حديث في العمق/ محمد فاروق الإمام

بداية أعتذر لأخي الأستاذ علي الظفيري لاقتباسي هذا العنوان الذي هو عنوان برنامجه الرائع الذي تبثه قناة الجزيرة يوم الثلاثاء من كل أسبوع والذي يغوص فيه في عمق الحدث الذي اختاره موضوعاً لبرنامجه، ولما كان مقالي اليوم يغوص في عمق الحدث الساخن الذي تتفق وتختلف عليه المعارضة السورية اليوم بكل أطيافها سواء منها ما هي بالداخل أو الخارج، والحدث هو ضرورة تشكيل حكومة مؤقتة لملئ الفراغ الذي سيحدثه سقوط النظام الذي يتهاوى أمام ضربات الثوار والجيش الحر، ويعيش سويعاته الأخيرة مترنحاً ينتظر رصاصة الرحمة التي ستنهي تلك الحقبة السوداء من تاريخ سورية.
المعارضات السورية بكل أطيافها تسارع الخطى في سباق محموم لتنال السبق في تشكيل حكومة مؤقتة والإعلان عنها حتى تفوت – بظنها – الفرصة على الآخرين في حمل أثقالها، والتصدي لهذه المسؤولية الجسيمة التي ينوء عن حملها جيش من السياسيين، فسورية التي عاشت لنحو نصف قرن في فراغ دستوري وهي تُحكم من خلال المراسيم والقرارات، وبقوانين عرجاء ودستور معوق، ترتب عليه تصحر الفكر السياسي في عقول وفكر مثقفيه، وهذا ما جعل السياسيين التقليديين يتصدون لهذا الأمر الجلل معتبرين أنفسهم الأوصياء على هذه الثورة ويجدون أنفسهم أنهم الأحق والأجدر في قيادة البلاد في هذه المرحلة الانتقالية الاستثنائية الخطيرة، متجاهلين النضج الفكري والوعي الخلاق الذي وصل إليه شباب الثورة، الذين حملوا أرواحهم على أكفهم وبذلوا الدماء رخيصة لنيل الحرية والكرامة، وإزاحة هذا الكابوس الذي جسم على صدر سورية لنحو نصف قرن بشجاعة وفطنة وحنكة وذكاء قل نظيره.
في مقال سابق لي قلت أن الثورة هي من سيمنح الشعب السوري الحرية والكرامة، ومن يمنح الحرية والكرامة للشعب السوري هو الأجدر بتحمل المسؤولية الانتقالية والتصدي لأعبائها، مع كل الاحترام لساستنا وقادتنا التقليديين الذين تكن لهم الثورة كل الإجلال والتقدير، ولن تستغني عن خبراتهم ومعرفتهم التي اكتسبوها من سنين المعاناة التي عاشوها في مقارعة هذا النظام السادي الذي حكم دمشق، ولن تتنكر لتضحياتهم الكبيرة في معارضتهم له، ولن تنسى ما تحملوه من عذابات وقهر وسجون ومعتقلات ومنافي قسرية وقوانين ومحاكمات ظالمة وجائرة تعرضوا لها بشجاعة نادرة.
أقول إن من حق الثوار في الداخل أن يكون لهم القرار في تشكيل الحكومة الانتقالية، وأن يكون لهم الحق في اختيار أعضائها، دون وصاية من أي طيف معارض تقليدي سواء في الداخل أو الخارج، وعلى كافة المعارضات أن تتقبل بصدر رحب ما يقرره الثوار، وأن يتعاونوا معهم بتنظيماتهم وأشخاصهم وخبراتهم، وأن يقدموا لهم الاستشارة والعون لمساعدتهم في تمهيد الطريق الصعب الذي تنكبوا السير فيه، لتكون سورية المستقبل دولة مدنية ديمقراطية يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات، دون النظر إلى أقلية أو أكثرية مهما تنوعت الأعراق والأديان والمذاهب والمعتقدات، وإذا ما انتهت الفترة الانتقالية التي ستكون محددة بوقت معلوم، فإن كافة الأطياف السياسية بكل أنواعها ومكوناتها وبرامجها من حقها أن تخوض المنافسة في الانتخابات الحرة النزيهة التي ستجرى بعد انقضاء الفترة الانتقالية، ليكون صندوق الاقتراع هو الحكم بينها، وعلى الجميع أن يقبل بنتائجها بصدر رحب، وإتاحة الفرصة كاملة لمن يفوز بها بأن يقود البلاد خلال المرحلة التي يحددها الدستور الذي سيختاره الشعب بمليء إرادته، طالما أنه اختير من قبل أكثرية الشعب وبقراره الحر كما هي الحال في كل دول العالم ذات الأنظمة الديمقراطية.
من هنا فإنني أناشد كل الأطياف السياسية المعارضة سواء منها من هو بالداخل أو الخارج أن يتوقفوا عن الصراع فيما بينهم من أجل حقائب وزارية هلامية لا وجود لها على الأرض، طالما أن الثورة لم تطلب منهم ذلك أو تكلفهم بتشكيلها، لأن القرار أولاً وأخيراً في تشكيل حكومة انتقالية هي بيد الثوار وليس بيد أي طيف معارض يدعي تمثيله لهذه الثورة بحق أو بغير حق.
ولعل بيان واضح وصريح حول تشكيل حكومة مؤقتة تدير المرحلة الانتقالية ما بعد سقوط النظام تصدره قيادة الثورة في الداخل، يضع حداً لهذا التسابق المحموم لفصائل المعارضة بكل ألوانها وأطيافها في التصدي لهذا الأمر الجلل، والذي جعل منها مادة مشوهة يتناولها الإعلام العربي والعالمي بمزيد من التفكه والسخرية وهي تتبادل الاتهامات فيما بينها!!

قيادة حماس بين التجديد والجديد/ د. مصطفى يوسف اللداوي

 
بات في حكم المؤكد أن الأيام القليلة القادمة ستشهد قبل انقضاء شهر رمضان الكريم انتخاب وإعلان رئيس المكتب السياسي الجديد لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بعد طول انتظارٍ وتأخيرٍ متكررٍ سببه عدم إتمام الانتخابات الداخلية لإقليم الخارج، الأمر الذي أخَّر تشكيل وانعقاد مجلس الشورى المركزي للحركة، الذي يملك وحده صلاحيات انتخاب رئيس المكتب السياسي، والذي ستكون له كلمة الفصل الحاسمة في تحديد هوية الرئيس الجديد، إذ أنه سيد نفسه، ولا وصاية لأحدٍ على أعضائه، ولكلٍ صوته وتأثيره واستقلالية قراره، وفيه تجري انتخاباتٌ حقيقية، نزيهةٌ وديمقراطية، يفترض فيها الشفافية والمصداقية، فلا محاولات كولسة، ولا مساعي لكسب أعضاء أو تجيير أصوات، أو تبهيت الانتخابات، فالكل حرٌ في تحديد قراره، وهي بالنسبة لهم أمانةٌ كبيرةٌ ومسؤوليةٌ عظيمة.
يحدد شورى الحركة المركزي الرئيس الجديد للمكتب السياسي لأربع سنواتٍ قادمة، ليرسم سمات المرحلة الجديدة، ويحدد الكثير من ملامح سياستها القادمة، وإن كانت الحركة تقودها مؤسساتٌ، وتدير شؤونها هيئاتٌ منتخبة، وتحكمها قوانينٌ ولوائح، وينظم عملها أنظمة وضوابط، بما يقلل من سلطة الفرد، ويحد من صلاحيات الرئيس منفرداً، ما يجعل منه ضابطاً للعمل، ومنسقاً للجهود، ومديراً للاجتماعات، ومعبراً عن سياسات الحركة باتفاق، فلا يحركه هوى، ولا تحكمه مزاجية، ولا تسيطر عليه رغباتٌ شخصية، وحساباتٌ فئوية، وميولٌ خاصة.
وإلا فإنه يتعرض للمساءلة، ويخضع للاستجواب والتحقيق، وصولاً إلى سحب الثقة ونزع الصفة أو التجريد من الصلاحيات، إذ أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، تضطلع بمهامٍ وطنيةٍ كبيرة على مستوى الوطن الفلسطيني كله، وعلى مستوى الأمة العربية والإسلامية، بما يتناسب مع دورها ونفوذها وانتشارها ومدى تأثيرها، ما يجعل لشخص رئيس المكتب السياسي وهويته أهمية كبيرة، خاصةً لجهة الصفات والمميزات التي يتمتع بها.
إن الحركة التي تتعاظم فيها مسؤوليات رئيس المكتب السياسي، تدرك عظم دورها، وسمو أهدافها، ومدى مسؤوليتها، وثقل الأمانة التي تحمل، تحرص على تصويب أداء رئيس مكتبها، وتقييم عمله، ومساءلته إن أخطأ، ومحاسبته إن تجاوز، فلا تطلق يده، ولا ينداح لسانه، ولا ينجر إلى مواقف غير وفاقية، ولا يتبنى سياساتٍ فردية، ولا يحرجه مسؤول، ولا يغريه المنصب ولا تبطره هالة السلطة وأمارات القوة، فهو مهما علا محاسب، ومهما عظمت صلاحياته فإنه مسؤولٌ ، ومهما طال مقامه فهو إلى رحيل.
ساعات الحسم في هوية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس باتت قريبة، وستكشف الأيام القادمة عن هويته، أهو خالد مشعل نفسه في دورةٍ خامسة يتم بها عشرين عاماً متوالية من الأمانة والمسؤولية، بغض النظر عن تصريحاته التي أطلقها في وقتٍ مبكرٍ من هذا العام، أنه لن يترشح لدورةٍ جديدة، وأن سيفسح المجال لشخصيةٍ أخرى تقود الحركة، وتشرف على تنفيذ سياسات المرحلة القادمة.
إلا أنه قد يخضع لرأي إخوانه كما أعلن، وقد يستجيب إلى رغباتهم، ويحترم إرادتهم، وينزل عند قرارهم، إذ أن من حق أعضاء شورى الحركة أن يرشحوا لهذا المنصب من يرون فيه الكفاءة والقدرة، والمسؤولية والأهلية، في الوقت الذي لا يستطيع أي عضوٍ أن يرشح نفسه، أو يقدم ذاته بنفسه، إذ أن تقديم النفس وترشيح الذات مثلبةٌ كبيرة، وفي ديننا عيبٌ ومنقصة، فطالب الإمارة في عرفنا لا يؤمر، والساعي للرئاسة يحجب ويمنع، علماً أن قوانين الحركة ونظمها تتيح لمشعل أن يكون رئيساً للمكتب السياسي لدورةٍ جديدة وأخيرة، ففي تسميته انسجامٌ مع اللوائح والنظم، وعدم تجاوزٍ للقوانين التي حددت رئاسة المكتب بدورتين متتاليتين لا أكثر، حيث اعتبرت أنظمتها ما مضى بسنواته الستة عشر دورةً واحدة، ما يعني أن لمشعل الحق في دورةٍ أخيرة.
قد يكون هناك نوعٌ من التوافق العام على أن يكون خالد مشعل هو عنوان المرحلة القادمة لحركة حماس، ورئيساً مجدداً له لمكتبها السياسي، ولكن هذا لا يمنع أبداً مفاجئات اللحظة الأخيرة، وتفاهمات ما قبل الانعقاد الأول للشورى، وإمكانية أن يظهر مرشحٌ آخر، وأن تختار أغلبية شورى الحركة شخصيةً جديدة، إعمالاً للديمقراطية، وتحقيقاً لمبدأ الانتخاب، إذ أن المجلس سيد نفسه، ومن حقه المفاضلة والاختيار، فيجدد للقديم أو يختار جديداً، كما أن في الحركة رجالاً آخرين، أكفاء وأقوياء، ولديهم الخبرة والكفاءة، ومنهم من كان رئيساً سابقاً للمكتب السياسي، ما يجعل من إمكانية ترشيح آخر واردة، وانسحاب مشعل ممكناً، وفي التجديدِ تجديدٌ، وتنافسٌ وإبداع، وتطلع نحو الأحسن واختيارٌ للأفضل، ولا يعني الحق في دورةٍ ثانية وجوب الاختيار ولزوم الانتخاب، فكثيرٌ ممن كان لهم الحق في دورةٍ ثانية لم ينتخبوا، ولم تجدد شعوبهم الثقة بهم، ولكن كثيرين آخرين جدد لهم، وتمتعوا بدورةٍ ثانية وأخيرة.
لستُ فيما أوردتُ داعياً لتجديدٍ أو محرضاً على اختيار بديل، فالأول فيه الخير والبركة وقد سبق وأعطى، وله محبوه ومريدوه، وحوله مناصروه ومؤيدوه، وغيره سيكون أميناً ووفياً، ومدركاً لعظم المهمة وجسارة المسؤولية، ولكني أستعرض واقعاً يهم الشعب الفلسطيني كله، ويتعلق بالمقاومة، ويمس القضية، وينعكس على كل جوانب شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات، ويتعلق بأمن المنطقة والعلاقة مع المحيط والإقليم، فحركة المقاومة الإسلامية "حماس" لم تعد شأناً خاصة، وحركة مغلقة، وكياناً محدوداً، وجماعة قليلة العدد، عديمة التأثير، محدودة الانتشار، بل أصبحت ملء السمع والبصر، وغاية المدى ومنطلق الأمل، حكومةً تحكم، وحركةً تقود، فهي مع حركة فتح السارية في الخيمة الفلسطينية، والوتد في القضية، ولعلها مرجعية جزءٍ كبير من الشعب الفلسطيني، وموضع ثقتهم، ومحط آمالهم، أمرها يهم العامة والخاصة، وشأنها يمس الشعب والحكومة، لهذا فالجميع فيها شركاء، لهم فيها رأيٌ ومشورة، وعندهم نصحٌ وإرشاد، يتابعون تفاصيلها، ويقلقهم أمرها، يحرصون عليها ويحبون لها الخير، ويدعون لها بالتوفيق والسداد.

المصرى وحدى النقيض/ ايمان حجازى


الى متى ستظل يا مصرى مصرا على عدم الإعتدال والوسطية مع أننا أمة وسطية , مع أننا أمرنا بالإعتدال وهو شرع ومنهاج محمد إبن عبد الله صلى الله عليه وسلم

ولكن أصبحنا لنجد أنفسنا وقد خنقنا التطرف , وضقنا ذرعا بتمسك الغالبية العظمى فينا بحدى النقيض , والتصميم على الوقوف على شتى الطرق وصار الشعار السائد من ليس معى فهو عدوى عقلا وعملا وموضوعا

ومن هنا ضاعت منا لغة الحوار وتهنا فى دهاليز المنطق اللا منطقى وغياهب ظلم وظلمات وجهل العقول المتعصبة للا شىء إلا لشىء واحد هو رأيها الفردى الذى لا يسمن ولا يغنى من جوع

فبعد أن ثرنا على الطاغوت وأسقطناه , وبعد أن إجتزنا مرحلة إنتخابات يقال أنها حرة وربما تكون نزيهة ولكن للحق أنها ديمقراطية الكل قال فيها كلمته وأوضح رغبته وعبر عن نفسه وإختار بحرية

وسواءا جاءت نتيجة الإنتخابات بما نهواه أو لم تأت بما نشتهى السفن فقدت تمت بشكل إرتضاه الجميع ووافق عليه ولو على مضض ,, ويكفينا أن جاءت هذه الإنتخابات - وبصدق - ولأول مرة فى تاريخ
مصر برئيس عالم فى الفلزات بدكتوراة من أمريكا ونحن الذين قد ضقنا ذرعا بحكم ال 50 % نسبة النجاح فى الثانوية العامة

ولكن للحق هذا لم يكن مربط الفرس وإنما ما جعل مصر وشعبها على المحك هو الإنقسام الذى ضرب الصف فى مقتل وفرقه بين مؤيد ومعارض

مؤيد لدرجة العمى والبعد التام عن مبدأ قبول الإختلاف الذى هو لا يبدد للود قضية مما يجعل من الرئيس - مرسى - والذى بالتأكيد لا يرضى عن هذا الضلال - نبى معصوم من الخطأ أكثر من الأنبياء أنفسهم ولم يعد ناقصا من أنصاره إلا أن يقولو أنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه

ومعارض على النقيض تماما , لا يقبل من مرسى أى كلمة ويؤول كلامه سواءا الذى صحيح منه أم الخاطىء ,, كله على محمل الخطأ , ويبدو هذا الفصيل انه لا يرضى بمرسى رئيسا لله فى لله وبدون أدنى أسباب

