قمة "ايبك" تعيد فلاديفوستوك إلى الأضواء/ د. عبدالله المدني


مؤخرا إستضافت روسيا للمرة الأولى القمة السنوية العشرين للمنتدى الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادىء (أيبك) والذي يضم في عضويته 21 دولة تطل جميعها على المحيط الهادي، وتمتد من الصين إلى تشيلي، وتمثل 44 بالمئة من تجارة العالم، ونحو 40 بالمئة من سكان الكرة الأرضية.
وقد إختارت الحكومة الروسية مدينة "فلاديفوستوك" الواقعة على سواحل بحر اليابان في أقصى سيبيريا، والبعيدة عن موسكو بنحو 6500 كيلومتر مكانا لإستضافة القمة التي عقدت تحت شعار "التوحيد من أجل النمو، والإبتكار من أجل التقدم"، فأعادت بذلك الأضواء إلى مدينة كاد العالم أن ينساها من بعد أن كانت زمن الإتحاد السوفيتي، القاعدة الرئيسية لترسانة موسكو البحرية، والتي بسببها جعلها قادة الكرملين من عام 1958 وحتى عام 1992 مدينة مغلقة يحظر على الأجانب دخولها.
وعلى الرغم من أهمية هذه المدينة لإستراتيجيات موسكو في الشرق الأقصى، ومكانتها التاريخية والثقافية والفنية منذ القرن 19 كمركز لإنطلاق الرحلات والبعثات العلمية، وكحاضنة لمئات المعالم الأثرية، وكمستضيفة لعشرات المهرجات السينمائية والموسيقية والمسرحية السنوية، وعلى الرغم من دورها المشهود في إعداد الكوادر الإدارية والصناعية والجيولوجية والبيئية، وإحتضانها للعديد من المنشآت الصناعية المدنية والعسكرية (مثل منشأت صيد الأسماك وتعليبها، ومصانع صنع الماكينات البحرية والقوارب السريعة وأحواض بناء وإصلاح السفن) فإنها لاقت الإهمال طويلا من صناع القرار في موسكو. ويبدو أن الأخيرة أرادت الحيلولة دون خروج ضيوفها من قادة "إيبك" بذلك الإنطباع، فقررت أن تنفق مبلغا خياليا هو 700 بليون روبل أو ما يعادل 21 بليون دولار على تحسين وتطوير البنية التحتية المتهالكة لهذه المدينة التي يقطنها نحو ستمائة ألف نسمة، وتحويلها إلى بوابة باسيفيكية، ومركز عالمي للتعاون الدولي، وميناء رئيسي لربط إقتصاديات الشرق الأقصى بالإقتصاديات الغربية في أوروبا.
وقد أستثمر المبلغ المذكور في بناء الفنادق والجسور والمطارات والطرق السريعة والسكك الحديدية والقاعات والمباني الجامعية، لكن هذا العمل من جانب السلطات الروسية لئن إستحسنه البعض لتوفيره عشرات الآلاف من فرص العمل في قطاع البناء وغيره، فإنه جوبه بإنتقادات شديدة من قبل البعض الآخر بحجة أنه تبذير للمال العام من أجل قمة لن تستغرق سوى أسبوع.
لكن السؤال الذي لا بد من طرحه هو هل نجحت موسكو في تحقيق ما أرادت تحقيقه أثناء إستضافتها للقمة المذكورة؟
لقد هيأت موسكو نفسها للدفاع عن فكرتها المتمثلة بأنه حينما تتضاعف المبادلات التجارية بين دول آسيا وأوروبا خمس مرات بحلول عام 2020 (كما هو متوقع)، فإنه لا مفر أمام هذه الدول من الإعتماد على روسيا الإتحادية وحدها، بإستخدام الطرق البرية والحديدية والبحرية التي قامت بتطويرها من أجل أن تلعب دور حلقة الوصل ما بين منطقة آسيا والمحيط الهادىء، والاتحاد الأوروبي. كما إستعدت لمواجهة المبادرة الإمريكية الخاصة بالشراكة الاقتصادية الاستراتيجية بين دول المحيط الهادي، والمتمثلة في اتفاقية تجارة حرة بمنطقة المحيط الهادي، والتي قامت واشنطن بدعوة بعض الدول الآسيوية للانضمام إليها دون روسيا أو الصين.
غير أن ما حدث هو أن ثلاث مسائل خلافية رئيسية طغت على أعمال القمة وألقت بظلالها القاتمة عليها بصورة لم تترك معها فرصة للتداول حول مضامين الأجندة الرئيسية للقاء وعلى رأسها تحرير المبادلات التجارية والإستثمارية، وتقوية التعاون الإقتصادي.
هذه المسائل الثلاث تمثلت في:
• ما يسود العلاقات الإمريكية – الروسية من خلافات وصراعات حول النفوذ في منطقتي الشرق الأقصى والشرق الأوسط ، وحول الموقف من أطراف ثالثة كسوريا وإيران أوقضايا مثيرة للجدل كقضيتي برامج إيران النووية، ونصب شبكة للصواريخ الأطلسية المضادة بالقرب من التخوم الروسية.
• ما بات ملاحظا من علامات عدم الثقة بين واشنطون وبكين، خصوصا بعد الإنتقادات المتكررة من قبل واشنطون للصينيين حول ملفات حقوق الإنسان والملكية الفكرية والإغراق التجاري.
• التوترات السياسية في منطقة المحيط الهاديء والمهددة للسلم والتعاون والإستقرار الإقليمي، وهي قائمة بين لاعبين كبار مثل اليابان وكوريا الجنوبية والصين وروسيا الإتحادية وبعض أقطار منظومة آسيان حول أحقية السيادة على بعض الجزر المتنازع عليها منذ فترة طويلة مثل جزر الكوريل (تتنازع عليها اليابان وروسيا) وجزر سبارتلي (تتنازع عليها الصين مع الفلبين وماليزيا وتايوان وفيتنام وبروناي) وجزر تاكشيما (تتنازع عليها الصين وكوريا الجنوبية) وأرخبيل ديايو/سينكاكو (تتنازع عليه اليابان والصين وتايوان).
وهكذا فإن من راهن على أن تباطيء معدل النمو في العالم والأزمة النقدية في منطقة اليورو سوف يدفعان منتدى إيبك نحو تعزيز النمو عبر تحرير التجارة وتوثيق العلاقات الاقتصادية البينية، وجد أن النزاعات الحدودية والتوترات السياسية المصاحبة، إضافة إلى قرب إنتقال السلطة في بكين من زعيمها الحالي "هو جينتاو" إلى زعيم جديد، وإحتمال خروج باراك أوباما من البيت الأبيض، وهشاشة وضع الساسة الحاكمين حاليا في طوكيو، وقرب إجراء إنتخابات عامة في كل من كوريا الجنوبية واليابان كلها عوامل أضعفت من عزيمة أعضاء المنتدى على تنحية خلافاتهم جانبا من أجل الصالح الإقليمى، بل حالت أيضا دون الموافقة المطلقة على المبادرتين اللتين تقدمت بهما موسكو للقمة وهما: إصدار شهادة واحدة للمنتجات السمكية في إطار التعاون الإقتصادي لبلدان آسيا/الباسيفيكي وذلك للحيلولة دون الوقوع في مشاكل الصيد البحري غير المشروع، وإنشاء مؤسسات تلاحق المظالم الإستثمارية في جميع إقتصاديات الإيبك.
لذا كان حديث الزعيم الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمره الصحفي في ختام أعمال القمة عاما وفضفاضا وأقرب إلى التمنيات. فقد ركز حديثه على أن خيار بلاده هو المشاركة والتعاون مع بقية أعضاء المنتدى بإتجاه التكامل ولا سيما في مجالات العلوم والتكنولوجيا الحديثة والطاقة، معربا عن أمله بسرعة تخطي منطقة اليورو لأزمتها الإقتصادية كي يلقي ذلك بظلاله إيجابا على النمو في منطقة آسيا/ الباسيفيكي (تمثل واردات أوروبا حوالي خمس إجمالي صادرات منطقة آسيا/الباسيفيكي ويستحوذ المستثمرون الأوروبيون على نحو ثلث الأصول المالية في المنطقة)، ومضيفا أن روسيا تحاول اجتذاب الاستثمارات لتنمية أقاليمها في الشرق الأقصى، وأنه يمكن أن توظف الاستثمارات الصينية في مجالات مختلفة، كالتقنيات العلمية المعاصرة وفي صناعة السفن والطائرات النفاثة الكبيرة، والمروحيات الضخمة التي تزيد حمولتها عن 20 طنا، ويمكن استخدامها للإنقاذ في حالات الطوارئ والكوارث الطبيعية.
أما البيان الختامي للقمة فقد جاء هو الآخر فضفاضا دون الدخول في التفاصيل العملية. إذ تضمن ان المنتدى ناقش مسألة الأمن الغذائي، وتطوير الاستثمارات في القطاع الزراعي والاتفاق مع اليابان على مكافحة الصيد البحري غير المشروع، وجرى الاتفاق على تطوير التبادل التجاري بين دول ابيك والاتحاد الأوروبي عبر ممرات روسية وفي الفضاء الاقتصادي الموحد (روسيا، بيلاروسيا، كازاخستان)، وعن طريق القطب المتجمد الشمالي. إلى ذلك قال البيان أن المنتدى إتفق على التبادل في 54 مجموعة سلعية في مجال البضائع البيئية،  وعلى التكامل الإقليمي في الإقتصاد، وعلى توحيد العلاقات مع الإتحادات النقابية من أجل مكافحة البطالة، ومشاركتها في اتخاذ القرارات الاقتصادية الإستراتيجية، وعلى حماية البيئة وتنظيف الطبيعة من مخلفات الصناعات الكبيرة بما في ذلك الأنهار والمجمعات المائية الأخرى.
د. عبدالله المدني
*باحث ومحاضر أكاديمي في الشأن الآسيوي من البحرين
تاريخ المادة: أكتوبر 2012
البريد الإلكتروني:elmadani@batelco.com.bh

عباس على وشك التراجع مجددا/ نقولا ناصر

(لم يتحدد بعد أي تاريخ لعرض طلب التصويت على قبول فلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحدة على جمعيتها العامة لأن "مشروع القرار" ليس جاهزا)

كل الدلائل تشير إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس على وشك التراجع مجددا، للمرة الثانية خلال عام، لتضييع فرصة الاستفادة من وجود أكثرية كافية في الجمعية العامة للاعتراف بفلسطين دولة مراقبة غير عضو في الأمم المتحدة، تحت غطاء منح "فرصة قد تكون الأخيرة"، بل "وهي الأخيرة"، للمجتمع الدولي لإنقاذ "عملية السلام" كما قال في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخميس الماضي.
ويتذرع عباس بمسوغات لا يجادل أحد في كونها قاهرة، مثل الضغوط والتهديدات من الولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي بقطع شريان الحياة المالي لسلطة الحكم الذاتي الفلسطينية، وانشغال جامعة الدول العربية بأولويات إقليمية تهمش مركزية القضية الفلسطينية على جدول أعمالها، وانكفاء دول "الربيع العربي" إلى شؤونها الداخلية، وضعف الموقف الفلسطيني الناجم عن الانقسام الوطني، لكنها مسوغات يجادل كثيرون بإمكانية التغلب عليها لو قرر عباس بصورة جادة البحث عن استراتيجية بديلة للاستراتيجية التي حاصرته وشعبه وقضيتهم في سجن الارتهان لها.
ففي اجتماع "خاص" مع قادة اليهود الأمريكان في نيويورك مساء الاثنين الماضي، استضافه رئيس مركز اس. دانييل ابراهام للسلام في الشرق الأوسط روبرت ويكسلر، تمسك عباس بذات الاستراتيجية عندما قال إنه "من الواضح اليوم لغالبية الفلسطينيين أن تحقيق الحلم الفلسطيني يتطلب اتفاقا وتسوية تاريخية مع إسرائيل"، مما دفع ويكسلر إلى التصريح بعد الاجتماع بأن عباس "معني حقا بايجاد صيغة للعودة إلى المفاوضات"، في "المستقبل القريب"، "إذا وافقت تل أبيب على تجميد بناء مستوطنات جديدة".
لكن كان أهم هذه التسريبات هو أن عباس أوضح بأنه "قرر عدم تجديد محاولته طلب" التصويت على الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة "هذا الأسبوع"، بعد أن "طلبت منه شخصيا وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الامتناع عن ذلك"إلى ما بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية في السادس من الشهر المقبل، بالرغم من القول الذي نسب إليه في اجتماع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في الخامس عشر من هذا الشهر إن الحصار الاقتصادي للسلطة الفلسطينية تطبقه أولا وفي المقدمة الولايات المتحدة.
ولم ينف عباس أو الناطقون باسمه تلك الأقوال التي حرص مضيفوه على تسريبها إلى وسائل الإعلام الأمريكية، أو يصححها، في الأقل حتى كتابة هذه السطور، لكن وزير خارجيته د. رياض المالكي لم يترك مجالا لعدم تصديقها عندما أعلن أنه لم يتحدد بعد أي تاريخ لعرض الطلب على التصويت في الجمعية العامة، لأن "مشروع القرار" أو مسودته ليس جاهزا، وأن عباس أصدر تعليماته للوفد الفلسطيني في الأمم المتحدة للبدء في الاتصالات والتحضيرات لصياغة مشروع القرار.
ومن الواضح أن هذه حجة واهية غير مقنعة للتغطية على الاستجابة لطلب هيلاري كلينتون الامتناع عن القيام بأية "أفعال أحادية الجانب في الأمم المتحدة في قضايا يمكن تحقيقها فقط عبر مفاوضات مباشرة" مع دولة الاحتلال الإسرائيلي كما قالت ايسثر بريمر، مساعدة كلينتون لشؤون المنظمات الدولية، يوم الجمعة الماضي، فبعد عامين من الإعلان عن قراره التوجه إلى الهيئة الأممية وعشرات الزيارات الرئاسية والاتصالات مع العواصم العربية والدولية لهذا الغرض يصبح أي حديث عن كون مشروع القرار "ليس جاهزا" ورقة توت بالكاد تكفي للتغطية على قرار جديد بالتراجع مجددا.
وإذا كان مسوغ الضغوط الأمريكية ومن دولة الاحتلال جليا ساطعا كالشمس لا يترك مجالا للشك في جدية تهديداته، فإن مماطلة جامعة الدول العربية وترددها في دعم الطلب الفلسطيني، في ضوء نصيحة أمينها العام د. نبيل العربي بتأجيل طلب التصويت عليه في الجمعية العامة، هي مسوغ لا يزال يشوش وضوحه حرص قيادة منظمة التحرير على لغة دبلوماسية ملتبسة في التعامل معه حرصا على عدم قطع "شعرة معاوية" مع الجامعة العربية و"مبادرة السلام العربية" التي تتبناها الجامعة وقمم رؤسائها، بالإضافة طبعا إلى الحرص الفلسطيني على وفاء المانحين من دولها بتعهداتهم المالية للسلطة الفلسطينية.
وإذا لم يكن من المتوقع أن يأتي نظام الجامعة العربية بجديد في الأمم المتحدة أو خارجها يمكنه أن يغير في ما وصفه الرئيس المصري محمد مرسي ب"مأساة العصر" في خطابه أمام الأمم المتحدة يوم الأربعاء الماضي، فإن متغيرات "الربيع العربي" قد شغلت الأنظمة الجديدة المنبثقة عنه بشؤونها الداخلية انشغالا لا يبدو حتى الآن أنه سوف يسمح لها في أي وقت قريب بأي تغيير جذري في مواقف الأنظمة السابقة في دولها من القضية الفلسطينية، كما يتضح في الحالة المصرية من خطاب مرسي المشار إليه.
صحيح أن الرئيس مرسي قال في كلمة افتتاحه لأعمال مجلس الجامعة العربية بالقاهرة في الخامس من الشهر الجاري إن الأمة العربية هي جزء لا يتجزأ من رؤية مصر لأمنها القومي وسوف تعود مصر إلى أمتها "بكل قوة"، و"لن تنهض أمتنا العربية دون حل عادل للقضية الفلسطينية"، و"لم يعد ممكنا الاستمرار في تجاهل الواقع الفلسطيني"، ووصف ما يسمى "عملية السلام بأنها "عملية بلا مضمون، من مفاوضات لا نهاية لها وترتيبات غير جادة تضيع الوقت والفرص"، لكن كل ذلك لا يعدو كونه مجرد إعلان نوايا يعيد للشعب الفلسطيني بعض الأمل في ترجمته إلى أفعال مستقبلا، لكنه إعلان نوايا محكوم في الوقت الحاضر بسقف التركة الثقيلة التي أورثها لمصر نظام حكمها السابق، كما اتضح من خطاب مرسي في الأمم المتحدة.
صحيح أن الرئيس المصري بقوله "إن أولى القضايا التي ينبغي أن يشترك العالم في بذل كل جهد ممكن لتسويتها على أسس العدالة والكرامة هي القضية الفلسطينية" قد منح أولوية لهذه القضية دفعتها إلى الهامش أحداث "الربيع العربي" وغيرها من القضايا الإقليمية الساخنة في إيران وسورية، غير أن سقف الموقف المصري الجديد هو سقف الجامعة العربية ومنظمة التحرير، وكما قال: "لقد اختارت القيادات الفلسطينية مجتمعة طريقا واضحا للحصول على حقوق الشعب الفلسطيني داخل وخارج أرض فلسطين، وساندها العالم العربي في هذا الخيار، بل وقدم مبادرة شاملة للسلام، ... سلام يؤسس دولة فلسطينية، مستقلة، ذات سيادة، ويحقق أمنا واستقرارا طال انتظاره لجميع شعوب المنطقة"، وهو كذلك سقف الاتفاقيات التي قيد بها النظام السابق سيادة مصر وحرية قراراها، ولذلك قال مرسي "بوضوح، لمن يتساءلون عن مواقفنا مما أبرمناه من معاهدات واتفاقيات دولية، اننا ملتزمون بما وقعنا عليه".
إن استدراك مرسي بالقول "اننا في نفس الوقت داعمون للحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف، عازمون على مواصلة العمل إلى جانب الفلسطيني لينال كل حقوقه"، بما في ذلك تأييد طلب عضوية فلسطين في المنظمة الأممية، هو تعبير عن حسن النوايا، لكن فك الحصار العربي عن قطاع غزة من بوابته المصرية لا يزال اختبارا لحسن النوايا لم ينته منه العهد الجديد بعد، وعلى سبيل المثال فإن الأنفاق المغلقة تحت سطح الأرض لم تجد بديلا لها فوق سطحها، لا في منطقة تجارة حرة على الحدود ولا في معبر تجاري بدل معبر كرم أبو سالم. حقا إن تركة النظام السابق ثقيلة.
* كاتب عربي من فلسطين  
* nassernicola@ymail.com

