اهداف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة/ شاكر فريد حسن

شهدت الايام الاخيرة تصعيداً خطيراً في المواجهات والاعمال العسكرية العدوانية الاسرائيلية والغارات الصاروخية الجوية على قطاع غزة، التي اوقعت عشرة قتلى من الناشطين الفلسطينيين وعدد كبير من الجرحى.
ويجيء هذا العدوان مباشرة بعد ايام قليلة من تنفيذ صفقة تحرير الاسرى الفلسطينيين من المعتقلات والزنازين الاحتلالية مقابل الافراج عن الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليط ، مما يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ان العدوان التصعيدي الجديد هو بمثابة رد على كل الاصوات ، التي راهنت على ان حكومة اسرائيل تبغي تخفيف الحصار عن قطاع غزة تمهيداً لرفعه بالكامل.
ومن الواضح ان هذا العدوان هو محاولة اسرائيلية لخلط الاوراق واغراق المنطقة في دوامة العنف وسفك الدماء ، وهو يهدد سلامة المدنيين الفلسطينيين ، ويهدد الامن والاستقرار في المنطقة ويدفع بها الى تطورات كارثية لا تحمد عقباها.
انه يأتي في زمن محدد، وتوقيت مدروس ومبرمج، ومخطط له في الدوائر الامنية والعسكرية ، ويستهدف تحقيق جملة من الاهداف السياسية المحددة ، منها الانتقام لصفقة شاليط ، التي زعزعت الثقة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الشارع الاسرائيلي ، والتنصل من تنفيذ الدفعة الثانية من الاسرى الفلسطينيين المستحق الافراج عنهم في الصفقة وتأجيل الافراج عنهم.
اضافة الى ذلك ضرب ومحاصرة واضعاف فصائل وحركات المقاومة، وتصفية المشروع الوطني الفلسطيني ، وصرف الانظار عن الاستحقاقات السياسية والتشويش على الرأي العام العالمي مع دنو التصويت على عضوية فلسطين واستحقاق ايلول في الامم المتحدة، ولمنع الاحتجاجات الاجتماعية في اسرائيل على الضربات الاقتصادية والاوضاع الاجتماعية المتردية نتيجة السياسة العدوانية الاحتلالية ، التي تمارسها المؤسسة الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ، وصرف الميزانيات على العسكرة والحرب والعدوان والاستيطان والاحتلال.
ان التصعيد العسكري الجديد على غزة هو امر مقلق وبالغ الخطورة لانه يهدد الامن والسلام في المنطقة ، ويعمق الكراهية والعداء بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي ، ولذلك فان المجتمع الدولي مطالب بالتدخل السريع للضغط على الحكومة الاسرائيلية الالتزام بالتهدئة ووقف العدوان ولجم التصعيد المتواصل على ابناء شعبنا في قطاع غزة ، الذي ما زال يئن تحت الحصار التجويعي ويعاني من الآثار التدميرية ، التي خلفها الاحتلال جراء حربه الاخيرة المسماة بـ"الرصاص المصبوب" .
اما فلسطينياً فان المطلوب في الظرف الراهن هو تعزيز الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام والعمل على تنفيذ اتفاق المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" لمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية والتحديات الراهنة ، التي تستهدف الحقوق الوطنية الفلسطينية ووأد قضية الشعب الفلسطيني وتكريس الاحتلال وتخليد الاستيطان.
فانجاز المصالحة الوطنية ببعدها السياسي والوطني الجوهري في ظل الوضع القائم والمناخ السياسي الحالي هو واجب الساعة والسقف الاهم ، الذي يجب ان ترتقي اليه جميع القوى الفصائلية الفلسطينية المنضوية تحت راية وخيمة منظمة التحرير ، بعيداً عن التناقضات والمناكفات والتناحرات والاعتبارات الضيقة والمصالح الحزبية الفئوية.

يوغوسلافيا الشرق الأوسط/ نقولا ناصر


(إن مجموعة من العوامل قد حولت سورية الى خط أحمر لامتحان حدود قوة الناتو والولايات المتحدة، يقرر تجاوزهما له أو عجزهما عن تخطيه إما ظهور نظام دولي جديد متعدد الأقطاب، أو يستكمل هيمنة الحلف وقيادته الأميركية اقليميا)

تجد سورية نفسها اليوم في الموقف الذي وجدت يوغوسلافيا السابقة نفسها فيه بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق، في مركز شبكة تطوقها من الدول الإعضاء في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، متحالفة كرها أو طوعا مع القيادة الأميركية لهذا الحلف الغربي، وأمامها خيار واحد: إما الانضمام الى النظام الاقليمي الجديد الذي رسمه الحلف للمنطقة، لاستيعاب دولة الاحتلال الاسرائيلي كقوة اقليمية مهيمنة فيه، أو الانضمام الى مصير "العصور الوسطى" الذي آلت اليه دول "مارقة" على الحلف وقيادته الأميركية مثل العراق وليبيا. غير أن مجموعة من العوامل تشير الى أن الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة إنما يواجه خطا أحمر في سورية سوف يجنبها على الأرجح المصير الذي لاقته يوغوسلافيا السابقة.

بعد الانتصار العسكري الذي حققه الناتو والولايات المتحدة بفتح البوابة الليبية أمامهما الى القارة الافريقية، يبدو الحلف وقيادته الأميركية قد مهدا الطريق لنقل تركيزهما من شمال افريقيا العربي الى المشرق العربي، للتعامل مع العقبة السورية الأخيرة أمام استكمال هيمنتهما الاقليمية، وتبدو إدارة الرئيس باراك أوباما مصممة اليوم على "الحسم" مع سورية والتخلي عن سياسة "إدارة الأزمات" التي انتهجتها الإدارات السابقة طوال عقود من الزمن.

غير أن مجموعة من العوامل الجيوبوليتيكية والذاتية والاقليمية والمتغيرات الدولية قد حولت سورية الى خط أحمر لامتحان حدود قوة الناتو والولايات المتحدة، يقرر تجاوزهما له أو عجزهما عن تخطيه إما ظهور نظام دولي جديد متعدد الأقطاب، يضع نهاية لحقبة التفرد الأميركي بالقطبية الدولية، أو يستكمل هيمنة الحلف وقيادته الأميركية اقليميا، بكل ما يعنيه ذلك من مضاعفات مدمرة عربيا على الصراع مع دولة الاحتلال الاسرائيلي، وعلى ما تبقى من حطام النظام الاقليمي العربي، وعلى ما زالت الدول العربية وغير العربية في الشرق الأوسط تحتفظ به من مظاهر السيادة على ثرواتها الوطنية، وأولها طبعا النفط والغاز، وعلى قرارها الوطني.

* وفي رأس هذه العوامل العامل السوري الذاتي: فالبنية التحتية للدولة قوية، ومؤسسة الحكم متماسكة جيشا وأمنا ودبلوماسية وسياسة، والدولة غير مثقلة بالدين الخارجي، والبلد مكتفي ذاتيا بالنفط والحبوب والغذاء والكساء، وفرض حصار اقتصادي مطبق عليه مستحيل عمليا، وكذلك حصاره دبلوماسيا، وبالرغم من اتساع الحراك الشعبي وشعبية المطالبة بالاصلاح والتغيير فإن التعددية الدينية والطائفية تحرم الحركة الاسلامية التي تقود الحراك الشعبي عمليا في تونس ومصر واليمن وبالتالي تحتكر قيادة المعارضة من أي دور مماثل في سورية وتحاصرها لكي تنكفئ طائفيا أو كي ترتبط أو تستقوي بالخارج وكلا الأمرين مرفوضان شعبيا ورسميا، أما استقواء هذه الحركة بالسلاح فيجرها الى ساحة صراع مكروهة شعبيا لأنها تهدد بحرب أهلية يرفضها الشعب المتمسك بسلمية احتجاجاته أيضا وهي ساحة ميزان القوى فيها محسوم لصالح النظام، بينما احتمالات الدعم بالتدخل العسكري الأجنبي ضئيلة.

* وخلافا للتحليلات الغربية التي توقعت أن يكون تغيير النظامين الليبي والعراقي مثالين يشجعان على الاقتداء بهما في سورية، فإن الصحفي العربي المصري المخضرم محمد حسنين هيكل في مقابلته مع فضائية الجزيرة القطرية يوم الجمعة الماضي كان على حق عندما قال إن المثالين الليبي والعراقي كقدوة سيئة مسؤولين عن استنكاف الطبقة الوسطى السورية في المراكز الحضرية، وبخاصة في دمشق وحلب، عن الاقتداء بهما، فتدمير البنية التحتية للدولة وتسليم قرارها الوطني للهيمنة الأجنبية باسم تغيير النظام ليس ثمنا مقبولا ومجديا للتغيير والاصلاح، بالنسبة للأغلبية الساحقة من الشعب السوري وليس بالنسبة لطبقة اجتماعية واحدة منه.

* وفي الجغرافيا السياسية، صحيح أن القوى الغربية نجحت بعد الحرب العالمية الأولى في تقزيم سورية الى حدودها الحالية، لكن نفوذها الاقليمي لم ينحسر لينحصر داخل حدودها ولا يزال فاعلا ضمن ما سماه المؤرخ فيليب حتي "سورية الكبرى"، "البلد الصغير الأكبر على الخريطة، دقيق في حجمه لكنه كوني في تأثيره" لوقوعه جغرافيا عند ملتقى أوروبا وآسيا وافريقيا، حيث يجسد "نسخة مصغرة جدا من تاريخ العالم المتحضر"، حسب اقتباس روبرت دي. كابلان من حتي في مقال نشرته "فورين بوليسي" في الحادي والعشرين من نيسان / ابريل الماضي. وعلق كابلان على ما قاله المؤرخ العربي اللبناني قائلا: "هذه ليست مبالغة. ولأنها ليست مبالغة، فإن الاضطراب الراهن في سورية أهم كثيرا من أي اضطراب آخر شهدناه في اي مكان آخر في الشرق الأوسط". ومثلما تثبت حكومة نجيب ميقاتي اللبنانية الحالية فإن هذا النفوذ ليس مرتبطا بالتواجد العسكري. لذلك فإن جولة أميركية جديدة ل"تغيير النظام" في سورية لن تحقق الأمن والاستقرار في المنطقة، بل على العكس، فإنها كما يقول المثل الغربي سوف تفتح "صندوق باندورا" ليعم الاضطراب الاقليم بكامله.

* وفي هذا الاطار الجيوبوليتيكي، يمثل رد الفعل السوري المباشر وغير المباشر المتوقع ضد دولة الاحتلال الاسرائيلي عاملا رادعا لأي تدخل عسكري أجنبي أيضا. لذلك لن يكون مثل هذا التدخل على جدول اعمال الناتو والولايات المتحدة قبل توفير ضمانات كافية تجنب دولة الاحتلال الاسرائيلي آثار أي رد فعل سوري متوقع أو ايراني مساند.

* والعامل الايراني بدوره عامل رادع للتدخل العسكري الأجنبي في سورية. فخسارة ايران لجسرها السوري الى البحر الأبيض المتوسط بينما طرقها البحرية اليه يمكن بسهولة إغلاقها عبر الخليج العربي وبحر العرب وباب المندب والبحر الأحمر وقناة السويس التي يمخر عبابها الأسطولان الخامس والسادس الأميركيين وسفن الناتو واسرائيل الحربية، وبينما تحرس ضفافها حكومات حليفة للولايات المتحدة والناتو، هي خسارة تمثل بالتأكيد خطا ايرانيا أحمر مما يجعل أي تدخل عسكري أجنبي في سورية يخلق وضعا محفوفا بمخاطر اندلاع حرب اقليمية.

* كما يتزامن انتقال تركيز الناتو وقيادته الأميركية الى سورية مع وصول عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية الى طريق مسدود ومع فشل الولايات المتحدة في الوفاء بوعودها لحلفائها العرب لتستعدي بذلك الأكثر اعتدالا منهم، أي الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يجد نفسه اليوم على مسار تصادم مع الراعي الأميركي لهذه العملية. وكانت النتائج السلبية لفشل وسيط السلام الأميركي أكثر وضوحا على المسار السوري. وهذا الفشل الأميركي يضعف نفوذ العرب المتحالفين مع الولايات المتحدة، ويؤخر إنشاء جبهة عربية – أميركية – اسرائيلية ضد أيران ما زالت الولايات المتحدة تسعى جاهدة من أجل اقامتها، مما يعزز "الممانعة والمقاومة" السورية شعبيا ويضيف الى الصمود السوري. إن اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي ابرمه عباس قبل خمسة اشهر مع حركة حماس الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقرا لقيادتها هو مثال جدير بالتفكير، وكذلك إعلان عباس يوم الأربعاء الماضي بأن لجنة متابعة "مبادرة السلام العربية" كانت سوف تبحث أمس في "مستقبل" سلطة الحكم الذاتي الاداري المنقوص (السلطة الفلسطينية)، وسط تقارير إعلامية عن التوجه الى "حل" هذه السلطة.

* وفي هذا السياق لا بد من التوقف عند ما قاله الرئيس عباس الأربعاء من أن "الربيع العربي" لم يحدث اي تغيير لصالح القضية الفلسطينية، فالعرب "لم يتغيروا، لا مسؤولين ولا شعب" بعد هذا "الربيع" لا في مصر ولا في غير مصر، وعلى الأرجح أن يكون تغيير الموقف السوري الحالي "الشاذ" عن كل الحالة العربية هو التغيير الوحيد الذي يطمح الناتو والولايات المتحدة أن يغيره "الربيع العربي"، وهذا تغيير غير مقبول للشعب السوري الذي خاض كل الحروب العربية الاسرائيلية من موقع قيادي فيها، بغض النظر عن النظام الحاكم، خصوصا وأن أراضيه محتلة. ولذلك لا يعود مستغربا أن لا يخرج "الربيع العربي" في سورية الى الشوارع الملايين التي أخرجها في الأقطار العربية الأخرى.

