صراع القوى.. والحاجة لـ "دكر" مثل عبد الناصر/ أنطوني ولسن

ما يدور على الساحة السياسية الأن في مصر صراع القوى بين الجماعات الإسلامية والتي على رأسها الإخوان والسلفيين والمجلس الأعلى للقوات المسلحة الشريك في كل ما حدث ويحدث على أرض الواقع منذ 11 فبراير عام 2011 وحتى الأن .

الجماعات الإسلامية تريد الإستحواز على كل شيء بما فيه مجلس الوزراء بالإصرار على إقالة وزارة الجنزوري التي وافقوا عليها قبل إظهار أطماعهم في الحكم الشامل لمصر من مجالس نيابية إلى الحكومة التنفذية ورئاسة الجمهورية مع إقصاء المجلس العسكري عن أي مظهر من مظاهر السلطة . ولا أحد يعرف سر قوة الجماعات الأن وتحديهم لأكبر مؤسسة دينية إسلامية في مصر والعالم الإسلامي وهي مؤسسة الأزهر الشريف الدرع الحامي والمؤثر للشريعة الإسلامية والمنارة المرشدة للمسلمين .

مصر لن ينصلح حالها إلا بثورة تكميلية لثور 25 يناير 2011 للتصحيح فقد تم بالفعل الإنحراف 180 درجة عن أهدافها بعد قفز الجماعات الإسلامية على الثورة وتهميش الشباب الذي قام بالثورة . وقد ساهم المجلس الأعلى للقوات المسلحة في ذلك مساهمة فعالة بكل المقايس .

ميدان التحرير مازال موجودا .. والشباب الحر دماء شهداءه تصرخ مطالبة من هم على قيد الحياة منهم الوقوف ضد كل من يحاول أن يسلب مصر من حريتها وحق شعبها في حياة حرة كريمة .

لا للحكم الديني . ولا للحكم اللاديني ، فكلاهما يحكمون حكما ديكتاتوريا ، أحدهما بأسم الدين والأخر بأسم الحاكم .

مصر في أشد الحاجة لـ " دكر " كما قالت الأستاذة الفنانة والكاتبة إسعاد يونس .

فهل في مصر " دكر " مثل عبدالناصر حتى لو كان من الجيش المصري ؟ لأن الجيش المصري ليس بالتأكيد المجلس الأعلى للقوات المسلحة . المجلس الأعلى معين من الحاكم . أما الجيش فهو جيش الشعب ...

أنا و المرآة و أشياء أخرى/ خليل الوافي


لم أكن أتوقع أن يكون شكلي بهذه الصورة،التي لم تخطر على بالي ،وأنا ألعب مع أقراني أمام البيت،يمكن أن أتصور الأمور خارجة عن إرادتي ،وطبيعتي البيولوجية ،ونهر الخلايا التي تموت كل يوم ،وتأتي أخرى تحاكي كل شيء بدا يكبر بسرعة متناهية،ولم أدرك حقيقة نفسي في خضم هذا التسارع في وتيرة الأيام ،التي تتداخل فيما بينها ، ولا تعطيك الفرصة السانحة لمعرفة ما يجري حولك ،وقد يخيل إليك أنك تستطيع التحكم في زمن لا تراه بالعين المجردة ،كمن يحاول الإنخراط في آلة الزمن ،تختار العودة إلى الماضي السحيق وتارة أخرى تفضل الذهاب إلى المستقبل بفعل الفضول المتزايد لمعرفة الأشياء المجهولة والخفية ،ربما هو تحدي لفعل الزمن الذي ينخر أجسدنا،ويضع حدا لطموحاتنا التي لا تنتهي.وأنت على شكلك الذي تغير بإستمرار نحو نهايته,وما دمت لا تتحكم في مسار الزمن لصالحك،ولا يسعفك الأمر في جمع شتات أفكارك ،ولو لحظة قصيرة تستطيع من خلالها إعادة النظر فيما حولك ،وقراءة تاريخ عمرك الذي يضيع منك كلما تقدم بك السن،و ينسل منك دون أن تشعر به ،وهو يتغلغل في دواخلك ،لا تعبأ بما يجري أمامك،تظن أن الحياة تدافع عنك في تجاهلك لنفسك ،وإلى شكله الذي يتغير مع تراكم الأيام والشهور والأعوام ٠.
الأمر خطير إلى درجة لا يمكنك العودة إلى الزمن الجميل الذي يحتفظ به كل واحد منا لنفسه ،ولا يريد أن يتقاسمه مع أحد، تحتاج إلى نوع من اليقظة السريعة في ضبط إيقاع زمن النهاية المحتومة ،التي تنتظر كل واحد منّا ،زمن يغير في الروح والجسد،ويغير في الذات والواقع المعاش،وأنت ما تزال تعتقد خارج هذه اللعبة ،وكل ما يجري لا يعنيك .ويظل هذا الإحساس ينتابك حتى ترى نفسك ,وبالصدفة واقفا أمام مرآة عصرك ،وتكتشف الصورة التي ظلت راسخة في ذهنك لدهر من الزمان،و تشعر بالصدمة و الذهول المصاحب لشريط الأحداث، والتساؤلات المتسارعة تتقاذفها الذاكرة التي تحدث رجة عنيفة ،تصحو بعدها من نومك الباطني حيال ما يدور في محيطك الدائري، وتحاول إخفاء وجهك الحقيقي عن نفسك .لكن حقيقة ما تراه يختلف كثيرا عما كنت تعتقد ،وهذا يعيدك مرة أخرى لإعادة حساباتك ،لأن الأشياء تنفلت منك كل يوم، و تصبح ضدك، كل ما أمعنت النظر في وجهك الجديد ،تكشف مزيدا من علامات الإستهام وأخرى للتعجب ،ويكتمل المشهد أمامك،وتبدأ الأسئلة تسقط على رأسك دون توقف.
وأمام هذا الوضع تعجزعن فهم ما يجري حولك،وتحاول إلتقاط الصور الهاربة من أعماقك ،وتسأل نفسك بإلحاح ،هل أنت هو؟ أم هو أنت؟.وأسئلة أخرى تحبط بعزيمتك في رؤية ملامحك المتغيرة في لحظة زمن تجري في تجاه نهاية معروفة سلفا.وتكابد إدراك الموقف في مسح ملامح وجهك من المرآة،يستعصي الأمر عليك ،لكن المرآة لا ترحم صاحبها ،حينما يحدق ملياًٌ في نفسه ، ومن خلالها،تتيقن أن الزمن فعل فعلته ،وأنت حاضر بكل تقاسيم وجهك الذي تعرفه،يحدث الفارق الخاطئ الذي توهم نفسك أنك لم تتغير ،وتعتقد أنك ما تزال تحبو لمعرفة خطوتك الأولى في بساط أرض حافلة بالمتغيرات ،التي لا تنتظر أحدا ،كي تصل إلى نهايتها المدفوعة بقوى قهرية في طريق تعرف خاثمتها، وهي تداري عن نفسها وحشة الصورة المثالية التي تراها بداخلك ، و لا تريد أن تظل راسخة في رؤيتك للأشياء مهما طال أثر الزمن.


الخوف يراودك كل لحظة ،حين تتمكن منك المرآة ،وتبدأ في فضح أسرار الوجوه ،التي لم تنظر إليها لمدة أطول ،تكشف وهم الحقيقة الحاضرة و الغائبة حينا ،و نفس تحار في إختيار صورتها حينا آخر،كما يتطلب الواقع الحتمي الذي يفرض مصوغات التغيير ، التي لا تقبل مثل هذه المصارحة المؤرقة ،وتداعيات المأزق الإنفعالي الذي يجد نفسه محاصرا داخله بإرادة ،تضعه مندهشا لما تراه عيناه ،وتبدأ الأسئلة في النضوج ، والإنفتاح على جميع الإحتمالات الممكنة و النادرة الوقوع،و بين أن يكون هو ،كما يرى شكله في غموض متعارف عليه مسبقا، وآخر يكشف تجاعيد الزمن ، وقد أحدثت أثرها البليغ في كل منطقة من جسده.حينها، ترى وجهك الخفي عن أنظارك كل يوم ، و تنسى وجهك المتغير بشكل لا يمكنك التعرف عليه،إلا إذا وضعته أمام صورتك الحقيقية في مرآة لا يستقيم لها معنى، و لا يطيب لها خاطر ، إلا إذا كانت حبلى بوجه من الوجوه،و تعلن عن أسرار الزمن في تفاصيل الوجه ،ذاك الوجه المهترئ.
تشعر بالعجز ، وأنت مشدود إليها ، ولم تحقق لك ما أردت ،فهي لا تعتذر أمامك ،و لا تجاملك عما اقترفته في حقك ، و من شرخ في ثنايا الصور التي تخصك ،إنها أكثر صدقا من نفسها ، تنتصر عليك ، و لا تقوى النظر إليها من جديد ، و التهرب منها ، و أحيان أخرى تراوغها بإستمرار ، وتخفي وجهك الذي لا تراه دائما في كل مكان تذ هب إليه، وإذا لم تقبل حقيقة نفسك ،و ترضى بوضعك الجديد ،تكسر وجهك في مرآة بريئة لا تعرف التملق ، و لا المجاملة ، تواجهك بحقائقها التي تحتفظ لنفسها حق البوح أو الكثمان، و دون أن تفرض عليها سلطتك التي لا تحتاج إلى من يبررها في حوارك الداخلي ، و أنت مقيد بخيوط الزمن التي تنفلت منك كلحظة عابرة في متاهات المكاشفة ، وتقرير أسباب الهزيمة أمام مرآة تكون في أغلب الأحيان مهملة في إحدى زوايا البيت٠
وحين يشتد غضبك، تبادر إلى كسر المرايا التي تحاكي وجهك ،و ترتعب من الظلال المتقاربة في إنعكاس ضوء الشمس ، وإنارة المصباح ،و أطياف شمعة هزيلة لا تتحمل ضوئها الباهث على جدار بيت عتيق ،تبرز تجاعيد الزمن المنسي في كل مكان . وأنت متشبت بصورتك الأولى على شاطئ البحر ،لقد اضمحلت الصورة في تعاقب الموج تحت ركبتيك ،أنظر هناك ،خلفك ، هناك شيء يشبهك...!!٠

في يوم الأرض.. تبقى الأرض جوهر الصراع/ راسم عبيدات

..... الأرض كانت وما زالت محور صراعنا مع الاحتلال منذ بداية الغزوة الصهيونية لفلسطين،وعليها قام وبني وترعرع وتوسع المشروع الصهيوني،وكل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة كانت متفقة في الإطار الاستراتيجي،بأن بقاء المشروع الصهيوني واستمراره رهن بمواصلة نهب ارض فلسطين والسيطرة عليها،ولذلك كان الاستيطان وتغذيته وتسمينه حجر الزاوية في كل برامج تلك الحكومات،والحكومة التي تصادر وتبني مستوطنات أكثر،هي التي تحقق وتحرز نجاحات وانتصارات أكثر في أوساط المجتمع الإسرائيلي،وكل الحكومات والأحزاب السياسية الإسرائيلية بمختلف تلاوينها وأطيافها السياسية والفكرية،أدركت أن الطريق إلى الحكومة والبرلمان يمر عبر بوابة عاملين رئيسيين،الإيغال في الدم الفلسطيني والعربي،والمزيد من الاستيطان والمصادرات وطرد وترحيل العرب واقتلاعهم،فالنظرة الإسرائيلية السائدة،بأن العرب هم بمثابة قنبلة ديمغرافية وخطر سرطاني على يهودية وعبرانية الدولة يجب اقتلاعه،ولهذه الغاية والهدف وضع غلاة المتطرفون الصهاينة خططهم ومشاريعهم لطرد العرب وترحيلهم ليس في المثلث والجليل ولا في النقب والقدس،بل في كل جغرافية وحدود فلسطين التاريخية،والشعب الفلسطيني وقواه وأحزابه وتنظيماته وتشكيلاته المؤسساتية والنقابية أدركت تلك المخاطر على وجودها وأرضها وبقاءها،فمارست كل أشكال المقاومة من اجل الحماية والدفاع عن أرضها،وكان يوم الأرض الخالد في الثلاثين من آذار 1976 علامة فارقة في تلك المعركة وذلك النضال،حيث هب شعبنا في الداخل الفلسطيني من الجليل والمثلث وحتى النقب يدافع ويذود عن أرضه،وسال الدم الفلسطيني غزيراً وسقط الشهداء والجرحى في معركة وهبة يوم الخالدة،ولكي تؤسس لمرحلة جديدة في سفر النضال الوطني الفلسطيني،سفر حماية أرضه ووجوده وبقاءه عليها،سفر عدم معادوة النكبة مرة ثانية والى الأبد.



والاحتلال في تهويده للأرض الفلسطينية يمارس كل أشكال البلطجة والزعرنة،وكل الأساليب والوسائل المشروعة وغير المشروعة،ويسن ويشرع قوانين "قراقوشية"،ويجند القضاء ويطوعه لخدمة ذلك،ولا يقيم أي وزن أو اعتبار لقوانين او مواثيق او قرارات دولية،بل وصلت البلطجة الاسرائيلية حد التحدي السافر لتلك القوانين والهيئات الدولية والخروج على قراراتها وعدم الاعتراف بها،حيث أعلنت إسرائيل عن قطع كافة علاقاتها مع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة،لكونه اتخذ قراراُ بإرسال بعثة اممية للتحقيق في خرق إسرائيل السافر للقانون الدولي في قضية تكثيف وزيادة وتائر الاستيطان في القدس والضفة الغربية بشكل غير مسبوق،وبما يلغي خيار حل الدولتين،أو أي حل يقترب من الحقوق الدنيا للشعب الفلسطيني.

وقنونة سلب الأراضي الفلسطينية كانت وما زالت تمر عبر قانونين أساسيين،هما قانون أملاك الغائبين لعام 1953 وبموجبه حولت اسرائيل لحوزتها وملكيتها بشكل رسمي وقانوني جميع أملاك اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا الى الدول العربية المجاورة وقانون استملاك الأراضي لعام 1953 (قانون الحرام)،والمسألة ليست قصراً على هذين القانونين،بل هناك مسألة على درجة عالية من الخطورة،وهي محاولة تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين،حيث شرعت ما يسمى بدائرة أراضي اسرائيل في عام/2007 بنشر مناقصات لبيع املاك اللاجئين في المدن،واستتبع ذلك في شهر آب/2009 سن البرلمان الاسرائيلي قانون الاصلاحات في دائرة أراضي اسرائيل،القانون يسمح بخصخصة أراضي بملكية الدولة تقدر ب (800000 ) دونم ( أراضي مبنية ومعدة للتطوير بناء على المخططات الهيكلية) وذلك يشمل أملاك لاجئين فلسطينيين،وهذا القانون يسري في المستوطنات الاسرائيلية في القدس الشرقية والجولان المحتل،وبيع الاملاك يشكل فعلياً مصادرة نهائية لحقوق الملكية الخاصة باللاجئين الفلسطينيين على أملاكهم.

