رسالة إلى كل الأقباط بالداخل والخارج/ مجدى نجيب وهبة

** هذه الرسالة المفروض ألا أكتبها ، لأن الندم لن يفيد ، ولكن أردت أن أذكر بها بعض الخونة والمأجورين ، وليسوا بلهاء أو أغبياء ، فقد كانوا يتلذذون بالهجوم علينا ، وعلى كل مقالاتنا .. نقول لهم ، لماذا تبكون الأن ، فهل فوجئتم بسيطرة الإخوان والسلفيين على البرلمان .. كم من مقال كتبنا نحذر فيها من هذه الإنتخابات ولم يسمع لنا أحد .. نقول لكل هؤلاء ، ولأقباط الخارج .. لقد ضاقت الأرض المصرية الطاهرة بكم وبمؤتمراتكم البلهاء .. ضاقت بكم ، ونحن نصرخ لكم ، لتوجهوا سهام نقدكم إلى "أوباما الحقير" ، وإلى إدارته منذ بداية الأزمة ، ولكن الجميع أصابهم الغباء الهيستيرى ، وخرجوا فى الشوارع فرحين بسقوط مبارك ، حتى بعد إستيلاء الإخوان على الشارع المصرى ، وجدنا أحد الناشطين المقيمين بفرنسا ، يهرول إلى التحرير ، وقد حاول إعتلاء المنصة ليقول كلمة خالدة ، ولكن الإخوان هم الذين منعوه ، مما أغضبه فقد كان يريد أن يثبت وجوده حتى ينال رضى المنظمة الحقوقية التابع لها ..

** أرسلنا أكثر من رسالة لكى تقوموا بدوركم من أجل تراب مصر ، ولكنكم كنتم أغبياء لا تدرون ماذا تفعلون ، سوى بعض المظاهرات التى تضم العشرات ، حتى المظاهرة الأخيرة التى إندلعت عقب دهس مدرعات المجلس العسكرى لأقباط ماسبيرو ، خرجتم بالمئات والألاف ، لم تدينوا بكلمة واحدة أو لافتة واحدة ما يدبره الحقير "أوباما" ضد مصر ، ولم تهتموا بتصريحات العاهرة "كلينتون" وهى تستقبل بعض المأجورين من المصريين الذين تدربوا بالخارج لإسقاط مصر ، وقبضوا الدولارات والأموال ، وعادوا يخربون فى مصر ، أسقطوا الشرطة وهم الأن يسقطون الجيش .. ولم يعد يجدى أو يصلح أى حوار بينى وبين هؤلاء من أقباط الخارج أو أقباط الداخل الأغبياء ، وعلى رأسهم كل المنظمات التى خرجت فجأة ، وقدمت بعض مرشحيها فى البرلمان الكارثى لمجلس الشعب .. كما أوجه كلمتى إلى جميع الأقباط الحقوقيين داخل مصر وخارجها ، وأقول لهم .. كفاكم ، فقد دمرتم مصر جميعا بعد أن قبضتم الثمن من تلك المنظمات المشبوهة التى تدير أعمالكم وأفكاركم الدنيئة داخل مصر تحت شعار "منظمات حقوق الإنسان ، ولجان الحريات" ..

** كتبنا العديد من المقالات .. ولم نسمع إلا كل كلمات السخرية .. لم تجد مصر من يدافع عنها حتى الإعلام القبطى ، لم يدرك مدى خطورة المؤامرة والدسائس التى تنفذ ضد مصر .. إهتمت هذه القنوات والإعلام بالضحايا وأفردوا لهم الساعات والأيام ، وهذا حقهم ، وحق دماء الضحايا علينا ، ولكن لم يسأل أحد فى الداخل أو الخارج ، من المستفيد من وراء تلك الأحداث ، من المحرض لهذه الجرائم ، ولم تسعى هذه الأحداث ، هل لقتل بعض الأقباط ، أم لإحداث فوضى هدامة تدمر مصر بمن فيها ، نعم أدان الجميع مقتل الأقباط ، ولم يهتم بالوطن "الأم" فزاد عدد الضحايا .. حتى بعض المواقع الإلكترونية على الإنترنت ، تحولت إلى مواقع محرضة ضد الأقباط وضد الوطن .. تخصصوا فى نشر الأكاذيب التى يروج لها محترفى فضائيات حرق الوطن ، الجميع قبض الثمن ومصر الأن إنتهت ، وهذا ليس كلام بل أنها فعلا إنتهت .. وكل مسيحى يريد أن يعيش على أرض هذا الوطن عليه أن يكون مطيعا دافعا للجزية مؤمنا بالشريعة .. وعمار يامصر ستان ..

صوت الأقباط المصريين

مسرحية الاعلام السوري في تضليل الشعب و المجتمع الدولي/ خليل الوافي


يبدو ان النظام يؤمن بفكرة تزوير الحقائق .وتضليل الشعب والمجتمع الدولي بوجود عصابات ارهابية منظمة تقوم بزعزعة سيادة الدولة .وقتل المدنيين ووضع كمائن للجيش وتصفيتهم .وخلق البلبلة في الحياة العامة .وهذا ينفي قطعا وجود ثورة شعبية تطالب بالاصلاح واسقاط النظام ...
ورغم التطور الهائل الذي عرفته تكنولوجيا المعلومات .ووسائل الاتصال الحديثة التي تشكل نقطة محورية في دعم الثورات العربية .وحشد الطاقات الواعدة .في هذه المجتمعات العربية التي ساهمت بدورها اللافت في تحريك الشارع .وبلورة تصورات صدامية لاغلبية الانظمة العربية ..
وفي الوقت الذي تنتقل المعلومة باسرع وقت ممكن .ولا يمكن تصور بنك المعلومات التي ترسلها مؤسسات اعلامية عبر الشبكة العنكبوتية ومن خلال التواصل الاجتماعي بانواعها المختلفة .والتي ساهمت بقدر كبير في تغيير مفهوم التواصل الرقمي والتقنيات المتطورة في كشف حقيقة الصورة المفيركة .وفضح التلاعبات السياسية التي ابانت عن محدودية افق النظام .والارتباك الحاصل في صناعة اعلام مبني على التضليل .وتجميل صورة النظام المركبة من فكرة او قضية لا وجود لها في الواقع المعاش .والاغرب من ذلك .فان الاشخاص الذين ظهروا في هذه الصور ينفون حقيقة ما نسب اليهم عبر نفس الوسائل الاعلامية التي يوظفها النظام .واذا كان يعتقد انه ما يزال اشخاص يخدعون بهذه السهولة .لان الامر اصبح متجاوزا .ولا يمكن التلاعب بالضمير الانساني بوجود ثورة سلمية يقودها شباب سوريا في الداخل .ولا يمكن اخفاء حجم القتل و الدمار الذي يتعرض له الشعب اكثر من تسعة اشهر من ممارسة انواع التعذيب والاعتقال والاختطاف .والمشهد ينذر بازمة انسانية لم يعد معها السكوت عن الجرائم البشعة في حق كل مواطن .وامام هذا كله فان النظام البعثي يلعب لعبة الالتواء يريد ان يخدع العالم ببراءة ذمته مما يحدث في الشارع السوري .والركون الى البحث عن وسائل تضليلية مكشوفة عن تصرفات النظام الذي يعيش مراهقة متاخرة في تدبير سياسة حكيمة لاحتواء هذه الازمة العربية .ومدى الاستهتار بارواح الشعب .من اجل تلفيق التهم جزافا وبالمجان .وتركيب صور لاشخاص مازالوا من الاحياء .والاحداث التي بعرضها التلفزيون الرسمي لا تنتمي الى التراب السوري .بل هي للجارة الحليفة لبنان قدمتها هدية محبة وود لدمشق ومساعدتها في سرقة الاضواء امام وسائل الاعلام الدولية سرعان ما انكشف حجم الخديعة السياسية التي باشرها النظام .واعتقد ان الامر سيمر بسهولة وتهضمه الشعوب العربية والجماهير الواسعة من الشعب السوري التي يمارس عليها غسل العقول من وجود ثورة حقيقية في البلاد .والتي ما تزال تعتقد ان النظام يدافع عنها وعن امنها القومي .بل هو يدافع عن موقعه التاريخي .وتمسكه بالسلطة .ولو تطلب الامر ان يكون على حساب دماء المدنيين .ومزيدا من القتل في هدوء تام وروية .وكان لا احد يعنيه الامر في شيء .والمسالة تتعلق بشعب ونظام حكم .ولا يجب ان يتدخل احد في هذه العلاقة الحميمية التي تجمع نظام اسبدادي وشعب اعزل يتعرض يوميا لانواع القتل والتعذيب
ان قيمة الذكاء السياسي الذي يمارسه رجل السلطة من خلال تصريحاته .وفي طريقة تفكيره .واظهار الهدوء المصطنع والمبالغ فيه سمة من سمات ازدواجية الخطاب السياسي المركب .وتحويل انظار العالم الى التفكير في امور يريدها هو دون اللجوء الى الجانب الاساسي .الذي يعتبر جوهر الموضوع والركن الاساسي الذي تتخبط فيه الازمة .والبحث في الهوامش وعن صياغات وتعبيرات يرجى منها تضخيم الجزئيات على حساب النقط الرئيسة التي تحتاج الى الشجاعة السياسية .والمسؤولية التاريخية في مواجهة الوقائع بذكاء سياسي هادف بعيدا عن اديولوجيات لم يعد يقبلها الواقع التاريخي .وامام مكينة اعلامية نشيطة تقوم مقام الوصلة الاشهارية التي تحث المشاهد في استهلاك هذا المنتوج دون غيره
ان حشد التاييد والتاطير الداخلي بوجود مؤامرة عربية واجنبية ضد سوريا .فهذا لم يعد يحسب في دائرة النقاش السياسي حول ازمة تتفاقم كل يوم .وعلى اثر العقوبات الاقتصادية التي رفعتها الجامعة العربية ضد نظام الاسد.وقد استغلها لصالحه .وارسل رسائل اعلامية مباشرة للشعب باعتباره المعني بهذه العقوبات .وبدت الجامعة العربية هي المتهم الرئيسي في ممارسة سياسة التجويع .وهذا ما يحاول جاهدا تسويقه اعلاميا .وهي براعة في قلب الحقائق .وتوجيه التهم في سياق مختلف .ومساندوا النظام في محنته العربية .وتحول السجال الكلامي الى حرب اعلامية _كما ذكرنا ذلك في مقال سابق _بمعنى الكلمة .وتعتبر مؤشرات توضح مدى فشل النظام في مواجهة الادلة الدامغة التي لا تترك مجالا للشك .والاتي من الايام يسوق لاكذوبة اعلامية جديدة .ولا يمكن التنبؤ بحجمها وتداعياتها على مسرح الاحداث في بؤرة قابلة للاشتعال في اية لحظة

شباب مصر ورؤية جديدة لمستقبل أفضل/ فاطمة الزهراء فلا‏


كان لابد أن تكون ثورة يناير ذات تأثير قوي وفعال في المجتمع المصري خاصة الشباب الذي كان وقودا لهذه الثورة , وبالفعل قبض علي زمام الأمر , واستجاب النظام لكل ما أراد , ولا يزال الشباب يطالب بالحرية والعدالة , ومحاكمة رموز النظام الفاسد , من هذا المنطلق قرر أتيليه المنصورة برئاسة الفنان يوسف عبد الله أن يخوض تجربة الندوات المفتوحة , وعقد ندوة صباحية بين الشباب الواعي في مدرسة الثانوية المعمارية الزخرفية بالمنصورة بصحبة مجموعة من الشعراء الكبار محمد محمود عبد العال , وصفي الدين ريحان , وفاطمة الزهراء فلا رئيس اتحاد كتاب الدقهلية وعلي عبد العزيز ورشا الفواز والسيد عبد الحفيظ الذين تغنوا بحب مصر والحرية التي عادت بعد غياب ولأول مرة نري مصر جديدة تقول لا لكل فاسد وترحب بالديموقراطية وتخرج جموع الشعب لتعبر عن إرادتها في انتخابات بلاتزوير , تحاور الشباب وعبر عن رأيه في الثورة , والمجلس العسكري , والثوار بميدان التحرير , وكان الشعر هذه المرة بلا نفاق , وبلا خوف , شعرا يصفو كالسماء في ربيع تتفتح فيه الزهور , ووقف الجميع دقيقة حداد علي شهداء الحرية استقبلت الشعراء بحفاوة بالغة المهندسة شادية عزام مديرة المدرسة , وقد أكدت في كلمته علي حرص المدرسة علي عقد مثل هذه الندوات

أيادي الجريمة في العراق وسوريا ، ملطخة بدماء الابرياء!/ محمد الياسين

ان اليد الاثمة التي قتلت العراقيين واوغلت في دمائهم على مدى سنوات طوال حتى بلغ العدد مئات الالاف ذاق معظمهم شتى أصناف العذاب على ايدي قاتليهم الذين جاءوا الى العراق بأسماء وعناوين مختلفة من مصدر واحد وهو ايران جارة الشر والسوء فتارة ميليشيات وتارة مجاميع خاصة واخرى قاعدة ، ان هذه الايادي الاثمة بدماء العراقيين هي نفسها اليوم توغل من جديد لكن بدماء الشعب السوري . عرض شباب الثورة السورية تسجيلات فيديو تظهر كيفية استشهاد عددا من الثوار وتعذيبهم قبل قتلهم بابشع اشكال التعذيب على ايدي " شبيحة " الاسد وعصاباته الاجرامية وميليشيات ايرانية دخلت الاراضي السورية لدعم حكم الاسد المتهاوي ، وتفيد الاخبار الوارده من داخل سوريا عن بروز ظاهرة جديدة باستخدام مسدسات مزودة بكواتم للصوت في اغتيال النشطاء السوريين والضباط الاحرار ، إن هذه الظاهرة إيرانية بامتياز ولنا معها تجارب في العراق ، فقد اغتيل الالاف من الضباط والاساتذة والعلماء والاطباء والتجار والعمال باسلحة مزودة بكواتم للصوت .

على الرغم من القتل الذي تمارسه هذه العصابات ضد الشعب السوري وعمليات القمع المنظم التي يقوم بها " شبيحة " النظام الا ان ما نجده من الشعب السوري اعظم فما وجدنا منهم سوى الاصرار والعزيمة ومواصلة الثورة طلباً للحرية في اسقاط حكم الاسد ، ان هذه الارادة الحرة تفوق إرادة الاسد ومن يقف خلفه ، انها ارادة الشعوب فهي لا تقهر وفوق كل الإرادات.

ان من يتحدى إرادة الشعوب فهو زائل لا محالة مهما طال الزمن او قصر ، بشار الاسد يتحدى بعصاباته الاجرامية والميليشيات الايرانية ومقاتلي حزب الله إرادة الشعب السوري الحر ، وسيفشل بذلك بلا ادنى شك ،ويبدوا ان وقت القصاص قد اقترب! .