* دوليا، يشير حق النقض "الفيتو" الذي استخدمته روسيا والصين في مجلس الأمن الدولي مؤخرا ضد مشروع قرار لدول الناتو يكرر منحها شرعية الأمم المتحدة لتكرار السيناريو الليبي في سورية الى أن الحلف وقيادته الأميركية يواجهان في سورية خطا أحمر روسيا وصينيا، فخسارة تسهيلاتها البحرية في سورية سوف يخرج روسيا عسكريا من البحر الأبيض المتوسط ويحوله الى بحيرة للناتو والولايات المتحدة. أما الصين التي وجدت قدرتها التجارية المنافسة في افريقيا مهددة بعد تغيير النظام في ليبيا فانها تتحسب من أن أي تغيير مماثل للنظام في سورية سوف يحولها الى قاعدة لتهديد شراكتها الاقتصادية الهامة مع دولة نفطية مثل ايران، ويمكن الناتو والولايات المتحدة من استكمال سيطرتهما الاستراتيجية على الحوضين النفطين في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، مما يرتهن العملاق الاقتصادي الصيني الصاعد لهذه السيطرة، وهذا بالتأكيد خط صيني أحمر. وبذلك يفتقد الناتو والولايات المتحدة عامل "شرعية الأمم المتحدة" الذي توفر لهما في العراق وليبيا.

* وبصورة مماثلة يفتقد الناتو "شرعية جامعة الدول العربية" التي توفرت غطاء له في ليبيا، فشرط اجماع دولها الأعضاء على تجميد عضوية أي منها حرم الحلف من تكرار تجميد عضوية ليبيا في الحالة السورية.

* واقليميا، يتزامن انتقال تركيز الناتو وقيادته الأميركية الى سورية مع استكمال الانسحاب المقرر لقوات الاحتلال الأميركي من العراق بنهاية العام الجاري، وهذا عامل سلبي آخر لا يعزز احتمال التدخل العسكري المباشر في سورية، لا بل إنه يخلف وراءه نظاما محسوبا على إيران يعارض تغيير النظام في سورية لهذا السبب بالذات ويوفر لسورية عمليا الآن بديلا للعمق التركي الذي خسرته بعد عودة تركيا بقيادة حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة الى الحضن الدافئ للتحالف مع الولايات المتحدة وعضويتها في الناتو والى التنسيق معهما من أجل "تغيير النظام" في سورية.

وهذا هو الاطار الاستراتيجي الذي تحاول فيه عملية التحول الديموقراطي في سورية الافلات من الوسائل غير الديموقراطية التي يلجأ اليها الناتو وقيادته الأميركية لارغام سورية على الامتثال لاملاءاتهما. إن العوامل السابقة وغيرها تدفع النظام والمعارضة الرئيسية في الداخل على حد سواء الى اعتماد القواسم المشتركة للحوار والاجماع على الاصلاح ومعارضة التمرد المسلح والتدخل العسكري الأجنبي كمخرج وحيد من الأزمة الراهنة، تمهيدا لما اصبح مألوفا وصفه بالتأسيس لل"جمهورية الثانية" في سورية. غير ان أنصار "المسؤولية عن الحماية للمدنيين" في محور الناتو – الولايات المتحدة مصرين على خلق حقائق على الأرض السورية تمكنهم من مبادلة دعمهم لاجماع النظام والمعارضة على الاصلاح في الداخل بالتخلي عن سياسة مقاومة الاحتلال والهيمنة الأجنبية في السياسة الخارجية. وهذا الاصرار لا يترك أمام هذا المحور سوى خيارين:

أولا، الضغط على تركيا للانقلاب على سياسة "تصفير المشاكل" مع دول محيطها العربي الاسلامي، وهي السياسة التي انتهجتها أنقرة منذ بداية الألفية الجديدة وقادتها الى التعاون "الاستراتيجي" مع سورية، من أجل ما وصفه ليام ستاك في النيويورك تايمز يوم الخميس الماضي ب"استضافة جماعة معارضة مسلحة تشن تمردا مسلحا ... وسط حملة تركية أوسع لاسقاط حكم السيد (الرئيس بشار) الأسد".

والمفارقة أن هذا هو السبب ذاته الذي كان طوال السنوات الماضية يدفع تركيا الى انتهاك السيادة العراقية بالتدخل العسكري المباشر وهو ذاته السبب الذي كاد يضع تركيا على شفير الحرب مع سورية عندما كانت "تستضيف" قيادات حزب العمال الكردستاني المعارض فيها في أواخر تسعينيات القرن العشرين الماضي. ولا يمكن تفسير هذا الانقلاب في السياسة الخارجية التركية بضغوط استحقاقات عضوية تركيا في الناتو وتحالفها مع الولايات المتحدة فقط، فالعامل الذاتي موجود أيضا لمن يتذكر بأن الشعب التركي ممثلا ببرلمانه هو الذي عارض المشاركة في الحرب الأميركية على العراق عام 2003 وليس حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي قدم رئيسه رجب طيب أردوغان اقتراحا بالمشاركة في تلك الحرب أفشله البرلمان التركي آنذاك.

ثانيا، عسكرة الاحتجاجات السلمية السورية، التي تتخذ الان من هذه الاحتجاجات دروعا بشرية لها مما سيقود حتما الى وقوع ضحايا مدنيين في تصدي قوى النظام لها. في الرابع عشر من آب / أغسطس الماضي، على سبيل المثال، جاء في تقرير لموقع "ديبكا" الالكتروني الاسرائيلي وثيق الصلة باستخبارات دولة الاحتلال: "يفكر الاستراتيجيون في حلف الناتو بصورة متزايدة في ضخ كميات كبيرة من الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات، ومدافع المورتر، والرشاشات الثقيلة في مراكز الاحتجاج لكسر ظهر القوات المسلحة الحكومية" في سورية. ونسب التقرير الى "مصادر اسرائيلية" لم يسمها قولها إن القيادة العليا التركية وحلف الناتو يدرسان تنظيم "جهاد" بتجنيد آلاف من "الإسلاميين" على نمط "الجهاد" و"المجاهدين" الذين نظمتهم وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي ايه" ضد الغزو السوفياتي السابق لأفغانستان".

ومع أن افتتاحية منبر رئيسي للرأي العام الأميركي مثل الواشنطن بوست حذرت في الثامن والعشرين من أيلول / سبتمبر الماضي من أن "ظهور مثل هذه القوات لا ينبغي الترحيب به، حتى ممن يأملون في نهاية لنظام الأسد"، فإن محور الناتو – الولايات المتحدة يبدو الآن في سباق مع الزمن لتحقيق هذا الهدف تحديدا، من أجل استباق أي اجماع سوري على تنفيذ حزمة الاصلاحات الجذرية التي تطال حتى احتكار الحزب الحاكم للسلطة دستوريا، حتى يمتثل النظام لمبادلة دعم هذه الاصلاحات بسياسته الخارجية.

لكن لأن السياسة الخارجية السورية، مثل مثيلتها في كل البلدان، تخدم الاستحقاقات الداخلية في المقام الأول، وأهم هذه الاستحقاقات في الحالة السورية هي تحرير الأراضي السورية التي تحتلها اسرائيل، فإنه ليس من المتوقع أن تمتثل سورية. لذلك فإنها سوف تستمر في سياسة الممانعة ودعم المقاومة، وسوف تستمر الأزمة السورية وتتصاعد، ويستمر معها الصراع الاقليمي كذلك.

في الثلاثين من آب / اغسطس الماضي كتب نيك كوهين في "الجويش كرونكل": "إن سورية هي قصة إخبارية تصرخ من أجل تغطيتها إعلاميا. لكنها لا تحصل على التغطية التي تستحقها". لقد كان كوهين، ولا يزال، مصيبا، لكن عليه أولا أن يتناول القصة السورية من منظور مختلف تماما، غير ما قصده.
* كاتب عربي من فلسطين

 

ذكرى مجزرة كفر قاسم – لا نسيان ولا غفران/ شاكر فريد حسن

امس السبت ، احيت جماهيرنا الفلسطينية في الداخل ومعها كل القوى الديمقراطية والتقدمية والحمائمية ، المحبة للعدل والحرية والتقدم والسلام ، الذكرى الـ (55) لمجزرة كفر قاسم الوحشية ، التي اقترفتها حكومة اسرائيل وعسكرها وبوليسها تحت جنح الظلام ، ومع بدء العدوان الثلاثي على مصر الثورة بقيادة الزعيم القومي الخالد جمال عبد الناصر في التاسع والعشرين من تشرين الاول عام 1956 ، وراح ضحيتها 49 شهيداً وشهيدة من المدنيين العزل ، ابناء هذه البلدة الفلسطينية الوادعة العزلاء، من الرجال والنساء والاطفال والشيوخ والعمال والفلاحين والكادحين.
ورغم مرور اكثر من قرن ونصف على هذه المجزرة الرهيبة ، التي هزت الضمائر الانسانية واقشعرت لها الابدان ، الا ان ذكراها راسخة وآثارها باقية ، ولن تمحوها الايام والسنين مهما طالت ، وستظل ذكرى الشهداء الابرار حية في قلوب ووجدان ابناء القرية وسائر الجماهير الفلسطينية .
ان هذه المجزرة لا تزال تبعث الحزن والالم والغضب في نفوس جميع الانسانيين والديمقراطيين ، استنكاراً وتنديداً بسادية الجزارين ، فهي معلم صارخ على طريق حكام وقادة الدولة العبرية المرصوف بالعدوان والاحتلال والاستيطان والعربدة والقهر والاضطهاد والتمييز العنصري تجاه شعبنا العربي الفلسطيني .
وفي الحقيقة ان مجزرة كفر قاسم لم تكن الاولى ، التي حلت بابناء شعبنا الفلسطيني ، فقبلها نفذت المجازر في اسواق حيفا ويافا ابان الانتداب البريطاني ، وفي دير ياسين وخربة خزعة والدوايمة والصفصاف واللد والرملة، وسواها من مجازر دموية اقترفت في خضم نكبة العام 1948.
ذكرى مجزرة كفر قاسم ليس ذكرى الم وحسرة فحسب ، بل هي ذكرى غضب ساطع ، ودافع ومحرك للكفاح الشعبي والنضال السياسي في سبيل البقاء والحياة والتطور في هذا الوطن ، وطننا الغالي المقدس، الذي لا وطن لنا سواه ، وافشال كل مشاريع الترانسفير ومخططات التهجير والترحيل والتشريد ، التي ما زالت تراود احلام الكثير من ساسة وقادة وحكام اسرائيل . فالاهداف التي ارتكبت من اجلها المجزرة لا تزال قائمة ، ولكن كما قال الشاعر والقائد الفلسطيني والمناضل الشيوعي الراحل توفيق زياد: "فشروا" هذا وطننا واحنا هون باقون كالصبار والزيتون " ولن نرضى بديلاً عن وطن الحب والوئام ، وطن المستقبل ، الذي ولدنا وترعرعنا وكبرنا وسنموت وندفن فيه.
ان ممارسات حكام اسرائيل وعدوانيتهم ازاء شعبنا الفلسطيني، والتصعيد العسكري الجديد وقصف قطاع غزة بالصواريخ ، الذي ادى الى استشهاد عدد من الفلسطينيين وجرح العشرات عدا الخسائر الجسيمة في الممتلكات ، ان هذا يعكس بوضوح مضمون الصرخة ، التي اطلقها الشاعر سالم جبران بعيد مجزرة كفر قاسم ، حين هتف شعراً :
الدم لم يجف
والصرخة لا تزال
تمزق الضمير وفي فمها اكثر من سؤال
والحية الرقطاء لا تزال عطشى الى الدماء
نعم هذا هو واقع الحال ، الحية الرقطاء لا تزال عطشى الى الدماء.
اننا في الوقت الذي نحيي فيه ونستحضر ذكرى مجزرة كفر قاسم نحني هاماتنا اجلالاً وتقديراً لروح القائد والمفكر والمناضل الشيوعي الراحل توفيق طوبي ، الذي رحل وغاب عنا، وافتقدنا رسالته التاريخية هذا العام ، التي كان يبعث بها لاهالي كفر قاسم في ذكرى المجزرة. فقد كان له الدور الهام والكبيرمع رفيق دربه المرحوم ماير فلنر في كشف الحقائق واماطة اللثام عن المجزرة وملاحقة مرتكبيها.
اخيراً ، فأن شعبنا لن ينسى الشهداء الابرار ، الذين سالت دماؤهم الذكية ، ولن تغفر للجزار، وهذا الدم الطاهر لم ولن يذهب هدراً ، فشعبنا مصمم على البقاء والانزراع عميقاً في ثرى الوطن ، وقد تعلم من تجربته الغنية المخضبة بالدماء ، ان لا طريق امامه لمواجهة سياسة التمييز العنصري والاضطهاد القومي والطبقي، وسياسة الاقتلاع والتهجير ، وللحفاظ على حاضره ومستقبله وتطوره ، ليس امامه سوى طريق الوحدة الوطنية الكفاحية الصلبة ، البديل والطريق والسلاح الفعال والمجرب لاحراز المزيد من المكاسب الوطنية وانتزاع الحقوق المطلبية المشروعة من براثن وانياب السلطة ، وتحقيق المساواة والسلام العادل والشامل ، المبني على الثقة والاحترام ، والقائم على الاعتراف بالحق الفلسطيني ، حق العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

خنساء فلسطين لك المجد !!!/ سري القدوة

ألحاجه أم رضوان والدة أربعة شهداء .. قدمت اليوم ابنها الخامس شهيدا "احمد الشيخ خليل " ، والذي اغتالته طائرات إسرائيليه بعد ظهر يوم السبت 29/10/2011م مع أربعة من مناضلي الجهاد الإسلامي .

والشهيد يعتبر أحد أبرز القادة العسكريين في سرايا القدس، وقد تعرض إلى عدة محاولات اغتيال .

يذكر أن أحمد الشيخ هو الشهيد الخامس في عائلته، حيث سبق وأن استشهد 4 من أشقائه وهم محمد ومحمود وأشرف وشرف.