الدين والسياسة/ محمد محمد على جنيدي

الخلط بين السياسة والدين، أمرٌ غاية التعقيد، وهو الذي من أجله نشأ الفكر العلماني والليبرالي واليساري أيضا، تكمن المشكلة عندما يستخدم الدين في تحقيق مصالح سياسية لا تتفق مع مبادئه وقيمه أو عندما يعكس بعض أعضاء تيار الإسلام السياسي سلوكا يصطدم بأخلاقيات الدين!، فتكون المحصلة رفض الرأي العام فكرة إنزال الدين بقداسته، لساحات من صراع المصالح التي لا تقف كثيرا عند ما هو شرعي وغير شرعي، والتاريخ يحفظ لنا مشاهد متكررة لهذا الصراع في أزمنة متعاقبة، وأرى أن أفضل الحلول لإحداث شيئا من التوافق وإيجاد بعدا آخر يمكن أن يقلص من تكرار مشاهد الاشتباك والارتباك.. هو فكرة أن يتقبل أصحاب فكرة (  الإسلام السياسي ).. العمل في هذا المناخ وفق مرجعية المبادئ الإسلامية التي لا يختلف عليها أحد، أما وإدخال الدين في تفاصيل التفاصيل!، فأعتقد أن الإسلاميين أنفسهم سيختلفون فيما بينهم على ذلك، ويرجع السبب في ( المعتقد ) حسبما يراه كل منهم وينحاز له دون قبول حقيقي للفكر المقابل، هذا واقعٌ نشهد به ونقرأ عنه في التاريخ.. على الرغم أن الدين الإسلامي ذاته يتسع في كل ما هو متصل بالدنيا إقتصاديا وسياسيا وعسكريا وخلاف ذلك ليتقبل الرأي والرأي الآخر، وله في فقه المقاصد باعٌ كبير - الأهم دائما - في هذا الدين العظيم أنه يرفض بشكل قطعي تلك المصالح التي تقطف ثمارها بإضرار الآخرين أو التي تصطدم مع تحقيق مبادئه.

الإعلام المصرى وسياسة لا تتغير/ ايمان حجازى

ولأنى أمر بمرحلة سكنية إنتقالية ولأنى أخضع لسلطة فنى تركيبات الستاليت ومواعيده فمازلت مبتلية بالقنوات المحلية
وعليه فقد شاهدت صباح هذا اليوم على القناة الأولى مذيع جهبذ آخر حاجة يصف مصر ويترنح بأنها دولة زراعية .................... ولم تكن هذه هى
الصاعقة الوحيدة حيث صدمنى ضيفه العبقرى حين أضاف بأن مصر دولة ليست زراعية فحسب بل هى دولة صناعية وسياحية !
فركت فى عينى وقلت لنفسى خير اللهم إجعله خير , وغمزت نفسى كدة لعلى مازلت نائمة وأحلم حلما سعيدا , ولكنى للأسف كنت فى منتهى
 اليقظة , ولذلك تساءلت عن أى مصر يتحدثون !!!!؟
عن مصرنا التى نعرفها
عن مصرنا التى نحياها
عن مصرنا التى تحتوينا وتتحملنا على أرضها ونتحملها بظروفها الصعبة !!!!!
مصر كما لا نعرفها - وكما ذكرها المذيع الجهبذ - دولة زراعية ,, وهى ليس بها أرز ولا قطن ولا قمح ولا قصب سكر !!!
مصر كما لا نعرفها - وكما ذكرها الضيف العبقرى - دولة صناعية ,, وهى تصنع الشيبسى والماستيكة ............... هى دولة صناعية وقد غزتها الصين بل
 وإحتلتها من الإبرة للصاروخ كما يقولون
هذا ما يغذى به الإعلام الحكومى عقول البسطاء فى البيوت ..... ولكن ما لا يجول فى خاطر هؤلاء أن البسطاء ليسو بلهاء ولا أغبياء وقد يرجعون عليهم
 بالسؤال الأكثر أهمية
لما كانت مصر دولة - ماشاء الله - زراعية صناعية سياحية - بإمتياز - لماذا هذا العجز فى خزينة الدولة !!!!
لماذا تزداد الأسعار بينما المرتبات لم تعد تكفى لوفائها بحقها !!!!
لماذا تقترض الحكومة من بنك النكد الدولى بشروطه !!!!!
لماذا تقع الحكومة فى حيص بيص وتضرب أخماس فى أسداس مع بداية كل شهر لتوفير مرتبات العاملين مثل الزوجة حديثة العهد بالزواج وميزانية الأسرة ومصاريف البيت
لماذا توعدنا الحكومة وعد الحر - الذى حتما ستفى به - وهو دراسة زيادة سعر فاتورة المياة وزيادة سعر تعريفة المكالمات التليفونية وزيادة أسعار الوقود !!! الى غير ذلك
وبعد حرق الدم
أستحلف بالله - القائمين على جهاز الإعلام الحكومى - إتقو الله فيما تبثونه من أخبار وأفكار
إتقو الله ف شعب مصر فكفاه مالاقاه وما يلقاه يوميا فى دروب الحياة ومن ضروبها ونكباتها
إتقو الله ................ إتقو شر غضبة الحليم الذى تشحنوه دوما ضد الحكومة وأفعالها - سواءا بقصد أم بحسن نية
يا جهاز الحكومة الإعلامى ........ من يتقى الله يجعل له مخرجا

ألا هل بلغت اللهم فإشهد

عبد الناصر...علاقة مبكرة مع فلسطين وقضيتها/ محمود كعوش

على غير ما اعتدنا عليه في الأعوام السابقة تطل علينا ذكرى رحيل القائد التاريخي جمال عبد الناصر هذا العام في أجواء من الأمل والتفاؤل بعثتها عودة المناضل الناصري حمدين صباحي إلى الساحة السياسية المصرية من خلال إطلاقه حركة التيار الشعبي المصري وسط حشد جماهيري كبير شهده ميدان التحرير وسط القاهرة، مستندا الى تأييد شعبي غير متوقع كان قد مكنه من احتلال المرتبة الثالثة في الانتخابات الرئاسية الاخيرة. وحركة التيار الشعبي هي حركة تسعى للتصدي لهيمنه الاسلاميين المتهمين بالابقاء على الفوارق الاجتماعية وعلى النزعة السلطوية لعهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك ونظامه البائد.
مع حلول الذكرى الأليمة أرى أن من المفيد التذكير بأن قائد ثورة 23 يوليو/تموز 1952 المجيدة وصاحب الفكر الناصري الذي لم يزل يتجدد في عقول وقلوب الشباب العربي جيلاً بعد جيل وعاماً بعد عام كان هو السباق بين الحكام العرب في الدعوة إلى عقد مؤتمرات القمة العربية من أجل القضية الفلسطينية منذ عام 1964، وقد مضى في تبنيها حتى رحيله في 28 سبتمبر/أيلول 1970

ومن المفيد التذكير أيضاً بأن علاقة جمال عبد الناصر بهذه القضية قد تصدرت على الدوام أولوياته القومية باعتبارها قضية العرب المركزية. وعادت تلك العلاقة إلى فترة مبكرة جداً من حياته الدراسية والعسكرية والسياسية، فبعد صدور قرار تقسيم فلسطين في 29 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1947 تشكلت لديه قناعة مفادها "أن ما يحدث في مصر وما يحدث في فلسطين هو جزء من مخطط استعماري يستهدف الأمة العربية كلها". وانتقلت تلك القناعة إلى إخوانه من الضباط الأحرار، بحيث استقر رأيهم منذ اجتماعهم الأول على ضرورة مساندة المقاومة الفلسطينية من خلال الانضمام إلى فرق المتطوعين العرب التي كانت قد بدأت تتشكل في العاصمة السورية دمشق وعواصم ومدن عربية أخرى كثيرة.
وعندما تأكد له انحياز بريطانيا إلى جانب الصهاينة في عدوانهم السافر والمتواصل على الفلسطينيين، رأى جمال عبد الناصر أن لحظة الدفاع عن الحقوق العربية قد أزفت لأن ما حدث في فلسطين مثل انتهاكاً صارخاً للعدالة الدولية والكرامة الإنسانية في آن معاً. وأتبع ذلك بخطوة عملية تمثلت بطلب الحصول على إجازة من الجيش المصري ليتمكن من الانضمام إلى صفوف المتطوعين. وشاءت الصدفة أن تأمر الحكومة المصرية جيشها بالتحرك العاجل للمشاركة في حرب الدفاع عن عروبة فلسطين قبل أن يُبت بذلك الطلب، فكان لعبد الناصر ما أراد وخاض غمار تلك الحرب وتردد اسمه بشكل مدو في معارك أسدود والنقب وعراق المنشية، كما اكتسب شهرة كبيرة في حصار الفالوجة. وتقديراً لبطولاته وتميزه في ساحات الوغى وتقديراً لوطنيته، منحته القيادة وسام النجمة العسكرية.
يستدل مما جاء في "فلسفة الثورة" و"الميثاق الوطني"  أن جمال عبد الناصر بعدما اكتشف أمر الأسلحة الفاسدة وعرف الطريقة التي كان يتم بها تسيير المعارك وانتبه إلى أن القيادة العليا للجيش المصري كانت تهتم باحتلال أوسع رقعة أرض ممكنة من فلسطين دون النظر إلى قيمتها الإستراتيجية أو إلى أثرها في إضعاف مركز الجيش، عمل على تكثيف وتوسيع دائرة نشاطاته من خلال السعي لإقامة تنظيم الضباط الأحرار.
وخلال حصار الفالوجة ومعركتها الشهيرة وما رافقهما من إجرام صهيوني، تولدت لدى جمال عبد الناصر قناعة راسخة بأن الحصار لم يكن يقتصر على تلك البلدة الصغيرة أو فلسطين أو قطر عربي بعينه وإنما كان يشمل الوطن العربي كله من المحيط إلى الخليج، الأمر الذي ولد لديه قناعة موازية مفادها أن "المواجهة الحقيقية للاستعمار والصهيونية والرجعية العربية إنما تبدأ في الحقيقة من داخل الوطن"، أي من داخل مصر.
وعلى ضوء تلك القناعة خلص جمال عبد الناصر وإخوانه من الضباط الأحرار إلى أن "القاهرة حيث الانتهازيون وعملاء الاستعمار يتاجرون بالقضية الفلسطينية ويشترون الأسلحة الفاسدة للجيش المصري هي نقطة البداية وليست فلسطين"، وهو ما يستدعي القول منا دون تردد أو حرج أن "حرب فلسطين 1948 بما ترتب عليها من نتائج وإفرازات وإرهاصات أسهمت إسهاماً كبيراً ومباشراً في قيام ثورة 23 يوليو/ تموز 1952 المجيدة، إلى جانب عوامل أخرى عديدة خاصة بمصر".
من منطلق نظرته إليها كأنبل ظاهرة في الأمة العربية، كان منطقياً أن يقف جمال عبد الناصر إلى جانب الثورة الفلسطينية المسلحة بثبات وصلابة، وأن يتصدى بعزم وإصرار لخصومها الداخليين وأعدائها الخارجيين. وكما هو معروف فإنه أشرف على توقيع "اتفاقية القاهرة" بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة اللبنانية في نوفمبر/ تشرين الثاني 1969 حفاظاً على الثورة الفلسطينية واستمرار مسيرتها النضالية.
وإبان أحداث أيلول 1970 في الأردن لم يدخر جمال عبد الناصر جهداً إلا وبذله من أجل وقف تلك الأحداث المريعة والمرعبة. وحتى يضع حداً لنزف الدم الأخوي الأردني ـ الفلسطيني دعا إلى عقد مؤتمر قمة عربي استثنائي انتهى إلى توقيع اتفاقية جديدة بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الأردنية، سُميت هي الأخرى "اتفاقية القاهرة". وبعد توقيع تلك الاتفاقية ووداعه القادة العرب اطمأن على الثورة الفلسطينية وخفق قلبه الكبير بحبها لآخر. رحم الله جمال عبد الناصر القائد والأب والأخ والرفيق. لقد عاش لفلسطين وللشعب الفلسطيني وقضى شهيداً من أجلهما. كم نفتقدك...كم نفتقدك!!
عزاءُنا أنه وبرغم مضي ستين عاماً على تفجر ثورة 23 يوليو/تموز 1952 وانبثاق الفكر الناصري واثنين وأربعين عاماً على غياب قائد الثورة وصاحب الفكر وبرغم كل ما تعرضت له الأمة العربية من كوارث ومصائب ونائبات، لم تزل شخصية القائد وهذا الفكر يفرضان نفسيهما بزخم وحماس ظاهرين بين الجماهير العربية التي تحتضنهما وتدافع عنهما متحدية كل صنوف القمع والقهر التي تتعرض لها من قبل أنظمة الحكم في عواصم الوطن من محيطه إلى خليجه. وهذا ما يستدعي بإلحاح إعادة طرح السؤال التالي للمرة الألف بعد المليون: ترى ألا تقتضي الحكمة أن يعترف النظام الرسمي العربي الآن وبعد كل هذا المخاض العربي الطويل بحالة التميز التي شكلتها ثورة 23 يوليو/ تموز  1952، بفكرها وتجربتها وزعامة جمال عبد الناصر التي تجاوزت البعدين العربي والإقليمي إلى البعد الدولي، بحيث يمكن أن نتوقع مع قادم الأيام أن يخطو خطوة إلى الأمام تحفز رؤوس هرمه على تقييمها ونقدها بشكل بناء وموضوعي لأخذ العبر من إيجابياتها وتقويم سلبياتها ووضعها موضع التطبيق العملي والبناء عليها، لإخراج الأمة مما هي عليه من تخبط وفقدان توازن ومساعدتها على استعادة عزتها وكرامتها ومكانتها التي تستحق بين الأمم؟ ألم تكن خير أمة أُخرجت للناس!!
كوبنهاجن في سبتمبر/أيلول 2012
محمود كعوش
كاتب وباحث فلسطيني مقيم بالدانمارك
kawashmahmoud@yahoo.co.uk