،هم شعبنا واحد،واهداف شعبنا واحده،ومصيره واحد،وان اختلفت الأولويات بفعل الجغرافيا،وكذلك الإستهداف نفسه وواحد،فبنفس القدر الذي تستهدف فيه حيفا ويافا واللد والرملة،تستهدف فيه النقب والقدس ونابلس والخليل ورام الله وجنين،وحتى الأحياء والزواريب والشوارع مستهدفة،بل كل شبر وسنتمتر من أرضنا المغتصبة يقع في دائرة الاستهداف،فهذا العدو يبني وجوده على استباحة ومصادرة أرض الغير ونفي وإقصاء وجوده،وهناك ناقوس خطر يجب أن يدق أمام كل أبناء شعبنا وأمام كل العرب والمسلمين،الاحتلال يحاول الاجهاز ضمن مخططه الاستيطاني بشكل نهائي على مدينة القدس،ونحن مستمرين ومختلفين في جدل بيزنطيني عقيم حول جنس الملائكة ذكر أم أنثى،فالاحتلال لا يترك لحظة واحدة تمر دون أن يواصل ويصعد من حربه الشاملة على المقدسيين،معركة تطال كل مناحي وشؤون حياتهم،حيث المستوطنات والمصادرات تتوالد وتتزايد بأرقام قياسية وجنونية،وتشارك في العملية كل اجهزة الدولة ومؤسساتها ومستوياتها الرسمية،وكذلك المستوطنيين وجمعياتهم المتطرفة.

إنها حرب شاملة،حرب سرقة تاريخ القدس وتحريفه،والعبث بجغرافيتها،ومحو كل معالم الوجود العربي الاسلامي فيها،ومحاولة احتلال وعي سكانها،وشطب ذاكرتهم الجمعية.

في ظل حكومة يمينية مغرقة في العنصرية والتطرف في اسرائيل ،وفي ظل تسييد وجنوح المجتمع الاسرائيلي نحو المزيد من العنصرية والكره والحقد على كل ما هو عربي وفلسطيني،فالمتوقع لهذه الهجمة الاستيطانية أن تتصاعد وتتكثف وخصوصاً أن الاستيطان في الضفة الغربية منذ ما يسمى بمؤتمر أنابولس وحتى اللحظة الراهنة زاد بنسبة لا تقل عن 300%،ويجري التخطيط لاقامة مئات الآف الوحدات الاستيطانية في القدس والضفة الغربية،من أجل تغيير الواقع الديمغرافي فيها.

نعم في ذكرى يوم الأرض الخالد الذي تستباح فيه الأرض الفلسطينية،ويجري نهبها ومصادرتها والإستيلاء عليها من قبل الحكومة الاسرائيلية وقطعان مستوطنيها،فلا بد من وضع استراتيجيات وخطط وبرامج وآليات تنفيذية تمكن من الدفاع عن الأرض وحمايتها،واستخدام كل وسائل المقاومة وأشكالها ومسمياتها بدءاً من رفض استئناف المفاوضات العبثية،وربط أي عودة إليها بالوقف الكامل والشامل للاستيطان في القدس والضفة الغربية،وكذلك تصعيد النضال الجماهيري والشعبي والمقاومة الشعبية السلمية،كما هو الحال في مقاومة جدار الفصل العنصري،حيث بلعين ونعلين والمعصرة وبيت أمر والنبي صالح وكفر قدوم وجيوس وأم سلمة والولجة وغيرها من قرى وبلدات وطننا ضربت وتضرب أروع الأمثلة في المقاومة الشعبية،والتي يجب أن تتطور وتتوسع لتشمل كل قرى ومدن فلسطين،فما عاد الشجب والاستنكار والبيان والمهرجان والاحتفال من الوسائل الفعالة في مقاومة وردع ووقف غول الاستيطان،هذا الغول الذي يبتلع كل شيء له علاقة بالوطن،لا استجداء بالمفاوضات يوقفه ولا استجداء على أبواب هيئة الأمم والبيت الأبيض وعواصم أوروبا الغربية أيضاً،وكذلك ليس بالخطب العصماء والشعارات الرنانة و"الهوبرات" الاعلامية والتصوير امام الكاميرات وفي الفضائيات،بل نحن نرى في الزحف المليوني الى فلسطين من الحدود العربية المجاورة في ذكرى يوم الأرض،تأكيداً على أن شعبنا الفلسطيني حقوقه لن تسقط بالتقادم،وسيبقى متشبثاً بأرضه ووطنه وحقوقه حتى العودة والتحرير والاستقلال.



إلى "العندليب عبد الحليم" .. الذى عاش بعد رحيله/ مجدي نجيب وهبة

** أكثر من ثلاثون عاما .. زمن غير قصير .. جيل كامل ولد ، وجيل كامل يسلم الراية لمن بعده .. ولكن مهما طال الزمن وتعاقبت الأجيال ، وتلاقينا الهزائم والإنكسارات ، وضاعت مصر وتاهت وقبحت .. إلا أنه تبقى الرموز الحية .. و"عبد الحليم حافظ" إحدى رموز الفن .. إحدى علامات التاريخ الغنائى ، والزمن الجميل الذى لا يمكن أن يعود بمثله ، ولا يمكن إنكاره ..
** لقد أذهلنا العندليب الأسمر "عبد الحليم حافظ" ، بإصرارنا عليه ، بعدم نسياننا لذكراه .. لأغانيه .. لأفلامه .. لإنسانيته .. لحبه للوطن الذى جرى فى عروقه ، وفى دمائه حتى لحظة رحيله ..
· غنى للحب "بتلومونى ليه ، لو شفتم عينيه ، حلوين قد إيه" ..
· أرسل خطاب لمعشوقته "حبيبى الغالى .. من بعد الأشواق .. باهديك كل حنينى وغرامى" ..
· ناجى حبيبته "حبك نار مش عايز أطفيها ، ولا أخليها دقيقة تفوتنى ماحسش بيها" ..
· ألهب مشاعر الشعب ، عندما طلبت مصر مساعدة البنك الدولى لبناء المشروع العملاق "السد العالى" .. كانت الصرخة القوية "فى الميدان فى إسكندرية .. صرخة أطلقها جمال .. وإحنا أممنا القنال .. ضربة كانت من المعلم .. خلى الإستعمار يسلم" ..
عندما إحتفلت مصر بوضع حجر الأساس للمشروع العملاق "السد العالى" .. غنى "حكاية شعب" .. "الحكايه مش حكايه السد .. حكايه الكفاح اللى ورا السد ..حكايتنا احنا حكايه ..شعب للزحف المقدس قام وثار .. شعب زاحف خطوته تولع شرار ..شعب كافح وانكتبله الانتصار "
عندما حدثت نكسة 1967 .. وإنهزم الجيش المصرى .. كان هو الشمعة التى أشعلت الوقود فى قلوب الجماهير ، وجاب كل الدول العربية يغنى للجيش المصرى ، ويحث على مواصلة الكفاح من أجل النصر ..
عندما حققت مصر نصر أكتوبر 1973 ، أشدى بأروع أغانيه الوطنية .. "صباح الخير ياسينا" .. "في الأوله قلنا جيِّنلك وجينالك . . ولا تهنا ولا نسينا .. والتانية قلنا ولا رملاية في رمالك . . عن القول والله ما سهينا .. والتالتة إنتى حملى وأنا حمالك .. وصباح الخير ياسينا .. تعالي في حضننا الدافي . . ضمينا وبوسينا يا سينا .. مين اللي قال كنتي بعيده عني . . إنتي اللي ساكنه في سواد النني .. مش سهل ع الشبان يسهوا عن الأوطان .. ورسيت مراسينا على رملة شط سينا .. وقلنا يهون علينا . . دا أول الشطئان

عندما حزنت مصر ، غنى "قارئة الفنجان" .. "جلست والخوف بعينيها .. تتأمل فنجانى المقلوب .. قالت ياولدى لا تحزن .. فالحب عليك هو المكتوب .. ياولدى" ...
** أطلق عليه بجدارة "فنان الثورة" .. فكثيرة هى التفاصيل الجميلة التى تجعلنا دائما نناقش ونجادل .. نختلف ونتفق مع حال الأغنية المصرية الأن .. بل مع حال الفن فى هذا الزمن القبيح .. ويكون دائما السبب هو "عبد الحليم" ، أو الذكرى لرحيله .. التى نفتقده فيها ، بل ونفتقد كل جيله من العمالقة ، وقد نصاب بحالة "الفوستالجيا" ، أو الحنين له ، عندما نتأمل موقف الأغنية الأن .. بل مصر بأكملها ، وبعد مرور عشرات السنوات ..
** ويبقى السؤال .. هل هناك ترابط بين عظمة جيل "عبد الحليم" ، والمواهب التى ظهرت بعده .. رغم جمالها ، وقيمتها الفنية ، إلا أننا نجد أن هناك فجوة كبيرة بين التاريخين .. فلن يتكرر العندليب .. فما الذى حدث ؟!! .. ما السر الذى يجعله رغم مرور أكثر من ثلاثين عاما على رحيله إلا أنه باق !!! ..
** هل الزمن ؟!! .. هل الحياة ؟!! .. هل البيئة التى نشأ عليها ، وأثرت فى قدراته وأدائه ، وتكوين شخصيته ؟!!! .. يبقى السؤال ليؤكد أننا الأن نعود للوراء عشرات السنين .. فمن المسئول ؟!! ..
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

قمة العرب في يوم الأرض/ د. مصطفى يوسف اللداوي

كعادتها كانت القضية الفلسطينية حاضرة في قمة العرب المنعقدة في عاصمة الرشيد بغداد، التي صادف انعقادها ذكرى يوم الأرض الفلسطينية، اليوم الذي روى الأرض المحتلة بدماء شعبها الفلسطيني، فحصنها وصانها وسيجها وعنونها إلى الأبد، أنها أرضٌ عربية فلسطينية، وأنها لن تكون يوماً أرضاً إسرائيلية، ولا جزءاً من دولةٍ عبرية، ولن ينطق أهلها باللغة العبرية، ولن ينسوا لغتها العربية، ولن تتخلى نساؤها عن الثوب الفلسطيني المطرز، ولن يتخلى رجالها عن الكوفية الفلسطينية الشهيرة، ولن ينسى أهلها الذين تمسكوا بها، وضحوا من أجل أن يبقوا فيها، عروبتهم الفلسطينية، ولا انتماءهم التاريخي والحضاري إلى هذه الأمة العظيمة، ولن يرتدوا عن دينهم، ولن يفرطوا في قيمهم، وستبقى مساجدهم بهم عامرة، ومآذنها بنداء الله أكبر شامخة، وستبقى أجراس كنائسها العربية تدق، ليرتل فيها المؤمنون آيات الانتماء إلى هذا الوطن، فكان يوم الأرض أبلغ رد وأضح بيان لكل المراهنين على عروبة الأرض وأصالة الشعب، وعمق الانتماء.
لم تغب فلسطين عن أجندة القادة العرب، بل كانت حاضرة بكل قوة كما عهدتها كل القمم العربية السابقة، إذ لا معنى لأي قمة عربية دون أن تكون فلسطين هي لبها وعنوانها الأساس، فمهما طغت الأحداث، وعظمت الوقائع، واشتدت المحن والخطوب، وابتليت الشعوب وعانى المواطنون، فإن فلسطين تبقى هي أكبر المصائب، وأعظم المحن، وأكبر الهموم العربية، وأكثرها وجعاً وإيلاماً، فالجرح الفلسطيني يبقى هو الجرح الغائر، والحزن الدائم، وهي مبعث الحزن، ومنطلق الهم، وموضع الألم، وعليها تجتمع الأمة، ومن أجلها تلتقي، وفي سبيلها تضحي، ودونها تهون الصعاب.
سجل يوم الأرض الفلسطيني رسالةً واضحةً بينة إلى الأمة العربية كلها، بحضور قادتها وحكامها وملوكها وأمرائها، أن الأرض الفلسطينية كلها أرضٌ واحدة، لا فرق بينها، ولا ميزة لبعضها دون الآخر، ولا تفريط في جزءٍ منها ولا تنازل عن شبرٍ منها، فهي أرضٌ عربية فلسطينية مقدسة مباركة، قدسها كما جنين، وجليلها كما الخليل، وغزة فيها كما عكا وبيسان، ورام الله فيها كما حيفا ويافا وصفد، والبيرة فيها كما الخضيرة والعفولة وطبرية، ورفح في جنوبها كما بئر السبع وصحراء النقب في الجنوب، فهي أرض العرب، ورثها الآباء عن الأجداد، وحفظها المسلمون الفاتحون، وبناها أهلها المخلصون الجادون، وسيحررها أبناؤها المقاومون وجندها المقاتلون.
يوم الأرض في قمة العرب كان حاضراً ليذكرهم بقمتهم في بيروت، وبمبادرتهم العربية التي أطلقوها من عاصمة المقاومة العربية، فقد مضى عليها عشر سنوات، لم تصغ خلالها الحكومات الإسرائيلية لمبادرتهم بل وأدتها، ولم تعترف بها بل أنكرتها، ولم تهتم بها بل حاربتها، وجاء شارون ومن معه بدباباته وآلياته العسكرية الجبارة، فمدمر بها مخيم جنين، وشرد أهله وقتل رجاله، وكأنه يقول للعرب أنه لا يفهم معهم سوى لغة القوة، ولا يتقن سوى هدير الدبابات وأزيز الرصاص، ولا يعرف طريقةً للتفاهم والحوار سوى القتل والخراب والدمار، وأنه لن يعترف بحق الفلسطينيين على طاولة الحوار، ولن يقبل بسلامٍ مع العرب عبر المفاوضات، وأنه ماضٍ في سياسات القوة، ولن يوقف نهمه أحد، ولن يحد طمعه ودٌ ولا حسن خطاب.
في قمة العرب في بغداد صرخ الفلسطينيون في وطنهم وفي الشتات، ورفعوا أصواتهم عالية خفاقة، مطالبين أشقاءهم العرب أن ينتصروا لقضيتهم، وأن يثوروا من أجلهم، وأن تأخذهم الحمية على أهلهم، وأن يهبوا لنصرة إخوانهم، ففلسطين قد مضى عليها أربعٌ وستون عاماً وهي ترسف في الأغلال، وتعاني من القيد والاحتلال، وتشكو من القتل والجرح والاعتقال، والعرب في كل عامٍ يجتمعون، ولكنهم عن الهدف يبتعدون، وله لا يعملون، ومن أجله لا يقدمون، وفي سبيله لا يجتهدون، وهم يرون شعب فلسطين في وطنه يعاني، وفي شتاته يقاسي، وهو من حقه محروم ومن العودة ممنوع، وعلى مقاومته معاقب، ولأجل مواقفه محارب، وبسبب عناده يقاتل.
الأرض الفلسطينية في يومها المدمى بالجراح، والمصبوغ بالدم، في قمة العرب نادت حكامها بأصوات شعبها الصامدين في الأرض والمتمسكين بالحق، والساكنين في ضلوع الوطن وحنايا الأرض، في المدن والمخيمات والأزقة والحواري، أن ينتبهوا إلى أن إسرائيل لا تسعى للسلام، ولا تؤمن بالجوار، ولا يهمها الاستقرار، ولا تأبه بالحقوق، ولا تقلقها الواجبات، فليس عندها حرمة، ولا تأخذها بشعبٍ شفقة، ولا ترحم صغيراً ولا توقر كبيراً، فقبل أيامٍ من القمة اعتدت على غزة من جديد وقتلت فيها خيرة رجالها، وهددت بالمزيد، وأحكمت الحصار على قطاع غزة وسكانه، وأطبقت على أهله وقاطنيه، وهددتهم بالقتل الذي يلاحقهم، وبالخراب الذي يحيط بهم، وبالرعب الذي يسكن معهم، وطالبتهم بالصمت أو الخنوع، وخيرتهم بين الموت والرحيل، وإلا فالطائرات من جديدٍ ستغير، والصواريخ من قواعدها ستسير، في حربٍ جديدة ومعركةٍ أخرى ستكون عن سابقتها مختلفة، ومن نتائجها متأكدة.
يوم الأرض في قمة العرب طغى على قادة العرب، وألقى بظلاله عليهم، ودعاهم بقوة لأن ينتصروا على عدوهم بالانتصار لفلسطين، وأن يتجاوزوا مشاكلهم بالوقوف مع شعب فلسطين، ودلهم على طريق العزة بنصرة فلسطين، فهي الطريق إلى العزة والكرامة، وهي الدرب المؤدي إلى الفخر والمجد التليد، فهل يدرك القادة العرب طريقهم، وهل يجدوا في فلسطين ضالتهم، وهل تضيئ قمة العرب في بغداد ليل غزة البهيم، وهل تعيد إليها الحياة من جديد، وهل تتمكن من لجم إسرائيل ومنعها من الاعتداء عليها كل وقتٍ وحين، فشعوبهم إليهم تتطلع، وفيهم تأمل، فهل إلى نصرة فلسطين وشعبها عبر قمتكم من سبيل؟ ...

