دعوة لمحو الأمية الديمقراطية/ محمد محمد على جنيدي

ينبغي أن نراجع أنفسنا ونعرف ونحن مقبلون على ممارسة الحياة الديمقراطية متى نتظاهر أو نعتصم وجدية الأسباب التي تدعونا إلى ذلك، ولا أتصور أبدا أن يكون الأسلوب الحضاري للممارسة الديمقراطية موقوفا على القدرة على حشد الجماهير للتظاهر السلمي والاعتصام حتى تستجيب الجهة المخول لها صناعة القرار إلى رؤى ومطالب المتظاهرين أو المعتصمين.
لماذا لا ندعو كجماهير أو أحزاب أو أي فصيل سياسي قادة المجلس العسكري والحكومة للتحاور الجاد وتجسيد المطالب الشعبية في لغة يفرضها المنطق والفكر المستنير.
أرى أن الحوار البناء هو المحور الرئيسي الذي تدور من حوله الممارسة الديمقراطية الحقيقية، أما أن يستخدم الاعتصام أو الإضراب أو حتى التظاهر السلمي كوسيلة ضغط دائما لتلبية أي مطالب، فلا يصح أن يكون هذا أسلوبنا الذي نبدأ به قبل الحشد للتحاور على مائدة يتفاعل فيها الفكر والفكر الآخر.
وإذا كانت الثورة قدمت دماء وشهداء وحشدت طوائف الشعب في ميادين الوطن ونجحت بهذا الأسلوب في الإطاحة بالنظام السابق، فلا يصح ولا ينبغي أن تلبى مطالب المواطنين دائما على هذا النحو وبهذه الطريقة!.
يا ليتنا نعمل على محو الأمية الديمقراطية عند قطاعات عريضة من الشعب فبل أن ننادي بتطبيقها والعمل بها!

عن إضراب الأسرى.. والتصفيات/ راسم عبيدات

...... الحركة الأسيرة الفلسطينية تتعرض لحرب شاملة،حرب تستهدف كسر إرادتها،ومن ثم تحطيم معنوياتها وتركيعها وإذلالها،وإيصالها الى مرحلة تتمنى فيها الموت على الحياة،حيث الوحدات الخاصة والمسماة بوحدات قمع السجون"النحشون والمتسادا وغيرها" بالتعاون مع مخابرات وإدارات السجون الإسرائيلية تقوم بشكل يومي بعمليات مداهمة واقتحام لغرف الأسرى وزنازينهم ليل نهار وعلى مدار الساعة،تحت حجج وذريعة البحث عن أجهزة اتصال مهربة،وهي تحت هذه الذريعة تمارس كل أشكال القمع والتنكيل بالأسرى مادية ومعنوية وجسدية،فهي لا تكتفي بقلب غرف المعتقلين رأساً على عقب وتحطيم محتويات الغرف والعبث والتخريب والإتلاف للأغراض والمقتنيات الخاصة بالأسرى،بل تصاحب تلك العمليات الكثير من الاستفزازات والأعمال الاذلالية بغرض إيجاد مبرر للتنكيل بالأسرى وقمعهم وعزلهم،حيث يطلب من العديد من الأسرى أن يجري تفتيشهم بشكل عاري أمام الأسرى الآخرين،وهم يدركون أن الأسرى لن يقبلوا بذلك وبالتالي تبدأ تلك الوحدات بممارسة ساديتها وبلطجتها على الأسرى بالضرب واستخدام الغاز المدمع وحتى الرصاص المطاطي،وفي أحيان كثيرة قامت تلك الوحدات بخلع أرضية غرف الأسرى وهدم جدرانها تحت ذريعة البحث عن أجهزة هاتف نقال مهربة،والمسألة ليست قصراً على المداهمات والاقتحامات،بل تمتد لتطال كل الشأن الحياتي الخاص بالأسرى،حيث تريد إدارات السجون وأجهزة مخابراتها أن تحيل حياة الأسرى الى جحيم،وان تصادر كل منجزاتهم ومكتسباتهم وحقوقهم،فهناك مسلسل متواصل من العقوبات غير منتهي حرمان من الزيارات لعدد كبير من الأسرى،منع إدخال الكتب والملابس حجب القنوات الفضائية وإدخال الصحف،منع الأسرى من التقدم لامتحان الثانوية العامة واستكمال التعليم في الجامعة المفتوحة،منع وإلغاء الزيارات بين الأقسام المختلفة في السجن تقيد الزيارات بين الغرف،وإجبار الأسرى على ارتداء ملابس السجن أثناء خروجهم لزيارات الأهل او مقابلة المحامين،ومن ثم تقيد أيدي وأرجل المعتقلين أثناء الخروج للزيارة،ناهيك عن سوء التغذية والنقص الحاد في الأكل كماً ونوعاً،والاكتظاظ الشديد في الغرف المفتقرة لكل شروط الحياة الإنسانية،ورغم كل ذلك يتحدث قادة الاحتلال عن أن أسرى شعبنا يعيشون في "فنادق" خمسة نجوم،ويواصلون التحريض عليهم ليل نهار من قمة هرمهم السياسي والأمني وحتى أصغر حارس في السجن؟.