وبين هؤلاء وأولئك تضيع الأفكار ويتوه العقل وتتلاشى الحيادية وبالتالى ليس هناك لا بناء ولا تنمية ولا عيش ولاديمقراطية ولا حتى حرية وعدالة إجتماعية

قد إكتفينا يا مصرى من الفرقة والإنقسام وقد إكتفينا من التهليل والتهويل وقد إكتفينا من الطبل والزمر والنفاق وقد إكتفينا من التعصب الأعمى

ولذلك لنتذكر جميعا قول الحكيم أن فى الإتحاد قوة ,, وأننا لابد لنا من رجوع الى الحق 
ولنتذكر قول الرسول أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ,,, مظلوما بأن تعينه على الظالم,, وظالما بأن ترده عن الظلم

ولنتذكر أن تعاونو على البر والتقوى ولا تعاونو على الإثم والعدوان يا مصرى من أجل مصر ومستقبل أفضل لنا وإن لم يكن فأولادنا

ألا هل بلغت اللهم فأشهد 


البشير وصعاليك الزوبعة/ الياس بجاني

أين هم جماعات الكفر والخيانة والعمالة والإجرام من ذالك القائد الشهم والبطل، بشيرنا وحبيبنا وحلمنا؟
أين هم الأوباش وأولاد الشوارع والأزقة من عملاق كبير في الوطنية والمحبة والفدى والعنفوان اسمه بشير، وهو بشير للسيادة والحرية والإستقلال؟
أين هم  هؤلاء الجهلة والقتلة الذين تظاهروا اليوم مطالبين باعتبار المجرم والسفاح حبيب الشرتوني بطلاً؟
أين هم من العدالة والقوانين وإحقاق الحق وكل معايير القضاء واحترام الإنسان الذي خلقه الله على صورته ومثاله؟
أين هم هؤلاء الصعاليك الصغار والمرتزقة للنظامين السوري والإيراني من كل ما هو رجولة وكرامة وهوية وتاريخ وإيمان و 10452 كلم مربع؟
أين هم جماعة الزوبعة الهتلرية والقتلة والمجرمين الذين لا يعرفون غير الانقلابات والإغتيالات والعمالة لمحور الشر؟
بالتأكيد هم في القعر الذي هو تحت وتحت قعر القعر يتمرمغون بأوحال التبعية والذل والإهانة، وبشيرنا في أعلى وأعلى مما هو أعلى من الأعلى حيث العزة والإباء والقداسة.
هم في أسفل وتحت كل ما هو أسفل من السفالة وهو في أعلى وأعلى وأعلى.
هو في تربة لبنان المقدسة ووديانه المباركة وسماؤه الخالدة حيث يعانق الأرز والغيوم وينشد مع الملائكة أناشيد لبنان وطن الأرز وجبران وهنيبعل وعشتروت وشربل والحرديني ورفقة، وهم في الحضيض مع الأبالسة حيث البكاء وصريف الأسنان، وحيث النار لا تنطفئ والدود لا يهدأ.
هو كل ما هو لبناني نقي ومقدس، وهم كل ما عداء للبنان وابليسية.
هو الأرزة الخالدة وحجر الزاوية، وهم المعول الهدام.
هو لبنان الرسالة، وهم محور الشر الإرهابي.
هم الحلم وهم الكابوس.
هم إلى زوال واندحار، وهو إلى الخلود.
تبارك لبنان ببشيره ولعنت الله تحل على كل من يمجد قاتله ويرى فيه بطلاً.
إننا فعلا في زمن المحل حيث أشباه الرجال تتطاول على كرامات وهامات الكبار.

الفلسطينيون في ظل غياب المقاومة والمفاوضات/ ابراهيم الشيخ


ان توقف المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية والتي راهنت عليها السلطة الفلسطينية كثيرا فانه من غير المجدي الانتظار طويلا اذ لم يبق امام هذه السلطة الا الذهاب الى الامم المتحدة ومحاولة الحصول على عضوية فلسطين في الامم المتحدة كما صرح  محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية.
 جهات عدة  حذرت من مخاطر توقف المفاوضات  وحالة الجمود التي تمر بها عملية السلام في الشرق الاوسط ومن هذه الجهات الامم المتحدة والتي هي اعلى سلطة دولية تحذر من توقف عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين فإذا كانت اعلى هيئة دولية لا تملك اي تأثير على مجريات الامور في مجال حفظ الامن والسلم الدوليين فهي تكون قد فقدت دورها واهميتها في حل النزاعات الدولية واصبحت اداة لتنفيذ مصالح الدول الدائمة العضوية بحيث تتدخل وبفاعلية في ازمات اخرى وتترك بعض الصراعات تستمرلعشرات السنين دون حل وتترك شعوبا ترزح تحت الاحتلال.
 وبالرغم من صدورعشرات القرارات عن هذه الهيئة الدولية تنص على حقوق هذا الشعب،ولكن دون نتيجة ان كانت اسرائيل لا تنفذ هذه القرارات ولا توجد قوة تجبرها على تنفيذها لا من قبل دول الغرب المسماة ديمقراطية ولا من قبل الدول العربية التي تبدو مغلوب على امرها في المسألة الفلسطينية ومسائل اخرى للاسف.
ان اسرائيل تبدوغير جادة وغير معنية باستئناف المفاوضات حتى ولوعادت الى طاولة المفاوضات فالهدف سيكون من هذه العودة ايهام العالم بأنها مهتمة بالسلام، وبالطبع لن تقدم للطرف الفلسطيني ما يريد، لانها ومن خلال تصريحات نتنياهو بأن اسرائيل ستحتفظ بالمستوطنات ووجود اسرائيلي عسكري في الاغوار، وبرأي نتنياهو بأنه يجب على الفلسطينيين ان لا يطرحوا ملف القدس واللاجئين وانسحاب اسرائيل الى ما وراء الخط الاخضر في المفاوضات القادمة ويعتبر نتنياهو ان هذه المطالب هي التي تعرقل الوصول الى اتفاق مع الفلسطينيين.
ومن جهة اخرى فان السلطة الفلسطينية التي كان من احد شروطها للعودة الى طاولة المفاوضات وقف الاستيطان  وتحاول اسرائيل العودة الى المفاوضات دون شروط مسبقة من قبل الفلسطينيين وهي مستمرة في البناء داخل المستوطنات واقامة وحدات سكنية جديدة على الارض الفلسطينية وهذا يعني ان اسرائيل متمسكة بما تقول وبما تفعل على ارض الواقع وهذا  الوضع يجب ان يوقظ السلطة من سباتها  وان تعرف بأن اسرائيل غير مستعدة لاي حل يرضي الفلسطينيين وتقترح اسرائيل حلولا تتوافق مع مصالحها وفرض رؤيتها فقط لحل الصراع والذي يملك القوة يُملي على الطرف الاخر ما يريد.
ان سقف مطالب السلطة بالعودة الى طاولة المفاوضات قد هبط وتتمثل هذه المطالب بإدخال بعض الاسلحة والافراج عن بعض الاسرى ولكن حتى هذه المطالب المتواضعة التي طالبت بها السلطة لم تلقى استجابة من نتنياهو الذي يشعر بالقوة امام سلطة ضعيفة مجردة من كل اوراق القوة والضغط على اسرائيل.
ومن عوامل ضعف السلطة هو انها لا تحبذ ولا تشجع الفعل المقاوم، اما خوفا على نفسها اي مكتسابتها اوالخوف من فقدان الدعم المادي الذي افسد القيادة نفسها وافسد الشباب المنخرط في اجهزتها وممارسة القمع باتجاه شعبها وحماية الاحتلال، ان السلطة قد ربت جيل منزوع الوطنية والولاء الوحيد الذي تربوا عليه هو الولاء لهذه السلطة ومحاربة كل من يعارضها.
  كيف تريد السلطة ان تحررالارض وهي لا تمارس النضال والمقاومة المشروعة قانونيا وسماويا وترفع هذه السلطة شعارات المقاومة السلمية التي تتلطى وراءها، انه وفي الحالة الفلسطينية تعتبر هذه المقاومة غير فعالة مع هكذا عدو لا يفهم سوى لغة القوة ولغة المقاومة المسلحة التي تجبره على الانسحاب والانكفاء والاذعان لمطالب الشعب الفلسطيني.
 ان المقاومة السلمية التي تنادي بها السلطة لا تكلف الاحتلال الكثيروبذلك تتسبب هذه السلطة باطالة وتشجيع هذا الاحتلال بالاستمراربغيه وصلفه، ان اسرائيل من الممكن ان تتعايش مع هكذا مقاومة لمئات السنين، اما الشعب الفلسطيني فلا يمكن ان ينتظر كل هذا الوقت وان يتحمل طويلا المعاناة بسبب الاحتلال والعيش في الشتات والمنافي.
 اذا كانت السلطة السلطة الفلسطينية لا تريد مقاومة الاحتلال، فلتترك للشعب الفلسطيني  خيار المقاومة وهذا الشعب المعطاء على استعداد للمقاومة والتضحية من اجل حريته واستقلاله، وفي المقابل وللاسف لا يرى هذا الشعب سوى كبث الحريات وفي بعض الاحيان القمع او السجن لمن يعارضوا سياسة هذه السلطة لاستمرارها بنهج المفاوضات العقيمة.
اما  بالنسبة لحركة حماس التي لا نسمع من طرفها مؤخرا سوى شعارات المقاومة التي لا نراها سوى بالمناسبات عندما تكون مضطرة للرد على اي عدوان على غزة، ان هذه المعادلة ممكن ان تسري بين دولة قوية كأسرائيل ودولة ضعيفة وليس بين مقاومة تُحتل ارضها ووطنها بالكامل، فالمقاومة فعل مستمر يجب تطويرادواته، ان خلق توازن مع هذا العدو صعب تحقيقه ولا يُجدي معه الا المقاومة بكافة الوسائل المتاحة.
ان اسرائيل ببناءها المستوطنات وتوسيعها على ارض فلسطين فذلك ليس سعيا من اجل إرجاعها اولإسكان الفلسطينيين فيها، وعندما تقول اسرائيل انها ستحتفظ بهذه الاراضي فهي تعني ما تقول ولكن المستغرب والغير مفهوم هو لماذا هذه السلطة تعيش في الاوهام وعلى الامل والمراهنة بأن اسرائيل ستغير مواقفها.
نرى وكأن السلطة قد تعايشت مع هذا البناء وتطالب فقط بوقفه، ان الموقف الصحيح يتمثل ليس في المطالبة  فقط بوقف البناء في هذه المستوطنات انما يجب المطالبة بتفكيكها وازالتها ورحيل المستوطنين عن الارض الفلسطينية.
السلطة الفلسطينية تطالب بالحد الادنى من الحقوق الوطنية لكن لا تلقى اي استجابة لهذه المطالب.
المفاوضات متوقفة منذ زمن.... اسرائيل تريد اعطاء الفلسطينيين ادنى الحد الادنى الذي يطالبون به.
 المقاومة متوقفة  ايضا ولا احد من الاطراف الفلسطينية  يريد ممارستها.
فماذا بقي ؟ سؤال يطرح نفسه ما القادم؟
كاتب وصحفي فلسطيني

بوابة رفح استنزافٌ مالي وعناءٌ جسدي/ د. مصطفى يوسف اللداوي

لم تتغير أشكال وألوان المعاناة والتعب التي يواجهها المسافرون من وإلى قطاع غزة في بوابة العبور المصرية الفلسطينية المسماة بوابة رفح، التي أصبحت بحجم المعاناة فيها علماً دولياً وبوابة يعرفها العالم كله، فلا شئ تغير ولا إجراءاتٍ تبدلت، ولا عقباتٍ أزيلت، ولا تحسيناتٍ جرت، رغم كل المساعي الفلسطينية التي بذلت، والزيارات التي تمت، والاتصالات التي جرت لتذليل العقبات وتسهيل الإجراءات، إلا أن شيئاً من التحسينات الموعودة لم تحدث، وبقيت الوعود المصرية مجرد كلام، ومحاولات تطمينٍ بلا رصيد، وتصريحاتٌ يقصد بها كل شئٍ غير مصداقية التطبيق، وأمانة التنفيذ، فهي سرابٌ ووهم، وآمالٌ وخيالاتٌ أقرب إلى أضغاث الأحلام، فما زال المصريون يحتفظون على جانبهم من المعبر بذات التعقيدات التي كانت، رغم نجاح الثورة، وتولي مرسي، وتغير المزاج المصري العام.
يتهيأ المسافر من وإلى غزة لخوض رحلةٍ عسيرة، وتكبد معاناةِ سفرٍ مرير، ويوطن نفسه على انتظارٍ طويل، ويتهيأ لاحتمالات العودة والرد من حيث أتى، إذ لا شئ مضمونٌ أو مكفول على الجانب المصري من المعبر، فكل الاحتمالات واردة، تسهيلٌ أو تعقيد، سماحٌ أو منع، استجوابٌ أو حجز، شتمٌ أو ركل، سبابٌ أو إهانة، تحقيرٌ أو إساءة، معاملةٌ مهينة أو خطابٌ شائن، علماً أن المسافة من القاهرة إلى المعبر تستغرق سبعة ساعاتٍ من السفر المتواصل، أو ساعاتٍ أطول وانتظارٍ أصعب منذ ساعات الصباح الباكر للمسافرين من غزة.
لعله من المتعارف عليه عالمياً أن عناصر الأمن العام والموظفين الإداريين في المعابر والمطارات، يختارون بعناية، وينتقون باهتمامٍ كبير، فيختارون من ذوي الوجوه الحسنة، والهندام الجميل، والمظهر الأنيق، واللسان اللبق، ممن يتميزون باللباقة وحسن التعامل مع المسافرين، إذ أنهم واجهة الدولة، وبوابة العبور إليها، فينبغي أن يكون مظهرهم لائقاً، ولسانهم عذباً، ومفرداتهم جميلة، ومعاملتهم رقيقة، ليكون الانطباع الأول الذي يحمله المسافرون والوافدون عن البلد جميلاً وطيباً، فيقومون بالمساعدة في تعبئة البطاقات وتوجيه المسافرين، وتسهيل إجراءات دخولهم أو خروجهم، فلا ازدحام على كوة، ولا تمييز بين المسافرين، ولا إساءة إلى أحد.
ولكن الحال مع المشرفين على معبر رفح مختلف، والواقع فيه مغاير، فالقائمون على متابعة إجراءات السفر تدقيقاً وتوثيقاً وتوقيعاً، يتعمدون الإساءة، ويتقصدون الإهانة، ويحرصون على المعاملة الخشنة، فيدفعون المسافرين بأيديهم، ويرفعون الصوت في وجوههم بكلامٍ لا يليق، قد يستهدف أشخاصهم بعينها، وقد يطال وطنهم وقطاعهم، بإهانةٍ عامة، وتصعيرٍ مقصود، وتصدر منهم كلماتٌ نابية، ومفرداتٌ فاحشة، وأوصافٌ ونعوت يربأ بها الإنسان، ويتعالى عنها المتحضرون، بما يخدش الحياء ويمس الكرامة، ويحط من القدر، ولا تمييز في المعاملة الخشنة بين المسافرين، إذ لا تقدير لكبيرٍ في السن، ولا رحمة لطفلٍ صغير أو امرأةٍ ضعيفة، ولا يجد المسافرون وسيلةً للرد غير الصمت وتلقي الإهانات، إذ أن الثورة تعني المنع، والاعتراض يعني التأخير والتعطيل، والمحاججة تستوجب المزيد من الإساءة.
يظن المسافرون في معبر رفح أنهم يعيشون في العصور السحيقة والعهود الماضية، حيث لم تكن سيارات ولا وسائل نقل، ولا آليات خدمة وتسهيل انتقال، مما يجبر المسافرين على الاستعانة في سفرهم بالدواب والعربات، لنقل متاعهم، وحمل صغيرهم وضعيفهم، فضلاً عن المشي على الأقدام، وجر الأمتعة والحقائب، وحمل الأطفال واتكاء المرضى على الأصحاء لاجتياز المسافة، والوصول من نقطة النهاية إلى الصالة المصرية ومنها إلى الصالة الفلسطينية، حيث لا يسمح للسيارات بالخدمة، ولا يجيز القانون أسوةً بكل معابر الدنيا أن يبقى المسافرون في سياراتهم وصولاً إلى الجانب الآخر أو مواصلةً للرحلة، ما يعني نقل المتاع أربعة مراتٍ، بما فيها من مشقةٍ وعناء، وتلفٍ وخرابٍ وتكسيرٍ وضياع.
يلزم المسافرين في معبر رفح أن تكون جيوبهم عامرة، وأيديهم سخية، ونفوسهم كريمة، إذ لا خطوة دون دفع، ولا انتقال دون أداء، ولا تجاوز دون تسهيلٍ وبذل، فكل شئٍ له ثمنٌ وأجر، ومن أخطأ التقدير تعطل، ومن امتنع تأخر، ومن اعترض يتعلم لغيرها ويتوب عن تكرارها، والكلفة المالية رسميةٌ مضنيةٌ جداً، رسومٌ للمغادرة، وأخرى للجوازات، وأجورٌ للانتقال وأخرى للمواصلات، وغيرها جديدٌ مما يتفتق عنه ذهن القائمين على المعبر، علماً أن أكثر المسافرين من عامة المواطنين من المرضى والمعتمرين والحجاج والطلاب والعائدين، ممن يعانون من الفقر، ويقاسون من الفاقة والحاجة، وقد كان حرياً بالسلطات المصرية دعماً لهم وحرصاً عليهم، ومساهمةً منها في صمودهم وثباتهم، أن تعفيهم من كل رسوم، وأن تيسر لهم كل إجراء، وتزيل من أمامهم كل العقبات.
ونفقاتٌ أخرى غيرها لازمةٌ بلا رحمة، وضرورية بلا شفقة، يجبر المسافرون على دفعها، ويكره العابرون على أدائها، والعاملون في المكان يستغلون الظرف ويستفيدون من الحال، فيتعاونون على المسافرين ليحصلوا منهم تباعاً على أكبر قدرٍ من المال، ويوزعون أدوارهم كسباق التتابع، كلٌ يسلم الآخر، وما تدفعه للأول لا يغني عن الثاني، وأن امتنع مسافر عن الأداء عاقبه حمالٌ أو موظفٌ، فالمال المجموع عليه ضريبةٌ تؤدى، ومنه نسبةٌ تجبى، ومن لا يدفع يحرم ويطرد، والقيمة المستوفاة كالضريبة معروفة القيمة ومحددة القدر، وعلى العاملين حمالين وغيرهم جبايتها من المسافرين، وجمعها من العابرين، أما من اضطر لقضاء حاجته، أو الدخول إلى الحمام للوضوء أو غسل وجه، فإن عليه أن يدفع ثمن الماء والمكان، رغم أنه لا نظافة ولا رعاية، ولا اهتمام ولا تنظيم.
لا شئ تغير في معبر رفح، فكلُ شئٍ على حاله وأشد، ولا يبدو أن هناك نية جادة في التغيير والتبديل، تحسيناً وإجادة، تيسيراً وتسهيلاً، إذ أن بعض التغيير فوريٌ وآنيٌ، يلزمه قرار ويحققه توجيه، فلا يتطلب تنفيذه عدةً أو آلياتٍ ووسائل، مما يستوجب التأخر للإعداد والتجهيز، ولكن الأمل يحدو المواطنين في قطاع غزة، أن الأيام القادمة ستحمل معها تغييراً جديداً وتحسيناتٍ حقيقية، فقد أصبح لمصر رئيسٌ من شعبها ومن عامة أهلها، يعرف ألمهم ويدرك معاناتهم، ويحس بجرح جيرانهم، وقد عين رئيساً للحكومة، ومشرفاً على السلطة التنفيذية فيها، وإن يلزمه بعض الوقت للتغيير والتعديل، فإننا نسأل الله له النجاح والتوفيق، فنحن جزءٌ من أهله، وبقيةٌ من شعبه.

