أيار يا شهر الردى/ جواد بولس

في مثل هذا اليوم قبل أحد عشر عامًا طربت السماء. الملائكة رقصت بفرح عظيم. صارت الأنهار أشهى والنور أبهى. وصوت من بعيد يهمس: على القدس السلام وفي الذكرى المسرة.
والصدى من على جبل الزيتون يهتف أنّ القدس عروس عروبتهم، لا رقيب ولا حسيب، فنحن قوم نولد من حناجر فماذا لو وقف صاحب الهتاف، هناك في لندن، وراء باب حانته ليسترق السمع وغاب عنه أن أبواب القدس سبعة وهي مشرعة لكل صدّيق وزانٍ يدخلونها بإذن من جند قيصر ويغادرونها بأمر من قيصر.
كانت وستبقى كما غنّوا لها مدينة للصلاة. أمامها خشعوا وناموا على صدرها  ولكنّ الجنّ ما خشيت منهم ولا تاب عصاة. صاحوا بأن جندًا من الملائكة ترابط وتحميها من كل شرّ وفرّ وفاجر، صاحوا وما حفل فضاؤها إلّا ببنات جبالهم ووجع الغزالة في ليلة صيد وحشية. وقالوا، كذلك، أنها مدينة من ذهب ومن نحاس ومن نور، فصارت لهم مناجم ماسٍ وأسى ومذابح من حجر وقداسة وهمية. أقسموا، جميعًا، أن يُبقوا ليلها نهارًا لتأمن عذاراها سطوة الغدر وانفلات الشهوات، فما كان إلّا ما كُتب في سفر العقارب عن معنى الوفاء.
هي القدس، أعود إليها كلّما همّ الربيع إلى رحيل. أيّار الدمعِ متعب من سفر الليالي القبيح ووداع الأحبة، يبتعد إلى حيث لا ندم وعلى أسوارها لا يبقى إلا تنهيدة فجر قتيل وليل الأرامل، لا راية يسلّمها أيار لحزيران، إلا الراية البيضاء، راية الفاتحين في ليالي الوطء الشرقية وراية الطهر المحنّط. أيّار يا بئرا لعرق الكادحين ودمهم ويا أسودُ، يا صانع النكبة ارحل وخذ سمّك ومصلك واشبع فلقد أطعمناك بواكيرنا وحكمتنا وفيصلًا ولم تكف. ما بالك تختال كابن السماء المدلل؟ أخذتَ صاحب الحقل فرحلت الطير عن البيدر فبماذا نطعمك يا جشعُ يا غدّار؟ خطفت ناطور قلعتنا فـ"دشعت" الأفاعي وصال وجال أعوان قيصر فأين نأويك وكيف نأمنك؟ ارحم أبناء النحر والنكسة، أحفاد النكبة، جيران للقمر، ينامون على تعويذة زرقاء تقيهم من عين كل حاسد وحالم بوطن وتشفع لهم في يوم بؤس وفي قضاء عطلة إيلاتية ووطر. ينامون على ما تيسّر من أحلام يوم مضى ويفيقون على أذان فجر وحلم قد تبخّر.
ارحل أيّار، ارحل وكفى عقدًا من خوف ولعنة وضجر. فمدينة الأنبياء، أمَةُ الملوك الأثيرة صارت محظية لـ"موسكوفيتش"، تاجر من بلاد بعيدة يفك ضفائرها جديلة جديلة ويهيّئها ليوم الغمام الكبير هناك على جبل الهيكل، بيت الرب حيث كانت اللوعة واللهفة وما زال مربط الفرس.
ارحل أيّار واتركنا لجراحنا ينكأها كل يوم منا حاوٍ ومزايد من سلاطين الكلام والترف. ارحل أيار واتركني فأنا اليوم على ميعاد وخبر. أتركني لأسرد، كما يليق بالأمراء أن تسمع، قصص المدائن الضائعة وحقول تنبت اليأس والرذيلة. اتركني لأقول لليمام أن البيت موصد والمفتاح في الطاحونة. لن أطيل ولن أثقل فالحكاية قصيرة كحكايا الموت. فما بنيت، يا أميرُ، هدم وعود الند في ساحة البيت كسر وحل الخراب وساد يباب. أحكموا القبضة بعدما رسموا الخطة والهدف. لن نبقِ للشرق قدسه، قالوا. خنقوها وسمّموا شوارعها وبيوتها. هدموا قوامها بحكمة مجرم متغطرس مجرّب. فتتوا مجتمعها حتى بات هزيلًا فاقدًا لمقومات المجتمعات الوطنية السليمة المقاومة للذل والمهانة والداء الخبيث. أغلقوا المؤسسات التي بدونها يبقى المجتمع يئن من نقوصات وعاهات وبعضها لجأ طواعية إلى ما بعد أسوار المدينة، ولا أقصد أسوار السلطان سليمان، بل تلك التي من شارون وباطون وبيبي. غيّبوا الفضيلة وأتاحوا للجريمة حيزًا فسادَ سماسرة وقوّادون وأصحاب الشهوة والعضلات. المقدسيون هجروا أو غابوا ومجتمع جديد تشكّل. أفراد تزاحم أفرادًا.
إيه يا فيصل، أقصُّ وأعرف كم أوجعك! فالقدس ليست بحاجة إلى باب، القدس بحاجة إلى بوّاب. والقدس ليست بحاجة لمعبد وصلاة، القدس بحاجة لبعض من صدق ووفاء.
أيار يا شهر الندى والملح، غِب وأعد إلينا أحبابنا ولو توهُّمًا، ففي زمن الهزال هذا لا بأس بحلم من برق وبعده ليكن ما كان، لتكن الهزيمة والخديعة. غِب يا شهر الأنين والدمع وأعد إلينا غمدنا عسانا نرقص ولو على جناح فراشة، ففي زمن النفاق والشقاق لا بأس للمكسورين من رقصة النحل في طقوس الحب والموت السعيد.
غِب يا شهر الردى وأعد إلينا فيصلًا، ففي حزيران لا راية إلا الراية البيضاء، راية عذارى الشرق يرفعها الفاتحون في ليالي صيد وحشية. غِب يا أيار وخذ معك الهياكل وخدّامَ النفاق والحجر وعُدْ إن شئت، فالقدس من ذهب ونحاس ونور، والقدس كانت وستبقى للفيصل ومن آمن مثله. هكذا بلغتني الطير ووشى لي القمر.

أفلام الموسم .. "أضبط فلول .. أحلاهما مر"!/ مجدى نجيب وهبة

** لم أرى فى حياتى أخيب من عقول بعض المصريين .. لقد تفوقوا فى غبائهم على الغباء نفسه .. وقد إنتشرت فى الأونة الأخيرة سلسلة من الأفلام المصرية الهابطة .. وحازت إعجاب حركة "أغبياء بلا حدود" ، والحركة "الثورية الغبية" ، و"إئتلاف الأغبياء الجدد" ، و"الإخوان الأغبياء" ، وحركة "كفاية غباء" ، و"الوطنية للتغيير والغباء" ، و"الصمت الغبى" ..
** أما عن الجوائز العالمية .. فقد حصدت هذه الأفلام الكثير من جوائز الأوسكار الأمريكية .. نبدأ بأحدث أفلام الغباء المصرى ، فيلم "أحلاهما مر" .. وقصة الفيلم أن هناك إعادة بين "محمد المرسى" .. حزب "الإخوان المسلمين" ، والفريق "أحمد شفيق" .. حزب "الأغلبية الصامتة" .. وتدور أحداث الفيلم بين كواليس الفضائيات العفنة ذات الروائح الكريهة .. وتقوم مقدمة أى برنامج فضائى بإستضافة ناس معينين .. تنطبق عليهم بعض الصفات من توافر الغباء ، والبعض منهم قد تجده ممن يعالج من أمراض نفسية أو نقص فى شرايين المخ .. المهم تبدأ الإعلامية العفنة بسؤال مفاجئ للمتصل ، أو الضيف .. تقول له وهى تبتسم أو يبتسم .. "يقال أن هناك إحتقان فى الشارع بسبب تصاعد الفريق أحمد شفيق" .. فما هو رأى سيادتك ، وينطلق المتصل فى الرد "والله أنا أرى إننا أمام خيارين أحلاهم مر" .. الخيار الأول للمرشح "محمد مرسى" ، فنحن لا نثق فى الإخوان أحسن يحولوها إلى السودان أو الصومال أو أفغانستان أو إيران .. لكن الشهادة لله هو راجل محترم ، له لحية نصها أبيض ونصها إسود ، وخد كبير ، وأنف" .. ما شاء الله عليه ، يملا عين الصقر ، وله عوجة بق ، حاجة سكس كدة من بتوع السينما أمثال "الشريف عمر" ، أو "رمزى أحمد" ، أو "مظهر أحمد" ، أو "حافظ عبد الحليم" .. المهم حاجة تخليك محول علطول ، ونحن لم نحسم رأينا فى إختياره ، رغم وعوده بالفطير المشلتت والجبنة القديمة المليئة بالدود .. ولكنه لم يعدنا باللحمة "الهبر" ، وده يخلى أرصدته تتراجع فى البطون !! ...
** أما الحل الأخر .. فهو الفريق "أحمد شفيق" .. وده طبعا من خطط ونفذ ، وأدار سيناريو موقعة الجمل .. هذه الموقعة التى ألفها جماعة "إخوان بديع" .. ولحنها الأوركسترا القندهارى بقيادة الكتاتنى ، والمطرب الحنجورى "عصام سلطان" ، ومؤلف المواويل "محمد البلتاجى" ، و"عصام العريان" ، وخطيب التحرير "الشيخ مظهر شاهين" .. طبعا مع الإحتفاظ بكل الألقاب الدكتورية من جامعة السنبلاوين الصربية .. كما أن الفريق "شفيق" ، من "الفلول" ، وهى كلمة قبيحة تعنى أن الراجل ده مزواج وعينه زايغة .. ودايما يبص على البنت "عفشانة القرعة" .. رغم أن شعرها مليان أكلان .. لكنه طفس ، وكمان محسوب على النظام السابق .. وكان بيفطر حمام محشى ، ويتغذى بخروف ، ويتعشى بعجل .. يعنى كدة من الأخر .. هذا الفلول لن يصلح ولا فى الأحلام .. وفى هذه الحالة نحن ليس أمامنا إلا صاحب الضحكة البلهاء الإستبن "محمد المرسى" ..
** ويعيد المذيع أو المذيعة العفنة السؤال مرة أخرى .. وقد بدأت أسارير وجههم تشرق ، طيب ما هو الحل؟!! .. يأتى الرد .. طبعا الحل هو "مرسى" .. راجل ملو هدومه صحيح .. هايطلع دين أبونا .. وسيغلقوا المطارات ، وسيحولوا الطائرات إلى كافيتريات صحراوية لخدمة أصحاب سيارات النقل والميكروباصات والملاكى الهاربون من الأحكام القضائية .. وصحيح هايغلقوا المسارح والسينمات .. وصحيح هايطهروا البنات .. وصحيح هايخلونا ننام من المغرب .. وصحيح هايغلقوا الشركات السياحية .. كل ده هايوفر فلوس كثير جدا .. نقدر نسعد بيها شعبنا بعد رفع سن الزواج إلى 9 سنوات للبنت .. حتى يمكن الزوج من الإستمتاع بأربع عذارى صغيرات ، والنسل يكتر .. ما شاء الله ونعمل حسابنا كدة على كام سنة ، لنصل إلى 20 مليار نسمة .. نستطيع أن نغزو الصين والعدد فى الليمون ، وإسرائيل لوحدها هاتطفش بدون أى مواجهات عسكرية .. ومش هاتقدر تستنى لحظة واحدة ، وسيعلنوا الهروب الجماعى خوفا من الزحف الإسلامى .. كما أنه سوف يتم إغلاق معظم مراكز التجميل ومحلات الحلاقة والكوافيرات .. وإختصار بعض الصيدليات على بيع المسواك والأعشاب السحرية التى تساعد على أداء رجولة كاملة ، خلى الشعب ينبسط .. بالذمة فيه سعادة أحلى من كده .. عرفتوا بقى أيها الهبل أن أحلاهما مر .. والمصيبة السودة ، الناس مصدقة هذا الكلام الذى يروج له الإخوان عن طريق القنوات التليفزيونية ، وجميع وسائل الإعلام المقروءة .... ومازال العرض مستمر !!! ...
صوت الأقباط المصريين