إسرائيل وراء تعطيل دور المجتمع الدولي حيال الأزمة السورية/ محمد فاروق الإمام

لا أبالغ إذا ما قلت أن إسرائيل وراء تعطيل أي دور للمجتمع الدولي للقيام بواجبه تجاه ما يجري في سورية من مجازر ومذابح وجرائم قتل وتعذيب وحشي حتى الموت، ترقى – كما قالت مفوضة منظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة – إلى جرائم ضد الإنسانية، وتستحق رفع ملفها إلى محكمة العدل الدولية وملاحقة المجرمين الذين عرفت أسماؤهم للقبض عليهم وتقديمهم إلى محكمة جرائم الحرب في لاهاي.
كلنا يعرف أن هناك اليوم قوتين عظميين في العالم هما الولايات المتحدة ومعها الغرب والعرب ومعظم مكونات المجتمع الدولي، وروسيا ومعها الصين ومجموعة من الدول لا تعد أكثر من أصابع اليد الواحدة تتجاذبان مصير الملف السوري بما تملكان من حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن وتعطلان أي قرار يتخذ لوقف شلال الدم في سورية، وتدخلان في حرب باردة حول طريقة حله، وهما متفقتان أن الحل لا يمكن أن يكون عسكرياً بل بالوسائل السلمية والطرق الدبلوماسية، وتختلفان حول بقاء النظام السوري أو رحيله، فروسيا ومجموعتها التي معها تصر على عدم رحيل النظام متذرعة بأنها تدافع عن القانون الدولي الذي لا يجيز لأحد التدخل في شؤون الدول الداخلية، وأن أي إصلاح يطالب به الشعب السوري يمكن أن يتحقق في ظل هذا النظام، الذي قام بالفعل بإصدار العديد من القوانين والمراسيم الإصلاحية، في حين تصر الولايات المتحدة ومن معها على رحيل النظام الذي تلوثت يداه بدماء أكثر من عشرة آلاف سوري خلال سنة من القمع الذي مارسه ضد المتظاهرين السلميين المطالبين بالحرية والكرامة والديمقراطية.
وقد يتفق معي البعض أو يختلف بأن هناك لوبي صهيوني ذو نفوذ قوي يتحكم بقرار كلتا القوتين سواء الولايات المتحدة، وهذا أمر معروف، وبالقرار الروسي بشكل خفي وبعيد عن الأضواء، ويمارس أقوى أنواع الضغوط على مراكز القرار فيهما لمنع اتخاذ أي قرار يستعجل الإطاحة بنظام الأسد في سورية.
قد يكون موقف تل أبيب في شكله العام ملتبس وغامض، ولكنه بحسب تصريحات النافذين في إسرائيل وأصحاب القرار فيها التي تتداوله وسائل الإعلام وتتناقله وكالات الأنباء العالمية، والتي تحذر من المخاطر الكبيرة والمحتملة التي يمكن أن تتعرض لها الدولة العبرية فيما إذا أطيح بنظام الأسد، فهذا "عاموس جلعاد" يقول: إن "سقوط نظام الأسد سيعجّل بنهاية إسرائيل"، فيما قالت تقديرات رسميّة في تل أبيب: إن "نظام الأسد سيسقط في الأمد البعيد وهذا سيء لتل أبيب"، ونشرت صحيفة صهيونية تصريحاً لرئيس سابق لـ"الموساد" قوله: إن "التغيير في سورية قد لا يكون لمصلحة إسرائيل"، وقالت صحيفة لافيغارو الفرنسية: "إسرائيل تخشى سقوط الأسد"، فيما أعرب الناطق باسم الجيش الاسرائيلي لـ "الراي": أن "إسرائيل قلقة من سقوط الأسد".
ويقول أحد المحللين المتابع للأزمة السورية معللاً الأسباب التي تحدو إسرائيل للخشية من سقوط نظام الأسد: إن "الإسرائيليين يركّزون على أنّ نظام الأسد كان الوحيد الذي ضمن بشكل حقيقي حدود إسرائيل وهو الأمر الذي لم تستطع حتى الدول العربية الموقعة لمعاهدة سلام مع إسرائيل أن تضمنه! لدرجة أنّ الهدوء في الجولان يستمر منذ عام 1973، وبالتالي بالنسبة إلى تل أبيب، فإنّ أي نظام بديل للأسد إما أنه لن يكون مستعدا لتقديم مثل هذه الضمانات أو أنه سيكون عاجزاً عن ذلك حتى وإن كانت لديه النية في عدم الاصطدام مع إسرائيل".
ويضيف هذا المحلل قائلاً: "على الرغم من أنّ هناك من يرى في إسرائيل أنه من الأفضل التخلي عن سياسة إبقاء الأسد طالما أنّه فقد شرعيته وانّ في ذلك فرصة لضرب المحور الذي تتزعمه إيران، إلا أنّ التعبير عن هذا الموقف لم يكن بشكل مباشر كما هو الموقف الأول ولا بقوته أيضاً داخل الأوساط الإسرائيلية".
ومن الملاحظ أنّه ونتيجة للحرج الذي نجم عن الموقف الأول، حيث اضطر عدد من المسؤولين الإسرائيليين إلى التغطية عليه عدة مرات بالقول إنّ إسرائيل "تفضّل" رحيل نظام الأسد، ومن بينهم السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل أورين الذي وزّع بياناً خاصاً لأكثر من مرة في الصحف الأميركية حول هذه النقطة تحديداً، يجري الآن اعتماد موقف إسرائيلي ثالث غير معلن يقوم على فكرة أنّ الأسد فقد شرعيته داخل سورية، لكن ليس هناك من داع لاستعجال الإطاحة به خاصة أنّ الدول العربية وتركيا لن يكون بإمكانها فعل شيء منفردة، وهو الموقف الذي تضغط إسرائيل عبره على الإدارة الأميركية لعرقلة أي تحرك عملي ضد نظام الأسد.
ويقول مصدر مطّلع أنّ هدف هذا الموقف إبقاء النزاع لأكبر فترة ممكنة بما يضعف الدولة السورية وجميع الأطراف سواء النظام أو المعارضة، ففي حال نجاح المعارضة ستكون في حالة وهن وتنشغل في الوضع السوري الداخلي حصرا، وحتى في حال نجاح الأسد في القضاء على المعارضة فإنه سيكون ضعيفاً ولن يقوم بتغيير عدواني وسيحافظ على الترتيبات غير المعلنة في العلاقة مع إسرائيل.
ويضيف المصدر أنّ إبقاء النزاع أطول فترة ممكنة سيغذي من السياسة الطائفية التي يتبعها الأسد داخل سورية خاصة في ظل تجاوب بعض الفئات الشيعية والمسيحية خارج سورية مع "بروباغندا" النظام حول الأقليات، وهو ما من شأنه في النهاية أن يضعف المجتمع السوري، وأن يغذّي من العامل الطائفي إقليمياً بما يصب في النهاية في مصلحة إسرائيل.
تجدر الإشارة إلى أنّ الموقف الإسرائيلي المعرقل لأي تدخل حاسم لمساعدة الشعب السوري يتقاطع بهذه الطريقة مع الموقف الإيراني، إذا ما أحسنا الظن بطهران وصدقناها في ما تعلنه بأن عدوها الأول هو إسرائيل، كما يتقاطع مع الموقف الروسي الذي يخشى على قواعده في سورية ومصالحه في الشرق الوسط إذا ما سقط نظام الأسد، وبالتالي فإننا نجد أن البلدين يرميان بكل ثقلهما لدعم نظام الأسد ومعارضة أي عمل حاسم بحجّة رفض التدخل الخارجي والبحث عن حل سياسي يبقي نظام الأسد.
من هنا فإننا نؤكد على الدور الصهيوني الخبيث في حماية النظام السوري والدفع في إطالة عمره سواء في ممارسة الضغوط على واشنطن والتي كان آخرها الطلب من الحكومة الأمريكية التوقف عن الضغط على النظام السوري، أو في تشجيع روسيا في مواقفها الداعمة للنظام السوري، سواء في مجلس الأمن بما تملكه من حق النقض "الفيتو" أو في إمدادها للنظام بالأسلحة المتطورة والفتاكة لمواجهة الشعب السوري الذي تخشى إسرائيل من نجاح ثورته، ليقينها بأن هذه الأسلحة ستكون موجهة إلى صدور السوريين وليس إلى جنودها المحتلين للجولان، وقد أعلنت السفيرة الإسرائيلية لدى روسيا: أن "إسرائيل تتفهم سبب توريد الأسلحة الروسية إلى سورية".
وإذا ما خلصنا إلى هذه النتيجة من أن إسرائيل وأمريكا والغرب وروسيا والصين يقفون في خندق واحد بشكل أو بآخر للحيلولة دون سقوط النظام السوري أو الإطالة بعمره، فقد فات هؤلاء إرادة الثوار السوريين على الأرض وهم يندفعون بقوة خارقة في مواجهة قمع النظام الوحشي بأجسادهم العارية وصدورهم المشرعة، غير آبهين بكل ما يمتلكه النظام من ترسانة عسكرية جهنمية، وهذا بابا عمر يؤكد على صلابة الثوار وصمودهم الأسطوري وقد وقف شامخاً لنحو شهر أمام آلة النظام المدمرة وقصف حمم دباباته ومدفعيته وطائراته على رؤوس ساكنيه، ليمتد هذا الصمود الأسطوري إلى مختلف المدن والبلدات والقرى السورية، والتي خرج معظمها من قبضة النظام وسيطرته، لتصبح مناطق آمنة لالتحاق المزيد من العسكريين المنشقين "كماً وكيفاً" عن كتائب الأسد المجرمة بالجيش الحر، الذي نجح بالقليل مما يملكه من الأسلحة الفردية المتواضعة، في تشتيت قوات النظام وكتائبه وإنهاك قواه في حرب عصابات لا يجيدها، تكلفه يومياً قتل العديد من عناصره وتدمير الكثير من آلياته.
هذه المواقف المشينة لهذه الدول شحنت الثوار بمزيد من الإصرار والصمود والتحدي واللجوء إلى الله قاهر المتجبرين والمستبدين والقتلة والظالمين، هاتفين بيقين (يا الله مالنا غيرك) وهو القائل: "الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قصمت ظهره ولا أبالي" معتقدين أن الله لن يخذلهم وسيكون إلى جانبهم مهما طال الزمن وكثرت التضحيات.