لقاءات فلسطينية مصرية بنكهة ثورة يناير/ عبدالواحد محمد


- التقى د.بركات الفرا سفير دولة فلسطين في مصر بالأستاذ الدكتور مصطفى مسعد وزير التعليم العالي بجمهورية مصر العربية، ظهر اليوم، وذلك في مقر وزارة التعليم العالي، لبحث سبل التعاون بين البلدين في مجال التعليم العالي .
  وقد هنأ د.الفرا معالي الوزير بالمنصب الجديد ناقلاً له تحيات القيادة الفلسطينية ومتمنياً لمعاليه التوفيق والنجاح في مهامه السامية، ولمصر الشقيقة دوام الخير والتقدم والازدهار.
 وأطلع السفير الفرا معالي الوزير على آخر المستجدات والتطورات في مختلف القضايا الفلسطينية؛ لاسيما توجه فلسطين بطلب للأمم المتحدة ومواجهتها للإجراءات الإسرائيلية القاسية وتعنتها فيما يتعلق بعملية السلام وتوقفها أمام العنجهية الصهيونية، وأسهب في عرض المخاطر المختلفة التي تحيط بمدينة القدس والمسجد الأقصى وتوقف عمليات التسوية واستمرار الاستيطان.
 وقام د.الفرا بطرح مجمل الأوضاع الطلابية وشتى العقبات والصعوبات التي تواجههم خاصة تلك المتعلقة بقضايا القبول والموافقات الأمنية والمصروفات الدراسية.
 ومن جانبه أكد معالي الوزير على أهمية تعزيز علاقات التعاون بين مصر وفلسطين متفهمّا كافة المطالب الفلسطينية، ووعد بدراستها بشكلٍ إيجابيٍ، مشيراً إلى سعي الوزارة لتقديم كافة التسهيلات اللازمة للطلاب الفلسطينيين في مختلف الجامعات المصرية .
 هذا وقد حضر اللقاء أ.د جلال الدين الجميعي رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات وأ.د محمد خالد الأزعر  المستشار الثقافي للسفارة الفلسطينية بالقاهرة.
وجدير بالذكر من ناحية ثانية : يعقد إتحاد المرأة الفلسطينية فرع القاهرة ، يوم السبت المقبل الموافق 29/9/2012 ، ندوة حول "حقوق الفلسطينيين الحاصلين على الجنسية المصرية "؛ وذلك في مقر الإتحاد الكائن في شارع رمسيس بالقاهرة .
حيث يحاضر فيها السيد/عادل عبد الرحمن (رئيس الجمعية المصرية الفلسطينية) ،و د.جهاد الحرازين (دكتوراة في القانون العام)، بحضور نخبة من المثقفين المصريين والفلسطينين والجالية الفلسطينية .
عبدالواحد محمد
كاتب وصحفي مصري
abdelwahedmohaned@yahoo.com

هرمية الكلمات وسباتها العميق/ مأمون شحادة

عُدْنــا والعَـوْدُ أحْمَـدُ،،، وها هو سيد الكلمات يشد الرحال عائداً بعد طول سبات من غيبوبته السياسية التي ابعدته طويلاً عن جلساته الزئبقية الموشحة بطاولات النرد والكوتشينة والدومينو.
اما سيدة "الجناس والطباق" هي الاخرى سعيدة بهذه المناسبة الجميلة، التي اعادت اليها افق المكان والزمان، وفق قالب اخطبوطي قُطِعت اطرافه واعلن عن وفاته بوفات الاخطبوط "بول".
فالتكهنات الأخطبوطية لم يعد لها في متن الحديث الا السريالية والهروب من الحقيقة، كذلك هي تصريحات سيد العبارات التي تعاني من طول النظر وقصره .
اذن، الكلمات المتقمصة التي تنتحل دور الجلسات الزئبقية بهرمها المقلوب مشابهة لنظرية الغايات ومعتادة على صَوْغ الخطاب السياسي تحت قبة الحاكم وليس البرلمان.
ان النفاق السياسي بكلماته وعباراته وعناوينه، كمن يضع لغة الواقع وسنديان الحقيقة تحت رحمة مطرقة البرنامج الانتخابي، والنتيجة واضحة كمثل شعارات الحملة الانتخابية:"يعيش الوطن"، وما فائدة الوطن بلا شعب؟، عفواً منكم،، فلا بد من طرق خزان كنفاني.
انت تعلم يا "حضرة الغائب" ان كل المواسم تركت لك الحصاد، فاحصد كما شئت، وتوهم انك تركب غيوم الصباح، فهذا موسم التعبئة والتفريغ- والعكس صحيح- .
ان ظاهرة تبادل الادوار بين الماضي والحاضر تتشابه وقول درويش في احدى قصائده: "كل ما سيكون كان"، وخماسية "السجع والجناس والطباق والمقابلة والتّصريع" اصبحت كمن يخض الماء ليصنع لبناً، وسياسة التهميش، والاحتواء، والتنصيص، والتقمص، والتمحص، والتنصل، والتجمل، والتربع، باتت معروفة للجميع، حتى ان اصغر طفل من اطفال قصة البؤساء يعرفها، فلا تكن يا سيد الاقصاء متقمصاً اكثر من حفلة تنكرية يلهو فيها الجميع وهم يعرفون بعضهم بعضا.
امام هذه التطورات المتلاحقة سئمت من عقلي وجوف رأسي الفكري، وكرهت في ذلك نظريات العقد الاجتماعي، والديمقراطية، والاشتراكية، والجمهورية، والرأسمالية، والتحزبية، والحزبية، والسامية، واللاسامية، والباراسيكولوجية، والايبستمولوجية، والميتافيزيقية، وبداية الاصل والتكوين، حتى وجدت نفسي في حضرة كتب التاريخ اقرأ الروايات والحكايا، فـ"عروة بن الورد" اخذ يطرق ابواب عقلي ويرسل اشارات "شنفرية" عجز العقد الاجتماعي عن صياغتها .

المستشارة نهى الزينى.. الوجه الناعم للإخوان/ مجدي نجيب وهبة

** تختفى فجأة .. ثم تعاود الظهور فى أوقات معينة .. ربما عندما يحتاجها الإخوان .. لتوصيل رسالة معينة لأنهم يعتبرونها الوجه الناعم لجماعة الإخوان .. تجيد دورها بكل إحتراف .. تدلى بحوارات وأراء .. وتعود لتدلى بنقيضها تماما ..
** المستشارة "نهى الزينى" .. والدها "عثمان الزينى" ، كان من قيادات الإخوان ، ووالدتها "نائلة محمد حسين العشماوى" ، شقيقة "حسن جمال الدين" ، وهو عضو مكتب الإرشاد الأسبق للإخوان المسلمين ، وقد حكم عليه بالسجن 15 سنة فى القضية رقم "5630" – محكمة الشعب – فى 16 أغسطس 1955 .. أما خالتها فهى "أمال حسنى العشماوى" ، زوجة "منير أمين الدالة" المستشار السابق بمجلس الدولة الذى فصل من عمله بعد إعتقاله مرتين لإرتباطه بالإخوان والتنظيم ..
** فى حوارها الذى أجرته بجريدة المصرى اليوم بتاريخ 24 سبتمبر 2012 .. سوف نقتبس منه بعض  العبارات للرد عليها ..
** تقول .. "إن مصر مازالت تعيش فترة إنتقالية كبيرة .. وسوف تستمر طويلا .. لأنها فترة تحول ديمقراطى ، مشيرة إلى أن الدستور الجديد سوف يكون معبرا عن المرحلة الإنتقالية ، وليس عن إرادة الأمة .. وأضافت أن الدكتور محمد مرسى ، رئيس الجمهورية ، جزء من مؤسسة الإخوان ، وهى التى تحكم ، وأن الجماعة لديها شعور فوقى وإستعلائى ، حتى على التيارات الإسلامية الأخرى" ..
** وللرد على هذه النقطة .. يبدو أن المستشارة "نهى الزينى" قررت فجأة مع نفسها أن يحكم مصر الإخوان .. فهى فترة إنتقالية كبيرة .. ونتساءل ، هل هذه الفترة تقصد بها أخونة الدولة بالكامل .. أم تقصد إرغام الشعب على تقبل حكم الإخوان .. أم تقصد تغير المناهج التعليمية حتى تساير حكم الإخوان ..
** أما ما يثير الإندهاش .. أن المستشارة "نهى الزينى" ترى أن الدستور الجديد لن يكون معبرا لإرادة الأمة ، وتعود لتتلاعب بالمعانى والألفاظ ، وتقول "لكنه معبرا عن المرحلة الإنتقالية " .. فبالله عليكم .. نريد تفسير لهذا المعنى .. ونقول لدكتورة التجميل لفكر الإخوان .. متى يكون هناك دستور معبر عن إرادة الأمة .. هل هذا الدستور بعد أخونة مصر وكل الشعوب المحيطة بها .. وتغير خارطة الطريق ، وتقسيمها .. الله أعلم !!...
** وتواصل المستشارة حوارها .. وتضيف أن الدكتور "محمد مرسى" ، رئيس الجمهورية  ، جزء من مؤسسة الإخوان ، وهى التى تحكم .. وهنا نتوقف قليلا .. الدكتور محمد مرسى جزء من مؤسسة الإخوان وهى التى تحكم .. والإخوان لديهم المرشد العام "محمد  بديع" .. وهم يدينون بالولاء والطاعة للمرشد العام .. وليس للدكتور محمد مرسى" .. إذن ، فمصر يحكمها المرشد العام للإخوان المسلمين .. وهذا كلام المستشارة وحوارها ..
** وأنا بصفتى مواطن مصرى مسيحى .. لا أوافق على حكم المرشد .. وبالتبعية لا أوافق على أن يكون رئيس مصر هو أحد رموز وكوارد جماعة الإخوان المسلمين !! ..
** وهذه رسالة للشعب المصرى الذى غرر بالكلام المعسول لجماعة الإخوان المسلمين .. ويسعون لحكم مصر ، فعلى الشعب المصرى أن ينتبهوا أن الجماعة هى التى تحكم .. بمعنى أن المرشد هو الذى يحكم !!! ..
** وتعود المستشارة ، لتضخم فى فكر الجماعة .. وتحولهم إلى مجموعة من الطاووس .. فهى لديها شعور فوقى وإستعلائى حتى على التيارات الإسلامية الأخرى .. فما بالنا بالإخوة المسيحيين .. وهذا يفسر تصريح "محمد مرسى" فى حواره التليفزيونى ، أن الذى يقرر عمل الأقباط والمرأة هم شيوخ الأزهر الأفاضل .. وهذه كارثة أخرى لم يلتفت إليها أحد من الأقباط .. بأن مصر لم تعد دولة ، لها نظام ديمقراطى .. ولكنها دولة الخلفاء الراشدين ..
** ثم تطالب المستشارة بتطهير القضاء على جميع المستويات .. مؤكدة أن فساد نظام الحكم لأكثر من 30 سنة .. أضر بكل المؤسسات بما فيها القضاء ..
** وهنا نود أن نذكر المستشارة ، بأن الزعيم الراحل "عبد الناصر" لم يتدخل فى أحكام القضاء فى يوم من الأيام .. ولا الرئيس السادات .. ولا الرئيس "مبارك" .. ولكن الوحيد الذى تدخل فى أحكام القضاء هو الرئيس "مرسى" .. بل هناك محاولات لتهميش دور المحكمة الدستورية العليا .. ودمجها فى بعض المحاكم والدوائر ..
** كما صرحت فى حوارها ، وأعلنت رفضها للإشراف القضائى على الإنتخابات .. مطالبة برقابة الشعب الواعى عليها .. ونتساءل .. أى شعب ياسيادة المستشارة .. فإذا كان هناك إصرار على البلطجة والتزوير رغم الإشراف القضائى .. فما هو الحال لو أقصينا القضاة الشرفاء للإشراف على هذه اللجان .. أعتقد أنه لا داعى للإنتخابات من أصله .. ولتكون دولة بلا برلمان ، ولا قضاء ، ولا شرطة ، ولا جيش ، ولا شعب .. فهذا أفضل بكثير ..
** أما عن القرار المفاجئ للرئيس "مرسى" بإقالة المجلس العسكرى .. فقد وصفته بإنه قرار حكيم وسريع ، أكسب الرئيس شعبية وقوة فى الشارع المصرى ..
** وهنا يبدو أن الذكاء قد خان المستشارة .. فإقالة المجلس العسكرى بهذه الصورة القبيحة لجماعة الإخوان المسلمين .. فهذا أدى إلى إستياء الشارع المصرى بأكمله ، وليس كما تزعم المستشارة للتضليل فى الاخرين .. بأن هذا أكسب مرسى شعبية فى الشارع المصرى .. إلا إذا كان هناك إتفاق بالفعل بين المجلس العسكرى وأمريكا لتسليم مصر للإخوان .. وهذا ما حدث بالفعل ..
** أما الحوار الساذج الذى أداره "مصطفى بكرى" .. وقال فيه أن المشير أخبره بأنه دخل الحمام وعند خروجه وجد مرسى رئيسا لمصر .. فنقول للمشير ، عيب عليكم .. فأنت تعلم قبل غيرنا أن هناك وعود من الرئيس مرسى نفسه ، بأنه فى حالة فوز الفريق "أحمد شفيق" .. فسوف ينزل الجميع الميادين .. وتصريحات أخرى بحرق مصر بمن فيها .. فهل هذا كان يمكن أن يمر بالسهل فى حالة فوز الفريق شفيق دون تأمين الدولة أم كانت الدولة ستؤمن بعد خروج المشير من الحمام .. وأنه لا توجد أى إجراءات أمنية لإجهاض الفوضى ، وحماية الرئيس الجديد .. أم أن المشير بسيادته دخل الحمام وعندما خرج .. صرخ ، وجدتها ، وجدتها .. مثل أرشميدس ، ووجد مرسى رئيسا لمصر !!! ..
** أما ما قالته المستشارة عن هذا الخروج المفاجئ .. أنه وارد هناك أشياء كانت مرتبة بين الرئاسة ، وعناصر أخرى فى الجيش .. وهذا يعنى أن الجيش تم إختراقه من الإخوان .. وهنا نتفق مع المستشارة فى تحليلها ..
** وعن قرار مرسى بعودة البرلمان ، رغم صدور حكم ببطلانه من المحكمة الدستورية .. قالت ما فعله مرسى لم يكن إلتفافا على حكم القضاء .. فحكم الدستورية العليا كان متجاوزا لإختصاصات المحكمة .. لأن إختصاصها هو الحكم بدستورية القانون ، أو عدم دستوريتة ، وليس من إختصاصها حل البرلمان .. ولكن رغم خطأ الدستورية ، إلا أن قرار مرسى لم يكن إلتفاف على الحكم ، ولكن كان إسقاطا لقرار المجلس العسكرى بحل المجلس .. والقرار كان ضد قرار العسكرى ، وليس ضد المحكمة !!!..
** قد يبدى البعض إندهاشه .. فالحوار أجرته مستشارة تعى كلمة حكم .. وتعلم جيدا أن أى محكمة حتى لو محكمة درجة أولى .. فهى تحكم بصحيح القانون .. وإذا لم تحكم بصحيح القانون .. فهناك درجتان للتقاضى ، الإستئناف والنقض .. وأنه ليس من سلطة أى مواطن أيا كان ، الإعتراض على أى حكم صادر من المحكمة ، أو التعقيب على الحكم ، أو إجهاضه إلا من خلال الطرق القانونية .. المسموح بها .. ولأن المحكمة الدستورية العليا مختصة بنظر القوانين التى يعول عليها الأحكام .. فقد رأت أن هناك عوار وفساد غير مسبوق فى الإنتخابات البرلمانية الأخيرة .. وقالت فى حكمها أن هناك عوار دستورى يوجب وقف البرلمان .. أما عن جهة التنفيذ فيبدو أن المستشارة مازالت تجهل أن المحكمة ليس منوطة بتنفيذ حكم قضائى .. ولكن جهات التنفيذ المنوطة بذلك .. فهناك ما يسمى مكتب تنفيذ الأحكام ..
** أما بخصوص الحكم الصادر ضد مجلس الشعب وحل البرلمان .. فالسلطة المخولة بتنفيذه هى المجلس العسكرى .. أعلى سلطة فى البلاد ..  التى تنوب عن سلطة رئيس الجمهورية فى ذلك الوقت ..
** أما الإدعاء بأن الرئيس "محمد مرسى" وقف ضد حكم المجلس العسكرى بحل البرلمان .. فهذا كذب وخديعة يراد بها تضليل الشعب .. فإن المجلس العسكرى لم يحل البرلمان ، ولكنه نفذ ما أمرت به المحكمة الدستورية العليا ...
** ثم تناقض المستشارة نفسها فيما إدعته .. عندما أوصت من خلال نصيحة وجهتها للدكتور "محمد مرسى" عبر الإعلام بعدم عودة البرلمان ، إلا بحكم من المحكمة الإدارية العليا .. رغم أنها مستشارة ، وتعى القانون جيدا .. وتعلم أنه لا يجوز لأى محكمة الإعتراض أو نقد أو إسقاط حكم الدستورية العليا ..
** وفى نهاية حوارها .. أو الجزء التى أردنا أن نقتبسه .. فى سؤالها عن إحتمال إنقلاب عسكرى .. قالت "زمن الإنقلابات العسكرية إنتهى .. وهى إنقلابات لا بد أن يدعمها الخارج ، والخارج لن يدعم إنقلابات عسكرية فى مصر" .. وهنا نؤكد أن ما تم فى 25 يناير .. لم تكن بثورة ، ولكن كان هناك إتفاق بين المجلس العسكرى والإخوان المسلمين وأمريكا .. وهذا ما أرادته أمريكا فى مصر .. لتؤكده المستشارة "نهى الزينى" .. بأن زمن الإنقلاب العسكرى قد إنتهى ..
** وفى النهاية .. أردت أن أعرض ما أرادت أن تطرحه المستشارة "نهى الزينى" .. ولا نقول إلا لكِ الله يا مصر !!!!!!.....
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