اختفاء شبلي العيسمي: انحدار مخجل للأخلاق والحضارة/ بطرس عنداري

منذ‮ ‬ان‮ ‬نشرت‮ ‬الصحف‮ ‬خبر‮ ‬اختفاء‮ ‬الاستاذ‮ ‬شبلي‮ ‬العيسمي‮ ‬قبل‮ ‬عدة‮ ‬أشهر،‮ ‬برزت‮ ‬الى‮ ‬الذاكرة‮ ‬فوراً‮ ‬صورتان‮: ‬الاولى‮ ‬اختفاء‮ ‬المناضل‮ ‬المغربي‮ ‬المهدي‮ ‬بن‮ ‬بركة‮ ‬عام‮ ٥٦٩١‬،‮ ‬والثانية‮ ‬اختفاء‮ ‬الإمام‮ ‬الصدر‮ ‬عام‮ ٨٧٩١. ‬واختفاء‮ ‬الشخصيات‮ ‬البارزة‮ ‬على‮ ‬يد‮ ‬الاجهزة‮ ‬الامنية‮ ‬الحكومية‮ ‬معروفة‮ ‬النتائج،‮ ‬كما‮ ‬قال‮ ‬الصحافي‮ ‬الراحل‮ ‬ميشال‮ ‬ابو‮ ‬جودة‮ ‬عندما‮ ‬تعرض‮ ‬للخطف‮ ‬عام‮ ٤٧٩١. ‬قال‮ ‬بعد‮ ‬عودته‮: »‬أرجو‮ ‬ان‮ ‬لا‮ ‬يسألني‮ ‬احد‮ ‬عما‮ ‬جرى،‮ ‬اذا‮ ‬عاد‮ ‬المخطوف‮ ‬تختفي‮ ‬الحقيقة‮ ‬واذا‮ ‬غاب‮ ‬تغيب‮ ‬الحقيقة‮« ‬اي‮ ‬ان‮ ‬الحقيقة‮ ‬في‮ ‬الحالتين‮ ‬هي‮ ‬الضحية‮.‬
يبدو‮ ‬ان‮ »‬الحقيقة‮« ‬باتت‮ ‬معروفة‮ ‬فيما‮ ‬يتعلق‮ ‬بالمفكر‮ ‬الشيخ‮ ‬شبلي‮ ‬العيسمي‮ ‬ابن‮ ‬الستة‮ ‬وثمانين‮ ‬عاماً‮ ‬الذي‮ ‬ولد‮ ‬في‮ ‬جبل‮ ‬العرب‮ ‬مع‮ ‬اندلاع‮ ‬الثورة‮ ‬السورية‮ ‬ضد‮ ‬الاستعمار‮ ‬الفرنسي‮ ‬عام‮ ٥٢٩‮١‬،‮ ‬وكان‮ ‬والده‮ ‬يوسف‮ ‬العيسمي‮ ‬احد‮ ‬ابرز‮ ‬مجاهدي‮ ‬تلك‮ ‬الثورة‮.‬
انه‮ ‬خريج‮ ‬جامعات‮ ‬دمشق‮ ‬وباريس‮ ‬في‮ ‬التاريخ‮ ‬والفلسفة‮ ‬واحد‮ ‬ابرز‮ ‬مؤسسي‮ ‬حزب‮ ‬البعث‮ ‬الى‮ ‬جانب‮ ‬ميشال‮ ‬عفلق‮ ‬وصلاح‮ ‬البيطار‮ ‬واكرم‮ ‬الحوراني‮. ‬وشاءت‮ ‬حقبات‮ ‬الانحدار‮ ‬العربي‮ ‬ان‮ ‬يجري‮ ‬اغتيال‮ ‬البيطار‮ ‬في‮ ‬باريس‮ ‬عام‮ ٠٨٩١‬،‮ ‬ويغيب‮ ‬عفلق‮ ‬والحوراني‮ ‬في‮ ‬بغداد‮ ‬وعمان،‮ ‬ويجري‮ ‬اختطاف‮ ‬الرابع‮ ‬في‮ ‬وضح‮ ‬النهار‮ ‬في‮ ‬لبنان‮.‬
ليس‮ ‬الهدف‮ ‬ان‮ ‬نسوق‮ ‬الاتهامات‮ ‬عشوائياً‮ ‬او‮ ‬بحجة‮ ‬الانتقام‮ ‬من‮ ‬اي‮ ‬فريق،‮ ‬وهذا‮ ‬ما‮ ‬جعلنا‮ ‬نتريث‮ ‬ونؤجل‮ ‬كتابة‮ ‬اي‮ ‬كلام‮ ‬عن‮ ‬اختطاف‮ ‬هذا‮ ‬المفكر‮ ‬الجليل‮. ‬هناك‮ ‬اسئلة‮ ‬تستحق‮ ‬ان‮ ‬نطرحها‮ ‬وننتظر‮ ‬اجوبة‮ ‬عليها،‮ ‬لان‮ ‬الاستاذ‮ ‬العيسمي‮ ‬لم‮ ‬يخطف‮ ‬لاسباب‮ ‬مالية‮ ‬كما‮ ‬قال‮ ‬السيد‮ ‬وئام‮ ‬وهاب‮ ‬لانه‮ ‬عاش‮ ‬زاهداً‮ ‬بالمال‮ ‬ووهب‮ ‬ما‮ ‬يملك‮ ‬من‮ ‬عقارات‮ ‬عديدة‮ ‬لاقاربه‮ ‬ومن‮ ‬غير‮ ‬الممكن‮ ‬ان‮ ‬يصبح‮ ‬من‮ ‬المرابين‮ ‬في‮ ‬العقد‮ ‬التاسع‮ ‬من‮ ‬عمره‮.‬
اما‮ ‬الذين‮ ‬قالوا‮ ‬من‮ ‬هو‮ ‬هذا‮ ‬العيسمي‮ ‬حتى‮ ‬يعطى‮ ‬كل‮ ‬هذه‮ ‬الاهمية،‮ ‬فقد‮ ‬اجبرونا‮ ‬على‮ ‬ان‮ ‬نعنون‮ ‬هذا‮ ‬المقال‮ ‬بعبارات‮ ‬الانحدار‮ ‬الاخلاقي‮ ‬والحضاري‮ ‬الذي‮ ‬يعبر‮ ‬عنه‮ ‬فريق‮ ‬التبخير‮ ‬والجهل‮ ‬بالواقع‮ ‬والتاريخ‮.‬
اننا‮ ‬نعيش‮ ‬مرحلة‮ ‬من‮ ‬الاضطرابات‮ ‬التي‮ ‬جعلت‮ ‬كلاً‮ ‬منا‮ ‬خائفاً‮ ‬على‮ ‬مصير‮ ‬لبنان‮ ‬وسوريا‮ ‬والمنطقة‮ ‬كلها‮. ‬ولكن‮ ‬هذا‮ ‬لا‮ ‬يمنعنا‮ ‬من‮ ‬طرح‮ ‬الاسئلة‮ ‬بصراحة‮ ‬بعيداً‮ ‬عن‮ ‬الاتهامات‮ ‬والاحقاد‮.‬
قال‮ ‬الاستاذ‮ ‬وليد‮ ‬جنبلاط‮ ‬ان‮ ‬شبيحة‮ ‬نظام‮ ‬عربي‮ ‬مجاور‮ ‬قاموا‮ ‬باختطاف‮ ‬شبلي‮ ‬العيسمي‮. ‬لا‮ ‬نعتقد‮ ‬ان‮ ‬الاستاذ‮ ‬جنبلاط‮ ‬يسوق‮ ‬اتهاماً‮ ‬عشوائياً‮ ‬ضد‮ ‬النظام‮ ‬السوري‮ ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬يسمّه‮ ‬كما‮ ‬فعل‮ ‬بعض‮ ‬ضباط‮ ‬الأمن‮ ‬البارزين‮.‬
ان‮ ‬اتهام‮ ‬جنبلاط‮ ‬جدّي‮ ‬وخطير‮ ‬لانه‮ ‬يضع‮ ‬مسؤولية‮ ‬اختطاف‮ ‬العيسمي‮ ‬على‮ ‬نظام‮ ‬عربي‮ ‬مجاور،‮ ‬وعلى‮ ‬النظام‮ ‬المذكور‮ ‬اي‮ ‬النظام‮ ‬السوري‮ ‬ان‮ ‬يرد‮ ‬على‮ ‬الاتهام‮ ‬ويوضح‮ ‬الحقيقة‮ ‬عبر‮ ‬الدعوة‮ ‬الى‮ ‬تشكيل‮ ‬لجنة‮ ‬خاصة‮ ‬مشتركة‮ ‬من‮ ‬لبنانيين‮ ‬وسوريين‮ ‬لمعرفة‮ ‬حقيقة‮ ‬اختفاء‮ ‬العيسمي‮.‬
لن‮ ‬نقول‮ ‬ولن‮ ‬يقول‮ ‬احد‮ ‬ان‮ ‬رأس‮ ‬النظام‮ ‬في‮ ‬دمشق‮ ‬يتحمل‮ ‬مسؤولية‮ ‬الاختطاف‮. ‬ولكن‮ ‬أليس‮ ‬من‮ ‬الممكن‮ ‬ان‮ ‬يكون‮ ‬ما‮ ‬جرى‮ ‬قرب‮ ‬عاليه‮ ‬خطيئة‮ ‬من‮ ‬الاخطاء‮ ‬التي‮ ‬ارتكبتها‮ ‬الاجهزة‮ ‬السورية‮ ‬في‮ ‬لبنان‮ ‬والتي‮ ‬اعترف‮ ‬الرئيس‮ ‬الاسد‮ ‬بحصولها‮ ‬في‮ ‬اكثر‮ ‬من‮ ‬خطاب‮ ‬له؟
اني‮ ‬اعتقد‮ ‬جازماً‮ ‬ان‮ ‬سعي‮ ‬المسؤولين‮ ‬السوريين‮ ‬الى‮ ‬كشف‮ ‬مصير‮ ‬العيسمي‮ ‬جدياً‮ ‬سيكون‮ ‬في‮ ‬مصلحة‮ ‬سوريا‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬المرحلة،‮ ‬حيث‮ ‬يشعر‮ ‬المخلصون‮ ‬والحريصون‮ ‬على‮ ‬مصير‮ ‬ووحدة‮ ‬سوريا‮ ‬من‮ ‬اصدقاء‮ ‬ورفاق‮ ‬ومحبي‮ ‬شبلي‮ ‬العيسمي‮ ‬ان‮ ‬هذه‮ ‬الفترة‮ ‬الحرجة‮ ‬يجب‮ ‬ان‮ ‬تتوحد‮ ‬فيها‮ ‬الصفوف‮ ‬لا‮ ‬ان‮ ‬يُنتقم‮ ‬من‮ ‬شيخ‮ ‬جليل‮ ‬بسبب‮ ‬احتمال‮ ‬نشر‮ ‬مذكراته،‮ ‬كما‮ ‬ذكرت‮ ‬بعض‮ ‬المصادر‮.‬
لست‮ ‬أدري‮ ‬لماذا‮ ‬شعرت‮ ‬بالأسى‮ ‬وضعف‮ ‬أمل‮ ‬عودة‮ ‬العيسمي‮ ‬منذ‮ ‬اليوم‮ ‬الاول‮ ‬لاختطافه،‮ ‬واتمنى‮ ‬ان‮ ‬اكون‮ ‬مخطئاً‮ ‬بشعوري‮ ‬اللاواعي‮.‬
انه‮ ‬في‮ ‬السادسة‮ ‬والثمانين‮ ‬من‮ ‬العمر‮ ‬ونائب‮ ‬رئيس‮ ‬اسبق‮ ‬للجمهورية‮ ‬العربية‮ ‬السورية‮ ‬وامين‮ ‬عام‮ ‬مساعد‮ ‬لاكبر‮ ‬واهم‮ ‬حزب‮ ‬سياسي‮ ‬في‮ ‬التاريخ‮ ‬العربي‮ ‬القديم‮ ‬والحديث‮ ‬ومؤلف‮ ‬مجموعة‮ ‬كتب‮ ‬قومية‮ ‬وسياسية‮ ‬واجتماعية‮ ‬منها‮ »‬العلمانية‮ ‬في‮ ‬الإسلام‮« ‬الذي‮ ‬يعتبر‮ ‬اعمق‮ ‬وافضل‮ ‬ما‮ ‬كتب‮ ‬عن‮ ‬هذا‮ ‬الموضوع‮.‬
‮ ‬من‮ ‬العار‮ - ‬وما‮ ‬اكثر‮ ‬العار‮- ‬ان‮ ‬يختفي‮ ‬احد‮ ‬عمالقة‮ ‬الفكر‮ ‬والنضال‮ ‬في‮ ‬حالة‮ ‬من‮ ‬عدم‮ ‬الاكتراث،‮ ‬وشكراً‮ ‬لنواب‮ ‬عاليه‮ ‬الذين‮ ‬رفعوا‮ ‬صوتهم‮ ‬وللاستاذ‮ ‬جنبلاط‮ ‬على‮ ‬جرأته‮ ‬الرصينة‮ ‬آملين‮ ‬ان‮ ‬لا‮ ‬يكون‮ ‬الحياء‮ ‬جفّ‮ ‬الى‮ ‬حدود‮ ‬اللاعودة‮. ‬
نعم‮ ‬انه‮ ‬انحدار‮ ‬مخجل‮ ‬للاخلاق‮ ‬والحضارة‮... ‬وسلام‮ ‬على‮ ‬الاستاذ‮ ‬شبلي‮ ‬أينما‮ ‬كان‮.‬

