمان المتاخمان للساحل وحتى الحدود التركية وجنوباً باتجاه الطريق الدولية إلى العاصمة دمشق بما يزيد على 80 كلم كلها أصبحت تحت سيطرة الجيش الحر إلى جانب سيطرته على نحو 70% من أحياء مدينة حلب، حيث يخسر النظام يومياً مناطق ومواقع وثكنات وحواجز داخل حلب والعديد من المدن والبلدات الإستراتيجية، كما حصل في تحرير مدينة المعرة ومدينة سراقب الإستراتيجيتين التي تعزل شمال سورية عن جنوبها وتتحكم في أهم الطرق الدولية التي تصل دمشق بحلب، وكانت ردة فعل هذا النظام الجبان المزيد من ارتكاب المجازر والمذابح والإعدامات الميدانية للأسرى الذين اختطفهم من بيوتهم، وزيادة الطلعات الجوية لقصف المدن ببراميل الموت والقنابل العنقودية والسامة لتطوي العشرات والمئات من الآمنين تحت أنقاضها بين قتيل وجريح وبقايا أشلاء.
ختاماً أضع كل هذه الحقائق أمام المجتمع الدولي والعالم العربي والإسلامي الذي ما زال يمنح النظام السوري مزيداً من الوقت ليوغل في دماء السوريين، وأحذر هذا العالم بأن خطر هذا النظام سيمتد ويتوسع ليصيب شراره كل دول الإقليم والعالم، مادام القاتل بشار طليقاً دون أن يتحرك هذا العالم لتقييده ولجمه ووقفه عند حده!!

لبنان وتصفية الحسابات الاقليمية والدولية/ ابراهيم الشيخ

ان الحرب الاهلية اللبنانية التي استمرت لمدة خمسة عشر عاما لم تكن حرب اللبنانيين، وانما كانت حرب القوى الاقليمية والدولية على الارض اللبنانية، ولكن الاداة ووقود هذه الحرب كان الشعب اللبناني الذي دفع ثمنها غاليا من قتل وتشريد ودمار.
ان اثار الحرب الاهلية  والحروب التي تبعتها  لم تنته بعد وما زال لبنان يعاني من اثارها على جميع الصعد وخاصة على الصعيد الاقتصادي والسياسي والبنى التحتية، ويشهد لبنان صراعا وتنافسا حادا بين الاطراف الداخلية على السلطة والسيطرة على القرار فيه، ولهذه الاسباب مجتمعة لم يستعد لبنان موقعه الذي تمتع به قبل نشوب الحرب الاهلية، والذي كان معروفا بأنه سويسرا الشرق الاوسط،
ان لبنان كان وما يزال مسرحا للقوى الاقليمية والدولية لتصفية حساباتها على ارضه، فالازمة السورية تلقي بظلالها على الاوضاع الداخلية في لبنان وعلى استقراره لارتباط الاطراف اللبنانية بأطراف الازمة السورية، حيث انه يوجد في لبنان قوتين رئيسيتن تتنافسان على السيطرة وحكم لبنان بتوجهات متناقضة كليا، فقوى الرابع عشر من اذار ويتزعمها سعد الحريري المتحالف مع بعض القوى المسيحية بقيادة سمير جعجع والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، وهذه القوى تعتبر من الد اعداء النظام السوري لارتباطها باطراف اقليمية كقطر وخاصة السعودية التي تعمل وتدعم المعارضة السورية من اجل اسقاط النظام السوري الذي زاحمها منذ بداية الحرب الاهلية على النفوذ في هذا البلد، اما القوة الثانية والتي تسمى قوى الثامن من اذار بقيادة حزب الله وتحالفه مع النصف الثاني من المسيحيين بقيادة الجنرال ميشال عون وهذه القوى مدعومة من قبل سوريا  وايران.
ان هذا الصراع الدولي والاقليمي كان موجودا قبل انفجار الازمة السورية على النفوذ في لبنان، لان السيطرة على هذا البلد الصغير يعتبر امرا مهما سياسيا لما يملكه لبنان من تأثير كبير على استقرار منطقة الشرق الاوسط، ويملك مفاتيح الحرب والسلام في هذه المنطقة خاصة بسبب وجود حزب الله الذي احتفظ بسلاحه بعد انتهاء الحرب الاهلية.
 ان تأثير الازمة السورية على لبنان كبير جدا ويبدو انه من الصعب تجنب تداعيات هذه الازمة بسبب الاستقطابات الداخلية وارتباط القوى اللبنانية بالقوى الاقليمية والدولية، ويبدو ان القوى الخارجية تنتظر لما ستؤول عليه الاوضاع في سوريا وتحدد وبالتالي كيف ستتعامل مع الوضع في لبنان في حال سقوط النظام السوري او بالعكس في حال بقاء النظام وعدم سقوطه.