رؤية إسرائيلية لنتائج الانتخابات المصرية/ د. مصطفى يوسف اللداوي


يراقب الكيان الصهيوني كله بقلقٍ وخوفٍ وتوجسٍ شديد، داخل فلسطين المحتلة وخارجها، وعلى كل المستويات السياسية والأمنية والعسكرية، ويشاركهم في ذلك مراكزُ دراساتٍ ومؤسساتُ استطلاعٍ وباحثون إستراتيجيون ومفكرون كبار، نتائجَ انتخابات الجولة الأولى في مصر، حيث يسود قلقٌ إسرائيلي واضحٌ وكبير من نتائج الانتخابات المصرية، أيهما سيكون رئيس مصر القادم، وكيف سيتعامل معهم، وكيف سيكون موقفه من اتفاقية كامب ديفيد الموقعة معهم، والتي شكلت لهم مظلة من الاستقرار والأمان لسنواتٍ طويلة، وأراحتهم من خطرٍ مرعبٍ كان يتهددهم، ويطوح بأحلامهم ويبدد خيالاتهم.
ومن قبل سيطر القلق والخوف على المستويات الإسرائيلية نتيجة الثورة المصرية التي أطاحت بأهم نظام عربي يدافع عن الكيان الصهيوني ويحمي مصالحهم، ويقاتل ويحارب ويعاقب ويقتل من يقاتلهم ويعرض أمنهم للخطر، وقد بكى لسقوطه سياسيون إسرائيليون، وقادة عسكريون ومسؤولون كبار، وأسفروا عن حزنهم الشديد لفقده، وبينوا يتمهم الحقيقي لغيابه.
الكيان الإسرائيلي حذرٌ ويترقب، يراقب ويتابع ويستقصي ويجمع المعلومات، يستطلع ويرصد ويحلل ويربط، ويلتقي بالحلفاء وينسق معهم، ويرسل الرسائل ويطلق التحذيرات، وينبه الجميع بأن القادم في مصر خطرٌ جداً، وأن مصر القائدة عائدة، وأن مصر الرئيس راجعة، وأن مصر المثال والنموذج والأسوة والقدوة باتت على الأبواب، وأن مصالح الغرب والولايات المتحدة قبل المصالح الإسرائيلية سيطالها التغيير، وسيشملها التبديل، فعلى كل الأطراف أن تتعاون، وعلى كل الجهود أن تتضافر وتتناسق، لتتحكم في المارد المصري قبل خروجه من القمقم، أو لتسيطر عليه وتحيطه بقوتها ونفوذها إذا خرج، إذ لخروجه من قمقمه وعودته إلى تاريخه ودوره تداعياتٌ وآثارٌ ونتائجٌ، لذا لا بد من إحاطة التجربة لإحباطها، أو تطويقها لتقييدها.
ينصح الخبراء الإسرائيليون حكومتهم خاصةً وزير خارجيتهم المنفلت من عقاله، الذي اعتاد على إطلاق تصريحاتٍ مستفزة، واتخاذ مواقف عدائية، من مغبة استفزاز الشعب المصري، والإساءة إلى أحد أطرافه وأحزابه المتنافسة، بما فيها حركة الإخوان المسلمين والقوى والإسلامية الأخرى، خوفاً من انهيار اتفاقية السلام الموقعة بين الجانبين، التي يصفها بعضهم بأنها تقف على المحك، ولهذا يؤكدون على ضرورة الصمت والتريث إزاء أي مستجداتٍ مصرية، وفي مواجهة الأحداث اليومية المتسارعة.
ينظر بعض المحللين الإسرائيليين إلى أن فوز مرسي وشفيق يؤكد على نجاح "التنظيم والنظام" على حد سواء، فالاثنان يمثلان القوى الأكثر تنظيماً في مصر اليوم، وهما الجيش من ناحية، والإخوان المسلمون والقوى الإسلامية من الناحية الثانية، ولهذا فمن الممكن الرهان على الجيش الذي يمثل في عمقه النظام القديم، ويعتبر مرشحه شفيق أحد أهم أقطابه، فهو ينتمي إلى مؤسسة الجيش إذ كان قائداً للقوات الجوية، كما ينتمي إلى النظام السابق بصفته وزيراً فيه لسنوات، وآخر رئيس حكومةٍ وثق به مبارك، وكلفه تشكيل حكومةِ إنقاذٍ لمصر، ولهذا فإن الرهان عليه قد ينقذ إسرائيل وغيرها من حالة الخوف التي قد يسببها فوز مرشح الإخوان المسلمين.
ولكن آخرين يستبعدون فوز شفيق، ويرون أنه حصانٌ خاسر، وأن الرهان عليه مضيعة للوقت، وأن الشارع المصري سيلتف حول مرشح الإخوان لضمان فشل بقايا النظام القديم، وعليه فإن البديل بالنسبة إلى حكومة الكيان الإسرائيلي هو التقارب مع قيادة الجيش المصري، الذي هو الثابت الوحيد في المعادلة المصرية، والذي يستطيع إلى حدٍ ما ضبط إيقاع وأداء أي فائزٍ في انتخابات الرئاسة المصرية، كما أنه ما زال يمسك بخطوط صياغة الدستور المصري الجديد، ويملك ورقة تحديد صلاحيات الرئيس، ولعل قيادة الجيش المصري تدرك بما لديها من وثائقٍ وأسرار أكثر بكثير مما يدركه أي سياسيٍ هاوٍ، أو متطلع لأن يساهم في رسم السياسة المصرية، أن مصر لا تستطيع التحليق خارج الفضاءات الدولية والإقليمية، وأنها محكومة لقوانين وأنظمة تجعل تجاوز القيادة المصرية لها، حكمٌ على مصر بالانكماش وتراجع الدور والانشغال في مشاكلها الخاصة، وهموم شعبها اليومية.
ولكنهم يرون أن هذا الخيار الذي يستند إلى الضمانات الدولية، ومنظومة القوى الدولية والأممية، ويرتكز إلى مفاهيم وأنظمة لا يدركها عامةُ المواطنين، في الوقت الذي لا يستطع السياسيون تجاوزها أو القفز عليها، لا يمنع إمكانية حدوث مواجهة بين مصر والكيان الإسرائيلي، فحالة العداء المصرية لإسرائيل في تزايدٍ مستمر، الأمر الذي من شأنه أن يضعف ضوابط الاتفاقيات الأمنية مع مصر، ويزيد من إمكانية تزايد فتيل اللهب أو شعلة النار الشعبية المصرية المتأججة، وخروج الأمر كله عن دائرة السيطرة.
خسر الإسرائيليون مصر منذ اليوم الأول للثورة المصرية، وأدركوا يقيناً أن مصر ما بعد 25 يناير لن تكون مصر التي عرفوا، ولن يكون النظام فيها كالنظام السابق، صديقاً رقيقاً لطيفاً مخلصاً ودوداً حامياً ومدافعاً وحريصاً على المصالح الإسرائيلية، وأن الكيان الصهيوني سيجد نفسه بعد أكثر من ثلاثين سنة في مواجهة مع مصر شعباً وقيادة وجيشاً، فإذا كان قد استطاع أن يبني بنجاحٍ لعقودٍ سبقت إستراتيجيته على استبعاد مصر من دائرة صراعها مع العرب، فإن على الاستراتيجيين الإسرائيليين أن يعيدوا تفكيرهم من جديد، فقد عادت مصر من أوسع الأبواب، لتتصدر من جديد واجهة الصراع العربي مع إسرائيل.
لن يكون بإمكانِ أي زعيمٍ مصري أو قائدٍ أو رئيس، أن يبرر بعد اليوم للكيان الإسرائيلي تصرفاته، ولا أن يسكت عن أخطائه، ولا أن يدافع عن مصالحه، ولا أن يسهل حصوله على خيرات مصر، ولن يكون في مصر رجل يقبل بانتقاص السيادة المصرية على أي جزءٍ من الأراضي المصرية، بل إن مصر التي استعادت سيادتها على قناة السويس قديماً وهي في أضعف حالاتها العسكرية، لهي أقدر اليوم على استعادة سيادتها على أرضها كلها وحدودها مع غيرها، فهي اليوم أقوى من أمسها، ومستقبلها أكثر إشراقاً وأملاً من حاضرها، بل إن من سيقوم بهذه الخطوة وسيبادر إليها سيكون بطلاً وطنياً وقومياً، وكما حصد جمال عبد الناصر ثمار تأميمه لقناة السويس حتى اليوم، حباً مصرياً، والتفافاً عربياً، ورهبةً دولية، فإن الذي سيتخذ قرار مصر باستعادة سيادتها على أرضها، سيكون بطلاً يحبه المصريون، ويحفظون اسمه، وسيروون عنه القصص والحكايات على أنه بطلٌ قومي وقائدٌ مصري أصيل، هذا ما يدركه الإسرائيليون يقيناً، ويعتقدون بأن ساعته قد حانت، وأنه سيكون القرار الأول على طاولة رئيس مصر القادم، إذ أنه سيكون قرار العبور له، وجواز المرور بالنسبة إليه إلى قلوب المصريين والعرب جميعاً.

رسالتي إلي الرئيس مبارك/‏ سلوى أحمد

بعد ما يقرب  من العام ونصف العام  من تخلي الرئيس مبارك عن الحكم في الحادي عشر من فبراير  سنه 2011  مررت خلالها  بالعديد من النقاشات والجدل في محاولة للدفاع عن الرئيس مبارك اري انه جاء الوقت لاتوقف عن الدفاع ولو للحظات لاني في غمرة كل هذا نسيت ان اخبر الرئيس مبارك بكم الحب والاحترام الذي يحمله القلب مدعوما باقتناع العقل , اعرف ان دفاعي يعبر عن ذلك ولكن اردت ان اقولها بشكل مباشر وواضح وعلي الملأ

سيادة الرئيس منذ ان فتحت اعيننا علي الدنيا ووبدأت العقول في الادراك ونحن نراك أمام أعيننا نستمع اليك نري مواقفك في الداخل والخارج فنخر بهذا الاب الذي يرفع اسم الوطن عاليا في كل المحافل الدوليه , في الازمات كان يكفينا ان نشعر بوجودك بيينا حتي نشعر بالامان لم نشعر يوما ان العلاقة بينا وبينك هي علاقة رئيس وشعب بل علاقه اب بابنائه  وهذا ما لا يستطيع ان يفهمه الكثيرون الذين يصرون علي ان نقدم  المبرر لحبنا واحترامنا نسي هؤلاء انك والدنا الذي لا نستطيع ان نوجه له نقد حتي وان اخطأ لاننا تعلمنا كيف نحترم الاباء ونقدرهم نعم انت لست رئيسا انت اب لانك يوما لم تعاملنا الا بهذا الوصف فلن ناتي في نهاية المطاف وعلي اعتاب نهايات العمر لنحاسبك ونعاتبك ونحاكمك ونطالبك ان تقدم الدلائل علي حبك للوطن لم نفعل ولن نفعل لاننا نقدر من عاش واهبا حياته من اجلنا لن نكون جاحدين وننكر فضل السنوات وما قدمته من اجلنا حتي كبرنا واصبحنا كما نحن الان لن نستخدم قوتنا لنهدمك في ضعفك لم ولن نفعلها
سيادة الرئيس فليتكلم من يتكلم وليتحدث من يتحدث وليتهم من يتهم ولكن ستظل في قلوبنا وعقولنا ستظل الاب والزعيم الذي نفخر به ستظل رب البيت الذي غاب عنا فغاب معه الامن والامان  ستظل هذا النسر الذي عاش محلقا في سماء الوطن لم يغمض له جفن بل ظل يقظا يدفع عن وطنه المخاطر والفتن

سيادة الرئيس ذهبت وسياتي لمصر رئيس بعدك ولكنه سيكون رئيسا لن يكون ابا او زعيما لن يكون مبارك ولن ياخذ احد مكانك في قلوب ابنائك مهما فعل ومهما كان وضعه او تاريخه , ان لك في قلوبنا محبه لا يفهمها الا من يقدر الابطال .
قد نتهم باننا عاطفين الغينا عقولنا ولكن ابدا لم يحدث فالعقل اذا فكر فيما فعلت وما قدمت اجبر القلب علي ان يحبك حتي وان كان جاحدا فمبالك والقلب مسلم بحبك , هذا  الحب المدعوم بالعقل الذي يقدر ما فعلته وما تفعله من اجل مصر وهو الشئ الذي سيظهر مع الايام ويندم كل ما اهانك او سبك او شتمك او انقص من مكانتك التي تستحقها سيندمون ولكن للاسف بعد فوات الاوان وكم حمدت الله انني لم اكن من هؤلاء
سيادة الرئيس لا تلق بالاحجار الا الاشجار المثمرة ولا يحارب الا الناجح ولم تقف الدنيا من شرقها وغربها باعلامها وقنواتها وصحفها الا لمبارك فلو لم تكن هذا الشخص الذي ابهر العالم لما كان هذا الالتفات التي تترك معه احداث واحداث فقط للالتفات للحدث الاهم لان صاحبه هو الاهم
سيادة الرئيس اعلم سيادتك ان هناك قلوب لك محبه لم تتزعزع مكانتك فيها يوما ولا يحركها كل ما قيل وما يقال سيادة الرئيس حبك في القلوب سيقي الي ان تغادر الروح والجسد  ستظل الاب والقائد والزعيم , ستظل وسيبقي محمد حسني مبارك اسما يعبر عن الوطنية والبطوله والفداء والتضحية ستتظل هكذا لدينا وستكون هكذا في قلوب وعقول اجيال قادمة لان ما قدمته من اجل الوطن هو نقش  علي حجر نقشته بحبك واخلاصك وتفانيك لن يزيله نقش ماء نقش بالرياء والكذب والافتراء والشائعات , سيادة الرئيس لك منا كل الحب والاحترام والتقدير

 

بين قانا لبنان والحولة السوريّة/ سعيد نفّاع

لا أريد في هذه العجالة أن أتعب نفسي والقاريء في اجتهادات وأسئلة عن: من المستفيد وما مصلحة السلطات السوريّة وكل ما شابه ذلك كي أصل إلى الجاني في مذبحة الحولة، ما أريد هو عرض الأمر من زاوية أخرى اعتقد أنه ما كان لهذا التسونامي الإعلامي الدجّال أن يتفجّر أصلا لولا أنّ القيّمين عليه يروننا ليس أمة تَضحَك من جهلها الأمم وإنما أمة تُضحِك على جهلها الأمم.
عام 1996 لمن لا يذكر، وفي العمليّة التي أسمتها إسرائيل "عناقيد الغضب" صبّت إسرائيل برئاسة بيرس رئيسها الحاليّ الحاصل على جائزة نوبل للسلام (!)، قنابلها العنقوديّة وقذائفها المدفعيّة على مدرسة قانا لبنان التي لجأ إليها العجزة والنساء والأطفال علّها تحميهم، ولا اعتقد أن إنسانا تغيب عن دماغه آثار وشكل الجثث التي مزقتها القذائف. وهكذا فعلت في حرب لبنان الثانية كما تسميها، والمنطق البسيط يقول أن العقل البشريّ حتّى المتوسط ما زال يحمل شكل الجثث التي انتشلت من تحت أنقاض ذلك البيت في قانا والذي وجده الضعاف ملجأ، وإن غابت الصور مع الزمن فعلى الأقل لا يمكن أن تغيب الصورة للجثة المنتشلة لذلك الطفل الذي كان يتدلى على صدره "البز الكذاب- مصاصة الأطفال".
وبغض النظر عن ذلك لا يحتاج المرء أن يكون خريج كليّة عسكريّة في أعلى دوراتها "القيادة والأركان" حتى يميّز ما بين ضحايا القصف المدفعيّ أو ضحايا الاعدام الميدانيّ، ومع هذا فإن كان من محتاج فله أن يقارن بين الصور من مذبحتي قانا لبنان ومذبحة الحولة السوريّة، وإن لم يكفه ذلك فليعد إلى ملجأ العامريّة في العراق.
فأين حتى في الصور التي يبثّونها الأنقاض والجثث المسحوبة من تحتها؟! وأين التمزقّ والاحتراق الذي تسببه القذائف؟! أم أن الجيش السوري دخل الحولة فقيّد الضحايا وأطلق النار على أجسادهم وشج رؤوسهم بالبلطات، ثمّ خرج وقصفهم بالمدفعيّة؟!
كان المرحوم الأديب أميل حبيبي يُسمّي صحيفة المؤسسة الإسرائيليّة الأنباء: "الكُزّيطة"، و"كزيطات" أيامنا من جزيرة الحمدين وعربيّة عبدالله وفيصل وعبريّات إسرائيل، تنشر تباعا صور الجثث من الحولة المقيّدة اليدين وراء الظهر وآثار الرصاص في أنحاء مختلفة من الأجساد وآثار السلاح الأبيض (الأسود) على الرؤوس لتتبعها بالقول: هذه ضحايا القصف المدفعي العشوائي لجيش النظام السوريّ أو جيش الأسد أو... أو ما يشابه من تفتّق أذهان محرري النشرات الإخباريّة في الدوحة والرياض وتل أبيب، ومنهم "مفكرين" من المقتاتين على فتات الجزيرة ولحم أكتافهم اكتسبوه على طاولات المآدب السوريّة.
آمنّا وربّما لسذاجة فينا أو لبقايا دور للإعلام الغربيّ فينا من حرب الفيتنام، أن الإعلام الغربيّ ربّما يكون مختلفا وعلى الأقل من منطلق احترام متابعيه ليس احترامنا نحن، فقليل من يحترمنا في هذا العالم، فوجدناه في الشأن السوريّ كما العراقيّ قبله وكما الفلسطينيّ قبل الأثنين إعلاما دجّالا هو والعربجيّ من نفس الطينة.
قال أحدهم الجريمة تكتمل بأخذ نفس بشريّة واحدة وما فوقها يصير إحصاء، فأخذ نفس بشريّة واحدة وفي سياقنا سوريّة اللهم في حال الدفاع عن نفس، هو جريمة كبرى ولا فرق من أين أتتها القذيفة أو الرصاصة أو البلطة، ولكن الاتجار في هذه النفس هو الكفر بالله وبالأنبياء وبالإنسانيّة وبكلّ قيمة أخلاقيّة أقرّتها البشريّة منذ أن وُجدت، لا يفعله إلا دجّال أو مَن منه الكائنات الحيّة بشتى درجاتها في مراتب عليا، وكم بالحري إذا كان مزهقُها.  
وما دمنا في طرح الأمور من هذا الباب فحسب "الكزيطات والكزّاطين" يسقط في سوريّة يوميّا عشرات القتلى، نحن نعرف من الإعلام السوريّ والذي بالمناسبة يستحق عاملوه تحيّة على ما يبذلونه في هذا الظرف، أن عددا منهم من العسكريّين، نشاهد مواكب تشييعهم ونرى دموع ذويهم، أمّا من تبقّى ولنفرض جدلا أن الأرقام صحيحة، فكيف يصيرون كلهم من المواطنين الأبرياء في نظر "الكزيطات والكزاطين"؟ هل سمعتم يوما منهم أنّ "جنديّا مغوارا حرّا" أو "قاعديّا إلهيّا" بين الساقطين؟ أم أن هؤلاء يحملون "تحاويطا" من نصّ أردوغان أو بن لادن تقيهم الرصاص؟!
طبعا سيتهمني بعض "المتجملّين" بالحريّة وبحقوق الإنسان أنّي "شبيحا أو نبّيحا"، وأنا أقول ليس من باب استرضائهم فهو وعدمه سيّان عندي، أقول إن كان الشبح لِ والنباح على، أعداء عروبتنا من "الغرصهيوعثماخليجلادنيّن" فنعم الشبح ونعم النباح!     
هذا الاستكلاب "الغرصهيوعثماخليجلادني" ولتعذرني الكلاب، على سوريّة وشرب دم أبنائها ما هو إلا لأن سوريّة بغالبيّة شعبها وبقيادتها وجيشها أدخلتهم "شوط الحلّة" كما نقول في لغتنا العاميّة الشمال فلسطينيّة، وإن طال هذا الشوط.         