الأكذوبة الكبرى : المجلس العسكرى.. وثورة 25 يناير/ مجدى نجيب وهبة

** أصعب شئ أن تكذب وتخدع نفسك ، ثم تصدق ما تقوله حتى تروج له لتكذب وتخدع الأخرين .. هذا هو العقد والإتفاق والتزاوج الغير معلن بين المجلس العسكرى ، و"25 يناير" .. الأكذوبة الكبرى التى يصر الكثيرين على تسميتها "الثورة المجيدة" .. وسوف أذكر بعض الوقائع والتصريحات التى أدلى بها بعض النشطاء قبل 25 يناير .. كما وردت فى الصحف :
· المصرى اليوم بتاريخ 22 يناير 2011 :
** خبر فى الصفحة الثالثة بعنوان "البرادعى يؤيد مظاهرة 25 يناير" .. والتفاصيل تقول "أعلن د. محمد البرادعى – المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ، ومؤسس الجمعية الوطنية للتغيير – عن دعمه "للمظاهرة" التى دعت إليها بعض القوى السياسية ، الثلاثاء المقبل 25 يناير" ... "قال البرادعى فى رساله بثها على حسابه على موقع "تويتر" يوم 21 يناير : أؤيد بقوة دعوة الشعب للتظاهر السلمى الحاشد ضد القمع والفساد" .. فيما إتهمه عدد من النشطاء بأنه لم يتصل بالشارع ، وبعيد عن المشاركة فى الأحداث الحقيقية ... "وقالت حركة شباب "6 إبريل" .. فى بيان أصدرته أمس أن المظاهرة ستكون تحت عنوان "عايز أعيش" ، وترفع شعار "عيش – حرية – كرامة إنسانية" .. موضحة أن المظاهرة تهدف إلى المطالبة بحد أدنى للأجور ، وبدل بطالة للخريجين" .. "فى المقابل .. شن عدد من ممثلى الحركات السياسية هجوما على "البرادعى" ، وقال "محمد عبد القدوس" ، مقرر اللجنة ، أن رجال المعارضة أصبحوا يهتمون بالظهور فى القنوات الفضائية ، متهما "البرادعى" بأنه لم ينزل الشارع ، ولم يتصل به" ...
** أكتفى بهذه التصريحات ، وهناك تصريحات عديدة التى تؤكد على عدم وجود ثورة من أصله .. والحقيقة أنها مظاهرة دعى إليها فى 25 يناير ، يوم عيد الشرطة ، حيث أن الدولة قررت جعل هذا اليوم عطلة رسمية ... والسؤال هنا .. ما هى القوى التى إستغلت مظاهرة لها مطالب مشروعة ، كلنا صفقنا لها ، وحولتها إلى فوضى ، وبلطجة ، وحرق ، ونهب ، وإسقاط جهاز الأمن ، وضرب مؤسسات الدولة وحرقها ، وأطلقت عليها كلمة "ثورة" .. بل تم وصفها من قبل أحد قيادات المجلس العسكرى بـ "الثورة المجيدة" .. وقام بتحية الشهداء فى أول بيان يصدر للمجلس العسكرى ، بعد تنحى الرئيس السابق عن إدارة شئون البلاد .. وتحول ميدان التحرير إلى فوضى عارمة ، ضمت كل المجموعات الخارجة على القانون .. وإحتل المنصة مجموعات الإخوان ، ومن هذه الأسماء .. الداعية "صفوت حجازى" ، و"عصام العريان" ، و"محمد البلتاجى" ، و"سعد الكتاتنى" ، بل وكل عناصر جماعة الإخوان الذين قسموا أنفسهم إلى مجموعات ، البعض يراقب التحرير ، ويحث المتظاهرين على الإستمرار والتظاهر ، وعدم ترك الميدان حتى يسقط النظام ، وقد كتب فى ذلك الوقت ببعض الصحف ، أن هناك تنظيمات تابعة لجماعة الإخوان المسلمين ، أقامت سدا منيعا ضد من حاولوا الخروج من التحرير ، ومنعتهم من الخروج بالقوة والبلطجة .. كما إتجه جزء كبير من هذه الكوادر إلى الإعلام .. هذا الجهاز الخطير الذى ساهم بنسبة 100% فى إسقاط مصر ، وتحويل مظاهرة إلى فوضى عارمة ، حتى تمكن الإخوان من إحكام السيطرة على الوطن بأكمله .. بعد إسقاط النظام ، وتنحى مبارك عن الحكم ، وفوض المجلس العسكرى بإدارة شئون البلاد ..
** لقد صدق الجميع ، ومازالوا يروجون لأكذوبة "25 يناير" ، وتناسوا كل هؤلاء أن "ما بنى على باطل .. فهو باطل" .. بل أن أشد ما يؤلم النخبة الكبيرة من الشعب المصرى الذى أطلقوا عليه حزب "الكنبة" ، الدور القذر الذى مارسه الإعلام المرئى بكل أطيافه ، وبرامجه ، ومقدمو برامجه ، والصحافة .. فيما عدا قلة من الكتاب المعروفين والمفكرين .. فى الترويج لفكرة "الثورة" ، وفتح قنواتهم لكل الجماعات الإرهابية ، والتكفيرية ، ومطاريد جبال "تورا بورا" .. وفرضهم على المجتمع المصرى ، وتقديمهم فرسان وأبطال ثورة "25 يناير" الوهمية ...
** وساعد على هذه الفوضى ، موافقة المجلس العسكرى .. عندما أصدر أول بيان له بعد أن تنحى "مبارك" عن الحكم ، بتأييده لكل المطالب المشروعة للثوار .. وإختلط الحابل بالنابل ، وتحول بائع الترمس إلى سياسى ، وثورى .. وتحول البلطجى إلى ثورجى .. وتحول مدمن المخدرات ، والترامادول إلى مناضل .. وتحول الإخوان ، الجماعة المحظورة والتى مازالت محظورة حتى الأن بحكم القانون الصادر فى عام 1954 ، إلى أبطال وشرفاء ، وليسوا إرهابيين ومدبرين لكل جرائم القتل والترويع التى أسقطت شباب من المصريين وضيوف من السائحين .. ولا ننسى جريمة "الدير البحرى" بالأقصر ، والتى راح ضحيتها 66 سائحا ، فى غضون عام 1997 .. وكشفت أحد المصادر الأمريكية ، أن منفذ هذه الجريمة هو الإرهابى "طه الرفاعى" ، وهو أحد كوادر تنظيم جماعة الإخوان المسلمين ، وإنضم إلى تنظيم القاعدة فى تلك الفترة ..
** ومع ذلك .. نعود مضطرين للأحداث الدموية فى الفترة التى بدأت مع أحداث العنف فى 28 يناير ، لنبدأ بنفس السؤال الذى سبق أن طرحناه ، ولن نمل من طرحه ، ولم نجد إجابة عليه حتى الأن ؟!! .. من الذى أحرق الأقسام ، وإقتحم السجون ، وأسقط الشرطة؟!!! ...
** لقد أجبنا على هذا السؤال أكثر من مرة ، ولكن لا يريد أحد أن يفهم ، فقد أصاب هذا الشعب البلادة والتناحة ، ولم يعد يشعر أو يتحرك أو يثور أو يفهم .. وإنما إكتفى بمتابعة د. "هالة سرحان" ، وكيف تحرك تقاطيع وجهها المثيرة .. ويتابعون "لبنى العسل" ، وهم يتغزلون فى تقاطيع وجهها .. ويتابعون السيدة "ريهام السهلى" ، وأحدث الموضات فى الشياكة .. ويتابعون السيدة "حياة الدرديرى" على قناة الفراعين ، ومعاركها مع شباب الفيس بوك .. ويتابعون إيحاءات "منى الشاذلى" ، وكيف توظف عينيها فى جذب المشاهدين ..
** يتابعون كل هؤلاء ، ولا يفهمون ماذا يقولون .. كما إنهم لا يهتمون بالقراءة ، وحتى من يعترض على التظاهر فى الميادين ، ضد ما ينظمة جماعات الإخوان المسلمين من تكويش على السلطة بداية من البرلمان ، حتى الحكومة ، وصولا إلى رئيس الدولة ، فهم مجموعات ومنظمات ثورية تسعى للحصول على مكاسب ثورية ، ووضع إعلامى ، وتأييد شعبى .. نعم ، لقد ساهم الجميع ، وعلى رأسهم الإعلام المرئى فى إسقاط "مصر" ، ونشر أكذوبة "25 يناير" ، وأصبح كل من يطعن فى هذه الثورة ، فهو من الخونة ، والفلول .. ونشر الإخوان كل القصص والأكاذيب ضد كل الشرفاء من جنود هذا الوطن ، بمفكريهم ومثقفيهم ، حتى أسقطوا الجميع فى تهم بلهاء عديدة تعددت بين تهمة "الفلول" التى لم نسمع عنها سابقا ، وليس لها أى معنى ، وتهمة "موقعة الجمل" الوهمية التى قلنا عنها أكثر من مرة أنه لا وجود لها إلا فى خيال الإخوان ، ونستشهد بالتصريح الذى أدلى به الفريق "أحمد شفيق" خلال المؤتمر الذى عقده فى محافظة الفيوم .. حيث قال "أنه ليس هناك ما يسمى بـ"موقعة الجمل" التي وقعت خلال أحداث الثورة المصرية " .. ولم يعد بالساحة سوى جماعات ، كانت محظورة بالأمس ، ومضللين ، وكذابون .. تحولوا بسبب أكذوبة "25 يناير" إلى "أسياد المجتمع" .. وإحتلوا مجلس الشعب ، ومجلس الشورى .. وبدأت تصريحاتهم تهبط بالبورصة إلى أسفل السافلين ، وتدمر السياحة ، وتخرب إقتصاد الوطن .. بينما مازلنا نمجد فى الثورة المجيدة التى أتت بهم ..
** خلاصة القول .. إنها لم تكن بثورة .. بل كانت مؤامرة لسرقة تاريخ مصر .. وإستطاعوا السرقة ، ولكنهم إختلفوا فى توزيع الغنائم ..
** بالأمس فى جريدة الأخبار .. ذكر الكاتب "جلال دويدار" فى عموده اليومى "خواطر" ، مقال بعنوان "مرحلية الإستيلاء على حكم مصر" .. فى إحدى عبارات المقال قال .. "إختار المجلس الأعلى للقوات المسلحة - وليس الجيش – أن يكون فى موقف المتفرج المتواطئ مع توجهات جماعة الإخوان المسلمين .. كان ذلك واضحا تماما فى السكوت على دور الإخوان فى مهاجمة السجون ، والإفراج عن مسجونى "حماس" ، و"حزب الله" ، وتهريبهم إلى بيروت وغزة ، فى غضون ساعات قليلة" .. والمقال ملئ بالحقائق التى كتبنا عنها أكثر من مرة وأكدناها ...
** خلاصة القول .. إنها لم تكن بثورة ، بقدر ما كانت بالمؤامرة التى إستغلت مظاهرات شبابية يوم 25 يناير ، لينطلق بعض المتأمرين ، والمتربصين بالوطن ، الذين ينتظرون مثل هذه المبادرة التى خرج الشباب من أجلها ، ليقوموا بالهجوم المسلح ، الذى أعدوه مسبقا ، لتخريب كل شئ ، وقتل كل من يقف فى طريقهم .. وقد نشرت بعض الصحف فى هذه المرحلة التى تم فيها الإعتداء على الأقسام والسجون ، أنها حدثت بفضل مجموعات مسلحة ، قالوا إنهم من بدو سيناء .. ونتساءل .. ما علاقة بدو سيناء بالمساجين السياسيين من "حماس" ، أو "حزب الله" ، أو "مصر" ، إن لم يكونوا ضمن تنظيمات جماعة الإخوان المسلمين ، أو جماعات "حماس" ، أو جماعات تنظيم القاعدة ، المتوغلين داخل سيناء ؟!!!! ... وأين ذهبوا بعد هذا الهجوم ؟!! .. فهل حضروا فجأة ثم قاموا بالهجوم المفاجئ على السجون ، وقتلوا بعض الجنود ، والضباط ، والسجناء .. وفجأة إرتدوا طاقية الإخفاء ، وطاروا دون أن يراهم أحد .. رغم أنهم كانوا يقودون سيارات دفع رباعى ...
** لقد ذكرت جريدة "الشروق" الصادرة فى 1 فبراير 2011 ، إنه عندما إقتحم مجموعة مسلحة ، سجن "أبو زعبل" ، ودارت معركة حربية بين حراس السجن ، وهذه المجموعة .. إنتهت بقتل 18 شخص ، وهروب 20 ألف سجين ، وإستسلم حراس السجن .. (كان المساجين على علم بوقت الهجوم) ، وفور حدوثه قام السجناء بالهجوم على حراس السجن بالداخل ، والمهاجمين من الخارج .. وللأسف الشديد ما نراه الأن هو مسخرة بكل المقاييس ، وكل الأعراف .. أن يحاكم ضباط الشرطة الذى نجوا من هذه المجزرة ، ويتم إتهامهم بأنهم قتلوا الثوار .. بل ويتعرض ضباط الشرطة وأهاليهم ، ومازالوا حتى اليوم ، للإهانات من قبل بعض أهالى البلطجية الذين قتلوا فى الأحداث ، وأطلق عليهم شهداء ..
** هناك واقعة أشد خطورة ، لتكشف أكذوبة "25 يناير" ، نشرتها جريدة "المصرى اليوم" بتاريخ 5 فبراير 2011 .. خبر تحت عنوان "القبض على 9 أشخاص ، يحتلون 4 طوابق فى عمارة بالسيدة زينب ، بحوزتهم قنابل" .. والتفاصيل تؤكد أن بينهم قناصة ، يحملون كميات كبيرة من القنابل والأسلحة النارية ... وقال الشهود أن المشتبه فيهم إحتلوا الطوابق الأربعة العليا من عمارة "البغل" ، وأن الأهالى هم الذين قبضوا عليهم ، وأبلغوا الشرطة العسكرية ، وعثرت بحوزتهم على مدفع لإطلاق الرصاص بصورة سريعة ، تصل رصاصاته إلى مسافات بعيدة ، مجهزة بـ "تليسكوب" ، وهو الأمر الذى يحول المدفع إلى قناصة يمكنها أن تصل إلى شارع "القصر العينى" ، و"ميدان التحرير" .. كما عثرت الشرطة العسكرية على كميات كبيرة من قنابل المولوتوف ، والأسلحة الأخرى ، وأجهزة الكمبيوتر المحمول "لاب توب" .. وتم التحفظ عليهم ، والتحقيق معهم ... ولنا سؤال هام هنا .. أين هذا الملف ؟!! .. ولماذا إختفى ؟!!! .. وما هى جهات التحقيق ؟!!! .. وأين المضبوطات ؟!!! .. ومن ورائهم ؟!!! .. ومن هم ؟!!! ...
** هذا بجانب صراخ الأهالى الذى لم يتوقف من هجوم البلطجية عليهم ، وسقوط مئات من المواطنين الأبرياء .. ومع ذلك كان يهل علينا الصحفى "جمال فهمى" ، والكاتب "عمار على حسن" فى معظم القنوات الفضائية ، مع الدكتورة "هالة سرحان" ، بل وقناة "النيل الإخبارية" .. وهم يسخرون من هذه الإستغاثات ، ويدعون أن المتصلين بالقناة هم فى حجرات قريبة ، ويقومون بهذه التمثيليات لبث وإشاعة الرعب فى نفوس الشعب ، وإجهاض الثورة .. هذا الصحفى الذى لم يترك قناة إلا ومجد فى الثورة ، خرج بالأمس علينا فى إتصال هاتفى بقناة "التحرير" ، بأحد البرامج الليلية ، وأبدى إنزعاجه ، وأسفه من تخطيط جماعة الإخوان المسلمين بعد سيطرتهم على البرلمان ، ومطالبتهم بوضع الدستور .. ونتساءل ، ألم تكن هذه هى الثورة المجيدة التى باركتها أنت وأمثالك ، ولم تفكروا لحظة إلى أين مصر ذاهبة ؟!! .. لماذا تبكون مما يحدث الأن ؟!!! ...
** هذه هى حقيقة الأكذوبة الكبرى التى روج لها المجلس العسكرى ، وباركها .. وهى ما سميت بثورة 25 يناير .. والتى لم تحقق سوى إستيلاء جماعات محظورة على سدة الحكم فى مصر ، وإسقاط الأحكام على كل الجرائم الإرهابية .. وإندلاع الفوضى والبلطجة ، وإنهيار الإقتصاد المصرى ، وتسول مصر للمعونات ، وإنهيار السياحة ، وسقوط دولة "مصر" ..
** كنت أعترض .. ومازلت ، على كلمة "يسقط حكم العسكر" .. فأنا أصف كل من يردد هذه الهتافات بالخائن لمصر .. ولكن بعد وضوح الرؤية ، وسقوط الأقنعة ، وكشف المستور .. لم يعد أمام المجلس العسكرى إلا طريق واحد .. هو إنقاذ مصر من مستنقع الإخوان والفوضى .. وإلا فليرحل المجلس العسكرى .. ولتحيا مصر .. وليحيا جيشها العظيم !!!!!!!!.........
صوت الأقباط المصريين

الأسد في بابا عمرو.. رسالتان إلى القمة العربية ومؤتمر اسطنبول/ جوزيف أبو فاضل

في نهاية هذا الشهر (آذار 2012) تخسر المؤامرة على سورية إحدى أقوى أوراقها؛ مع انتهاء رئاسة دولة قطر للقمة العربية، وانتقال هذه الرئاسة إلى جمهورية العراق، ولن يكون بوسع قطر التحدث باسم العرب للزجّ بتدخلات خارجية عسكرية غربية وسياسية وإنسانية في شؤون سورية الداخلية.
إن هذا الأمر يستبشر به السوريون العرب خيراً، عله يسهم في إيقاف أو الحد من التدخلات الخارجية التي جلبت الموت والدمار على سورية وشعبها وجيشها، فالقيادة العراقية للقمة العربية ستكون سداً وعوناً لسورية في مواجهة التحديات التي تواجهها، فدولة العراق الخارجة من أتون الحرب والاحتلال، تدرك أكثر من أي دولة عربية أخرى شرور التدخلات الخارجية والفتن الداخلية، وهي ستكون جسر عبور من سورية إلى الجامعة العربية، التي لم تعد جامعة عربية بعدما أخرجت سورية منها.