وتبوأ الشهيد منصباً رفيعاً في الجهاز العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عقب استشهاد شقيقه القيادي البارز محمد الشيخ خليل في الخامس والعشرين من سبتمبر عام 2005 عقب قصف سيارته.

بينما استشهد شقيقه أشرف الشيخ خليل في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال بتاريخ 1/7/1991، بينما استشهد شقيقه الثاني شرف الشيخ خليل في اشتباك مسلح وسط البحر بالقرب من مخيم نهر البارد بتاريخ 2/1/ 1992. حيث بترت ساقه أثناء مهمة جهادية في شهر نوفمبر لعام 2001، وكان برفقته الشهيد ياسر أبو العيش.

بينما استشهد شقيقه محمود أثناء محاولة تعرض لها الشيخ محمد الشيخ خليل بصاروخ أطلقته طائرة استطلاع على بيته في مخيم يبنا جنوب رفح في شهر أكتوبر لعام 2004، إلا أنه لم يكن متواجدا في المنزل.

لك الصبر يا حاجه أم رضوان ... ولك الأجر عند الله والمجد والخلود للشهداء .

أم فلسطينية تودع ابنها الخامس اليوم في غزة _ خمسة شهداء إخوة _ تصوروا حجم مساحة الأمومة التي بقيت لهذه الأم في هذه الحياة _ ربما يكون الألم والحسرة أكبر من طاقة البشر على الاستيعاب _ لست أدري ربما سينصفها القادر في ما تبقى لها من عمر _ الله أكبر _ .

هذا هو حال الفلسطيني .. هذا الفلسطيني العنيد المدافع عن حقه وعن وطنه .. إننا نقف اليوم أمام حالة يجب أن لا نمر عليها مرور الكرام بل نتعلم منها كيف يكون العطاء الفلسطيني لفلسطين وكيف تكون التضحية والفداء .. نتعلم من الحاجة أم رضوان الصبر والصمود .. إنها مدرسة النضال الوطني .. مدرسة الشهداء .. إنها مدرسة فلسطين التي نفخر بها وسنبقي علي مدار التاريخ .. وهي قبل كل ذلك رمز العطاء والصبر والإيمان .

نقول اليوم قف أيها التاريخ وسجل قصة الحاجة أم رضوان .. سجل بأحرف من نور تلك البطولة والفداء والصبر والرباط ليعلم كل من يتاجر بفلسطين أن لفلسطين رجالا يحموها وأن كل فلسطيني يفخر بانتمائه إلي هذا الوطن ويفخر بالحاجة أم رضــوان صانعه الأبطال وصانعة الشهداء ..

هي خنساء فلسطين , الحاجة "أم رضوان الشيخ خليل" , قدمت خمسة من أبنائها شهداء وسجلت نموذجاً فريداً للتضحية والعطاء والفداء , لتبرهن بدماء أبنائها أن دماءنا وأرواحنا وكل ما نملك يرخص في سبيل الله وفي سبيل تقديم الواجب والنضال الذي خص الله به أهل فلسطين .. عندما وصفهم بأهل الرباط والجهاد .

أم رضوان الشيخ خليل تزف اليوم نجلها القائد "أحمد الشيخ خليل" أبو خضر, شهيداً إلى جوار ربه لينضم إلى أشقائه الشهداء الأبرار (محمد – شرف – أشرف - محمود) .

حتما ستستقبله الأم المؤمنة الصابرة بالزغاريد والورود كما استقبلت قبل ذلك أبناءها الأبطال وهي تودعهم شهداء إلى جنات الخلد والفردوس والنعيم.

لله دركِ يا خنساء فلسطين وأنت اليوم تقفين بكل شموخ في عرس جديد من أعراس العز والشهادة.. تقفين لتودعين نجلك والإيمان الجازم بوعد الله يملأ قلبك الطاهر صبراً واحتساباً وثباتاً في أكثر المواقف شدةً في الحياة.

خنساء فلسطين التي قدمت خمسة من أبنائها شهداء وأبدت منذ بداية الطريق استعدادها لأن تصنع الرجال وتفدي فلسطين الحبيبة بروحها ومهج قلبها .

وهنا نسجل رائعة شاعر فلسطين الكبير محمود درويش للمناضلة البطلة بنت فلسطين وأم الشهداء

أجمل الأمهات التي انتظرت ابنها وعاد مستشهداً

فبكت دمعتين ووردة

ولم تنزوي في ثياب الحداد ..

لم تنتهي الحرب لكنه عاد

ذابلة بندقيته ويداه محايدتنان

أجمل الأمهات التي انتظرته وعاد!!!!!

وعاد وعاد ...

أجمل الأمهات التي عينها لا تنام

فتظل تراقب نجما يحوم على

***

أجمل الأمهات التي انتظرته

وعاد مستشهداً فبكت دمعتين

ووردة ولم تنزوي في ثياب الحداد

لم نتراجع عن دمه المتقدم في الأرض

لم نتراجع عن الجبال التي اكتسبت

روحه!!!!!

صامدون ...هنا

صامدون ...هنا

قرب هذا الدمار العظيم وفي يدنا يلمع

الرعب في يدنا في القلب غصن الوفاء النظيف

صادمون ..هنا

في اتجاه الجدار الأخير وفي يدنا يلمع

الرعب في يدنا في القلب غصن الوفاء النظيف

صامدون هنا ... صامدون ..هنا ..!!

التحية لشعبنا الفلسطيني المرابط ومجاهديه الأبطال وإلي روح الشهداء الأبرار الذين ارتقوا في عملية الاغتيال الجبانة التي راح ضحيتها سبعة من مجاهدي سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بينهم أخ لأربعة شهداء وهو القائد البارز في سرايا القدس أحمد الشيخ خليل .

رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين

ماتت مصر .. والعزاء بميدان التحرير/ مجدى نجيب وهبة


** بعد صراع طويل مع المرض أعلنت وسائل الإعلام المحلية والدولية المقروءة والمرئية .. تعرض مصر الحزينة لأزمة قلبية حادة أدت إلى توقف جميع شرايين الحياة وأصابتها بإنفجار فى شرايين الرأس وسكتة قلبية .. هذا وقد خرجت كل من قناة النيل الإخبارية والقناة الأولى والفضائية المصرية ببيان أذاعت فيه الخبر وقالت فيه "بمزيد من الأسف" نزف إليكم الخبر المأسوف عليه الذى إنتظرناه طويلا فقد تم بحمد الله تشييع المرحومة "مصر" إلى مثواها الأخير وبهذه المناسبة السعيدة تقام الإحتفالات برعاية جماعة الإخوان المسلمين فى حضور السيد إسماعيل هنية والمناضل أيمن الظواهرى والحنجورى حسن نصر الله .. وبهذه المناسبة تم توزيع الأنواط والنياشين إلى السادة مقدمى البرامج الإخبارية لتميزهم والذى شهدت له اللعوب هيلارى كلينتون ومستر أوباما الحانوتى وقد حصل السيد ملعون أبو العافية والسيدة شفطورة أبو الروس والسيدة سكسك ملطاوى على خوازيق التمييز فى التضليل والتخريب والتسخين ، ودق الأسافين والذين تميزوا عن الست "حربوقة المعدواتية" ..

** أما عن تشخيص الحالة الصحية وتطورات المرض فقد أفادت قناة الـ "CBC و CNN" الإخبارية أن المؤسف عليها مصر ظلت طوال سنوات عديدة تعانى من أمراض عديدة أدت إلى تصلب شرايين الجزء الأيمن من الجسد وأصابته بشلل رعاش مما أدى إلى عجز بنسبة 85% ولأن الأبناء العاقين رفضوا علاج الأم فقد زحف المرض على الجانب الأيسر للجسد حتى أصابه بنسبة 90% وظلت الأم راقدة أعوام طويلة ترى بعينها ولا تستطيع الحراك .. وفى إتصال هاتفى مع بعض الدول الغربية لعمل الإستشارات الطبية اللازمة تدخل أحد أصحاب محلات دفن الموتى ويدعى باراك حسين أوباما الحانوتى أحد مواطنى كينيا المعدمة والذى سقط عن طريق أحد دروب التهريب إلى أمريكا وقرر بل ونصح بعض المقربين للمرحومة بتجهيز مراسم الدفن قبل زيادة الأسعار ورأى البعض أن المشكلة تكمن فى الإعلان عن الخبر حتى يتسنى للورثة المطالبة بكافة حقوقهم طبقا للشريعة الإسلامية وحتى هذه اللحظة الأمور تسير على خير ما يرام ولكن بعض أبناء المرحومة ثاروا وإنتفضوا وتحركوا وقالوا فيما بينهم ما الذى دهانا .. هذه أمنا وهى تمثل عرضنا وشرفنا .. لماذا لا نحاول أن نستنهضها من غفوتها وأن ننقذها من قسوة المرض .. خرجوا ثائرين طالبوا بالدواء ونقلها فورا إلى أحد المستشفيات الأمنة .. كان ثمن الدواء يستوجب التضحية ببعض وسائل الترفيه .. وهو ما رفضه الكثيرين وقالوا لقد إستحملنا أمنا كثيرا حان الوقت لكى تموت وتدفن أين حقنا .. لا نريدها ، كان صراخهم وضجيجهم أكثر صخبا من أصحاب القلوب الرحيمة .. ظلوا هؤلاء الفوضيون يصرخون حتى ملأت أصواتهم جميع أرجاء المسكونة .. نظرت الأم وهى على فراش الموت حولها وهى تستنجد بأبنائها ، وفى مشهد شديد القسوة لم تستطيع الأم أن ترى أبنائها المخلصين حول فراشها .. طردوا من المنزل وخفيت أصواتهم .. لم تجد الأم حولها إلا مصاصى الدماء والإرهابيين وهم ينزعون الأساور من يديها التى ظلت سنين طويلة تتزين بها وحينما رفعت أيديها إلى أعلى فألبسوها أساور من كلابشات حتى لا تحرك يديها .. صرخت الأم ولكن صوتها ظل يصرخ فى وادى الموت ولا أحد يسمعه .. لم تسمع الأم سوى صدى صوتها يأتى من "كهوف الظلام" حتى خمد الصوت ولم تعد تملك إلا عينين متحجرتين .. ينظرون إلى مجهول كئيب ومظلم بينما تتساقط الدموع لتغسل عار الغدر والخديعة .. نظرت إلى السماء وقالت لماذا فعلتم بى كل هذا الغدر .. هل تعلمون ماذا أنتم فاعلون وأسلمت الروح وسكت الجسد .. وبدأت تدق طبول النصر فقد ماتت الأم وخرج بعض الأبناء العاقين إلى ميدان التحرير وهو أحد البقاع السحرية الذى كان المكان المفضل للأم قبل الوفاة للمطالبة بميراثهم الشرعى وحمل البعض منهم أجهزة الكمبيوتر ونصبوا الخيام وأكلوا الهمبورجر وهم يتحسسون الأرقام التى سيحصلون عليها بل أن بعضهم حجز فى منتجعات سياحية للإحتفال بهذا النصر حتى قبل دفن المرحومة ولأن المرحومة لها جذور فى كل مكان فقد إنطلق بعض الأبناء المعاقين يصرخون ويهللون ويحطمون كل ما طالتهم أيديهم فأغلقوا الطرقات وقالوا هذا حقنا .. رفضوا جيرانهم الأقباط وأهانوهم وسبوهم وجرحوهم وقالوا لهم أخرجوا من أرضنا فالتى تقولون عليها أنها أمنا وهى التى تحمينا قد ماتت ولا نرغب فى التواصل معكم .. أما عن الميراث فهذا حقنا ..

** رحلت الأم وتركت الوطن فهل يستطيع الأبناء أن يحافظوا على الترابط بينهم .. أكانت الأم هى الحلقة التى تربط جميع الأبناء .. الأن الجميع تحولوا إلى البحث عن الغنائم .. خرج بعض العاقين من الأبناء يتقاتلون فقد ضاعت هيبتهم ووقف الجميع يشاهدون الإخوة الأعداء وهم يخمدون خناجرهم فى صدور بعضهم .. الغدر والخيانة وقلة الأصل هى الصفات التى تحلوا بها .. كان دار الحب الذى جمعتهم به الأم تحول الأن إلى دار الخساسة والندالة .. جعلوا أشباه الرجال وأنصاف المتعلمين كبيرهم يأتمرون بفتواه حتى لو أمرهم بقتل إخوانهم .. نعم لقد أصابهم العمى والغيبوبة .. فقدوا الشرف وباعوا الغالى بالرخيص ..

** هذه هى مصر الأن .. لا تنزعجوا وأنتم تتساءلون هل تتحول مصر إلى عراق أخر .. نعم مصر ماتت ولن تعود ولا تلوموا إلا أنفسكم وأنتم تهللون منذ أحداث ثورة 25 يناير وحتى الأن مازال البعض يعتقد أنه من شباب ثورة 25 يناير .. إنه الغباء الذى سيطر على العقول .. إنه الغباء الذى جعل بعض الأبناء يتركون الأم تصارع المرض وهم يلهون ويسكرون ويضحكون ثم الأن يتباكون .. بل مازال البعض يكابر ويدعى المعرفة وهو فى الواقع ربما لا يعلم من التى ماتت .. ربما وقف كالأبله فى السرادق كخيال المأتة والبعض ينظر من أعلى فلا يعنيه ما يحدث فى مصر ...


صوت الأقباط المصريين

الجزيرة... الربيع العربي.. وسايكس بيكو جديد/ راسم عبيدات


قناة الجزيرة مارست وتمارس دورها وفق احدث التقنيات الاستخباراتية والمعلوماتية والخداع والتضليل والقدرة على التشويه وقلب الحقائق ودس السم في العسل وهي تجند إمكانياتها الضخمة ماليا ومعلوماتيا من أجل تحقيق الهدف والغرض الذي تصبو اليه والدور المرسوم لها في مخطط الفوضى الخلاقة من أجل الآجهاز على بقايا المشروع القومي العربي،للوصول في المنطقة العربية الى مرحلة التقسيم والتجزئة والتفكك والتذرير،والدخول في الصراعات المذهبية والطائفية والعقائدية،مع استنفار كل الطوائف والاثنيات والقوميات وزجها في معارك تبدد كل طاقات وقدرات ومقدرات الأمة وبما يحولها الى كيانات اجتماعية هشة وعاجزة محمية امنيا من قبل القوى الاستعمارية وتقاد سياسيا واقتصاديا مباشرة من قبل مركز الراسمال العالمي،والتشظية والتفتيت هنا،بغرض تفكيك واعادة تركيب الجغرافيا العربية والاسلامية خدمة لهذا الهدف،ويجب التوضيح هنا ان عملية التفكيك والتركيب لا تجري على اساس جغرافيا كما كان في اتفاقيات سايكس- بيكو القديمة بل على اساس الثروات والموارد والمواقع.