اللاجئون الفلسطينيون 30 ألفا فقط!/ نقولا ناصر

(يستهدف تعديل مقترح على قانون المعونات الخارجية الأميركية، بجرة قلم، شطب الأغلبية الساحقة البالغة حوالي خمسة ملايين لاجئ فلسطيني من المسجلين في قوائم الأونروا، وتجريدهم من وضع "لاجئ")

ينشغل المجتمع الدولي المعني بالحقوق الوطنية الفلسطينية هذه الأيام ب"تمكين المرأة والشباب" الفلسطيني  وتعزيز دورهم في "حل سلمي لقضية فلسطين"، ولهذا الغرض تحضر لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف لعقد اجتماع دولي بمقر اليونسكو في العاصمة الفرنسية باريس في الثلاثين من الشهر الحالي عملا بالقرارين 66/14 و 66/15 اللذين تبنتهما الجمعية العامة العام الماضي. لكن الكونغرس الأميركي منشغل في الوقت ذاته في تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين وهي جوهر الحقوق الوطنية غير القابلة للتصرف لعرب فلسطين. 
فبعد محاولات سنوية فاشلة منذ عام 2009، نجح السناتور الجمهوري مارك كيرك، الذي شغل مقعد باراك أوباما في مجلس الشيوخ الأميركي إثر فوز الأخير بالرئاسة في تلك السنة، في ما لم ينجح فيه غيره قبله من ممثلي دولة الاحتلال الاسرائيلي في الكونجرس الأميركي.
فقد نجح كيرك في إقناع أغلبية بين ثلاثين عضوا في لجنة الاعتمادات بالموافقة يوم الخميس الماضي على تعديل لقانون المعونات الخارجية الأميركية لسنة 1961، سوف يقود إذا نجح أيضا في إقناع الكونجرس بمجلسيه في تبني المشروع كقانون إلى اختصار عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين يستحقون مساعدات مالية أميركية، من خلال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "أونروا"، إلى حوالي ثلاثين ألفا فقط، حسب تقديرات أنصار هذا التعديل، هم من بقي على قيد الحياة من لاجئي عام 1948 الأصليين، بالفصل التعسفي بينهم وبين نسلهم من الأبناء والأحفاد، بحجة أن "توريث" وضع اللاجئ يجب أن يتوقف بأثر رجعي.
وسوف يقود ذلك، إن سمحت الحكومة الفدرالية الأميركية لسياسيين مغامرين، مثل السناتور كيرك الراعي لمشروع التعديل، ممن يلهثون وراء دعم اللوبي اليهودي في موسم انتخابي بجر الكونجرس إلى تبني التعديل، إلى مخاطر استراتيجية بعيدة الأثر على وضع "الأونروا"، وعلى الاستقرار في الدول العربية الرئيسية المضيفة للاجئين الفلسطينيين، وكذلك على أي أمل متبق في احتمال إحراز أي تقدم في "عملية السلام" التي ترعاها الولايات المتحدة باعتبار قضية اللاجئين والقدس من أعقد قضايا الوضع النهائي التي أفشلت هذه العملية حتى الآن.
ويستهدف التعديل المقترح على قانون المعونات الخارجية الأميركية، بجرة قلم، شطب الأغلبية الساحقة البالغة حوالي خمسة ملايين لاجئ فلسطيني من المسجلين في قوائم الأونروا، وتجريدهم من وضع "لاجئ".
ولتحقيق هذا الهدف، كما جاء في نص التعديل المقترح، فإن "على وزير / وزيرة الخارجية خلال مدة لا تتجاوز سنة واحدة بعد سن هذا القانون أن يرفع تقريرا إلى لجان الاعتمادات يبين بالتفصيل عدد الناس الذين يحصلون الآن على خدمات الأونروا: 1) ممن كان مكان إقامتهم فلسطين بين حزيران / يونيو 1946 وبين أيار / مايو 1948 وشردوا شخصيا في حرب 1948 العربية الإسرائيلية، و2) من هم أطفال هؤلاء الأشخاص، و3) من هم أحفادهم، و4) من هم من نسلهم ممن لم يتم عدهم حسب المعايير الواردة في (2) و(3)، و5) من منهم يقيم في الضفة الغربية أو غزة، و6) من منهم لا يقيم في الضفة الغربية أو غزة وهم مواطنون في بلدان أخرى، و7) من منهم كانت فلسطين مكانا لاقامته بين حزيران / يونيو 1946 وبين أيار / مايو 1948 ممن شردوا شخصيا نتيجة لحرب 1948 العربية الإسرائيلية ولا يقيمون حاليا في الضفة الغربية أو غزة وليسوا حاليا مواطنين في أي دولة أخرى".
يقول كيرك إن الهدف من تعديله هو "الشفافية والمسؤولية" تجاه دافع الضرائب الأميركي، وتقول الناطقة باسمه كيت ديكنز إن "لا شيء في تعديل كيرك سوف يغير سياسة الولايات المتحدة تجاه اللاجئين" الفلسطينيين.
لكن لأن الولايات المتحدة هي أكبر مساهم في تمويل الأونروا، فإن هذه المساهمة سوف تقتصر على ثلاثين ألف لاجئ فلسطيني فقط، مما يعني ترحيل الأعباء المالية عمن تم تجريدهم من وضع اللاجئ إلى ميزانيات الدول الرئيسية المضيفة لهم في الأردن وسورية ولبنان وغيرها، ولأن الأوضاع المالية لهذه الدول غنية عن البيان، فالأرجح أن تضغط الولايات المتحدة على حلفائها وأصدقائها في دول النفط العربية الخليجية بخاصة لتحمل هذا العبء.
وفي هذا السياق لا تزال الذاكرة تختزن ما خلفته سابقة كندا في وقف تمويلها للأونروا أوائل عام 2010 وهي التي سلمها مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 رئاسة لجنة اللاجئين!
غير أن الأخطر هو خلق أكبر جالية عربية من "البدون جنسية" تتكون من خمسة ملايين نسمة ممن يحملون بطاقة الأمم المتحدة للأونروا حاليا، بانتظار حل مشكلتهم بالعودة إلى وطنهم وجنسيتهم الوطنية، بكل ما يعنيه ذلك من مخاطر سياسية وأمنية.
ومن المفروغ منه، من وجهة نظر المنطق البراغماتي الذي يميز الأميركيين ك"رجال أعمال"، أن "التوطين" هو الحل الأسهل الذي يمكن "تمويله" أميركيا بالوفر الناتج عن خفض التمويل الأميركي من تمويل خمسة ملايين لاجئ إلى تمويل ثلاثين ألفا فقط.
وكل ذلك يمثل تهديدا خطيرا للأمن العربي بعامة، لكنه يهدد بتفجير الوضع الفلسطيني تماما، ويسحب ما تبقى من بسط من تحت أرجل ما تسميه قيادة منظمة التحرير الفلسطينية الحالية "المشروع الوطني"، لتحشر هذه القيادة بين خيارين لا ثالث لهما، إما الانحياز إلى اللاجئين وهم ثلثا الشعب الفلسطيني تقريبا، مما يعني بالتأكيد العودة إلى حضن المقاومة، أو مواصلة استراتيجيتها الحالية، مما يعني فقدان ما بقي لها من صدقية ك"ممثل شرعي ووحيد" لشعبها بحيث لا تعود تمثل أحدا سوى نفسها، ومن المؤكد أن أيا من الخيارين لا يتفق أبدا مع الإجماع العربي على "مبادرة السلام العربية"، وفي هذه الحالة سيعيد التاريخ القريب نفسه لتجد حركة التحرر الوطني الفلسطينية نفسها في مواجهة مع النظام العربي مجددا.
إن من يتابع الجدل الواسع الساخن في الصحف والمواقع الالكترونية الرئيسية الأميركية واليهودية العالمية خلال الأيام القليلة الماضية الذي يصب في معظمه في الترويج لأفكار كيرك وتعديله ويقارنه بالصمت الرسمي والإعلامي عن وعي أو دون وعي في الإعلام العربي لا يسعه إلا الاستنتاج بأنهم في الولايات المتحدة ودولة الاحتلال يدركون الأهمية الاستراتيجية لتعديل كيرك في تصفية القضية الفلسطينية، كون قضية اللاجئين هي جوهرها أكثر من القدس وغيرها من "قضايا الوضع النهائي"، بينما لا يدرك المعنيون العرب وأولهم الفلسطينيون هذه الأهمية ومخاطرها عليهم.
يوم الجمعة الماضي، قالت صحيفة "الجيماينر" اليهودية الأميركية إن "وزارة الخارجية الأميركية والأردن" فقط يسعون إلى منع تعديل كيرك من التحول إلى قانون ملزم للإدارة الأميركية. وفي اليوم السابق قالت جنيفر روبين في مدونة نشرتها الواشنطن بوست إن السفارة الأردنية في واشنطن بعثت رسالة "ايميل" إلى موظفي الكونجرس جاء فيها أن "الأردن يحث مجلس الشيوخ على تجنب أي لغة ستقود بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى تقويض أونروا. وسوف تكون السفارة سعيدة بشرح الموقف الأردني أكثر" بشأن "ملاحظاته وتحفظاته ... ومنها المضاعفات السلبية المحتملة على الأردن واقتصاده وعلى جهود السلام".
إنه اضعف الايمان الأردني، لكنه هام في ضوء انشغال السوريين ب"ثورة" يحض عليها كيرك وأمثاله من الأميركيين، وانشعال الفلسطينيين بالتحضير للانتخابات في ظل الاحتلال المدعوم أميركيا، وانشغال اللبنانيين بالمضاعفات الأمنية التي أعقبت زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جفري فيلتمان، الذي قال تقرير للأسوشيتدبرس الأسبوع الماضي إنه سيعفى من منصبه لينتقل مساعدا للأمين العام للأمم المتحدة - ربما لشؤون اللاجئين! – بينما كل العرب منشغلين بما سماه الإعلام الأميركي "الربيع العربي".
* كاتب عربي من فلسطين
* nassernicola@ymail.com