ان الوضع في لبنان مفتوح على كل الاحتمالات، وهناك سيناريوهات متعددة تنتظر لبنان، واول هذه السيناريوهات هو نشوب اقتتال داخلي بسبب التفجيرات التي من الممكن ان يشهدها لبنان واغتيال شخصيات سياسية مهمة هنا وهناك ومن اولى مؤشرات هذه المرحلة هي اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد وسام الحسن، وايضا الدفع بتوتير الاوضاع في طرابلس بين العلويين والسنة ومناطق اخرى، وبدون شك بان هناك قوى عدة اقليمية ودولية تعمل على خلط الاوراق في المنطقة ومن مصلحتها تفجير الوضع في لبنان، وتقوم هذه القوى ايضا بتصفية الحسابات فيما بينها على الارض اللبنانية.
ومن ابرز هذه القوى التي لها مصلحة بتفجير الاوضاع في لبنان هي اسرائيل، ومن غير المستبعد ان تكون هي التي اغتالت العميد وسام الحسن لخلط الاوراق في لبنان واشاعة الفوضى أو بسبب كشف الحسن عن شبكات تجسس اسرائيلية، ومن مصلحة اسرائيل ايضا افتعال مناوشات واقتتال داخلي بين حزب الله وقوى لبنانية اخرى من اجل اضعافه، ولكن وبعض السياسيين اللبنانيين وجهوا اصابع الاتهام الى سوريا، ويتهم البعض كل من ايران وسوريا بتوتير الاوضاع في لبنان من اجل ابعاد النظر عما يجري في سوريا وكذلك تحذير الاطراف الاخرى من ان القتال في سوريا من الممكن ان يمتد الى دول الجوار، مما يجبر القوى التي تدعم المعارضة السورية عن التوقف عن دعمها لها.
بدون شك ان الوضع معقد وصعب جدا بسبب ارتباط القوى الداخلية اللبنانية بالقوى الاقليمية، والتي هي بدورها مرتبطة بقوى دولية، وما يجري على ارض سوريا وما يجري في لبنان هو صراع دولي تشترك فيها امريكا واسرائيل بالاشتراك مع القوى الغربية وتركيا وبعض الدول العربية التي تتوافق في سياساتها مع سياسات هذه الدول، وقوى اخرى مدعومة من قبل ايران والصين وروسيا.
ان هذه الحرب الدائرة في سوريا والتي تتفاعل في لبنان سيكون لها تأثير على مستقبل المنطقة برمتها، وان الصراع الاقليمي والدولي على النفوذ في هذه المنطقة ما زال في بداياته ومن غير المعروف كيف ومتى سينتهي.
ابراهيم الشيخ
ielcheikh48@gmail.com

القضية الفلسطينية وعامل الزمن/ ابراهيم الشيخ

 على الرغم من مرور اربعة وستين عاما على النكبة الفلسطينية ما زال الفلسطينيون يراهنون على حل قضيتهم العادلة باقامة دولتهم بغض النظرعما تقوم به اسرائيل من خلق الوقائع على الارض من خلال زيادة وتيرة الاستيطان وسلب الاراضي.
منذ فترة اخذت تتزايد التصريحات الدولية والعربية حول نفاذ الوقت بحل الدولتين وصعوبته، واخر هذه التصريحات صدر عن مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان اثناء مناقشة حول الشرق الاوسط في مجلس الامن الدولي والذي قال، ان حل اقامة دولة فلسطسنية عن طريق المفاوضات يبتعد والوقت يضيق بالنسبة للحفاظ على هذا الحل.
ان الجهات الغربية والامم المتحدة وبعض الاطراف العربية تهدف من هذه التصريحات ايهام الفلسطينيين بأن الوقت ينفذ ولم يبق اماهم سوى القبول بالحلول المقترحة من قبل اسرائيل والا لن ينالوا شيئا بسبب الاستطيان الذي ابتلع الارض الفلسطينية، والحلول الاسرائيلية ان وجدت فهي معروفة وتتمثل في تقديم اراض مقطعة الاوصال جغرافيا، ولا تريد اسرائيل رؤية اي دولة فلسطينية قابلة للحياة الى جانبها، ولكنها تريد ان يعيش الفلسطينيون في كانتونات وان تتحكم بكل مفاصلها بدون سيادة وانما كانتونات تابعة، ومن شروط اسرائيل ايضا بأن لا يطرح الفلسطينيون قضية عودة اللاجئين وعدم المطالبة بالقدس، فاسرائيل اثارت قضية اللاجئين اليهود  الذين هاجروا من الدول العربية الى اسرائيل من اجل مقايضة قضيتهم بقضية اللاجئين الفلسطينيين وعدم  طرح عودتهم الى الاراضي التي هُجروا منها وحل مسألتهم في الدول التي يعيشون فيها.