اتفاقية كامب ديفد بين المنتصر والمهزوم/ ابراهيم الشيخ

في السابع عشر من هذا الشهر مرت الذكرى الرابعة والثلاثون على توقيع اتفاقية كامب ديفد بين اسرائيل ومصر، هذه االاتفاقية ما زالت تثير الجدل حول تعديلها أو الغائها، وخاصة بعد التغيرات التي حصلت في مصر.
 بعد فوز محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية وتسلمه السلطة تعالت الاصوات في مصر  من اجل الغاء أو اجراء تعديلات على بنود  هذهالمعاهدة، المطالبَة بإلغاء هذه الاتفاقية او التغيير في بنودها مرده الى الشعور العام في مصر وفي الوطن العربي بأن هذه الاتفاقية ابعدت مصرعن محيطها العربي والتأثير فيه، فمصر كأكبر دولة عربية تم تقزيمها وتحييدها عن دائرة الصراع العربي الاسرائيلي، وهذا بالطبع ما خططت له اميركا والدوائر الصهيونية لتستمر اسرائيل قوية دون منازع في المنطقة.
اما الحدث الثاني الذي تسبب في رفع الاصوات بتعديل اتفاقية كامب ديفد هو الهجوم على الجنود المصريين في سيناء الشهر الماضي، اذ كشفت هذه الحادثة عن ضعف وعدم حنكة  المفاوض المصري عندما تم التوقيع على الملحق الامني لمعاهدة كامب ديفد انذاك، والذي وافق على البنود المذلة والشروط التي تضمنتها هذه المعاهدة دون التفكير بمصلحة مصر، ويبدو ان مصلحة اسرائيل وامنها كانا الهدف الرئيسي من وراء توقيع هذه الاتفاقية،  ونتيجة الموافقة على هذا الملحق الامني من معاهدة كامب ديفد قد جرى تقييد تحركات الجيش المصري على اجزاء كبيرة من سيناء الذي لا يملك الحق بامتلاك الاسلحة الثقيلة والاقتراب من الحدود الاسرائيلية اكثر مما هو محدد له.
 هذا الوضع ادى الى نشوء فراغ امني كبير في هذه المنطقة، مما شجع على نشاط الجماعات المتطرفة وانشاء قواعد لها هناك بهدف شن هجمات ضد اسرائيل، ولكن بالرغم من شن الجيش المصري حملة عسكرية ضد هذه الجماعات الشهر الماضي بعد الهجوم على جنوده، الا ان هذه الحملة كما يبدو قد فشلت، إذ انها لم تحد من نشاطاتهم، وما الحوادث المتتالية في سيناء الا دليلا على ذلك.
غالبية الشعب المصري تطالب بإلغاء او تعديل الاتفاقية، لان هذه الاغلبية ترى مساوئها  وثغراتها التي تصب في مصلحة اسرائيل، بينما يتمسك الرئيس محمد مرسي الذي لا  يترك مناسبة الا ويشدد على احترام هذه الاتفاقات، الا ان التصريحات التي ادلى بها مؤخراً مستشار الرئيس المصري بأن المعاهدة سوف تُعدل ولن تُلغى قد حسمت الجدل الدائر حول الغاء هذه المعاهدة.
فمصر لا تجرؤ على الغاء هذه المعاهدة، أولاً لأنها ستفقد المساعدات التي تحصل عليها من  الولايات المتحدة والتي هي الان بأمس الحاجة اليها، والسبب الثاني هو ان الغاء المعاهدة سيضع مصر في مواجهة اسرائيل والولايات المتحدة، ومصر في الوقت الحاضر غير قادرة على مواجهتهما.
 ان التعديل في حال حصوله يجب ان يأخذ بعين الاعتبار الأخطاء التي وقع فيها المفاوض المصري، حيث أُخِذت مصالح اسرائيل فقط في عين الاعتبار، ومن غير المعروف ان كانت اسرائيل ستوافق على تعديلات تمس بمصالحها لصالح الجانب المصري.
ان اسرائيل عندما وقعت اتفاقية كامب ديفد الاستراتيجية والمهمة لمستقبلها لم تترك اي ثغرة من الممكن ان تؤثر على أمنها ومصلحتها، اما مصر فكان همها الاكبر هو استرجاع سيناء والحصول على المساعدات المادية دون النظر الى ارجاع الحقوق العربية، ولم تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات المستقبلية وتأثيرها على الامن القومي المصري، ان معاهدة كامب ديفد لم تقدم شيئا مهماً للعرب، فقد تم من خلال هذه المعاهدة استباحة امن مصر القومي واضعافها وتكبيلها، وايضا اضعاف الدول العربية امام اسرائيل.
 فالرئيس محمد مرسي يتابع نفس سياسة النظام السابق القائمة على احترام المعاهدة والتنسيق مع اسرائيل في القضايا الامنية، وكذلك الاعتماد على المساعدات الامريكية والارتهان للسياسات الامريكية باسم الواقعية السياسية.
ان الأسس التي قامت عليها اتفاقات السلام الموقعة مع اسرائيل تصب في مصلحتها، وكأن الاتفاقات لم توقع بين اطراف متساوية، وانما وقعت على اساس المنتصر والمهزوم،  يحصل هذا لأن اسرائيل تفكر بكل كلمة تُوقِع عليها وكل خطوة تقوم بها، تخطط وتفكر للمستقبل ولعشرات السنين الى الامام.
ويبدو اننا خسرنا حرب التنافس على من هو الاذكى، ونتساءل هل ان الذكاء الاسرائيلي تغلب على الذكاء العربي؟ نتساءل لأن الاتفاقات الموقعة  مع هذا العدو تصب في مصلحته وذلك يظهر جلياً في حالة معاهدة كامب ديفد
ان اتفاقيات العرب مع اسرائيل يجب مراجعتها على اسس جديدة تضمن الحقوق العربية والمصالح العربية، وليس حسب مبادئ المنتصر الذي يفرض على الطرف المنهزم الشروط التي يريدها.

كاتب وصحافي فلسطيني
ielcheikh48@gmail.com

في الفكر الليبرالي العربي/ شاكر فريد حسن

لا شك أن الفكر الليبرالي الديمقراطي الحر هو الفكر الصاعد والمتنامي والأكثر رواجاً واتساعاً في الوطن العربي اليوم. ولم يعد الوعي الليبرالي مقتصراً على الليبراليين العرب الجدد وانما انتقل الى الفكر القومي والديني والماركسي العربي، وغدت الأفكار الليبرالية القاسم المشترك لمختلف المذاهب والتيارات والاتجاهات السياسية والفكرية العربية.
والفكرة الليبرالية نشأت أولاً ومن ثم تمت دمقرطتها، وهي بالأساس تركز على موضوعة اطلاق الحريات المدنية، مثل حرية الفكر والتعبير والتفكير والمذهب والاجتماع. وقد نهض الفكر الليبرالي في أوروبا الغربية ثم انتشر في رحاب المعمورة بعيد انهيار وسقوط الاتحاد السوفييتي ودول المنظومة الاشتراكية، وأصبح جزءاً من الثقافة النخبوية المرتبطة بالتحولات والتغيرات السياسية والفكرية التي يشهدها عالمنا المعاصر.
وتقوم النظم الليبرالية الديمقراطية على التعددية السياسية والثقافية والفكرية الحضارية، والتفاعل بين كل الحركات والقوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني، واحترام مبدأ الأغلبية في اتخاذ القرار السياسي والحسم بين وجهات النظر والرأي المختلفة.
والواقع، أن الأفكار الليبرالية ظهرت خلال الفترة الممتدة بين حركة الاصلاح الديني والثورة الفرنسية، ويعتبر أستاذ الجيل أحمد لطفي السيد من أكثر المفكرين والمتنورين العرب الذين امنوا بالأفكار الليبرالية وعملوا على نشرها وتأصيلها وتعميمها بين شرائح المجتمع، ورأى في العقل منهجاً للتقدم العلمي العصري الحديث وأعطى زخماً خاصاً لحركة الفكر والتعبير والرأي، وأدرك السلبيات العالقة في الشخصية المصرية نتيجة النظم الاستبدادية والقمعية الحاكمة، وانتقد القيم الاجتماعية والمعايير السائدة في مصر المؤدية الى الخنوع والخضوع والاستسلام،والخوف من النقد والنقد الذاتي، والتقرب من السلطة وأجهزتها، ووصل الى قناعة أن الاصلاح الحقيقي ينبع بالأساس من اصلاح الأخلاق، وأن تطوير الأخلاق وتغيير القيم يتأتى بالتثقيف والتربية والتعليم والتوجيه السليم والصحيح.
ومن أبرز وألمع المفكرين والمثقفين والمبدعين العرب الذين مثلوا الفكر الليبرالي وعملوا على تطوره في مساحة الفكر العربي الحديث وزاوجوا بين أدوارهم الثقافية ومساهمتهم الفكرية، نذكر كلاً من :" ابراهيم وناصيف اليازجي وسليم البستاني ومعروف الرصافي وأمير البيان شكيب أرسلان وولي الدين يكن وجميل صدقي الزهاوي ومحمد كرد علي، ومحمد حسين هيكل وعلي عبد الرازق وطه حسين ولويس عوض وغالي شكري" وغيرهم.
ويولي الفكر الليبرالي اهتماماً خاصاً بقضية المرأة ويرى في تحررها وانعتاقها من ربقة العبودية والتخلف والقهر أساساً ومعياراً لتحرر وتقدم المجتمع ، كما ويدعو الى احترام الحقوق الشخصية التي من شأنها أن ترفع من مكانة وشأن المرأة وسيادة مناخ حرية الفكر والاعتقاد والتعبير.
أن الليبرالية الديمقراطية نمت وترعرعت في المجتمعات العربية، في ظل تزايد الوعي بتردي أوضاع حقوق الانسان في الأوطان العربية وانتهاك الأنظمة العربية لهذه الحقوق ، وفي ظل انحسار الأيديولوجيات، وتراجع الفكر القومي، واضمحلال الفكر الديني الأخلاقي الوعظي.
ويمكن القول في النهاية أن الليبرالية الديمقراطية تعيش حالة من النهوض والانبعاث والانتعاش في الفضاء الفكري العربي والحياة السياسية والاجتماعية العربية، وأن الخطاب الليبرالي العربي يستعيد عافيته ويعزز مكانته الطليعية ويواصل مشروعه السياسي والفكري والنهضوي نتيجة التحول النوعي والكمي في الوعي العربي لأهمية هذا الخطاب الهادف الى بناء استراتيجية حضارية عربية وتأسيس المجتمع المدني الديمقراطي التعددي الحر الذي تسوده الديمقراطية والحرية والمساواة واحترام الحقوق الأساسية للانسان وحرياته الطبيعية.