دعما لرفض مئات الشباب الدروز للخدمة العسكرية/ نبيـــل عـــودة

لنفشل سياسة تجزيء شعبنا الى طوائف

الشاب عمرو سعيد نفاع ابن الثامنة عشر ما زال مصرا على رفض التجنيد في جيش الاحتلال الاسرائيلي ،ويواجه من سجنه العسكري بقامة شامخة السلطات العسكرية الاسرائيلية وقانون التجنيد العسكري الاجباري الذي فرضته اسرائيل بغفلة من الزمن على الفلسطينيين من ابناء الطائفة العربية الدرزية، في أقذر لعبة سياسية اثنية يمارسها الفكر الصهيوني السلطوي السائد على ابناء الأقلية العربية الفلسطينية الباقية في وطنها، منذ عاصفة النكبة.. من اجل زيادة بعثرتهم الى طوائف بلا تواصل بينها ، وبلا رؤية وطنية توحد نضالها ، ليسهل التلاعب بحقوق هذه الأقلية الصامدة، وخاصة بالحقوق الوطنية والحقوق اليومية.
الشاب عمرو سعيد نفاع يجري تجديد سجنه مرة وراء أخرى بهدف كسر موقفه الوطني برفض خدمة اخر احتلال في تاريخ البشرية وأقذر الاحتلالات بما يميزه من احتلال يمارس نهب الأرض ونهب ثرواتها وقمع اصحابها وتشريدهم للمرة الثالثة او اكثر، وحرمان الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه المشروع ، اسوة بكل شعوب الأرض، بالتحرر من آخر احتلال في تاريخ البشرية، واقامة دولته المستقلة الديمقراطية : دولة الشعب الفلسطيني.
الشاب عمرو نفاع هو اسم واحد ضمن مئات الأسماء لشباب عرب دروز يرفضون خدمة جيش الاحتلال وممارسة قمع ابناء شعبهم بتوفير الحماية لسوائب المستوطنين ولسياسة التنكر للحقوق الفلسطينية ، حقوق ابناء شعبهم.
ربما بالصدفة ان والد عمرو نفاع هو عضو الكنيست سعيد نفاع، المعروف أيضا ككاتب قصصي ومحامي .
حتى هنا تبدو هذه الحالة مسألة دارجة وليست وحيدة بمضامينها.
السؤال الذي لا بد من طرحه، هل تعتبر التنظيمات السياسية العربية الدروز جزءا من الأقلية العربية الفلسطينية في اسرائيل؟ ام ان تنظيماتنا الحزبية قد رفعت الرايات البيضاء اقرارا بفصل نهائي لابناء الطائفة العربية الدرزية عن شعبهم وثقافتهم ولغتهم وانتمائهم؟
ليس سهلا واقع هذ الطائفة العربية التي تواجه عملية فصل رسمي مبرمج وخلق هوية قومية مشوهة لأبنائها. بل وخلق ما يسمى ثقافة درزية وتراث درزي ومأكولات درزية.. بمهزلة لا اعرف شبيه لها في عالمنا المتنور والحضاري، بل الأصح ان أقول لا اعرف جرائم اثنية بهذا المستوى الذي تمارسه اسرائيل الرسمية بحق طائفة يجري تشويه شخصيتها وتشويه هويتها التاريخية ودفعها الى زاوية سياسية يجب ان تثير قلق كل صاحب ضمير انساني ، وخاصة ابناء الشعب العربي الفلسطيني الذي تجري هذه الممارسات بحق طائفة من طوائفه، عرفت في تاريخه كله بمواقفها الوطنية ودورها في النضال التحرري من الاستعمار وقدمت للشعوب العربية في جميع اماكن تواجدها شخصيات لعبت دورا هاما في كل التاريخ القومي العربي ومنهم على سبيل المثال سلطان باشا الطرش وكمال جنبلاط .
لا نتجاهل النجاح الكبير للسلطة الصهيونية وفكرها الإمبريالي الإستيطاني ، في الفصل بين الطائفة الدرزية وسائر ابناء الأقلية العربية، ويؤلمني تماما ان هناك ما يشبه الاستسلام والقبول النسبي بأن الدروز في اسرائيل ليسوا عربا وليسوا فلسطينيين.
السؤال الذي لا بد من طرحه، وهذا يطرحه الشباب الدروز رافضي التجنيد العسكري الاجباري لخدمة جيش الاحتلال، أين صوت الجماهير العربية ومؤسساتها المدنية في جعل نضال الشباب الدروز واجهة من واجهات المسؤوليات السياسية الأكثر اهمية في هذه المرحلة الحرجة ؟
ان افشال عملية سلخ طائفة عن سائر ابناء شعبها هي مهمة وطنية وثقافية وحضارية لم يعد من الممكن التغاضي عنها وتأجيلها.
اعرف ان هناك نجاح نسبي لسياسة الفصل الإثنية التي تمارسها اسرائيل ليس ضد الطائفة الدرزية  تحديدا ، انما فصل يلحق الضرر الخطير بمكانة الأقلية العربية كلها بكل طوائفها. وهذا هو الهدف الإستراتيجي من سياسة الفصل الطائفي التي تمارسها اسرائيل ضد الأقلية العربية.
نشاهد أمورا صعبة على الاستيعاب. اتجاهات التصويت السياسي لأبناء الطائفة الدرزية مقلقة جدا. لا الوم المجتمع الدرزي بشكل مباشر. في واقع اهمال التنظيمات السياسية لتبني اكثر صلابة وعمقا لمعركة اعادة الدروز لحضنهم القومي والثقافي تتحمل هذه التنظيمات جزءا كبيرا من هذه الظاهرة المقلقة.
على المستوى الثقافي هناك ظاهرة رائعة باندماج ثقافي ابداعي يشكل الدروز حصة هامة فيه، باسماء يكفي ان اذكر منها هلى سبيل المثال الشاعر سميح القاسم والكاتب محمد نفاع وهناك اسماء بارزة كثيرة أعتذر عن ذكرها حتى لا اسيئ الى احد باسقاط اسمه.. وهي تشكل مع سائر المثقفين العرب العمود الفقري لثقافتنا المحلية. واستعراض النشاط الابداعي يظهر ان نسبة المبدعين الدروز في الثقافة العربية الفلسطينية هي نسبة كبيرة بالقياس العام . كيف نكرس هذه الظاهرة لخلق تيار سياسي درزي وطني موازي لها؟
بالطبع لا اتجاهل "لجنة المبادرة الدرزية" ولا تنظيم "ميثاق الأحرار العرب الدروز". وهي ضمن الظواهر الايجابية الهامة جدا التي يجب البناء عليها ودعمها لتصبح الصوت الأقوى في الوسط الدرزي.
السؤال الذي يقلقني أكثر: ما هي النشاطات التي قامت بها الأحزاب العربية لمواجهة فصل ابناء الطائفة المعروفية (الدرزية) عن سائر جماهير شعبهم؟
طحنا نسمع دائما.خطوات عملية لا ارى خططا واجندة سياسية برؤية استراتيجية مناسبة لكسر تشويه شخصية ابناء شعبنا الدروز.
هذه المسالة لا تلاقي حماسا بسبب اهمالها الطويل وحالة عدم اليقين من استعداد الطرف الآخر  (المجتمع الدرزي) لاعادة اللحمة الوطنية مع سائر ابناء الشعب الفلسطيني. ولكن ما يجري السنوات الأخيرة من رفض واسع للخدمة العسكرية ، واندماج متزايد في الساحة الثقافية الوطنية، واقامة تنظيمات درزية بهدف التواصل القومي غير الكثير من المعادلات وخلق اجواء جديدة الويل لنا سياسيا ووطنيا اذا لم نعمل على التواصل معها ودعمها اعلاميا وسياسيا.
 الموضوع ليس عمرو سعيد نفاع. وليس عشرات او مئات الشباب الدروز رافضي الخدمة العسكرية الاجبارية في دولة تحتل ارض شعبهم وتقمعه.
وارى ان هذه المعركة تندرج ضمن معركتنا الحقوقية والوطنية العامة. وضمن نضالنا المشروع من اجل الاعتراف بنا كأقلية قومية وليس طوائف بلا حقوق قومية، ومن أجل المساواة في حقوقنا المدنية وحقوق المواطنة، ومن أجل السلام  والإعتراف بحق الشعب الفلسطيني (شعبنا وشعب ابناء الطائفة الدرزية) بالتخلص من الاحتلال والاستيطان الاستعماري،وممارسة حقه المشروع ببناء دولته المستقلة. ورفض سياسة المغامرات العسكرية لحكام اسرائيل، ضمن سياسة رفض امتلاك اسرائيل لأسلحة الدمار الشامل، وفتح مشاريعها النووية للرقابة الدولية اسوة بسائر الدول من أجل شرق اوسط نظيف من السلاح الذري.
ان اهمال وضعية ابناء الطائفة الدرزية يلحق الضرر بكل نضالنا العادل والمشروع. من يظن نفسه غير عربي فلسطيني لسنا بحاجة اليه ان كان درزيا او مسلما او مسيحيا. من يظن نفسه درزي او مسيحي او مسلم صهيوني  ليتمتع لوحده بهذه اللعبة الفاسدة. الشباب الدروز رافضي الخدمة العسكرية هم ضمير ابناء طائفتهم ووجها الوطني الناصع، وهم بشارة لمستقبل مختلف من التواصل الوطني والثقافي.
على لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية ان تأخذ بمسؤولية كبيرة هذه المعركة، وان تضم الى مؤسساتها شخصيات درزية،  وترى في اعادة اللحمة الوطنية جزءا جوهريا من مهماتها لشعبنا بكل طوائفه ، حتى نصل الى مرحلة نبذ الطائفية من مشروعنا القومي.الدين هو هوية ذاتية لكل انسان حسب قناعاته ونشأته وما يرثه من والديه. اما الهوية القومية فهي جوهر انسانيتنا وشخصيتنا وكرامتنا كبني بشر وجوهر ارتباطنا بارضنا..
لا بد من بدء كشف واسع لحقيقة رفض عشرات من ابناء الطائفة العربية الدرزية الشباب لخدمة جيش الاحتلال، والحث عبر التوعية السياسية والثقافية لمخاطر التجنيد العسكري الاجباري على مصير ابناء الطائفة الدرزية ومستقبل ابنائها.
التجنيد في خدمة الاحتلال هو تشوية اخلاقي ووطني للشباب الدروز.
هذه ليست مهمة المثقفين الدروز فقط. بل هو واجب لكل مؤسساتنا الاجتماعية والمدنية وواجب كل مثقف وطني يهمه مصير شعبه ومعركة المساواة في الحقوق .
هناك اسماء شباب لا نعرف عنهم شيئا يخوضون معركتهم ضد التجنيد بصمت.يجب تبني هذه المعركة على مستوى وطني عربي واسع . لا يمكن ان نقول بعد اليوم ان الدروز منعزلين عن سائر المؤسسات الوطنية العربية. المسؤولية مسؤوليتنا أيضا.ان نكسر هذا العزل المفروض سلطويا!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
nabiloudeh@gmail.com نبيل عودة-

الانتخابات المصرية مفاجئات في مشهد سياسي معقد/ راسم عبيدات

.... انتهت الجولة الأولى من الانتخابات المصرية،لكي تكشف عن الكثير من التطورات والمفاجأت،والتي سيتوقف عليها مستقبل مصر لجهة استعادةهيبتها وكرامتها ودورها القومي والعروبي ممثلة بالمرشح القومي والناصري حمدين الصباحي،أو لجهة إعادة انتاج النظام السابق لذاته وأحكام سيطرته على الدولة ممثلاً بمرشحه احمد شفيق،أو لجهة تحويل مصر الى دولة دينية مغرقة بالتطرف أو ما سنطلق عليه "الفاشية الدينية" ممثلة بمرشح التيارالديني الاخونجي محمد مرسي.
وهنا لا بد لنا من القول ان هذه الانتخابات كشفت بشكل ملموس على أن حركة الاخوان المسلمين انكشف دورها مبكراً في مصر من خلال سيطرتها على البرلمان حيث عدم المصداقية والكذب في في أكثر من موقف وحالة والأداء المتواضع والتنكر للشعارات المرفوعة واتضاح وانكشاف عقيلتها الاقصائية والاستعلائية،وسقوط شعارات المقاومة وإعادة النظر في اتفاقية كامب ديفيد،وهذا دفع بالجماهير ان تدير لها الظهر ولكي تفقد اكثر من نصف رصيدها واصواتها الانتخابية التي حصدتها في الانتخابات البرلمانية وتراجعت بشكل مذهل حتى في معاقلها الأساسية،رغم أنها من أعرق وأقدم الحركات السياسية في مصر،ولها من القوة التنظيمية وضخامة الامكانيات المالية والاعلامية الشيء الكثير،ناهيك عن لعبها على المشاعر والعواطف والقدرة على خداع وتضليل الجماهير عبر توظيف الدين واستغلاله لخدمة اجنداتها ومواقفها وسياساتها،وما حصل في الانتخابات البرلمانية وما اعقبها من انكشاف لدور الاخوان ووجود رغبة جامحة لديهم بالسيطرة على كل مفاصل الدولة،دفع الى بروز قوة انتخابية جديدة تتسلح بالخوف من خطر الفاشية الدينية على مدنية المجتمع،ولكن لا تمتلك رؤيا او برامج واضح ومحدد حول هوية مصر القادمة وطبيعة نظامها السياسي،وهذه القوة هي الاقباط الذين توزعت اصواتهم ومشاركتهم الواسعة في الانتخابات بين مرشح التيار القومي والعروبي حمدي الصباحين وبين مرشح العسكر وفلول النظام البائد  احمد شفيق ،وتقديراتي بأن تصويت جزء كبير من الاقباط لاحمد شفيق نابع من خطر الفوضى وحالة عدم الاستقرار التي قد تنشأ في حال فوز الاخوان المسلمين،وهذه لم تكن بالمفاجأة الوحيدة في الانتخابات المصرية حيث ان المرشح القومي والناصري حمدي الصباحين،استطاع ان يكون منافس قوي حتى في المعاقل المحسوبة على حركة الاخوان تاريخياً، وبما يثبت ان القوى والتيارات القومية لها ارث وتراث وتاريخ في المجتمع المصري،ولكن افتقار هذا التيار الى الاطار التنظيمي وقلة الموارد والامكانيات كانت عاملاً بارزاً في عدم تقدم مرشح هذا التيار،رغم وضوح شعارات التي طرحت في برنامجه الانتخابي،وقد اعتمد برنامجه الانتخابي على ثلاث ركائز اساسية،وهي حرية يصونها النظام الديمقراطي وعدالة اجتماعية تحققها التنمية الشاملة وكرامة يحميها استقلال وطني.
ان الجولة الثانية من الانتخابات ستشهد حالة من الاصطفافات والمتغيرات،وكذلك سنشهد زيادة في نسبة المشاركة في الانتخابات، حيث ان قوى الاسلامي السياسي بمختلف تلاوينها من أقصى يمينها الى يسارها ستلتف حول مرشح الاخوان،وقد اعلن السلفيين موقفاً يدعم هذا الخيار،أما من سيجد صعوبة في حسم خياراته فهم انصار التيار القومي والناصري،حيث أنهم هم من قاد الثورة على النظام القديم وبالتالي أي دعم منهم لمرشح النظام،فهو يبدو خيانة  للثورة التي قادوها وتنكر للشعارات التي رفعوها،وبالمقابل فهم ضد الدولة الدينية وكذلك فالاخوان هم معادون للقومية والناصرية اكثر من عدائهم للنظام السابق،وبالتالي من المرجح ان يواجه العلمانيون مشكلة في دعم مرشح الأخوان،حيث أنهم رفضوا  ان يكون نائب الرئيس من التيار القومي فيما لو دعموا مرشحهم لانتخابات الرئاسة.
ان جولة الاعادة ستشهد حالة من الاستقطاب السياسي والطائفي،وتلك الحالة قد تدخل البلد في أجواء غير سوية وربما تنفجر الاوضاع على نحو يدفع بالبلد الى حالة من عدم الاستقرار والاحتراب الداخلي،فالنظام والعسكر لن يتخلوا عن الحكم بسهولة،فهذه معركة كسر عظم ومصالح،ستجند فيها كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة،واذا ما شعر النظام بأن الفوز في هذه الانتخابات سيكون لصالح الاخوان المسلمين،فإننا قد نكون امام انقلاب عسكري يلجأ اليه العسكر،ولنا تجربة مثالة امامنا في الانتخابات الجزائرية عام 1991،حيث تدخل العسكر من أجل منع سيطرة الاسلاميين على البرلمان والحكم،والنتيجة كانت حرب مدمرة دفع فيها الشعب الجزائري ما لا يقل عن 200 ألف قتيل وأكبر منهم جرحى،ناهيك عن ما تسببت به تلك الحرب من خسارة اقتصادية كبيرة للبلد وتراجع عالي في نسبة النمو الاقتصادي،وما يثير مثل هذه المخاوف،هو تصريح رجل الأمن القوي  في النظام السابق عمر سليمان،والذي قاد المطبخ السياسي للعسكر وفلول النظام في المعركة الانتخابية الحالية،لجريدة الحياة اللندنية بأن اختيار الشعب المصري لمرشح اسلامي للرئاسة،قد يعني انقلاباً عسكرياً،وهذا التصريح بحد ذاته تهديد واضح للشعب المصري.
وثمة ملاحظة هامة تقال بالنسبة للتيار الثوري او القومي بحقه،هي غياب التنظيم والقيادة للثورة،فلا عقل قيادي ولا رأس مدبر ولا هوية فكرية واضحة او حتى استراتيجية ورؤيا سياسية،وهذه عوامل هامة في عدم تقدم من فجروا الثورة وقادوا،لكي يقطف ثمارها المتسلقون والانتهازيون من قوى الظلام والاثيوقراطية الدينية،أو قد يتمكن النظام السابق من لملمة صفوفه والعودة الى الحكم من بوابة الانتخابات،وهنا سيكون الوضع جداً خطير،حيث أن النظام سيعيد انتاج نفسه على نحو أسوء من السابق،وسيصفي حساباته مع كل الذين تمردوا عليه وقادوا الثورة ضده تحت حجة ذريعة اعادة الامن والاستقرار.
لا نستطيع القول بأن مصر لا تتغير،بل التغيير قادم،ولكن ما نأمله ان يكون تغيراً ايجابياً،تغير يقود مصر الى استعادة هيبتها وكرامتها وعزتها ودورها القيادي عربياً واقليمياً ودولياً،فمصر لها تاريخها العريق،مصر ان قامت قام العرب،وإن نامت نام العرب،مصر عبد الناصر نحن نراهن  على ان تستعيد هذا الدور،من خلال حمدي الصباحين وغيره من قادة الثورة المخلصيين،فمصر التي انطلق منها محمد علي باشا في عام 1860 من أجل اقامة وحدة عربية شاملة وبناء مشروع قومي عربي،ومن بعده جاء الرئيس الراحل القائد الكبير جمال عبد الناصر ليقود هذا المشروع، المشروع الذي يشكل خطراً على القوى الاستعمارية ومصالحها في المنطقة وبالذات دولة الاحتلال الاسرائيلي،تعرض للأجهاض والتصفية على يد تلك القوى وادواتها المأجورة عربياً،نأمل أن يحقق نجاحات جدية هذا المشروع في ظل حالة الانكشاف لمشروع الحركات الدينية على المستوى العربي، ومحاولة الأنظمة البائدة أن تعيد انتاج ذاتها،والعودة للسيطرة على رقاب شعوبها ونهب خيراتها ومصادرة حرياتها وتكميم افواهها.

الاخوان المسلمون طوق سيطبق علي رقابكم حتي الموت/ سلوى احمد‏


من ابرز المطالب التي نادي بها الشعب في الخامس والعشرين من يناير هو مطلب الحرية , خرج الشعب وعرض الوطن لكل المخاطر التي نعاني منها اليوم مطالبا بهذا المطلب , خرج الشعب وسقط من المصريين عدد ليس بالقليل منذ تلك الاحداث الي اليوم من اجل الحرية  التي كان يتمتع بقدر ليس بالقليل منها ,واليوم وبعد كل ذلك اري الشعب وهو يسلم حريته لجماعة ذات فكر محدد لا تقبل الحيد عنه او الخروج عليه  جماعة لن تسمح لك بان تخالفها وان فعلت فانك بذلك تكون قد خرجت علي الشريعة و لابد ان يطبق عليك الحد .