دعوة إلى مراجعة المواقف باتجاه التطوير والتنوير، زواج المتعة أنموذجا/ صالح الطائي

كان الاختلاف الذي نشب بين المسلمين حتى قبل أن يدفنوا جثمان نبيهم المسجى مجلبا للدهشة بشكل غير متوقع من جيل تنسم ضوع الرسالة وتوضأ بعبق النبوة ولامست أياديه يد النبي وسمعت آذانه حديث المبعوث. أما وقد حدث ما حدث فمن العار علينا أن نبقى عالقين في أجواء ذلك الخلاف بعد مرور خمسة عشر قرنا، والأكثر عارا أن نجد بيننا من يوقف حياته ووجوده على هذا الخلاف كليا فيترك البحث والدرس وطلب العلم والعمل ويقصر جهده على قضية واحدة هدفها توظيف الخلاف لتكفير المسلم الآخر وإخراجه من الملة وتحليل قتله وسلب ماله لأنه بزعمهم أشد خطرا على الدين من اليهود والنصارى.
أنا واقعا من خلال متابعتي لحراك اليهود والنصارى في العالم وفي العراق لم أجد خطرا حقيقيا يتهددني من فعلهم بقدر شعوري بالخطر الذي يمثله المسلم الآخر، ولقد وجدت غير المسلمين أكثر طلبا للألفة من بعض المسلمين، ولذا أرى أن من يحشرهم في خلافه مع الآخر يبغي تعميما معروف الهدف والغاية والمقصد.
واليوم حيث يتواصل البشر عبر الأثير في كل أرجاء المعمورة يتبادلون الخبرات والثقافات والمعلومات بات من المحزن والمؤسف أن لا نكون مثلهم أو لا نتشبه بهم، وان نعمل خلافهم فنقطع أواصر ما بيننا من وشائج ونمحو ما بيننا من اهتمامات ومشتركات، ونلغّم المنطقة الفاصلة بكل أنواع الأسلحة بما فيها أسلحة الدمار الشامل بدل أن نبحث عن نقاط مشتركة ممكن أن نلتقي من خلالها لنفتح حوارت علمية نبحث عبرها عن حلول لمشاكلنا التاريخية الباهتة التي حشرنا انفسنا في أجوائها عنوة.
كفانا استهتارا بالقيم وتدليسا وكذبا بادعائنا الصدق مع أننا غير صادقين مع ذاتنا ومع الآخر ومع محيطنا الآدمي كله. نحن كذابون ومدلسون مع ذواتنا ومع الآخر أي كان، ونحن نختلق المشاكل ونبحث عن النزاعات لنحقق من خلالها المكاسب لأنفسنا أولا ولجماعتنا ثانيا قبل أن نبحث عما يدعم هويتنا الكبرى ويقوي الأواصر بيننا، فكم هو قبيح منظر المسلم الذي يحتقر مسلما آخر لمجرد انه من غير مذهبه أو إنسانا آخر لمجرد انه من غير ملته أو دينه مع أن الإسلام أوصانا بالعدل ووضع لنا نظرية (السواسية) كأسنان المشط ونظرية (التقوى) من حيث التكريم.
إن تنمر الجاهلين وتشيخ المغرضين دفع شبابنا للبحث عن كل ما يسيء إلى المسلم الآخر دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث في عقائدهم عن المواقف التي أتخذها شيوخهم من موضوع الخلاف المعني، فكم من مسألة نشروها في شبكة الانترنيت ظنا منهم أنها تطعن بالآخر وتوهن قدره ثم تبين أنها عند الآخر أكثر قربا لروح للإسلام مما هي عندهم في عقائدهم، ومع ذلك لا يتراجعون بل يكفرون بفضيلة الاعتراف بالخطأ فيملأون غرف البالتوك يقضون فيها ساعات طوال يتبادلون الحديث بأقذع الألفاظ واكره الكلمات وأحقر المسميات، يسب بعضهم بعضا، ويلعن بعضهم بعضا، ويكفر بعضهم بعضا، فيتحولون إلى زنادقة فاجرين كفرة  في الأقل كل منهم في نظر الآخر، وكلهم في نظر الآخر من أتباع الديانات الأخرى.
خذ مثلا موضوع (المتعة) الذي أصبح الشغل الشاغل للأمة وكأنها لا تجيد غير الجنس والحديث عن العلاقات الجسدية، حيث يؤمن به احد الأطراف حكما شرعيا له قوانينه وقواعده واستخداماته وأوقاته وموجباته وحليته ومحرماته، وهو مع إيمانه هذا لا يعمل به لأن الاعتراف بصحة حكم لا تعني وجوب العمل به دونما باعث وجوبي. ويؤمن الطرف الآخر بحرمته القطعية باعتبار أن سيدنا عمر بن الخطاب (رض) حرمه اجتهادا في زمن خلافته بعد أن عمل به المسلمون طيلة زمن البعثة وخلافة أبي بكر الصديق (رض) وردحا من خلافة عمر.
هذا الموضوع المعقد تحول اليوم إلى فتنة عصماء عمياء تستنهض روح الكراهية والحقد بين المسلمين ولاسيما الشباب منهم، وكأن هذا الحكم النبوي الذي لا يوجد ما يثبت نقضه أو إبطاله صار الميزان المعياري بين الحق والباطل، الإيمان والكفر، من دون كل الموازين العظيمة الأخرى.
ومع ذلك الخلاف القاسي نجد في أغلب مجتمعاتنا ولاسيما التكفيرية منها بحثا دءوبا عن أنواع من الزيجات التي يعتقد البعض أنها تحل المشاكل الآنية القائمة. وبعد أن استنسخوا جزء من أحكام المتعة واستعاروه لمشروعهم أطلقوا على ما جاءوا به أسماء ما انزل الله بها من سلطان مثل (الزواج السياحي) أو (زواج المصياف) أو (الزواج الصيفي) أو (زواج المسفار) وهي جميعها أسماء لمسمى واحد قريب الشبه بما يعرف عندهم باسم  (الزواج بنية الطلاق) الذي هو الآخر أحد المشاريع التي استنسخوها من حكم المتعة وأطلقوا عليه ذلك الاسم، علما أن الخلاف وصل بين  العلماء إلى أعلى مدياته حيث أباح بعضهم "الزواج بنية الطلاق" للمضطر والمسافر وغيرهم ولم يبيحوا "الزواج الصيفي" بسبب اختلاف الاسم لا اختلاف الصيغة بدلالة أنهم  عندما وضعوا مقارنة بين الزواجين لم ينجحوا في معادلة الكفة وإليك أقوالهم:
أولاً: في الزواج السياحي السفر مقصود به الزواج أو هو أحد أبرز مقاصده، أما في الزواج بنية الطلاق فالسفر كان لحاجة معينة، وأثناء الإقامة لهذه الحاجة خاف الإنسان على نفسه من الوقوع في المحرم فرغب في الزواج لذلك، ولم يسافر بغرض الزواج.
ثانياً: الطلاق في الزواج السياحي متعين لدى الزوج بوقت معروف مسبقاً في الغالب وهو وقت انتهاء الإجازة وعودة السائح إلى بلده، والذي يكون محسوباً بحجز الطيران، وعادة يكون محدداً بالساعة والدقيقة ومؤكداً، أما الزواج بنية الطلاق فلا يكون بهذا التحديد الدقيق في الغالب، بل قد يزيد أو يقصر حسب انتهاء الحاجة والعمل المقصود بالسفر.
ثالثاً: أن الزواج السياحي غالباً ما تدفع إليه الحاجة المادية للزوجة وأهلها مع علمهم بطريق غير مباشر بنية الطلاق، أما الزواج بنية الطلاق فقد يكون الدافع ذلك وقد يكون غيره من إدارة الإنجاب أو الإعفاف أو نحو ذلك.
المشكلة ان أمر الابتداع لم يقف عند هذا الحد فدون هذين الأنموذجين من الزواج هناك عشرات الأنواع المخترعة المبتدعة المخالفة للشريعة أشهرها "تبادل الزوجات"[1] حيث أعلنت السلطات المصرية أنها اعتقلت زوجين كانا يروجان للجنس الجماعي، وتبادل الزوجات على موقع فيسبوك الاجتماعي في 26/3/2012 و"زواج المسيار" وهو: أن يعقد الرجل زواجه على امرأة عقدًا شرعيًا مستوفي الأركان لكن المرأة تتنازل عن السكن والنفقة. وأخرها تقليعة "زواج ملك اليمين"
 ولا ادري لماذا امتنع المبتكرون عن البحث في حكم المتعة بحثا علميا أكاديميا منصفا عسى أن يجدوه أو يجدوا فيه حلا للمشكلة بدل أن يبحثوا عن طرائق تهين المرأة وتعيدها إلى عصر الرق وملك اليمين لكي يحل للرجل مجامعتها ويحق لها نزع الحجاب في الطرقات والأسواق.
لقد استفزني موضوع زواج ملك اليمين الذي أثاره الداعية المهندس خريج الأزهر عبد الرؤوف عون لما فيه من تحقير وامتهان للمرأة وخروج على ما تعارفت عليه الأمم والشعوب المعاصرة، ولكن استفزني أكثر واستوقفني طويلا قول المهندس المبتكر المبتدع عن زواج المتعة: "إننا كمسلمين حالياً نقوم بتعقيد الأمور أكثر من اللازم، ومنها ما كانت مباحة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، مثل نظام ملك اليمين ونظام زواج المتعة الذي كان مباحاً.... نظرتنا خاطئة لملك اليمين، ونظرتنا خاطئة لزواج المتعة"

فغالبا لا يصدر مثل هذا الاعتراف الخطير عن المعترضين على حكم زواج المتعة إلا بعد معاناة كبيرة يمرون بها  وهي التي تمنحهم الشجاعة ليتحدوا المجتمع ويعترضوا على من أبطل حكما شرعيا وعلى من أخذ برأيه من العلماء وأسقط رأي رسول الله (ص)
وأنا هنا أسال: لماذا حقا لا نراجع مواقفنا من بعض مواطن الخلاف أو مسبباتها مثل زواج المتعة وموقف الأطراف منه؟ إن تمسك الشيعة بصحة حكم زواج المتعة لا يعني أنهم يشجعونه أو يمارسونه في حياتهم اليومية، وأنا رغم بلوغي الستين لم أرى أحدا مارس المتعة إلا مرة واحدة وكان الرجل فيها مطلقا، معنى هذا  أن الشيعة يريدون محاربة أي عمل يهدف إلى تحريف العقيدة حتى ولو من خلال إبطال حكم بسيط، وبالتالي أجد كل من يتهمهم بأنهم أولاد متعة متجن عليهم بما ليس فيهم.
 كما أن رفض السنة الاعتراف بشرعية زواج المتعة لا يعني أنهم لا يمارسون أنواعا غريبة أخرى من العلاقات الحميمة تفوق الإيمان بصحة زواج المتعة آلاف المرات، وهي من السوء بحيث  تبدو المتعة مقارنة بها كما هو الفرق بين الزواج الشرعي الدائم والزنى.
ولكن كما قالوا: رب ضارة نافعة، فما سببه المهندس الداعية الأزهري من ضرر نفعنا في تبيان خلاف المسلمين بشان المتعة التي أراهم بحاجة ماسة إليها اليوم أكثر من أي يوم آخر بدل أن ينغمسوا في ملذات محرمة تقودهم إلى جهنم.
إننا اليوم بحاجة ماسة إلى مراجعة بعض المواقف التي أخذناها ممن سبقنا على علاتها سعيا منا باتجاه التطوير والتنوير، ونحتاج كثيرا إلى أن نحسن الظن بالمسلم الآخر بدل أن نبحث له عن هنات وزلات يوجد في قاموس حياتنا ما هو أدهى منها وأمر، ولا تنسوا أن الاعتراف بالخطأ فضيلة، ونحن في شهر كريم أبواب العفو فيه مفتحة تبحث عمن يريد الاعتراف والتوبة.