متى يتعلمون؟!/ حسن سعد حسن

الكثير من الأحزاب المدنية حتى الاّن لا تجيد الحشد ،ولا الوصول إلى رجل الشارع البسيط ،وتكتفى فقط بالجلوس داخل المكاتب ،والقاعات المكيفة ،وأحاديث فضائية فضفا ضة لم تعد تصلح لتلك المرحلة فالبقاء ،والنجاح لمن يجيد الحشد، والوصول إلى البسطاء قبل المثقفين .
السياسة لا، ولم ،ولن تكون  فى يوم من الأيام لعبة تمارس داخل الغرف المكيفة الهواء داخل الفنادق الشهيرة ،ولكنها لعبة تمارس فى الشارع ،وعلى الطبيعة ،وعلى أرض الواقع يحتك السياسى برجل الشارع يستمع له، وينصت لمطالبه ،واقتراحاته يعرف أوجاعه ،وهمومه، وقضاياه  يلتفت عند الشدائد فيجده إلى جانبه قبل أن يطلبه .
وأيضاً لابد لهذا الحزب أن ينتقى من يجيد التحد ث إلى الناس ،وتكون لديه القدرة على الإقناع ،والحوار، والنقاش، ومن يجيد إدارة حملته الانتخابية بإخلاص ،وكم حذرنا  مخلصين بعض الأحزاب التى جاءت نتائجها مخيبة للأمال فى الانتخابات السابقة من سوء إدارة حملاتهم الانتخابية!
 ولكن للأسف لم يستمعوا إلينا !.
هم لا يتعلمون إلا بعد فوات الاّوان ،ثم يبكون على اللبن المسكوب، ثم يفيقوا بعد أن غرقوا فى أوهام التفصيلات  ،والشكليات التى لا تنفع، ولا تضر.
يصنعون تحالفات ورقية سرعان ما تنتهى قبل أن تخطو خطوة واحدة نحو الطريق الصحيح بسبب  الكبر ياء السياسى ).
عليهم أن يتعلموا كيف يكون الحشد، وكيفية الوصول إلى البسطاء الذين لا يجلسون على (الفيس بوك )،و(تويتر)، ولا يجيدون القراءة، والكتابة هؤلا ء هم الأحق بالنزول إليهم فى كل شارع ،وحارة .
هؤلاء هم  من يمتلك النسبة الأكبر من الأصوات التى  تجلس من تشاء على المقاعد وتمنعها عمن تشاء.
أتمنى التوفيق لكل حزب سياسى مهما كان مادام كان مخلصاً محباً لهذا الوطن.
ولله الأمر من قبل، ومن بعد

دايسكي/ عبدالقادر رالة

  دايسكي هو اسم  بطل المسلسل الكرتوني غراند يزر الشهير، وهو أيضا اسم استاذنا الفلسطيني  الذي كان يدرسنا مادة الجغرافية في متقنة الشاذلي قادة  وأغلبنا لم يعرفه بغير هذا الاسم، ولقد اندهشت لما رأيته في اول حصة معه،  استاذنا كهل و دايسكي دوق فليت شاب قوي!
لكن تلاميذه القدامى أطلقوا عليه هذا الاسم لما كان شابا في بداية الثمانينات حينما بث التلفزيون الوطني مسلسل غراند يزر...  
                                                                                                                           
والأكيد أن تلاميذه أطلقوا عليه ذاك الاسم لأنه مثل دايسكي  فر من وطنه مرغما ،دايسكي  فرمن كوكبه الذي دمرته قوات فيغا المتحالفة ، وفي الأرض التي احتضنته كانت له مهمة قيادة غراند يزر لمحاربة قوات فيغا ، ولم يغادرها حتى تم له تدمير كل قوات فيغا المتحالفة ! وأستاذنا أيضا فر من وطنه فلسطين الذي احتلته القوات الصهيونية المتحالفة مع الغرب، وفي الجزائر التي احتضنته كانت له مهمة نبيلة وهي تعليم أجيال في الثانوية...

وأستاذنا دايسكي عاد الى وطنه فلسطين وقد تعلم على يديه ألاف الطلبة، لم تكن فلسطين التاريخية وإنما جزء منها ، لكنه الحنين الى الوطن، والتطلع الى تحرير كامل فلسطين،   لكن لا أحد استطاع    أن يدمر قوات فيغا الصهيونية فاستطاعت تدمير العراق ولبنان وأفغانستان والصومال والسودان وليبيا وسوريا... و هي تتطلع لالتهام كامل بلاد العرب الجميلة....
هامش: لما كنت طفلا صغيرا كنت أبيت أحلم لو كان بإمكاني امتلاك غراند يزر حقيقي أساعد به أطفال فلسطين في اثناء انتفاضتهم التاريخية التي اخجلت العالم والتاريخ! لكن لما كبرت قليلا أدركت أننا لن نستطيع فعل ذلك حتى ولو ملكنا غراند يزر ! لأننا متفرقون ونتأمر ضد بعضنا، وأدركت أن قوات فيغا لا تخاف اسلحة العراق أو باكستان وايران وانما تخاف الوحدة العربية المؤدية الى جامعة الاسلامية....

ماذا تقول لصاحب هذا الاسم ( محمد حسني مبارك )؟/ سلوي أحمد‏

يقول تعالي في سورة - ق - الايه 18 " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " صدق الله العظيم
     اعلم جيدا انه وبمجرد قراءة العنوان سوف يتعرض الرئيس مبارك لكم هائل من السب والشتم من قبل الكثيرين  لذلك بدأت كلماتي بتلك الايه الكريمة التي تذكرنا بأن كل كلمة ننطق بها سوف يحاسبنا عليها الله سبحانه وتعالي فلنكون منصفين نراعي الله في كل ما ننطق  بها .

    فقد مر الان علي تخلي الرئيس مبارك عن الحكم ما يقرب من سنة  وسبعة أشهر حدث خلالها الكثير من الاحداث التي يعجز التعقب عن ملاحقتها تلك الاحداث اجابت عن كثير من الاسئلة التي كانت تبحث عن اجابات , اما السؤال الاول فكان هل حقا مبارك كان عميلا لامريكا؟ وقد اجابت الاحداث عن هذا السؤال بالنفي فلم يحدث في عهد مبارك ان التقي بوزيرة الخارجية الامريكية واتفق معها علي اقالة قادة الجيش المصري تلك الاقاله التي كانت مفاجئة لنا كمصريين ولم تكن كذلك بالنسبة لامريكا التي خرجت لتعلن لنا عملها بالقرار قبل اعلانه .

     لم يحدث من مبارك انه اعتذر لامريكا في الوقت الذي من المفترض ان تقوم فيه هي  بالاعتذار فبعد الفيلم المسئ للرسول صلي الله عليه وسلم والذي كان يتوجب الاعتذار عنه خرجت امريكا  لتحذر مصر من مشكلة حقيقة يمكن ان تحدث بينهما بعدما  قام بعض الشباب الغيور علي دينه بالتظاهر اما السفارة الامريكية لاعلان رفضهم وادناتهم لما حدث من اساءة للرسول الكريم فما كان من رئيس الدولة الا ان يطمئن رئيس امريكا ويطالب بسرعة رجوع السفيرة الامريكية ويتعهد بحماية السفارة فرأينا سحل المتظاهرين والقبض عليهم حتي يعود الهدوء الي المكان.

     اما السؤال الاخر والذي لا ينفصل عن سابقة فهو هل حقا ان مبارك كان  كنزا استراتيجي لاسرائيل ؟ وجاءت الاجابه عندما راينا الجيش المصري والقوات المسلحة المصرية وهي تؤمن الوطن من الداخل والخارج وتنذر كل من يحاول المساس بارض مصر وسلامتها مدفوعة بايمانها بالله اولا وبقدرتها علي ردع كل من تسول له نفسه العبث بتراب مصر وامنها  وهنا جاءت اجابة السؤال ايضا بالنفي فلو كان مبارك كنزا استراتيجيا لاسرائيل لما ظل طوال ثلاثين عاما يبني جيشا يصنف ضمن  اقوي خمسين جيشا علي مستول العالم ضف الي ذلك بان من كان قائدا للقوات الجويه في اكتوبر 73 وخطط للضربه الجويه التي فتحت باب النصر فالحقت الهزيمة بالعدو واعادت الكرامة للوطن ما كان يفترض بنا من الاساس ان ان ننتظر لنعرف  هل هو حقا كنز استرتيجي لاسرائيل ام لا .

     ايضا جاءت الاحداث لتجيب عن سؤال يقول هل حقا مبارك لم يحاول ان يبني في مصر شئ وأن سنوات حكمه كلها فساد ومعاناه  ؟ واجابت الاحداث ايضا بالنفي فحتي الان كل ما يتم افتتاحة من مشروعات هي انجازات لمبارك حتي الان لازالت مصر تعتمد عل ما تركه مبارك في ظل توقف السياحة وتعطل الاستثمار وغيرها في كل المجالات ورغم ذلك ما زال البلد محافظا علي صموده وقادرا علي الوقوف ومواجهة الازمة كما ان مرور الايام يثبت لنا ان حال المواطن انتقل من سئ الي اسوء وزادت معاناته وشكواه  وما من مجيب  كل ذلك يجعلنا لا نصدق كل ما قيل ويقال عن الرئيس مبارك ويثبت لنا انه كان يفعل من اجل مصر وشعبها الكثير  .

  سؤال اخر تردد وهو هل مبارك نهب أموال الشعب ؟ والاجابة وكما  اقر القضاء وتثبت التحقيقات يوما بعد الاخر ايضا جاءت بالنفي  فمبارك  حتي الان لا يوجد دليل واحد يدينه وكل ما سمعناه ونسمعه هو  محض شائعات لا يوجد من الادلة ما يؤكدها .

   السؤال الاهم هل مبارك قتل المتظاهرين ؟ والاجابة وبحكم القضاء مبارك برئ من قتل المتظاهرين فادانته جاءت وكما ادعي القاضي بانه اهمل في حمايتهم بالرغم من انه امر بنزول الجيش بعد ان انهارت الشرطة ولا اعرف ما الذي كان من المفترض ان يفعله اكثر من ذلك .

     كانت تلك بعض الاسئلة التي ترددت واجابت عنها الاحداث لتكون الاجابة في صالح الرئيس مبارك وانا علي يقين من  ان كل الاجابات للاسئلة التي طرحت او التي  سوف تطرح ستكون في صالحة لان مبارك احب مصر واهلها فعاش واهبا حياته من اجلهما فكانت هي امه والشعب ابناؤه عاش من اجلهما و وقدم وما زال يقدم الكثير .

  بعد كل هذا  اعتقد اننا لابد ان نقول كلمتنا في حق هذا الرجل بعيدا عن التعصب الاعمي والكلام المرسل الذي لا دليل عليه بل الذي يثبت كذبه وخطاؤه مع مرور الايام علينا ان نقول كلمة  في حق رجل يرقد الان سجينا في مستشفي طره يمنع من تلقي العلاج في اي من المستشفيات التي بناها وما اكثرها! علينا ان نقول كلمة حق في رجل تربت في عهده اجيال وترك لنا الوطن له كامل السيادة علي ارضه علينا ان نقول كلمة حق بعدما عرفنا ان العيب فينا وليس في الحاكم فها نحن نبرر للرئيس الجديد كل تصرف يقوم به حتي وان كان فيه اهانتا وزيادة معانتنا .

   نعم لابد ان يجد الرئيس مبارك منا كلمة حق قولتها وساقولها دائما وارددها انك يا مبارك من اشرف واشجع من انجب الوطن ستظل في سجل تاريخنا صفحة مشرفة تتعلم منها الاجيال  وتعطينا خير مثال للتفاني والتضحيه وحب الوطن ستظل مرفوع الهامة لانك قبلت ان تكسر حتي يسلم الوطن وقبلت بان تهان حتي لا يذل الوطن وقبلت بان تعاني وتتألم حتي يستريح الوطن فلك من الوطن ومن ابناء الوطن المخلصين كل الحب والاحترام والتقدير

الكاتبة \ سلوي أحمد .

صراع حضارات ام حرية تعبير/ ابراهيم الشيخ

ما ان هدأت موجة الاحتجاجات الغاضبة قليلا والتي اتت كردة فعل على الفيلم المسيء  للمسلمين، حتى قامت مجلة فرنسية بنشر رسومات كاريكاتورية ساخرة ومسيئة للمسلمين وللنبي محمد.
يبدو انه مسلسل لم تنته حلقاته بعد من اهانة المسلمين، ان امريكا برأت نفسها من الفيلم المسيء للمسلمين من خلال عدم مسؤوليتها عن انتاج هذا الفيلم، بينما الامر يختلف في فرنسا وأُدرِج نشر الكاريكاتير المسيء من قبل الحكومة تحت بند حرية التعبير.
كعرب ومسلمون لم نقم بالاساءة للمسيحيين على صفحات المجلات والجرائد بهذا الشكل الذي يحصل في الغرب  من اساءات واهانات ضد العرب والمسلمين، ان اي اساءة او اهانة تحصل من قبل المسلمين في الدول العربية ستجد ردود فعل من قبل المسيحيين العرب قبل غيرهم في الغرب، لانه  بدون الادعاء بحرية التعبير في الدول العربية من غير المسموح اهانة الديانات  بمقال اورسم كاريكاتور اوعمل اي فيلم مهين لأي من الديانات ومنها الديانة اليهودية بالرغم من الصراع بين العرب واسرائيل، وان اساس هذا الصراع هو صراع سياسي على الارض، وليس قائم على اساس ديني.
ان مشكلة العالم الاسلامي والعربي مع الغرب ايضا  قائمة على اسس سياسية، خاصة وان الدول الغربية ما زالت تتدخل في شؤون هذه البلدان ولها اطماع في ثرواتها وهدف السيطرة عليها، مما يدفع بعض الجماعات الاسلامية المتطرفة الى اعلان العداء للدول الغربية ويختلط هنا العداء بين الديني ومحاربة هذه الاطماع.
ان  بعض الدول الغربية عمدت الى منع ارتداء الحجاب في الاماكن العامة وفي المدارس وبالرغم من اعتراض بعض الرموز الدينية الاسلامية في الدول العربية على هذه الاجراءات، ولكنها قوانين عامة يجب احترامها والتأقلم  معها لأنها تشمل الجميع بالرغم من معارضة المسلمين في هذه البلدان لهذه الاجراءات، ولكن الرسوم وحرق القرأن وعرض الافلام المسيئة تنم عن حقد دفين في نفوس البعض في الغرب ضد المسلمين من الذين لا يفهمون الدين الاسلامي.
ان الجميع يحترم حرية التعبير ضمن الحدود المقبول بها، ولا نريد كعرب ان نحد من حرية التعبير لا في فرنسا ولا في امريكا ولا في غيرها من البلدان الغربية، ومن المفروض ان تقوم هذه الدول بدرس تأثير هذه الظواهر المسيئة للدين الاسلامي وانعكاساتها على العلاقات مع الدول الاسلامية، ان هذه الاعمال والتي يدرجونها ضمن مبدأ الحرية الفكرية والصحفية في المجتمعات الغربية من الممكن ان تؤجج مشاعر الغضب بين الشعوب الاسلامية ضد المصالح الغربية، وتؤدي الى نتائج سيئة كما حصل من قتل السفير الامريكي وحرق السفارات الامريكية.
ان الاعمال المسيئة للمسلمين تثير كل مسلم اكان معتدلا ام متطرفا او حتى علمانيا، وهذه الافعال المسيئة لا تختلف ولا تقل خطراً عن اعمال المتطرفين الاسلاميين التي من الممكن ان تعطيهم الحجة لاثارة روح العداء بين الحضارتين الغربية والاسلامية، وبالتأكيد لا احد من الدول يريد هذا الصراع الذي من الممكن ان يؤدي الى العنف والكراهية وتأجيج  النعرات الدينية في مناطق مختلفة من العالم.
ان الحرية بشكل عام لا تعني الاساءة للاخرين، وكيف ان تعلق الامر باهانة  المعتقدات التي تعتبر من الامور المهمة في حياة الناس، فالدول الغربية قادرة على تغيير قوانينها وتجريم اهانة الديانات، وخاصة فرنسا التي تُجرم إنكار وقوع المحرقة اليهودية اوالتشكيك بها، فإذا كانت قادرة على سن قانون بخصوص هذه المسألة دون ان تثير مسألة الحد من مسألة حرية التعبير، فهي ايضا بالتأكيد قادرة على استصدارقوانين تمنع المس بالديانات ورموزها.
ان صراع الحضارات ما زال مستمرا ولو بشكل غير رسمي وانما ما زال موجودا في عقول وافكار البعض في الغرب الذين يسيئون فهم الحرية والاساءة من خلالها لمعتقدات وديانات الاخرين، ان انهاء هذه الحالة يتطلب الحوار بين الدول الاسلامية والغربية على اساس احترام الديانات، لكي لا تفلت الامور من تحت السيطرة والعودة الى قرون مضت من الصراعات والتقاتل باسم الدين.
كاتب وصحافي فلسطيني