وهنا اتعجب هل فعل الشعب كل ما فعل ليمكن جماعة الاخوان المسلمين من تملك السلطة في مصر , هل فعل كل ما فعل لتحقق جماعة الاخوان حلمها الذي طالما راودها لسنوات , ان تلك الجماعة اذا اعتلت كرسي الحكم فلن يزحزها شئ عنه مهما كان الثمن حتي وان سالت دماء المصريين انهار علي ارض الوطن .

عندما خرج بعض من افراد الشعب مطالبين  الرئيس مبارك بترك   الحكم لم يقف الرئيس امام هذا المطلب الذي  لم يمثل ارادة شعب بل  مثل ارادة بعض من افراد الشعب ولكنه ورغم ذلك خضع لهذه الارادة وترك الحكم وتخلي حقنا لدماء المصريين اما اذا حدث وتولي الاخوان المسلمون الحكم  فلن تردعهم ارادة الشعب باكلمة حتي وان خرج كل افراده  من المنازل والبيوت .

ان تلك الجماعة هدفها تفتيت الجيش والانتقام من الشرطة وتكوين مليشيات مسلحة , تلك المليشيات التي تدين لهم بالولاء والطاعة فلن تقف يوما بجانب الشعب كما فعل الجيش وقائده الاعلي, الجيش  االذي  كان يحيط بالميدان يحمي من فيه ويؤمن الاعتصامات فينام المتظاهرون  ومن حولهم المجندين  ساهرين  علي حراستهم, لن نري هذا المشهد بل سيذبح المصريون كالشياه في الطرقات اذا خالفوا الجماعة او حاولوا الانقلاب عليها .

ان مصر ستعود معهم سنوات الي الوارء انهم كالطوق الذي سيطبق علي رقبة الوطن حتي الموت , فهل سيفيق المصريون او ياخذهم العناد الي هذا الطريق الذي يحمل لمصر ايام سوداء ومستقبل مظلم , وخطر لا يعلم مداه الا الله
الكاتب \سلوي أحمد

المرارة والقلق والخيبة من الدولة نقلها المغتربون إلى البطريرك/ المهندس حميد عواد

اكاديمي باحث في الشؤون اللبنانية.
بكركي هي حصن الوطن وملاذ المواطن وقطب حج روحي يجذب اليه تطلعات مسيحيي المشرق وانطاكية الذين، اضافة الى منائر كنائسهم، يرنون الى منارته ليستمدوا مزيدا من الايمان والقوة والرجاء. مهابة بطاركة هذا الصرح الكنسي العريق تشع من تقواهم وتفانيهم في خدمة رسالتهم وتفيض من شجاعتهم وغني معارفهم وتطفو من عمق ايمانهم الوطيد بالله وبالوطن. سيرهم دمغت تاريخ الكنيسة ولبنان بدمهم وتضحياتهم وحكمة تدبيرهم وجلل انجازاتهم، فقد رافعوا في قضية سيادة نواة الكيان الوطني امام السلاطين ودافعوا عن رعيتهم عند هجوم الغزاة وافتدوا ابناءهم بأرواحهم.
كما ساهموا في صوغ تفاهم اللبنانيين وفك خصاماتهم وساعدوهم على النهوض من كبواتهم وحضوهم على صب ولائهم نحو خدمة وطنهم وساهموا في ارساء ميثاق وطني ضمن هيكل نظام ديموقراطي نفحوا فيه روح التسامح ونبل رسالة التعايش الانساني الحضاري ودافعوا عن هذه الهوية النموذجية الفريدة في المحافل الاقليمية والدولية.
بالامس (آذار 2001) زارنا غبطة البطريرك صفير مطلقا صيحة "دولة الظلم ساعة ودولة الحق حتى قيام الساعة!" بعد اطلاق نفير سحب القوات السورية من لبنان عبر بيان مجلس المطارنة الموارنة في ايلول سنة 2000 ليُتبعهما بزيارته التاريخية للجبل (4 آب 2001) لابرام المصالحة المسيحية – الدرزية مع زعيمها.
واليوم يزورنا خَلَفه غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ليطلع على احوالنا وليحفزنا على شد اواصر ارتباطنا بالكنيسة الام ودوام تواصلنا مع اهلنا والى التضامن والانخراط في مسيرة الشركة والمحبة التي جعلها شعار خدمته وشرعتها والتي يثابر على تجسيدها في جمع القيادات المسيحية والتلاقي مع بقية القيادات السياسية والمراجع الروحية لتعزيز الوئام.
نشارك غبطته القلق جراء استمرار نزف الهجرة من لبنان وخسارة المسيحيين اراضيهم بسبب "تهافت" فئات على شرائها بأسعار مغرية او حتى تزوير عمليات بيعها في سعي الى تطويق مناطق انتشارهم وقضمها مما يشكل عمليات تهجير منهجية تطعن صلب العيش المشترك.
كما نشاركه المرارة من نزوح مسيحيي الشرق بسبب انفلات تيارات التطرف وارتكابها اعمال اضطهاد وتنكيل وعنف وقتل ضد من يخالف غيَّ أتباعهم. ونطرح الصوت على ذوي الشأن ان يجترحوا علاجا لهذا الشذوذ ونثني على جهود غبطته في سياق الدعوة المفتوحة لعقد مؤتمر يجمع القيادات الروحية في الشرق الاوسط لمناقشة تنفيس الاحتقانات الدينية والمذهبية وتصويب الانجرافات وترسيخ الالفة.
وفي الوقت نفسه ندين عنف الحكام المستبدين ونستهجن ادعاءهم حماية الاقليات ونؤيد التغيير السلمي للأنظمة الاستبدادية الى بدائل ديموقراطية متطورة عبر انتفاضات الشعوب الرازحة تحت الظلم. إن شؤون الاهل وشجونهم في الوطن وتعثر مسيرة التعافي تقلق المغتربين التواقين الى العودة الى ربوعه، لذا هم يدمنون على تتبع اخباره ويبذلون قسطا وافرا من ايراداتهم لانتشال اهلهم من الضيق وتحصينهم من تسرب اليأس إلى نفوسهم ودعم مقاومتهم إغراءات بيع أراضيهم، كما يجيِّرون روافد من نفوذهم في دول إقامتهم لدعم نهوض الدولة في ارض الجذور. انتخابات نيابية مهمة تقبل على اللبنانيين وهم ما زالوا يرزحون تحت عبء ظروف شاذة ومعطلة. والمغتربون يشعرون بالمرارة والخيبة والغضب لعدم استواء الاوضاع في مجاريها الطبيعية.
فيما التلكؤ مستمر في صياغة قانون انتخابي ضامن لامانة التمثيل وتُرصد مراوغة في اتخاذ التدابير التطبيقية لاتاحة مشاركتهم في الااقتراع عبر السفارات والقنصليات في بلدان انتشارهم تتلطى بذرائع واهية لحرمانهم حقا ثُبّت قانونيا في المجلس النيابي والحكومة اثر إلحاح عنيد من جالياتهم.
فحذار التلاعب في صحة العملية الانتخابية او احباط فرصة ممارسة هذا الحق اذ اننا مصممون، عند حصول اي خلل، على الطعن في نتائجها بالتنسيق مع الكتل السيادية داخل الوطن.
االمغتربون هم الجناح الطليق الحركة والقوي والمرن الذي يرفد الجناح المقيم ليحلق الوطن في اجواء الحرية والعزة والرفاه، وحق لهم نصرة اهلهم عبر مشاركة فاعلة في رسم مسار الوطن الساكن في وجدانهم والحاضر ابدا في بالهم.
ووصيتهم لاخوانهم المقيمين ألاّ تشوش الضوضاء صفاء فكرهم ومشاعرهم كي لا ينحرفوا عن سكة الضوء. وان يتشبثوا بأرضهم وقيم تراثهم ويتعاونوا على عمل الخير وصد الاذى عن لبنان وان يدركوا اهمية اختيار ممثليهم في البرلمان ويحكّموا ضمائرهم فلا يتحولوا بيادق يُنتخب بها دمى، بل يركزوا بصرهم وبصيرتهم على كفاءة المرشح واستقامته ونزاهته وعمق التزامه الوطني ومدى تعلقه بالنظام الديموقراطي وحرصه على الحريات والسيادة والاستقلال.
لان الشجرة المثمرة تُرشق بالكثير من الحجارة والاجواء المحيطة محمومة، تكاتفوا وسيّجوا شجرتنا الخصيبة والباسقة يا احرار لبنان واحموه من السموم والامراض والقوارض.

نرى القصور حلما والمال مطلبا والجنس رغبة ونزوة والاله جنة وجهنما/ ميساء ابو غنام

اوقات تمر بلا معنى نسعي في حينها للخلاص....افكار تترنح بين ماضي وحاضر ومستقبل،تشعر في لحظات متفاوتة بعشق يجتاح روحك لتمسك الحياة ببصيلات شعرك وتسير نحو مستقبل السعادة الى جنة البقاء والطموح والتألق والوجود وفي لحظات اخرى يستدرجك الموت لتصبح اسير زنزانته متمنيا الدخول في عالمه طريقا نحو الخلاص.
من انت ولماذا جئت ومن سبب مجيئك،لا تعرف ماذا تفعل وتغفل احيانا عن تفاصيل وجودك...تسير طفولتك امام عينيك جسرا متكسرا ومزيج من الحب والامل والخوف المبرر في لحظات وحدتك وانت تنادي ماما الغائبة في ليلك الحالك،ما اصعب لحظات الاختباء تحت السرير او وراء الباب او حتى تحت لحاف منامك لتتدارك طفولة فقدت في اجمل لحظاتها بريق الحياة،حين كان الصراخ مخنوقا وحين كانت الاحلام كابوسا تسير فيه عاري القدمين على اسفلت شارع بيتك،يلاحقك هذا الحلم مرارا وتسيقظ على قدمين قد لسعت من حرارة الارض في عز الصيف،تكبر وتكبر احلام اليقظة لتعيشك في واقع غير واقعك،تتحدى الزمان والمكان والاشخاص والقدر لتقنع ذاتك انك قادر على تغيير المصير المحتوم.
تكبر ونكبر وما زلت تردد بداخلك ان القادم احلى واجمل واروع وانقى،تفتح ذراعيك وتستنشق هواء انت تعلم مدى تلوثه لتقنع ذاتك انه مسموم،نتخلص من اعباء كانت ولسنوات طويلة عنوان دمار فشل،تتسلق على عناوين رنانة وتدق ابوابا وتصرخ امام ابواب بصوتك المخنوق....تذبل دموع عينيك ويصبح الكتاب صديقك والقهر حليفك والظلم عبادة تصلي بها ركعات دينك واهات ورنات المك تبكيك صامتا تنزف دما مع كل اطلالة شمس........
احيانا نخوص في اعماق ذواتنا نبحث عن مكامن ارواحنا.....نضحك ونبكي ونصرخ ونفرح ونحزن،نكسر ونبني خلايانا وانسجتنا وحينما ننظر الى ملامحنا نرى صمتا متفجرا وركودا وحالة بركان داخلي يفجرنا احيانا ويقتلنا احيانا اخرى ويعيدنا للحياة في لحظاته النادرة.
كم هي صعبة هذه هذه الحياة....حينما ترى ذاتك منفردة متألقة بعيدة عن كل محرمات الحياة،نقنع انفسنا احيانا بأن الموت بعيد وان حياتنا حتمية،نرى البقاء الازلي لهذا الجسد ولهذه الروح ونبدأ باللهث وراء اقلامنا وادمغتنا ونتمتع بنزوات الحياة ونزوات الجسد،نحب ونعشق ونكذب وننافق ونعجب بالمغريات ونرى القصور حلما والمال مطلبا والجنس رغبة ونزوة والاله جنة وجهنما....
ههههه......كم نحن تفها ما اقصر الحياة وما اقرب الموت ولربما ما اجمله حين يسد الافق امامك،تعمل وتعمل وتبحث وتقتني نزوات الجمال لترى السعادة وبعد فوات الاوان تراها في داخلك وفي قبلة تحت ضوء قمر على ناصية شارع....الله على غبائنا حين نعرف قيمة الحياة ومتعتها في لحظة الفراق والوداع،في لحظة انهيار طاقتك وروحك تتعارك مع الموت.
قدرك ليس حتمك...........قدرك هو انت حين تحب وتكره،حين تموت وتعود للحياة،حين تفتقد للامان في لحظة شعورك بالامان.فلنعد الى ذاك المكان وذاك الحضن لنبي عمرا لا تخترقه السنين