والجزيرة القطرية التي رسم لها ولقطر دورأكبر من حجمها وقدراتها في هذا المشروع ،حيث تحدثت الانباء عن مشاركة المئات من الجنود القطريين في الحرب على الراحل القذافي وكتائبه،وكذلك المشاركة في قمع الثورة البحرانية،بدأت دورها على اساس من أجل الوصول الى الناس والجماهير،فلا بد من عملية غسل شاملة لأدمغتها وأفكارها وكسب ثقتها،ولكن ليس على غرار منظر ومؤدلج الدعاية النازية "غوبلز" اكذب واكذب حتى تعتقد الناس انك تقول الحقيقة،بل من خلال نقل الخبر الصادق والامين في البداية حتى تصبح مصدر ثقة للمشاهد والمواطن،ومن ثم تبدأ شيئا فشيئا في دس السم في العسل للمواطن لتصل الى الهدف والمخطط المرسوم،وحقيقة هذا الدور للجزيرة بدات تتضح ملامح خطوطه من خلال التغطية للاحداث على الساحة الفلسطينية وخصوصا بعد الحسم العسكري الذي قامت به حماس في غزة،ليبلغ هذا الدور القذر ذروته في نشر ما يسمى بوثائق ويكليكس والتنازلات الفلسطينية في ما يسمى بالمفاوضات،حيث كان هناك قصدية في تشويه الموقف الفلسطيني لدفع الساحة الفلسطينية الى المزيد من الشرذمة والانقسام خدمة لاهداف واغراض امريكية واسرائيلية،وهي دفع المفاوض الفلسطيني الى التسليم الكامل بالشروط والاملاءات الأمريكية والاسرائيلية،ومنع أي عملية توحد فلسطيني وانهاء حالة الانقسام،ولينكشف هذا الدور التامري بشكل سافر ووقح على قضايا ومصالح الامة العربية في قضية الربيع العربي وتحديدا في القضيتين الليبية والسورية حيث تحت يافطة وذريع الديمقراطية ومساندة ودعم "الثورات"،البست الأنظمة فيها اثواب الشياطين والمعاداة لمصالح شعوبها ،واشادت بدور قوى"الثورة"والمساعدات التي تقدمها القوى الغربية لهذه القوى في سبيل "حماية المواطنين الابرياء من القتل"،مع عمليات تضخيم وتحوير وتهويل لما يجري،وبث صور ومشاهد مرعبة عن جرائم مفترضة تقشعر لها الأبدان،ناهيك عن التضخيم والتهويل لحجم المسيرات والمظاهرات والاحتجاجات والقوى المعارضة،ولتتضح اهداف هذا القوى ومعها الجزيرة وجوقة الفضائيات المطبلة من نفس الجوقة بالسيطرة على ثروات ليبيا ووضعها تحت الحماية العسكرية الغربية،والعمل على تقسيم سوريا الى اكثر من دولة وادخالها في اتون حروب اهلية وطائفية خدمة لبقاء اسرائيل وحماية وجودها،وايضا الاردن ليس بالبعيد عن ذلك فالجزيرة تسعر من حدة الخلافات بين ابناء الوطن الواحد بين اردني واردني من اصل فلسطيني وهي بذلك تلتقي مع الاطروحات الاسرائيلية عن الوطن البديل،وبث الجزيرة لمجموعة من الافلام والتقارير الإعلامية يندرج في هذه الخانة وهذا الإطار.

علينا جميعاً أن نعي حقيقة المواقف الغربية من عهد تشرشل وحتى أوباما بأن الغرب وامريكا ليس لهم اصدقاء دائمين في المنطقة،بل لهم مصالح دائمة،وهم أيضاً من عهد ويدرو ويلسون الرئيس الأمريكي صاحب نظرية حق الشعوب في تقرير مصيرها،مع استثناءات ذلك للشعوب العربية منها وبالذات للشعب الفلسطيني وحتى بلير واوباما يقفون بكل قوة ضد تبلور اي مشروع قومي عربي نهضوي،وهم اجهضوا اية محاولات جرت لبلورة مثل هذا المشروع من عهد محمد علي باشا وحتى عهد عبد الناصر،ولذلك مع بداية وهبوب رياح الثورة والربيع العربي،بدأت الدوائر الغربية تضع الخطط والبرامج لكي تمنع من أية تداعيات وتأثيرات سلبية وخطيرة على الوجود والمصالح الغربية في المنطقة وبالذات الخشية على وجود وبقاء اسرائيل في المنطقة،ومن هنا بدأت تعد العدة بعد سقوط مبارك احد اهم اركان دعائم وجودها في المنطقة،من أجل خطف الثورات العربية وحرفها عن مسارها واجهاضها،ولذلك وجدنا الدوائر الغربية والأمريكية حتى تغير في الحالة والمزاج الشعبي العربي المعادي والكاره للغرب وأمريكا لمواقفهم العدائية من القضايا العربية،بدأت بدعم مطالب تلك الثورات وتخلت عن حلفاءها من أمثال مبارك وزين العابدين ووصفتهم بالديكتاتورية،وبدأت بفتح خيوط مع قوى الاسلام السياسي(الاخوان المسلمين)،وفتح تلك الخطوط ليس من باب الاعتراف بحقهم وجدارتهم وحكمتهم،بل من أجل استخدامهم وتوظيفهم في الصراع الديني الاسلام السني في مواجهة الاسلام الشيعي وكذلك الصراع بين المسلمين والمسيحيين في مصر،حيث بدأت معالم هذا الصراع والفتنة تطفو على السطح في الأحداث الطائفية التي اندلعت في مصر مؤخراً،لكي يكون ذلك مشرعن ومبرر لتدخل غربي في مصر من أجل حماية الاقباط هناك وايجاد دوله لهم،وكذلك وجدنا ذلك في ليبيا حيث ان جزء من قيادة المجلس الوطني الليبي هم من صنيعة امريكا،ولذلك هؤلاء "الثوار"الليبيين طلبوا المساعدة والحماية من القوات الاطلسية تحت يافطة حماية المدنيين الليبيين،لكي يأتي الناتو والغرب الى ليبيا ويسيطروا على ثرواتها النفطية وتوزع بعد رحيل نظام القذافي بين الشركات النفطية الغربية كحصص،هذا القذافي الذي عندما أعلن تخليه عن برنامجه النووي،أصبحت ليبيا مزار للقوى الغربية،واصبح القذافي داعية ورجل سلام بعدم كان "إرهابياً" من الدرجة الأولى ،وكذلك هناك خطط غربية وأمريكية لوضع قواعد عسكرية امريكية وغربية ثابتة ودائمة في ليبيا،اما سوريا فمطلوب رأس النظام ليس من اجل الديمقراطية والاصلاحات ومحبة بالشعب السوري،بل من أجل فكفكة الحلقة اللبنانية- السورية- الايرانية،وتمزيق سوريا،وبما يضمن عدم تشكيلها خطر على وجود اسرائيل لعشرات السنين،فالعراق جرى تدميره وتقتيل اكثر من مليون من ابناءه ونهبت خيراته وثرواته وجغرافيته ووحدته عبث بها،ومن غير الممكن ان يستعيد عافيته لمئة عام قادمة،والاردن اصبح تحت المجهر ومطلوب ان يتغير دوره ووظيفته وحتى تركيبته السكانية ونظام حكمه،ولذلك بدأ الحديث عن الوطن البديل من الجزيرة وليبرمان ونتنياهو وغيرهم،وهنا كان مطلوب تفجير الاوضاع في الاردن من خلال البلطجية والعزف على وتر الاردني والفلسطيني وتسعير نار الخلافات من هذه البوابة للوصول الى الهدف.

ومن هنا نقول مليون نعم للربيع العربي،ومليون لا لسايكس- بيكو جديد يريد تقسيم المنطقة وفق الموارد والثروات والثروات والأسواق،ونحن نثق بأن الشعوب العربية،وكما أثبت ربيعها،قادرة وجديرة بتحقيق الحرية والاستقلال والديمقراطية،وثورتا مصر وتونس برهنتا على إمكانية ذلك وضرورته أيضاً شرط الوعي بطبيعة المرحلة وحقائقها واتجاهاتها وما يخطط للمنطقة وشعوبها.

كي لا ننسى مذبحة كفر قاسم/ محمود كعوش

كما عودت نفسي على التوقف عند جميع المناسبات القومية والوطنية والمحطات العربية التاريخية الهامة ، أتوقف اليوم عند ذكرى مذبحة كفر قاسم التي ارتكبها الإرهابيون "الإسرائليون" قبل خمسة وخمسين عاماً لإلقاء بعض الأضواء على هذه المحطة الهامة في مسلسل الإرهاب "الإسرايلي" المتواصل ضد الشعب الفلسطيني والشعب العربي بشكل عام.
مذبحة كفر قاسم النكراء راح ضحيتها 49 مواطنا من قرية كفر قاسم في المثلث الفلسطيني ، حيث كانت القرية في ذلك الحين تقع على الخط الأخضر بين "إسرائيل" والمملكة الأردنية الهاشمية. ففي 29 تشرين الأول من العام 1956 قام حرس الحدود الإسرائيلي بقتل 49 مدنيا عربيا بينهم نساء و23 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 8 - 17 سنة .
يومها أعلنت قيادة الجيش "الإسرائيلي" المرابطة على الحدود "الإسرائيلية" - الأردنية نظام حظر التجول في القرى العربية داخل "إسرائيل" والمتاخمة للحدود، وهي: كفر قاسم، وكفر برا، وجلجولية، والطيبة، وقلنسوة، وبير السكة، وإبثان. أوكلت مهمة حظر التجول على وحدة حرس الحدود بقيادة الرائد شموئيل ملينكي، على أن يتلقى هذا الأوامر مباشرة من قائد كتيبة الجيش المرابطة على الحدود يسخار شدمي. أعطيت الأوامر أن يكون منع التجول من الساعة الخامسة مساء حتى السادسة صباحا. وطلب شدمي من ملينكي أن يكون تنفيذ منع التجول حازمًا، لا باعتقال المخالفين وإنما بإطلاق النار! وقال له: "من الأفضل أن أرى قتلى على أن أواجه تعقيدات الاعتقال... ولا أريد عواطف..."، ملينكي جمع قواته وأصدر الأوامر الواضحة بتنفيذ منع التجول دون اعتقالات وقال إنّه "من المرغوب فيه أن يسقط بضعة قتلى".

وزعت المجموعات على القرى العربية في المثلث، واتجهت مجموعة بقيادة الملازم جبريئل دهان إلى قرية كفر قاسم. وزع هذا مجموعته إلى أربع زمر. رابطت إحداها عند المدخل الغربي للبلدة. في الساعة 16:30 من اليوم نفسه استدعى رقيب من حرس الحدود مختار كفر قاسم وديع أحمد صرصور وأبلغه بقرار منع التجول وطلب منه إبلاغ الأهالي. قال المختار إن هناك 400 شخص يعملون خارج القرية ولم يعودوا بعد ولن تكفي نصف ساعة لإبلاغهم. فوعد الرقيب أن يدع العائدين يمرون على مسؤوليته ومسؤولية الحكومة.

في الخامسة مساء بدأت المذبحة طرف القرية الغربي حيث رابطت وحدة العريف شلوم عوفر فسقط 43 شهيدًا، وفي الطرف الشمالي سقط 3 شهداء، وفي داخل القرية سقط شهيدان. أما في القرى الأخرى سقط صبي عمره 11 سنة شهيدًا في الطيبة. كان من بين الشهداء في كفر قاسم 10 أطفال و 9 نساء. كان إطلاق النار داخل القرية كثيفا وأصاب تقريبا كل بيت. حاولت الحكومة إخفاء الموضوع ولكن الأنباء عن المجزرة بدأت تتسرب، فأصدرت الحكومة "الإسرائيلية" بيانا يفيد بإقامة لجنة تحقيق. وتوصلت اللجنة إلى قرار قضى بتحويل قائد وحدة حرس الحدود وعدد من مرؤوسيه إلى المحاكمة العسكرية. إستطاع عضوا الكنيست توفيق طوبي ومئبر فلنر اختراق الحصار المفروض على المنطقة يوم 20/11/1956 ونقلا الأخبار إلى الصحافي أوري أفنيري.