تسلم العراق الرئاسة مجرد انتصار
مجرد انعقاد القمة العربية في بغداد على أي مستوى كان سفير أو وزير أو رئيس أو ملك، وكذلك مهما كانت مدة القمة، هو انتصار للعراق ولسورية من بعده، إذ سيثبت أن المؤامرات الخارجية مهما كانت قوتها، لن تستطيع تطويع إرادة الشعوب.
العراق وبعد تسع سنوات من الاحتلال الأميركي، يعود قوة واعدة في المنطقة، مستفيداً من دعم ومؤازرة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ليأخذ دوره وموقعه للدفاع عن القضية الفلسطينية، وكذلك في الوقوف إلى جانب أشقائه العرب، لا سيما باتجاه سورية التي تتعرض اليوم إلى أبشع مؤامرة تستدرج تدخلاً عسكرياً خارجياً، لن يكون إلا وبالاً على سورية والأمة العربية..
إن هذه المعطيات الإيجابية لسورية لا تعني أن كل شيء قد انتهى، وأن المؤامرة قد توقفت، وأن سورية ستعود إلى حياتها الطبيعية في غضون أسابيع أو أشهر قليلة مقبلة، بل كل ما حصل هو تحطم حلقة من حلقات التآمر، وبقيت حلقات وحلقات تحاول أن تستجمع نفسها على سورية وشعبها، فمؤتمر "أصدقاء سورية" في نسخته الثانية التركية بعد النسخة الأولى التونسية يحاول أن يحقق أمرين:
الأول: تجميع المعارضات السورية المتعارضة في هيئة واحدة، لتكريس اعتراف عربي ودولي بها كممثل شرعي للشعب السوري، واستكمال خطة تقويض أركان الدولة والمؤسسات السورية، بعدما عجزوا عن شقها أو تطويعها، فهم لم ينجحوا في استمالة سفير أو وزير أو حتى ضابط كبير من ذوي السيرة الحسنة في الجيش العربي السوري والأجهزة الأمنية السورية، وأسماء الضباط الذين يعلنون انشقاقهم هم أصحاب ثأر من النظام والقيادة، إما لأنهم مطلوبون من الجيش لأسباب أخلاقية ومسلكية، وإما هم من المغرَّر بهم.
فهم يريدون شطب الدولة السورية وقوتها السورية، وإحلال المجلس الاسطنبولي مكان الدولة السورية، لكنهم بالأكيد سيفشلون ولن يكون أعضاء هذا المجلس سوى بالكاد ممثلين لأنفسهم، وغير قادرين على ادعاء التمثيل للشعب السوري، مهما أُغدق عليهم من الأموال أو سُخِّرت لهم وسائل إعلام على اختلاف أنواعها.
الشعب السوري لا يمثله إلا من هم في الداخل، أما من ارتموا في أحضان تركيا وأميركا و"إسرائيل" فلن يكون لهم موطئ قدم في سورية.
الثاني: مؤتمر أعداء سورية في اسطنبول يريدونه أن يكون أيضاً مدخلاً لإنشاء المنطقة العازلة التي يحلم بها العثمانيون الجدد، والعالم من خلفهم، ولن تكون إلا مقبرة لهم، لأن الشعب السوري، وفي حال حصول ذلك التدخل العسكري السافر، سيتجاوز كل خلافاته، وسيكون سداً منيعاً في وقف الزحف التركي الجديد، ما خلى فئة قليلة ستستمر في الرهان على هذا التدخل تحت ستار "الإنسانية".
فتركيا التي تطمح لدور لعب الإمبراطورية العثمانية، ورئيس حكومتها رجب طيب أردوغان الذي يطمح لأن يكون أحد السلاطنة الأتراك، لن تكون حرة في حركتها، فقد أفهمتها إيران أن التطرف في غير مكانه تجاه سورية سيكون مكلف عليها، وأن خيارات تركيا الأفضل أن تكون منسجمة مع بيئتها وموقعها، لا أن تكون جسراً أو ممراً للقوى الأجنبية.. لأن أي تجاهل للمصالح والحسابات الإقليمية سيخسر تركيا الكثير من المصالح، وهي لن تكون قادرة على الحفاظ على مصالحها، لأن تركيا لن تكون قادرة على المقايضة بين سورية والانضمام إلى دول الاتحاد الأوروبي.
فتركيا لا تملك القدرة على فرض شروطها ومواقفها، بل ستكون مجرد أداة لفرض خيارات جديدة على سورية، وهي ليست سوى ورقة تم استخدامها في لعبة مصالح دولية كبرى، ومصلحة تركيا، دولة وشعباً، أن تكون جزءاً من النسيج الحضاري والديني والثقافي لدول المنطقة، لاسيما إيران والعراق ولبنان، وبوابتها إلى هذه المنطقة ليست سوى سورية؛ الدولة الآمنة والمستقرة، ولذلك يجب على القادة الأتراك أن يتحلوا ببعد النظر، وألا يكونوا مجرد أداة ضد المنطقة وشعوبها، وألا يراهنوا على حسابات وتكهنات أشبه ما تكون بالتنجيم.

"كذب المنجمون ولو صدقوا"
فمن ينجم ويقول إن الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد سيفقد سلطته في حزيران المقبل، أو إن سلطته لن تتجاوز حدود العاصمة السورية دمشق، هو واهم، ونزول الرئيس بشار الأسد إلى شوارع حمص، لاسيما حي بابا عمرو، هو مؤشر على أن النظام ثابت وقوي ومستمر، وليس على شفير الانهيار كما ينجم المنجمون..!
إن ظهور الرئيس الأسد في "بابا عمرو" هو مؤشر على قوة النظام السوري ومناعته، فالكثير من المحللين سيعمدون إلى إعادة النظر في مواقفهم، وسيقفون مع الدولة السورية في حربها مع الخارج.
إن رسالة الرئيس الأسد من حمص هي رسالة مدوية يجب أن تُخرج من النوم جهابذة الفكر والسياسية في عالمنا العربي، وأن يعوا حقيقة ثابتة وأكيدة؛ بأن استقرار سورية هو استقرار للمنطقة، واهتزازها هو اهتزاز لها.
فهل من يعي رسالة الرئيس الأسد؟!

المفتي يستقبل شبيحاً والبطريرك يتغنى بنظام الشبيحة/ سعيد علم الدين

نحن لا نعتب على منتحلي هيئات واشكال ومناظر رجال دين معممين زيفا، منحطين أخلاقا، دنيويين ماديين، عند السلاطين موظفين خانعين مداهنين، بلا جوهر متين، وإيمان ويقين قد باعوا أنفسهم لأقذر الشياطين في سوق المنافقين المدجلين بالدين خدمة للطغاة المجرمين. كأمثال المفتي الأسدي المستشيخ احمد حسون ربيب المخابرات السورية، والآخر البوطي الحنون صاحب الفتاوى المخزية في تبرير القمع والظلم والتعذيب الوحشي والاستبداد والسجود بخشوع لصورة ربه بشار الجلاد وكأنه إله على العباد.
زمرة دموية طائفية عائلية متسلطة حاقدة من مافيا الاشرار تغتصب سوريا بالحديد والنار تدلس لها في فجورها وبطشها وأكاذيبها جوقة موصوفة من رجال الدين التجار!
ونحن لا نعتب على باقي الحَسَاسين اللبنانية خريجي الجوقة الخامنئية المغردين على شجرة ولاية الفقيه الزقومية خدمة للانظمة الدكتاتورية الاستبدادية وللمشاريع والطموحات الفارسية المتغلغلة في منطقتنا عبر أذرعتها المخابراتية في ارهاب المجتمع بطبخ مؤامرات الاغتيالات والتفجيرات والمخدرات ونشر الموت في الطرق والساحات، أو ببلطجية اسقاط الحكومات الوطنية بالقمصان السود وكواتم الصوت، وبث الفتن وتفخيخ السيارات وخلق المشاكل وافتعال القلاقل، واشعال الحروب المذهبية بين أبناء الوطن الواحد للسيطرة على الدول العربية، كالمعممين بالأسود والأبيض من ملتحي العنصرية الصفوية الدخيلة ومن لف لفهم من اشياخ جبهة العمل الاسلامي وحركة التوحيد والاحباش وغيرها من اشياخ وأشباح وأشباه القاعدة المستغَلَّةُ يافطتها من النظامين الايراني والسوري وأذنابهما غب الطلب.
أما المعمم بالعمامة الأورونجية والمعقد بالعقدة الرئاسية على حساب المصلحة الوطنية السفسطائي الديماغوجي ميشال عون صاحب الطريقة المنتهية الصلاحية في والتغيير والاصلاح، والفاعلة جدا بعشر وزارات في التعتير والافساد، والكذب المباح، والمشهور في كتب التاريخ بالهروب بعيدا الى باريس تحت جنح الظلام خوفا من الاسد ثم الانبطاح على الأربع خدمة لابنه بشار السفاح، فهذا الميشال انو شروان هو حالة شاذة ودخيلة في لبنان على عالم الكباريهات السياسية الهابطة الاخراج، أو السيركات البهلوانية الفاشلة الإنتاج.
فهؤلاء جميعا من مستشيخين سوريين ولبنانيين ومطارنة عونيين ليمونيين مُلَونين أورنجيين فاسدين قد تلطخت ايديهم مباشرة بالدم الحر الثائر البريء، المسفوك في قرى ومدن وارياف سورية الحبيبة، خدمة لنظام المجرم الموصوف بالقتل والاغتيال واتهام القتيل بقتل نفسه.
نحن نعتب فقط ونحاسب وننتقد رجال دين نقدر، ومرجعيات وطنية نحترم كالمفتي قباني والبطريرك الراعي.
ويا للأسف فالأول استقبل شبيحا وبلطجيا وقحا واضعا يده بيده الملطخة بدماء الأبرياء المقتولين والمخطوفين كشبلي العيسمي وابناء جاسم وغيرهم بلا خجل ولا وجل.
والثاني يُنَظِّرُ في مقعده الوثير ترفا ويتغنى بالدولة السورية التقدمية وبنظامها الأسدي الانساني، وبدستورها الحداثي العصري البعثي المثالي الذي لم يقل كباقي الدول العربية " أنها دولة إسلامية لكن دين الرئيس الإسلام".
لقد وجدها البطريرك الراعي فَرِحاً بعد ان انكب على دراسة كافة الدساتير العربية متغنيا بالدستور الاسدي البعثي.
فمرحى للراعي بهذا الكشف الثمين!
ومرحى لبشار بهذا الحليف عظيم!
نسي غبطة البطرك هنا أن الدساتير في النظام الأسدي البعثي كلام منصوص لا قيمة فعلية له على أرض الواقع. حيث النظام الأمني المخابراتي بيد عائلة الأسد العلوية هو الحاكم الفعلي وأوامره هي دستور البلاد الأعلى. والدليل كيف انهم عدلوا الدستور بشطحة قلم بعد موت المقبور حافظ وألبسوا الولد بشار الحكم كبذلة مفصلة على القد لكي يرث مملكة آل أسد العلوية أي الدولة السورية. ويا خراب البلد عندما يحكمها ولد. وبشار اليوم وبرعونة الأطفال يدمر ويخرب ويقتل ويشوه سوريا ويمزق وحدتها الوطنية بحماقاته الاجرامية في الاستمرار بالتسلط على الدولة المنكوبة بعائلته العنصرية الحاقدة.
ويتغني البطريرك الراعي شططا بديمقراطية بشار بالقول:
"وأقرب شيء الى الديمقراطية هي سوريا".
هذا الكلام هو أكثر من معيب بحق قائله ولا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال. وهو ليس فقط ساذجا ولا أساس له من الصحة على أرض الواقع، وانما هو ايضا استهزاءا بالقيم الديمقراطية الانسانية في الحرية السياسية والحرية الشخصية وحرية التعبير، وليس خنق المجتمع كما في سوريا الأسدية بتكميم الأفواه وزج أصحاب الرأي المعارض في السجون والمعتقلات.
وهذا الكلام هو انقلاب على الاخلاق الديمقراطية السامية في التبادل السلمي للسلطة بين الرؤساء وليس كما في سوريا الأسدية بالوراثة والتمديد للرئيس الى ان يقلب الموت له ظهر المجن.
وهذا الكلام هو استخفاف بالمبادئ الديمقراطية البديهية في المنافسة الحزبية الحرة، وليس حزب واحد او عائلة واحدة كما في سوريا الأسدية تحتكر السلطة وتحكم البلد.
وهذا الكلام هو تصفيق تهريجي للطاغية كتصفيق مهرجي مجلس الشعب للاستفتاءات الصورية الكاريكاتورية على بشار اسد أو لا احد.
وهذا الكلام لا علاقة له بانتخابات حرة تعبر عن ارادة الشعب وتفرز سلطته الحاكمة عبر صناديق الاقتراع السرية.
وأين قدسية حقوق وكرامة الإنسان في سوريا يا غبطة البطرك؟
بناء عليه نستطيع القول أنه ليس أبعد شيء عن الديمقراطية هو النظام السوري، وانما هو قمة في الظلم والظلامية، والاستبداد والدكتاتورية، والعنصرية والبربرية، واحتقار الحياة الإنسانية عبر مخابراته وشبيحته الهمجية.
والمشكلة انه كلما أراد البطريرك الراعي تكحيل تصريحاته المنفرة السابقة بهذا الخصوص، عماها بتصريحات لاحقة باهتة النصوص! وكلما أراد ترقيع تصريحاته من جانب، تمزقت بفعل التسطيح الفكري المتخبط بالحقائق، وضبابية المنطق المُشوش بالوقائع من جانب آخر!
أنا لا أدري ما الذي دفع المفتي قباني على وضع يده بيد ممثل السفاح ابن السفاح، ولا ادري أيضا ما الذي يدفع الراعي الى الإدلاء بتصاريح منفرة يحاول في اليوم التالي تريقعها دون نجاح!
وبدل ان يذهب المفتي قباني لتفقد أحوال أهلنا السوريين النازحين المشردين المنكوبين المعذبين الهاربين الى لبنان قسرا من جحيم آلة بطش العصابة الاسدية البربرية الحاقدة، ومواساتهم والنظر في احوالهم وما يحتاجون اليه وهم يحتاجون الى كل مساعدة وبلسمة آلام وجراح مادية ومعنوية، تراه وبكل أسف يضع يده بيد الشبيح الذميم على عبد الكريم ممثل هذه العصابة الأسدية الحاقدة في لبنان.
وبدل ان يذهب البطريرك الراعي بمشاعره الفياضة وقلبه الرؤوف الرحيم وحبه المستمد من محبة المسيح لزيارة انسانية أخوية لافته الى أهلنا السوريين النازحين المنكوبين المعذبين الهاربين الى لبنان قسرا من جحيم آلة بطش العصابة الاسدية البربرية الحاقدة، محملا كبابا نويل بالهدايا لأطفالهم المشردين من ديارهم، المكلومين بخسارة اب او أم أو اخ او جار أو صديق ، تراه هو الآخر يطالعنا يوميا بتصاريح غريبة لا منطقية، خارجة عن السياق السليم ومزعجة لكل صاحب ضمير حي، يمدح فيها نظام السفاح ابن السفاح، الذي استعبد ونكل وشوه وفرق واغتال وقتل وخطف وخرب بلبناننا ويرتكب اليوم المجازر على أبشع ما يكون بأبناء الله الانسان في سوريا المذبوحة بسكاكين حماة نظامها الدموي الاستبدادي الطائفي العائلي.
نظام فئوي ظالم يرتكب أبشع المظالم خارج عن سياق العصر الحديث حوَّل سوريا العظيمة الى غابة من الشبيحة المجرمة الحاقدة، تحكمها عائلة فاجرة وبطانة فاسدة.
كنت اريد ان اكتب مقالة نقدية ثانية حول موقف البطرك الراعي المرفوض والغير موزون من المأساة الرهيبة والفظائع المرعبة التي يتعرض لها اطفالنا واهلنا في سورية الغالية. الا اني عدلت عن الفكرة لأن مفتي الجمهورية هو الآخر ألصق بنفسه ومقامه عملا معيبا باستقباله المخزي للجاسوس الأسدي علي عبد الكريم، بينما النساء وفي نفس الوقت في حمص تغتصب وتقتل، والاطفال مع امهاتها في عيد الام تذبح، والحرمات تنتهك، والمدن تدك واحدة بعد الأخرى بالمدفعية والصواريخ، ورائحة الدم المسفوك في كل مكان من بلاد الشام.
المؤسف ان رجال الدين في تصريحاتهم المتعثرة واستقبالاتهم المنفرة يؤكدون ادراكهم ببيع مواقعهم في سوق المنافقين المداهنين، أو سذاجتهم وعدم ادراكهم وهنا الفاجعة الكبرى التي توحي بموت الضمير وتخثر الشعور بمآسي الضحايا اليومية والمجازر البشعة التي يتعرض لها هذا الشعب البطل.
كم هو مؤلم من رجال الدين، أيا كانت ديانتهم، عدم اكتراثهم لأرواح الأبرياء وتمجيدهم للسلطة القاتلة وحقها الإلهي رغم كل المظالم بالحفاظ على السلطة باستقرار أمني مفروض ظالم !
يتحدث البطرك الراعي عن الشركة والمحبة. كلام جميل ولكن :
هل تبرير الظلم والإجرام شركة ومحبة؟
وهل اتهام الإعلام والقراء والنقاد بالإجتزاء وعدم الفهم شركة ومحبة؟
لا يا غبطة البطرك نريدك انت والمفتي مراجع وطنية تدافع بضمير حي عن العدالة والحرية والقيم الإنسانية وبالأخص أمام سلطان جائر ظالم، كذاب ماكر، جزار فاجر، دموي مقامر كبشار الاسد!