نقل قسري للاشرفيين تمهيدا لذبحهم بالسر/ د. حسن طوالبه

بعيدا عن الضمانات الدولية التي وردت في اتفاقيات جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين , وبعيدا عن منح القوات الامريكية سكان اشرف موقع المحميين بموجب اتفاقية جنيف الرابعة , والتي بموجبها سلم الاشرفيون اسلحتهم للقوات الامريكية في العراق , مقابل تعهد هذه القوات حمايتهم ا في مخيمهم الكائن شمال شرق بغداد في محافظة ديالى . وبعيدا عن كل المطالبات العراقية من النواب ومن زعماء الكتل السياسية والكتاب , وبعيدا عن دعوات البرلمانات الدولية وبالذات الكونغرس ومجلس الشيوخ الامريكيين والبرلمان الاوروبي ومنظمة العفو الدولية والاتحاد الاوروبي , التي طالبت الحكومة العراقية الكف عن تهديد حياة الاشرفيين , وضمان حمايتهم ريثما يتم تقلهم الى بلد اخر خارج العراق . بعيدا عن كل هذا فان الحكومة العراقية المأتمرة بأوامر ملالي طهران ترفض السماح للاشرفيين المرضى والمصابين بالسفر خارج العراق, وترفض اي حل توافقي لانهاء الازمة .
علاوة على كل ما تقدم فان الولايات المتحدة الامريكية والامم المتحدة يتحملان مسئولية كبرى في عدم حماية سكان اشرف , ولاسيما بعد تخلي القوات الامريكية التي تحتل العراق عن مسئوليتها عن حماية اشرف وايكال المهمة الى القوات العراقية . ومنذ عام 2009 اوكلت هذه المهمة الى قوات خاصة تتبع مكتب المالكي مباشرة .وصار ملف اشرف من مهمات رئيس الحكومة والتنظيمات التابعة لايران وفي مقدمتها جيش القدس بزعامة علي سلماني , المتهم الثاني بعد خامنئي بمحاولة قتل السفير السعودي في واشنطن .والمطلوب مع المالكي من قبل المحكمة الاسبانية لضلوعهما بارتكاب المجزرة التي وقعت بحق سكان اشرف في نيسان من العام الجاري 2011 . وبناء على تأكيدات الخبراء القانونيين الدوليين البارزين، فان الولايات المتّحدة والأمم المتّحدة تتحملان المسؤولية عن حماية سكّان أشرف والصمت والتقاعس حيال النقل القسري لسكان أشرف يمهد الطريق لجريمة كبرى أخرى ضد الإنسانية يمكن التنبؤ بها في الوقت الحاضر .
منذ اسابيع وحكومة المالكي ترسم سيناريوهات اخراج الاشرفيين من مخيمهم ,ـ وقد فصلت ذلك في مقالتي قبل اسيوع , وخلاصتها ـ , اما اجبار الاشرفيين على الذهاب الى ايران , وهذا الاجراء يعني سوقهم الى مقصلة الاعدام على يد ملالي طهران الذين اعدموا الالوف من الايرانيين ومعظمهم من مجاهدي خلق . واما نقلهم عنوة الى اماكن متفرقة في محافظات العراق , او طردهم الى بلد ثالث فورا .
ولما كان السيناريو الثالث صعب التحقيق في مثل هذه المدة القصيرة , اذ لا توجد دولة في العالم تقبل لجؤ هذا العدد الكبير اليها دفعة واحدة , وعلى هذا الاساس فان السيناريو الثاني هو الحل الذي ستنفذه حكومة المالكي . ماذا يعني هذا الحل ؟
اذا كان الاجهاز على الاشرفيين في مخيمهم دفعة واحدة امام انظار الرأي العام العالمي صعب ويوقع حكومة المالكي في ازمة كبيرة هو في غنى عنها في مثل اوضاعه المعقدة في هذا الوقت بالذات , فان الاجهاز عليهم بالمفرق سيكون سهلا , وذلك ضمن النظرية المعروفة في علم النفس " تفريد الخصم " , اي عندما يتم تفريق الاشرفيين قسرا, ونقلهم الى اماكن بعيدة عن انظار الناس محافظات العراق, يسهل اغتيالهم وقتلهم بطرق متعددة , ولاسيما في ظل الهيمنة الايرانية على العراق حاليا ومستقبلا بعد انسحاب القوات الامريكية نهاية العام الجاري .
ان هذا الاصرار على نقل الاشرفيين الى اماكن متفرقة في العراق سبقه مفاوضات بين خامنئي وبين الزعماء العراقيين في المنطقة الخضراء , حسبما اوضحته رئيسة جمهورية ايران المنتخبة مريم رجوي , كالاتي :
1. اغلاق أشرف ونقل سكانه داخل العراق هو مطلب خامنئي الذي ظل مسؤولو النظام الإيراني يؤكدون عليه مرارا وتكرارا بعد نقل مسؤولية حماية أشرف من القوات الأمريكية إلى الحكومة العراقية.
2. في 5 يناير/كانون الثاني 2009 وفي لقاء جمع المالكي بخامنئي بطهران «تعهد المالكي غلق ملف مجاهدي خلق عبر جدول زمني قريب» كما وأن « رئيس الوزراء العراقي طمأن خامنئي على أن العراق سيتولى غلق ملف منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة بشكل نهائي في خلال جدول زمني عبر اتصالات دولية لتدبير انتقالهم الى دولة ثالثة في أقرب فرصة»(جريدة الزمان الدولية)
3. في 28 فبراير/شباط 2009 وفي لقاء جمع الرئيس العراقي بخامنئي في طهران طالب خامنئي الرئيس العراقي ورئيس الوزراء العراقي بتفعيل التوافق الثنائي لطرد المجاهدين من العراق (التلفزيون الحكومي للنظام الإيراني)
4. في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني 2009 «أكد رئيس الوزراء العراقي ورئيس البرلمان الإيراني ضرورة طرد المجاهدين من العراق وشدد الطرف العراقي على تخلص بلده من وجودهم» (وكالة «مهر» للأنباء التابعة للنظام الإيراني )
5. وفي لقاء يوم 23مارس/ آذار 2009 جمع المالكي بمسؤولين أمريكيين في بغداد عرض المالكي خطة نقل سكان أشرف داخل العراق (صحيفة الغاردين 15 كانون الأول/ديسمبر2010)
6. تبين رسالة السفارة العراقية للبرلمان الأروبي بوضوح أن المهلة الزمنية في نهاية 2011 وإبادة سكان أشرف غير المسلحين والعزل هي مملاة من قبل النظام الإيراني بحيث تم التصريح في هذه الوثيقة :
- "إن وجود هذه المنظمة باية حال يثير المشاكل مع ايران".
- "إن وجود هذه المنظمة في العراق يعتبر تهديدا لأمن الدول المجاورة"
- ان "العراق، يريد بناء علاقات سلمية مع الدول المجاورة له (ايران)".
7. وفي تحدٍ سافر للقوانين الدولية والبيان الصادر عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في 13سبتمبر/أيلول 2011 حيث أعلنت المفوضية سكان أشرف لاجئين خاضعين تحت قانون الحماية الدولية , تصرح الحكومة العراقية في هذه الوثيقة بأنها لاتعتبر موقعا قانونيا لسكان أشرف ولاتعترف بهم لاجئين ولا اشخاصا محميين بموجب اتفاقية جنيف الرابعة ...
كيف ستتعامل حكومة اقدمت على مجزرة سكان أشرف في يوليو/تموز 2009 وأبريل / نيسان 2011 ومسؤولوها الكبار ومنهم رئيس الوزراء نفسه هم مطلوبون من قبل المحكمة الإسبانية بتهمة جريمة حرب والجريمة ضد الإنسانية وماذا ستفعل الآن بأشخاص «بلا موقع قانوني» وهم محبوسون في قواعد عسكرية متفرقة داخل العراق ؟
الحكومة التي نكثت تعهداتها ووعودها المكتوبة والشفهية للولايات المتحدة والأمم المتحدة كلها حول مراعاة التعامل الإنساني مع سكان اشرف هي غير جديرة بالثقة على الاطلاق وأن وعودها اليوم تأتي لامتصاص الضغوط الدولية وفتح الطريق أمام مذبحة مبرمجة وفقا للمهلة الزمنية.
8. في مفاوضات مطولة بين سكان أشرف وبين ممثلي الإدارة الأمريكية ومسؤولي الأمم المتحدة فلم يقدم الطرف الأمريكي ولا الأمم المتحدة أدنى ضمانات حول سكان أشرف بعد نقلهم داخل العراق. وعليه فان نقلهم القسري يعني الاستفراد بهم وهم متفرقين بعيدين عن الاعلام والراي العام الدولي .
9. إن اقحام فكرة النقل القسري يتنافي مع تأكيدات الأمين العام للأمم المتحدة في فقرة 66 من تقريره في 7 يوليو/تموزه 2011 الذي رفعه إلى مجلس الأمن الدولي والذي حث فيه الدول الأعضاء في الأمم المتحدة المساعدة في دعم وتسهيل تنفيذ أي ترتيب بشأن أشرف يحظى بالقبول من حكومة العراق وسكان المخيم.
10. إن الخط الأحمر المبرر لسكان أشرف هو عدم الاستسلام للفاشية الدينية الحاكمة في إيران ولمطالبها الدنيئة والتمتع بأدنى ضمانات للحماية إلى أن ينتقل جميعهم الى دولة ثالثة.
11. أبدى سكان المخيم وخلال الأشهر الماضية أعلى الدرجة من المرونة حيث أنهم قبلوا في شهر أيار/ مايو ورقة عمل البرلمان الأروبي لنقلهم الى دول ثالثة وتخلوا عن حقوقهم القانونية للإقامة في مكان يعيشون فيه منذ 25 عاما.
12. وفي شهر آب/أغسطس الماضي 2011 ورغم أن ظروف أشرف الطارئة وخلفيتهم في اللجوء والاقامة لمدة 25 سنة في العراق كانت تستدعي اعادة تأييد عاجل لموقعهم القانوني في اللجوء بصورة جماعية الا أنهم قبلوا موقف المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ورفعوا مطالب انفرادية للجوء الى المفوضية وابدوا استعدادهم لاجراء مقابلات انفرادية وشخصية.
13. إن سكان أشرف ولضمان الأمن وتسريع العملية في مجال المقابلات وبمثابة حل عملي لتنفيذها حيث ينطبق والتعليمات المعمول بها في المفوضية تقدموا بمقترح يتمثل في أن يتم فصل جزء من أشرف بشكل كامل واخضاعه للأمم المتحدة كي يرفع فيه علم الأمم المتحدة الى جانب أنهم أعلنوا استعدادهم لاجراء المقابلات في أي نقطة تعتبرها المفوضية ملائمة , شريط أن يتم توفير حمايتهم وفقا للمعايير المتبعة في الأمم المتحدة ولموظفيها بعيدا عن أي تدخل من قبل القوات العراقية , مع ضمان اعادة طالبي اللجوء الى أشرف وذلك تجنبا من تكرار التجارب الماضية في الخطف وأخذ الرهائن والتفخيخ والقتل والاغتيال.
14. وتزامنا مع ذلك ركزت المقاومة الإيرانية جميع جهدها على نقل سكان أشرف خاصة المرضى والمصابين منهم إلى خارج العراق وتناقش هذا الموضوع في كثير من الدول الأوربية وسائر البلدان وتحملت تكاليف باهضة في هذا الخصوص إلى الآن. ولكن رغم ذلك فان الحكومة العراقية تواصل عرقلة عملية تحديد هوية سكان اشرف من قبل المفوضية , مما يكشف وجود نوايا مشؤومة واجرامية تضمرها الحكومة العراقية ارضاء لملالي إيران.
15. لقد سعت الحكومة العراقية ومن خلال حملات تشويه وتضليل ومعلومات كاذبة إلى فرض خططها الاجرامية على الولايات المتحدة والأمم المتحدة وخاصة السيد كوبلر الممثل الجديد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق في محاولة للخداع للإيحاء بأن النقل القسري داخل العراق يعد حلا سلميا للملف. وعلى الصعيد نفسه أبلغتهم الحكومة العراقية أنه لو قام عدد كبير من سكان اشرف بمغادرة المخيم حتى نهاية العام الجاري يمكن للحكومة أن تعيد النظر في المهلة الزمينة ! بينما وفي الوقت نفسه تصر الحكومة على تقديم المفوضية خطة و جدولا زمنيا مقنعا لنقل سكان أشرف من العراق قبل أن تسمح للمفوضية بمباشرة واجباتها القانونية المعروفة، الأمر الذي هو يمثل طلباً تعجيزياً أمام المفوضية وصلاحياتها.
16. لذلك ما أقدمت عليه الحكومة العراقية الى اليوم ليس إلا لعبة وسيناريو معروف النوايا من قبل نظام الملالي والتمهيد للمزيد من العنف وسفك الدماء .
هذه الحقائق تؤكد بما لايقبل الشك ان نظام الملالي وحكومة المالكي سينفذان جريمة جديدة ضد الاشرفيين , تحت علم وسمع الولايات المتحدة والامم المتحدة ومنظات حقوق الانسان العربية والعالمية . وهي جريمة سوف تقود الى عواقب وخيمة في المدى القريب . فمن سيتحمل هذه العواقب غير الشعب العراقي الذي ليس له في هذا الموضع لاناقة ولا جمل, الا ارضاء ملالي طهران وتنفيذ اجندتهم في المحيط العربي .
* رئيس لجنة الاعلاميين والكتاب العرب دفاعا عن أشرف
arab.journalists.ashraf@gmail.com

عاجل جدا إلى جميع الناخبين والمرشحين/ مجدي نجيب وهبة

الإنتخابات الحالية .. التزوير على الملأ ، وغلق اللجان أمام الجميع

** حذرت كثيرا من الإنتخابات البرلمانية القادمة ، ليس عن ضعف ، ولا عن سلبية ، ولكن عن إيمانى أن فى ظل هذه الفوضى التى يعيشها المجتمع المصرى ، وفى ظل هذا الإنفلات الأمنى ، لا يمكن أن تتعامل الداخلية مع الإخوان المسلمين وهم مدمنى بلطجة ، وينشرون الفوضى والذعر فى كل الأماكن وفى كل اللجان .. والأن وضحت الرؤية أمام الجميع .. معظم اللجان حتى الأن لم يتم فتح الباب بها .. الشكاوى تنهال من كل المدن ، بلطجة .. كما أنه ورد أن هناك حرق لبعض الأوراق بلجان "عين شمس" .. الفوضى تعم الجميع ، تساءلنا مرارا وتكرار ، لماذا يصر المجلس العسكرى على أن تتم العملية الإنتخابية فى هذا الوقت بالذات ، فى الوقت الذى يصر جماعة الإخوان المسلمين على أن الإنتخابات هى خط أحمر .. كتبنا أكثر من مرة أن هناك سيناريو ما يعد لتسليم الإخوان الدولة ، طالبنا أقباط مصر بعدم الإنسياق وراء اللجان الإنتخابية ، وأعلننا عن ذلك مرارا وتكرارا ، وقلنا على الجميع أن يعلنوا فى جميع الصحف إنسحابهم من هذا البرلمان الذى يفصل ويعد لجماعة الإخوان المسلمين .. ها هو المؤتمر الصحفى يعقد الأن بالقاهرة ، والسيد المسئول عن اللجان يجيب فى جميع الأسئلة التى وجهها له الصحفيون بإجابات تتلخص فى كلمتين "ليس عندى خبر" ، ثم لوح فى مؤتمره الصحفى المنعقد الأن أن هناك مجالا للطعون ، وأننا نحترم أحكام المحكمة .. والذى لا يعلمه الجميع أنه لا تنظر فى أى طعون لمجلس الشعب .. الجميع مغيبون الأن ، ويتم التلاعب فى جميع اللجان ، وستنتهى الإنتخابات اليوم أو الغد ليعلن فوز الإخوان بنجاح ساحق فى جميع الدوائر .. ولن تجد أى شكاوى أو تجد أى مظلمات ..

** على الأقباط الأن .. وهذا نداء إلى الجميع الإنسحاب فورا من عملية الإنتخاب التزويرية التى تجرى فى أنحاء الجمهورية .. فمعظم اللجان حتى الأن لم تفتح أبوابها ، ولجان أخرى قيل أن الأوراق أحرقت ، ولجان ثالثة صناديق بلا أقفال ، ولجان أخرى بلا شرطة ولا تأمين .. الموقف الأن وهذا على مسئوليتى الشخصية أن الدولة تسلم للإخوان المسلمين ..

** هذه دعوة لجميع الأقباط ، وجميع الليبراليين والعلمانيين .. بالوقف فورا عن ممارسة هذه الفوضى التى تدعى إنتخابات برلمانية ..

** أما بالنسبة للإخوة المرشحين فهم لا يهمهم إلا مصلحتهم ، وجرجرة الأقباط فى إنتخابات وراءهم ، لا طائل منها إلا الخسارة والفشل ، مع فصيل يمكن تشبيهه بالخفاش الذى يطير فى الليل ، ويلتصق بالوجه ، فالإخوان يتحدثون دائما أن الشعب هو الذى أراد ، وهو الذى طلب ، وهو الذى إختار ، ولن يستطيع أحد الإعتراض ..

مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

الأسد المحتضر/ الكولونيل شربل بركات


الرئيس الأسد الذي قبل أن يعدل الدستور السوري لكي يتسلم الحكم بعد أبيه وقع على ما يبدو في فخ النظام وهو سوف يتحمل كل أغلاطه وقد يشكل الضحية بالمعنى الحصري للكلمة التي ستقدم عن كل الاساءات المقترفة من أرباب هذا النظام البائد.

الرئيس الشاب الذي كانت له فرصة التعلم في الخارج والاطلاع على تطور الأنظمة في بريطانيا والتي تعتبر واحدة من أمهات الديمقراطية في العالم، وقع في المحظور وقبل بتسلم رئاسة نظام بعيد كل البعد، ليس فقط عن الديمقراطية، بل حتى عن المفاهيم الانسانية في تعامله مع الرعية.

الدكتور بشار الأسد الذي يقال بأنه طبيب عيون متخرج من إحدى أرقى الجامعات العالمية أصيب بقصر نظر جعله لا يرى بديهية عقاب الاستمرار في مواجهة الشعب السوري، وهو شعب عرف عبر تاريخه ألوانا من الأنظمة وأشكالا من السلطة تغيرت وتبدلت بالقهر والتمرد في كثير من المرات وبقي هو مستمرا بينما ذهب الطغاة.