بين برلمانَيْن: كن واقعيًا واطلب المستحيل/ جواد بولس

"كنيست" إسرائيل وما يتيحه لنا من قصص وخيال، ومن متاعبَ وتسالٍ، تستدعيني دائمًا أن أشقى وأنا أحاول تصوّرَ حياتنا في هذه الدولة بدون تمثيل فيه، كما ينادي البعض ويصلّي آخرون.
فكيف كان من الممكن أن نفوِّت فرصةَ مشاهدة "الطيبي" يغيظ الكهانيين بفعلة تثبت لكثيرين، مجدّدًا، أنّ لا شجاعة انتقائية، لأنّها كانت دائمًا الوجه الآخر للجبن. يمزّق صورة كهانا ويدوس عليها وهو "الأحمد" ينتصر لإنجيل المسيح، فيثور كهانيون ويتوعدون ويغتاظ بعض من "زملائه" وكثيرون من الثرثارين والعجزة.
والمجلس التشريعي الفلسطيني، وليد أنبوبي سليم من جسد مشوّه. مبخرة انطفأت لترينا كم هشّة هي أمانينا، فلنكن واقعيين وعندها فلنطلب المستحيل.
إلى فلسطين سآخذكم (فلبلادي دائمًا أعود) فهنا ما زالت تنشر تصريحات على لسان شخصيات فلسطينية وقادة، يشجبُ مطلقوها تشريعًا إسرائيليًا حديثًا يستهدف أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني الذين انتخبوا في حينه ضمن قائمة "الإصلاح والتغيير"، حتى بعد تغيير اسم الكتلة وتسميتها "بالأعضاء المسلمين" أو بمسميّات جديدة.
للحقيقة لم أفلح بفهم ما وراء هذه التصريحات الشاجبة، فان استبعدنا أهمية التعبير عن التضامن العام بين زملاء المؤسسة الواحدة، أو بين مناضلين في نفس الخندق، لن يتبقى أي معنى وقيمة لتصريح العديدين من قادة الفصائل الفلسطينية، وآخرهم  كان الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني الصديق بسام الصالحي، وهو يؤكد شجبه للخطوة الإسرائيلية المذكورة ويندد ويحث برلمانات العالم ويطالبها بالتدخل لزجر إسرائيل ووقف تماديها وقمعها.
لا غضاضة في الشجب ولكن للقضية فصولًا طُويت وتبعاتٍ ما زالت على المحك.
ما أثار هذه القضية في هذه الأيام، برأيي، هو الإفراج عن مجموعة من السادة النواب وعلى رأسهم معالي الدكتور عزيز دويك، الرئيس المنتخب للمجلس التشريعي، ومن جهة أخرى تعديل في أنظمة الطوارئ وإدراج أسماء تنظيمات جديدة والإعلان عنها كمحظورة ومنها، كما قلنا، ما قد ينطبق على السادة النواب الإسلاميين. فملاحقة نواب المجلس التشريعي المنتخبين ضمن قائمة الإصلاح والتغيير بتهمة تماثل هذه القائمة مع تنظيم "حماس" هي قضية قديمة، بدأت باعتقال العشرات من النواب والوزراء بعيد اختطاف الجندي شاليط في العام ٢٠٠٦. اعتقلتهم إسرائيل وقدّمتهم متهمين بثلاث تهم نسبت إليهم وهي عضوية ونشاط وإشغال منصب في تنظيم محظور. وكان القصد، طبعًا انتخابهم القانوني في قائمة الإصلاح والتغيير التي اتهمتها إسرائيل، يا للعجب!، بالتماثل مع تنظيم "حماس".
في حينه احتج من احتج وأعرض من أعرض وابتهج من ابتهج. أمّا الأهم يبقى، باعتقادي، متعلّقًا بكيفية إدارة تلك الأزمة من قبل ضحاياها ومردود ذلك على ما يجري اليوم. فمع بداية حملة الاعتقالات اتخذت حكومة فلسطين في تلك الفترة وقياديو البرلمان الفلسطيني من أعضاء قائمة "الإصلاح والتغيير" غير المعتقلين (في غزة وفي الضفة) قرارًا يلزم جميع القياديين المعتقلين بعدم الاعتراف بقانونية اعتقالهم وبعدم شرعية إجراءات التحقيق معهم وبوجوب رفض جميعهم لصلاحية المحاكم العسكرية وإلزامهم بعدم التعاون مع تلك المحاكم ولا بأي شكل من الأشكال.
في حينه أقيمت هيئة قانونية للدفاع عن جميع النواب والوزراء وعيّنتُ رئيسًا لطاقم الدفاع وفوّضتُ أن أنقل القرار أعلاه لجميع المعتقلين وهكذا فعلت. (بعد حين ولاختلاف الرأي اعتزلت مهمتي في هذه اللجنة).
من الواضح أن القضية كانت سياسية بامتياز وما أسمته إسرائيل لوائح اتهام كانت بالحقيقة اعتداءات صارخة على الشرعية الفلسطينية وإرادة الشعب الحرة الممارسة بانتخابات ديمقراطية وبمراقبة أمم العالم التي أقرت بنزاهتها وصحة ما أفرزته من نتائج. مع هذا، بعض المستشارين، عن جهل وسوء تجربة، أساؤوا تقدير المعاني السياسية لما يجري، من جهة، وبعض النواب أبدوا ضحالة سياسية وضعفًا من جهة أخرى، فأهملت القرارات السياسية الهامة وتصدّرت الفردية وبدأت تتساقط المواقف وكل "متّهم" بدأ يفتّش عن أهون الحلول وأقصرها ففتحت أبواب النيابات العسكرية.
عاد القديم لقديمه: نظام ودولة شرّعت قوانين وعرَّفت الجريمة وحدَّدت العقاب. متَّهمون يفاوضون من أجل عدْلِ محتلٍ وفرج. جميعهم أدينوا وبعضهم، من خلال صفقات، اعترفوا "بالتهم" فسجنوا راضين مرضيين.
ما يجري في هذه المسألة اليوم هو وليدُ ذلك القصور. إسرائيل تتابع ضرباتها وتبقى هي صاحبة الفعل ونحن نتابع شجبنا واستنكارنا ونبقى نتخبط ونبحث عن ردة الفعل.
أكتب لا لأنكأ جرحًا اندمل، إن اعتقد البعض أنّه اندمل، بل لقراءة ما يجري، وحتى يتسنى لنا ذلك علينا تقييم ما جرى، فمع تعديل قوائم الإرهاب الإسرائيلية وإضافة العشرات من التشكيلات المحلية الجديدة والمتغيّرة تقوم إسرائيل بخطوات من الجائز أن يكون لها أبعاد سياسية لن تصب في صالح الوحدة الفلسطينية المرجوة؛ فالإفراج مؤخرًا عن عشرات من المعتقلين الإداريين، عدا عن كونه استحقاقًا إنسانيًا وواجبًا، يحتمل من المعاني والفرضيات السياسية احتمالات أخرى تبقيها إسرائيل أسيرة مخططاتها التي استهدفت دائمًا وحدة ومصلحة الشعب الفلسطيني.
"كن واقعيا واطلب المستحيل"، نسَبَ العالم هذه المقولة لأرنيستو تشي جيفارا، الثائر الذي لا يموت وسيد الرومانسيّة الحمراء. تحميل هذه المقولةِ على جناحَي حالمٍ أوفى وأجدى لها، حتى وإن عاشها أجدادنا أهوالًا ومعاناة في زمن "السفربرلك"، فبقوا هم وغاب السلاطين، ومارسها آباؤنا، عنادًا وحنكة، فسلموا من نزوحٍ ومن رفق جمعيّات الغوث ووكالات العطف المعلب كالجبنة ولحمة "البوليبيف" !
كن واقعيًا، نعم يا رفيقي. فبيِّن أين الصواب وأين الخطأ؟. مستحيل أن نهزم احتلالًا يعرف عنّا وعن واقعنا أكثر مما نتجرَّأ نحن أن نعرف. فالجرأة شرط الحرية، ممارستها بشكل انتقائي هي الوجه الآخر للجبن وهو مقدمة جميع الهزائم.

الفكاهة العربية في رمضان/ خليل الوافي

ان تشخيص حالة الفكاهة في الاعلام العربي.تعكس بوضوح الحقيقة على فشل الواقع الاعلامي في تناول قضايا المجتمع .بطرق هادفة و هادئة . واساليب تنمي الوعي المعرفي و الادراكي .ومحاولة الوقوف على الاوثار الحساسة بقالب كوميدي يتلمس حيتيات النقد السياسي المضحك في توصيل الرسالة الاعلامية الحقيقية دون خوف او مراقبة المقص الجاهز في تشويه الفكاهة العربية.قبل ولادة الفكرة التشخيصية لموضوع المادة المقترحة التي يتمتع بها المشاهد في عملية التواصل المقطوع من خلال عدم رصد القضايا التي تهز كيانه.وتعطيه انطباعا .ان الرؤية الاعلامية في معالجة الفكاهة وانماط معانيها الجميلة والفنية .والتي تنم على احترام وتقدير دور المشاهد في العملية التفاعلية .وفي تركيبة عناصر الفكاهة واقتصارها على نفس الوجوه طيلة سنوات الفشل الاعلامي. في تقدير حجم الماساة الدرامية التي تعيشها الكوميديا العربية.
وامام هذا الوضع .لابد من طرق جديدة في توظيف الفكاهة الراقية التي تلمس فيها الجانب المحلي بسماته المختلفة .وفي جماليات الخوض في عمق اليومي والمعاش و البسيط احيان اخرى .هذه المستويات لم تنجح معها المحاولات المتكررة .في تكريس الوضع المزري لمعنى الفكاهة في الشاشة العربية.وظلت طقوس المواسم الماضية تكرر نفسها .وكان لدينا الامل كل عام ان تتحسن عبقرية الساهرين والمتحكمين في هذا القطاع الحيوي الذي يعتبر مراة الشعوب في مظاهر النجاح او الفشل .
وفي اطار تداعيات هذه السياسة الفاشلة بامتياز .نطفو على السطح تبعات هذا الانهيار .في مواكبة واصرارنفس النهج في تقديم فقرات وطقوس مؤسفة وحقيرة في التعامل الصريح مع عقلية المشاهد العربي .الذي يبدو في نظرها وعاءا قابلا لاي شيء يعرض عليه .وكيف ما كان نوعه ومستواه.المهم ملا الفراغات الفاضحة .وهذه ملاحظة لشريحة واسعة من المجتمع العربي الذي سئم من هكذا وضع .واتخذ موقفا متقدما في النماذج المعروضة عليه.
وظل المشاهد العربي ينتظر كل سنة ان تغير الادارة الاعلامية من نهجها ووسائلها القديمة في تقديم البرامج الفكاهية الاستهلاكية .في شهر رمضان .وعلى مدار الايام و الشهور .لكن سياسة فرض امر الواقع هي الغالبة وبالحاح .واعتبار المنظومة الاعلامية تشكو من فقر في الاطر المؤهلة والافكار الجديدة التي تتماشى والتحولات الكبرى التي تعيشها المنطقة العربية.
اننا نطمح الى فكاهة راقية في مواصفاتها الابداعية . واحترام المشاعر الانسانية و الاعراف المعمول بها في كل قطر عربي .واعادة تشكيل عناصر جديدة .ووجوه مبدعة وشابة في تطوير اساليب الضحك .والتي لم يعد قادرا علىفعل الابتسامة امام ما يجري حوله .وما يتعرض له باستمرار من وسائل التضليل الاعلامي للصورة الابداعية و الجمالية المرطبة بالفكاهة العربية.وهذا يحيلنا الى السياسة الممنهجة في الضحك على الذقون.وعدم احترام كرامة المشاهد في عرض المادة الفكاهية التي يشوبها كثير من الشوائب الاخلاقية و التربوية .ومحدودية الافق الاعلامي في تطوير صناعة الفرجة .والمواضيع المطروحة على انظار الشاشة الصغيرة..
لم يتغير المشهد الاعلامي طيلة سنوات متعددة من تاريخ الاصرار الحافل بهذا النوع من الكوميديا الهزلية والدونية .التي تضع الانسان العربي عنصرا ايجابيا في استهلاك ما يعرض عليه وهو يضحك حتى النخاع .وينقلب على ظهره من شدة الضحك الرخيص الذي يشرف عليه او من يقدمه بعيدا عن ابداعية الكلمة المضحكة النابعة من تغيير الواقع المعاش.
ان رداءة الانتاج الفكاهي في رمضان .ما تزال تتصدر قائمة النقاش الشعبي عن جدوى تقديم هذه البرامج التي تجاوزها الزمن .ولم تعد تشد اهتمام المشاهد العربي الذي يبحث عن فكاهة خارج الحدود يجد فيها نفسه و يرتاح اليها. رغم انها موجهة الى جيل يبعدنا عنه سوى مسافة قصيرة من الاهمال . و التهميش التي ترسمه المؤسسة الاعلامية في بسط سلطة فكاهية .ضد ارادة من اراد ان يضحك في هذا الزمان الذي يصعب فيه حتى التفكير في محاولة الضحك .ولقد انتهى زمن الاستخفاف بعقول الناس .وكل عام و الفكاهة العربية بالف خير...............

*خليل الوافي _من اقصى بلاد المغرب
khalil-louafi@hotmail.com

بمقياس درجات سلم رجال الاطفاء..!/ صالح خريسات

  الحياة ليست جميلة، كما يتصورها بعض الكتاب الخياليين، أو بعض الرجال الميسورين. وشؤون الرزق في هذه البلاد، فتاكة بجسوم معظم البشر، قتالة لملكاتهم وأحلامهم. وهذه حال عشرات الألوف، بل مئات الألوف من العاملين والعاملات، في المتاجر، والمزارع، والمستشفيات،  يكدحون آناء الليل وأطراف النهار، في بلعة من القوت، ولا يدركونها إلا بشق الأنفس.
   أما سادتنا فماذا يفعلون ؟! دعونا نتخيل القصور والخمور والغواني الساحرات! دعونا نتخيل رحلات السفر البعيدة إلى أقاصي البراري! كم تبدو تكلفتها؟! كم يدفع كل رجل منهم، أجرة الفندق، وأجرة دخول المواقع المحظورة على أمثالنا؟! كم يدفع كل ليلة ثمن العشاء، في مطعمه المخصص له؟ وكم يدفع ثمن المشروبات الروحية، كالشمبانيا وأضرابها؟. وكم يدفع ثمن بذلة تلك السيدة معه،  التي تتهادى كالطاووس، وتزبئر كديك الروم؟  وقس على هذا ألبسة سائر النساء الثريات، ودع الجواهر، والحلي، من ماس، ولؤلؤ، وفيروز، وزبرجد، فأثمانها تقدر بالملايين، وقد هجمت النعمة على كثير من السيدات، فأبطرتهن، فصرن يشترطن على الخياطين أن يضيفوا لكل سيدة ثوباً فريداً في زيه، لا يحق لغيرهن تقليده، ما لم يؤذن لهن بذلك. أما ثمن كل ثوب من هذه الطراز، فبالملايين أيضا. فإذا أضيف إليها السيارة والبذلة الأنيقة، والعطور الثمينة، وغير ذلك من النفقات، جاوز المجموع ما نتكسبه في عمرنا كله.
     فما فضل هؤلاء الأسياد وهذه السيدات علينا؟ إننا نفكر ولا يفكرون، ونحس ولا يحسون، ونشعر ولا يشعرون، ونبدع ولا يبدعون، ونأمل ولا يأملون.  وربما كنا أكثر منهم ومنهن، صدقاً، وشرفاً، وأقل إيذاء للناس.
    إنني أقرأ كل يوم في القرآن، أن الله رفع بعض الناس فوق بعض درجات، فأنا من المؤمنين بهذا القول، لكنني أرى أن الله لم يجعل الدرجة الواحدة من تلك الدرجات، طويلة جداً، أي بطول السلم التي يستعملها جنود الإطفاء، في حرائق ناطحات السحاب في نيويورك، حتى يكون بعض الناس في الأوج، وبعضهم في الحضيض. وأجدني أسأل نفسي، أين الزكاة التي وردت في القرآن؟ وأين الغني الذي يزكي؟ وما مصير هذا   المجتمع الأحمق، وفي حظوظ الناس المتفاوتة؟
    ما الذي يجري ؟ أبواب العمل موصدة في وجه الشباب المثقف عندنا. وها هو يرفع شكواه الصادرة من أعماق نفسه، التي كادت تستسلم لليأس، وقد أضحى المستقبل أمامها أضيق من سم الخياط، إلى القابضين على زمام الأمور المتصرفين في مصيرها.
   فالمواطنون حيثما يتظاهرون للحصول على الحق في العمل والعدالة في توزيع الثروات، فإنهم يكسبون البطالة مدلولاً جديداً. حينئذ تظهر البطالة "أم الرذائل" على حقيقتها: إنها شر يتولد عنه الشعور بالحرمان، وبالاستلاب الاقتصادي، مما يسبب ضعفاً ذهنياً، وانتشاراً للأجرام وانحلالاً في الأخلاق.
   ونكرر هنا ما سبق لنا أن قلناه، إنه لا حريات، بل ولا كرامة للإنسان، ما دام يهدده الجوع والمرض، أو يفني كل ساعاته في جهد جاهد من أجل الحصول على الضروريات المادية، فالتحرر المادي أول مرحلة في سبيل التحرر الفكري والمعنوي .. ولا تحرير في الميدان الاقتصادي إلا عن طريق العمل والعدالة في توزيع الثروات.
   فالعمل هو الأمل. إنه يحررنا من ربقة حاجات تضغط علينا جداً. فبمساعدة العمل نتجاوز الحياة النباتية المحض، ونعي أنفسنا بأننا لسنا مجرد جهاز هضمي.
   إن العمل يثبت أن وجودنا إرادة مستقلة، وقدرة على الحركة والتغيير.إنه لا مكان للحرية حيث يوجد سادة وعبيد، شرفاء ووضعاء، أغنياء ومتروكين. ولهذا السبب، دون شك، يربط كل المصلحين وكل الأديان، مفهومي مساواة وحرية بمفهوم ثالث، يبدو أنه هو النتيجة التأليفية لهما: الإخاء. حرية الإنسان.
   إن قدرتنا على نفي الأشياء، تظهر جانباً أساسياً من جوانب التحرر. إن القدرة على التلفظ ب " لا " قبل نعم، تجعلك تدخل في دين الله، وتنطوي تحت مظلة " لا إله إلا الله". إنها  ميزة يختص بها النوع البشري. حقاً، بكلمة " لا " يضع الإنسان نفسه ككائن قادر على الاختيار، وقادر على أن يتحقق، لا كمجرد أفكار أو كمجرد رغبات. إن الشخص أفعال أنجزت، أو هي في طريق الإنجاز، بصفتها أفكاراً ورغبات ممكنة، أو نزوعا لظاهرات .
    فماذا على الدولة أن تفعل؟ وهل يكفي أن تجد لهؤلاء عملا بسيطا يمنعهم من الشغب؟ وماذا نفعل بالأجر الزهيد؟ وماذا يفيد؟..إنها العدالة في توزيع الثروات، أو العودة  إلى المربع نفسه" أسياد وعبيد".