استمرت محاكمة منفذي المجزرة حوالي عامين، وفي 16/10/1958 صدرت بحقهم الأحكام التالية: حكم على الرائد شوئل ملينكي بالسجن مدة 17 عاما وعلى جبريئل دهان وشلوم عوفر بالسجن 15 عاما بتهمة الاشتراك بقتل 43 عربيا، بينما حكم على الجنود الآخرين السجن لمدة 8 سنوات بتهمة قتل 22 عربيا. لم تبق العقوبات على حالها. قررت محكمة الاستئنافات تخفيفها: ملينكي- 14 عاما، دهان- 10 أعوام، عوفر- 9 أعوام. جاء بعد ذلك قائد الأركان وخفض الأحكام إلى 10 أعوام لملينكي، و8 لعوفر و4 أعوام لسائر القتلة. ثم جاء دور رئيس الدولة الذي خفض الحكم إلى 5 أعوام لكل من ملينكي وعوفر ودهان. ثم قامت لجنة تسريح المسجونين وأمرت بتخفيض الثلث من مدة كل من المحكومين. وهكذا أطلق سراح آخرهم في مطلع عام 1960. أما العقيد يسخار شدمي، صاحب الأمر الأول في المذبحة فقد قدم للمحاكمة في مطلع 1959 وكانت عقوبته التوبيخ ودفع غرامة مقدارها قرش "إسرائيلي" واحد. ومن الجدير ذكره أن المذبحة ارتكبت في اليوم الأول للعدوان الثلاثي الذي شنته كل من بريطانيا وفرنسا و"إسرائيل" على جمهورية مصر العربية. مذبحة دير قاسم كانت واحدة من المذابح والمجازر الوحشية التي ارتكبها الجنود والمستوطنون "الإسرائيليون" بحق الفلسطينيين والعرب في سياق مسلسل إرهاب "إسرائلي" تواصل على مدار ثلاثة وستين عاماً هي عمر نكبة فلسطين والعرب الكبرى!!
كاتب وباحث مقيم بالدانمارك

هنا أولا/ جواد بولس

"وأقول للسرو: انتبه ممّا يقول لك الغبار"

كلما ازددتُ تفكيرًا في إصرار بعض قادة الأحزاب العربية، والناشطين السياسيين بيننا، على التعاطي بعناد وشبه إدمان مع ألأحداث الجارية في البلاد العربية، كلّما زادت حيرتي وغلبني الالتباس.
ما الهدف من هذا العناد؟ أو أين موطن الحكمة والصواب؟ ما الفائدة العائدة على ذلك الحزب أو الجبهة أو الحركة؟ وما هي العوائد والأرباح التي تجنيها جماهيرنا العربية في الدولة، أو كيف لهذا الإصرار أن يحسّن شروط معيشتنا هنا ويطعّمها بحقن تزيد مناعتها وصمودها في وجه فيروسات الواقع الإسرائيلي وميكروباته الكاسحة؟
إلى هذا، أرجو ألّا أفهم أنني لا أبالي لجسام الأحداث المتفاعلة في محيطنا العربي، فلقد كتبت في ذلك مقالات عدة ولذا أقر بحق وواجب كل ذي رأي وشأن وموقع أن يجاهر برأيه ويدفع بموقفه ويخط أمانيه في حق ما يجري وإزاء ما سيفضي إليه الواقع والحدث.
ما أتحفظ عليه هنا، علاوة على أن خشيتي أن التعاطي بـ"هناك" أصبح تعويضًا عن الـ"هنا"، هو ذلك العناد والإصرار المَرَضي على تكرار الموقف والاعتداد به في وجه آخرين يستدرجهم الإصرار هذا بالمقابل لمزيد من إصرار مناكف، حتى أنهم أمسوا كجيوش عسكرت في مخيمات الشام لتذود عن نظام وسلطة، وفي مقابلها نجد جيوشًا عسكرت في مخيّمات درعا وحماة لتذود عن فلول من شعب ثار ضد نظام وسلطة.
كذلك هو الشأن إزاء ليبيا وحاكم تربّع على عرش جماهيرية شعبية اشتراكية عظمى لأربعة عقود قضى فيها أوطارا وحرث زرع أوطان، وربّى من تحوّلوا إلى صيّادين وقتلة يجيدون رقصة الدم و"التمثيل" أيما إجادة.
فلنتفق، أو لنحاول، على أن أوضاع سوريا وخلال حكم حافظ الأسد الأب ووريثه بشّار الابن آلت إلى حال لا يقبلها كل من يؤمن بمبادئ العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والمواطن وأن النظام تمادى بتنكيله بمواطنيه وقمعه لهم وسلبه لحريٌاتهم الأساسية. ولنتفق، أو لنحاول، على أن شعار ومبدأ أن للشعوب حقًا في تقرير مصائرها لا يستثنى منه شعب ويبقى هذا مبدأ أساسيّا لا مراوغة فيه ولا تنازل عنه. ولنتفق، أو لنحاول، أننا ضد أيّ تدخل أجنبي من شأنه أن يؤثّر في مصير تلك الدولة أو يغتصب حق ذلك الشعب أو يزوّر إرادته. ولنتفق، أو لنحاول، أنّ ليس كلّ من سار في شوارع سوريا وهتف باسم حرية مسلوبة وكرامة مداسة هو وطني سوري حق، وربما بعض أولئك زمرٌ عميلة ومدسوسة تخدم أسيادها وما يخططونه من شرٍ وتمزيق لوطن وحدته باتت مهددة. ولنتفق أيضًا، أو لنحاول، على أن حزبًا، كل حزب، يقام من أجل سلة أهداف، في طليعتها دائمًا كان استلامه لسلطة ذلك البلد.
ولنتفق أيضًا أن ما حصل في الدول العربية الثائرة شعوبها، أتاح للأحزاب وخاصة من يعرّف ذاته بكونه حزبًا ثوريا طلائعيا (وليس نقابات عمال أو مجموعات كومبارس تقف على خلفية المسرح، لا سيما مسرح المستقبل والحياة) أن ينزل إلى الساحات والميادين ليقود شعبه إلى مستقبل الحرية والكرامة والاستقلال والممانعة الحقيقية والنضال.
وعسانا لا نجمع على أن قصور هذا الحزب وتخلّفه عن هذا الدور والمهمة يحوّله إلى حزب قاصر، في أحسن الأحوال، أو إلى متخاذل وأكثر إزاء مستقبل بلده وشعبه (هكذا تصرّف برأيي الحزب الشيوعي السوري الذي أبقى على إسناده لنظام الأسد ولم يتخلَّ عن جبهته ليتبوأ ساحة النضال ويقود جموع الشعب الثائر الوطني السوري الحقيقي).
لقد قال كل فريق رأيه والبعض فعل ذلك بيقين نبيّ ونفس غطّاس بارع، ولا أعتقد أنّ قياس وطنية معسكر ورواجها على وطنية معسكر آخر ستحسم في وعلى أرض سوريا أو أي بلد عربي آخر، لأنني أتساءل، كما أسلفت، ما وقع هذا وذاك على شروط معيشتنا هنا، شروط يظللها سكين في يد أخ عربي ومسدس في يد الشيطان.
وللتأكيد أوضّح ما كتبته حين قلت أن زجنا في خانة الخيار ما بين نظام، هنالك إجماع على قمعه لأبناء شعبه وسلبه حريٌاتهم وكراماتهم، وبين من يتَّهمون بأنهم ثوّار اصطناعيون وغير حقيقيين لا يستهدفون إلٌا خراب الوطن، ناتج عن قصور وتخاذل من تلك الأحزاب والقوى التي من المفروض أنها قوى تقدمية تحررية، كان الأولى بها أن تقود المرحلة وتمسك بقرني التاريخ المنتفض.
فهكذا سيناريو يحوّلنا إلى عاجزين أو متخاذلين أو من لاعبي النرد وضاربي المندل. ولا يقتصر هذا العجز على ما يحدث هناك خلف الغمار والغيم، لا بل ينعكس هذا على وفي مياديننا هنا، فعنوان الرواية هناك " الهيمنة" وعنوان الحكاية لدينا أيضا هو "الهيمنة"، والتاريخ علّم أن من لا يرفع الراية ويسير في الطليعة يتخلّف ويبقى في المؤخرة ومن لا يقبض على عود محراثه تنساه الأرض وتصبح هي الغريبة وهو لها الغريب. ومن يعش مؤمنًا "ببوس الكلب من تمو تتاخذ حاجتك منو" لا ينعم إلا بفتات الأيام، والأنكى أولئك العجزة الذين يبررون إيثارهم لأن يكونوا أذنابًا لأسد لا رأس سرب صقور، هؤلاء ليسوا بأحرار فالحر كالصقر يحلق في الأعالي وكالنسر لا يهوى إلا القمم.
عودوا أيّها الرفاق وأيّها الأحرار الوطنيون إلى هنا، إلى حيث ينتظرنا قمر وتنتظرنا ساعة ومنفى. فهناك في الشام وعلى ضفاف دجلة وزرقة النيل للنازفين أقمار وللحالمين أقمار فلها يكفي ويجدر أن نقول: "سلامًا أيّها القمر المحلّق حول صورته التي لن يلتقي أبدًا بها وأقول للسرو: انتبه ممّا يقول لك الغبار." وأجدر بنا أن نصغي نحن إلى ما يقوله للسرو الغبار: أما من عودة إلى هنا؟.

كمن يصطاد السمك في البحر الميت/ نبيل عودة


*الثوار في ميادين التحرير العربية لم ينتظروا إذنا من أمريكا أو من إسرائيل لينفجر غضبهم على الأنظمة المستبدة. فهل نوقف تأييدنا للثوار في مصر وسوريا واليمن وليبيا وتونس والبحرين بسبب اتجاه الموقف الأمريكي المؤيد للتغيير؟!*