كنا نتمنى والعالم معنا بأن يستدرك الرئيس الشاب نهاية طريق الديكتاتورية في سوريا ويبدأ باكرا بتصحيح أخطاء ورواسب حكم المرحوم والده وشلته، وقد أعطي أكثر من عشر سنوات، وفرص متعددة، واشارات واضحة من كبار قادة العالم، لكي يبدأ بالتغيير ويتجاوز مفهوم مراكز المخابرات لادارة البلاد في زمن ما بعد الأسوار الحديدية وأنظمة القمع، ولكنه فوّت الفرصة تلو الأخرى. فيوم زاره الجنرال باول وقال له بالحرف بأنه لم يعد لسوريا من دور خارجي ويجب أن يركز على الاصلاح في الداخل، لم يكن وزير خارجية الولايات المتحدة ينطق برايه الشخصي بل كانت هذه رسالة لم يستفد منها الرئيس الأسد. ويوم ترك جماعته ينفذون قتل الرئيس الحريري وشاهد بأم العين ثورة اللبنانيين وتجمع العالم في سبيل الاقتصاص من الجناة، تصرّف وكأنه لا يعنيه هذا الأمر قطعيا، ويوم سانده الرئيس ساركوزي وأعاده الملك عبدالله إلى الساحة اللبنانية اعتقد بأنه لا غنى عنه، وحتى بعد بدء الربيع العربي وسقوط "حليفي" الولايات المتحدة الرئيس زين العابدين في تونس أولا ومن ثم الرئيس مبارك في مصر، لم يتلقى الاشارة ويبدأ بتحسين الأمور وتغيير الواقع، وربما افهمته زمرة النظام بأنه اقوى من أن تطيح به ثورة شعبية وأحنك من أن تعانده مجموعة هواة. ولكن فات هؤلاء بأن الزمن وحده كفيل بأن يستدرك الناس خطورة التكاذب واللعب على الشعارات وإلهائهم دوما بالنظريات القومية والتي لم تأتهم يوما بالمن أو القوت فكيف إذا ما ترافق مع كل العنف والقهر الذي مورس بحقهم؟

لقد مرت على سوريا وشعبها محن كثيرة وحكام عديدين حكم بعضهم بالحديد والنار فلم يبقى لهم أثر في سجلات أبنائها ولو أدرك الرئيس الأسد معاني التأقلم مع الواقع وإدارة ثورة من الداخل على غرار ما قام به الرئيس غورباتشوف، وهذا ما أمل به البعض، لكان دخل التاريخ من الباب الواسع، ولكان وفر على كل جماعته ذل الأيام القادمة، وعلى الشعب السوري مزيدا من القهر والعنف والتقاتل والتفكك. ولكنه وزمر النظام البائد فضلوا، ككل مستبد ظالم، تجربة إرضاخ الناس التي تعودوا عليها، وهم لم يسمعوا يوما لرأي آخر ولا أحبوا أن يتقبلوا أية نصيحة ولو من الأقربين، وإذا بهم يقعون في فخ أعمالهم وتنقلب عليهم لعبتهم وتتألب الدول والأمم لتتخلص من غيهم وظلمهم للناس.

اليوم وبعد أن استعاد العرب، بفضل حكمة الخليجيين الذين عرفوا أكثر من غيرهم ما يمكن أن يحصل في هذه المنطقة، وسارعوا إلى التعاون مع دول القرار التي تحترم نفسها لتأمين المزيد من الاستقرار، ها هي الجامعة العربية تعود لتأخذ دورا على مستوى القرار الدولي، وتسهم في وضع حد لتجبّر أهل النظام في سوريا، فتزيد من سرعة سقوط حكم أراد أن ينتهي بالدم، وطغمة أرادت لها دماء كل المظلومين أن تتذوق طعم المرارة التي أذاقتها للغير طيلة حكم الأجهزة وجماعة تفقيس منظمات التخريب والإرهاب، هؤلاء الذين لم يريدوا لشعوب هذه المنطقة أن لا تستقر ولا تهنأ بالعيش الرغيد فحسب بل أرادوا أيضا اللعب مع الكبار وتصدير إرهابهم (كما كان فعل القذافي) إلى دول العالم، معتقدين بأنهم قادرين على تنفيذ نفس اللعبة وابتزاز الدول الكبرى كما كانوا يبتزون دول المنطقة وشعوبها.

قرار الجامعة العربية في عزل سوريا كليا في المواصلات الجوية والتعاملات المصرفية هو قرار حكيم ومهم ولو متأخر، وهو لا بد أن يزيد من الأمل عند المقهورين في بلاد الشام، ويسهم في تقليص فرص هذا النطام المتهاوي، ويعطي صورة واضحة لضباط وجنود الجيش السوري بأن أيام هذا الحكم معدودة ولا يجوز الاستمرار في مساندته ضد إرادة الشعب. وسيتبع هذا القرار بالطبع مزيدا من التصعيد الدولي المستند إلى حكمة العرب ومطالب السوريين وتعنت النظام الذي أصبح يشبه العصابة المسيطرة على البلاد أكثر من مجرد نظام مكروه.

المشاريع أو الخطط الدولية التي تكلمت عن مدن آمنة داخل سوريا وممرات انسانية ومناطق حماية على الحدود التركية قد لا يعود هناك حاجة لها إذا ما حسم السوريون الأمر وسارعوا بالتحرك باتجاه قلب المعادلة الحالية ومنع النظام من الاستمرار بمعركته الخاسرة. والخطوة العربية ستسهم في تطور الوضع بالطبع ولكنها قد تكون بحاجة لخطوات دولية مساعدة أيضا توضح المستقبل للمترددين داخل المؤسسة العسكرية وتقنع المسؤولين بعدم جدوى القتال ضد مواطنيهم ووقف آلة العنف بسرعة وتفكيك أجهزة القمع ومنعها من ممارسة أعمال القتل وتطوير مسلسل الحقد في داخل البيت. صحيح بأن المنظومة التي حكمت البلاد مدة 40 سنة بالقوة والعنف والفساد وتحقير المواطنين لن يكون من السهل عليها أن تتغير بين ليلة وضحاها ولكن يمكنها أن تفهم الصورة بشكل أسرع إذا ما وضعت الأمور في قالب صحيح يستند إلى الشرعية الدولية. وهنا نود أن يستمع الروس إلى صوت العقل وينضموا إلى الجهود الدولية لإنهاء الأزمة وربما تكون قطع الأسطول الروسي الراسية قبالة طرطوس هي من سوف يقل الرئيس بشار وحاشيته إلى ملاذ آمن وينهي التعنت وضرورة القتال حتى آخر جندي أو مواطن سوري.

يبقى أنه على أذناب النظام السوري في لبنان تفهم الأمور على حقيقتها وعدم التسرع ومحاولة القفز على الحبال، ويجب أن يتقبلوا باكرا الأمر الواقع ويتصرفوا بحكمة وبدون تشنج لكي لا يصدموا هم أيضا بطريقة محزنة. ولا نقول هذا لحزب الله لأنه ليس من أذناب النظام السوري؛ فهو فيلق إيراني متواجد على الأراضي اللبنانية وعليه التصرف بانضباطية بانتظار ما ستؤول إليه الأمور بين المجتمع الدولي وإيران. ونحن ننصح اللبنانيين بالابتعاد قدر الامكان عن هؤلاء في هذه الظروف لأنه من غير المعروف ماهية مصيرهم .

الشعب السوري الذي ناضل بتصميم لتغيير الواقع ودفع دماء غالية في سبيل الحرية، لا بد له في النهاية من التغلب على الصعاب ومواجهة المستقبل بتخطيط وتعمّق في مساوئ السنوات العجاف، وأخذ العبر من محاولة فئة منه التحكم بالآخرين. ومن هنا على القيمين وقادة الرأي التخلي عن الخطاب القومي والتعسفي الذي مارسه البعث طيلة 50 سنة ونيف، والتطلع إلى قيم الحضارة، والتعلّم من تجارب الآخرين لبناء مجتمع متعاون يقوم على أفضل العلاقات الانسانية بين مركبات الشعب السوري وفئاته، وعلى الاعتراف بكل جيرانه واحترامهم، والعمل على اقامة علاقات مستقرة مبنية على الثقة والتعاون في سبيل مصالح الشعوب ومستقبلها.

لم نكن نتمنى للرئيس الأسد نهاية دموية كتلك التي حصل عليها القذافي، ولا محاكمة سريعة كمحاكمة صدام بل انسحاب مشرف من الساحة بضمانه دولية قبل أن تطلطخ يداه بدماء السوريين. اليوم وبعد كل هذه الدماء هل بقي هناك من أمل لتنحي الديكتاتور الصغير أم أنه فوت كل الفرص وبدأ يحتضر؟

سوريا: ملامح المرحلة القادمة في ظل الاوضاع القائمة/ خليل الوافي



الموت اعظم مجد يجسد وطنية الميت في وطنه .والاستمرار في الصمود حجة الوطني في نصرة الحق ولو على حساب من قتلوا في الشوارع .وفي المعتقلات المظلمة .يعود المواطن واثار التعذيب بادية عليه تعكس وحشية سلوك بدائي في التعامل مع مواطني القرن الواحد والعشرين يعود جثة هامدة تنطق مواقع الجرح وبقايا اثار الجريمة تبدو واضحة. تقول ما لم تستطع قوله الجامعة العربية التي ترسل رسائل اطمئنان لدمشق بانها تقدم المهلة الاخيرة على طبق من ذهب .والنتائج الكارثية قادمة لا محال .واقتراب مسلسل العقوبات الاقتصادية .والبحث عن خطوات عملية لتقويض الاقتصاد السوري.وتضييق الخناق على تصرفات مشينة يسلكها النظام اكثر من تسعة اشهر
والثورة مستمرة لانها ارادة الشعب التي تطالب بالتغيير .ولا يمكن اسكات صوت الجماهير المظلومة الا بانتصار كلمة الحق التي لا تعلوها اية قوة لا تنبثق من الشعب واليه. انه يطلب الاستغاثة والحماية الدولية فهل من مجيب..والدم السوري يراق في كل مكان .والمجتمع الدولي ينتظر الجامعة العربية ان تقوم بدور مشرف .يقطع ما يراج على ان سقف جهودها قد انحصر .نظرا لاعتبارات تاريخية وحساسيات سياسية .لم تتحمل هذا الضغط .والثقل السياسي الذي لم تتعود عليه الجامعة في ظل التحولات والمستجدات الاخيرة في المنطقة
ماذا يمكن ان نفعل لاخواننا في سوريا .ونرفع عنهم يد تبطش ولا ترحم.تقتل وتدفن.هكذا تتعامل الانظمة العربية مع شعوبها التي تعتبرمصدر قوة امام مؤسسة السلطة التي تنبثق من اختيارات الشعب .ولا من منطلقات وعقلية النظام الدذي لا يعرف الى لغة الخيار الامني والعسكري في تربية المجتمع على الطاعة والولاء بالقوة او القتل .في وجه من لا يتفق وتوجهات النظام.اي نظام هذا .واي سلطة قادرة على ابادة شعب باكمله ليظل النظام قائما فوق الجميع .انها سياسة قمعية تقود اصحابها الى الجحيم .وتشعل النار في الهشيم .وانذلاع حرب اهلية في المنطقة .لانه الاختيار الاستراتيجي الذي تذهب اليه دمشق مع تزايد حدة القتل .وعدم الاستجابة لكل المبادرات العربية .ومن دول الجوار ..ةالنظام مستعد للذهاب الى ابعد الحدود في تجاهل صارخ للارادة الدولية التي تتحلى بالصبر والتريث .والابقاء على الحلول السلمية واحتواء الازمة قبل فوات الاوان.ويعول النظام السوري على الفيتو الروسي والصيني .ودعم ايراني وعراقي .هذا التصور الخاطىء الذي تتغير فيه المواقف بين عشية وضحاها والتحولات والتداعيات المحتملة من داخل سوريا .والتطورات الميدانية في صفوف الجيش الحر .وانخراط تركيا في دعم موقف الجامعة العربية .وتطوير اليات التنسيق واعداد تصورات وملامح مستقبلية لمنطقة تنذر بتغيرات جذرية .مما لا يسمح به الموقف السلطة في نظام الحزب البعثي الذي يصر على انه في موقع قوة .ومحمي من اطراف التحالف التقليدية التي تحاول جاهدة للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية .وارسال رسائل مشفرة للادارة الامريكية ان روسيا ما تزال حاضرة في المشهد السياسي العالمي .ولا يمكن اغفال دور روسيا في منطقة تعرف حساسية مفرطة في التعاطي مع ملف سوريا وتبعاته
وتبدو دمشق مستمرة في نهجها الذي رسمته منذ البداية .وتنطلق من رؤية شمولية في تعاملها مع ما يجري على ارض الواقع دون ان تعطي فرصة للاحداث التي تنفجرفي المدن المشتعلة .وتتعامل معها من موقع نقط سوداء في خريطة الجسد السوري .ولابد من القصاص .ومسح اشكال التظاهر والاحتجاج على خريطة النظام الذي لا يعترف بما يجري في عقر مؤسسة البعث.ويتظاهر امام العالم ان الامر ينحصر في مجموعة من العصابات المسلحة التي تنمتمي الى جهات خارجية .تهدد استقرار البلاد .وادارة سلطة مهددة بالزوال في عصر تجاوز النظام الشمولي في تفضيل سيادة الحاكم على ارادة الشعب الذي لا يدخل في حساباته .ولا في معتقداته الرامية للحفاظ على هذا النظام ولو على حساب ارواح المواطنين .وبذلك تكون السلطة في البلاد تشتغل على بقاء النظام وزوال الشعب الذي لا يتوافق مع توجهات مؤسسة عريقة تحتاج الى مزيد من الدماء السورية قربانا لحمايتها من اطماع الخارج ودغدغات الداخل التي لا تعنيها في شيء..
وامام هذا المشهد الدرامي الذي تخطوه دمشق في تجاهلها لكل المبادرات التي تعتبرها تدخلا سافرا في قتل المدنيين .ولا يمكن لاحد ان يتدخل حول ما يجري في الساحة السورية .وكان المدنيين ليسوا بشرا ولا ينتمون الى المجموعة الانسانية ولا تعنيهم مقتضيات حقوق الانسان التي ترمي الى حمايته من التعذيب والقتل.وتوفير غطاء امني يحمي الشعب .وهذا واجب الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان التي تشعر بحرج كبير حيال ما يتعرض له المجتمع السوري كل يوم على يد النظام
وما هي الخطوة التالية التي ينتظرها الجميع لحل ازمة سوريا ...حيث لا تبدو في الافق بوادر انفراج .امام سياسة نظام عازم على اشعال فتيل حرب عالمية ثالثة .وجل المؤشرات تتجه في هذا المنحى الخطير .ولهذا يظل المجتمع الدولي عاجزا ومترددا في اتخاذ خطوات حاسمة .وركز مرحليا على المزيد من العقوبات الاقتصادية .عساها ان تثمر عن نتائج ملموسة .رغم عدم استجابة دمشق للاصوات المنادية بحل الازمة سلميا دون خسائر فادحة .واتمنى ان يتعقل نظام الاسد قليلا ويسال نفسه هذا السؤال_الى اين نحن ذاهبون ...!!!