نحو عقد مؤتمر شعبي مقدسي عام/ راسم عبيدات

    ...... الهموم المقدسية كثيرة ومتشعبة،وهذه الهموم تمس المقدسيين في صلب وعصب وتفاصيل حياتهم اليومية،والجميع في القدس بات يستشعر بأن هناك خطر جدي على لحمة النسيج المجتمعي في القدس،ولعل هذا الخطر دعا العديد من الفعاليات المقدسية على مختلف تسمياتها وعناوينها وطنية وعشائرية إلى عقد أكثر من جلسة حوار ونقاش لتلك الهموم والمشاكل المكثفة بعنوان رئيس،هو الأزمة الاجتماعية الداخلية،أسبابها ومكوناتها وعناصرها وطرق وآليات الخروج من هذه الأزمة المستفحلة في المدينة،والتي باتت تشكل خطراً جدياً على وحدة النسيج المجتمعي المقدسي،ولعل الاجتماع الذي عقد يوم الخميس 19/7/2012 في قاعة فندق "المونت سكوبس" بالقدس بحضور الحركة الوطنية المقدسية والشيخ رائد صلاح كممثل عن الحركة الإسلامية في الداخل  وعدد من الفعاليات المقدسية،قد سلط الضوء على الواقع المقدسي وأزمته الاجتماعية بشكل كبير،حيث اجمع الحضور على ان المجتمع المقدسي يعاني من أزمة اجتماعية عميقة تجد لها تجليات ومظاهر في أكثر من عنوان ومجال،حيث تنمو وتتكاثر العديد من المظاهر والظواهر السلبية والتي تلعب دوراً كبيراً في إفساد المجتمع،فهناك انوية ل"مافيات" من البلطجة والزعران على شكل ميليشيات،وهذه "المافيات" تمارس دورها التخريبي والمشبوه في عمليات هتك وتفكيك وتدمير النسيج المجتمعي المقدسي،وتجد أن هناك حواضن لتلك "المافيات" منها الاحتلال عبر عملائه وزلمه،العشائر وفي بعض الأحيان الفصائل والتنظيمات والأجهزة الرسمية، ويتجلى ذلك عبر اثارة المشاكل والفتن الاجتماعية ودفع الامور نحو الاحتراب والتجييش العشائري والقبلي،والاصطفاف إلى جانب المعتدي ضد المعتدى عليه،وممارسة سياسة فرض الخاوات والأتاوات على المواطنين أصحاب المصالح وخصوصاً من يشعرون بأنهم غير  مسنودين ومدعومين على المستوى العشائري او الحزبي او السلطوي،وكذلك الاستيلاء على أراضي وأملاك وعقارات  الناس بغير حق من خلال أوراق وعقود مزورة،والتي في الغالب يجري تسريبها إلى جهات وجمعيات استيطانية،أو يتم إشراك ما يسمى بحارس أملاك الغائبين في ملكيتها،والتطاول على الكرامات وأعراض الناس وسياسة التعالي تجاه الاخرين،ولا شك بأن مثل هذه التجليات للازمة الاجتماعية تولد قهرا داخليا عند الفئات المقدسية التي تشعر بالغبن والظلم الاجتماعي،ونرى بأن هذا الغبن والظلم الاجتماعي له أساس من الوجود والصحة،وبالتالي في ظل غياب موقف وطني فاعل أو مرجعية وعنوان مقدسي او وطني قادر على أن يشكل رادعاً ولاجماً لمثل تلك الأفعال والممارسات الاجتماعية السلبية فإن تلك الفئات تفكر بالبحث عن خيارات وطرق من شأنها أن تمكنها من الدفاع عن نفسها ووجودها وحماية ممتلكاتها وأراضيها وحقوقها،وبغض النظر عن الشكل او الطريقة الممارسة ومدي صوابيتها من عدمه مثل الانسحاب نحو العشائرية والقبلية او تجنيد "مافيات" من البلطجية والزعران للقيام بدور الوكيل في حمايتها والدفاع عنها فيما يخص  التعدي والتطاول عليها حقوقها وممتلكاتها وكراماتها،أو الذهاب الى ما هو أبعد من ذلك الإستعانة بالاحتلال،فهذا ما كان ممكناً لو ان هناك عنوان ومرجعية موثوقة قادرة على إنصافهم وحمايتهم والدفاع عنهم،ولكن في النهاية لا يمكن تبرير مثل هذا السلوك او العمل مثل الاستعانة بالاحتلال وغيره.
ولعل المجتمعين اتفقوا في الرؤيا والتشخيص والتحليل بأن المجتمع المقدسي يخوض معركتين في آن واحد معركة سياسية بكل تمظهراتها وعناوينها مع الاحتلال ومعركة اجتماعية داخلية وهما معركتان متداخلتان،ففي الوقت الذي تكون فيه الحركة السياسية والوطنية صاعدة وناهضة  تتراجع حدة الصراعات والازمات الاجتماعية الداخلية،ولكن عندما تضعف وتتراجع الحركة الوطنية،نجد أن حدة الصراعات والخلافات الاجتماعية تشتد وترتفع وتيرتها،وخصوصاً أن من يملأ الفراغ الناتج عن التراجع والضعف الوطني،هم قوى ووجاهات ووجوه عشائرية تحكمها مصالح ضيقة والانشدادات والتعصب للعشائرية والقبلية والجهوية وحلولها قائمة على سياسة اطفاء الحرائق والترقيع وتسليك المصالح وغيرها.
وكذلك في هذا الإطار نرى بأن الحديث كان صريحاً وواضحاً بأنه رغم كل قصورات ومثالب السلطة الفلسطينية تجاه القدس والمقدسيين،إلا أن هناك إجماع على ان لا تغيب السلطة عن كونها المسؤولة عن هموم المقدسيين ومشاكلهم الاقتصادية والاجتماعية،والمكونات المجتمعية المقدسية الأخرى من حركة وطنية ومؤسسات مجتمع مدني وعمل أهلي وعشائر وغيرها،بالضرورة ان يكون عملها ودورها متكاملا مع دور السلطة وليس بديلاً له،ولكن الثغرة هنا هو في تعدد العناوين والمرجعيات والجهد المبعثر وتضارب المصالح عند تلك المرجعيات،وعلى السلطة ان تدعم وتساند وجود الحركة الوطنية كذراع تنفيذي لها في القدس وعنوان تناط به متابعة هموم الحياة اليومية للمقدسيين.
 وفي إطار التشخيص للشأن والوضع المقدسي،وما يقوم به الاحتلال من شن لحرب شاملة على المقدسيين في مختف مناحي وشؤون حياته، رأى المجتمعون بأن هناك غياب للإرادة السياسية من قبل اللجنة التنفيذية والسلطة الفلسطينية،وما يقوم به المقدسون من رد وتصدي للخطوات والممارسات الإسرائيلية المستهدفة لوجودهم وثباتهم في القدس وصمودهم على أرضهم،يأتي في الغالب كردات فعل،وبالتالي تغيب الرؤيا والاستراتيجية الموحدة والخطط والبرامج المدروسة وكذلك آليات المواجهة والمقاومة والصمود.
والجميع يتفق على أنه من الضروري تشخيص المشكلات الاجتماعية وتحديدها،ومن ثم بعد ذلك يجري العمل على صياغتها ونشرها وتحديد موقف عام منها يأخذ صفة الالزامية والقانون من قبل أكبر طيف جماهيري مقدسي،ولا يجوز الاستمرار في سياسة الطبطبة والمحاباة والنفاق الاجتماعي ودفن الرأس في الرمال على غرار النعام،فمن يعمل من أجل تخريب وتفكيك النسيج الاجتماعي المقدسي،يجب العمل على فضحه وتعريته ومن ثم مساءلته ومحاسبته وبغض النظر أي كان موقعه أو انتماءه أو الجهة التي تقف خلفه،ولا يجوز ولا يحق لأي جهة شريفة ونزيهة ان تحتضن او تدافع عن مثل هذه النوعيات،بل بالضرورة رفع الحصانة والحماية والاحتضان عنها ولها،لأن وجود مثل هذه السياسة والممارسة هي من جعلت الناس وبعض الفئات المقدسية تشعر بالغبن والظلم والقهر الاجتماعي.
إن الشيء المريح جداً بأن هناك شعور عالي بالمسؤولية عند الجميع بأنه يجب العمل على حماية النسيج المجتمعي المقدسي وعدم تعريضه للتفكك والتفتيت،وهنا اتفق الجميع أنه القوى الوطنية أن تمارس دورها ومسؤولياتها وتأخذ زمام المبادرة من أجل إعادة البيت،بحيث هي الطولى في الشأن المقدسي،وتم التشديد كذلك على أن تمارس القوى والوجاهات العشائرية دورها في إطار مهامها ومسؤولياتها وفق خط وطني عام ينظم عملها ويضع لها خطوط وثوابت لا يجوز تجاوزها او القفز عنها.
ولتستمر اللقاءات والنقاشات والحوارات بين مختلف  الفئات والقطاعات المقدسية من أجل الوصول الى  عقد مؤتمر شعبي مقدسي عام ينتخب قيادة ومرجعية موحدة عمادها الحركة الوطنية الفلسطينية لكي ترعى شؤون وهموم المقدسيين جميعاً.

ذريعة تتدحرج ككرة ثلج للعدوان على سورية/ نقولا ناصر

(إن خروج العامل الإسرائيلي إلى العلن شريكا في الحملة الأميركية ضد سورية ينذر بعدوان عسكري يحول حجة حماية "الأسلحة الكيماوية" إلى مجرد مقدمة وذريعة مكشوفة لتسويغ العدوان على سورية من الخارج)

مثل كرة الثلج المتدحرجة، تكبر في كل لحظة ذريعة "الأسلحة الكيماوية" للتدخل العسكري في سوريا "من الخارج"، بعد أن فشل العمل المسلح "من الداخل" في خلق بنغازي أو مصراتة سورية "تستضيف" تدخلا كهذا. وتقول باربارا ستار (سي ان ان في 19/7/2012) إنه سيكون للأردن دور في ذلك لأن "الولايات المتحدة لديها اتفاق بمساعدة الكوماندوز الأردنيين في الوصول إلى المواقع في سوريا إذا صدرت الأوامر لهم بذلك"، مما يذكر بأن مناورات "الأسد المتأهب" الأخيرة في المملكة شملت تدريبات رئيسية على مهمة كهذه.
ولأن "القوات المسلحة الأميركية تريد بقوة أن تكون هذه عملية ائتلافية" فإنها عجلت في سلسلة من المباحثات السرية مع الأردن وتركيا والمملكة المتحدة وفرنسا"، كما أضافت باربرا. وربما كانت زيارة قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال جيمس ماتيس للعربية السعودية يوم الجمعة الماضي ضمن هذه "السلسلة"، وكذلك الزيارة المرتقبة هذه الأيام لوزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي ومثلها الزيارة غير المعلن عنها التي قام بها لها الأسبوع الماضي مستشار الأمن القومي الأميركي ثوماس دونيلون الذي عرضت عليه تل أبيب حقها في أن يكون لها الخيار في "تحييد" هذه الأسلحة، على ذمة النيويورك تايمز.
وفي هذا السياق جاء تحذير الملك عبد الله الثاني عبر "سي ان ان" مؤخرا من سقوط الأسلحة الكيماوية السورية في أيدي تنظيم القاعدة في "السيناريو الأسوأ" لتطور الأحداث في سورية، وفي السياق ذاته أيضا جاء ما وصفه وزير الإعلام وعضو مجلس الأعيان الأردني الأسبق صالح القلاب ب"التصريح التصعيدي" لرئيس الوزراء د. فايز الطراونة الذي طالب فيه ب"التدخل الدولي" - - وليس التدخل "العسكري" كما أوضح وزير الخارجية ناصر جودة لاحقا - - لأن "الحوار في سورية لم يعد مجديا".
ولم يستبعد القلاب في مقاله الخميس الماضي في "الشرق الأوسط" اللندنية أن "يضطر" الأردن "إلى اللجوء إلى القوة العسكرية" في سورية، لكن ليس لمنع سقوط الأسلحة الكيماوية في أيدي القاعدة وأخواتها، بل لمنع "استهداف مخيمات الفلسطينيين في سوريا" وبالتالي تهجيرهم إلى الأردن، وهو ما اعتبره "السر" في "الموقف الأردني الرسمي المفاجئ .. التصعيدي". غير أن تفسير القلاب هذا كسبب ل"التصعيد" الأردني لا يتفق معه فيه إلا قلة من المحللين، لكن أغلبهم سوف يتفقون معه على الأرجح في ربطه بين ما أسماه "الموقف المائع" للولايات المتحدة من "الأزمة السورية" وبين "ما جعل الأردن يبقى واضعا نفسه .. في ما يسمى المساحة الرمادية"، بالرغم من حقيقة أن الدور الأميركي في استفحال خطورة الأوضاع في سورية لا يمكن بالتأكيد وصفه ب"الميوعة" إلا ب"حسن نية" ممن يجهل ان هذه هي وجهة نظر من يستعجلون ويتلهفون على التدخل العسكري الأميركي ويعتبرون تأخير مثل هذا التدخل "ميوعة".
والأرجح أن "السر" الحقيقي في ما وصفه القلاب ب"التصعيد" الأردني يكمن في "دور أردني محتمل في أي عمل عسكري تنفذه قوات أجنبية للسيطرة على المخزون السوري من السلاح الكيماوي" كما كتب المحلل الأردني فهد الخيطان، معتبرا أن الأخبار عن "ترتيبات عسكرية مشتركة" أردنية أميركية "للتعامل مع هكذا تطور" هي اخبار "شبه مؤكدة".
ويظل الاستنتاج بأن أي خروج أردني" من "المساحة الرمادية" تجاه تطور الأحداث في الجارة العربية الشمالية سوف يتناسب طرديا مع الموقف الأميركي هو الاستنتاج الأقرب إلى الصواب بحكم العلاقة الاستراتيجية بين البلدين.
إن الخطر الأكبر الذي يهدد بتسرب أي "أسلحة كيماوية"، إن كانت موجودة حقا ولم تكن مثل أسلحة الدمار الشامل العراقية التي اتخذت ذريعة لتسويغ الغزو الأميركي للعراق، يكمن في الإصرار الأميركي على "تغيير النظام" في دمشق، وعلى "تنحي" الرئيس السوري بشار الأسد، وعلى رفض المساعي الروسية والصينية الحثيثة المدعومة من مجموعة "بريكس" لحل سياسي سلمي عبر الحوار في سورية، وعلى تمويل وتسليح عصابات مسلحة وتشجيعها على عدم إلقاء السلاح، مما يصعد الأزمة عسكريا، ويزيد في انتشار "الفوضى" التي ترفعها الحرب النفسية والإعلامية الأميركية على سورية عنوانا لاحتمال تسرب الأسلحة الكيماوية، ويهيئ الذرائع للتدخل العسكري الأجنبي بتفويض او دون تفويض من مجلس الأمن الدولي.
وفي هذا الشأن قال المحلل الروسي د. فنيامين بوبوف ل"صوت روسيا" الخميس الماضي: "من دون حوار أو استمرار كوفي أنان في محاولات التوسط، يمكن أن يتحول الصراع السوري بسرعة إلى فوضى، تصبح فيها الترسانة الكيماوية معرضة لاستيلاء الراديكاليين عليها ... والطريقة الأفضل لتفادي هذا الخطر هي تحقيق وقف لإطلاق النار وتسوية سياسية في سورية".
ويبدو واضحا الآن أن "الأسلحة الكيماوية" هي الذريعة الأميركية الأهم التي تتدحرج متسارعة ككرة الثلج لتسويغ تدخل كهذا، مما لا يجعل من "الفيتو" المزدوج الروسي الصيني الذي تكرر للمرة الثالثة خلال عشرة أشهر في الأسبوع الماضي ضمانة كافية لاستبعاد مثل هذا التدخل، ويجعل التفاؤل الإعلامي السوري باستبعاده سابقا لأوانه، خصوصا بعد إعلان واشنطن أنها سوف تعمل خارج إطار مجلس أمن الأمم المتحدة.
فهل تجرف كرة ثلج "الأسلحة الكيماوية" المتدحرجة الأردن في طريقها الأميركي – الاسرائيلي أم تنجح المملكة في إنقاذ مصالح شعبها العليا التي أبقتها إلى وقت قريب ضمن ما وصفه القلاب ب"المساحة الرمادية" ؟ ربما لن يمضي وقت طويل قبل أن يجيب تسارع الأحداث على هذا السؤال.
إن "العملية الائتلافية" التي تريدها الولايات المتحدة "بقوة" تتوقع دورا للأردن، لكن المعلومات التي تسربت إلى وسائل الإعلام خلال الشهر الماضي عن التنسيق الأميركي – الإسرائيلي لا تترك مجالا للشك في دور الشريك والأداة الرئيسية الذي تمنحه واشنطن لدولة الاحتلال الإسرائيلي في هذه العملية، مما اضطر الأخيرة إلى الخروج للعلن في الصراع على سورية بعد أن فشلت الوكالة الأميركية وغير الأميركية في تحقيق الأهداف الإسرائيلية فيها طوال حوالي العام ونصف العام المنصرم.
إن خروج العامل الإسرائيلي إلى العلن شريكا في الحملة الأميركية ضد سورية يؤكد من ناحية فشل الوكالة التركية والعربية في خدمة أهداف الاستراتيجية الأميركية الإقليمية فيها، لكنه يؤكد من ناحية أخرى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي بدأت تستعيد دورها التاريخي كوكيل أقليمي للولايات المتحدة في المنطقة، لكن الأهم من ناحية ثالثة أن خروج "العامل الإسرائيلي" إلى العلن ينذر بعدوان عسكري على سورية يحول حجة حماية "الأسلحة الكيماوية" إلى مجرد مقدمة وذريعة مكشوفة تكررت مثيلاتها في العراق وليبيا لتسويغ العدوان على سورية من الخارج.
* كاتب عربي من فلسطين   
* nassernicola@ymail.com