"البزوغ والأفول" هما صيغتان ملازمتان للتاريخ البشري بكل امتداده.والاستعمال السائد للبزوغ والأفول يذهب نحو دراسة الحضارات، صعودها وسقوطها.الحركات السياسية ، انطلاقتها وعوامل اختفائها ..
بالطبع لا شيء يحدث تلقائيا. لكل حدث مسبباته. لكل تقدم عوامله المؤثرة. ولكل سقوط ظواهره السلبية التي تبدأ بالتراكم المسبق للأفول.
إن حركة التاريخ، أو المناهج الاجتماعية، أو العقائد الاقتصادية، أو الفكر السياسي تواجه دائما عوامل التحدي وأساليب التعامل مع هذا التحدي، واستخلاص الجديد منها، أو السقوط في متاهات الماضي وغيبياته. والويل لمن يطمر رأسه بالرمل ، ظنا منه أن فلسفة النعامة تنفع في حالات التحدي التي يواجهها العقل البشري والمجتمع الإنساني.
والأسئلة التي تطرح هامة.
هل تشكل ألاستجابة لتحد ما، تراجعا عن قيم فكرية أساسية؟
هل تشكل ألاستجابة اندفاعا غير محسوب وراء مواقف تبدو أكثر شعبية؟
هل تشكل ألاستجابة تبني مواقف مبرراتها ومنطقها في القناعات الشخصية لمن يملك القرار؟
ربما نحن أمام حالة من "التعاقب الدوري"، حسب نظرية تاريخية هامة طرحها إبن خلدون؟
بمعنى أن لكل مرحلة بديلها ، والبديل من المفهوم البديهي أن يكون أرقى وأكثر شمولية.مكانك عد هو انتحار، فكيف مع التراجع؟ والمستهجن أن هناك من يصور التراجع ممانعة وصمود.
إذا طبقنا هذه الرؤية على مجتمعاتنا اليوم ، سنصل إلى نتيجة أن كل تنظيم فكري أو اجتماعي أو سياسي قائم ، هو ظاهرة عابرة، تخضع لعوامل البزوغ والأفول. وهي عوامل ليست منزلة من السماء، بل نتيجة مواقف وتصرفات شخصانية أو فئوية.
إن ما يسرع عملية البزوغ هي الكوادر والقيادات والمناهج والطاقة الإبداعية في الفكر والتطبيق، وما يسرع عملية الأفول هي أيضا الكوادر والقيادات والمناهج المترهلة وفقدان الطاقة الإبداعية، وانحطاط الفكر، وعبثية المواقف، أي عبثية التطبيق الفعلي للفكر الذي قاد إلى البزوغ، أو احدث تحولا تحكمت فيه حالة طارئة، لمصلحة فئة، أو تنظيم، بات ظنهم أنهم يملكون الحاضر والمستقبل.
قبل أن أدخل في التفاصيل الأبسط ، لا بد من توضيح آخر.
الفلسفة تطرح مسألة لا تقع بعيدا عن البزوغ والأفول.تطرح مفهومان آخران مترابطان، "البنية والوظيفة" ويتعلق بتركيب المنظومة وأساليب عملها. وهذا يخضع للتطور في بنية المنظومة. والتطور لا يعني شرطا الصعود والإبداع، بل يعني أيضا السقوط والاضمحلال، والسقوط لا يحدث تلقائيا، إنما عبر ولادة عسيرة للجديد. وهي الحالة العينية التي نعيشها في الربيع العربي.
للمفهومان الفلسفيان، البنية والوظيفة، أهمية عظيمة في البحث العلمي. وفي نظرية المعرفة. بمعنى آخر ليس ثمة ظاهرة ( أو تنظيم) لا يمكن معرفة تقييمها( تقييمه) عبر دراسة سلوكها( سلوكه). والتقييم يختلف بناء على التغير في البنية المعينة. والتغيير في البنية يقود شرطا إلى تغيير في السلوك، السلوك الفكري، السلوك السياسي، الخواص التي تشكل الماهية للبنية، قد تكون موضوعا علميا أيضا.. وليس شرطا حزبا سياسيا، أو مؤسسة اجتماعية، أو نظام دولة.
المكمل نسبيا لهذا الطرح السريع، موضوع "التاريخي والمنطقي". وهما مقولتان فلسفيتان تعالجان عملية التطور التاريخي لموضوع ما، فكري، سياسي، اقتصادي، علمي، مجتمعي، حضارة تاريخية وغير ذلك..
والسؤال المطروح مدى المنطق في التطور الحاصل؟
ربما من السهل فهم المنطق العلمي، فله ادواته ومختبراته وخضوعه للتجارب الملموسة. أما في الحراك الاجتماعي والسياسي والفكري، فالمسالة غير متيسرة ولا تخضع لتجارب مخبرية او فحوصات عينية. إنما القدرة على التفكير الفلسفي بالظواهر.
الفلسفة أعطتنا منذ نشأت على أساس الفصل بين العمل الذهني والعمل الجسدي، القدرة على دراسة الظواهر المجردة ذهنيا، عبر تدريب العقل على التفكير المنطقي في صيرورة الأشياء. والماركسية كفلسفة طلائعية، كانت الأكثر تقدما في هذا المجال، خاصة بما قدمته للعقل البشري من القوانين العامة لتطور الطبيعة والمجتمع والفكر،وخاصة المنهج الديالكتيكي. والديالكتيك كما وصفه لينين: "هو علم عن التطور التاريخي الشامل والطافح بالتناقضات"، وهذا حسب هيغل: "ضمن عملية من الحركة الصاعدة الشاملة،حيث التطور من الدرجات الدنيا إلى العليا، والتي مصدرها التناقضات".
أما أنظمتنا العربية، فلم نعرف منها غير الحركة الشاملة النازلة إلى الحضيض.
إذن لا شيء مستحيل في فهم ما يجري داخل مجتمعاتنا وفي عالمنا، خاصة في عصر العولمة وتحول عالمنا إلى ما يشبه القرية الصغيرة. والموضوع ليس مجرد قرار هيئة. أو تفكير زعيم، أو نزوة شخصية. ولم يعد التضليل التافه لنظام فاسد مثل النظام السوري مثلا، يخدع إلا نفسه، والمؤهلين سلفا مع سبق الإصرار للانخداع.
عندما تصبح صياغة مواقفنا، بناء على نزوات شخصية، بتجاهل كامل للحقائق، وللمعرفة العلمية للظواهر الاجتماعية أو السياسية. نقع في المحظور. في تجاوز العقل، وفي الدفع نحو الأفول.
ربما أكون قد أضأت قليلا دوافعي لهذا المقال، الذي ترددت كثيرا في كتابته ، حرصا مني على جسم سياسي ، رغم خلافي معه، ورغم نقدي لشخصيات مركزية في قيادته، إلا أني أراه جسما مركزيا ضروريا وهاما، وله امتداده التاريخي والنضالي في مجتمعنا، ويتمتع بتراكم كبير في تجربته، من المتوقع أن تكون عاملا في تنوير وتصويب مواقفه من الأحداث والتطورات العاصفة التي نشهدها في هذه الفترة التاريخية العاصفة التي تمر بها منطقتنا العربية ، وكل شرقنا الأوسط وعالمنا عامة. ولكنه لسبب مستهجن وغير قابل لأي منطق ، قرر الاتجاه عكس مقولاته الفلسفية نفسها. مناقضا فكره الثوري بطروحات سياسية فات موعد تسويقها.
للأسف توقعاتي خابت في قضية هي الأهم بإسقاطاتها على مستقبل العالم العربي.
وأعني لجوء أحزاب ثورية قديمة للدفاع عن أنظمة وقادة ارتكبوا المذابح ويرتكبون أبشع الجرائم ضد شعوبهم. بحجة أن المعيار لموقفهم السياسي، كما عبر عنه أحد قادة هذه الأحزاب، من الأحداث هو رصد الموقف الأمريكي:"أمريكا مع، نحن ضد. أمريكا ضد، نحن مع". عبقرية ( من شدة المهزلة) سياسية يجب أن تدرس في العلوم السياسية، أو مهزلة تبرهن تسارع الأفول . تسارع نهاية حركة فقدت منطقها التاريخي والفكري. استبدلته بنهج عشوائي لا يمكن وصفه إلا بأنه تسخيف وتحقير السياسية بجعلها أسود أبيض.
لم تكن السياسة منذ مارسها البشر إلا تشكيلة واسعة من الألوان والأجزاء تحتاج إلى قدرة فرز كبيرة، وقدرة جمع الجزيئات الصغيرة لتشكيل الصورة والموقف، ومستوى مرتفع جدا من المعرفة الفكرية والفلسفية والتاريخية، حتى لا يقع الجسم السياسي، بمواقف تضاعف اندفاعه نحو الأفول.
الموضوع ليس اكتشاف شخص في قمة الهرم القيادي أن ميوله وتفكيره الشخصي، يدفعانه نحو موقف معين. ربما ينفذ سياسة تدمير مبرمجة، أو هو غباء سياسي مطلق!!
ربما اتضح الحديث الآن أني أقصد تحديدا مواقف حزب تاريخي ومركزي في صيرورة العرب في إسرائيل، وأعني الحزب الشيوعي. ومع الأسف أحزاب شيوعية أخرى في عالمنا العربي ، وشخصيات كنت أجل فكرها ورؤيتها. موقفها متماثل مع هذه المواقف.
ما يجري تبنيه من مواقف بات يتجاوز الموضوع السياسي وموضوع أمريكا وموضوع إسرائيل والصهيونية.
ما يحدث في العالم العربي هو انتفاضة، حتى اليوم لها طابع انتفاضة باستيلية، أي انفجار تلقائي للغضب من أنظمة الاستبداد والفساد،ولكن بدون رؤية اجتماعية سياسية للشعب الثائر، لما بعد انتصار الثورة. بمعنى أن ما يجري في العالم العربي ليست ثورة اجتماعية، وليست ثورة اشتراكية. هذا مع الأسف بسبب غياب قيادات قادرة على ضبط الغضب والانفجار الشعبي وقيادته وتوجيهه. وهو لا يسجل لصالح الثورات العربية. بل يشكل خطرا على مستقبل الثورات العربية.. يفتح الأبواب لسيطرة قوى لا تنظر للمستقبل، إنما تتغزل بالماضي. هي الأحسن تنظيما بلا شك، والأكثر نشاطا جماهيريا ، والأفضل إعلاميا، عبر استغلال الدين والإيمان الإنساني التلقائي، الذي بات يرى خلاصه من الأنظمة المستبدة من السماء، بعد فشل كل الحركات والتنظيمات السياسية "الأرضية" في إنجاز مكسب واحد.. أو قيادة نضال جماهيري مكلف على المستوى الشخصي.
الثوار في ميادين التحرير العربية لم ينتظروا إذنا من أمريكا أو من إسرائيل لينفجر غضبهم على الأنظمة المستبدة. فهل نوقف تأييدنا للثوار في مصر وسوريا واليمن وليبيا وتونس والبحرين بسبب اتجاه الموقف الأمريكي المؤيد للتغيير؟!
السياسة الأمريكية لا تبنى حسب مشاعر الرئيس وفريقه، بل حسب مؤسسات منظمة لا تترك مساحة للصدف.وكان واضحا للمفكرين الاستراتيجيين الأمريكيين أن التغيير صار قاب قوسين أو أدنى، وأن الربيع العربي ليس وليد نزوة. لذلك رفض الرئيس الأمريكي مثلا تلقي مكالمة من صديقه العزيز مبارك.
حتى الولايات المتحدة قرأت بشكل سليم دوافع الثورات العربية وتخلت عن أكثر الزعماء العرب خضوعا لسياستها، وتنفيذا لمشاريعها، وأعني المخلوع حسني مبارك.
هذا لا يعني أن ما ارتكبته وترتكبه أمريكا في العراق يتوافق مع تطلعاتنا. وهذا لا يعني أن سياسة الولايات المتحدة المعادية لحقوق الشعوب العربية والشعب الفلسطيني على رأسها، نال تأييدنا.وهذا لا يعني أننا لم نعد نناضل ضد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، وضد المواقف الأمريكية المغالية في دعم الاحتلال الإسرائيلي بالسلاح والمال والفيتو..
هل سننضم لتنظيم القاعدة لأن أمريكا ضد القاعدة؟
لماذا أيدنا اتفاق اوسلو وبأصواتنا العربية مررته الكنيست في إسرائيل؟ هل كانت أمريكا ضد الاتفاق، أم من أكثر الدافعين لإقراره؟
النظام السوري الذي تدافعون عنه، بحجة معاداة أمريكا له، كان شريكا في الجريمة ضد العراق. وضع فرقه العسكرية تحت إشراف القيادة العسكرية الأمريكية التي نظمت احتلال وتدمير العراق، وليس إسقاط النظام الاستبدادي المغامر فقط.
أين كان صوتكم يومها؟ هل كان نظام الأسد ممانعا للاستعمار، أم ذليلا يريد رضاء أمريكا طمعا بمساعداتها كما تقدم لمصر والجزائر وتونس والأردن ولبنان والسلطة الفلسطينية ودولا عربية أخرى؟
أعرف أن الحوار لم يعد منهجا ذكيا مع حركة في طريقها للأفول إذا لم تتدارك مواقفها وفكرها وتعيد بناء هيكليتها التنظيمية والفكرية والإعلامية بما يتمشى مع تاريخها المجيد.
مواقف الحزب الشيوعي الإسرائيلي تواجه اليوم نقدا واسعا من جمهور واسع من المثقفين، وشخصيات محسوبة على الحزب، ومن أعضاء حزب أيضا يرفضون هذه المواقف.أي نقدا من داخل صفوفه.
إن ما يجري يقود إلى مرحة الأفول إذا استمر نهج مقالات محمد نفاع ، سكرتير عام الحزب الشيوعي، الذي بدا الآن يتباكى على مجرم بحق شعبه ومختل عقليا مثل ألقذافي. أنا أيضا ضد قتله بهذه الطريقة الهمجية رغم كل جرائمه، نفاع انتقد بحق همجية قتله، وكنت أتمنى لو حوكم وفضح نهجه ونهج الزعماء العرب من أمثاله، ولكني لا أرى به "شمسا للشعوب" ومعيارا لعالم عربي حر، كما قد يثير الوهم مقال محمد نفاع. وأيضا تصريحات بالغة الخطورة لمحمد بركة، الشخصية المركزية في الحزب والجبهة في تصريحاته للتلفزيون السوري، حول المعايير السياسية التي يتبعها الحزب: "أمريكا مع... نحن ضد"!!
آمل أن ينظروا لمقالي من زاوية ايجابية، وليس عدائية. ما قدمته لهذا الحزب يتجاوز طاقتي أن أكون معاديا له، رغم أن بعض من يستحقون الشفقة، يتفوهون ضدي بتعابير لا تليق بجسم سياسي. ورغم ذلك ، مثلا، لم أتردد في خوض معركتي وحيدا دفاعا وتسويقا لقائمة الجبهة في انتخابات بلدية الناصرة ، مرة وراء أخرى، بسلسلة مقالات نشرت في عشرات المواقع الإعلامية إلا مواقعهم.. اسم نبيل عودة يصيبهم بالإحباط؟ وقد لاحظ ذلك عدد من الأصدقاء وأعضاء الحزب، واستهجنوا الأمر.. ولكن قناعاتي لا تخضع للأهواء والأجواء من أي مواقف تتخذ صبغة شخصية ، حتى لو كان مصدرها أعلى هيئة تنظيمية.
اكتب اليوم برؤية قلقة. أحس بنبض الشارع. وأرى بوضوح فكري كامل، التغييرات التي لا تتوقف، ولا أجد ذلك الجسم السياسي، الذي يتمتع بقدرات تنظيمية وفكرية لإحداث انطلاقة جديدة في مكانته.
إن استمرار العيش على الرصيد التاريخي، بدون فعل لتجديد وتوسيع القاعدة الاجتماعية السياسية ، يحمل في طياته ، اتجاها واحدا، لا أعرف كم يستغرق من الوقت، ولكن الاتجاه واضح ... لا سمك في البحر الميت!!

مين الحمار فيهم/ د. ماهر حبيب

المشهد الأول
المكان أفغانستان
السيناريو : يلا يا جماعة نحارب الشيوعية هاتوا لنا جماعة بن لادن وإغسلوا لنا مخهم بإنه الجهاد المقدس
طاخ طيخ طاخ هيه هيه العمارة وقعت .... أيه الحكاية برجى التجارة إنهدوا على دماغ الأمريكان وإللى عملها عملاء وشركاء أمريكا فى الحرب على الشيوعية
أصوات الحلفا :معلش يا جماعة خيرها فى غيرها يلا بينا على العراق
المشهد التانى العراق
بوم طاخ طيخ طاخ.. هيه... صدام وقع وإتشنق
وبعد فترة سكوت .... ايه يا جماعة إللى حصل ؟؟؟ أبدا العراق بدل ما تبقى واحة الديموقراطية تحولت لدولة يحكمها الدين وراحت نفوذ أمريكا فى الهوا وخدت لا موأخذة على قفاها ومشيت قفاها يأمر عيش
أصوات أمريكانى معلش يا جماعة خيرها فى غيرها يلا بينا على غزة
المشهد إللى بعده غزة
يلا يا جماعة الديموقراطية جبناهالكم معلبة ومحفوظة على الطريقة الأمريكانى يلا فكوا الصناديق وشموا طعم الحرية والديموقراطية علشان الناس تعيش بالعدل والمساواة
وبعد فترة أيه يا جماعة الحكاية نقبنا طلع على شونه وحماس خدت الحكم ومش راضية ترجعه ورمت خصومها من الشبابيك
أصوات خوجاتى معلش يا جماعة الجايات أكتر من الرايحات يلا بينا على تونس
المشهد إللى بعده تونس
حرقنا لكم بو عزيزيى وولعنا فى البلد هيه مبسوطين؟ وبن على طلع ناصح وخلع وعمل نفسه مات وشبع موت
فترة سكوت.... إنتخابات على الفرازة تونس العلمانية حا يحكمها التيار الإسلامى وسلم لى على السياحة بالمايوة الشرعى والبيرة إللى بالشعير الخالية من الكحول
أصوات أوربيه على أمريكانيه هو فيه أيه هو إحنا كل ما نعمل حاجة تتلخبط إحنا لازم معمول لنا عمل على ضهر قرموط بيسرح فى نهر النيل يلا بينا على مصر
الستارة تنفتح على ميدان التحرير
مظاهرات وهيصة ومعا لإسقاط النظام معا لإسقاط مصر لا لا قصدنا مبارك ...البلد كلها بقت أيد واحدة علشان الأيد التانية نسيناها فى البيت فوضى وبلطجية ومظاهرات مليونية ومحدش شايف شغله والخساير أكتر من الفلوس إللى نهبها مبارك وشلته .... معلش إللى ييجى فى الريش بقشيش
أصوات أمريكانى على فرنساوى أيه الموضوع الدنيا خربت خالص ودهسوا الأقباط فى الرجلين والبرلمان حا ياخدوه الإخوان ويقسموا الكعكة مع السلفيين والجماعة بتوعنا بتوع ينايم وفقراير وإبليس طلعوا من المولد بلا حمص والدستور حا يعملوه على كيف كيف الشيخ حسان طب والعمل ده إحنا جينا نكحلها عميناها يلا بينا نطلع على العقيد نتسلى عليه شوية
المنظر الأخير دمار فى كل ليبيا وجابوها على الأرض الحلفا مع القذافى مسحوا ليبيا من ع الخريطة
الحلفا مع الثوار وهما بيرقصوا حوالين جثة القذافى يلا يا ثوار ورونا النهاية السعيدة بتاعت الأفلام العربى وعاوزين بقى الديموقراطية إللى نفسنا فيها إللى معرفناش نعملها فى أفغانستان وغزة وتونس و مصر يلا بقى فرحوا قلبنا
الثوار يلا ياض إنت وهوا روحوا إلعبوا بعيد دى ليبيا دولة إسلامية وحا نطبق الشريعة ولو ما مشيتوش من هنا حا نجيب أبوسياف يقطع راس التخين فيكم
ينزل الستار وخلف الكواليس يتخانق الحلفا بينهم وبين بعض يعنى إحنا كل إللى عملناه ده وفى الأخر ناخد البومبة الكبيرة وكل ما نحط مناخيرنا فى حاجة نعمل زى شرارة وتنقلب علينا
وفى الأخر يضحكوا مع بعض ويهزروا ويحاولوا يحلوا الفزورة وكل حليف يقول للتانى أنا إنت إنت أنا مين الحمار فينا؟؟؟؟؟؟؟؟

من الفضائح الأمريكية للدعارة الجنسية/ مجدى نجيب وهبة


** تحاول الإدارة الأمريكية أن تكذب وتتجمل ولكن قبحها تكشفه بعض الوقائع بالمستندات التى ستظل تطاردهم حتى يحترموا عقول شعوبهم ، ويحترموا حرية الأخرين ... هناك ثلاثة حواديت سنعرضهم بالمستندات :

· الحدوتة الأولى ... لماذا إغتصبوا عبير ؟!!
** عبير الجميلة "16 سنة" ، كانت تنام بجوار أمها وفى أحضانها أختها الصغيرة 7 سنوات ، وبجوارهما الأب .. أسرة عراقية تعيش فى قرية المحمودية على بعد ثلاثين كم من بغداد ..