هذا ما أكد عليه السوريون (المجلس الوطني يمثلني)/ محمد فاروق الإمام

إنها بوصلة الشعب السوري الثائر والمنتفض التي لا تخطئ وقد قالت كلمتها في جمعة (المجلس الوطني يمثلني) وهي لم تقل ذلك وتؤكده إلا ليقينها بأن هذا المجلس بكل أطيافه يستحق منح الثقة من هذه الجماهير الثائرة في طول البلاد وعرضها، وقد قرأت في قسمات أعضاء هذا المجلس الصدق والوطنية والثبات والإخلاص والتفاني والإيثار، وقد جعلوا مطالب الثوار نصب أعينهم فلا صوت يعلو على صوت المطالبين بالحرية والكرامة وهم الذين يدفعون مهر هذه الحرية وثمنها الغالي من دمائهم وأرواحهم وشظف عيشهم وترويع أبنائهم ونسائهم، وعذابات القهر والإذلال التي يتعرضون لها في بيوتهم وشوارع وساحات مدنهم وبلداتهم وقراهم على مدار الساعة على يد شبيحة النظام ورجال أمنه الأوباش، الذين تبلدت قيم الإنسانية لديهم وأحالتهم إلى ذئاب كاسرة وكلاب مسعورة وضباع جائعة!!
المجلس الوطني يستحق هذا التكريم من جماهير الشعب الثائرة والمحتجة وقد تمكن بحيوية ونشاط أعضائه من جعل الأحداث التي تجري في سورية هي رغيف خبز الإنسان في العالم كله وحديث يشغله عما سواه من أحداث، حتى وإن كانت تؤرق حياته الخاصة في موطنه.. وحتى في احتجاجه عما يجري في بلاده راح يسلك الطريق التي سلكها الثوار في سورية، وراحوا أبعد من ذلك فقد خطوا لوحات ويافطات غضبهم باللغة العربية وعلى الطريقة السورية، ورددوا نفس الأهازيج والطريقة التي يصدح بها بلابل الحرية في المدن والبلدات والقرى السورية المنتفضة والثائرة.
وبفضل نشاط وحيوية هذا المجلس تكثفت اللقاءات الدولية بشأن مستقبل سورية في الأيام الأخيرة بشكل كبير، حيث أصبح الوضع السوري محوراً رئيسياً في لقاءات رؤساء الدول، وسببا لاجتماعات مغلقة للدبلوماسيين في معظم عواصم دول العالم، وقد سقطت شرعية النظام السوري لدى غالبية أفراد الأسرة الدولية، وخير دليل على ذلك قرار الإدانة الذي اتخذ في الجمعية العمومية للأمم المتحدة والاجتماعات التي تعقد على مدار الساعة في عواصم القرار مع أعضاء من المجلس الوطني السوري، بما يضفي اعترافاً رسمياً مبطناً بالمجلس باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري الذي يناضل للخروج من دوامة قمع يمارسها نظام يائس يفقد تدريجياً جميع حلفائه وينتظر إطلاق رصاصة الرحمة عليه.
فقد صرح ميخائيل مارغيلوف رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي، صديق النظام السوري حتى النخاع، إن "روسيا استنفدت كل الوسائل التي تسمح للرئيس الأسد المحافظة على وضعه القانوني في المحافل الدولية"، وقد جاء ذلك في تصريحات أدلى بها إلى وكالة "إيتار – تاس" الروسية للأنباء يوم 23 تشرين الثاني، معلقا على نتائج التصويت في الجمعية العمومية لهيئة الأمم المتحدة بشأن شجب خروقات حقوق الإنسان في سورية. وهنا تجدر الإشارة إلى أن الوفد الروسي قد امتنع عن التصويت على مشروع القرار الذي قدمته فرنسا وبريطانيا وألمانيا.
وقال مارغيلوف "لقد كان الفيتو الأخير على قرار مجلس الأمن الدولي الوسيلة الأخيرة التي تسمح لبشار الأسد المحافظة على وضعه القانوني في المحافل الدولية. لقد كانت إشارة جدية للرئيس السوري من جانب روسيا، وبهذا الفيتو استنفدنا كافة الوسائل".
وحسب قوله فإن "على الرئيس السوري أن يفهم أن هذا الموقف ذو مدلول واحد: الإصلاحات ووقف أعمال العنف وإجراء انتخابات حرة. هذا ما يجب على القيادة السورية عمله فورا، بالرغم من أن هذا كان من المفروض عمله يوم أمس أو أول أمس".
وفي السياق ذاته التقى وفد المجلس الوطني السوري يوم الثلاثاء 22 تشرين الثاني 2011 برئاسة الدكتور برهان غليون بوزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي السيدة (كاترين أشتون)، ثم بالسيد (بيير ريمون)، رئيس لجنة الأمن والسلام في الخارجية الأوروبية، ثم مع ممثلي الدول السبع والعشرين. وتم في هذه اللقاءات تداول أهم الملفات حول الوضع السوري ابتداء من استيضاح الموقف الروسي – بعد زيارة المجلس لروسيا - ومدى إمكانية تطوير هذا الموقف والأسباب التي توضحه. وتم أيضاً مناقشة الموقف العربي، حيث توقع الأوربيون أن يؤثر الموقف العربي الموحد في الموقفين الروسي والصيني. وطلب وفد المجلس من أوروبا إيجاد حل للوضع السوري حيث للأوربيين خبرة طويلة في حماية المدنيين، ولديهم التقنيات والأدوات التي تؤهلهم لِلَعِبِ دور عملي ومباشر في هذا الإطار من مساعدات إنسانية ومعونات وأدوية.
وقد أبدى ممثلو دول الاتحاد احترامهم لهذا الشعب العظيم الذي يضحي ليل نهار، وتأييدهم لتشديد العقوبات على النظام وسيقدم المجلس الوطني للاتحاد الأوربي المزيد من المقترحات في هذا الخصوص. وتم تباحث بعض الاستفسارات عن خطة المجلس لإسقاط النظام ووضع ضمانات لحماية حقوق الأقليات الدينية والعرقية، والموقف من الجيش السوري الحر مع ضرورة الالتزام بالطابع السلمي للثورة وتأييد العمليات الدفاعية فقط التي تحمي المدنيين (حمص والرستن مثلاً). ويؤكد المجلس على ضرورة أن يكون العسكر تحت سيطرة المدنيين في سورية المستقبل وأن المجلس هو الممثل السياسي للجيش الحر.
كما استضافت مدينة الضباب لندن لقاءات للحكومة البريطانية مع وفد من المجلس الوطني رغم الضباب الذي يلف غالباً الأجواء اللندنية، إلا أن جميع الاجتماعات التي حصلت في المدينة منذ مطلع هذا الأسبوع قدمت صورة واضحة المعالم إلى حد بعيد عن الوضع السوري الذي دخل مرحلة جديدة هي مرحلة ما بعد الأسد. فأطراف المعارضة السورية في المجلس الوطني تبنت مطالب الثوار التي أجمعت على إسقاط النظام، وقدمت رؤيا مستقبلية للبلاد متشابهة جدا سواء لحماية حقوق الأقليات وصون العيش المشترك ونبذ الطائفية وتأكيد مدنية الدستور، مما خلف انطباعاً ممتازاً لدى الحكومة البريطانية.
كما استقبل وزير الخارجية الفرنسي (آلان جوبيه)، يوم الأربعاء ٢٣ تشرين الثاني، وفد المجلس الوطني السوري برئاسة الدكتور برهان غليون وقد تناولت المباحثات التطورات في سورية، والموقف الفرنسي منها، وقد تعهد الوزير الفرنسي في استمرار الضغط على النظام السوري لوقف المجازر التي يرتكبها بحق الشعب الأعزل، ووضع الوفد بصورة الجهود التي تقوم بها بلاده من أجل الحصول على قرار دولي يدين الممارسات القمعية للنظام، ويفتح المجال لآليات من أجل حماية المدنيين، وهو المطلب الأساسي للمجلس الوطني السوري.
وفي معرض النقاش حول إمكانية إرسال مراقبين دوليين من أجل حماية المدنيين، تطرق الوزير الفرنسي إلى استياء الدول الأوربية والعربية من عدم تجاوب النظام السوري مع أي مبادرة في هذا الشأن، الأمر الذي يدفع المجتمع الدولي إلى التفكير بآليات أخرى، نظراً لوصول الوضع الإنساني المتردي في أماكن مثل حمص. وتم البحث في إمكانية إيجاد منافذ آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المنكوبة التي تتعرض إلى حملات قمعية وتنكيل من قبل الأجهزة الأمنية وشبيحة النظام، بما ينسجم مع المبدأ القانوني الدولي الذي يحمل المجتمع الدولي المسؤولية في حماية المدنيين. كما أطلع وفد المجلس الوزير الفرنسي على الجهود الحثيثة التي يبذلها المجلس، من خلال الجامعة العربية، على صعيد استكمال بنيته التنظيمية وتقديم رؤيته للمرحلة الانتقالية التي تشمل تنحي بشار الأسد والانتقال السلمي للسلطة إلى حكومة انتقالية تقود البلاد إلى النظام الديمقراطي التعددي. وأثناء المؤتمر الصحفي للوزير جوبيه والدكتور غليون، أوضح الوزير الفرنسي أن استقباله لوفد المجلس هو اعتراف بأن المجلس هو الكيان الشرعي الذي ستتعامل معه الحكومة الفرنسية، في هذه المرحلة من نضال الشعب السوري من أجل نيل حريته وكرامته.
واللافت في الاجتماعات الأخيرة أيضاً البحث في آخر الدواء (الكي) أي التدخل العسكري، فالمجلس الوطني السوري يهمه بالدرجة الأولى حماية المدنيين بأي وسيلة كانت تلبية لمطالب الثوار الذين سموا إحدى جمع ثورتهم بجمعة (نريد حماية دولية) لذا فلا فارق عند المجلس الوطني من يقوم بفرض الحظر الجوي لحماية المواطنين وتأمين ملاذ آمن للمنشقين من الجيش ومؤسسات الأمن، وإن كان يفضل أن يتصدى العرب لهذا الأمر.
كما أكدت وزيرة الخارجية الإسبانية (ترينداد خمينز) أن حكومة بلادها ستتعامل مع المجلس الوطني السوري فيما يخص شؤون سورية، مؤكدة أن قنوات الحوار مع النظام السوري كلها قد أغلقت. وقد قام وفد من المجلس الوطني السوري برئاسة أحمد رمضان عضو المكتب التنفيذي بزيارة رسمية لإسبانيا يوم الأربعاء ٢٣ تشرين الثاني ٢٠١١ والتقى عدداً من المسؤولين على رأسهم وزيرة الخارجية الإسبانية التي قالت "إن على بشار الأسد أن يرحل"، وعبرت عن "دعم بلادها للمجلس الوطني السوري كعنوان للشعب السوري الساعي للحرية والديمقراطية". واستعرض في اللقاء الخطوات التي قطعها المجلس في استكمال بنيته، والتطورات الأخيرة على صعيد جامعة الدول العربية ونية الأوربيين تصعيد العقوبات الاقتصادية والضغط السياسي ضد النظام السوري.
لم تكن أبواب المجلس الوطني يوماً موصدة بوجه أي طيف معارض يتبنى مطالب الثوار ويعمل على تحقيقها ويؤمن بعدالتها، وهو يعمل بجدية لاحتواء هذه الأطياف المعارضة وقد نسمع قريباً عن قيام مؤتمر وطني مشترك ينسق المجلس الوطني السوري لعقده برعاية جامعة الدول العربية، وفي نفس السياق فقد أكد مصدر دبلوماسي عربي لجريدة ـ"المستقبل" اللبنانية أن "تونس ستستضيف أول اجتماع للهيئة العامة للمجلس الوطني السوري في أول أيام كانون الأول المقبل".
لهذه الأسباب وغيرها اتخذ الثوار قرارهم بالاعتراف بالمجلس الوطني ممثلاً شرعياً ووحيداً لهم عندما قرروا تسمية إحدى جمعهم بجمعة (المجلس الوطني يمثلني).

غزوة الصناديق/ راسم عبيدات


على غرار غزوات البرجين ومنهاتن وجمع الغضب والزحف والرحيل وغيرها كانت جمعة قندهار المليونية التي دعت إليها حركة الأخوان المسلمين في ميدان التحرير في أواخر تموز الماضي للتعجيل في الانتخابات وتسليم السلطة من العسكر للمدنيين.

وتلك "الغزوات والجمع" ذات الطابع الإسلامي تشير الى أن قوى الإسلام السياسي في العالم العربي وبالذات في مصر بعد ثورات الربيع العربي،وبعد أن انتقلت من المحظور في العهود السابقة الى العلنية وأسست أحزابها السياسية من أجل خوض الانتخابات والوصول الى الحكم،ستواجه الكثير من المعضلات والمشاكل خصوصا فيما يتعلق بالقضايا الكبرى والمصيرية مثل وحدة المجتمع، البطالة والفقر والتعليم والاقتصاد والسياسة الخارجية والتعددية والحريات العامة والشخصية،ولذلك قد تجد تلك الأحزاب نفسها مضطرة الى التحالف مع قوى سياسية ليبرالية أخرى لكي لا تتحمل هي الفشل وحدها وتلقي باللائمة على تلك القوى في حالة الفشل،حيث أنها ستبتعد عن الوزارات السيادية الى الوزارات ذات الطابع الاجتماعي والخدماتي لكي تعزز من شعبيتها ودورها وحضورها بين الجماهير،وخصوصاً أن المعارك الانتخابية تعتمد على الكم وليس على النوع،وفي مجتمع تضرب الروحانية والبساطة والتدين الشعبي جذورها عميقة به،فمن السهل لقوى الإسلام السياسي أن تمارس دورها التحريضي والتعبوي وتقنع الجماهير بالتصويت لها باللعب على وتر الدين والمشاعر والعواطف،ومن المرجح أن تلك القوى كحركة الأخوان المسلمين في مصر قد قاست حجمها بشكل صحيح بعد جمعة قندهار التي دعت إليها في أواخر تموز الماضي،والتي على الرغم من كل حنفيات المال التي صبت وفتحت وضخت وصرفت عليها فهي لم تجمع أكثر من مليون شخص من كل أنحاء مصر،وبالتالي يرى الأخوان المسلمون وخصوصا بعد الصفقة التي عقودها مع الأمريكان بالاعتراف بدورهم وشرعيتهم مقابل الحفاظ على المصالح الأمريكية في المنطقة وعلى أن يكون لأمريكا شرف الإشراف على تعيين الخليفة وبالتالي تسقط حجج الكثير من الجماعات الدينية من حزب التحرير مرورا بالسلفيين وانتهاء بالإخوان المسلمين بإقامة دولة" الخلافة الإسلامية".



والمهم هنا أن نلحظ بأن الأخوان المسلمون والذين قسموا ووزعوا الأدوار من تونس الى فلسطين بين جماعة الإخوان للعمل في الجوانب الاجتماعية والخدماتية والدعاوية مع الجماهير وبين أحزابهم العلنية السياسية كحزب الحرية والعدالة للعمل في الجوانب السياسية والحزبية،ترى أن ربيع الثورات العربية وان كان متعثرة قد توفر لها فرصة تاريخية لتطبيق برامجها ورؤيتها وأفكارها ودولة الشرعية،وهي ترى في هذه المرحلة بأنها مرحلة فارقة فإما أن يحققون حلمهم وما يريدون وإما ان يتبدد حلمهم في تطبيق دولة الشريعة.



إن الشعارات التي ترفعها القوى الدينية بمختلف طيفها الإسلامي في أكثر من بلد عربي،تثير حفيظة الكثير من القطاعات المجتمعية،فثمة مخاطر حقيقية على وحدة المجتمع،وأن تصبح تلك البلدان ليست دولاً لكل مواطنيها،بل أن تستغل أمريكا اعترافها بالقوى الإسلامية كدور وشرعية من أجل توظيف الدين لخدمة أغراض سياسية،وهذا واضح من أن حركة الأخوان المسلمين والقوى الدينية المتشددة من جهاديين وسلفيين غير متنبهة له،بل أن الاعتراف بهم من قبل أمريكا وضخامة حنفيات المال المفتوحة والمضخوخة لهم من اموال البترودولار الخليجي أعمتهم عن رؤية الحقيقة والواقع، مما سيجعل منهم جزء من المشروع الأمريكي للمنطقة،مشروع الفوضى الخلاقة أو السايكس بيكو الجديدة لتقسيم المنطقة العربية،ليس على أساس الجغرافيا،كما حصل في اتفاقية سايكس- بيكو القديمة،بل على أساس الثروات والموارد،على أن توفر الفوضى الخلاقة توظيفاً للدين في السياسة،صراع مذهبي سني- شيعي وإسلامي- مسيحي،يشكل مبرراً لأمريكا للعبث وتخريب الجغرافيا العربية من خلال التقسيم والتجزئة والتفكيك والتذرير وإعادة التركيب لخلق كيانات إجتماعية هزيلة تطحنها الفتن والحروب الداخلية والتقسيمات الطائفية والقبلية والجهوية،فاقدة لسيادتها الوطنية ومرتبطة أمنياً بأمريكا وغيرها من القوى الاستعمارية،وعلى أن تقاد سياسياً واقتصاديا من قبل المركز الرأسمالي العالمي المتحكم بثرواتها ومواردها.