نصر اللات والبكاء على أطلال خلية الأزمة/ محمد فاروق الإمام

كان في نيتي أن أعتزل الكتابة وقد أغنتني أخبار الصور الرائعة التي يسطرها الثوار على الأرض في سورية وهم يتنقلون من نصر إلى نصر ومن تقدم إلى تقدم حتى باتوا يفرضون واقعاً، كم أنكره أصحاب النفوس المريضة، ممن ابتليت بهم هذه الأمة على أصالتها وفهمها ورقيها وعظمتها، وأعمتهم هواجسهم المفتونة عن تقبل هذا الواقع الرائع الذي يسطره بواسل الجيش السوري الحر، وقد ضيقوا الخناق على سفيه دمشق وجزارها بعد أن فككوا كل الحلقات من حوله، والتي كان آخرها تدمير وكره في قيادة الأمن القومي، الذي أتى على مجموعة الخلية المنوط بها قتل الشعب السوري وتدمير الدولة السورية، حتى إذا ما أسقط بيده فر صاغراً إلى اللاذقية معتقداً أنه سيكون هناك في منجاة من أن تصله يد العدالة لتقتص منه، ولكن هيهات هيهات فلا مهرب ولا منجاة من القصاص وعدالة السماء!!
ما دفعني للكتابة خطاب حسن نصر اللات المطول الذي أطنب فيه مدحاً بالدولة الصفوية وحاخاماتها في قم، المنغمسون في قتل السوريين وارتكاب المجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ، والذين يغدقون المساعدات على سفاح دمشق لدفعه للصمود في وجه الشعب الذي هب ثائراً بغية اقتلاع هذا السرطان الذي جسم على صدره لسنين طويلة يشيع الجريمة والفساد والتخلف.
كنت أظن أن حسن نصر اللات سيغير لغة خطابه بعد مقتل نخبة المجرمين في النظام السوري في تفجير مبنى الأمن القومي في دمشق، وأن يتسم موقفه بالارتباك في التعامل مع التطورات الدراماتيكية التي تحدث على الأرض، أو أن يلوذ في مثل هذه الظروف إلى "البراغماتية"، بالحد الأدنى، فيراجع حساباته بعد الزلزال الذي ضرب بنية النظام السوري، ويخفف من دعمه للرئيس بشار الأسد على قاعدة حفظ خط الرجعة تحسباً لاحتمال سقوطه قريبا.
لكن نصر اللات اختار مرة أخرى ان يستنسخ نفسه ويستنسخ قناعاته، بمعزل عن أي تكتيكات أو مناورات سياسية كان من المفترض أن يكون قد اكتسبها من خلال انخراطه في العمل السياسي لسنين طويلة، فقرر، بغباء، في لحظة تلقي النظام إحدى أكثر الضربات إيلاما أن يطل بخطاب يصح القول فيه أنه نيابة عن بشار المأزوم، والذي صدمته حادثة تدمير خلية الإجرام التي أقامها في إحدى أهم قلاعه، والذي جعلته يفر كالجرذ في عتمة الليل قاصداً آخر حصونه في اللاذقية.
أقول لقد اختار حسن نصر اللات الإشادة بدور بهلول قصر المهاجرين ومساندته ودعمه لحزب اللات، ودوره العملاني في تقديم السلاح والعتاد والمال لميليشيا حزبه، مستخدما أدبيات العزاء المفعمة بالحزن الشديد في مخاطبته ضحايا التفجير، واصفاً إياهم بـ"الشهداء القادة" و"رفاق السلاح"، غير متنكراً للأدوار التي أداها ضحايا تفجير دمشق في مؤازرة حزبه، تحت تأثير خدعة الحملة الكونية المتمادية والهادفة الى استئصال النظام السوري، وهو النظام، بحسب قوله، الوحيد الذي يقف إلى جانب المقاومة ويدعمها، مدعياً أن المجرمين الذين  قُتلوا هم من ركائز المؤسسة العسكرية السورية ومن بناة عقيدتها القتالية ضد إسرائيل، مغمض عينه عن توجيه دبابات ومدافع وصواريخ ورصاص هذا الجيش الذي يقودونه إلى صدور السوريين العارية ومنازلهم ومؤسسات دولتهم دون الصهاينة ومحتلي الجولان، غير آبه بكل ما ارتكبه هؤلاء من جرائم بحق السوريين لنحو 17 شهراً من الجراحات والدماء والقتل والاعتقال والتهجير والنزوح، مما جعل العالم كله يصاب بالصدمة لما يحدث في سورية، وقلب السيد حسن نصر اللات كالجلمود لم يتأثر بكل ما يفعله بشار الأسد والزمرة المحيطة به والتي يسميها "بالشهداء القادة".
كنت أعرف مسبقاً أن حسن نصر اللات سيقف إلى جانب بشار الأسد في هذه الأيام الصعبة التي يمر بها هو ونظامه المتهالك، من دون الخوض في حسابات الربح والخسارة، تماما كما وقف هذا النظام الى جانب حزب اللات وميليشياته عند احتلالها لبيروت، فالقتلة والمجرمون لا يأبهون بكل نواميس العقل والمنطق.
ولم يختلف موقف حسن نصر اللات عن موقف موسكو التي ترفض التخلي عن بشار أو المساومة عليه، برغم كل الضغوط والإغراءات، وهي لا تزال تؤمن شبكة حماية في مجلس الأمن وخارجه للنظام السوري، بل كان ملاحظا أنها أصبحت أكثر عنادا في موقفها خلال الأيام الأخيرة، بالتزامن مع اشتداد الحملة العالمية الإنسانية على النظام السوري لوقف شروره ومجازره التي يرتكبها بحق الشعب السوري، ما يؤشر بوضوح الى أن خط الجبهة الفعلية التي تواجه الثورة السورية ليس فقط على  الأرض السورية، بل يمتد من موسكو وبكين الى دمشق مرورا بطهران وبغداد المالكي وحتى الضاحية الجنوبية في بيروت، لان محور الشر هذا بات يدرك جيداً أن هزيمة الأسد والإطاحة بنظامه يعني لها بتر أي تواجد لها على تلك الأرض، وتجفيف كل مصالحها الحيوية فيها، وقد أنفقت المليارات من الدولارات لتمكينها من البقاء فيها، إضافة إلى المواقف السلبية التي اتخذتها مع دول العالم الأخرى التي ستؤثر مستقبلاً على علاقاتها معها، وبالتالي انحسار دورها العالمي لدرجة باتت معها العاصمة موسكو، التي كانت تناطح أعظم عواصم العالم جلالة ومهابة، إلى عاصمة قزمة معزولة لا احترام لها ولا وزن!!
وعن طهران حدث ولا حرج.. فهي العاصمة الأشد خسارة وانحساراً وانكساراً بعد هزيمة الأسد وسقوط نظامه، وقد دفعت في الرهان عليه مليارات مبيعات النفط التي حرمت منها شعبها، وكان من الممكن أن تجعله أسعد شعوب الأرض رخاء وغنىً، ولكن الحقد الأسود الذي تعاملت به مع الشعب السوري جعلها في عمى أخلاقي وقيمي سيرتد عليها ثورة شعواء من شعبها الذي مج حكم هؤلاء الظلاميين الذين جعلوا من إيران دولة ملعونة لا يقربها أحد إلا من لهم مصالح معها.
أما الضاحية الجنوبية في بيروت فإنها بسقوط الأسد ستجد نفسها معزولة وقد قُطعت اليد التي كانت تمدها بأكسيد الحياة، وقد عادت كل الناس مراهنة على مجرم أفاك سقط في أول امتحان حقيقي له مع شعبه، لتعود إلى حجمها الحقيقي التي كانت عليه، مجموعة منبوذة من كل ما يحيط بها من طوائف لبنان وأثنيته، فلكل من حولها مشكلة معها لا حل لها، فالقضاء الدولي يلاحق أفراد ميليشياتها بتهمة القتل والاغتيال، والقضاء الداخلي يلاحق أفراد ميليشياتها بتهمة التخابر مع العدو الصهيوني والارتباط بالموساد الإسرائيلي، فأي نهاية محزنة تنتظر حسن نصر اللات في قابل الأيام؟!

المجتمع المقدسي ما بعد مرحلة الاستنقاع/ راسم عبيدات

.....جريمة قتل جديدة في القدس راح ضحيتها الشاب محمد عزيز دعيس من شعفاط،والجريمة تلك كسابقاتها من الجرائم التي حصلت لا توجب قتلاً ولا جرحاً ولا داحساً ًولا غبراء.
ومسلسل القتل المتواصل لا يلوح في الأفق القريب أي بوادر على أنه سيكون له حد أو عقوبات رادعة تجعل من يفكر بارتكاب جريمته يحسب ألف حساب قبل الإقدام عليها،والمأساة هنا أننا نقدم أنفسنا على أننا"خير أمة اخرجت للناس"،ومضرب الأمثال في"المحبة والتسامح واحترام الآخر"،ولكن الواقع يدحض صحة ذلك حيث أننا الأمة الأكثر دجلاً ونفاقاً ودفناً للرؤوس في الرمال،ومعظم مشاكلنا وخلافاتنا نعالجها ب"المون والطبطبة والتخجيل والضحك على اللحى والذقون"،كجزء من ثقافة عربية سائدة،وأنا متيقن أن مجموعة الدراويش والشعوذة والفكر الانغلاقي سيقولون هذا زنديق وكافر،فنحن الأمة  العريقة صاحبة القيم والأخلاق وغيرها من اللازمة المشروخة،وأنا استغرب أن تلك الجرائم لا تحدث في الدول والمجتمعات التي نتهمها بالفساد والانحلال الأخلاقي والانهيار القيمي الا ما ندر،ونحن الأوصياء والأوفياء للقيم والأخلاق وغيرها،تتكرر وتزايد عندنا تلك الجرائم والمشاكل.
 نحن أمة " ضرب الموزر يلبقنا" هذا الموزر الذي لا نوجهه الى صدور أعداءنا،بل نستعمله من أجل نحر أنفسنا وذاتنا،والشماعة جاهزة الاحتلال هو السبب ولو وجوده لما حدثت عندنا أي جريمة أو حتى مشكلة اجتماعية،ولكن هذا ليس بصحيح،فإنا أحياناً أرى ان المسألة أبعد من غياب الوعي وانتشار الجهل والتخلف والعقلية القائمة على الثأر والانتقام،والعصبية القبلية المستحكمة في ذواتنا،بل أتطير وأقول لربما هناك خلل جيني عندنا،وان عقولنا بحاجة إلى إعادة تطويع وتجليس،والمسألة ليس تفسيرها روحاني بالبعد عن الدين فأوروبا وأمريكا لديها فصل بين الدين والدولة ولا تحدث عندها مثل هذه الجرائم على تلك الخلفيات،أما نحن مجتمعات"الورع والتقوى والنساك والزهاد"،أصبحت تحدث عندنا بشكل شهري وربما تصبح جرائم القتل يومية،والمشاكل والخلافات الاجتماعية فهي تتكرر وتحدث بشكل شبه يومي.
مجتمعنا بحاجة الى  علاج جذري وعمليات قيصرية حتى وان كانت مؤلمة،ولكن من اجل ان تبني مجتمعات حديثة عليك أن تخوض معارك حقيقية ضد الجهل والتخلف والغباء وسياسة النفاق والدجل والمداهنة القائمة عليها معظم حياتنا،هذا ضروري من أجل ان نمنع انهيار وتفكك مجتمعنا،والذي يتعرض الى خلخلة وهزات عنيفة ربما تقوده الى الدمار والتفكك،حيث ان الشعارات والخطب الرنانة وما يجري ويحدث من مسرحيات وأفلام وسيناريوهات معدة سلفاً ومرسومة في الجاهات والعطاوي والصكوك العشائرية،وما يرتجل من كلمات زائفة وكاذبة عن تسامح وكرم عربي أصيل،ثبت انها لا تحد من المشاكل والجرائم،بل تتكرر وتتزايد تلك المشاكل على نحو أوسع وأكثر شمولية وعمقاً،حيث تغيب لغة الحقيقة والمصارحة والمكاشفة،وتسود لغة المداهنة والمحاباة والنفاق والدجل،وفي العديد من الأحيان تولد تلك الحلول قهر داخلي.
من يرى ويشاهد جوامعنا مليئة بالمصلين،يتبادر الى ذهنه الى أننا امة صلاح ونساك وتقاة وورع وخشوع،ومجتمعنا ربما وصل الى درجة الكمال،وهو كما يقول الحديث الشريف كالبنيان المرصوص،ولكن عندما تغوص في العمق تجد نسبة ليست بالقليلة منهم تقاطع بعضها البعض،ونسبة أخرى تاكل لحم بعضها البعض غيبة ونميمة،تداهن وتنافق وتتعرض لسيرة ومناقب ومسلكيات  بعضها البعض بأقذع الأوصاف،وبالتالي يصبح ما قاله الكاتب المصري علاء الاسواني في مقالته اخلاق بلا تدين أفضل من تدين بلا أخلاق صحيحاً،فنحن لدينا انفصال بيت العقيدة والسلوك،التدين والأخلاق،ونتعامل مع الدين على أن مجموعة فروض فقط.
 نحن امام خلل بنيوي في تفكيرنا وتربيتنا وثقافتنا ووعينا،وامام مواريث اجتماعية قائمة على تقديس وتأليه الفرد أو صاحب القرار،يغلف بشعارات وعبارات زائفة عن طاعة الكبير واحترامه والأخذ برأيه حتى لو كان يقود الى الخراب والهاوية،أي نعطل عقولنا ونلغي دورنا وثقافتنا ووعينا،ربما لصالح جاهل يقودنا نحو التهلكة،ألم يظهر في مصر الكثيرين ممن ذرفوا الدمع على مبارك وعهده البائد رغم كل المفاسد والجرائم التي ارتكبها بحق الشعب والأمة؟الخلل هنا كبير وعميق وبحاجة البحث والاستقصاء؟.
العلاج بحاجة الى حلول خلاقة ومبدعة وخروج عن ما هو مألوف وقائم،وبداية العلاج التوقف عن سياسة النفاق والمداهنة والدجل،واعتماد وانتهاج سياسة المصارحة والمكاشفة وتسمية الأسماء بمسمياتها،والنشر والفضح والتعرية علناً وجهراً لمن يقومون بأعمال تهدد السلم الأهلي والأمن والنسيج المجتمعي أو يقومون بإعمال بلطجة وزعرنة وفرض الخاوات والإستزلام والإسترجال على الضعفاء،أو غير المسنودين والمدعومين عشائرياً وسلطويا ًأو تنظيمياً  أو الإستيلاء على أملاك وعقارات وأراضي الآخرين بغير حق،أو تسهيل استيلاء المستوطنين والاحتلال عليها،وأشدد هنا على السماسرة والمحامين والمهندسين ورجال الاعمال الذين باتوا كالاخطبوط يدمرون المجتمع المقدسي وينخرونه ويقومون بأدوار واعمال مشبوهة في عمليات تسريب الاراضي والعقارات عبر تزوير أوراق ثبوتيتها وملكيتها،وتجري عملية تلميع لهم على نحو يثير الكثير من الريبة والشكوك حول من يساندهم ويقف خلفهم في المستويات العليا،وكذلك ايقاع اشد العقوبات بمن تثبت عليه تلك الجرائم،أو من يوفرون لهم الحماية والتغطية والحضانة في المستويات الرسمية على مختلف مسمياتها سياسية،أمنية،اقتصادية،اجتماعية وغيرها.
العقوبات والمحاسبة والمساءلة بحاجة إلى خلق جسم مقدسي يمتلك ويخول بصلاحيات تنفيذية تخول وتفوض له من قبل المقدسيين أنفسهم،جهاز يكون المبنى الوطني بمختلف ألوان طيفه السياسي على رأسه وقمته،ويكون له اذرع قادرة على ترجمة وتنفيذ القرار والعقوبات التي تسن وتشرع.يقيناً أن مجتمعنا المقدسي دخل مرحلة ما بعد الإستنقاع،حيث طفت وتطفو على السطح الكثير من المسلكيات والممارسات السلبية،وكذلك علقت وتعلق في النسيج المجتمعي المقدسي الكثير من الطحالب التي تحاول أن تتسلق على قمته،مستغلة ضعف وغياب المرجعيات الوطنية،وغياب العنوان والمرجعية الموحدة.
بالضرورة ان تتضافر وتتكاتف جهود كل الخيرين في القدس،من اجل منع حالة الإستنقاع والانهيار والتدمير للنسيج المجتمعي المقدس،علينا ان نرفع صوتنا عالياً،ونقول يكفي للعنف يكفي للقتل يكفي لتدمير النسيج المجتمعي،يكفي سكوتاً عن الحق،يكفي نفاقاً ودجلاً ومداهنة وقلب للحقائق ومناصرة للبغي والعدوان،ودعماً وتغاضياً عن الفساد والمفسدين.