** الملاك النائم "عبير" لم تفكر أبدا أن نهاية أسرتها سوف تكون على يد الشيطان الأمريكى القبيح ، الذى كان يراقبها ويتفحص ملامح جسدها ، لكن بعيون من نار .. "ستيفن جرين" .. 21 سنة ، جندى أمريكى فى الكتيبة الأولى فى الفوج 502 فى الجيش الأمريكى ومقره ولاية "كنتاكى" ، كان يعمل ضمن وحدة الحراسة المتمركزة فى بغداد بالقرب من بيت "عبير" .. الشيطان الأمريكى ومعه ثلاثة جنود أخرين وزجاجة خمر ورؤوس تتمايل فى الليل من فرط السكر ..

** إنطلق "ستيفن" نحو البيت .. حطم أبوابه وسط صراخ الأب والأم والطفلة وعبير ، وفى لحظات كانت كالبرق صوب مدفعه نحو الأب وفجر رأسه ، ثم الأم وفتت رقبتها .. لم يرحم صرخات عبير وأختها الصغيرة .. وحصد جميع الأرواح إلا "عبير" .. هجم عليها ورفع ملابسها حتى أعلى الرأس ، وإغتصبها قرب الجثث .. وصمتت عبير وصمت صوتها عن الصراخ لا تقاوم ولا تعرف ماذا تفعل .. وأصحاب الشيطان السكارى يصيحون فى مجون ، وبعد أن أنهوا شهوتهم القذرة أطلقوا الرشاش على عبير وأشعلوا فى الأسرة كلها النار لإخفاء معالم الجريمة ..

** فى فيلم "العسكرى الأزرق" .. الذى أنتجته السينما الأمريكية فى السبعينيات يحكى عن المذابح البشرية التى إرتكبها جنود أمريكيون ضد السكان الأصليين فى أمريكا الشمالية وعرض الفيلم فى القاهرة .. المشاهد كانت بشعة والمذابح المروعة ضد النساء والأطفال وقطع أثداء النساء وبقر بطونهم بالسلاح الأبيض لإكتشاف ما فى بطن المرأة المبتورة أنثى أم ذكر ، والجنود يتبارون على من يكسب الرهان ، وهو نفس سيناريو العمل الإرهابى والذى نفذته جماعات إسلامية فيما عرف بمذبحة الدير البحرى فى الأقصر عام 1979 وتم التمثيل بجثث 66 سائح ، وبقرت أجسادهم ومثلت بجثثهم فى أبشع عملية إجرامية إرهابية ..

** فى الفيلم الأمريكى لم يكن يهدف إلى إدانة أمريكا والكشف عن جرائمها البشعة ، وإنما للتدليل على الديمقراطية ، وبالطبع كانت حيلة بارعة إنطلت على الكثيرين فبدأوا يروجون ويصفقون للعظمة الأمريكية والديمقراطية الخالدة .. ولكن لم يسأل أحد نفسه لماذا لم تمنع هذه الديمقراطية المذابح قبل وقوعها ، وهل تعيد الحياة لمن سلبت أرواحهم وإنتهكت أعراضهم وبقرت بطونهم ؟!! .. هل منعت الديمقراطية جرائم البربر .. وهل وفرت أدنى درجات الحماية للنساء والأطفال والعجائز .. أم هى ديمقراطية الذبح والتنكيل بسلاح ديمقراطى أبيض ..

· الحدوتة الثانية .. مجندة أمريكية .. رؤسائى وزملائى أدمنوا إغتصابى
** قضية المضايقات من التحرش الجنسى أثارتها مجندة أمريكية إسمها "سوزان سويفت" البالغة من العمر 21 سنة ، عندما عادت إلى أمريكا فى عطلة ورفضت بعدها إعادة تجنيدها فى العراق ، هربت سويفت إلى منزل أحد أصدقائها ، وكانت غير متأكدة إذا كان الجيش يبحث عنها أم لا .. سحبت سويفت جميع أموالها من البنك وكانت أيضا حريصة على عدم إستعمال كارت الإئتمان حتى لا يعثر عليها أحد ، وبعد بضعة شهور عادت سويفت إلى منزل أهلها فى إبريل 2007 ، وفى ليلة الحادى عشر من يونيو طرقت مجموعة من البوليس بابها ، وتم القبض عليها وحبسها لمدة يومين قبل أخذها إلى "فورت لويس" فى واشنطن لغيابها بدون إذن .. قالت سويفت أن سبب قرارها بالتغيب دون إذن هو تعرضها الدائم للتحرش الجنسى من ثلاثة من رؤسائها أثناء خدمتها فى الكويت والعراق .. وقالت سويفت أنها كانت مجبرة على ممارسة علاقة جنسية مع قائدها إستمرت 4 شهور ، وبعد إنهاء هذه العلاقة كانت تعاقب بدون أسباب من خلال ممارسة تمرينات عنيفة ومهينة .. وقال سويفت أن رئيسها المسئول عن سلامتها تلاعب بها وأوقعها فى عدة فضائح جنسية ..

** تقول "سارة ريتش" والدة سويفت أن الجيش عرض عليها أن يتم تسريحها بطريقة مشرفة مقابل أن تمد خدمتها فى الجيش 19 شهرا إضافيا .. تقول ريتش أن إبنتها كانت على وشك قبول هذا العرض حتى تتجنب المحاكمة ، ولكنها تراجعت عندما طلب منها الجيش أن توقع على بيان تدعى فيه إنها لم تتعرض أبدا للمضايقات الجنسية ، وشخص أحد المعالجين إصابتها بإضطرابات ضغوط ما بعد الإصابة ، وذلك بعد أن تغيبت بدون إذن ، وإعترض الجيش على هذا التشخيص وقام بتقييم حالتها فى "فورت لويس" ، وفى أخر الأمر تم نقل أحد الجناة إلى مأمورية مختلفة!!! ، وتقول سويفت أنها عندما عادت إلى "فورت لويس" بعد فترة تجنيدها تعرضت أيضا للمضايقات الجنسية من قائد فريقها الجديد وقامت مرة أخرى بالشكوى .. وتم بالفعل التحقيق فى الشكوى مما أدى إلى نقل القائد ولكنه فى نهاية الأمر خرج من الجيش بطريقة مشرفة .. كما تعرضت العشرات من المتدربات للمضايقات الجنسية والإغتصاب فى منطقة تدريب "أباردين" ، وهى منشأة عسكرية تابعة للجيش الأمريكى فى ميريلاند ...

** تقول "ألى بكتيت" البالغة من العمر 24 سنة أن المرأة العسكرية تصنف كـ "عاهرة" .. وصلت "بكتيت" العراق سنة 2003 وتقول إنها تعرضت للتحرش الجنسى لمدة عامين أثناء تأدية عملها ولكنها لم تبلغ عن ذلك لخوفها الشديد كما تقول أنها كانت تتعرض للإهانات من الجنود ..

** ويكشف كتاب "love my rifle more than you" .. "أحب بندقيتى أكثر منك" ، كيف تمت إعادة العديد من الجنديات الأمريكيات إلى الولايات المتحدة بعد إكتشاف حملهن عقب علاقات جنسية .. وأشارت "كايلا" عن رأيها الشخصى حيال ممارسة الجنس داخل الجيش .. قالت "كايلا" .. "بالنسبة لى شخصيا أقول للجندى إذا كنت متزوجا لا تفعل ذلك .. وإذا لم تكن متزوجا لا توفر فرصة لأحد لكى يضبطك أثناء ممارسة الجنس" .. وتعترف "كايلا" أيضا إنها عنفت جنسيا أحد السجناء العراقيين فى الموصل ، حيث أمرت بإحضاره عاريا أمامها وقالت له "هل تعتقد أنك يمكن أن تسعد إمرأة بذلك الشئ " .. فى إشارة إلى بعض أعضائه الجسدية ..

** تثار كل هذه القضايا فى الوقت الذى تدعى أمريكا أنها تسعى إلى حرية الشعوب بينما هى فى الحقيقة تعضد الإرهابيين لتدمير الشعوب من الداخل ولا يريد البعض الإعتراف بما قالته كلينتون وأوباما بأنهم يرحبون بوصول الإخوان إلى الحكم فى مصر .. إنها يمارسون نفس الدورالحقير الذين مارسوه فى العراق ، إن عصابة الحرب التى لفقت أسباب الحرب هى تعرف جيدا أنها دخلت العراق من أجل نفط العراق وخيرات المنطقة ... إن العصابة تجنى ثمار ما خربت ودمرت ، والأن الملعب فى مصر والكرة فى الملعب ، ومازالت العاهرة كلينتون تمارس نشر دعارتها هى واللقيط أوباما لهدم مصر بالإستعانة بالإرهابيين المتأسلمين والإخوان .. وهى التى أوصت بعودة المعتقلين سياسيا والهاربين من تنظيم القاعدة ، وهى التى تدعم حركة 6 إبريل وكل الحركات الإرهابية فى مصر ، وكل من يريد أن يبيع مصر ويقبض دولارات ، فالبنك الأمريكى يفتح أبوابه طوال الأسبوع .. فهل هناك المزيد من البائعين ..

· الحدوتة الثالثة .. فضائح كلينتون الجنسية
** إن لم تكن شاهدت بعد رائعة "داستن هوفمان" ، و"روبرت دينيرو" الكوميدية والتى كانت مرشحة لأوسكار هذا العام ، فعليك بالإسراع لمشاهدة هذه الكوميديا السوداء التى تدور أحداثها بالكامل داخل البيت الأبيض ، لتكشف شذوذ الرئيس الأمريكى "بيل كلينتون" الأخيرة ، وفى نفس اليوم الذى تدلى فيه "مونيكا لونيسكى" بشهادتها المضادة لشهادة كلينتون أمام هيئة المحلفين الكبرى ..

** روى لنا الفيلم ومن خلال معسكر الرئيس فى البيت الأبيض أن طوق النجاة الوحيد لإبعاد الأنظار ، ولهى وسائل الإعلام عن الرئيس غير المنضبط أخلاقيا الذى يتحرش بالنساء ويطلب منهن الكذب هو إختلاق حرب محدودة بين الولايات المتحدة وإحدى الدول الضعيفة المعادية لأمريكا ، والتى لا تمتلك قوى الرد السريع ، وبالفعل إلتقط كلينتون طوق النجاة الوحيد ، وأعلن الحرب على الإرهابيين فى العالم ، ورغم التأييد الكبير الذى يتمتع به "بيل كلينتون" بأخذ القرار إلا أن عددا كبيرا من الأمريكين لم يبتلع "الطعم" ، خاصة إنه كذب عليهم من قبل وقال بصراحة تامة "لقد ضللت الناس بمن فيهم زوجتى ، وأشعر بعميق الأسف تجاه ذلك ، خاصة إنه لم يعتذر للشعب الأمريكى ولمساعديه" وأنصاره فى الإدارة الأمريكية والكونجرس الذين كان يخفى عنهم حقيقة علاقته بـ "مونيكا لونيسكى" ، وهى العلاقة التى ظلت 7 شهور .. ولم يكن أمام البيت الأبيض إلا أعلان الحرب على الإرهاب والإرهابيين لعودة بناء جسور الثقة مع الشعب الأمريكى من خلال هذه "الزفة" الإعلامية لتشتيت الأنظار عن فداحة فضائح كلينتون وتصرفاته الصبيانية .. ورغم ما قيل عن مبررات ضرورة القيام بهذا القصف الصاروخى على أفغانستان والزعم بوجود أدلة دامغة على أن شبكة بن لادن الإرهابية كان لها ضلع فى تفجير السفارتين الأمريكيتين "دى نيرو" ، ودار السلام الذى تكلف وقتها 80 مليون دولار ، فإن بعض قيادات الكونجرس وبعض المعلقين أبدوا شكوكا حول توقيت هذه العملية .. ولعل أخطر ما قيل هو ما جاء على لسان السيناتور "دان كومتس" ( جمهورى – من ولاية إنديان) ، عندما قال أن بعد هذه الشهور الطويلة من الأكاذيب والخداع والمناورة ورفض قول الحق كل الحق ، بالتأكيد هناك شك تجاه كل ما يقوله وما يفعله كلينتون ..