من الواضح ان عامل الوقت حتى هذه اللحظة يعمل لصالح اسرائيل بسبب الانقسام الفلسطيني والضعف والتشرذم العربي وخاصة بعد ثورات الربيع العربي، اذ هُمشت القضية الفلسطينية وأّهملت لصالح القضايا الداخلية في  الدول العربية والاهتمام بقضايا اخرى  ومن اهمها الازمة السورية، أما اسرائيل من جهتها تعمد طوال الوقت الى طرح الحلول التي تضمن لها امنها غير عابئة بحل جدي للقضية الفلسطينية، وهي تنتظر الى ما ستؤول اليه الاوضاع في المنطقة وخاصة بعد الثورات في بعض الدول العربية وكيف ستنتهي الازمة السورية وايضا ايجاد حل لملف ايران النوويي اما حربا واما سلما، فاسرائيل وبالرغم من الدعم الغير محدود الذي تحصل عليه من قبل الولايات المتحدة تنتظر نتائج الانتخابات وتأمل بدعم أكبر وفوز الجمهوريين الذين بالتأكيد يتبنون رؤيتها بالنسية الى حل القضية الفلسطينية، وبغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الاميركية فكلا الحزبين  لن يكونا مع حل القضية الفلسطينية بالمدى المنظور.
لذلك لجأ الفلسطينيون الى الامم المتحدة بعد نفاذ صبرهم من وعود اوباما بحل الدولتين ومراوغة وكذب رئيس الحكومة الاسرائيلي بينيامين نتنياهو، وعلى اغلب الظن بانه ليس هناك عاقل في الوطن العربي وفي العالم يرى ممارسات اسرائيل الاستيطانية والقمعية ويظن بان اسرائيل تريد السلام او إرجاع الاراضي التي احتلتها عام 1967 الى الفلسطينيين، ولذلك يجب على الفلسطينيين ان لا يقبلوا بالحلول  التي لا تضمن كامل الحقوق لان اي حل من هذا النوع ينهي حلم الشعب الفلسطيني بإقامة دولته، ولكن هناك قيادات فلسطينية مستعدة للقبول بالحلول الوسط وتريد انشاء دولة على مقاسها الخاص، وهذا يجب عدم السماح به وعدم التنازل عن الارض الفلسطينية مقابل حلول أنية لا تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.
 ان عامل الزمن يجب ان لا يُقلق  الفلسطينيين  لان الارض موجودة والشعب باق على هذه الارض بالرغم من اقامة المستعمرات الغير شرعية حسب القانون الدولي، ويتبنى رئيس الحكومة الاسرائيلية بينيامين نتنياهو سياسة استيطانية مسعورة من خلال تشريع البؤر الاستيطانية وتسهيل اجراءات التخطيط والبناء في المستوطنات، ويحاول تبني قرار اعتبار الضفة الغربية اراض غير محتلة، لذلك يجب على الفلسطينيين التمسك بالحقوق مهما طال الزمن، وممارسة المقاومة بكافة الوسائل المتاحة من اجل استرجاع الاراضي المحتلة.
فالامم المتحدة هي المكان الطبيعي لحل القضية الفلسطينية، والفلسطينيون يعتمدون على الحق الذي اعطتهم اياه القرارات الدولية، ولذلك يجب عليهم التوجه الى الامم المتحدة متسلحين بالحق الذي تضمنه هذه القرارات، ولكن هذا الحق يجب ان يكون متسلحا ايضا بالوحدة الوطنية وممارسة المقاومة الضاغطة بكافة اشكالها ضد الاحتلال الاسرائيلي وايضا مستندا الى دعم عربي على جميع الصعد.
بالرغم من ان خطوة الرئيس عباس لطلب الحصول على وضع دولة غيرعضو بالأمم المتحدة لها من يؤيدها ومن يعارضها في صفوف الشعب الفلسطيني، ولكنها تعتبر خطوة لتحريك هذه القضية وفضح معاييراميركا المزدوجة التي تستعمل نفوذها من اجل افشال هذه الجهود من خلال ممارسة الضغوط على السلطة الفلسطينية مباشرة بقطع المساعدات المالية او من خلال ممارسة الضغوط على الدول الاخرى من اجل افشال المسعى الفلسطيني.
وكذلك تتبنى واشنطن وتدعم الموقف الاسرائيلي ازاء مسألة اجراء مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل بدل ذهاب الفلسطينيين الى الامم المتحدة، اذ تقول واشنطن إن إقامة دولة فلسطينية لا يمكن ان يتحقق إلا من خلال المحادثات المباشرة، وبالتأكيد ان اصرار الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل على المحادثات المباشرة هدفه الالتفاف على القرارات الدولية وتقديم حلول منقوصة واقل مما نصت عليه هذه القرارات بشأن حل القضية الفلسطينية.
ان الظروف الحالية لا تصب في صالح القضية الفلسطينية لاسباب عديدة واهمها الانقسام الفلسطيني الداخلي والضعف العربي، ولكن يجب الرهان على تحسن الظروف الداخلية والاقليمية لصالح الشعب الفلسطيني وعدم تقديم أي تنازلات التي من شأنها أن تؤثر سلباً على مستقبل هذه القضية برمّتها.
كاتب فلسطيني
ielcheikh48@gmail.com