رمضــان كريــم/ أنطوني ولسن

 أستراليا

نتقدم بتهانينا القلبية إلى أشقاء وشقيقات الوطن مصر من المسلمين والمسلمات كبارا وصغار ، ومن المسؤلين عن إدارة شؤن مصر من أول سيادة رئيس الجمهورية المصرية الدكتور محمد مرسي وإلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة والجيش المصري الباسل ، وإلى رجال الشرطة المصرية البواسل ، وإلى رجال القضاء المصري الشرفاء متمنين لمصر والشعب المصري بصيام مقبول ونقول لجميع المسلمين في العالم رمضــان كريــم أعاده الله على مصر والعالم بكل خير ومحبة وسلام .
تذكرني دائما هذه التهنئة بشهر الصوم الكريم بأجمل وأعز أيام حياتي التي عشتها في صباي، وأنا أخطو خطوات الشباب في المدرسة ثم العمل كرجل والدراسة الجامعية .وأنا صبي على ما أتذكر كان عمري 7 سنوات تقريبا عندما يهل علينا شهر رمضان أنا ومن في سني من أبناء الحي أهم شيء الأستيقاظ حتى يأتي وقت السحور لنسير مع " المسحراتي " مبهورين بصوته وهو يردد " إصحي يانايم وحد الدايم ولا دايم غير الله . السحور يا عباد الله " وغير ذلك من عبارات لها معاني مع دقاته على " الطبلة " الصغيرة بقطعة جلد في يده في رتم موسيقي جميل .
كنت في كثير من ألاحيان أستأذنه وأمسك بالطبلة والجلدة محاولا تقليده إن كان في النغم أو مايقوله من جمل .
في أيام الشباب إن كان في فترة الدراسة الثانوية أو الجامعية كنا في رمضان نذهب إلى حي الأزهر حيث توجد قهوة " الفيشاوي " الشهيرة ، وهي ملتقى الفنانين والأدباء والشعراء ونحن شباب مصر المتطلعين إلى المعرفة والعلم وقضاء سهرة جميلة نبدأها بالذهاب إلى محل " فطاطري " ويطلب كل منا " فطيرته " كما يحبها أن تكون عليه .. محشية باللوز والجوز ، أو مجرد رش سكر بودرة عليها وبالهنا والشفا ناكل ونضحك والحب مالي قلوبنا ، بعدها نروح على قهوة " الفيشاوي" ونطلب الشيشة العجمي والشاي الأخضر ونقضي سهرات حلوة وجميلة طوال شهر رمضان المبارك في محبة وتناغم لا تعرف من هو المسلم ومن هو المسيحي . كلنا مصريون . أليست هذه حقيقة ؟! . أم أخطأ أهالينا في تربيتنا ونشأتنا على المحبة والتآخي والوحدة الوطنية !!.
في العمل بمصلحة الأحوال المدنية والتي بدأت بقسم البطاقات الشخصية التابع لمصلحة تحقيق الشخصية . كنا في رمضان مثل بقية الدواوين والمصالح الحكومية نبدأ العمل الساعة العاشرة صباحا . وكنت في أول يوم للشهر المبارك قبل أن أتوجه إلى مكتبي أمر على مكاتب وكيل عام المصلحة العميد محمود أنور حبيب وبقية المفتشين مهنئا في الفترة الأولى لعمل " قسم البطاقات " ثم بعد ذلك " مصلحة الأحوال المدنية " . ومن الطبيعي أيضا تهنئة بقية الزملاء في الأقسام المختلفة بعدها أعود إلى مكتبي لأجد كوب الشاي والسيجارة وعند إعتراضي كان الزملاء المسلمون يردون عليّ بالقول ( نحن نصوم وننال الثواب على صيامنا لتمسكنا بقرآننا وتعاليمنا الأسلامية . وما ذنبك أنت !.. كما إذا منعنا كل إنسان من الأكل والشرب ما معني الصيام !! .. اليس الصيام هو مغالبة شهوات الجسد ورغبات الأنسان !!... ) .
الذكريات الجميلة للأنسان لا تمحوها عواصف عدم الأستقرار ، ولا تشدد المتشددين كما نرى هذه الأيام . لأنها ذكريات منقوشة على حجر وليست على رمال أو مياه البحار .
كنا إذا قام أيٌّ منا مسلم أو مسيحي وهو يحي الآخر بحلول شهر رمضان المبارك بالقول .. رمضان كريم .. فيكون الرد .. اللهُ أكرم .
أما هذه الأيام عن نفسي لو قال مسلم أو مسيحي .. رمضان كريم .. سيكون ردي  اللهُ أعلم .. لأن الله هو وحده الذي يعلم هذه الأيام إن كان رمضان كريما أم لا .
رمضان كان كريما بأهله وناسه ووطنه . وكان الجميع واحد مسلم يراعي خاطر المسيحي ، والمسيحي يراعي خاطر المسلم في محبة وتفاهم ووءام . لم يحدث أن كفر مسلم مسيحيا لأنه يدخن سيجارة في الطريق العام . ولم يأمر مسلم مسيحي أن يطفيء سيجارته ويختشي على دمه . لأن الواقع أن كل منهما كان يرعى شعور الآخر بمحبة وإحترام كأبناء أسرة واحدة صام أحد أفرادها رمضان والأخر لم يصم .هذا يأخذ ثواب الصيام والأخر لا فرض عليه أن يصوم . وهكذا كانت الحياة جميلة مليئة بالمحبة والأخوة الصادقة . فكان كل منا يرعى شعور أخيه .
فجأة تغير الحال من حال إلى حال .. من محبة وأخوة بين جميع أبناء مصر إلى كُره وعدم تسامح وفرض أفكار بالقوة على الغير وإزدادت الفجوة وإتسعت دائرتها ونفر كل من الأخر ، ومع فساد الحكم إبان حكم مبارك وعدم رعاية الحاكم وجد الأنتهازيون فرصتهم بتغير الشكل العام للمجتمع المصري . الشكل الحضاري المميز في الشرق الأوسط ، فتحولت مصر إلى دولة تكفيرية يكفر فريق الأخر ويتعامل معه على أنه كافر وعليه أن يعرف أنه ذميّ فلا حق له في الأعتراض على أي شيء ولا مجرد التفكير في تولي أي منصب هام من مناصب الدولة وعليه دفع الجزية وهو صاغر . هذا إذا كان غير مسلم . أما إذا كان مسلماً ولا ينتمي إلى هذه الجماعة أو تلك من الجماعات الأسلامية فهو أيضا يعامل معاملة غير كامل الأهلية .
تعيش مصر هذه الأيام مرحلة القلق وعدم الأستقرار فقد أخذت جماعة " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " بفرض نفسها على الشارع المصري في جميع أنحاء الجمهورية . تكفر من تشاء وتتحرش بمن تراه غير ملتزم إن كان في الملبس أو الشكل العام . وحدثت أحداث كثيرة في الأونة الأخيرة ما كان لها أن تحدث .
مصر الأن في المحك . إما أن تكون أو لا تكون . والكينونة هنا تتجاذبها تيارات وأيدلوجيات متنافرة كل منها لا نستطيع أن تكهن بما يريد أو ينوي عمله في مصر .التيارات الأسلامية وضحت رؤيتها وكانت تعد لهذا اليوم منذ زمن طويل . العسكر لا شك لهم في الحب جانب . ليس من السهل عليهم ترك الرئاسة بعد طول مدتها . لكن هناك لوم يلامون عليه .
ثورة 25 يناير 2011 كانت ثورة شعب فاض به الكيل وطفح . ساند الجيش الشعب ولم تحدث إعتداءات منه ضد الشعب . لكنه في الوقت نفسه لم يكن صاحب قبضة حديدية بعد تخلي مبارك عن إدارة البلاد . بعدها حدث التخبط في إدارة شئون مصر.
العسكر لا يريدون إراقة دماء . الأخوان يريدون السلطة بعد أن أطاحوا بالثوار الحقيقين ونسبوا الثورة لأنفسهم . كلما أظهر العسكر قوتهم . نرى الأخوان والسلفين يزدادون صلابة وإظهار شعبيتهم في ميدان التحرير الذي أصبح ميدان التيارات الأسلامية التي تلجأ إليه في مليونيات بأسماء متعددة حسب ما يطالبون به . مما أتاح لهم الحصول على مجلس الشعب والشورى وبدأوا في كتابة الدستور وحاولوا إسقاط حكومة الجنزوري ، ثم فوزهم بكرسي الرئاسة . رئاسة الجمهورية . ولا أحد يعرف ماذا تحت الرماد فالصراع مازال مستمرا بينهم والعسكر والقضاء والقوى الليبرالية.فأين الأمان والأستقرار في مصر ؟؟!!.
هذا ما دفعني الأشارة إلى " إذا قال مسلم أو مسيحي .. رمضان كريم " وكتبت  "سيكون ردي عليه .. اللهُ أعلم "  . وهذا ما أشعر به هذه الأيام .. لا أحد يعرف إن كان رمضان من الأن فصاعد كريما أم لا !! . لأن الخوف بدأ يجد له مكانا في قلوب البسطاء من الناس . لذا لا أحد يعلم إلا الله الذي هو وحده يعلم .
من يكتبون الدستور الأن هم سبب الخوف الأساسي . يطالبون بأن يشمل الدستور مادة تحدد أن السيادة " لله " . ولا أعرف معنى أن يكون الشيء المؤمن به الناس في مصر عن طريق إيمانهم إن كان إيمانا إسلاميا أو مسيحيا ويتعاملون به منذ المسيحية الأولى ومنذ ظهور الأسلام .
المسلم الذي أمن بالأسلام عن طريق رسول الله محمد " صلعم " عرف أن السيادة كما أمره رسوله لله وحده الذي أنزل عليه القرآن الكريم والذي أعطى الحرية للأنسان
" من شاء فاليؤمن .. ومن شاء فليكفر " والله وحده صاحب سُلطة الثواب والعقاب . فكيف يريدون تحويل هذه السلطة إلى بشر بأسم الله عز وجل ؟؟!!.
الأزهر الشريف لم يترك لحاله . لكنهم في محاولة خبيثة أضافوا إلى المادة الثانية الخاصة بالشريعة الأسلامية فقرة تعطي الأزهر الشريف قوة التغير والتبديل في هذه المادة لما يراه شيخ وعلماء الأزهر . في الوقت الذي سبق وأظهروا أنهم بصدد الأستحواز على بعض من مؤسسات الدولة " الداخلية والجيش والخارجية والتعليم والأزهر الشريف ..وإلخ من مؤسسات " . وقد فطن فضيلة الأمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب إلى ذلك فبعث مطالبا بعدم إدراج هذه الفقرة بالمادة الثانية للدستور .
أختم متمنيا من كل قلبي للمسلمين أينما كانوا في مصر أو غير مصر إحتفالاً مباركاً بحلول شهر رمضان بأن يجعلونه فعلاً لا قولاً شهراً مباركاً كما عهدناه وعشناه سنوات وسنوات طوال حُرمنا منها بسبب فئة من الناس جاءتها الفرصة لتحكم فأرادت بدلاً من إصلاح ذات البين للنهوض بمصر ، وجدناها تقلد تقليداً أعمي حكم مبارك ويسيرون على نهجه وزادو عليه . وهذا ما لا يطمئن من يحبون مصر .