مسرحية الإنتخابات السورية/ جمال قارصلي


ما يميز الإنتخابات التشريعية السورية عن غيرها في كثير من دول العالم بأنها لا تجلب معها أية مفاجآت, لأن نتائجها معروفة سلفا, والجميع يعلم بأن ما يحصل من نشاطات ومناظرات وحملات إنتخابية وجدال ومشاكسات كلها تنضوي تحت عنوان "المسرحية الإنتخابية". أسماء أعضاء المجلس "التشريعي" الجديد هي معروفة للسلطة ولكثير من المهتمين والمراقبين وذلك قبل أن تبدأ عملية الإنتخابات. هذا يعني بأن الإنتخابات التشريعية في سورية حقا تحصل بشكل "توافقي" لأن السلطة عودت الشعب ومنذ خمسين عاما على أن لا يتجرأ أحدا على "إقتحام" عتبة مجلس الشعب إن لم توافق عليه "القيادة" مسبقا وهذا ما شاهدناه اليوم أثناء إنعقاد الجلسة الإفتتاحية لهذا المجلس.
ما يحصل في سورية من إنتخابات هو مسرحية جديدة-قديمة ومكررة, يعرفها الشعب وإعتاد عليها وهي  هزلية ورديئة ومن كثرة ردائتها تظل الضحكة في الحلق محبوسة والبسمة تخاف من الظهور على الشفاه وأصبح المواطن السوري يستبدلها بدموع قد حفرت أخاديدا على مقلتيه. منذ زمن بعيد فقد المواطن السوري ضحكته الصافية النابعة من القلب وإستبدلها بأخرى صفراء أو ببسمة خجولة باهتة, بالرغم من أنه يبحث عن الفرحة ولو للحظات قليلة لأنه أصبح بأمس الحاجة إليها لكي ينفس عن همه وكربه بسبب ما يحصل في بلده من مآسي وويلات ومهازل. المواطن السوري كان يخاف من أن تدوم هذه "المسرحية الإنتخابية" طويلا مثل ما حصل في الإنتخابات العراقية الأخيرة والتي تم الإعلان عن نتائجها بعد مرور تسعة أشهر وكان السبب هو بأن في العراق الشقيق كذلك يوجد إنتخابات "توافقية".
الإنتخابات التشريعية السورية مبنية على قاعدة غير صحيحة وهي الدستور الذي تم التصويت عليه قبل أسابيع قليلة (26.02.2012) والذي تم تفصيله على مقاس السلطة الحاكمة وهو مليء بالثغرات والفجوات الكبيرة. منذ عقود طويلة وإلى يومنا هذا لا زالت ذات السلطة الحاكمة في سورية وحدها التي تخطط وتقرر وتنفذ وتمنع وتسمح وتوافق وترفض وتغير وتبدل كما تشاء.
تمت الإنتخابات الأخيرة تحت ظروف في غاية من الصعوبة. فوضع البلاد الآن يشبه بالحرب الأهلية. مع غروب شمس كل يوم يسقط في سورية العشرات من الشهداء ومدن البلاد مقطعة الأوصال والتنقل بينها محفوف بالمخاطر الكبيرة وعدم تمكن عدد كبير من مواطنيها من المشاركة فيها بسبب الأوضاع الراهنة وقسم كبير منهم أصبح من عداد المهجرين أوالنازحين أو المعتقلين وإضافة إلى ذلك مقاطعة بعض الأحزاب والقوميات السورية لهذه الإنتخابات وإنسحاب بعض الشخصيات منها وعدم وجود مراقبة دولية على الإنتخابات. هذه العوامل مجتمعة ترسم لنا الصورة الحقيقية للوضع الراهن في سورية وهي مؤشر خطير على عدم جريان العملية الإنتخابية بشكل نزيه. إضافة إلى ذلك هنالك عامل هام جدا وهو عدم جدية السلطة في العملية الإصلاحية التي تطبل وتزمر من أجل ترويجها ليلا نهارا, لأنها تريد بهذا أن تُلَبّسْ نظامها الديكتاتوري, والذي بواسطته تحكم البلاد منذ عشرات السنين, ثوبا ديمقراطيا له شكل إصلاحي وبدون أن تغير أي شيء في طريقة حكمها. وهي تلجأ إلى التلاعب والإلتفاف على الإنتخابات لكي تظهر للعالم بأن ما يحصل في سورية هو شيء طبيعي وأن الناخب هو صاحب القرار النهائي. كثير من البعثيين والمقربين من السلطة تم دسهم بين مرشحين قوائم أخرى غير بعثية. بهذه الطريقة وصل هؤلاء المندسون إلى سدة البرلمان تحت قوائم مختلفة وهكذا أدخلت السلطة جماعتها إلى مجلس الشعب وبنسبة كبيرة ربما تتجاوز ثلاثة أرباع أعضائه. على سبيل المثال أصدرت السلطة السورية قوائم إنتخابية مشتركة لمرشحين بعثيين ومستقلين في ثلاثة محافظات وهي حمص وإدلب وريف دمشق وكانت هذه القوائم كاملة ومغلقة وكل من كان إسمه على هذه القوائم تم إنتخابه كعضوا في مجلس الشعب وما حصل في المحافظات الأخرى ليس بعيدا عما حصل في هذه المحافظات الثلاثة والتي سكانها يعادل ثلث سكان سورية كاملة.
هذا التصرف من قبل السلطة في سورية هو دليل واضح بأن الفاسد لا يستطيع أن يصبح مصلحا بين عشية وضحاها مهما حاول لأن هذه السلطة ورجالاتها ترعرعت وكبرت على مدى عقود طويلة على ثقافة الفساد فأصبحت هي كذلك فاسدة ولا يمكنها أن تقوم بأي دور إصلاحي. وحتى لو أرادت أن تقوم بذلك فهي غير قادرة على هذه المهمة وأسهل لها بالف مرة من أن تخرج من الحنظل السكر أو أن تصنع العسل من البصل أو العمبر من الجزر.
المجتمع السوري يعلم بان هذه الإنتخابات ستنتج مجلسا مليء بالمصفقين والمتملقين وأغلبهم من مسيرين للمعاملات وطالبين للإستثناءات من الوزارات, أي يعني في النتيجة سيكون هنالك كالعادة مجلس منقوص السيادة وحتى في أكبر مهامه الأساسية وهي مهمة التشريع التي لرئيس البلاد صلاحيات تشريعية أكثر منه.
ربما حصل شيء من التغيير في شكل وطريقة الإنتخابات في سورية ولكن النتيجة لم تتغير وبقت كما كانت عليه سابقا وما حصل هو فقط عملية إستنساخ لمجالس الشعب السابقة ولكن بطريقة إخراج مسرحي مغايرة. حال مجلس الشعب هذا ستكون كحالة المجالس السابقة, لأنه في الحقيقة لم يتم تشكيله من أجل التشريع وسن القوانين بل من أجل تمرير كل ما يريده الحاكم ورجالاته من قرارات وأفكار إرتجالية.
الحال في سورية وصل إلى حد لا يطاق من الخطورة وأصبحت البلاد تمر بمحنة عصيبة للغاية ولا أحد يستطيع أن يتنبأ إلى إين ستصل بنا هذه الحالة في آخر المطاف لأن كل الإحتمالات واردة, من الحرب الأهلية والتي هي شبه دائرة الآن إلى حرب إقليمية ومن ثم إلى تقسيم البلاد وربما ستصل بنا هذه الحال إلى ظروف أشد مرارة وقسوة مما نستطيع أن نتصوره. السلطة الحاكمة تتحمل القسم الأعظم من المسؤولية إلى ما وصلت إليه البلاد لأنها لم تقتنع إلى يومنا هذا بأن التغيير أصبح لا بد منه وأن ما تقوم به من مناورات وتحايل وإستهتار بعقول الشعب السوري لا يمكن ان ينطلي على أحد وأن كل ألاعيبها وبهلوانياتها مكشوفة حتى على الأطفال الصغار.
سورية تحتاج إلى مرحلة إنتقالية لمدة عامين كما هو الحال الآن في اليمن, والتي خلالها يتم تشكيل لجنة دستورية مؤلفة من كل ألوان الطيف السياسي في البلاد ومن هذه اللجنة الدستورية تنبثق لجنة خاصة تضع قانونا للأحزاب وأخرى تضع قانونا للإنتخابات وبعدها يتم التصويت عليها جميعا. التكتلات السياسية والتنظيمات والأحزاب التي تتشكل خلال هذه المرحلة تكون قد نضجت وبرزت على الساحة بقوة وأصبح لديها خبرة وتجربة سياسية تستطيع من خلالها أن تخوض الإنتخابات التي ستتم بعد هذه المرحلة الإنتقالية. الشعب السوري تنقصه الخبرة السياسية لأنه كان محروم من كل أنواع النشاط السياسي الديمقراطي الحر لمدة عقود طويلة إلا ما توافق عليه السلطة الحاكمة.
كل ما يحصل الآن في سورية تحت مسمى "الخطوات الإصلاحية" ترفضه أغلبية المجتمع السوري لأنها تتم تحت هيمنة السلطة الحاكمة والتي هي الخصم والحكم بآن واحد وما قدمته هذه السلطة للشعب السوري من "إصلاحات" هو شيء مُفَصّلْ على مقاسها الخاص وأولها مجلس الشعب الذي تم إنتخابه قبل أيام قليلة وكذلك الدستور الذي تم الإستفتاء عليه مؤخرا.
الإنتخابات التشريعية التي حصلت في سورية هي مهزلة ومسرحية بائسة تدعو للشفقة على كل من ساهم بتنفيذها. لا أعلم هنا هل تحق التهنئة أم يحق العزاء للشعب السوري على هذه "الإنجازات العظيمة". في حقيقة الأمر ما حصل هو شيء مضحك جدا إلى حد أن الضحكة أصبحت تخجل على حالها وكاتب هذه الحروف لا زال يحاول أن يبتسم ولكن بدون جدوى.
تقف سورية الآن على بُعد أمتار قليلة من الهاوية وفرص إنقاذها تضمحل وبشكل متسارع. الوضع أصبح لا يحتمل كثيرا والمطلوب الآن من جميع الأطراف المتنازعة خطى شجاعة مليئة بروح التضحية والتسامح والتنازل والتوافق من أجل إنقاذ الوطن. إضافة إلى ذلك نأمل من كل الشعوب والحكومات المجاورة والصديقة للشعب السوري الوقوف إلى جانب هذا الشعب بصدق وإخلاص بعيدا عن المصالح الخاصة الضيقة وبعيدا عن عملية تصفية الحسابات مع دول أخرى على الأرض السورية. الجميع عليه أن يعلم بأن الكارثة الآتية لن يسلم أحدا منها لأن لهيب نارها ستصله أينما كان. فما علينا جميعا إلا أن لا نفوت هذه الفرصة الأخيرة لأن بعد ذلك لن يفيدنا لا التأسف ولا الندم. ولكن هيهات لمن يفتح قلبه وعقله ويسمع وآمل أن تكون هنالك حياة لمن ننادي.

نائب ألماني سابق من أصل سوري    24.05.2012  


مصر جديدة ورئيس جديد/ رأفت محمد السيد


أيام قلائل ويسدل الستار على أهم إنتخابات تشهدها مصر لإختيار رئيسها القادم ، وأهم مايميز تلك الإنتخابات أنها تتم بإرادة شعبية كاملة ولأول مرة منذ ألاف السنين ، فهى بلا شك لحظة فارقة فى تاريخ مصرحيث يعود المصريين من جديد ليمارسوا حقهم المسلوب فى إختيار رئيسهم القادم – إن مصر العظيمة وشعبها ينتظرون وبشغف قدوم الرئيس الجديد فى أجمل عرس ديمقراطى ، هذا الرئيس الذين يتوسمون فيه الكثير والكثير لتحقيق أمالهم وطموحاتهم التى كانت بعيدة المنال طيلة عقود كثيرة مضت ، المهمة ثقيلة على الرئيس القادم وهى أمانة إرتضى أن يتحملها من أجل تحقيق حلم كل مصرى يحلم بمصر جديدة ، ولكن على كل مصرى أن يقف جنبا بجنب إلى جوار الرئيس القادم فنجاحه معلق بجهد كل مصرى وإخلاصه لرفعة هذا البلد العظيم، فالرئيس الجديد لايملك عصا سحرية لتحقيق أحلام المصريين وإنما يملك إرادة وعزيمة شعب عرف بها المصريون فى كل أنحاء العالم منذ قديم الأزل ، فلن تنهض مصر برئيسها القادم فقط وإنما نهضة مصر هى نهضة شعب بأكمله لتحقيق امل مصر الجديدة – حفظك الله يامصر وحفظ شعبك العظيم

تعددت الصحف والخبر واحد/ مأمون شحادة

شفيق يسقط الطائرة وأبو الفتوح يكره من يركبها
أخبار، أهرام، جمهورية، تعددت الصحف والخبر واحد، مانشيت إخباري يترأس صدر الصحيفة الاخبارية، بعنوان: “الفريق شفيق أسقط طائرتين إسرائيليتين”، و”أبو الفتوح يصف إسرائيل بالعنصرية”، وكأن متن الدعاية الاخبارية -عذراً منكم- اقصد الدعاية الانتخابية، لدى الطرفين تنحصر بين قصة “روبين هود” و”شعبان عبدالرحيم”، فالاول، على الرغم من اختلال الرواية بينه وبين روبين هود فهو ماهر بالاصطياد النظري، اما الثاني، وبحسب اغنية “شعبولة”: انا بأكره اسرائيل، فهو ماهر بالنظريات، وما بين النظرية والتطبيق تكمن قصة “الشاطر حسن” ورواية “مواعيد عرقوب”.
بما ان الفريق شفيق والسيد أبوالفتوح يستعملان اسرائيل شماعة لانتخاباتهم، ويؤكدان انها دولة تكن العداء لمصر وللأمة العربية، فمن الشجاعة والحكمة ان نتكلم عن اتفاقية كامب ديفيد، واتفاقية الغاز، والسفارة في قلب العمارة، وان نكون على قدر المسؤولية الممنوحة لنا من الشعب المصري، مع الابتعاد عن الشعارات الشعبوية التي اكلها الدهر وشرب منها، أرجوكم ارحموا مصر!!

داوود الشريان يعلن الغضب
اثناء مشاهدتي برنامج "الثامنة" الذي يقدمه الاعلامي داوود الشريان على قناة mbc، دهشت حينما سمعت ان عدد المصابين بمرض التوحد في المملكة العربية السعودية يبلغ اكثر من 170 الف حالة، وأخذت اضرب أخماس عقلي بأسداسه لدى سماعي ان المملكة لا يوجد بها مركزاً حكومياً متخصصاً لتأهيل هؤلاء.
اللافت في الحلقة ان داوود الشريان كان غاضباً من هذه الحقيقة المفجعة، ومن هذا الرقم التسلسلي الذي يفتقد حاضنة تؤهل مستقبله، في الوقت الذي يعلم فيه ان التوحد يغزو بلادنا العربية كسرب جراد يجتاح مفاصل مجالاتنا الحياتية، والامراض تعددت مفاهيمها، فالتوحد الوراثي استبدل بالتوحد السياسي، والشقيقة الصداعية استبدلت بالشقيقة السياسية، والانفصام النفسي استبدل بالفصام الوطني، والتنمية المستدامة تحولت الى تنمية تبحث عن ذاتها، والاصلاحات استبدلت بالمصطلحات.

الثقافة ليست بالدرجات العلمية
ان العلاقة بين الابتسامة والمكان المضحك، كالعلاقة بين المجتمع والخطأ التقديري، فاذا كنت مثقفاً في اي علم وجاء من هو اعلى منك درجة، بين قوسين متعلم، فكلام الأخير يسمع ولا يسمع كلامك انت، مع انه في غير تخصصه، واذا كنت تحمل درجة علمية في تخصص ما، وسئلت في فحوى ما تعلمت.... وأصبت، وجاء من هو اعلى منك درجة في تخصص بعيد عن تخصصك، فكلام الأخير يسمع ولا يسمع كلامك انت وكأنك لم تُصِب.
ان المجتمع العربي يعشق التعميم ويبتعد عن الخصوصية، ويعتقد ان حملة الدرجات العلمية العليا يعرفون كل شيء، في الرياضيات، في العلوم، في الفيزياء، في السياسة، في علم الاجتماع، حتى في الالحان والغنائيات، فالمكيال الثقافي لدى المجتمع اصبح مرتبطاً بالدرجة العلمية دون المضمون.
فكثير من فئات المجتمع لم تأخذ فرصة للتعليم، بسبب ظروف اقتصادية او اجتماعية او سياسية، ولكن مكنونها الثقافي عال جداً.

والده ارحم...
يحكى انه كان هناك احد الولاة يحكم احد الأقاليم، ولكن طريقة حكمه كانت مبدعة في اذلال الرعية، حيث امر جميع حراس قصره ان لا يدخل اليه احد من الرعية الا اذا صفع على خده الأيمن صفعة قوية، ولان كل الرعية مضطرون لمقابلة الوالي من اجل تسليك امورهم الحياتية، فقد ضرب كل الشعب على خده الأيمن من اجل ذلك.
بعد فترة من الزمن مات الوالي، وجاء من بعده ابنه الأكبر، فكانت اول قراراته تعديل ما كان يقوم به والده، وخصوصاً عملية استقبال الرعية في قصره، ذلك بان يصفع كل من يدخل الى القصر صفعتين على الخد الايمن والأيسر بدلاً من صفعة واحدة، فاصبحت الرعية بعد ذلك تترحم وتتذكر ايام والد الوالي الجديد وهي تقول: رحم الله والده فقد كان يصفعنا صفعة واحدة وكنا بالف خير، فيا حبذا لو تعود تلك الايام.
هنا يدخل التناقض “فكرياً”، رغم ان الرعية على زمن الوالي (الاب) صفعت على الخد الأيمن، وعلى زمن الوالي (الابن) صفعت على الأيمن والأيسر، فما هو الفرق بين الاثنين؟
ان الفرق بينهما هو “الرعية” لانها تهيم دائماً بالماضي وتنادي بالرجوع اليه، فبدلاً من ان تتخلى عن الماضي وتواجه الحاضر وتصححه لبناء المستقبل، عادت الى استخدام الماضي في مواجهة الحاضر.

نموت ويحيا الوطن
الشعارات كثيرة، أبرزها.. نموت ويحيا الوطن، ولكن! ما فائدة الوطن بدون شعب، فنحن لا نريد موت الشعب ليبقى الوطن، فالاجدر ان نقول: لنبني للانسان كرامة لكي يعيش في هذا الوطن، وما فائدة ان تكون مواطناً وكرامتك بلا عنوان.
نحن لا نريد ان يهون الوطن ولا نريد كذلك للانسان ان يهون، فدائماً الشعارات الكبير تبدأ مبالغاً فيها ثم تموت، اما الشعارات المتواضعة تبدأ صغيرة ثم تكبر، فمن الصعب بناء البيت من السقف، فالمعنويات العالية كالبدر المكتمل وهو يعلن الانتصار على العرجون القديم.