من يحرق الكتاب اليوم يحرق الانسان غدا/ لطيف شاكر

ردا علي ماقام به الداعية الاسلامي ابو اسلام من تمزيق الكتاب المقدس امام رؤوس الاشهاد والتفوه  عليه باسفل الالفاظ وهو داعية اقول له لم تات بشئ جديدا لقد تعودنا هذه الامور منذ زمن  بعيد وقريب وجيناتك تؤكد مافعلته انك خير خلف لخير سلف وسوف احرص علي الرد في عدة مقالات عن حراقين الكتب ثم اتناول الانجيل تاريخيا وستندهش كثيرا كم المعلومات التوثيقية مقابل  كم الجهل الذي تتمرمغ فيه .
ولايهمني ان تقرا مقالاتي فانت لاتقرا سوي الكتب التي تؤهلك علي الاعتداء علي الغير وتملا قلبك بالحقد والغل وماتجنيه من الاموال البترودولارية  ,اما الكتب الاخري لااظن انك تفهمها لان ليس كل لديه عقلا يفهم وليس كل من يملك عيونا له بصيرة..... 
وبداية ان الانجيل الذي مزقته  متخيلا بجهل انك تهين الاقباط فهو الجهل بعينه فقد لفظك كثير من الاخوة المسلمين وامطروك بوابل من الاهانات لان مافعلته اهانة للمسلمين وليس للمسيحيين.
اما بالنسبة لنا لانحفظ الكتاب المقدس  ونردده كالبغبغاء بل نقرأه بتعقل ونفهمه بتأمل, فلا يبرح من عقولنا ويكون خاتما علي قلوبنا  ونعمل بوصايا الرب من خلاله ,وكما يقول المثل العلم في الراس وليس في الكراس و اما التمزيق او الحرق  لا يقضي الا علي ورق فقط وليس علي المعني وجوهر الكتاب ولا تستطيع ان تمس تعاليم ووصايا الرب مهما ناصبتوه العداء واعددتم له الحرب الضروس عليه واقرأ التاريخ الذين تصدوا للكتاب المقدس انتهوا من الوجود وبقي الكتاب المقدس شامخا بتعاليمه السامية ينشر المحبة والسلام في ربوع العالم كله .
اسوق لك هذه الاية وارجو ان تفهمها جيدا يقول الرب: لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد، وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر بل أريكم ممن تخافون : خافوا من الذي بعدما يقتل، له سلطان أن يلقي في جهنم.  لو 4:12
ولو طبقنا هذه التعاليم الراقية  علي هذا الفعل فان  الجسد كالورق  لانخاف من حرقه ولاقيمة  له امام  التعاليم التي تؤدي الي الابدية السعيدة وهنا نخاف الا  نعمل بالتعاليم المقدسة فلا يكون لنا النصيب الصالح  والتي هي بمثابة تعاليم وجوهر الكتاب وليس الورق الذي مزقته او حرقته  ..ومافعلته من سلوك بذئ نحو الكتاب المقدس  لايهمنا كثيرا, وهذه شيمتك منذ  بدأت دعوتك لاعلاء كلمة الاسلام  علي اساس اهانة عقائد الاخر والازدراء بمعتقداته وهم يزدادون  ايمانا وتمسكا بعقيدتهم رغم محاربة  الشيطان علي مر العصور .
ان الكتاب المقدس يتقدس بكلمات الرب التي في قلوبنا وليس في كتابنا وعندما يلحق الكتاب القدم من  دوام قراءته  والاهتمام بدرسته  نقوم بحرق القديم وهل بذلك نكون مسسنا بالتعاليم المقدسة ام بالورق فقط
وانهي هذه الفقرة بان المطابع المخصصة بطبع الكتاب المقدس تعمل باجتهاد بطبعه باكثر من الف وخمسمائة لغة ولهجة واذا حرقت كتاب او الف يوجد ملايين الملايين يطبع كل يوم ويوزع بالمجان الي كل العالم ...هل حاولت مرة قراءته لتعرف مابه حتي علي سبيل التهجم عليه ..انصحك  قراءته بفهم !!!!
ادهشك بشئ عن الكتاب المقدس قال فولتير  الفيلسوف والمفكر الفرنسي الذي عاش في نهاية القرن السابع عشر وعرف باسمه المستعار (فولتير) أحد أعمدة التنوير في أوروبا
وهو احد الفلاسفة والعلماء الذين قادوا حملات التشكيك والهجوم ضد الكتاب المقدس  وقال لن يمر هذا القرن الا ويختفي  الكتاب المقدس من الوجود ,  واللطيف في الأمر أن فولتير إنتهت حياته وخاب أمله، والمنزل الذي قاد منه الهجوم على الكتاب المقدَّس، أصبح مطبعة يطبع فيها الكتاب المقدس....وياعالم ...لكن الفرق بين عالم وجاهل
دعنا نتناول حرق الكتب او تمزيقه  من خلال كتاب فريد المقام بين كتب التاريخ القليلة التي تهتم بالمعقول من السرد وليس المنقول الذي يعتبر اجترارا والكتاب بعنوان (حرق  الكتب في التراث العربي ) لمؤلفه الكاتب الجليل (ناصر الحزيمي)؛ وكان  يمتهن الكتابة محررا في جريدة الرياض في جدة. الكاتب (ناصر الحزيمي) راد طريقا وعرا لم يرتاده رائد في التاريخ من قبله، وكلما وردنا في التاريخ في تدمير الكتب انما كانت شذرات عابرة، وربما يفتح المؤلف فيه بابا كان (تابو) محرم اذ يدعو انه لايمكن للعرب ان يحرقوا كتبا!!!.
ذكرت في كُتب القدامى شذرات عابرات في حروق الكتب وتدميرها لكن لم يأت قبله في زماننا باحث جمع فيه ما جمعه (ناصر الحزيمي) في كتابه (حرق الكتب في التراث العربي) الذي يستحق القراءة من كافة المثقفين في عصرنا عصر فوق الحداثة الذي طغت عليه الكثير من الافكار السلفية العقيمة  .
د. احمد البغدادي يعلق على الكتاب (حرق الكتب في التراث العربي) في مقالة عابرة في جريدة الاتحاد الاماراتية فيقول (أن العرب المسلمين هم الأمة الوحيدة من دون الأمم التي تصور تاريخها بصورة ملائكية في قضية حرق الكتب, حيث يأخذ المهووسون بما يسمى خطأ بالحضارة الإسلامية، بالتشدق بفضيلة تكريم الخلفاء للعلماء، وأن هذه الحضارة التليدة لم تشهد حرقاً للكتب, ثم يأخذون بالتشنيع على الحضارة الغربية التي شهد تاريخها فصولاً سوداء ضد العلماء والمفكرين. لكن، هل التاريخ الإسلامي بهذا النقاء الذي يدعيه هؤلاء المتشدقون؟ هل يمكن القول فعلاً إن تاريخنا في قضية حرق الكتب لا وجود له؟ والحقيقة بخلاف ذلك تماماً, ولهذا السبب أسميت المقال "تاريخ العرب الهباب في حرق الكتاب", والهباب هو الوسخ الأسود الناتج عن الدخان, أيّاً كان مصدره, لأن هذه الحقيقة يتجاهلها
المكابرون والمعاندون للحق والقول الفصل في هذه القضية المهمة. وقد أعفانا الكاتب السعودي ناصر الحزيمي من مشقة البحث، ووفر للقارئ العربي فصولاً سوداء من تاريخه الهباب في حرق الكتاب, وذلك في كتابه الموجز "حرق الكتب في التراث العربي")
ذكر المؤلف ناصر الحزيمي طرقاً كثيرة في اتلاف الكتب، منها الحرق، والغسل، والدفن، والإغراق، والتمزيق وغير ذلك. ورصد نماذجا مما جرى على مدى عشرة قرون، بدأت من القرن الأول الهجري، وبالتحديد من السنة الثانية والثمانين للهجرة، بكتاب (فضائل الأنصار وأهل المدينة) الذي كتبه ابان بن عثمان بن عفان ابن الخليفة، حيث وصل الكتاب إلى عبدالملك بن مروان عن طريق ابنه ، وكان ولياً للعهد، فرفضه عبدالملك، بل أتلفه، وقد أورد الأستاذ الحزيمي النص كاملاً، نقلاً عن أحد المصادر التاريخية، دون أن يعلق عليه، وكان يفعل هذا مع كل من ذكرهم في مؤلفاته وربما يكون سبب ذلك تجنب ما قد سيحدث له من فئات ترى ملائكية التاريخ. وفي المقدمة قال المؤلف انه قصر كتابه على نوعين فقط من الاتلاف اولهما (اتلاف السلطة للكتاب وتتجلى السلطة هنا بجميع انماطها وتحليلاتها سواء كانت هذه السلطة تتمثل بسلطة الحاكم او المجتمع او الفرد او تتمثل بسلطة الايديولوجيا او العادات او التقاليد وكان لها دور في اتلاف الكتاب ومطاردته ونفيه). النوع الثاني (الاتلاف الشخصي للكتب ويتمثل بالاتلاف لاسباب علمية او اعتقادية او نفسية وهو كثير في عالمنا العربي والاسلامي). في الفترات المبكرة من الاسلام استثني القران من هذا العداء فدون مصحف عثمان واتلف ما عداه من المصاحف. 
وتحت عنوان (السلطة واغتيال الكتب) سرد المؤلف احداثا وفق تسلسل زمني مبتدئا بسنة 82 هـ  ,وبين من تحدث عنهم الرازي اي محمد بن زكريا الرازي الطبيب الفيلسوف حيث قال له الوالي (ما اعتقدت ان حكيما يرضى بتخليد الكذب في كتب ينسبها الى الحكمة يشغل بها قلوب الناس ..في ما لا فائدة فيه ... لا بد من عقوبتك على تخليد الكذب في الكتب ,. ثم امر ان يضرب بالكتاب الذي وضعه ..على راسه الى ان يتقطع فكان ذلك الضرب سبب نزول الماء في عينيه) وتلك حادثة تدل على تدني في العقلية التي حاكمت وعاقبت محمد بن زكريا الرازي الذي يعتبر الطبيب الاول في التاريخ اما منصور بن نوح فقد ضربه على راسه الى ان تقطع كتاب الرازي (فكان ذلك الضرب سبب نزول الماء في عينيه) انه التاريخ الذي دونه كتاب السلاطين.
قسّم الكاتب الحزيمي عملية الحرق والإتلاف إلى نوعين: الأول، ما قامت به السلطة، والثاني، ما قام به العلماء والفقهاء بأنفسهم! أليسوا أمة خارج نطاق التغطية البشرية؟ ولنسرح ونمرح في ظلال التاريخ الاسلامي المجيد.
وفي المقال القادم سنكتب الكثير عن حرق الكتب والمكتبات علي ايدي اجداد ابو اسلام الداعية الاسلامي.
يتبع

الموساد يعمل ويخطط ورابطة علماء المسلمين في سبات عميق/ خضر خلف


بلا أدنى شك توالت ردود الفعل المنددة بالفيلم الأميركي المسيء إلى شخص النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) و أثار غضب العالم الإسلامي واستنكاره لهذا العمل ألاثم المشين ، وكانت هناك ردود الفعل المنددة مطالبة بالتصدي بحزم ضد كل من يسيء للإسلام .

علينا كشعوب أن نؤمن بان هذا العمل الأثيم لا يجوز أن يمر مر الكرام وكأنه خبر ومضى دون محاسبة للذين أنتجوه أو دعموه وروجوا له ، و علينا كشعوب أيضا أن نوصل رسالتنا للشعب في الولايات المتحدة الأميركية ، وكافة الشعوب بالغرب أن لا يكتفوا بالشجب والإدانة والاستنكار لهذا الفعل الشنيع وغيره ، كالتسبب بقتل أبناء الأمة العربية والإسلامية تحت مسميات الإرهاب ودعم ، سياسة الاحتلال لفلسطين وتهويد القدس ، وإنما يجب أن يحاسب هؤلاء المجرمون الذين يعملون على إثارة الفتن والقلاقل بين الشعوب ويسيئون إلى الديانات والعقائد غير مبالين بما ينتج عن ذلك ، من تقطيع للأواصر والعلاقات بين الشعوب، وعليهم أن يحترموا وينسجموا بقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وقرارها الصادر بتاريخ 20.3.2008 المتعلق بشأن احترام الأديان وعدم الإساءة إلى الدين الإسلامي كدين وعقيدة ورفض ومنع أي إساءة إلى النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم ) أو أي تشويه لصورته، وكذلك احترام كافة القرارات المتعلقة بفلسطين .
.
نعم أيام ردود الفعل المنددة بالفيلم الأميركي المسيء إلى شخص النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) تكاد تنقضي من عمر الأزمة والحدث ،وسنعود كأنه شيء لم يحدث ، ولا نجد المتابع لما حدث ولم نجد من يحلل الحدث لمعرفة لماذا تم إعداد هذا الفيلم ولماذا تم نشره بهذا الوقت بالذات يوم 11 سبتمبر.

ابسط إنسان مثقف وغير مثقف إذا فكر بما حدث بعض الشيء لوجد أن مدة الفيلم لا تتعدى ربع ساعة من الوقت ، الذي تداولته مواقع الإنترنت، تمثيل رديء وبخدع سينمائية بدائية، هو كل ما تم عرضه حتى الآن من الفيلم 'المسيء للرسول' مقاطع غير متواصلة على موقع 'يويتوب'، وخرج مجهولاً في بلد منشئه ، ولم يحظَ بشهرته الحالية بإعجاب احد ، إلا بعد أن توالت ردود الفعل المنددة بالفيلم بالمظاهرات الغاضبة ضده، ومطالبة بالقصاص.

نعم الفيلم صنع وأنتج بأمريكا ، نعم وخرج مجهولاً في بلد منشئه ، نعم ولم يحظَ بشهرته الحالية بإعجاب احد ، إلا بعد أن توالت ردود الفعل المنددة بالفيلم بالمظاهرات الغاضبة ضده، مطالبة بالقصاص. لكل هذا نقول نعم وألف نعم لان الفيلم كان إنتاجه ليس من اجل الشهرة و الإساءة بنفس الوقت إلى شخص النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) إنما استغلت قصة شخص النبي بقصد تفجير ردود الفعل المنددة بالفيلم كي يشهد العالم مزيدا من التفاعل و الاتساع و التعقيد في الأزمات، وارتفاع حدة الاستقطاب و الانقسام داخل المجتمع الدولي إزاء ما يجري منذ يوم 11 سبتمبر، وما يجري على الساحة العربية والإسلامية نتيجة التغير الذي جسده الربيع العربي ، بإزاحة ودحر الأنظمة الفاسدة المستبدة العميلة .