من المهم جداً القول بأن الدماغ للحركات الإسلامية هم حركة الأخوان المسلمين،والحركات الأخرى من سلفية وجهادية وقاعدة وغيرها هم العضلات،وتلك الحركات كانت دائماً بعيدة عن المشاركة في الحياة السياسية لاعتبارات لها علاقة بالموانع الشرعية،ولكن نجد الآن بعد "ثورات" الربيع العربي،ومع تدفق حنفيات مال البترودولار عليها،بأنه صدرت لها الأوامر والتعليمات بأن تكون جزء من الحركة والعملية السياسية،وهي لن تتورع عن استخدام كل أشكال البلطجة والزعرنة من أجل إخافة الناس و"إرهابهم" لعدم الذهاب الى الصناديق الانتخابية،في حين بعد جمعة قندهار والتي رأى الأخوان المسلمون بأنها لن تمكنهم من الحصول على الأغلبية في الانتخابات لا بد من سيناريو يظهرهم بأنهم القوة الرئيسية في المجتمع المصري،وهم يدركون تماماً بأنه كلما ازدادت وارتفعت نسبة التصويت كلما قل وزنهم الانتخابي،ولذا فإن السيناريو الذي سيكون أقرب الى التطبيق في الانتخابات التي ستشهدها مصر قريباً من قبل حركة الأخوان المسلمين هو غزوة "الصناديق"،وتلك الغزوة تعتمد أن يقوم الأخوان المسلمين بزج وإستنفار كل قدراتهم وأنصارهم من ساعات الفجر الأولى الى مراكز الاقتراع وإغلاق الطرق وخلق أزمات وطوابير طويلة من الناس وحشود بشرية،بما يعيق ويؤخر عمليات التصويت والانتخابات لساعات طويلة،وبهذا فعدد كبير من الناس غير المسيسة ستضطر الى العودة وعدم التصويت،وبهذا تكون الحركة قد نجحت في تحقيق أعلى قدر من التصويت لصالحها.وليس هذا فحسب،بل سيتم استغلال الدين خدمة لأغراض إظهار ووسم القوى الأخرى بالليبرالية والكفر والزندقة والغربنة ومعاداة الإسلام وغيرها من الشعارات الخادمة لمثل هذا الهدف.

وحتى لو جرت الانتخابات وحصل فيها الأخوان المسلمين على أغلبية في أكثر من بلد عربي،فإن طبيعة المجتمعات العربية والمشاكل التي تواجها قد تعجل في سقوط الأخوان المسلمين وخصوصاً أنهم كانوا دائماً في المعارضة،ولم يتحملوا فشل الحكومات القائمة،ولكن وجودهم في الحكم سيمكن من كشفهم،وسيجعل الناس يراقبون الدور الذي يلعبونه بعد الحكم،وكيف ستكون عليه الأوضاع في ظل حكمهم،فالأمارة الوحيدة التي نجحوا في إقامتها في غزة يتراجع دورهم وحضورهم،فهم جاؤوا الى الحكم على أساس برنامج المقاومة،ولكن تلك المقاومة كبلت وقيدت عندما تعلق الأمر بالحفاظ على حكمهم وإمارتهم،وها هم يتجهون الى الموافقة على هدنة طويلة مع الاحتلال،وينتقلون الى المقاومة الشعبية التي طالما رفضوها.

المشير .. الإخوان والسلفيون .. ومصر/ أنطوني ولسن

تمر مصر هذه الأيام بمحنة غاية في الخطورة سوف يتوقف عليها مستقبل مصر والشعب المصري ، ولربما المنطقة العربية كلها .
انتفض الشعب المصري بثورة لفتت إليه أنظار العالم كله وأثارت إعجاب الشعوب الحرة التي تعرف قيمة ومعنى أن يثور شعب ضد حكامه الطغاة ، الذين أزلوه طوال ما يقرب من ستة عقود حكمهم فيها ثلاثة حكام عسكريين أخرهم الرئيس السابق مبارك الذي حكم لمدة 30 عام كان فيها أكثر طغيانا وظلما من سابقيه . ولنا أن نتخيل كم هو صعب زحزحة مثل هذا الطاغية من مكانه بعد أن حكم وتحكم في الشعب المصري بأسلوب وطريقة غاية الغرابة بعد أن أمن نفسه ضد من ظن أنهم من سيقفون في وجهه من جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية الأخرى التي كانت لها اليد العليا في إغتيال سابقه الرئيس السادات . لكنه لم يفكر للحظة واحدة في عامة المصريين المسالمين الطيبين الذين أوكل بهم إلى تلك الجماعات يتعاملون معهم كيفما شاءوا . فأصبح لهم اليد العليا " تقريبا " إن جاز لنا القول على الغالبية العظمى من المصريين . وعاث هو وأسرته والمحيطين به من وزراء عينهم فسادا وإعتبروا مصر " عزبة " ورثوها أو أخذوها بوضع اليد والسلطة وورثوا كل ما عليها من أرض وثروات إن كانت طبيعية أو مملوكة للشعب وتم الإستيلاء عليها .
حاكم لم يعط أدنى الإهتمامات لمطالب شعبه . ولم يهتم لما كان يعانيه الشعب من سيطرت وتحكم رجاله الذين لم يكن لهم عمل سوى بيع مصر لكل من يشتري . وأصبح وأمسى هو ومن معه تجار وسماسرة لا حكام يعملون على رفعة مصر لتأخذ مكانها الذي تستحقه بين الأمم . ولنا أن نتخيل حاكم وصل به الأمر إلى هذا الحد من إهمال مصالح الشعب المصري وتركه ضائعا هائما على وجهه باحثا عن لقمة العيش ولو إضطر شبابه إلى ترك البلد معرضا نفسه للمخاطر في هجرة غير شرعية فتعرض للموت والإهانة وهو السيد الذي كان . فكيف له أن ينتفض بثورة مثل ثورته العظيمة التي قام بها في الخامس والعشرين من يناير هذا العام 2011 !!. كيف !! وهو الأعزل ولا ينتمي لا إلى مؤسسة عسكرية أو تنظيما سريا ، أو على إتفاق مع أي قوة خارجية حتى يقف تلك الوقفة دون خوف أو مهابة لا للحاكم ولا لزبانيته .
لو قارنا بين ثورة أو إنقلاب العسكر في 52 وثورة الشعب المصري في 2011 سنكتشف أشياء كثيرة عجيبة وغريبة وإن لم تكن هكذا بالنسبة للشعب المصري .
في 1952 عندما أعد الضباط الأحرار " الأشرار فيما بعد " خطتهم بعد وضع إحتمال نجاحها أو فشلها بتأمين رؤسهم فوضعوا في المقدمة اللواء محمد نجيب وإختفى من إختفى وكان لوجود حيدر باشا فضل كبير في إنجاح الخطة بعد أن كذب عليه الضابط عبد الحكيم عامر عندما سأله " حيدر " إن كانت توجد تحركات للجيش ضد الملك ، فنفى ذلك وخدع خاله المسؤل أمام الملك .
أما ثورة الشعب فلم تخدع أحد ، ولم تضع أحدا في المقدمة للتضحية به في حالة فشلها . بل وقف الجميع متماسكين متفقين مصممين على الرحيل .. رحيل الحاكم .
خرج شباب مصر رجالا ونساء ، مسلمين ومسيحيين في أسطورة سطرت حروفها بأحرف من النور والنار لتعلن للحاكم والعالم أجمع أنهم أحرار ولن يسمحوا لأحد إستعبادهم بعد ذلك وكانوا على أتم إستعداد للمواجهة والتضحية وليس كما فعل .. أنتم تعرفونهم دون شك .
التماسك والتكاتف بين شباب مصر وصمودهم هوالذي أبهر العالم الحر الذي رفع القبعة تحية تقدير وإحترام لهم .
حدث هذا على الرغم من أن مصر لم تكن على مدى العقود الطويلة لحكم العسكر متحدة أو متماسكة وأيضا لم تكن على قلب رجل واحد .
لقد إستخدم العسكر الفكرالإستعماري المعروف " فرق تسد " خير إستعمال فحدثت الفجوة بين أبناء شعب واحد . سمحوا بالتدخل الخارجي لمعتقدات وأفكار تتعارض مع طبيعة الشعب المصري السمحة . إنهار التعليم وأصبحت مصر بلا تعليم حقيقي يعمل على التقدم والرقي العلمي والأخلاقي مما تسبب في إنهيار القيم الأخلاقية إنهيارا يكاد أن يكون تاما إنقسمت مصر بين مسلم ومسيحي وسادت موجات من الكره بينهما غذته فضائيات من الطرفين كل منها تشحن مجموعته ضد عقيدة وإيمان الأخر . وأصبحت مصر عارية دون سياج الحب والمودة الذي كان يغطيها ويحميها من العواصف والزلازل والأعداء .
شعب لحقه العار بسبب حكامه الذين أوصلوه إلى هذا الدرك المخزي من فقر وجهل ومرض يموت فيه الإنسان عندما يقف في طابور طويل ليحصل على رغيف العيش . وتبيع المرأة شرفها في محاولة العيش حتى لو كان غير شريف .
ومع كل هذا وأكثر تحدث المعجزة وتعود الذاكرة إلى مصر في شبابها الذي على الرغم من نشأته في ذلك الجو الكريه والكاره للغير ويقف الجميع في وجه طاغية إعتمد على الداخلية في إذلال الشعب وبدلا ما كان شعارها " الشرطة في خدمة الشعب " أصبح شعارها " الشرطة في إذلال الشعب "
ويصر على مطلبه .. الرحيل .. الرحيل .
تحدث المواجهة ويحدث التصادم بين الشباب والملايين من الشعب المصري الذي بلغ ما يقرب من عشرين مليون شاب وشابة ، رجل وإمرأة ، طفل وطفلة بصحبة والديهم ويستخدم الحاكم نفوذه ويستشهد عشرات ويصاب ما يقرب من الألف مواطن شريف .. ومع ذلك لم يتنازل عن مطلبه .. الرحيل .. الرحيل .
تنزل فرق من القوات المسلحة للحفاظ على الأمن مع الشرطة وإن إتخذت طريقا مخالفا للشرطة بعدم إعتدائها على أحد .
يتم رضوخ الطاغية ويتخلى عن السلطة ويسلمها للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي إستمرت علاقته بالثوار متواصلة حتى أصبح الشعب يردد .. الشعب والجيش إيد واحدة .ومن الطبيعي أن يكون الجيش ومجلسه الأعلى بقيادة سيادة المشير محمد حسين طنطاوي الحامي الأول بعد ذلك للثورة وشبابها وللشعب المصري .
ولكن .. وما أصعبها كلمة لكن هذه .. لا نعرف سببا واحدا مقنعا يدفع بفئة من الشعب أن تعمل على وئد الثورة في مهدها بعدما أثبتت وجودها على أرض الواقع المصري والعالمي المنبهر من قدرتها وتماسكها وتلاحمها في ملحمة إعجازية رغم ما كانت تعيشه مصر فوق صفيح نار ساخن من نفور بين أبناء وطن واحد إسمه مصر .
فئة قفزت على الثورة مرتدية عباءة الدين وأخذت تستقطب عمل الثوار وتنسبه لنفسها .
فئة إزداد نفوذها في الشارع المصري خاصة بعد أن لجأ إليها المجلس الأعلى للقوات المسلحة في حل المشاكل العنصرية المضطهدة والكارهة للغير للتدخل في أمور جنائية حدثت من مسلمين ضد مسيحيين دون اللجوء إلى القانون .
فئة سمح المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعودة من كان هاربا أو مسجونا ليباشر أعمال التسلط والإرهاب لكل من يقف في طريقهم دون ردع أو عقاب من المسؤلين عن إدارة البلاد وهو المجلس الأعلى للقوات المسلحة وعلى رأسه سيادة المشير محمد حسين طنطاوي منفذا لهم طلباتهم دون تردد أو تفكير وكأنه سندهم وحاميهم مما أعاد مصر إلى غيبوبتها بعد أن إستيقظت على يد ثورة شبابها .
تعديلات دستورية .. لصالح تلك الفئة .. فتح مجال تكوين أحزاب جديدة وفي وقت سريع .. لصالح نفس الفئة أكثر مما هو لصالح أي فئة أخرى من الشعب .
كان المجلس صارما ضد كل من يوجه إليه إي إتهام حتى لو كان موجه الإتهام على حق . لكنه وديعا حنونا مع فئة الإخوان والسلفيين وغيرهم من الجماعات الإسلامية حتى لو هتفوا برحيل المشير نفسه ورحيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة مهددين متوعدين بسوء العاقبة . ولهم حق في كل ما فعلوه ويفعلونه بعدما ظنوا أنهم وحدهم لهم السلطة والسلطان على كل فئات الشعب يكفرون من يشأوا ويفرضون فروضهم على من يشأوا من خلق الله وعلى المجلس الأعلى ، بل وعلى المشير نفسه " في جمعة مليونية المطلب الواحد " .
طار النوم من عيونهم من أجل كلمة واحدة جاءت في ميثاق الشرف للمباديء فوق الدستورية الذي أعده الدكتور السلمي نائب رئيس الوزراء ، والكلمة جاءت ضمن أول بند بها عن شكل الدولة المصرية القادمة والتي حددته الكلمة بـ " مدنية " . وأضافوا إليها بعضا من البنود الخاصة بالمجلس العسكري والجيش المصري .
بل نجدهم يتطاولون ويعتبرون أن يوم الجمعة 18 نوفمبر 2011 هو يوم الثورة الحقيقي . أي نفي ثورة الشباب التي قامت في 25 يناير من نفس العام 2011 ومسحها بـ " أستيكه " . فهل نلوم شباب الثورة الذي قدم تضحيات من أجل التخلص من دكتاتورية حاكم فرد إذا عاد إلى ميدان التحرير ليثبت وجوده وأنه صاحب الشرعية الثورية لا أحد غيره ؟؟؟!!!.
وهنا حدثت المصيبة الكبرى .. الشرطة الغائبة والمتغيبة عن حفظ الأمن وبث الأمان في قلوب الشعب المصري تخرج وتعتدي على الشعب المصري الذي خرج عن بكرة أبيه للوقوف مع شبابه يؤيده ويؤاذره في إعادة حقه كثائر ضد من يريد سرقة ثورته . ولم يكن الخروج في القاهرة وتحديدا في ميدان التحرير فقط بل كان في معظم المدن الرئيسية في جميع محافظات مصر . وسقط شهداء جدد بلغ عددهم 41 شهيدا وعدد المصابين تخطى الثلاثة آلاف مصاب . لن أتكلم عن الأسلوب الذي رأيناه على شاشات التلفزة في تعامل الشرطة مع الثوار لأنه شائن ومخزي .
عقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة مؤتمرا صحفيا بحضور بعضا من أعضاءه . أسفر المؤتمر على أن موعد الإنتخابات لن يتغير وسيظل على ماكان محددا في يوم الإثنين 28 / 11/ 2011. ووعد بعدم إعتداء الشرطة على جموع المحتشدين سواء في ميدان التحرير أو في أي مكان في جميع أنحاء الجمهورية . وقد تم بالفعل إخلاء شارع محمد محمود والشوارع الجانبية المؤدية إلى وزارة الداخلية وبدأ تنظيف تلك الشوارع بالفعل .
أتوجه إلى سيادة المشير .. وإلى الإخوان والسلفيين كأقوى الفصائل الإسلامية أن يراعوا الله في مصر والشعب المصري الذي قاس الكثير .
وأتمنى على جميع فئات الشعب المصري الخروج للأقتراع والإدلاء بأصواتهم بكل أمانة وثقة لإختيار الصالح لإدارة شئون مصر والشعب المصري .
لأن يوم الإقتراع .. يكرم فيه الوطن أو يهان .