كاتب وصحافي من فلسطين
wonpalestine@yahoo.com

لحظة فارقة/ حسن سعد حسن

حانت اللحظة الفارقة فى تاريخ هذا الوطن العزيز.
حانت اللحظة الفارقة التى اشتقنا إليها، واشتاق لها الأجداد والأباء ولم يعيشوها
حانت اللحظة التى من أجلها أستشهد خيرة شباب مصر.
حانت اللحظة التى سنثبت من خلالها للعالم أجمع أننا أهل للحرية، وللديمقراطية
حانت اللحظة التى سنذهب فيها جميعاً إلى لجان الاقتراع لنختار ،ولأول مرة فى تاريخ مصر رئيسنا بإرادة حرة.
نعم وجب علينا الذهاب ولا كان منا غافل يصم العصر.
وجب علينا أن نحث الاّخرين من المتكاسلين، والمتواكلين ،والغافلين، والمتقاعسن إلى التوجه إلى لجان الاقتراع.
علينا الذهاب ،وكلنا أمل فى مستقبل جديد نصنعه بإرادتنا بعد إرادة المولى عز وجل
وجب علينا الاختيار، وبعقلانية لا بالعاطفة
فالعاطفة وحدها لا تصنع مستقبل أمه فى لحظة فارقة إما أن تكون أولا تكون
أخى الكريم الحبيب جنب عاطفتك فى تلك اللحظة
علينا اختيار من له القدرة على حمل الأمانه ويالها من أمانة، وحمل ثقيل لا يضيقها إلا أصحاب العزيمة الصادقة والرأى الحر الذين يعملون من أجل مصر نعم مصر فقط .
أصواتنا أمانة فى أعناقنا ،وأغلى من حياتنا ولا تقدر بثمن.
صوتنا كرامتنا ،وعزتنا، وشرفنا ،ومستقبلنا القادم الجميل.
علينا أن نكون على قدر المسئولية فى هذا اليوم.
وأن نحافظ على وطننا ،ولا نترك فرصة لمن يريد إفساد هذا اليوم التاريخى
علينا أن نكون يداً واحدة مهما اختلفنا فيمن نريده رئيساً فالاختلاف سنة الحياة ولكن هدفنا واحد ومقصدنا نبيل وسعينا جميعاً مكلل بالنجاح
علينا أن نتحلى جميعا ً بروح 25 يناير
علينا أن نعلم أن اختيارنا فى هذا اليوم سيرسم طريقنا لسنوات قادمة وسيتوقف عليه الكثير والكثير من أمورحياتنا بداية من الطعام ،والشراب مروراًبحرية الكلمة والرأى، والإبداع، ومكانة المرأة ،وحقوقها ،والخدمات المختلفة من تعليم ،وصحة وعلاقات خارجية ،واستثمار يرقب ،ويترقب ليرى من القادم
وماذا يحمل فى جعبته من أفكار.
عليك أن تعلم أن مستقبل الوطن ليس مغامرة ،ولا مقامرة
وأن مصر ليست حقلاً للتجارب
هذا يوم مصر يوم رد الجميل للشهداء
هذا يوم امتحان لأمة بأكملها
ويوم الامتحان يكرم المرء أو ..............

بروتوكولات الهدايـا الدبلوماسية/ صبحة بغورة

العمل الدبلوماسي حقل شاسع من ألغام الكلمات والابتسامات والمصافحات لا يمكن لأحد أن يضمن بعض صدقها أو تمام زيفها ، وينصرف الأمر نفسه إلى الصور التذكارية الجميلة أو تلك الملتقطة خلسة لجمع من الدبلوماسيين خلال مناسبة ما ويكون قد ظهر فيها مسؤولين من بلدين بينها عداوة فهذا الظهور يثير شهية الكثيرين من المتابعين لمحاولة تفسيره بما يخالف حقيقته كما قد يجري تضخيمه بأكثر مما يحتمل ، والعمل الدبلوماسي كذلك مساحة مترامية الأطراف من الأفعال و ردود الأفعال التي قد تكون تارة متوافقة ومنسجمة فتحيل هذه المساحة جنة وذلك إلى حين ، أو قد تكون تارة أخرى متعارضة ومتنافرة فتجعل من هذه الساحة حلبة صراع لفظي جهنمي قد يحمل ما يحمله من عوامل التوتر الدولي و ذلك إلى حين أيضا ، وفي الحالتين سنلمس ما يمكن أن يكون معبرا أصدق التعبير عن ما بلغه مستوى الفكر الإنساني من خلال طبيعة نظرته إلى قضايا عصره ومدى ما اكتسبه من مهارات التعامل معها بين اللين والشدة سواء مع المتغير من الظروف أوالمستجد من المعطيات وفي الحالين أيضا سيكون كل شيء مقدر بحساب دقيق فلا إفراط في إظهار جانب الليونة دون مبرر يستدعيها والتي معها قد تضيع الحقوق والمصالح وسط زحمة المجاملات ، وكذلك لا مجال ينبغي أن يكون للمبالغة في إظهار جوانب من الغلظة المنفرة غير المستندة لسند يقتضيها التي ليس من شأنها سوى غرس مشاعر العداوة وخلق أجواء القلق والاضطراب ، إذن لا شيء متروك للنوايا فقط أو مرتبط بحسن الظن المسبق الذي يعكس عمى البصر و البصيرة عن حقائق الأمور أو العيش دوما تحت وطأة هاجس التخوف والبقاء باستمرار في دائرة عقدة المؤامرة .
تعد طبيعة مواضيع لقاء دبلوماسي معين و الأفكار الرئيسية التي سيتناولها محددا أساسيا لمستوى النقاش الدائر حولها وهذا المستوى سيحدد إطارا سميكا حول مجال الحوار بما يتضمنه من عبارات و ألفاظ مرتبطة بتحديد موقف وبما يكتنفه من أحاسيس و مشاعر منها ما يسمح بالتعبير عنها ومنها ما لا يجوز إظهارها لتجنب الوقوع في فخ فرحة تغري الآخر على التصرف بشكل انتهازي أو على الأقل يعقبها مسعى استغلالي ، أو لتفادي السقوط في هوة غضبة قد تفسد ما كان يمكن معالجته بقليل من الصبر والتأني أي بشيء من الحكمة والمهارة في إخفاء المشاعر.
إن إخفاء حقيقة المشاعر مهارة أساسية يتطلبها العمل الدبلوماسي ولا يعني هذا " نفاقا " فليس المطلوب الابتسام أمام العدو و إظهار علامات الغيظ أمام الصديق ، والمعنى المباشر لها هو التحكم في الأعصاب و المشاعر في حالات الغضب و الفرح ، ويعتبر الاتصال الدبلوماسي المباشر في مختلف المحافل و المناسبات هو المحك الميداني لهذا الامتحان النفسي ، وعلى قدر السنين الطوال من التجارب تكون الخبرة وتكون القدرة التي قد تبلغ حد التحكم في رعشة مقلتي العين أمام المواقف المحرجة وتعبيرات الوجه أمام التصرفات الطارئة ، فضلا عن الوقفة التي تعني عشرات المعاني و أيضا حركة اليدين أثناء الحديث ...
ولعل من دواعي تلطيف أجواء اللقاءات الدبلوماسية ما يدعي بتبادل" الهدايا الدبلوماسية " التي من شأنها تعميق مشاعر المحبة والتقدير ، فالتهادي سلوك إنساني راق ، ونوع من التعبير عن الشعور الايجابي تجاه الآخرين فيؤلف بين القلوب ، وللهدية أكثر من معنى ، وتعكس أكثر من مغزى وتحمل ما تحمل من رمز ، والهدية تربط بين الأشخاص بروابط المحبة و السلام لأنها تحمل في مضمونها مشاعر المودة و الاحترام ، ويعتبر تبادل الهدايا في المناسبات السعيدة تقليدا اجتماعيا راقيا يقوي أواصر الصداقة بين الأصدقاء كما تقوى بالقدر نفسه روابط الأخوة و الانتماء بين أفراد العائلة الواحدة ، ويراعى أن يكون للهدايا الدبلوماسية مناسبات تبررها حتى يكون لها الوقع المأمول منها ، فمن المعلوم أن تحديد نوع الهدية والتوقيت المناسب لتقديمها فن له أصول ، ولما كانت الهدية وسيلة من وسائل إفشاء المحبة و توثيق الصلات الاجتماعية بين الناس عموما فهي مستحبة في كل الأحوال ، و الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام كان لا يقبل الصدقات ولا الهبات أو الزكاة لكنه كان يقبل الهدية لأن التهادي يولد آثارا طيبة سواء في نفس مقدمها الذي تغمره مشاعر الانشراح حال تقبل الطرف الآخر هديته لأنه معناه تقبل أحاسيسه ومشاعره فيما تكون مشاعر المهدى إليه عظيمة لأنها تعني إكرام وتقدير من أهداه ، ولعظم مكانة الهدية في الإسلام يجوز تبادلها بيم المسلم وغير المسلم وفي هذا ترجمة عملية على محاسن الإسلام و سماحته ، وللهدية بعدها المادي و المعنوي ، ولها بشكل عام معاني كثيرة في العلاقات الإنسانية وهي أفضل مختزل للمشاعر والأحاسيس لأنها تعكس أحاسيس مهديها أو وجهة نظره ، ولضمان أفضل ترجمة عن الأحاسيس كانت مسألة اختيار شكل الهدية أو حجمها وقيمتها أو لونها أو طريقة تقديمها ، والمتفق عليه أن الهدية رمز يثير مشاعر في نفوس الناس على حساب حالتهم المزاجية و النفسية لذلك فمن الضروري تحين الوقت المناسب للتهادي مع مراعاة نوع الهدية التي تليق بالشخص و تتفق مع المناسبة .
من الطبيعي أنه بحسب طبيعة المناسبة يكون مستوى الهدايا ، فالتحاق سفير دولة لدى دولة أخرى هو مدعاة لمبادرة هذا السفير بعد اعتماده إلى إجراء اتصالات بكبار المسؤولين في الحكومة و الدولة وبرؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة ، ويحدث أن يتقدم هذا السفير أو ذاك للبعض منهم بهدايا رفيعة في شكل منتج رمزي صناعي أو غذائي يكون خير معبر عن ما بلغته أيادي أبناء بلده من مهارة وذوق وإتقان ، ويحبذ الكثيرون أن يبادروا بذلك كلما كان ذلك ممكنا بالتزامن مع حلول مناسبة وطنية أو دينية أو حتى شخصية تكون مقترنة بذكرى ما جمعتهما في الماضي الدراسي البعيد أو أثناء مسيرتهما المهنية حيث يتم تجديد التأكيد على عمق علاقتهما من خلالها على طابع المجاملة التي تبررها المناسبة أكثر من أي اعتبار آخر قد يتبادر للذهن حين يتخيل صاحبه بأن ثمة محاولة لشراء ذمة أو مناورة لإيقاعه في فخ الشعور المزمن بالامتنان ..ومع ذلك فمثل هذا النوع من الهدايا بالنظر إلى توقيتها هي هدايا استباقية لا يسع المرء إلا قبولها بوافر الثناء و جزيل الشكر لأن العمل خير، و الخير خير في ذاته و في وسيلته ، ومن الأمور التي يحبذ القيام بها قبل تقديم الهدية أن تتم الإشارة إليها في وقت سابق عليها وتتطلب هذه الإشارة قدر كبير من الذكاء ، فهي أولا تأتي في سياق حديث مباشر سواء شخصيا أو عن طريق الهاتف يتم من خلاله التيقن من تواجد الشخص المعني الذي ستقدم له الهدية أي التأكد من عدم غيابه لأي سبب عن مكان عمله أو إقامته .. ثم تلمس حاجته لنوع الهدية المقررة سلفا للوقوف على مدى قبوله لها و ترحيبه بها .. وغالبا لا تقدم الهدية يدا بيد إنما ترسل مع مرسول خاص يسلمها إلى السكرتارية الخاصة للمسؤول التي تقوم بتوصيلها إليه فورا مرفوقة بعبارات محبوكة صياغتها تربط بين المناسبة و نوع الهدية التي تليق بمقامها، وكما يبدو فالأمر هنا شخصي وتقديري تجاه من لا تمانع السلطات الشخص المهدي من تحسين العلاقات مع المهدى إليهم أو تلقيه هداياهم ، وكثير ما فتح هذا السلوك مغاليق الأمور بفضل ما قد ترسخ في وجدان كل الأطراف من مودة وثقة و احترام ، فالحرص على بقاء هذه العلاقات الطيبة القائمة يدفع إلى تقديم يد المساعدة وعدم التأخر عن منح بعض التسهيلات لتجاوز الكثير من العراقيل البيروقراطية التي قد تعترض إتمام عمل ما وتسريعه بالوتيرة التي يقتضيها الظرف ، وكم هي المواقف الطارئة التي تعرض لها ممثلي هذه الدولة أو تلك بمناسبة زيارة مثلا سيجريها المسؤول في أعلى هرم السلطة تم اتخاذ القرار بشأنها بشكل مفاجئ و سريع ، أنها مواقف حرجة تؤرق المضاجع ولا يخفف من حدة توترها سوى ما كان من خير سابق متبادل جرى تحت شعار " تهادوا تحابوا.. " ، وعلى مستوى آخر قد يحدث أن يتم تقديم هدايا عينية أو مالية عقب محادثات سياسية بين طرفين أو أكثر حول قضايا هامة سواء تحققت فيها مصلحة الطرف مقدم الهدية أو تم الاتفاق على ما يهم المصلحة المشتركة للطرفين ، وقد تقرأ حينها مثل هذه الهدايا كشكل من أشكال الدعم المباشر والعلني لنظام قائم ، أو تأكيد مساندة من قبيل الاعتراف بنظام جديد ناشئ يكون الجزء المعلن منها عادة أقل من المستتر وهي في الحالتين خير معبر عن نجاح المحادثات ، أي أن الطابع الرسمي هنا يطغى على الحدث ليمثل إرادة دولة بمعنى .. هدية بقرار سياسي .