وإذا ربطنا الصلة بين الأشخاص الذين يقفون وراء الفيلم المسيء إلى شخص النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) فنجد سام باسيلى، الذي عرّف على نفسه بأنه مخرج ومنتج الفيلم، وأنه يعمل في الأساس بمجال سمسرة العقارات. سام قال في المكالمة الهاتفية لوكالة الأسوشيتد برس الأمريكية إنه إسرائيلي أمريكي، عمره 56 عاماً، يعمل في مجال الترويج للعقارات بولاية كاليفورنيا، وأكد أنه مختبئ خوفاً على حياته.

وكذلك إعلان القس المتطرف تيرى جونز في ولاية فلوريدا أنه سيعقد محاكمة عالمية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، يعرض خلالها فيلماً يوضح حقيقة الإسلام والمسلمين.

ويشارك كذلك في تنظيم المحاكمة موريس صادق( الكذاب )، أحد نشطاء أقباط المهجر، الذي اشتهر بتصريحاته الشاذة، الداعية لوضع مصر تحت الحماية الأجنبية لحماية الأقباط والأقليات، و إقامة دولة مسيحية في مصر، معلنا نفسه رئيساً لوزرائها من أمريكا.

وبسؤال جونز وموريس، اتضح أنهما ليسا صناع حقيقيين للفيلم، وأنهما داعمان فقط، و شاركا في بعض مراحل إعداده .

هنا تبقى جهة إخراج وإنتاج الفيلم مجهولة.

ما نشر من خلال وسائل الإعلام مجددا وصحيفة حزب التحرير 'المصرية' فيما يخص بطل الفلم المسيء تبين لنا الصحيفة أن مصعب حسن يوسف الفلسطيني عميل الموساد الإسرائيلي، والذي تسبب في اغتيال واعتقال قيادات من مختلف الفصائل الفلسطينية، وارتد عن الإسلام، وهاجر لأمريكا، واصدر كتاب أطلق عليه اسم 'ابن حماس'. من اجل الإساءة لحركة حماس ألا وهو اليوم نسمع بأنه بطل الفلم .

بهذا اكتملت الصورة ولم تبقى جهة إخراج وإنتاج الفيلم مجهولة، أنها مؤسسة الموساد الإسرائيلي .

نعم مؤسسة الموساد الإسرائيلي أنتجت وأخرجت ونشرت الفيلم المسيء إلى شخص النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) كي تفجر ردود الفعل المنددة ، بالفعل نجحت بتفجير الاحتجاجات والاعتداءات علي السفارات الأمريكية في بالوطن العربي،نعم .. نعم .. تأجيج الأجواء وتفجير قنبلة الاحتجاجات والاعتداءات علي السفارات الأمريكية ، نعم إن سياسات إسرائيل واللوبي الإسرائيلي وبدعم من والولايات المتحدة هي التي تسببت في ذلك من اجل أن يقال هؤلاء هم أعداء أمريكا هؤلاء هم أعداء إسرائيل هؤلاء هم العرب والمسلمين شاهدوهم وشاهدوا كره العرب والمسلمين لأمريكا واليهود .

للأسف حكوماتنا وقياداتنا عجزوا عن تغير سياسة النظام السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية، واستسلموا أمام الغطرسة الأمريكية، وأصبحوا عصا أمريكا على شعوبهم كل في وطنه .

ونحن كشعوب عربية وإسلامية ، أدرك بل على يقين بأننا لسنا اقل قدرة من اللوبي الإسرائيلي ، وإنني على ثقة بأننا قادرين على تغيير سياسة النظام في الولايات المتحدة الأمريكية ، وبكل مكان من خلال إرادة الشعوب ، .

ومن هذا المنطلق يشرفنني أن أضع بين أيديكم وأمامكم خطوة ونقطة بداية تقودنا كشعوب وأمة نحو مستقبل أفضل وحياة كريمة نحقق من خلالها عزة الأمة وكرامتها .

وهذه تتمثل بمناقشة شبابنا لكل الأحداث والمستجدات التي تعصف بعالمنا وواقعنا العربي والإسلامي، من حيث أن ننطلق كشباب وشعوب من منطلق المشاركة بمناقشة كافة المستجدات المتعلقة بالأحداث على الساحة العربية والإسلامية كبيرة كانت أم صغيرة ، اخذين بعين الاعتبار ضرورة الوصول للتحليل الكامل والمتكامل ، وان نصل لرأي كل مواطن في طرحه على امتداد الوطن العربي ، وان نمثل صورة المحبة والعطاء ، وأن نكون صورة لا تخرج خارج النطاق ،وتكون هناك ضرورة التقيد بالانتماء الوطني والقومي والأمن القومي العربي والإسلامي، وعلى أن نكون ضمن الثوابت المتبعة في الساحة الدولية والسياسية ، وان نكون جزئا منها ، وان لا نكون شاذين عن هذه القاعدة .

لقد خلقنا الله وخلق معنا وجعل لنا من أسباب القوة ما نستطيع به التغلب على متاعب الحياة ومشاكلها وابتلاءاتها ، وجعل فينا قوة الإرادة والتصميم على تحقيق الهدف، ومن خلال ذلك نستطيع أن نجز ونحدث التغيير في واقعنا وحياتنا مهما كانت كلفت ذلك من وقتنا وجهدنا وعنائنا، فإذا كنا نريد الحياة الكريمة لا نستطيع نيلها إلا إذا كانت لدينا إرادة قوية وهمة عالية، وهذا ما جسده شباب ربيع الأمة العربية والإسلامية.

نعم والله يشهد ... والكل يشهد بأننا لا ننكر وجود رابطة علماء المسلمين بالوطن العربي والإسلامي ، ولكن للأسف أقول أن بعض علمائنا نشاهدهم على الفضائيات ، وعندما أشاهدهم واسمع لهم ، للأسف اعتبرهم أنهم في سبات عميق ، وبعدين كل البعد عما يجري من أحداث ، وعما يعصف بالأمة العربية والإسلامية من مؤامرات، فأجدهم في عالم أخر،وكأنهم في عالم وصله الإسلام من جديد ، أصبح حديثهم ، إرضاع الكبير حلال أم حرام ، هل الماكياج يبطل الوضوء وعن الحيض ، وتوبة الفنانة فلانة وتحجبها ، وتفاهة بعض الأمور، للأسف تعد حلقات وندوات وبرامج خاصة لها، بل يمكن أن نقول بان رابطة علماء المسلمين تم تشكيلها لهذه الأمور، للأسف الشديد المؤلم ... وأكثر ما يزعج من حديث بعض علماء الأمة ، وللأسف الشديد نجده إضاعة الوقت... فإذا ما سأله شخص عن أمر نجده يسمي باسم الله ويصلي على رسوله ثم يطول في الشرح والحديث والإتيان بأية وحديث ، وشرح من هناك حتى يشعرنا انه شيء مهم وانه على اكبر درجة من العلم ، وأنا أكون من الذين يتمنون لو تمنوا لو أنهم لم يسمعوه .

لا يخفي علينا وعلى علمائنا ما حل بالأمة ، وفقدنا القيادة الصالحة التي تقودنا كأمة، حتى أصبحنا نشعر بالعجز والاستسلام لمقولة ماذا سنفعل وحدنا .

إننا جميعنا ندرك وعلى مدار التاريخ إن من ينهض بالأمة علمائها ، من خلال توحيد الأمة وتوجيهها لنصرة قضاياها وتحرير مقدساتها ، وليس للأمة من بعد الله إلا علماؤها ، لان شعوب الأمة غير راضية عن أنظمتهم وحكامهم ، وفي كل لحظة يدعون بزوالهم وان يستبدلهم الله.

من هذا المنطلق علينا كشعوب ومن خلال وسائل الإعلام والانترنت وكافة الوسائل المتاحة ، لندعو علماء الأمة بان يستيقظوا من سباتهم وان يكونوا متوحدون بالرأي ، كي يستطيعون أن يوحدوا جهودهم ويتصدروا قيادة الأمة . لاستنهاض الشعوب العربية والإسلامية، نحو القضية الفلسطينية ومكانة القدس والمسجد الأقصى لدى الشعوب العربية والإسلامية .
وليكن حديثهم وحلقاتهم وبرامجهم للأمة بأن الحل الوحيد لما نحن فيه من الأزمات والأحداث والإساءة التي تعيشها الأمة ، هو تحرير القدس. وأن المعركة الأساس هي معركة القدس ، فمتى نجحنا في هذه المعركة سوف ننهي الاستعمار والاحتلال ، ولم نترك له أي أثر في الوطن العربي والإسلامي ، وإرادة الشعوب التي صنعت الربيع العربي ، وأطاحت بالأنظمة العميلة المستبدة قادرة على تحقيق ذلك .

خضر خلف
كاتب فلسطيني

الشيخ "وجدى غنيم" و"أبو إسلام" .. صناعة أمريكية/ مجدى نجيب وهبة


* لم يكن هناك مجالا للشك .. فى دور أمريكا للتسليط على أقباط مصر ، لقتلهم وتدميرهم ، ودعم الإرهاب والفوضى لإسقاط الوطن ... وهو ما أكده "هنرى كيسنجر" وزير الخارجية الأمريكية الأسبق ، بتصريحه بالأمس .. وقال أن إيران هى ضربة البداية فى الحرب العالمية الثالثة التى يستوجب فيها على إسرائيل قتل أكبر عدد ممكن من العرب .. وإحتلال نصف الشرق الأوسط .. وقال "لقد أبلغنا الجيش الأمريكى أننا مضطرون لإحتلال سبع دول فى الشرق الأوسط ، نظرا لأهميتها الإستراتيجية لنا ، خصوصا أنها تحتوى على البترول وموارد إقتصادية أخرى .. ولم يتبقى إلا خطوة واحدة وهى ضرب إيران .. وعندما تتحرك الصين وروسيا من غفوتها سيكون الإنفجار الكبير ، والحرب الكبرى التى لن تنتصر فيها سوى قوة واحدة .. هى إسرائيل وأمريكا ....
** وأشار "كيسنجر" إلى أنه إذا سارت الأمور كما ينبغى ، سيكون نصف الشرق الأوسط لإسرائيل .. وقال "لقد تلقى شبابنا فى أمريكا والغرب تدريبا جيدا فى القتال خلال العقد الماضى .. وعندما يتلقون الأوامر للخروج إلى الشوارع ومحاربة تلك "الدقون المجنونة" ، فسوف يطيعون الأوامر ويحولونهم إلى رماد " ...
** كما قال .. "نهدف لبناء مجتمعا عالميا جديدا .. لن يكون إلا لقوة واحدة وحكومة واحدة .. وهى الحكومة العالمية "السوبر باور" .. وقد حلمت كثيرا بهذه اللحظة التاريخية ..
** وهنا .. أود أن أؤكد أن هذا ما كتبته بالنص فى أحد مقالاتى .. وهو الخطة التى تنفذ على أرض الواقع منذ نكبة 25 يناير ، لتحقيق ما أطلقت عليه أمريكا "جنة إسرائيل 2010" .. وأن مصر هى الجائزة الكبرى .. والتى بدأت بتفجير أحداث كنيسة القديسين .. ومع ذلك لم يهتم أى أحد بما نكتب بل وقف الأقباط بالخارج وبالداخل ، ينتقدون كل مقالاتى ويدافعون عن أمريكا ، ويزعمون أنها دولة الحريات والديمقراطية ، رغم أنها "الراعى الرسمى للإرهاب فى العالم" ..
** أعتقد أنه بعد تصريح "هنرى كيسنجر" .. لم يعد هناك مجالا لتزويق العبارات أو إختيار المعانى السطحية للتخفيف من الواقع ، ولغة الإرهاب والفوضى .. التى تهدد أقباط مصر ، أو المستقبل المظلم  الذى ينتظرهم فى ظل حكم الإخوان المسلمين .. فالأقباط يقعون الأن بين محرقتين ، المحرقة الأمريكية وأطماعها فى حرق وتدمير كل من يقف فى طريقها لتحقيق أهدافها القذرة التى بدأها أوباما وكلينتون .. وبين الإرهاب المتأسلم الذى كشف عن وجهه القبيح بعد خروج كل الإرهابيين والمعتقلين من السجون ووصول الإخوان للحكم فى مصر ..
** لم يكن ما فعله الشيخ الإرهابى "أبو إسلام" .. صاحب قناة الأمة ، بتمزيق الكتاب المقدس أمام مئات المتظاهرين أمام السفارة الأمريكية ، وإجبار بعض أتباعه بالدوس عليه بالأحذية .. وتهديده بالتبول عليه فى المرة القادمة .. هو بالأمر المستغرب بل هو الشئ الطبيعى فى ظل الشحن المستمر ضد الأقباط والتحريض عليهم من أمريكا نفسها ، وتسليط الإخوان عليهم ، وهذا المنطق يرفضه كل أقباط العالم .. وهذه وكسة لا حل لها إلا بعد أن يفيق الأقباط على كوارث أكبر وأبشع مما يتصورون ..
** أما ما يثير الدهشة فهو إصرار كل نشطاء أقباط المهجر ، وعلى رأسهم "موريس صادق" ، و"عصمت زقلمة" ، و"نبيل بسادة" ، والكاتب "مجدى خليل" .. على تقديم الشكر والعرفان للإشادة بالإدارة الأمريكية .. وبدورها العظيم فى دعم الديمقراطية ودعم الحريات ..
** فما الذى ينتظره الأقباط عندما يهل علينا الشيخ "أبو إسلام" الإرهابى بتوجيه أقذر الألفاظ للأقباط وللكنيسة ، ووصف القبطيات بألفاظ قذرة ، والإساءة للصليب والسيد المسيح ..
** ما الذى ينتظره الأقباط من مستقبل وإستقرار عندما يهل علينا شيخ أخر إرهابى ، عفن اللسان إسمه "وجدى غنيم" ، يوجه السباب والشتائم ليسمعنا أقذر وأقبح الألفاظ عبر أحد القنوات الفضائية الإسلامية .. ويصف أقباط المهجر بالخنازير والكلاب ، ونعال الأحذية .. بزعم أنه إستاء من الفيلم الذى تم نشر بعض المقاطع منه على اليوتيوب .. رغم إعلان جميع الكنائس بمصر وبالمهجر وبجميع الأقباط بالداخل والخارج إستيائهم مما ينشر ضد أى عقيدة سواء كانت مسيحية أو إسلامية ، وإستنكر الجميع سيناريو فيلم لم يشاهدوه .. وقيل أنه لا يوجد هذا الفيلم من الأساس .. ولم يكن لأقباط المهجر أى علاقة بالفيلم .. إلا بعض المتطرفين الذين لا يتعدى عددهم ثلاثة أو أربعة أفراد .. ولكن عفونة لسانه وسبابه القذر أراد أن تصل رسالته إلى أقباط العالم بالخارج وبالداخل .. ومع ذلك لم يجد من يوقفه أو يحاكمه أو يحاسبه .. رغم أنه تقدم أكثر من ألف بلاغ ضد شيوخ وفضائيات الفتنة منذ 25 يناير بعد أن زادت الحملة المسعورة والممنهجة ضد أقباط مصر .. ولم يتم التحقيق فى بلاغ واحد من قبل النائب العام .. والجميع يتجاهلون الدور الأمريكى الذى دعم الحركات الإسلامية ، وأعطاهم الضوء الأخضر لفعل كل ما هو قبيح ..
** ماذا يمكن أن يحصده الأقباط فى ظل هذا المناخ الإرهابى الذى إندلع بشراسة بعد نكبة 25 يناير ، التى هلل لها كل أقباط المهجر عبر قنواتهم الإعلامية ، وتصريحاتهم فى الصحف ، ورقصهم فى الشوارع بمجرد تنحى مبارك عن الحكم .. ولم يكن أقباط المهجر بمفردهم .. بل أن أقباط مصر أيضا وهو ما حذرت منه .. ولكن للأسف كان هناك هجوما علينا من بعض النشطاء الأقباط داخل مصر .. والمتلونين والمتحولين .. وماذا كانت النتيجة ؟!! .. ما يحدث الأن !!..
** سباب الكنيسة والعقيدة والصليب والسخرية من إرتداءه ... فقد عدنا مئات السنين إلى الوراء .. والفضل يرجع للحاقدين والجهلاء من معظم الأقباط الذين رفضوا أن يقرأوا الحقيقة ، وفضلوا أن يتعايشوا فى الوهم والضلال .. حتى أن أحد القساوسة الذى غادر مصر مؤخرا .. كان يقود المظاهرات ، ويدفع الشباب المسيحى للإنضمام إلى حركة 6 إبريل ..
** ما الذى يجنيه الأقباط .. عندما يهل علينا هذا الشيخ العاهر وهو يصف أقباط المهجر بالخنازير .. بقصد سبنا جميعا على الهواء .. ساخرا من الذين يرتدون الصليب ، مطالبهم بإرتداءه فى مكان أخر .. ويقول ذلك أمام الملايين وهو يتراقص ويتغنى كالغوانى والعاهرات ..
** ما الذى يجنيه أقباط مصر وهم يرون ويشاهدون الشيخ الإرهابى "وجدى غنيم" ، يتوعدهم بدفع الجزية ، وهم صاغرون أى مذلولون .. ويقول ذلك دون أن يكون لديه ذرة دم واحدة .. إن لم يدخلوا فى دين الإسلام ..
** وأقول لأقباط المهجر .. أو بالأصح أقباط أمريكا .. إذا كانوا إستاءوا من هذا القبيح وهو يصفهم بالخنازير و الكلاب .. ألم يكن هذا هو نتاج إصرار أمريكا على تسليمهم الحكم فى مصر .. ألم يعفى عنه الرئيس الحالى لمصر "محمد مرسى العياط" الذى أصرت الإدارة الأمريكية على أن تجعله رئيسا لمصر ..
** ألم تكن الإدارة الأمريكية ، وأوباما ، وكلينتون .. هى من يصفق لها أقباط المهجر حتى الأن .. وإذا كنتم تفعلون ذلك وبإصرار عجيب ، وأنتم تفتخرون بذلك .. فيجب أن تكونوا سعداء ، عندما يصفكم أحد الإرهابيين بالخنازير والكلاب .. لأنكم ساندتم وشجعتم من حرض ضد أقباط مصر .. لأنه لن يغيركم شئ حتى لو حرق مئات الأقباط ، فكل ما سوف تفعلوه هو عمل مظاهرة لبضع دقائق مع الخروج ببعض ساندوتشات البسطرمة ، وزجاجات المياة المثلجة ، ثم تعودوا إلى منازلكم ليبدأ نشطاء أقباط المهجر فى عمل وعقد مؤتمرات فاشينكية .. تتحمل ثمنها منظمات صهيونية .. أليس هذا هو الواقع ؟!!! ...
** ماذا يجنى الأقباط عندما يهل علينا هذا الشيخ الأفاق ، ليعلن أنه ليس من حق الأقباط أن يلتحقوا بالجيش .. لأنهم غير مؤتمنين على حماية الوطن فى حالة إندلاع حروب صليبية بين أمريكا ومصر .. ولذلك عليهم دفع الجزية ...
** إنه نفس ما أعلنه مرشد الإخوان الراحل "مصطفى مشهور" فى حديثه لجريدة الأهرام ويكلى ، الناطقة بالإنجليزية .. أن الأقباط لن يلتحقوا بالجيش ، بل أنه طالب بتطهير الجيش منهم .. لأنهم يمكن أن يسهلوا مهمة العدو ، ويومها أعلن الأقباط عن غضبهم .. وقالوا أن ذلك لم يكن سوى رأى الإتجاه السياسى المتشدد المعروف للإخوان المسلمين .. والذى لا يتفق مع رأى الدولة ، أو أراء الإتجاهات السياسية الأخرى ... يومها فاضت مرارتهم ، وثاروا رغم أن العديد من الكتاب ، وكثير منهم من المسلمين قد قاموا بالرد على الرجل ومهاجمته ؟!! ..
** وقد طرح نفس هذا التساؤل عندما خرج من يناقش .. هل الأقباط مواطنون من الدرجة الثانية .. وهل عليهم أن يدفعوا الجزية .. كان رد الكثيرين أن هذا ليس سوى كلام المتشددين والمتخلفين .. فالجزية كانت تحصل من الأقباط والمسلمين فى إحدى العصور .. وفى نفس الوقت لم تكن هذه التصريحات إلا تتويجا لما تم فرضه فى أيام الإرهاب الإسود الذى إجتاح الصعيد منذ سنوات .. وفرضت الجماعات الإسلامية الإرهابية على بعض الأقباط فى بعض القرى دفع الجزية ، ومن لم يدفع كان يقتل ..
** إن أقباط مصر يحصدون ما زرعته أمريكا من تطرف فى مصر ، وإصرارها على فصل وتدمير العلاقة بين عنصرى الأمة بل مواجهتهم الواحد ضد الأخر .. وللأسف رغم بشاعة كل ما يحدث .. نجد كل أقباط المهجر وكأنهم يكيدون لأقباط مصر ، يصفقون لأوباما ، ويمدحون كلينتون ، ويتآمرون لتقسيم مصر ، وكأنها عزبة أبيهم .. وهذا ما رأيناه على إحدى القنوات المسيحية ، عندما إستضافت هذا المعتوه الملقب نفسه برئيس الدولة القبطية .. ومعه أخرين .. يقسمون ويهللون ويصفقون لإدارة أوباما .. ويتحدثون بإسم أقباط مصر .. لأن أقباط مصر لم يكونوا سوى سبوبة للتربح من ورائهم .. وفى نفس الوقت يرفضون إدانة أمريكا وأوباما ، رغم أن التحريض معلن وواضح وصريح ..
** لقد بح صوتنا وأرسلنا لكل هؤلاء .. ولكن دائما هم يدعون أنهم لا يقرأون ولا يفهمون .. ولكنهم يعون لغة الخيانة والغدر والتربح والضحك على أقباط مصر ..
** أما ما يدهشنى هو تلك الحملة المسعورة التى يقودها بعض أقباط المهجر ضد بعض رموز الأباء الكهنة المرشحين لكرسى البابوية ، تشنجات وصراخ وصيحات وتحريض على البعض ضد الأخر .. وهذا يصلح وهذا لا يصلح .. أعود وأتساءل ... هل يهمكم كرسى البابوية أم يهمكم أمن وسلامة الوطن .. أعتقد أن المرتبة الأولى هى أمن وسلامة الوطن .. أما كرسى البابوية فمهما يكون القادم ، فإنه لن يستطيع العمل فى ظل حكم الإخوان المسلمين ، وستظل المشاكل مشتعلة بين الدولة والكنيسة ..
** أخيرا أقول لكل هؤلاء .. عيب عليكم .. وكفاكم تدمير فى مصر !!!..
صوت الأقباط المصريين