الــــهــــويــــة المــــصــــريــــة/ أنــطــونــي ولــســن

مقدمة : كتبت هذا المقال بتاريخ 24 مارس هذا العام 2012 . لكن فكرت في كتابة مقال عن قداسة البابا شنودة الثالث لا أكون فيه طرفا كما فعلت مع المقالين الذين كتبتهما بعنوان " لحظات مع قداسة البابا شنودة الثالث .. " . بالفعل كتبت المقال الذي تم نشره بالفعل بعنوان " قداسة البابا شنودة الثالث " .

واليوم الثلاثاء 27 من مارس 2012 وأنا أشاهد برنامج " القاهرة اليوم " حسب التوقيت المحلي لمدينة سيدني / أستراليا وكان عمرو أديب في قمة غضبه لما يحدث لمصر والمصريين . وسط غضبه عندما تطرق إلى هوية مصر قال أنها مصر هي مصر ولايجب أن نقول عنها الإسلامية " قد تكون الكلمات ليست بالحرف ، لكنها تحمل المعنى " وما يؤكد ذلك كلمته التي أسرعت بكتابتها " لا دين للدولة " . لقد علقت في التسعينات عن مقولة للراحل الأستاذ مكرم عبيد عندما قال أنه مسلم وطناً ، مسيحي ديناً وأتذكر أنني كتبت ، كان عليه أن يقول أنا مصري وطناً مسيحي ديناً . وعلى الرغم من إعتراضات لكني متمسك بذلك . أنهي هذه المقدمة بكلمة أشد فيها على يد الأستاذ عمرو أديب قائلا له .. صدقت يا عمرو أديب .

المـــقـــال :

ما هي الهوية ؟ .. هل هي صفة نصف بها الناس ؟ .. أم هي رمز الإنتماء ؟

تدور هذه الأسئلة أو الإستفسارات في رأسي محاولاً أن أجد مخرجا مقنعا لكل ما يدور حول هوية المصريين ومصر البلد التي ينتمون لها .

إذا سألني أحد " على الرغم من وجودي في أستراليا " عن جنسيتي التي توضح من أنا ، وبحكم حصولي على الجنسية الإسترالية أجد نفسي مجاوباً بكل صراحة " أنا مصري أسترالي " . هذا إذا كان الساءل من جهة رسمية . أما إذا سألني مهاجر مثلي من أي بلد أخر . عندئذٍ ستكون إجابتي " مصريٌ " . لا أستطيع أن أضحك على الناس وأقول لهم " أستراليٌ " . لأن شكلي ولهجتي في الكلام مهما كانت قدرتي على التحدث باللغة الإنجليزية لا شائبة تشوبها . بل في حالتي الشخصية إسم " ولسن " إن كان كأسم العائلة أو إسمي الشخصي لا يمكن أن يقنع الأخر بأنني أسترالي بالمولد . ويحدث هذا مع كل مهاجر خارج وطنه تجده يفتخر بإنتمائه لوطنه الأصلي ويعتز بنطق إسم بلده بإعتزاز وأصبح أمام ساءله معروفا بوطنه " مصريٌ أو لبنانيٌ أو سعوديٌ أو هنديٌ أو برازيليٌ أو ... إلخ " .

وإذا سافرت إلى بلد آخر غير أستراليا بجواز سفر أسترالي .. لن يجرؤ إنسان أن يقول لي أنني غير أسترالي ، أو حتى يتشكك في جنسيتي الإسترالية .

ولو إحتجت إلى مترجم ليترجم لي باللغة العربية كل ما أحتاج لفهمه من أسئلة مثلا ، يستجاب طلبي .

وإذا سألني إنسان ما في أي مكان في مصر أو أستراليا أو في الهند ما هي ديانتك ؟ ، ستكون إجابتي دون تردد .. " مسيحي ، أو مسلم ، أو لا ديني .. إلخ . " وهنا يعرف الساءل ديانتي التي أعبد الله عن طريقها مهما كان إسم البلد الذي ولدت على أرضه ونشأت وترعرت في ربوعه .

وبهذا أصبح واضح على سبيل المثال أنني مصري الجنسية مسيحي الديانة ، أو مصري الجنسية مسلم الديانة ، أو صيني الجنسية بوذي العبادة .. إلخ .

في بلاد الغرب لا يسألون عن الديانة إلا في حالة المعرفة لتقديم ما تؤمن أنه حلال من مأكل أو مشرب أو ما شابه ذلك . بمعنى العمل على راحتك . وهذا عكس البلاد الشرقية الإسلامية العربية والإسلامية غير العربية السؤال عن الديانة يعتبرونه سؤالاً عن هويتك وليس عن إيمانك الشخصي الذي لا دخل لأحد فيه ، لكن مع الأسف الذي يحدث هو معاملتك على حسب دينك وأكثر من هذا على حسب المذهب الذي تتبعه . وهنا الفارق في التعريف بالهوية .. هل هي صفة نصف بها الناس ؟ أم هي رمز الإنتماء ؟ و الإنتماء إلى من !! هل للوطن ، أم للدين !! .

نأتي هنا لسؤالي الأول .. ما هي الهوية ؟ والإجابة نجدها 1 - في التأكد من شخصيتي بتقديم إذا طلب مني مسؤل عن إثبات هويتي بتقديم " بطاقتي الشخصية التي بها صورتي وإسمي ومحل عملي وسكني 2 – وتثبت أيضا هويتي الوطنية أي الوطن الذي أنا منه . إذا كان الساءل في وطن غير الوطن الذي أنتمي إليه . 3 – خارج الدول العربية لا مكان للديانة في البطاقات الشخصية أو جوازات السفر . لأن ديانتك تخصك أنت ولا أحد غيرك . المهم أن تكون أنت صاحب البطاقة أ و جواز السفر فهما أو أحدهما الدليل الذي لا يقبل الشك على هويتك ، من تكون ، ومن أي وطن أنت .

هذه هي الهوية .. تبدأ بشهادة ميلادي ، وبعدها بطاقتي الشخصية ، ثم جواز سفري لإثبات هويتي .

نأتي إلى السؤال الثاني .. هل هي صفة نصف بها الناس ؟

الأجابة تنقسم إلى شقين .. 1 – إذا تواجد الإنسان بين آخرين من غير بلده في مؤتمر من المؤتمرات نجد أمام كل عضو إسم بلده ليعرف به ، فنعرف مثلا أن هذا هندي ، أو مصري .. إلخ . 2 - إذا تواجدت مجموعة من أبناء بلد واحد ولكنهم من الصعيد مثلا أو من بحري وأشار أحدهم متسائلاً عن هويته فيقول له " دا صعيدي " أو " دا فلاح " وهنا أخذ الشخص صفة المنطقة التي ينتمي إليها في وطن واحد يجمع الجميع .

أما عن السؤال الثالث .. أم هي رمز الإنتماء ؟

سنجد أن الهوية الوطنية هي رمز الإنتماء للوطن الذي ولد على أرضه وأصبح يحمل الهوية الوطنية لبلده . فهو مصريٌ ، أو سودانيٌ ، أو لبنانيٌ .. إلخ ...

وهنا نأتي إلى الجدل الدائر الأن في مصر حول هوية مصر وأتعجب !!

مصر منذ أن وحدها الملك مينا وهي تعرف بأسم المملكة المصرية بعد أن كانت قبل ذلك مملكة الجنوب ومملكة الشمال . حكمها ملوك عرفوا بالفراعنة وتعددت دياناتها .. لكنها إحتفظت بهويتها المصرية . تعدد الغزاة الذين حكموها .. لكنها إحتفظت بهويتها المصرية على الرغم من إختلاف ديانات الغزاة من هكسوس وفُرس وإغريق ورومان وما عرف بعد إنقسام الأمبراطورية الرومانية إلى قسمين شرقي عرف بإسم الإمبراطورية البيزنطية ومصر كانت تتبعها والإمبراطورية الرومانية في الغرب .. لكنها إحتفظت بهويتها المصرية حتى بعد أن إعتنقت كل من مصر وبيزنطة الديانة المسيحية أو ما أحب أن أسميه بالإيمان المسيحي .. دخل العرب المسلمين مصر بدين جديد إعتنقه من إعتنق ، وبقي على إيمانه المسيحي من بقي ..لكن مصر إحتفظت بهويتها المصرية .. تقلب على حكم مصرعرب وغير عرب وإنجليز ولم يستطع أي من المحتلين المغتصبين تغير هوية مصر .. حاول عبد الناصر تغير إسمها طمعا في زعامة العرب فأصبح إسمها " الجمهورية العربية المتحدة " ومع ذلك لم يجرؤ على إلغاء إسم مصر وهويتها المصرية فأضاف إلى الأسم جملة " الأقليم المصري " .

لم تتغير الهوية المصرية على الرغم تغير الديانات مع تغير المستعمر وظلت مصر منذ فجر التاريخ هي مصر على الرغم من إعتناق بعض المصريين لديانات المستعمر سواء عن قهر أو عن إيمان .

زادت أعداد المصريين الذين إعتنقوا ديانات غير الديانات المصرية القديمة أو الإيمان المسيحي ومع ذلك لم تتأثر الهوية المصرية ولم تتغير ولم يحاول أي غازي أن يجعل من دينه هوية لمصر بحجة أنه الأغلبية أو أنه الحاكم .

ويأتينا الأن من يزايد على الهوية المصرية ويريد إضافة الإسلامية ..

وأتسأل .. هل هناك من قال أن مصر غالبية سكانها غير مسلمين ؟؟!! .

يطالب البعض بحذف خانة الديانة في أي هوية شخصية .. فيأتينا من يحاول إلغاء إسم مصر أو إضافة صفة أخرى عليها ولم يحدث في أي كتاب سماوي أو غير سماوي أن ذكرت بإسم غير إسم - مصر - تغني الشعراء بإسمها فكتبوا الأناشيد وكلمات الحب بإسم مصر " يا حبيبتي يا مصر " .. " مصر التي في خاطري وفي فمي .. أحبها من كل روحي ودمي " مصر تتحدث عن نفسها " أنا إن قدر الإله مماتي .. لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي " .. ويأتينا الأن من يثير غبار طمس الهوية المصرية بالإصرار على إضافة صفة " الإسلامية " ..

مصر وطن .. كيان قائم منذ فجر التاريخ .. كانت ونتمنى أن تظل مأوى لكل محتاج وملجأ لكل مضطهد ، وملاذ لكل مظلوم ، تحترم الأديان والعقائد والملل .