بمن يستنجد المصريون؟/ محمد محمد علي جنيدي


إن ما حدث في أعقاب جمعة استرداد الثورة من قتل وسحل وترويع المتظاهرين سواء في ميدان التحرير أو شارع محمد محمود في مصر الكنانة - هو أمرٌ - يدمي كل قلب فيه ذرة من نبل أو مروءة!.

أعجز عن وصف مشاعري حينما رأيت جثة لمتظاهر يُلقى به جوار القمامة بل وتنفجر مشاعر الحسرة في نفسي ونفوس المصريين النبلاء ونحن نشاهد آخر يجهز على جثمانه ضربا بعصا الخسة والنذالة!.

من يخرج ليقول لنا ما هو حقيقة الغاز الذي يُلقى على الثوار بالميدان حتى نراهم في مشهد يلهب آلامنا ويذهب بآمالنا إلى مقبرة من يأس وحسرة وهلاك!.

تعجبت كثيرا لحد البكاء من التعامل مع ثوار الميدان بهذا الأسلوب الغير إنساني والفائق السرعة ويفجعني أكثر التباطؤ القاتل في التعامل مع البلطجية في جميع ميادين مصر وشوارعها، تحديدا من بعد إعلان رحيل رأس النظام السابق وحتى تاريخه!

نعلم إن المجلس العسكري يستنكر ويأسف ويعلن بأنه لم يكن فاعلا أو محرضا على ما حدث ويحدث من قتل وإصابة وترويع ولكنه الآن هو الذي يتولى شؤون البلاد وهو المنوط له حفظ وسلامة أمن الوطن والمواطنين فهل يستطيع أحد أن يعفيه من مسؤولية ما جرى ويجري لإخوانه المصريين في ميدان التحرير وغيره.!

نعم للاستقرار- ولكن - هل هذا هو الوقت المناسب الذي يصر فيه كثيرا من القوى السياسية والمجلس العسكري والقائمون بأعمال الحكومة على إقامة الانتخابات في موعدها المحدد.. ونحن نعلم بادئ ذي بدء بأن قطاع كبير من المصريين لن يذهبون لصناديق الانتخاب خوفا على أنفسهم من طلق ناري أو قلْ.. و حدث ولا حرج.. فإن كل شيء أصبح مروعا وحدوثه ممكنا ومتوقعا بل وطبيعيا بكل الأسف!.

رحم الله الخليفة المعتصم الذي جهز وحرك جيشا ضخما لمواجهة الروم لنصرة امرأة مسلمة استنجدت به بقولها و( امعتصماه ).

فهل سمع المجلس العسكري نداء إخوانه المصريين لوقف العنف بجميع صوره وأشكاله فإن لم يسمع أو كان تجاوبه أبطأ من سرعة عجلة الأحداث.. فبمن يستنجد المصريون!

التناص اللاأيقوني بين القصة والرسم/ أمجد نجم الزيدي


من الآراء التقليدية التي تنظر إلى الخيال الأدبي الناتج من خلال التعالق بين النص وأشياء المحيط الخارجي ومنها اللوحة التشكيلية، الرأي الذي يقول بأننا (إزاء حركة تبدأ من الخارج، بمعطيات جاهزة، تنعكس على ما هو في داخل الأديب، فيبدو ناتج الانعكاس بمثابة تكوين ذاتي للمعطيات الخارجية الجاهزة) ، ترينا هذه الإضاءة بأن التأثيرات الخارجية –أي الخبرة البصرية والمعرفية والإدراكية الخارجية- تساهم في بناء النص من خلال انعكاسها في ذات الناص بصورة دائرية تعيد إنتاجها دون التفريط بوجودها الحقيقي، ولكن هذه العملية تجعل المعطيات الخارجية الجاهزة، منفصلة عن ذات الناص ويكون عمله فقط بتوجيهها إلى جهة معينة محافظا على وجودها الأولي، منفصلة عن جوهر العملية البنائية للنص، عكس ما نحاول أن نظهره في قرائتنا هذه، وذلك بأن الخارج الممثل باللوحة الفنية التي تمتلك نفس الإستراتيجية البنائية التي للنص الادبي تندغم في الوجود المتشكل للنص في لحظة الكتابة، خالقة نصاً مركباً بإلية تناصية، استشرافية لنقاط ارتكاز كلا الحقلين الدلاليين، وتعزيز مرتكزاتهما البنائية، لتدعيم ذلك التمازج والاندغام، فلغة القاص هي (اللغة التي تأثرت كل كلمة منها بإحدى القيم في ذاكرته وانقسمت بين اتجاهات متعددة من التذكر والأفكار المتداعية التي غاص معظمها في اللاوعي) ، بالإضافة إلى التأثيرات الخارجية أو المعطيات التي تساهم بصورة مباشرة في رفد تلك الذاكرة، أو اللاوعي وبصورة متكررة بنواتج الوعي بالمحيط الذي تكون اللوحة الفنية جزءاً منه، وهذه المساهمة تتم ليس بصورة انعكاسية وإنما بتحليل القيم العلامية والرمزية ومحاولة تمثلها من خلال ما تختزنه الذاكرة من علامات.
نص( اللوحة) للقاص وجدان عبد العزيز، ضمن المجموعة القصصية (وتكور الحل عند ظفيرتها) تعامل مع اللوحة التشكيلية باشتراطاتها، عندما تناص مع لوحة السيد المسيح، وهو تناص لا ايقوني بلغة السيميائيين (حيث لا تصبح هذه الأدلة التناصية أيقونية- نصية إلا حين تؤثر في نفس الوقت على تثمين لطاقة أدراك –أحدى الذوات أو كل الذوات – للنصوص الفنية التي تكون بصدد إدراكها) ، بينما في قصة (اللوحة) لا تسعى الذات إلى إدراك اللوحة الفنية، وإنما تتمثلها ولا تماثلها، إذ إن (الايقونية تتحقق عندما تتماثل – في الأدب – الثيمة مع المرجع الذي تنهض منه) ، ففي قصة (اللوحة) أعتمد القاص على إعادة تمثل للوحة والتماهي معها دون اعتمادها مرجعية واضحة لذلك التماهي، إذ إن النص رسم لوحته الخاصة المنبثة داخل تفاصيل النص، بالترديد على نغمة التجاوب الثيماتي مابين النص واللوحة، حيث قام ببناء نصه على حوار متقابل بين اللوحة وثيمة النص من خلال عقد مقارنة بين متنيهما المختلفين والمتمايزين، فاللوحة (المرسومة، بحكم خطوطها وألوانها، مهيئة على نحو متفرد لمعالجة أشكال توجد أنيا في المكان، غير إن الشعر المهيئ له على نحو متفرد، يهتم على نحو ملائم حقاً بالأفعال والتتابعات في الزمن) ، وينسحب هذا الكلام على العلاقة بين اللوحة والقصة القصيرة، فمتن اللوحة يظهر كـ / خطوط مستقيمة..متوازية..متعامدة..متقاطعة، تشكل ضلالا من الزرقة المتقرحة على كفيه/ ، بينما يظهر المتن الأخر للنص/الوجوه الغريبة ذوات السحنة السمراء وخطوط غير بائنة من التعب تميل نحو ألوان البرونز والرصاصي/، حيث يقوم القاص باستكشاف مجاهيل اللوحة من خلال إعادة قراءتها وباسقاطها على الثيمة بتحري خطوط الظلام والضوء وتجسدهما داخل النص/القلوب المرتجفة في لجة خطوط الظلمة/، وعلاقتها الحوارية ببنية الخطاب التي تجمع كلا المتنين، حيث أصبح السرد عبارة عن منلوج داخلي تردده اللوحة، بإعطاء خطوطها وألوانها ذلك العمق السردي، حيث (تمارس النصوص تلويناً على صورها يمكن تصورها من خلال ما تتركه العلامات من انطباع لوني، وقد تغير في ذلك من الدلالات اللونية لألفاظ الألوان، كما يمكن للنصوص التي تنبئ على حركة مشهدية أن تخلق إيقاعا لونياً مقارباً للإيقاع اللوني الذي تنتجه اللوحة) ، /كل هذه الأشياء قد تخلق حالات إضافية عن روحه المعلقة بين متاهات الظنون وبحر المسافات التي لا تشكلها أي أنواع من الخطوط المتوازية او المتعامدة/ ، والمقترن بالحاجة التي أدتها اللوحة داخل النص ومدى انسجامها وتوحدها مع الثيمة /نحو الخطوط المستقيمة تلك التي توصلني إلى حدود وألوان الطيف الشمسي لأجعل من الأبيض لباسي المحبب(...) بيد ان الخطوط تتوازى وتتعامد وتتقاطع وحينما تكون هكذا، تبدأ حدود الرؤيا تضيع منه/.
قام القاص (وجدان عبد العزيز) بالتقاط العلاقات الدلالية والاشارية التي مكنته من توظيف اللوحة داخل نصه ، وتقدير مدى ارتباطها بالثيمة، حيث إن زاوية نظره للوحة كشفت مقدرته على قراءتها وتأويلها وسردنتها، بما يتلائم مع نصه واتجاه الرؤية فيه ، فحساسية التلقي التي تلقى بها القاص اللوحة انعكست في تعامله مع النص من خلال إعادته لبناء المعطيات الإيحائية للوحة بصورة أدت إلى إعادة بنائها سرديا من وجهة نظر جديدة استفادت من خلفيتها السسيودينية. ربما رداً لمقولة بيكاسو بأن (الرسم هو الشعر وهو دائما يُكتب على شكل قصيدة ذات قافية تشكيلية، وهو لا يكتب بالنثر أبداً) ، حيث اظهر القاص أن للنثر والقصة القصيرة بالتحديد القدرة على رسم اللوحة التشكيلية ولكن بالتماهي وإعادة تمثل بنيتها السردية.
إن إضاءة العنوان ثريا النص ( اللوحة) لمدخل النص ترينا انه افتتح بالمبتنى الشكلي واللوني للوحة، فما (العنوان إلا بنية صغرى تؤلف مع القصة وحدة عمل على المستوى الدلالي، ولا يمكن ان يحقق أية دلالة بمعزل عن نصه الكبير، القصة أو الرواية، كما لا يمكن النظر اليه خارج سياق النص الذي تحته)، /خطوط مستقيمة.. متوازية.. متعامدة.. متقاطعة تشكل ظلالا من الزرقة المتقرحة على كفيه/، وهذا المدخل يرمينا في لجة اضطراب العلاقة الدلالية الموتورة ما بين تلك الخطوط المتوازية والمتعامدة وبين/ الجسد المسجى / الذي يمثل البؤرة التي تتجمع وتنطلق منها الخطوط والألوان وايحاءية اللوحة وإشاراتها، لتصبح كل العلاقات التي يوجدها النص بينه وبين اللوحة وتركيزها على / الجسد المسجى / جسرا تعبر عليه دلالة الألم المتقابلة ما بين اللوحة وارتباطها بآلام السيد المسيح وبين الآلام التي يبثها النص / ابنتي تتلوى من ألم حاد / وهاتين الصورتين تنمزجان في صورة واحدة أو لوحة واحدة يجسدها النص عندما تتداخل الألوان والخطوط وارتباطاتها السالفة بمركز اللوحة وهو / الجسد المسجى / = / السيد المسيح / مع اختلاج أفكار ( أنا النص) وقلقه وظنونه /اختلاج أفكاره حينما تتلاطم والساعات الأخيرة من الليل / ، /القلق المتزايد من صعودها والجسد معا /، محاولا التخلص من هذا الاضطراب باللجوء إلى ألوان اللوحة وخطوطها وايحائيتها / يا يسوع المسيح خذ بيدي / ، بيد انه يغرق في لجة / الخطوط المتوازية والمتعامدة / وتقوده ظنونه إلى المقابلة بين حالته وخوفه من فقدان ابنته واللوحة التي تصور السيد المسيح وصعود روحه إلى السماء / إن القلق المتزايد عن صعودها والجسد معا، خلقت هوة سحيقة في علياء فردوسه/ .
أراد نص(اللوحة) من خلال حركية ( أنا النص ) واضطراب أفكاره أن يعكس إيحائية اللوحة، وإقامة بنية تشكيلية تصويرية مقابلة لها، حيث رسم القاص خطوطا وأشكالا ووزع كتلا لونية، من خلال استخدامه للوصف كفرشاة يلون بها ثغرات خطابه القصصي – كما ذكرنا سابقا - والمتماهي مع اللوحة التشكيلية / أثواب رثة وأرجل شبه حافية، تبتلع هذه الأشكال ذهنيته ليكون الجوع شهية لعينه تحترق في مسافاتها رغبات عديدة تتقاطع في كثير منها مع خطوط الرحمة والحب /.
إن القاص وجدان عبد العزيز قد سار في سياقات متقاربة إبداعياً، متعارضة من حيث الخامات المستخدمة، باندماج جنسين إبداعيين متغايرين –هما جنس القصة القصيرة والفن التشكيلي الممثل بالرسم- حيث اشتغل القاص بأدواته السردية في منطقة التشكيل وأنتج لوحة مقابلة للوحة التي استوحاها نصه باثا فيها لغته القصصية التي استنفذت اللون وانعكاساته والخطوط وتشكيلاتها ، الضوء والظلام وتجسيدهما للعمق الإنساني في اللوحة والنص، وهو في هذه التجربة يختلف عن ما جاءت به البيانات المرفقة بالفن والتجارب الفنية التي (غالبا ما تخفق في إمدادنا بحوار هادف يجري بين الكلمات والصور) ، وذلك لأن ذلك الحوار هو حوار خارجي غير نابع من علاقة التفاعل مابين بنية الكلمات والبنية الصورية للرسم وتمثلاتهما الإيحائية، لان تلك البيانات تلتزم بالبنية الوصفية، أي النظرة من الخارج، عكس الحوارية التي تنتج من خلال تلك التمثلات والتي هي نمو تصاعدي من الداخل إلى الخارج في سبيل تكثيف الإيحاء، الذي يقارب معطى الفنين اللغوي والفني.