فيلم" براءة المسلمين" مشروع للفتنة الطائفية/ راسم عبيدات

.... الفيلم الذي تم عرضه بعنوان" براءة المسلمين"،واضح جداً أنه لا يشكل فقط تعصباً أعمى لا يطاق،وأنه شكل من أشكال العنصرية والتطرف المقيتة،بل يمثل خروجاً سافراً على حرية الرأي والتعبير،وتعدياً صارخاً على المقدسات الدينية للشعوب،وعلى الأعراف والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان،التي تؤكد على أن حرية التعبير عن الأديان يجب أن تكون مقيدة بضوابط القانون التي تحقق المصلحة العامة لحماية الحياة والأخلاق والحقوق والحريات،وهذا الفيلم الذي أخرجه سام باسيل الأمريكي الإسرائيلي ذلك المستثمر العقاري،والذي ينضح بالعنصرية والتطرف،حيث يصور الدين الإسلامي على أنه دين "كراهية"،وبعد الاحتجاجات التي أعقبت عرض الفيلم،قال في تصريح صحفي له بأن "الإسلام سرطان"،وقد جرى إخراج هذا الفيلم بالتعاون مع أقباط المهجر.
شكل عرض هذا الفيلم صدمة وإساءة لمشاعر مئات الملايين من المسلمين،والذي رأى فيه المسلمين والمسيحيين معاً أنه مشروع فتنة طائفية،وحسناً صنع الفاتيكان بإدانته لهذا الفيلم المسيء للرسول ولكل المسلمين،حيث قال الفاتيكان في بيانه "الاحترام العميق لمعتقدات ونصوص وشخصيات ورموز مختلف الديانات شرط جوهري للتعايش السلمي بين الشعوب"،وهذا الفيلم لم يأتي في إطار قيام صحفي برسم كاريكاتير مسيء للرسول أو قيام قس مغمور بإحراق نسخ من القرآن الكريم،بل هذا له هدف وأجندة خطيرة جداً جرى التخطيط لها ورسمها بعناية،ويأتي ذلك في إطار مشروع سياسي نجد تعبيراته فيما يحدث في العالم العربي،حيث تثار الفتن الطائفية والمذهبية والصراع يحرف عن جوهره من صراع عربي- إسرائيلي الى صراع عربي- فارسي،وهذا يندرج ضمن إطار ما يسمى بالفوضى الخلاقة ،المشروع الأمريكي القائم بالأساس على إغراق العالم العربي بالفتن الطائفية والمذهبية،وتمويل عمليات قتل وتخريب بلدانهم ذاتياً،فهناك من يمول هذه المشروع  عربياً في سبيل حمايته واستمرار وجوده في الحكم من مشيخات نفط الخليج العربي،وأمريكا تنبهت لهذا المشروع على ضوء غزوها واحتلالها لكل من العراق وأفغانستان،حيث رأت أن الطريق الأقصر من أجل حماية مصالحها وأهدافها في المنطقة،هو تقليل خسائرها البشرية،عبر إقامة قواعد عسكرية دائمة لها في تلك البلدان وربطها عبر تحالفات واتفاقيات أمنية،مع أنظمة حكم تعمل هي على إقامتها،وهذه الأنظمة تكون هشة وضعيفة،حيث يجري تغذية النعرات الطائفية والمذهبية،وبما لا يحمل أمريكا المسؤولية،ولتصل تلك الفتن الى حد الحرب والاقتتال ويصبح لا مناص من تشطير وتقسيم وتجزئة وتذرير وتفكيك البلد جغرافياً على ان يعاد تركيبها على أسس طائفية ومذهبية،وهذا المشروع نجد تجلياته الآن في الشام،حيث أن بعض السذج يعتقد بأن ما يجري له علاقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات،وفي الوقت الذي يستجيب فيه الأسد للشروط والاملاءات الأمريكية،يصبح الأسد رجل الديمقراطية والسلام الأول ويحصل على جائزة نوبل للسلام،كما حصل عليها المغدور السادات،والرئيس الشهيد أبو عمار والتي جرى سحبها منه بعدما تعارضت مواقفه وسياساته مع الأهداف والمصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة،ولتجري عملية حصاره في المقاطعة في رام الله ومن ثم قتله بالسم،ويصبح ما يسمى بالجيش الحر مجموعة من القتلة والإرهابيين،والمشروع المذكور حتى يعيد العرب إلى ما قبل مئة عام،ويضمن لإسرائيل البقاء والتفوق ولأمريكا الحفاظ على مصالحها في المنطقة،يجب أن يضمن تخريب وتفتيت وتدمير ثلاث دول مركزية،هي العراق عم فيها الخراب والتدمير والتقسيم،وسوريا التخريب والتدمير فيها على قدم وساق،ومصر يجري العمل على إخراج المشروع من خلال الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط إلى حيز التنفيذ،حيث يجري تغذيه هذه الفتنة من  قبل جهات مشبوهة مسيحية وإسلامية.
والمأساة أن تشويه الإسلام وإظهاره بصورة مسيئة،على أنه دين عنف وقتل  وجهل وتخلف،هي مسؤولية العديد من الفرق والشيع الإسلامية المغرقة في التشدد والعصبوية والتخلف،حيث تقوم بارتكاب جرائم وأعمال إرهابية يتم نسبها الى الإسلام زوراً وبهتاناً،وهنا الخطر الأكبر على الإسلام والمسلمين، فهو يأتي من هذه الجماعات المتأسلمة،فما الهدف من الفتوى التي تدعو الى هدم الكنائس في الجزيرة العربية؟،أليس هذا إساءة الى الإسلام والمسلمين،ودعوة صريحة إلى قتل وطرد المسلمين الموجودين في أوروبا وهدم مساجدهم هناك؟،وكذلك فتاوى التكفير والتخوين،أليست دعوة صريحة الى النعرات والفتن المذهبية والعنف الداخلي؟،والجرائم التي ترتكبها بعض الجماعات الإسلامية العصبوية المتشددة والمتطرفة من أعمال قتل وتخريب وتدمير للممتلكات العامة،هي أيضا تندرج في هذا الإطار والسياق.
 على الجميع في مصر مسلمين ومسيحيين ان يحذر من الفتنة الطائفية،فالمستهدف هو اللحمة والنسيج المجتمعي المصري،فهناك مشروع يحاك ضد مصر من أجل منعها من النهوض واستعادة مكانتها ودورها العربي والإقليمي والدولي،وإسرائيل هي المعني والمستفيد الأول والأخير من ذلك،عبر إغراقها في مشاكل داخلية وفتن طائفية،فتن تقود الى تخريب البلد والعمل على تقسيمها الى أكثر من دولة،تحت يافطة وذريعة حماية العرب الاقباط،وهذه نقطة على درجة عالية من الخطورة والأهمية،حيث الخوف من وصول الاخوان الحكم،دفع ببعض القوى المسيحية الى تأسيس حزب الاخوان المسيحيين كردة فعل على وصل الأخوان الى الحكم،فهم يرون في حكم الأخوان المسلمين ومشروعهم السياسي،مشروع لأسلمه المجتمع وإقامة الدولة الدينية التي تنتهك فيها الحريات وحقوق باقي الطوائف الأخرى ومكوناته المجتمعية،ومن هنا تأتي الدعوة الى إقامة دولة مدنية لكل المصريين،تحترم كل معتقدات وانتماءات المصريين،وبما لا يعرض وحدة المجتمع الاجتماعية والوطنية للخطر،أو يتعارض مع مصلحة البلد  وهويتها.
نحن جميعاً ندرك أن مواقف الأقباط في مصر الوطنية والقومية يعتد ويعتز بها،فالأنبا الراحل شنودة الثالث،وقف مواقف قومية ووطنية في عهد مبارك والسادات،دفع ثمنها نفياً ومقاطعة وتهميشاً،ويكفي أنه رفض التطبيع مع الاحتلال الصهيوني،واعتبر زيارة الأقباط للقدس تحت الاحتلال شكلاً من أشكال التطبيع،هذا الرجل صاحب المواقف القومية والوطنية،دعت العديد من الجماعات السلفية الى عدم المشاركة في جنازته،وبما يؤشر إلى أي مدى تلك الجماعات مغرقة في التطرف والتشدد والاقصائية.
ومن هنا فهذا الفلم الذي أخرجه المخرج  الإسرائيلي الأمريكي سام باسيل،ليس فقط الهدف منه تشويه صورة الإسلام والمسلمين والإساءة للرموز والمعتقدات الإسلامية فقط،بل الهدف أبعد وأكبر وأخطر من ذلك،ألا وهو إغراق مصر في مشاكل واحتراب طائفي تميهداً للتقسيم وإضعاف مصر كدولة وموقع ودور.