الدولة إسلامية بحكم الأغلبية . لكن مصر متعددة الأديان والملل والمذاهب . إن كنتم تحبون مصر حافظوا على هويتها المصرية فقط لا غير . أما إذا كنتم تمهدون للخلافة وإعتبار مصر مركزا للخلافة ، فأذكركم أن مصرفي عهد الخلفاء سواء الراشدين أو من جاء بعدهم هي مصر

بشار الأسد: سأدخل بك الجنة!!/ عطا مناع

هل هو الربيع العربي أم السنوات العجاف التي لا يعرف مدتها إلا اللة، هل نعيش آخر الزمان حيث الرويبضة والفتاوى العابرة للقارات؟؟؟ وهل هم المشايخ الذين يفتون بقتل الناس بالجملة في إطار عملية الذبح غير الرحيم كما حدث مع ألقذافي؟؟؟ أم هي ثقافة قميص عثمان والحسن والحسين ونبث قبور ألموتي التي ورثناها عن أجدادنا الأوائل؟؟؟ أيعقل أننا نستحضر ثقافة أكل لحوم البشر ووأد أبناءنا ضحايا ثقافتنا الظلاميه؟؟؟ وهل يجوز يأتينا الخطر من الذي يفترض أن يكونوا قدوة وعنوان للشعب في اللحظات الصعبة.
كيف يمكن أن نتقبل خطاب الاستهانة بعقولنا عندما تخرج علينا الفتاوى التي أصبحت تضاهي في حجمها رغيف الخبز المفقود في عالمنا العربي حتى النفطي منة، وما الذي يدفعني كمواطن عربي للأخذ بما أفتى به الدكتور صفوت حجازي أمين عام رابطة علماء السنة في مصر عندما قال بالحرف الواحد إن الفتاوى التي صدرت بإهدار دم بشار الأسد وقع عليها أكثر من 400 عالم، ويجاهر بأنة لو استطاع قتل بشار الأسد لفعل، وعندما قاطعة احد الشباب معترضاً وسأله هل ستدخل الجنة أم النار لو فعلت ذلك يا مولانا رد الشيخ حجازي: سأخل الجنة.
هي واحدة من عشرات فتاوى القتل التي صدرت ولا زالت في عالمنا العربي الذي يعيش آخر الزمان، ولا زالت فتوى الشيخ القرضاوي بقتل ألقذافي حاضرة عندما قال: وأنا هنا أفتي .... من يستطيع من الجيش الليبي أن يطلق رصاصة على ألقذافي آن يقتله ويريح الناس من شره.... انتهى الاقتباس، وبالفعل خرج ثوار الناتو على ألقذافي بعد قصفة بالطائرات الأمريكية وأخضعوه لممارسات لا تقل بشاعة عما كان يفعله بالشعب، ومن لا يتذكر فليعد إلى ما نقلة الانترنت من صور تضعك في زاوية الخجل وخاصة أن ليبيا ما بعد ألقذافي ليست بمختلفة عن العهد البائد إلا بمزيد من الفوضى والقتل على الهوية السياسية ونبش القبور.
لقد ثبت بالملموس مع بعض الاستثناءات أن علماء السلاطين ينفذون سياسة أرباب نعمتهم، فها هو عالم الدين السعودي عائض القرني يفتي بقتل الرئيس السوري بشار الأسد ليقول قتل بشار الأسد اوجب من قتل الإسرائيلي، ودعا الشعب السوري بحمل السلاح ضده لتنعم جميع الأقليات والطوائف بالأمن وترتاح.؟؟؟؟
في المشهد السياسي قامت الدنيا ولم تقعد على النظام السوري، وذرفت دموع التماسيح لدرجة أن وزير الخارجية الإسرائيلي المتطرف ليبرمان يطالب بتقديم الدعم المادي والمعنوي للشعب السوري وسعي لدعم رسمي من دولة الاحتلال للشعب السوري، والى جانب ليبرمان خرجت الولايات المتحدة الأمريكية لتتباكى على سوريا وبالطبع العرب العاربة كانت بمثابة عصا من قش إلى جانب القاعدة التي أعلنت النفير العام باتجاه سوريا للدخول عبر بشار الأسد إلى الجنة.
وإذا كانت كل الأطراف الغربية والعربية مع بعض الاستثناءات والقاعدة وإسرائيل مع القضاء على سوريا يحق لنا أن نطرح السؤال الذي يفرض نفسه على المشهد السوري والعربي لماذا؟؟؟؟ كيف يمكن أن يتفق رجال دين إسلامي مع ليبرمان والقاعدة وأمريكيا؟؟؟؟ ما هذا الخليط الذي لا يمكن أن يقنع المتابع البسيط للإحداث في سوريا والعالم العربي؟؟؟؟ وكيف يستهينون في عقل المواطن العربي عندما يخرج علينا احدهم في مصر الثورة ليعلن ترشحه لمنصب البابا القبطي تحت شعار أن الأقباط من حقهم أن يترشحوا لمنصب الرئيس في مصر؟؟؟؟ من أين خرج علينا المحامي شريف جاد للة ليتحفنا بإعلانه الترشح لمنصب البابا الذي وصفة الشيخ وجدي غنيم بأنة رأس الكفر؟؟؟
اوليس هذه مهمة رجال الدين العرب الذين استحضروا لنا صكوك الغفران من أوروبا عندما كيف يمكن رجل دين أن يفتي بالقتل؟؟؟؟ أليس هذا تحريض واضح على استمرار الأزمة السورية التي بحاجة إلى اعتماد المنهج العقلاني الذي يوقف شلال الدم الذي لا زال يجري بسقوط المزيد من الضحايا؟؟؟ وقد يخرج احدهم ليقول أن النظام السوري يتحمل المسئولية الأكبر وأجيب نعم؟؟؟؟ لكن التحالف الغير مقدس من أطراف لم تلتقي في يوم من الأيام لا عقائدينا ولا ثقافة يقول لنا أن وراء الأكمة ما ورائها.
إن الفتاوى والتوصيفات الصادرة عن رجال الدين المسلمين باتت تمس الشارع العربي والدم الذي سال في الشوارع في مواجهة الأنظمة الشمولية، ولا زالت كلمات المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين حاضرة بقسوتها عندما وصف الديمقراطية مثل قبقاب الحمام يذهبون بها إلى الوضوء، ورغم ردود الفعل في الشارع السياسي المصري إلا أن هذه التصريحات مرت كغيرها وأعطت إشارة واضحة عن المستقبل الذي ينتظر الشعوب العربية ضحية الفتاوى التي ما انزل اللة بها من سلطان.
قد يغضب أنصار الإسلام السياسي والمتغيرات التي يشهدها العالم العربي التي هي نتاج للفوضى المنظمة التي نادت بها كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، ولا بد أن نتفق أن الشعوب العربية قد عانت الأمرين من الحكم الشمولي الذي اعتمد على القمع وأجهزة الأمن في إطالة عمرة، وهذا دفع بالشعوب العربية إلى القاع على صعيد الديمقراطية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، ولا يختلف احد على مرارة الحقبة الزمنية التي قادتها الأنظمة الشمولية، ولكن أن ننتقل من قمع الأجهزة الأمنية لحكم الفتاوى فهذا لن يستمر رغم الحديث عن ضرورة إعطاء القوى الجديدة فرصة الحكم، لا يمكن أن تسود ثقافة الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح لرئاسة مصر الذي يقول وأنصاره أنة امسك سيدة مقعدة على كرسي كهربائي من إذنها لتقف على قدميها، ولا يمكن أن يختصر نضال الشعوب العربية في تلك الحركات والعالم أصبح قرية صغيرة.
لسنا بصدد الربيع، إنما هو شتاء غير مسبوق نعيش بداياته، شتاء يحلل سفك الدماء ويلقي بالشعوب العربية إلى الشارع للوصول لأهداف باتت معروفة وباستخدام كافة الوسائل والتحالفات الغير مسبوقة، وهو شهر العسل والاستخدام في ظل الأزمة مع إيران التي تقلق الولايات المتحدة وحلفائها، وبالفعل رأس النظام السوري مطلوب بهدف تغيير خارطة المنطقة العربية كمقدمة لإعادة بسط الحقبة الأمريكية على المنطقة بقبضة حديدية بعد الفشل والخسائر التي لحقت بها في العراق.
لا بد من التغير في سوريا، لكن التغيير لا يأتي من الغرب ومن ليبرمان وفتاوى المشايخ، وإنما يأتي من الداخل بإحداث الجديد دون اللجوء للأطلسي ومعارضته التي يسعى بكل قوة لدعمها وبكل الوسائل، مما يؤكد أن المعركة ليست باتجاه التغيير ولا الهدف جنة السماء التي سيدخلون إليها من خلال رأس بشار الأسد، وإنما جنة أمريكا الصنم الأكبر الذي صنعوه وسيأكلهم.

عندما نقول علي زعيم امة المخلوع فمن المؤكد اننا لم نجد من يعلمنا الأدب/‏ سلوى احمد

حملت 25 يناير إلي مصر الكثيرمن الخراب والدمار ولازالت تبعاتها يوما بعد يوم تظهر علي السطح , وهذا

امر طبيعي في ظل احداث جعلت من الابطال لصوص ومن اللصوص أبطال جعلت من الجبناء شجعان ومن الشجعان جبناء جعلت من الخطأ صواب ومن الصواب خطأ

لكن من اكثر الأشياء التي حملتها لنا تلك الاحداث هي فقدان الاخلاق والادب بين عدد ليس بالقليل من ابناء الشعب المصري . هذا الفقدان الذي تلاشي معه احترام الكبير وتوقيره .

ونختلف او نتفق مع الرئيس مبارك لكن لا يستطيع احد ان ينكر ان هذا الرجل ظل حاكما لمصر لمدة ثلاثين عاما كان خلالها ليس رئيسا لمصر بل زعيما للعالم العربي

له مواقفه المشرفه في الداخل والخارج عمل جاهدا علي ان يكون لمصر كلمتها المقدرة في كل المحافل الدولية وهذا امر مهما حاولنا انكاره فلن نستطيع

الظاهرة التي اصبحت موضة هذا الوقت والتي اعجبت الكثيرين ان نسمع علي الالسنه كلمة المخلوع عند الحديث عن الرئيس مبارك والمحزن ان نسمع تلك الكلمات من شباب صغير لا يعرف عن تاريخ

الرجل الا ما روج له الاعلام الفاسد الذي يخرج علينا مذيعوه ومقدموا برامجه ويتسابقون في نعت الرئيس مبارك بالمخلوع والاكثر ألما ان نري ونسمع تلك الكلمة علي لسان مذيعي ومذيعات القنوات

العربية .لا اجد شئ اقوله سوي ان الشعب اهان نفسه عندما سمح ان يسب رئيسه ويوصف بهذه الكلمة علي الشاشات العربية المختلفة

واتساءل ما الفرق بين ان نقول رئيس سابق ورئيس مخلوع ؟ الفرق ببساطة اني اشعر ان من يقول رئيس سابق حتي وان كان ضد الرئيس مبارك هو انسان رباه اهله فاحسنوا تربيته ام هؤلاء الذين

يخرجون ويقولون المخلوع فهؤلاء وبكل تاكيد لم يجدوا من يربيهم ويعلمهم الاخلاق لانهم لو وجدوا من يربيهم لما اهانوا انفسهم باهانة رمز الوطن لما اهانوا انفسهم باهانه زعيم امه في الفضائيات

والقنوات العربية

اختلفوا مع الرئيس مبارك كونوا معه او ضده ولكن احفظوا لوطنكم كرامته . وهيبته فاهانه مبارك علي الفضائيات والشاشات هي اهانة لكم فعندما تخرج علينا مذيعه عربية لتقول علي بطل اكتوبر

الرئيس المخلوع

فانها تهينكم قبل ان تهين مبارك

وكلمة اخيرة الي كل من يقولون المخلوع وخاصة مذيعي ومذيعات القنوات الفضائيه اقول لهم ان حذاء يلبسه بطل اكتوبر في اقدمه اشرف منكم فمن حررا لنا ارضا وحافظ عليها يشفع له كي نحفظ له

وقاره واحترامه

أزمة التمول الفلسطيني/ نقولا ناصر


(التلاسن الفلسطيني اتهاما ودفاعا عن "المال الايراني" و"المال الأميركي" يثير سؤالا عن "المال العربي" الذي يتدفق سيالا ببذخ لتمويل كل ما يشتت الجهد العربي والاسلامي بعيدا عن القضية المركزية للأمة)
وسط تعويم إعلامي ل"حل الدولة الواحدة"، في خضم تحذيرات متواترة من فشل "حل الدولتين"، حذرت الأمم المتحدة في ختام اجتماع لجنة تنسيق الدول المانحة في بروكسل يوم الأربعاء الماضي من أن خزانة السلطة الفلسطينية تواجه الإفلاس، وحذر رئيس وزراء السلطة برام الله، د. سلام فياض، من أن حكومته في خطر إن لم يسعفها المانحون بحوالي مليار دولار أميركي على عجل.

وكان الحل لأزمة التمول الفلسطيني في رأي منسق الأمم المتحدة ل"عملية السلام" روبرت سري، الذي لم يعد له ما ينسقه، هو في استئناف مفاوضات منظمة التحرير الفلسطينية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي لأن "فشل الطرفين في استئناف الحوار بات يهدد الآن الجهود الجارية من أجل قيام الدولة الفلسطينية القابلة للحياة".

ولهذا السبب على وجه التحديد، استشعر الرئيس الأميركي باراك أوباما مخاطر انهيار السلطة كي يقتطع فسحة من الوقت من حملته الانتخابية ليهاتف الرئيس محمود عباس يوم الاثنين الماضي، لتلحق به بعد يومين وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون فتهاتفه بدورها لتحث عباس على مواصلة الاتصالات والمشاورات، ربما بانتظار اجتماع اللجنة الرباعية الدولية بواشنطن العاصمة الشهر المقبل، حيث سوف يستمر التلويح ب"جزرة" الدولة الفلسطينية التي لا يمنع قيامها سوى "الرباعية" ذاتها نتيجة انحياز الولايات المتحدة لدولة الاحتلال، وعجز الأمم المتحدة والاتحادان الأوروبي والروسي عن التحرر من الهيمنة الأميركية على هذه اللجنة الدولية التي يحول وجودها دون إعادة القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة التي فجرت الصراع في الشرق الأوسط بقرار تقسيم فلسطين الذي فرضته على المنطقة والمجتمع الدولي عام 1947.

إن إعلان عضو تنفيذية المنظمة أحمد قريع مؤخرا بأن حل "الدولة الواحدة" هو أحد خيارات منظمة التحرير حاليا، وهو نفسه عراب المفاوضات السرية التي قادت إلى تبني "حل الدولتين" ك"مشروع وطني"، لأن حكومة الاحتلال "لم تبق أمام الفلسطينيين أي خيار سوى هذا التوجه" كما قال أخوه في حركة فتح د. عبد الله أبو سمهدانة رئيس قيادة الحركة في المحافظات الجنوبية، هو إعلان مدوي بفشل "حل الدولتين"، وفشل "المشروع الوطني" للمنظمة، وفشل "عملية السلام" وفشل "الرباعية" الدولية، وفشل "الفياضية" كمشروع لبناء مؤسسات الدولة تحت الاحتلال، مما يسوغ "القلق الأميركي" لحال هذه المؤسسات كما صرحت المتحدثة بلسان الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند يوم الثلاثاء الماضي، ويسوغ قول مسؤول ملف القدس بحركة فتح حاتم عبد القادر: "نحن كفتح مشروع سياسي فشل".

لكن الأخطر من هذا الفشل هو "حل الدولة الواحدة" البديل الذي يهدد مفاوض منظمة التحرير به الآن لأن إمكانية نجاحه أكثر استحالة من إمكانية نجاح "حل الدولتين"، فهو هروب إلى الأمام يوغل في أوهام التسوية السياسية بينما المطلوب وطنيا هو مراجعة وتراجع عن استراتيجية التسوية السياسية التي قادت إلى الفشل الراهن، ناهيك عن السقوط في فخ اليمين الصهيوني العنصري الحاكم في دولة الاحتلال الذي ضم القدس ويسعى حثيثا إلى ضم "يهودا والسامرة" في الضفة الغربية المحتلة سعيا إلى "حل الدولة الواحدة اليهودية" ولا يوجد في جعبته سوى "السلام الاقتصادي" و"السلام مقابل الأمن" بدل مبدأ السلام مقابل الأرض كأساس ل"حل الدولتين" المنهار.