أفاعى "أون تى فى" .. والملياردير ساويرس!/ مجدى نجيب وهبة

** هذه المقالة ربما تكون العاشرة .. لنثبت للعالم وللشعب المصرى أن رجل الأعمال "نجيب ساويرس" ، يعمل لمصلحة الإخوان .. ولست أقول كلاما مرسلا ، بل أن ما يحدث على قنوات "أون تى فى" .. يؤكد أننى كنت أول المخدوعين فى هذا الرجل !!! ..
** قدم لنا الملياردير "نجيب ساويرس" فى مجال الإعلام المقروء والمرئى ، فبالنسبة للمقروء .. جريدة "المصرى اليوم" .. والتى كان يرأس تحريرها ، الإخوانى "مجدى الجلاد" .. فقد خرجت جريدة المصرى اليوم منذ بداية إصدارها الأول ، معبرة عن فكر الإخوان ، بل وفكر تنظيم حركة حماس .. كم من مقالات حررها الجلاد ، لتحرض شعب غزة ، ومنظمة حماس على إقتحام معبر رفح ... كم من المقالات التى كتبها الجلاد ، للتحريض ضد الدولة ، وتلميع الإخوان ، وتبرير كل الجرائم الإرهابية التى كانت تحدث ضد الدولة ، وضد الكنيسة ، والأقباط .. لم تدين جريدة المصرى اليوم منذ نشأتها أى أعمال إجرامية أو إرهابية ، سواء كانت على المستوى الطائفى بين المسلمين والأقباط .. أو كانت عمليات إجرامية تخريبية ضد مؤسسات الدولة أو الشرطة .. أو كانت عمليات إرهابية ضد السياح والسياحة !!! ..
** وبعد تولى الإخوان كل مقاعد البرلمان .. لم يعد ما يقدمه "مجدى الجلاد" فى صحيفته .. فأحيل للتقاعد ، بعد أن أدت المصرى اليوم الإخوانية ، كل ما هو مطلوب منها ، لإشعال الأزمات ... التى لم يتحدثون إلا عنها ، ثم ضخموا فى الحوادث الفردية التى كانت تحدث بين بعض ضباط وأمناء وزارة الداخلية ، وبعض أبناء الشعب .. لتكبيرها وإظهارها أن جهاز الأمن بالكامل ، هو جهاز فاسد جعل بينه وبين الشعب جدار سميك من التربص والكراهية ، دون محاولة إيجاد الحلول .. فلا حديث عن أى إنجازات للدولة بجريدة المصرى اليوم ، وإنما الحديث عن إنجازات الإخوان ، وكفاح الإخوان ، وحوارات الإخوان .. لكى تظهر هذا الفصيل وكأنهم دعاة من ملائكة الرحمة .. كان كل ذلك نجده على صفحات جريدة المصرى اليوم ، رغم بشاعة الحوادث الإرهابية التى تعرض لها الوطن .. ولكن "الجلاد" كان فى عالم أخر .. نفذ سيناريو الفوضى الخلاقة ، كما أنزلت فى كتب إسقاط الحكومات والأنظمة .. لم تكن المسألة هى كشف أوجه الفساد فقط ، بل جعلت من سطورها صفحات كاملة للزعيم الشيعى ،"حسن نصر الله" ، رئيس تنظيم "حزب الله" .. وخصصت صفحات كاملة لقيادى حركة حماس .. فى الوقت الذى رفضت فيه الحديث عن حركة فتح ، الممثل الشرعى للحكومة الفلسطينية !!! .. نعم .. أدى الجلاد دوره .. وحصل على مكافأة كبيرة .. وإنطلق إلى جريدة أخرى ، ليبدأ نفس الدور ، ولكن بصورة مختلفة ..
** كان رجل الأعمال "نجيب ساويرس" هو أحد ملاك هذه الصحيفة .. والذى لم ينطق بكلمة واحدة ضد سياسة الجريدة .. بل عندما زادت إنتقاداتنا لهذه الصحيفة وما تنشره منذ بداية تأسيسها .. لم يقل سوى كلمتين فقط "أنا لا أتدخل فى سياسة الجريدة" !!! ..
** أما عن قناة "أون تى فى" والمملوكة أيضا لرجل الأعمال "نجيب ساويرس" .. فلا أجد لفظ يمكن أن أصف به مقدمى برامج هذه القناة .. وعلى رأسهم "ريم ماجد" ، و"يسرى فودة" .. والذى صرح مؤخرا بأنه سيترك القناة .. والمطلوب أن تنطلق المظاهرات والإعتصامات لمطالبة "يسرى فودة" بالعودة والإستمرار فى تقديم برنامجه ، وسط صراخ النسوة وبكائهم ، وعويل الرجال .. لأننا على حد تصوره سيترك فراغا فكريا لن يملأه أحد سواه وأن الشعب سيدرك أنه لن يكون إعلام بعد اليوم .. إذا لم يعود "فودة" ..
** ومن المضحكات .. أن يرسل البعض تهديدات لمذيعى قناة "أون تى فى" بالكف عن الهجوم على مصر .. ليخرج علينا الخبر بأن "تنظيم الجهاد يهدد العاملين بالقناة" .. حتى يصوروا لهذا الشعب الأبله ، كما هم يتصورون أن مقدمى هذه البرامج وطنيين حتى النخاع ، وليسوا خونة أو مأجورين ، أو مرتشين ...
** وعندما وصلت التهديدات وإنزعج البعض منها .. خرج الملياردير "نجيب ساويرس" عن صمته ، ولأول مرة مدافعا عن القناة ، ومن يعملون بها ، وكتب فى صفحته "لن يضير السحاب نباح الكلاب .. فلتحيا أون تى فى" .. وقد كتبنا مقالا للرد عليه .. وقلنا أن من هددوا العاملين بالقناة لم يكونوا سوى شرفاء وطنيين يبكون على مصر .. ولم يكونوا إرهابيين أو جهاديين .. ولكن رجل الأعمال والعاملين بالقناة ، التى لا أعرف لها لون ولا طعم ولا عنوان .. أرادوا أن يضللوا السادة الأفاضل ، أبناء الشعب المصرى .. ويومها ختمنا مقالنا بعبارة "فلتسقط أون تى فى"!!!! ..
** أما قمة الفجور .. فقد وصل إلى أن إحدى الإعلاميات ، وهى "دينا خياط" .. التى أرادت أن تقدم فى برنامجها "مصر فى أسبوع" ، حلقة كاملة عن البلاغات التى قدمت بالكيد ، للنيل من الفريق "أحمد شفيق" ، والتى تتهمه بأهدار المال العام ، والفساد فى الطيران !! .. وأرادت هذه المنفلتة أن تستضيف المحامى "مصطفى شعبان" مقدم هذه البلاغات .. ولأن رائحة القناة فاحت ، وظهرت أهدافها القذرة التى تفوقت على قناة الجزيرة .. فقد رأى الأستاذ الفاضل رئيس التحرير "محمد سامى" التنبيه على المذيعة بعدم الحديث عن الفريق "أحمد شفيق" ، وطالبها بإستبدال وتغيير مضمون الحلقة .. إلا أن المذيعة أصابتها لوثة كراهية وغل .. فكيف يحدث معها ذلك .. وقالت "أنا لست دينا عبد الرحمن .. ولا فى حد واقف فى ظهرى" .. ونشر ذلك الكلام فى موقع البديل !!! ...
** وللرد على هذه المذيعة المنفلتة .. إذا كنتِ تقدمى مادة إعلامية ، يشاهدها الملايين .. فلماذا لا تكونى محايدة ، وتستضيفى من يرد على هذه الإدعاءات الكاذبة .. والمعروف مصدرها .. تارة من مجلس الندامة ، وتارة من النائب "عصام سلطان" ، والنائب "محمد البلتاجى" .. وكل أعضاء مجلس "الندامة" .. فقد أصابتهم جميعا لوثة ترشيح الفريق "أحمد شفيق" .. وكأن مصر تحولت إلى عزبة إخوانية ، يديرها الإعلام ، ويباركها الإخوان .. وكأننا أصبحنا عبيد فى سوق الجوارى ، نسمع ما تمليه علينا قنوات الدعارة ، والإعلام الفاسد .. وليس من حقنا الدفاع أو الإعتراض على ما تقدمه العاهرات من خلال الشاشة الفاسدة ...
** نقول لهذه الإعلامية المنفلتة .. لماذا لم تستضيفى المرشد العام للإخوان المسلمين ، د. "محمد بديع" ، ليقول لنا تفسير الكلمة التى أطلقها "أن منصب المرشد يفوق منصب رئيس الجمهورية" ، أو يقول لنا معنى العبارة التى أطلقها "أننا إقتربنا من تحقيق حلم الشيخ حسن البنا" .. لماذا لم تستضيفيه ، لتحاورينه على فكر الجماعة .. وجرائم الجماعة .. وفتاوى الجماعة التكفيرية ، وعلاقتهم بالأقباط وبناء الكنائس ..
** لماذا لم تستضيفى د."عبد المنعم أبو الفتوح" . وتحاوريه عن الإتهامات السابقة التى قدمت ضده ، وأفادت بإشتراكه فى عمليات غسيل أموال ، وأدت إلى سجنه أكثر من مرة .. وما هى نوعية البلاغات والإتهامات ..
** لماذا لم تحاورى رجل الأعمال ، والمفرج عنه بعد 25 يناير "خيرت الشاطر" .. لماذا .. لماذا .. لماذا .. لماذا ركزتى فقط على التجريح فى الفريق "أحمد شفيق" .. وهو ما يدعونا للتساؤل .. ما هو الثمن ؟‍!!
** ثم لماذا لم تسألى .. ماذا قدم جماعة الإخوان لمصر .. ألم تكن محظورة منذ قيام ثورة 23 يوليو 1952 .. هل مبارك هو الذى جعلها محظورة ، أم الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر" هو الذى جعلها محظورة بعد أن حاولوا أن يغتالوه ؟!! ... ماذا قدمت هذه الجماعة "المحصورة" للوطن .. سوى الخراب والدمار .. فهى لم تقدم سوى الجرائم الطائفية والإرهابية ، وقتل السياح ، وهدم الكنائس ، وسرقة محلات الذهب المملوكة للأقباط ، وحرق نوادى الفيديو .. وتدمير العملية التعليمية ، وفرض النقاب ، وتخريب الإقتصاد ..
** هذه هى أفكارهم ومبادئهم وشرائعهم ودولتهم .. فلماذا لا تفتحين حوار معهم بالمستندات التى يمتلكها الشعب ، وجرائمهم التى سطرها التاريخ ، لتطربينا .. بدلا من الطعن فى رجل الدولة ، الذى أصاب الإخوان بلوثة عقلية .. لأنهم لا يريدون أحد أن يشاركهم فى مصر .. التى إعتقدوا أنها دولة بلا صاحب !!!! .....
** لماذا ظهرت هذه البلاغات الأن .. ولماذا لم تقدم قبل ذلك ، عندما تولى الفريق "أحمد شفيق" منصب رئيس الوزراء .. والتى نعلم جيدا أن جميعها ملفقة وكاذبة .. مثل موقعة "الجمل" .. فالجميع أسعدهم الفساد الذى يعيشون فيه ، والكذب والتضليل .. فهم يريدون مصر بأى ثمن .. والجميع يعلمون كيف وظفت وأديرت كل القنوات المصرية والفضائية ، حتى أننا منعا لحرق دمائنا .. كنا نفضل اللجوء إلى قناة الجزيرة أو قناة العربية رغم معرفتنا بأهدافهم ، ورغم هجومنا عليهما ، إلا أنهما بدأوا تكون أكثر نضجا ، وأقل إنحرافا من القنوات المصرية والفضائية .. حتى لو علمنا أنها تعمل على إسقاط النظام والدولة .. فلم تكن فى يوما من الأيام بهذا الفجور الإعلامى الذى يحرق فى دمنا كل يوم ، وكل لحظة ، وكل ثانية ... فليس هناك رقيب ، أو من يبكى على مصلحة هذا الوطن لمحاسبة هؤلاء الأفاعى ... ومع ذلك أين صوت الملياردير "نجيب ساويرس" .. لماذا يظهر صوته أحيانا .. وأحيانا لا نسمعه إطلاقا ..
** أما ما يدور حول بيعه لأصول أسهمه وممتلكاته .. فهو شئ يحزن .. ولا يحزن فى نفس الوقت .. فعلى الصعيد القبطى وعلاقته ببعض الأقباط .. أعلن فى أكثر من مناسبة فى برامج تليفزيونية ... أنه لا يعين أى موظف مسيحى فى شركاته .. لو كتب على الخطاب المقدم للشركة "بإسم الأب والإبن والروح القدس" .. فهو يعتبر أن هذا الموظف لا يصلح .. ولكنه لم يقل لنا الطلبات التى يقدمها إخوة أفاضل مسلمين .. وأعلى الطلب يكتبون "بسم الله الرحمن الرحيم" .. لماذا تحدثت عن هذه العبارة .. ولم تتحدث عن الأخرى ...
** كفانا مزايدة .. فمصر أعطتكم الكثير .. الغنى .. والمال .. والأمن .. والأمان .. لماذا تقذفونها بالحجارة .. وتدمرون كل شئ جميل فيها .. نقول لكم .. كفاكم هدم فى مصر .. كفاكم تخريب .. كفاكم إسقاط فى أعظم دولة فى الشرق الأوسط .. بل فى العالم .. فالثمن الذى سوف تحصلون عليه ، لا يساوى حبة رمل أو تراب هذا الوطن ..
** نقول لكم .. ما هى المشاريع الإستثمارية التى أقمتموها لتدوير الإقتصاد المصرى .. هل أقمتم مصانع للملابس المصرية .. هل أقمتم مصانع لتعليب المواد الغذائية .. هل أقمتم مشاريع بناء مساكن لشباب الخريجين الجدد بالجامعات بأسعار رمزية .. هل إستصلحتم أراضى صحراوية لتشجيع الشباب على تعمير الصحراء .. هل .. هل .. هل .. لا يوجد !!! .. ولكن لم نسمع إلا عن شركات المحمول التى خربت بيوت الناس .. وأفترت العلاقة بين أبناء الوطن ... وإكتفى الجميع بإرسال SMS .. وشكرا !! ..
** كنت قامة كبيرة فى نظر الشعب المصرى كله .. وحذرتك فى إحدى رسائلى من الإخوان .. عندما بدأت فى تكوين حزب جديد .. وقلت لك بالنص "سيلفقون لك التهم ، والتهمة الأهم هى إزدراء الإسلام" .. وحدث كل ما كتبته فى رسالة إليك .. ورغم ذلك فكل إعلامك منبر مروج للإخوان ، وجماعتهم ، ولتنظيم حماس .. فهل لم تصل إليك أى رسالة لتعلم فى أى إتجاه يعمل إعلامك ؟!!! ...
صوت الأقباط المصريين

ضرورة تولي المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ملف جريمة مقتل الشيخ عبد الواحد ومرافقه/ الياس بجاني

المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

من كندا ندين ونستنكر بشدة مقتل الشيخ أحمد عبد الواحد ومرافقه محمد حسين مرعب على حاجز للجيش اللبناني اليوم في بلدة الكويخات – عكار في ظروف يكتنفها الكثير من الشكوك والغموض والريبة، في حين تعددت وتنوعت الاتهامات والروايات والأسباب، وكثرت البيانات الإنشائية والخشبية والبابلية والذمية التي لا تعالج لب المشكلة ولا تسمي الجهات التي تسببت بوقوع هذا الحادث الخطير جداً.

ولأن القضاء اللبناني معطل ومسيس وغير حر،

ولأن الدولة اللبنانية محتلة على كافة الصعد وفاقدة لاستقلالية قرارها وتابعة ومرتهنة بحكامها ومسؤوليها ومؤسساتها لميزاجية وإجرام وأطماع وحقد أباطرة دولتي محور الشر، سورية وإيران، ولمنظماتهما اللبنانية والفلسطينية الميليشياوية والإرهابية والأصولية المحلية من مثل حزب الله وغيره،

ولأن لبنان المحتل لم يتمكن من التعاطي بجدية وحرية وعدل مع كل ملفات جرائم الاغتيال ومحاولات الاغتيال التي استهدفت قادة ومفكرين وناشطين سياديين أقله منذ العام 2005، وعددها يزيد عن 27 قضية بقيت دون معرفة هوية القتلة،

إنه وبناءً على كل هذه المعوقات القانونية والأمنية والإرهابية وغيرها الكثير الناتجة كلها عن استمرار احتلال لبنان سوريا وإيرانياً نطالب مجلس الأمن الدولي أن يتخطى دولة لبنان المحتلة والفاقدة لقرارها ويتدخل فوراً لضم هذه الجريمة إلى ملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الواقعة قانوناً تحت البند السابع واستلام الملف وعدم ترك القضاء اللبناني غير الحر أن يتولى التحقيق فيه.

نتقدم بأحر التعازي القلبية من أهل الشيخ أحمد عبد الواحد ومرافقه محمد حسين مرعب وأهل البيرة ومن عموم أهالي عكار والشمال ونحثهم على ضرورة التعالي فوق الجراح وعدم الوقوع في فخاخ تُنصب لمنطقتهم تحديداً ولكل لبنان عموماً هدفها إشعال فتنة غير موجودة إلا في رؤوس حكام سوريا وإيران وعصابات مرتزقتهما المحلين الذين اعتادوا اللعب على التوازنات اللبنانية بغية تقديم أوراق اعتماد إلى المجتمع الدولي تساعد النظام الأسدي البعثي المتهاوي على إطالة عمره وتصويره باطلاً بحامي الأقليات ودول الشرق الأوسط من تمدد القاعدة وباقي المنظمات الجهادية والإرهابية.