** فهل نتعلم من هذه الدورس ونعرف كيف تدمر الشعوب ، وأكذوبة "االربيع العربى" ومن يضحك على من .. أتمنى ذلك ..

صوت الأقباط المصريين

صابع كباب لكل مواطن/ فاطمة الزهراء فلا‏

الحملات الانتخابية والدعاية مرة بالكباب ومرة بالمهلبية , وكل مرشح وفلوسه وشهرته في التعامل مع أرباب المهنة وتجميع أكبر عدد من البلطجية حوله , وأشهر الأشخاص الذين يرافقون المرشح هو أكثرهم شهرة في البلطجة ومعرفة الناس في في القري والنجوع فيرتدي الجلابية والعباية ..ياسيدي كله تمثيل في تمثيل وياعين وياليل , أغاني بيقولها كل مرشح , برنامج محفوظ , واسم النبي حارسك وصاينك يانايتي يا اللي تاريخك هباب من أول أصلح وابور الجاز إلي عقد صفقات الغاز ..بقيت رجل أعمال وفي اديك المال , وسرقتك باينة عمال علي بطال ليك في كل خرابة حرامي , تهلب معاه ..وأعود إلي البلطجي الكبير وهو غالبا ما يطلق عليه الدليل بمعني أنه يعرف كل شبر في أي جحر في أي قرية أو عزبة أو حتي في معرفة مطاريد الجبل باعتبار إنه مطرود قديم وليه سوابق في السجون, وسيرته الذاتية تشهد بأنه نجح ناس كتيرلجأوا له في وقت الشدة , فقال لهم بصريح العبارة ..أنا اللي غرقت العبارة واخترعت فزورة العبارة في الدوبارة والعتبة جزاز , والسلم نايلو ف نايلو, والدنيا غدارة تديني فلوس , أهلب لك أصوات , وأطلع لك من القبر الأموات واللي سافر وغايب أرجعه والتعلب فات ..فات , ولما النتيجة هاتطلع يانطير من الفرحة يانموت من العياط .
وف موسم الانتخابات الدنيا بتبقي هايصة وزايطة وزمامير ومسيرات وعربيات , والمرشح واقف يسلم ويبوس كأنه ناجح ومتخيل نفسه تحت القبة وبيسلم علي فتحي سرور , إلا بالمناسبة في المجلس الجديد هايسلموا علي مين ؟
واحلف لك والحب يمين ودليلي جامد ومتين , لو نجحت ودخلت المجلس لادبح عجلين واعملهم كباب وادي لكل واحد صوباعين , وف كل دار هاتشموا اللحمة وتفوح ريحة العجين , وياعيني علي المرشحين إللي بالأمل عايشين إنهم مهما يهربوا الملايين ضد السجن راح يبقوا متحصنين , والغاوي ينقط بطاقيته بجوز فراخ أو حتي بيضتين أهه كله خير للعيال ونسايبي الشحاتين إللي هايعيشوا علي حسي مش انا جوز بنتهم إللي كان بيحلق ببضتين..
والمجلس ياسادة ياكرام عايز له قلب من حديد وبرنامج بعد الثورة كله جديد في جديدوبلاش الكلام اللي لايودي ولايجيب, وانا ليكو الصاحب والحبيب بس والنبي تنتخبوني يانن عيني هاتلاقوا الخير حواليكو شمال ويمين ..
لكن ياتري بعد الثورة هل اتغير البرنامج الانتخابي وبدلا من بناء المساكن والنهوض بالصحة والتعليم كلام جرايد من بتاع حسني المتزوق , أم سيصبح البرنامج شعارات
صابع كباب لكل مواطن.
وهكذا كلما زادت أصابع الكفتة , زادت الأصوات, ولا عزاء للأحياء , ولا عزاء للأموات.

الثورات العربية من وإلى (ليبيا نموذج)/ سامي الأخرس

"دار الخيانة التي يتكدس فوقها خيوط العناكب تفصلها عن دار الكرامة خرابة يكوم بها رجال يقتاتون من سباخ الزرائب، في عصور تقبع على المصلين إمارات النجاسة، التي تمسح الرؤوس وتتساقط على رقاب الماشية ولا تقول لأحد: سجلوا بدفاتركم لمعان الشمس على ريشة الفجر، وأوسعوا للمارة حرية الحركة في ظاهرة كفهّا مُتحرك نحو الألواح الكبيرة التي تحمي السقف، من قيظ الموت."
كَثر الجدل في اليوميين الماضيين عن تحرر الشعوب، وخلاصها من ديكتاتوريات الأنظمة العربية التي استبدت وجثمت على الصدر العربي خلاّل العقود الطويلة السابقة، وهو ما يتفق عليه الجميع بضرورة وحتمية أن تنال شعوبنا العربية حريتها، وتمضي في بناء دولتها الديمقراطية الحرة، التي تحترم الإنسان، وتحترم الكرامة، وتنهض بالبناء الإنساني قبل البناء المؤسساتي، وهو شعار جاذب بريقه ولمعانه يُسحر الناظرين. ويدغدغ مشاعر الجميع، ونحن منهم ومثلهم، صفقنا وهللنا، ومدحنا، وحللنا الثورات العربية في تونس ومصر ولا زلنا نقف منها موقف المؤيد، والداعم، والحافز، بما أنها عبّرت عن إرادة الشعوب وتحركها الوطني الصادق، رغم الكثير من الملاحظات والتحفظات التي شابت هذه الثورات، ورغم الخفايا التي لم تكشف بعد، إلاّ أن هاتين الثورتين سجلتا سجل نظيف حتى راهن اللحظة برفضهما التدخل الخارجي بالشؤون الداخلية، وتعبيرهما عن حالة شعبية يمكن متابعتها وتحليلها جيدًا واستخلاص العبّر منها.
وموقفنا هذا لا يمكن تعميمه على الجميع أو على كل ما يحدث بمنطقتنا العربية، حيث منحنا الله عقول نفكر بها ونحلل بها، ونستقي معلومتنا وتحليلنا مما يجري على الأرض، ومن الأحداث التي تتضح معالمها، وخفاياها وخباياها، ولن نسمح لأنفسنا بأن نكون أنعام في حظيرة الناتو الأوروبي، والبيت الأبيض الأمريكي، وهما أكبر قوة داعمة للحركة الصهيونية العالمية التي أغالت منذ (ثلاثة وستون) عام في ذبح وتشريد شعبنا العربي عامة، ولم ننسَ بعد مذابح الصهيونية في سوريا، ولبنان، ومصر، والأردن، وغاراتها على العراق وملاحقتها للعلماء العرب ومحاربتها لكل عربي، والدور الغربي - الأمريكي في دعم وتشجيع هذه الحركة على فعل كل المبوقات التي عرفها التاريخ ضد الأمة العربية، وكذلك ممارستها ومذابحها واحتلالها للأرض الفلسطينية، وتشريد شعب بأكمله مَثل مجتمع منظم شارك في النهضة الحديثة، وفي تنظيم الحياة في الواقع العربي، وجعل منه شعب مشتت مشرد لاجئ، وكذلك الحلف العداوني الذي شنته الولايات المتحدة والغرب ضد العراق وتحويله من دولة متقدمة غنية إلى دولة مجزأة فقيرة تنهب خيراتها وتغتصب ماجداتها، ويهتك عرض رجالها تحت مسمى الديمقراطية وحقوق الإنسان الخديعة الجديدة التي يحاول الغرب والولايات المتحدة التناغم به مع ضحالة الفكر العربي، واستغلال حالة الإستبداد التي يعيش بها المواطن العربي، وحالة ضيق الأفق التي تطغو على التفكير والوجدان، والمتزامنه مع إطلاق العنان للأقلام المتصهينة والمتأمركة التي تحكي بلسان عربي، وفكر عربي بعدما نجحت في تمريرهم بالعراق باسم كتَّاب( المارينز)، ها هي تمررهم لنا باسم كتّاب ( الناتو) وتحاول أن تروج لعدوانها على ليبيا، بنفس الصياغات والمبوقات التي استخدمتها بالعراق مع اختلاف الأداة المنفذة، فإن كانت بالعراق قوات المارينز والغرب قد وطأت أرض العراق، وواجهتها المقاومة العراقية الباسلة بضربات موجهة دفعتها لوضع مخططات للخروج الشكلي من العراق، فهي قد تعلمت الدرس جيدًا وحركت بعض قواها النائمة في ليبيا الذين يرتدون ثوب الإسلام من جهة، وبعض رجالاتها التي اشترت ذممهم في النظام السابق مثل مصطفى عبد الجليل( عبد الناتو) وشلقم، ومحمود عبد الجبار، وبلحاج، وغيرهم من الذين تحولوا بين ليلة وعشاها إلى ثوار، ومتأسلمين ينادون بالشريعه الإسلامية، في حين إنهم كانوا جزء أساسي ورئيسي من نظام العقيد الشهيد ( معمر القذافي).
أمام تلك الحالة علينا التوقف قليلًا والتفكير طويلًا بالحالة الليبية التي كل تجلياتها قد اتضحت منذ اليوم الأول الذي أغارت به طائرات النيتو والولايات المتحدة فوق طرابلس بحجة حماية الشعب الليبي والدفاع عنه، في حين أن إسرائيل تقتل الشعب الفلسطيني منذ (ثلاثة وستون) عام ولم يهتز ضمير العالم أنملة، ولا زال يتمترس خلف الصهيونية العالمية وينكر على الشعب الفلسطيني حقوقه، وحقه الذي كفلته لك المواثيق الإنسانية والدولية، كما ولا زال يبيح لإسرائيل إرتكاب كل الجرائم والمذابح وآخرها حرب غزة سنة 2008م التي صَمت العالم أمامها، وهي تحرق غزة فوق رؤوس أطفالها ونسائها، وشيبها وشيوخها، لم ترحم الحجر ولا البشر، ولم تحرك اساطيلها البحرية والجوية للدفاع عن هذا الشعب، ولم تتحرك منطمة العفو الدولية لوضع لائحة اتهام ضد جرائم قادة إسرائيل وعصاباتها، بل سارعت بريطانيا العظمي بتوقيف الشيخ (رائد صلاح) بتهم الإرهاب لأنه يدافع عن المسجد الأقصى، وتفتح كل مجالها وأرضها لقادة اسرائيل وتستصدر القوانين والتشريعات التي تحميهم من المساءلة والملاحقة القانونية، وهو ما تَعتد به الولايات المتحدة في توقيع اتفاقياتها مع الدول بأن تضع بنود تحمي جنودها وجنود اسرائيل من أي ملاحقات مستقبلية.
ورغم ذلك فلا زال لدينا ثقة بالولايات المتحدة، ونتبنى الخطاب الأمريكي - الغربي ونجعله مرشدًا لنا، ونستقي معلومتنا منهم، وتحولوا لبنك معلومات لنا نؤمن بكل ما يملوه علينا وكأنه ترتيلا منزلًا، ونستخدمه في التسويق للمنتج السياسي الفراغي الأمريكي تحت قانون حرية الرأي والرأي الآخر الذي إعتمدت عليه جزيرة أمير قطر، في تصدير التطبيع لنا بكل اتجاهاته، وتحويل الخيانة ليس لوجهة نظر فحسب- بل لمطلب- تَعتد به أجيالنا الحالية والمستقبلية، وهو ما لمسناه في شعارات ما يسمى ثورة ليبيا، وبدأ يتسلل لما يسمى كذلك ثورة سوريا، وبدأت ترجماته تؤتي أوكلها في العقل العربي والشعوب العربية، باسم الربيع العربي دون النظر للمستقبل والتعمق بالتاريخ لإستدراك الحقائق.
نؤمن بحرية الشعوب كما أمنا بحرية شعب فيتنام التي ناصرت نفسها ولم تستعنِ بِمُحتل ليحررها تحت شعار " بدنا نتحرر نحرر أنفسنا من المحتل" وهو شعار لم يطرحه سوى عقل البلاهة العربي معتقدًا أن هذه القوى المحتله لديها من الغباء ما يجعلها مطية لمراهقة الصغار في تفكيرهم، متناسين إنهم أمام قوى استعمارية امبريالية كبرى، لديها مخططات استعمارية دولية واقليمية. وكذلك على غرار ثورة الشعب الأندونيسي ضد الديكتاتور (سوهارتو)، وشعب الفلبين ضد الديكتاتور (فريناند ماركوس)، والشعب الكوبي، والشعب الفنزويلي الذي هَب بكل فئاته وشرائحه لحماية فنزويلا من المخطط الأمريكي الذي كان على غرار المخطط الليبي تحت شعار (الديمقراطية وحقوق الإنسان). ولكن ورغم كل ذلك لا زال العرب في غيهم وضلالهم يعمهون، لم يتعلموا من التاريخ شيئًا ولن يتعلموا ما دام هناك من يجرهم من داخل جلدتهم بأفكاره الخيانية، مرتديًا قميص الوطنية، والديمقراطية وحقوق الإنسان، والدفاع عن الشعوب.
إن ما حدث ويحدث في ليبيا ما هو إلاّ احتلال غير معلن الوجه، بطائرات غربية وشخوص خيانية سقطت في مستنقع الرذيلة والخيانة ضمن دوائر المؤامرة الأشمل في المنطقة العربية، التي تقسم المقسم، وتجزأ المجزأ وسط سبات عمق من شعوبنا المسلوبة، التي يسيل لعابها للشعارات، ولا تتقن أكثر من الإنقياد خلف كل من يبرمجها كآلة الحاسوب. وما المشاهد المشينة والقذرة التي تناقلتها وسائل الإعلام بالأمس ضد ( القذافي) وهتك عرضه علانية مما يسمى الثوار، إلاّ تأكيد على أن هذه الخيانات تنفذ ما يملى عليها، وأن أوامرها تتلقاها من الولايات المتحدة الأمريكية، والغرب، وهو ما فعلته هيلاري كلينتون باجتماعها مع ثوار الناتو( وكبيرهم مصطفى عبد الجليل)(عبد الناتو).