في مثل هذه الأيام من العام الماضي كانت الرباعية والبنك وصندوق النقد الدوليان والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي يصدرون الشهادات العلنية بأن نجاح "الفياضية" في بناء مؤسسات الدولة أهل السلطة الفلسطينية لإقامة دولة "في أي وقت في المستقبل القريب" كما أعلن، مثلا، البنك الدولي، وأن "المؤسسات الفلسطينية اليوم تقارن ايجابيا بمؤسسات الدول العريقة" كما أعلنت مفوضة شؤون السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي البارونة البريطانية كاثرين آشتون.

وبناء على هذه "الشهادات" أعلن عباس وفياض شهر أيلول / سبتمبر الماضي موعدا نهائيا فاصلا لتحويل الدولة الفلسطينية من "حلم" إلى "واقع"، وذهبا إلى الأمم المتحدة للاعتراف بهذه الدولة ولقبولها عضوا في المنظمة الأممية، ليفاجآ بأن مصدري شهادات ولادة الدولة المأمولة هم أنفسهم الذين إما سارعوا إلى إجهاض جنينها قبل ولادته أو كشفوا خداعهم للشعب الفلسطيني بالكشف عن كون الحمل بهذه الدولة كان حملا كاذبا، ليعلن تقرير للبنك الدولي في الحادي والعشرين من الشهر الجاري بأن "الأزمة المالية الفلسطينية" الراهنة "تنطوي على خطر يهدد المكاسب التي تحققت خلال السنوات الأخيرة في بناء المؤسسات". فقد "اختفى الوليد" فجأة بالرغم من وجود "شهادة ولادته" كما كتب ديميتريس بوريس الباحث في مجلس العلاقات الأوروبية الفلسطينية بلندن يوم الأربعاء الماضي.

إن اجتماع المانحين في بروكسل الأربعاء الماضي يذكر بأن أموال المانحين هي التي مولت مسيرة الفشل طوال العشرين عاما المنصرمة، وهي اليوم تسعى إلى تمويل الوضع الراهن الفاشل من أجل إطالة عمر هذه المسيرة، بالاستمرار في تمويل الاحتلال عن طريق إعفاء دولته من التزاماتها المالية كقوة قائمة بالاحتلال بموجب القانون الدولي.

وإذا كان لهؤلاء "المانحين" مصالحهم الواضحة في استمرار ارتهان الشعب الفلسطيني لتمويلهم بالقطارة لاستمرار تعويم سلطة لم يعد قادتها يجدون أي حرج في الإعلان بأنهم سلطة بلا أي سلطة، فإن استمرار تمويل الوضع الراهن لم يعد بالتاكيد يخدم المصالح الوطنية الفلسطينية.

والأسباب واضحة. فاستمرار تمويل المانحين، واستمرار المانحين في التلويح ب"جزرة" الدولة الفلسطينية، مشروطان باستئناف المفاوضات، واستئناف المفاوضات بمرجعياتها ورعاتها ومفاوضيها وشروطها السابقة هو الرصاصة القاتلة للمصالحة الفلسطينية.

إن التزامن بين انهيار اتفاق الدوحة للمصالحة وبين الكشف عن مباحثات مالية بين السلطة في رام الله وبين حكومة الاحتلال، نفى المستشار السياسي للرئيس عباس، نمر حماد، أن تكون "مفاوضات"، لتعديل اتفاقية باريس المالية التي ارتهنت تحصيل الضرائب والرسوم الجمركية الفلسطينية لدولة الاحتلال ومنحتها حصة فيها يوضح كيف تحول عدم وفاء المانحين بتعهداتهم المالية إلى "عصا" ترغم السلطة الفلسطينية على البحث عن حلول لأزماتها المالية لدي دولة الاحتلال وهي السبب الأول والأخير فيها.

ومع ذلك لا يجد عضو مركزية فتح عزام الأحمد ، وفتح هي التي تقود السلطة في رام الله، أي حرج في إعلان أن "اتفاق الدوحة بات في الثلاجة"، ليس لأن تمويل المانحين يشترط عدم اتمام المصالحة، ولأن انقاذ السلطة وحكومتها في رام الله من أزمتها المالية مشروط بعدم اتمام المصالحة، بل لأن "المال الايراني" يخربها كما قال.

ولا يمكن تفادي ملاحظتين في هذا السياق، الأولى المقارنة بين تمول فلسطيني من أجل الصمود ومقاومة الاحتلال وفك التبعية لدولته وبين تمول في الاتجاه الآخر المعاكس تماما.

والملاحظة الثانية في هذا التلاسن الفلسطيني اتهاما ودفاعا عن "المال الايراني" و"المال الأميركي" تثير سؤالا لا يمكن تفاديه كذلك عن "المال العربي" الذي يتدفق سيالا ببذخ يضن بالنزر اليسير منه على الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، سلطة ومقاومة، لتمويل التدخل الأجنبي والتمرد المسلح في أقطار شقيقة وكل ما يشتت الجهد العربي والاسلامي بعيدا عن القضية المركزية للأمة، عربية وإسلامية، لا بل ويساهم في حل الأزمات المالية للمسؤولين الأميركان والأوروبيين عن استمرار احتلال فلسطين وشعبها وأزماته.

أليس في وفرة عائدات النفط العربي (800 مليار دولار العام الماضي في دول الخليج العربية الست فقط عدا عن العراق وليبيا وغيرهما) ما يغني الفلسطينيين، سلطة ومقاومة، عن "المال الايراني" و"المال الأميركي" وينهي أية أسباب مالية مدعاة للانقسام الفلسطيني وينهي كذلك الذرائع العربية لحجب الدعم المالي عن السلطة والمقاومة على حد سواء، ليظل الفلسطينيون رهائن تحت الاحتلال للتمول "غير العربي" ؟!

*كاتب عربي من فلسطين
* nassernicola@ymail.com

أطفال إسرائيل هل يختلفون عن أطفال فلسطين/ د. مصطفى يوسف اللداوي

اعترضت الحكومة الإسرائيلية والمؤسسات الصهيونية في فرنسا وأوروبا على تصريحات مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون، عندما ذكرت بالأطفال الفلسطينيين الذي يقتلون في فلسطين المحتلة ، في معرض تعقيبها على حادثة مدينة تولوز الفرنسية التي قتل فيها ثلاثة أطفال يهود، رغم أنه لا أحد من الفلسطينيين أو العرب أو المسلمين يؤيد ويدعو لقتل الأطفال، أو يرى أن هذا الفعل محمود ومقبول.
فقد أبدى الفلسطينيون استياءهم من الحادثة، وعبروا عن عدم رضاهم عن الجريمة، وأعلنوا استنكارهم لها، واعتبروا أن قتل الأطفال جريمة كبرى بحق الإنسانية، بغض النظر عن جنسية الأطفال أو ديانتهم، فالطفل أياً كان له حرمته، ومن حقه أن يعيش ولا يجوز مصادرة مستقبله في الحياة قتلاً أو اعتقالاً، ولا يجوز محاسبته على جريمة أهله، ولا معاقبته على فعل دولته، كما لا ينبغي القصاص منه على جرائم جيش بلاده، فالطفل في ديننا وفي عرفنا له كرامته وقدسيته، وله حرمته ومكانته، ومن حقه العيش والاستمتاع بحياته، ولا يوجد في ديننا أو في عرفنا من يدعو إلى قتل الأطفال أو سجنهم وتعذيبهم، بل إن رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم يدعونا لرحمة الضعفاء والاهتمام بالأطفال وحسن معاملتهم.
استشاطت الحكومة الإسرائيلية غضباً، وأصابها مسٌ من الجنون، وتحدثت بلسان أكثر من مسؤولٍ ونائبٍ فيها، مستنكرين تصريحات أشتون، وكأنها ارتكبت جريمة كبيرة، واعتدت على حق الإسرائيليين في الحياة، رغم أن الأطفال الذين قتلوا كانوا يهوداً فرنسيين، يعيشون على أرض فرنسا وهم مسؤولين منها ومن حكومتها فهي المسؤولة عن أمنهم وحياتهم وسلامتهم، ولكن الحكومة الإسرائيلية انبرت للدفاع عنهم وكأنهم مواطنيها، وأطلقت أبواقها الخبيثة ووسائل إعلامها الغريبة لتوزع الاتهامات، وتفرق الإساءات على العرب والمسلمين، وتحملهم المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، وتطالب بمعاقبتهم جميعاً، وحرمانهم من حقوقهم في المواطنة والعيش الكريم، وكأنهم هم الذين خططوا ونفذوا، وأنهم الذين وجهوا ورتبوا، وأنهم الذين أصدروا الأوامر بقتل الأطفال وحرمانهم من الحياة.
نسيت الحكومة الإسرائيلية وقادة جيشها ونوابها وأحزابها وشعبها أنهم ينتمون إلى دولةٍ تقتل الأطفال، وتسفك دماءهم دون ذنبٍ فعلوه سوى أنهم فلسطينيون وأحياناً أنهم عربٌ ومسلمون، يؤمنون بحقهم، ويتمسكون به ولا يتخلون عنه، ورثوه عن آبائهم وسيوصون به أبناءهم، فتاريخ الكيان الإسرائيلي ملئ بجرائم قتل الأطفال، فقد استهدفوهم قديماً فدمروا عليهم مدرسة بحر البقر في مصر، وقتلوا التلاميذ في المدارس، وحطموا مقاعدهم الدراسية ومزقوا كتبهم المدرسية، وأطلقوا حمم صواريخهم وقذائف مدافعهم على أطفال بلدة قانا اللبنانية، وهم الذين احتموا بمقر الأمم المتحدة في البلدة، ولجأوا إليه لينجوا بأنفسهم، ولكن المقر لم يكن ليحميهم من حمم الموت الإسرائيلية، وكان القاتل يومها رئيس الكيان الإسرائيلي الحالي شيمعون بيرس، وهو الذي يحاول أن يظهر أمام العالم بأنه حمامة سلام وداعية وفاقٍ ومحبة.
وواصلت دولة الاحتلال جرائمها ضد أطفال فلسطين فحرقت بصواريخها الفصول الدراسية بمدرسة الفاخورة، وقتلت فيها عشرات الأطفال والتلاميذ، ومن قبل زرعت قذائفها أجساد عشرات الأطفال في أرض فلسطين، بعد أن مزقت أجسادهم وبعثرت أشلاءهم، وهي التي تترك لهم كل يومٍ ألعاباً مشبوهة، تبقي فيها بقايا عبواتٍ ناسفة، تموهها ليلعب بها أطفال فلسطين، وهم يعلمون أن الأطفال لن يميزوها عن غيرها من الألعاب، ولن يدركوا أنها قنبلة وحشوةٌ متفجرة، وأنها لا محالة ستقتلهم، أو أنها ستبتر أطرافهم، وستقطع أيديهم، وستمزق أحشاءهم.
هل نسي الإسرائيليون أنهم قتلوا محمد الدرة ومئاتٍ آخرين وهم في أحضان أمهاتهم، أو على أكتاف آبائهم، هل نسوا كيف أن جيشهم الذي يدعون بأنه أكثر جيوش العالم أخلاقاً، وأنه يلتزم قيم الحروب وأخلاق المقاتلين النبيلة، أنه الجيش الذي يلاحق الأطفال الفلسطينيين ويقتلهم، وأنه الجيش الذي كسر أطرافهم وأدمى أجسادهم، هل نسوا الصور العديدة التي وزعتها مختلف وسائل الإعلام وهم يلاحقون بجيشهم المدجج بالسلاح الأطفال الصغار، وهم يتكاثرون عليهم بأجسادهم وعصيهم، يركلونهم ويضربونهم ولا يشعرون بأدنى وخزٍ للضمير وهم يسمعون صراخهم، أو يرون الدماء تسيل غزيرة من أجسادهم.
هل نسي الإسرائيليون الطفلة الرضيع إيمان حجو، وكيف أن رصاصهم قد مزق جسدها، وأسكن روحها وهي التي لم يمضِ عليها في الحياة سوى أيام، فهل كانت الطفلة إيمان حجو مجرمة، أم أنها سليلة شعبٍ إرهابي، وأنها تنتمي إلى أمةٍ مقاتلة، ومجتمعٍ مقاوم، أم أنها مرشحة لأن تكون أماً فلسطينية، ستنجب رجالاً فلسطينيين، مقاتلين أشداء، ومقاومين أقوياء، تربيهم على حب الوطن والثبات على الحق، وتزرع فيهم معاني التضحية والمقاومة والشهامة والنبل.
هل نسي الإسرائيليون الأطفال الفلسطينيين الذين يقتلون كل يوم برصاص الجيش الإسرائيلي على أبواب مدارسهم أو على مقاعدهم الدراسية، أو أولئك الذين يموتون بفعل القصف والغارات الجوية، التي تستهدف بيوتهم وأماكن تجمعهم، أم نسي الإسرائيليون غلاة مستوطنيهم وهم يدهسون الأطفال الفلسطينيين بعجلات سياراتهم، وهل يقوى إنسانٌ على نسيان صورة مستوطن إسرائيلي وهو يروح ويجيء عدة مرات على جسد طفلٍ فلسطيني وقد مزقته عجلات السيارة ليضمن موته، أم أن الإسرائيليين قد نسوا موشيه ليفنغر الذي أخرج مسدسه وأطلق منه على طفلٍ فلسطيني أعزلٍ ضعيف رصاصاتٍ قاتلة، ثم قامت المحكمة الإسرائيلية بتفهم دوافع قتله، والأسباب التي دفعته لإطلاق النار عليه، فخففت الحكم الصادر بحقه، وكأن الذي قتل ليس إنساناً أو كائناً يستحق الحياة، وله على البشرية حق الحياة الكريمة.
أم أنه ليس من حق أطفال فلسطين أن يعيشوا كغيرهم، وأن يستمتعوا بالحياة كبقية أطفال شعوب الكون، كونهم مشاريع إرهاب، وبذور حرب، وفسائل قتال، وأشبال مقاومة، وأنهم لذلك يستحقون القتل، ويلزمهم الموت، ولا يجوز عليهم البكاء، أو الحزن من أجلهم، بلى ... إنهم كغيرهم من الأطفال يستحقون الحياة، ويوجد عندهم ما يستحق أن يعيشوا من أجله، فهم قرة عيوننا، ومستقبل وجودنا، وسر بقائنا، نحافظ عليهم ونتمسك بحقهم في الوجود والحياة، نقاتل من يقتلهم، ونحارب من يحرمهم، ونعادي من يقصدهم بالسوء والإهانة.
moustafa.leddawi@gmail.com