وأخيراً قالت لجنة حقوق الإنسان كلمتها في النظام السوري/ محمد فاروق الإمام

وأخيراً وبعد ثمانية أشهر سالت فيها الدماء أنهاراً من أجساد السوريين الثائرين على الظلم والاستبداد في احتجاجات سلمية حضارية لم يشهد التاريخ لها مثيلاً، خلفت ما يزيد على خمسة آلاف شهيد وأضعافهم من الجرحى والمفقودين وعشرات الآلاف من المهجرين والمعتقلين.. أقول أخيراً تمكنت لجنة حقوق الإنسان في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم أمس الثلاثاء 22/11/2011 من إدانة النظام السوري الهمجي المتوحش الذي استباح الإنسان والحيوان والحجر والشجر وكل ما يجد في طريق آلته العسكرية الجهنمية دون وازع من ضمير أو أخلاق أو قيم أو حتى من أبسط الحواس الإنسانية التي تبلدت في عقول وأفهام ساديي النظام السوري.
وأدان القرار بقوة "انتهاكات السلطات السورية المستمرة والخطيرة والمنهجية لحقوق الإنسان" مشيراً إلى "عمليات القتل التعسفية" و"اضطهاد" المحتجين والمدافعين عن حقوق الإنسان.
وجاءت الإدانة في قرار حصل على تأييد 122 صوتا مقابل اعتراض 13 صوتا وامتناع 41 عن التصويت.
واتهم مندوب سورية في الأمم المتحدة بشار الجعفري (الإيراني الأصل) الدول الأوروبية التي دعمت القرار وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا "بالتحريض على الحرب الأهلية". وبأنها تسعى لشن "حرب إعلامية وسياسية ودبلوماسية على سورية والتدخل في شؤونها الداخلية".
وقال إن بريطانيا وفرنسا وألمانيا "جزء من تصعيد العنف في بلادي" وأنها "تنشر الفتنة العنيفة" في سورية، مضيفا أن مشروع القرار "تناسى الإشارة إلى الجماعات المسلحة التي تعبث بأمن المواطنين وسلامة الممتلكات العامة والخاصة".
وقد علق كثيرون على صدور هذا القرار، ومن بينهم (مارك ليال غرانت) سفير بريطانيا في الأمم المتحدة الذي قال أثناء مناقشة القرار إن "المجتمع الدولي لا يمكنه أن يظل صامتا"، مؤكدا إخفاق الحكومة السورية في تنفيذ خطة وقف العنف التي تقدمت بها الجامعة العربية.
أما السفير الفرنسي (جيرار ارو) فقال إن صدور إدانة من الأمم المتحدة أصبح الآن أمراً "ملحا لأن الوضع يتدهور باستمرار"، مؤكداً خلال الاجتماع أن سورية "رفضت" خطة الجامعة العربية وإن عدد الضحايا يتزايد.
في حين أكد السفير السعودي في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي على جهود الجامعة العربية لإنهاء العنف، إلا أنه أشار بأصابع الاتهام إلى حكومة الأسد عندما قال إنه "تم وضع عوائق تعيق تحقيق هذه الأهداف"، وقال إن على المجتمع الدولي "أن يبعث برسالة إلى الشعب السوري" عن طريق هذا القرار.
وبالتزامن مع ذلك، دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بشار الأسد إلى التنحي "لتجنب المزيد من إراقة الدماء" في سورية، كما صرح أمام الكتلة البرلمانية لحزبه "العدالة والتنمية" في مجلس النواب مخاطبا بشار الأسد "عليك التنحي من أجل خلاص شعبك وبلادك والمنطقة".
وعلق وزير الخارجية الفرنسي (آلان جوبيه) على قرار لجنة حقوق الإنسان في بيان جاء فيه: "منذ عدة أشهر والنظام السوري يمارس بحق شعبه القمع الوحشي الذي خلف أكثر من 3500 قتيل وعشرات الآلاف من المعتقلين الذين يمارس بحقهم التعذيب بصورة اعتيادية، هذا الوضع غير مقبول على الإطلاق".
وأضاف جوبيه أن "التصويت دليل على تحرك المجتمع الدولي لإدانة هذه الانتهاكات الخطيرة والمستمرة لحقوق الإنسان التي يرتكبها النظام السوري، ليطلب الوقف الفوري للعنف ضد المدنيين، وليدعو سورية إلى إتاحة المجال للجنة التحقيق التي شكلها مجلس حقوق الإنسان للقيام بمهمتها على الأرض".
وفي نفس السياق، دعت فرنسا الثلاثاء سورية إلى استخلاص العبر من إدانة لجنة حقوق الإنسان في الجمعية العامة للأمم المتحدة حملة القمع التي يشنها النظام السوري، وقالت إن فرنسا، التي تسعى منذ أشهر لاستصدار قرار يدين سورية في مجلس الأمن الدولي، توجه "دعوة مشددة إلى النظام السوري للإصغاء لرسالة الأمم المتحدة واعتبار ما يمكن أن يترتب عليها من عقبات. أمام الوضع الشديد الخطورة ستواصل فرنسا جهدها من أجل وقف انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات ضد المدنيين في سورية".
وفي رسالة واضحة إلى النظام السوري من عاصمتي أصدقائه في موسكو وبكين تلمحان فيهما إلى إمكانية تغيير موقفهما تجاه النظام السوري الذي لا يستمع إلى نصائح الأصدقاء ولا يفي بوعوده إليهم، امتنعتا عن التصويت على قرار الجمعية العامة، حتى لا يظن هذا النظام أن الفيتو الروسي والفيتو الصيني ملك يمينه تشهره موسكو وبكين لحمايته إلى ما لا نهاية، وتجنيبه أية عقوبات من المجتمع الدولي كما فعلت في مواجهة قرار لمجلس الأمن الدولي يدين حملة القمع في سورية منذ آذار الماضي والتي تقول الأمم المتحدة إنها خلفت أكثر من 3500 قتيل.
وبالتوازي مع إعلان قرار لجنة حقوق الإنسان للأمم المتحدة في إدانة النظام السوري أعلن المجلس الوطني السوري الذي يضم معظم تيارات المعارضة في بيان أنه "يجري مشاورات موسعة مع عدد من الشخصيات والقوى السياسية السورية بهدف الإعداد للمرحلة الانتقالية وفق ما نصت عليه مبادرة جامعة الدول العربية".
واتفق مسؤولون في المجلس الوطني مع "عدد من الشخصيات الوطنية ومسؤولي قوى سياسية وناشطين من الحراك الثوري في القاهرة" على "تشكيل لجنة تحضيرية تضم ممثلين عن قوى سياسية وشخصيات مستقلة تتولى الدعوة إلى عقد مؤتمر وطني سوري يشرف على الإعداد للمرحلة الانتقالية برعاية الجامعة العربية".
وعلى صعيد العقوبات الاقتصادية المتوقعة من الجامعة العربية بعد أن تجاهل نظام دمشق المهلة التي وجهت إليه لإنهاء العنف الدموي، من المتوقع أن تعلن الجامعة العربية في اجتماع الخميس عقوبات اقتصادية على سورية بعد أن علقت عضويتها،
فقد أعلن محمد التويجري الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية في جامعة الدول العربية مجموعة من التدابير التي قد تخنق البلاد، وقال إن هذه العقوبات تشمل "السفر، والتحويلات المصرفية، وتجميد الأموال في الدول العربية، وإيقاف المشاريع القائمة في سورية والمشاريع المشتركة، والتعاملات التجارية، وتعليق عضوية دمشق في منطقة التجارة العربية الحرة"، وكشف الأمين العام المساعد أن "اجتماعاً استثنائياً للمجلس الاقتصادي الاجتماعي سيعقد خلال الأيام المقبلة من المحتمل أن يكون في القاهرة، لإقرار العقوبات الاقتصادية على النظام السوري". وقال إنه يجري العمل بحيث "لا تطول العقوبات الاقتصادية الشعب السوري".
وعلق أحد أبواق النظام السوري على فرض مثل هذه العقوبات قائلاً: "نحن نعرف كيفية التعامل في الشدائد كوننا نعاني منذ سنوات من العقوبات"، وقال "إن كانت روسيا حصننا السياسي فإن العراق ولبنان وإيران هم أوكسجيننا الاقتصادي".
وجاء الرد الهمجي من قبل النظام على قرار لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة التي أدانت قمعه للمتظاهرين السلميين سريعاً على يد الكلاب المسعورة والذئاب الكاسرة والضباع الجائعة التي أطلقها من عقالها، لتقطّع أوصال المدن وتحاصر أحياءها، وتستبيح البيوت وتنتهك الحرمات وتقتل ما يزيد على ثلاثين مدني من بينهم أطفال ونساء وشيوخ، وتدك المدن بمدفعية دباباتها لتسقط المنازل على رؤوس ساكنيها بعد قطع الماء والغذاء والدواء والاتصالات عنها.
آن للعالم أن يتخذ قراراً سريعاً في مواجهة هذا النظام القمعي البشع الذي ما سبقه إلى همجيته أي نظام استبدادي في أي بقعة من عالمنا، فقد فاقت فعاله ما كان يجري في أقبية محاكم التفتيش وزنازين السجون النازية والفاشية.. آن لهذا العالم أن يتخذ قراراً سريعاً ينهي هذه المأساة الفظيعة وتضع حداً لآلة القتل الفتاكة، التي تحصد أرواح السوريين كل يوم منذ أكثر من ثمانية أشهر، وإلا فالتاريخ سيذكر بحروف سوداء قانية سفر حكومات هذه الدول التي تتحكم بهذا العالم الذي يدعي التحضر والمدنية.

اعلان حرب اعلامية شرسة يقودها النظام السوري والشعب من يدفع الثمن/ خليل الوافي


غريب امر حكامنا العرب .يظل عمره في الحكم .وعندما ينتفض الشعب ضد سياسات تاريخية فاشلة مهووسة بالجنون من اجل السلطة وهستيريا القتل يعتبر الشعب مخطىء وخائن .واعتبار النظام المنارة الوحيدة التي تقوم بتوجيه انظار العالم نحو سياسات عرجاء لا تقوىعلى الوقوف امام تيارات التغيير التي يشهدها المشهد السياسي العربي خلال بداية هذه السنة .وما افزرته المرحلة من تغيرات جوهرية في خريطة الوعي العربي بالقضايا الاساسية التي تشغل الراي العام المحلي والقطري والعالمي .وظلت الانظمة العربية متمسكة بالسوط والعصا والمدفعية الثقيلة في وجه كل من يعارض سياسة هذا النظام او ذاك.
انكشف الغطاء عن انظمة استبدادية بالفطرة ضد شعوبها في اسكات صوته .وممارسة اشكال القتل والتعذيب لاحتواء ثورة شعبية بامتياز .وتدشين حملة واسعة لمحاربة الحقيقة الناصعة على ارض الواقع .ودحض المعطيات الواردة من مصادرها الموثوقة .والصورالناطقة .والمشاهد التي لاتترك مجال للشك حول ما يجري داخل سوريا الجريحة .والحرب الكلامية التي بدات اشواطها تتضح في افق التوجهات المقبلة .والحلقات التي تضيع في خضم هذا الصراع السياسي والايديولوجي الذي يتبناه النظام السوري .وتاكيد الرواية الرسمية .وعدم الاعتراف بمقررات الجامعة العربية .ولا بوجود ثورة شبابية ولا اية مظاهر الاحتجاج في المدن السورية..
وفي ظل المحاولات المتكررة .واستنفاد الجهود العربية في احتواء الازمة السورية .والخطوات الدولية في الضغط لتوقيف مسلسل القتل .وتوفير حماية انسانية للمدنيين .وعودة الجيش الى الثكنات .وفتح المجال للمراقبين الدوليين .ولجنة المتابعة العربية .والمنظمات الانسانية والحقوقية في رصد الواقع الحقيقي الذي يختلف عما تروجه المؤسسة الاعلامية الرسمية .وتزييف الحقائق والمعطيات على الارض. وامام هذه الازدواجية في طرح ملف سوريا في الجامعة العربية .وعلى انظار المجتمع الدولي .وجل هذه الضغوطات لم تثن من عزيمة النظام في تطبيق مخططاته الرامية الى بناء اسس نظام قمعي يتحدى العالم .والارادة العربية والشعبية .ولا يضع ضمن حساباته احترام ارادة الشعب السوري في المطالب الاصلاحية ولا يعترف بها .ولايعترف بوجود شعب على الاطلاق .وهذا بدى واضحا في التصريحات واللقاءات الصحفية والمقابلات التلفزيونية التي دشنتها دممشق عبر شبكتها الاعلامية والترويج لمفهوم المؤامرة الخارجية بدعم من الجامعة العربية .وتوسيع دائرة التاييد الداخلي واطراف مساندة لموقف النظام ..وشن حرب اعلامية واسعة النطاق لكسب التعاطف دول الجوار والحلفاء التقليديين .واطراف اخرى ما تزال تعتقد ان النظام في سوريا اقوى نظام عربي لكن على حساب المجتمع السوري .وارادته القوية في الاصلاح ..

وبعدما توحدت المواقف العربية في ممارسة انواع الضغط السياسي على نظام الحزب البعثي .وسارعت قوى اجنبية في المنحى نفسه لردع سياسة دمشق في قتل الشعب .وايقاف نزيف الدم .وحماية المدنيين من شبح القتل الذي يلف عنق الثورة السورية التي قدمت الغالي والنفيس وكل امكانياتها الذاتية .والطاقة الفاعلة في استمرارية شرارة الثورة وتحقق مرادها التاريخي.وتحقيق ماهو الاهم رغم الحيف الخارجي والقمع الداخلي .والمهل المتسارعة التي تقدم للنظام او يختلق الدرائع لكسب مزيد من الوقت .وتعطيل جل المبادرات بحجة او باخرى .والدخول في سجال كلامي عقيم مع اطراف الجامعة العربية في كل المساعي التي بذلتها الامانة العامة للجامعة التي لم تفض الىاية نتائج ملموسة
ان المؤشرات الواردة من دمشق .وتحرك النظام في اكثر من صعيد يؤكد قضية في غاية الاهمية بان النظام في سوريا يعيش مراحله الاخيرة .ولم يعد يملك من الامكانيات السياسية في اقناع اطراف مساندة حتى الوقت القريب .وحدوث انشقاقات داخل مؤسسة نظام الاسد .وهذا مؤشر ذا اهمية قصوى في التوازنات الاقليمية والدولية .وبداية العد العكسي لنظام يعتقد انه يخطو خطوات الى الامام .لكن الحقيقة الجلية تظهر تراجعا كبيرا اقترفته يد النظام في قتل الشعب .وكل شيء في الوجود له ثمن.ولا بد ان يدفع الثمن غاليا هذه المرة ...
واذا اردت ان تكون صديقي فاتركني اقتل شعبي والا اصبحت عدوي .وهذا ما يلوح به النظام في كل تصريح ولقاء مباشر مع قنوات اعلامية مساندة ومحايدة حول ما يجري في سوريا اكثر من تسعة اشهر .والنظام الامني والعسكري يمكن ان تنتظرمنه اي شيء .ولا يمكن ان تتوقع حجم الصيحة والضجة الاعلامية المحمومة .التي يحاول ان يربح من خلالها مزيدا من الوقت في سبيل تحقيق مبتغاه الرامي لاثبات احقيته في البقاء .ولو على حساب شعب باكمله .وهذه قاعدة عامة تسلكها انظمة عربية .ما تزال تعتقد ان الامر ممكن بعدما دخلنا الالفية الثالثة .وما نزال نفكر بعقلية القرون الوسطى .والى متى يظل الخيار الامني قائما .سلوكا وممارسة ...وفي ظل المعطيات السياسية المتسارعة .وماذا يمكن ان يضع حدا لهذا الاستهتار السياسي في حق الشعب السوري ..اليس له الحق في التظاهر والاحتجاج كبقية شعوب ارض .ام انه خارج السياق العربي والتاريخي لمنطقة مقبلة على تغيرات عميقة وكارثية .وهذا ما يصبو اليه النظام في سوريا ومؤسساته التي لم تضع نصب اعينها دور الشعب في استقرار النظام السياسي في اي بلد ..
ولم يعد الطرح الاعلامي الرسمي مقنعا .ولا مستصاغا من اطراف قريبة من النظام رغم الحملة الاعلامية في حشد الدول الصامتة.والتاييد من مجموعات ترى مصلحتها في بقاء نظام الاسد .وليس حبا فيه .انها تضارب المصالح السياسية والاقتصادية في منطقة حساسة تحتاج الى تقوية الهمم الشعبية في حلب ودمشق .واظهار حقيقة الواقع الميداني من داخل سوريا .واللجوء الى الضمير الوطني .وامتلاك الشجاعة السياسية في افشال مسلسل التضليل الاعلامي الذي يمارسه في حق الاغلبية الصامتة التي ماتزال مغرربها .او انها لا تملك الجراة الكافية لتعبر عن موقفها التاريخي وبكل مسؤولية امام الوطن والتاريخ .واحداث منعطف ايجابي لصالح الثورة الشبابية ولمستقبل سوريا الجديدة..