سوريا أمام الخيارات الحاسمة/ صبحي غندور


هل يمكن، منطقياً وعملياً، اعتبار ما يحدث الآن في سوريا من صراعٍ مسلّحٍ داخلي (مهما اختلفت تسميته) "قضية داخلية" فقط، ترتبط بحركةٍ شعبية من أجل تغيير النظام؟!. وهل يمكن تجاهل حقيقة أنّ درجة العنف في الأوضاع السورية الآن هي انعكاسٌ لحدّة أزماتٍ أخرى مترابطة كلّها بعناصرها وبنتائجها وبالقوى الفاعلة فيها؟!. فهل يمكن فصل الأزمة السورية عمّا حدث في العقد الماضي من أوّل احتلالٍ أميركي لبلدٍ عربي (العراق)، حيث كانت سوريا معنيّةً بأشكال مختلفة بتداعيات هذا الاحتلال ثمّ بدعم مواجهته؟ وهل يمكن فصل الأزمة السورية الحالية عن الصراع العربي/الإسرائيلي وعن مأزق التسوية على المسار الفلسطيني، حيث كانت دمشق داعمةً للقوى الفلسطينية الرافضة لنهج "أوسلو" وإفرازاته السياسية والأمنية؟ ثمّ كانت دمشق – وما تزال – غير موقّعة على معاهداتٍ مع إسرائيل، كما جرى على الجبهات المصرية والأردنية والفلسطينية، فبقيت سوريا - ومعها لبنان- في حال الاستهداف من أجل فرض "التطبيع العربي" مع إسرائيل، بغضّ النظر عن مصير التسوية العادلة الشاملة لأساس الصراع العربي/الصهيوني، أي القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني؟!. وهل يمكن نسيان أنّ مئات الألوف من اللاجئين الفلسطينيين يقيمون في لبنان وسوريا، وبأنّ ما يحدث، وما قد يحدث، في هذين البلدين سيؤثّر كثيراً على مصير ملفّ اللاجئيين الفلسطينيين؟!. ثمّ هل من الممكن أن تغفر إسرائيل لمن اضّطرها للانسحاب العسكري المذلّ عام 2000 من لبنان، بعد احتلال أراضٍ فيه لأكثر من عقدين من الزمن، ثمّ لمن أفشل مغامرتها العسكرية وحربها المدمّرة على لبنان ومقاومته عام 2006؟!. أليس حتمياً حدوث انعكاساتٍ خطيرة على لبنان "الجيش والمقاومة والشعب" من جرّاء تداعيات الأزمة السورية واحتمالات نتائجها السياسية والأمنية؟!. ثمّ هل حقّاً أنّ التغيير المنشود في سوريا هو في نظامها السياسي الداخلي فقط، أم أنّ الهدف الكبير الهام الذي يقف خلفه "حلف الناتو" هو فصم العلاقة بين سوريا وإيران من جهة، وبين دمشق وموسكو من جهةٍ أخرى؟!.
هذه أبعاد خارجية مهمّة للصراع المسلّح الدائر الآن في سوريا، وهو صراع إقليمي/دولي على سوريا، وعلى دورها المستقبلي المنشود عند كلّ طرفٍ داعمٍ أو رافضٍ للنظام الحالي في دمشق. لذلك نرى اختلاف التسميات لما يحدث في سوريا، فمن لا يريد تبيان الأهداف الخارجية للصراع يصرّ على وصف ما يحدث بأنّه "ثورة شعبية على النظام"، فقط لا غير. ومن لا يعبأ بالتركيبة الدستورية السورية الداخلية وبطبيعة الحكم، ويهمّه السياسة الخارجية لدمشق فقط، يحرص على وصف ما يحصل بأنّه "مؤامرة كونية". في الحالتين هناك ظلمٌ للواقع وتضليل سياسي وإعلامي لا تُحمد عقباه على الشعب السوري وعلى المنطقة كلّها.
لقد حدث شيءٌ مشابه لذلك في بدايات الحرب اللبنانية عام 1975، حيث كان البعض يستخدم تسمية "حرب لبنان ضدّ الغرباء" بهدف الإيحاء أنّ الحرب كانت ضدّ الوجود الفلسطيني المسلّح وبأن لا أسباب داخلية للحرب، بينما رأى البعض الآخر من اللبنانيين في بدايات الحرب فرصةً لانتفاضةٍ مسلّحة ضدّ نظامٍ طائفي كانت تحكمه ما اصطلح على تسميته آنذاك ب"المارونية السياسية" المتحالفة مع الغرب.    
وكما كانت حرب لبنان عام 1975 حرباً مركّبة الأسباب والعناصر والأهداف، كذلك هي الآن الحرب الدائرة في سوريا وعليها. فالأبعاد الداخلية والإقليمية والدولية كلّها قائمة وفاعلة في يوميّات الحرب السورية، والأخطر فيها عملياً هو مصطلح "الحرب الأهلية". فهكذا أيضاً جرت مسيرة الحرب اللبنانية التي كان يرفض البعض في سنواتها الأولى اعتبارها حرباً أهلية لبنانية ويُشدّد على أبعادها الخارجية فقط.
نعم، صحيحٌ أنّه كانت هناك صراعاتٌ إقليمية ودولية (بين حلفي "الناتو" و"وارسو") على لبنان وعلى سوريا وعلى القرار الفلسطيني الذي كان مقرّه في بيروت، لكن ما كان قائماً أيضاً من خللٍ سياسي داخلي وبيئة طائفية انقسامية هو الذي شجّع على التدخّل الخارجي من أطراف عديدة، كان أخطرها الطرف الإسرائيلي المجاور للبنان وسوريا، والذي وجد في هذه الحرب فرصةً ذهبية لتحقيق جملة أهداف بينها احتلال لبنان وتهديم كيانه الوطني الواحد وإنشاء دول طائفية ومذهبية كنموذجٍ مطلوبٍ إسرائيلياً لكلّ بلدان المنطقة العربية.
إنّ "الرغبات" الإسرائيلية الآن من تطوّرات الأزمة السورية هي مزيدٌ من التفاعلات السلبية أمنياً وسياسياً وعدم التوصّل إلى أيِّ حلٍّ في القريب العاجل. فمن مصلحة إسرائيل بقاء هذا الكابوس الجاثم فوق المشرق العربي والمهدّد لوحدة الأوطان والشعوب، والمنذر بحروبٍ أهلية في عموم المنطقة، والمُهمّش للقضية الفلسطينية، والمؤثّر سلباً على حركات المقاومة في لبنان وفلسطين مهما كانت خياراتها ومواقفها، إذ ستخسر هذه الحركات حليفاً مهمّاً داعماً لها إن هي وقفت ضدّ الحكم في سوريا أو إذا تغّير هذا الحكم لصالح سياسة "أطلسية".
أيضاً، فإنّ سياسة "حلف الناتو" ترى أنّ إضعاف إيران وروسيا ممكنٌ الآن من خلال المراهنة على نتائج "الربيع العربي"، وما يفرزه هذا "الربيع" في بعض البلدان من وصول جماعات سياسية دينية منسّقة حالياً مع واشنطن، ومتباينة مع إيران وموسكو وبعيدة عن سياساتهما القديمة والحديثة، وأيضاً، تراهن الحكومة الإسرائيلية الحالية على تصعيدٍ عسكري ضدّ إيران، ليس من أجل إضعافها فقط، بل لتغيير خرائط في المنطقة وإقامة دويلات طائفية وإثنية، ولتعزيز حاجة أميركا والغرب لإسرائيل بحكم ما سينتج عن الحروب الإقليمية من تفاعلات لأمدٍ طويل!.
إنّ إدارة أوباما مازالت تأمل بحل الأزمة السورية وفق "النموذج اليمني" رغم المعارضة السورية والروسية لذلك الحل، لكن هذه الإدارة لم تتجاوب حتى الآن مع ضغوط داخلية أميركية تمارسها شخصيات بارزة في "الحزب الجمهوري" من أجل تدخل عسكري أميركي يتجاوز "مجلس الأمن" بشكل شبيه للتدخل الذي حصل في أزمة كوسوفو رغم المعارضة الروسية له آنذاك. واقع الحال الآن، أن إدارة أوباما اختارت "النموذج الأفغاني" خلال الحقبة الشيوعية لتطبيقه على الأوضاع السورية. فبين العام 1979 والعام 1989 كانت الولايات المتحدة و"حلف الناتو" وقوى إقليمية حليفة لواشنطن يدعمون مالياً وسياسياً وعسكرياً الثورة المسلّحة الأفغانية (المجاهدون الأفغان) ضد حكم بابراك كارمال الذي كان مدعوماً من موسكو.
المؤسف أن "النموذج الأفغاني" نجح في إسقاط النظام الشيوعي في كابول لكنه فشل في بناء النظام البديل الديمقراطي السليم فحصلت حرب أهلية لعدة سنوات نتيجة وجود ميليشيات مسلّحة وصراعات إثنية وطائفية انتهت بفوز "حركة طالبان" وهيمنتها على السلطة إلى حين غزو "الناتو" لأفغانستان في العام 2003. 
إنّ مصير العلاقة الأميركية/الأوروبية مع روسيا والصين يتوقّف الآن على كيفيّة التعامل مع الملف السوري. وستمرّ أيام وأسابيع من المفاوضات الصعبة ومن محاولات تحسين "الموقف التفاوضي" لكلّ طرفٍ إقليمي ودولي على أرض الصراع في سوريا، لكن في النتيجة إذا لم تُنفّذ "التسوية" التي ترمز لها مبادرة كوفي أنان، فإنّ سوريا ستدخل فعلاً في حرب أهلية دموية، بل ربما سيكون العالم كلّه على شفير هاوية حرب إقليمية كبرى لن ترحم أيَّ طرفٍ معنيٍّ بها ولا يمكن التنبّؤ بنتائجها!.
ما يحصل اليوم في سوريا هو تكرارٌ لتجربة عربية في لبنان عام 1975، ولتجربة أفغانستان في عقد الثمانينات، وليس استمراراً لما حدث في مصر وتونس وليبيا واليمن، وقبل ذلك في العراق. فهذه النماذج من تغيير الحكومات والأنظمة غير قابلة للاستنساخ في الحالة السورية الراهنة وتشابك القوى الإقليمية والدولية الفاعلة فيها. لكن ما هو غير ممكن عملياً انتظار 15 سنة لكي تضع الحرب السورية أوزارها، كما حصل في الأزمة اللبنانية، حيث كان "اتفاق الطائف" تسوية سياسية لعناصر أزمة داخلية لبنانية، لكنّه كان أيضاً تعبيراً عن تفاهمٍ دولي/إقليمي وعن "صفقات" حصلت آنذاك في ملفّاتٍ أخرى بالمنطقة. فالأزمة السورية الراهنة وضعت المنطقة والعالم كلّه الآن أمام خياراتٍ حاسمة لا يمكن تأجيل البتّ بمصيرها إلى سنواتٍ أخرى.
 *مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن
Sobhi@alhewar.com

قضية الرئيس مبارك أكبر منا/ سلوي أحمد‏

بعد  كل ما تعرض له الرئيس مبارك من ظلم منذ الخامس والعشرين من يناير وحتي اليوم وبعد ان تخلي عنه الجميع من شعب وجيش ظهر من بين هؤلاء مجموعة عرفت باسم ابناء مبارك  منهم الكبير واكثرهم الصغير في السن ظهرت هذه المجموعة ويشرفني انني منهم  لتدافع عن مبارك وسط سيل من الاتهامات والافتراءات ومحاولات هدم تاريخه ورغم ما بذل من جهود وما فعل الا انني اري ان القضيه اكبر منا .
      فالرئيس مبارك حكم مصر علي مدار ثلاثين عاما وهي فترة ليست بالقليلة فهي تفوق فترتي حكم عبد الناصر والسادات معا قدم مبارك خلالها لمصر الكثير من الانجازات بل اكاد اجزم بان مبارك وخلال تلك الفترة اعاد بناء مصر من جديد ولان معظم من يدافعون عن الرئيس مبارك من الشباب الصغير فهم وبرغم محاولاتهم في اظهار ما قدمه مبارك لمصر اري أنهم لا يعطونه حقه واعذرهم في ذلك فنحن نتحدث عن انجازات تمت في 30 عاما وفي كافه المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومعظم من يدافعون عن الرئيس مبارك تترواح اعمارهم ما بين ال 18 والثلاثين عاما .
    هذا من جانب وومن الجانب الاخر فان محاولات هدم تاريخ الرئيس مبارك هو عمل مقصود ليس من داخل مصر وحدها ولكن من خارجها ومن العديد من الدول واخص بالذكر منها اسرائيل فمبارك احد قادة حرب اكتوبر تلك الحرب التي لقنتهم درسا قاسيا مازال عالقا في اذهانهم حتي اليوم تلك الحرب التي اعادت الكرامة العربية وحررت تراب الوطن فمن الطبيعي ان تسعي اسرائيل الي الانتقام من كل من شارك في هذه الحرب وكان سببا في نجاحها.
  ولا يتوقف الامر عند اسرائيل هناك ايضا امريكا التي يروق لها ان يبعد مبارك من الساحة ويسب ويهان ويلوث تاريخه لانه الحاكم العربي الذي طالما وقفا متصديا لها مانعها من تحقيق مخططاتها الدنئية فهو  الحاكم الذي تمكن بحكمته وحنكته من تجيب البلاد الكثير والكثير من المخاطر والمكائد التي تحاك ضده فكان لابد من ازاحته بل وتشويه تاريخه .
    ايضا هناك الكثير من حكام الدول العربية الذين يرون في مبارك حائلا في سبيل زعامتهم وتصدرهم المشهد السياسي في العالم العربي ويرون من مصر الدولة المافسه التي لابد من اضعافها حتي يتمكنوا هم من الظهور ففي ظل وجود مصر بهذه القوة وفي ظل وجود  حاكم مثل الرئيس مبارك كان من الصعب ان يتمكنوا من تحقيق ما يريدون .
اذا ما يتعرض له الرئيس مبارك هو مؤامرة محاكة بكل دقه وللاسف استخدم ابناء الوطن لتحقيقها بوعي او بدون وعي لذلك فانني اري ان قضيه الرئيس مبارك قضيه أكبر منا نحن الذين اطلق علينا  ابناء مبارك  فما يتعرض له الرئيس مبارك يحتاج الي التكاتف من الكثيرين في كافه المجالات الاقنصادية والسياسية ليذكروا للجميع ما الذي قدمه مبارك لمصر وللمصريين وليذكروهم بان اي  اهانة للرئيس مبارك هي اهانة لمصر وللمصريين فمبارك الذي يهان بهذا الشكل ظل زعيما لللامه العربية لمدة ثلاثين عاما .
    ان الرئيس مبارك يحتاج الي كلمة حق بصوت مرتقع ومسموع تسمع مت اعمي الحقد قلوبهم واصم اذانهم وتمادوا في غيهم وحقدهم ففعلوا مع الرئيس مبارك ما يفوق كل حد ووصف ااني اناشد اصحاب الضمائر التي مازالت يقظة اناشد اصحاب الضمائر واصحاب الصوت المسموع من رجال الاعلام والسياسة والاقتصاد ان يقولوا كلمة حق من اجل زعيم وبطل لن يرحمنا التاريخ فيما نفعله معه ولن يرحم كل من اساء اليه وكل من كان يمتلك كلمة حق وانكرها .
  ان قضيه الرئيس مبارك ليست بالامر السهل اليسير بل هي بالامر الخطير الذي يحتاج لتظافر القوي لاننا بدافعنا عن الرئيس مبارك ندافع عن سمعة وطن وتاريخ بطل ندافع عن عصر باكلمة حمل لمصر الكثير من الانجازات التي يصعب احصاؤهم وحصرها .

  لذلك فالشكر كل الشكر لكل من قال كلمة حق من اجل الرئيس مبارك لكل من دافع عن سمعة بطل لكل من تعب وتحمل من اجل ان يظهر الحقيقة للجميع وليواصلوا المسيرة لان التاريخ يوما سيذكر لهم ما فعلوه ويقدرهم من اجله في الوقت الذي لن يسامح فيه كل من شارك في تلك المهزله وهذا التزوير الواضح والفاضح شكرا لهم وعلي غيرهم ان ينضموا اليهم عليهم وان يقولوا كلمة الحق التي طالما انتظرناها منهم .
    انني اتوجه الي كل صاحب قلم جرئ  لا يبحث الا عن الحقيقة الي كل صاحب رأي الي كل شريف علي أرض الوطن ادعوهم الي النطق بكلمة حق ادعوهم الي رفع الظلم ومنع الاهانه عن زعيم الامة العربية فدفاعهم عن مبارك ليس دفاعا عن شخص بل هو   دفاعا عن وطن  وتاريخ  دفاعا عن عصر حمل من اجل مصر الكثير دفاعا عن هيبة دولة وسمعة وطن وايضا دفاعا عن ارجل  قدم لمصر وشعبها الكثير حربا وسلما . رجل استطاع ان يقود السفينة وسط الامواج والاعاصير  رجل استطاع ان يصل بنا الي بر الامان انه دفاع عن مبارك الذي وبرغم ما لاقاه من ظلم في وطنه ومن بني وطنه لم ينطق الا بقوله بلادي وان جارت علي عزيرة واهلي وان ضنوا علي كرام .