ويبدو أن إدارات السجون وأجهزة مخابراتها لم تكتفي بذلك،بل عمدت مؤخراً الى توسيع سياسة العزل بحق قادة وكادرات الحركة الأسيرة،حيث يقبع الآن في أقسام وزنازين العزل واحد وعشرين أسيراً مضى على البعض منهم في العزل اكثر من خمس سنوات متواصلة،وهناك عدد من القادة وعلى رأسهم الأسرى القادة احمد سعدات أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وجمال ابو الهيجا وحسن سلامة ويحي السنوار وعاهد ابو غلمة واحمد المغربي ومعتز حجازي وعبد الله البرغوثي ومحمود عيسى وغيرهم.



هؤلاء الأسرى المعزولين مشاريع شهادة أكثر من غيرهم من الأسرى فالاحتلال يعزلهم كلياً عن العالم الخارجي،والاحتلال يريد كسر إرادتهم وتحطيم معنوياتهم ودفعهم للجنون او الانتحار او الموت أحياءاً في الأكياس والعلب الحجرية.



ومن هنا كان العنوان الذي اختطته الحركة الأسيرة وعلى رأسها أسرى الجبهة الشعبية الذين بادروا إلى هذا الإضراب المفتوح عن الطعام في السابع والعشرين من هذا الشهر،ما عمد بالدم لن ينتزع الا بالدم،وأخرجوا أسرى العزل وعلى رأسهم القادة سعدات وأبو الهيجا،هذا الإضراب الذي نأمل أن تكون فيه الحركة الأسيرة بكل ألوان طيفها السياسي متوحدة حول هذا الشعار،وخصوصاً أن ما يرد من أخبار لا تطمئن،حيث أنه لم تلتحق بهذا الإضراب كل السجون والمعتقلات،وبالتالي من الخطر جداً السماح لإدارات السجون أن تنفرد بهذا الفصيل أو ذاك،وهذا مؤشر خطر جداً على مستقبل وحدة الحركة الأسيرة وقدراتها على الدفاع عن حقوقها ومنجزاتها ومكتسباتها،وحذار أن تفشل الحركة الأسيرة في إضرابها كما حصل في إضراب 15/8/2004،حيث ترتب على ذلك الفشل الكثير من التداعيات والخسارة للمنجزات والمكتسبات التي عمدتها الحركة الأسيرة بالدم والتضحيات،ولذلك هذا الإضراب يجب أن يكون معركة الدفاع عن وجود الحركة الأسيرة ومستقبلها وحقوقها ومنجزاتها،معركة شطب ملف العزل وإنهاءه.



أن الحرب الشاملة على الأسرى تتطلب أوسع حركة تضامن شعبي ورسمي،ففي الوقت الذي جرى فيه تحشيد الجماهير لمعركة استحقاق أيلول،فإنه من الهام جداً التعبئة والتحشيد والقيام بكل أشكال وأنواع الدعم والإسناد الشعبي والجماهيري لهؤلاء الأسرى المتقدمين في خنادق النضال،حاملين الراية والمشاعل وحماة القضية والحقوق الوطنية.



والتنكيل بأسرانا في سجون الاحتلال ومعتقلاته وزنازينه لم يقف عند هذا الحد،بل وصل حد إجراء تجارب طبية على الأسرى دون علمهم،وكذلك فحكومة الاحتلال التي تدعي الأخلاقية وطهارة السلاح،كشفت العديد من التقارير والصحف حتى الإسرائيلية منها و أجهزة المخابرات الإسرائيلية نفسها،عن عمليات إعدام لأسرى تمت بعد اعتقالهم أحياء،كما حصل مع خلية الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المعروفة بخلية "باص 300 "،التي قامت باختطاف أحد الباصات الصهيونية واحتجاز من فيه كرهائن من أجل مبادلتهم بأسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال في 12/4/1984،ولكن حكومة الاحتلال وجيشه ومخابراته عمدوا إلى اقتحام الباص،حيث جرى إعدام كل من الأسيرين مجدي وصبحي أبو جامع بعد اعتقالهم أحياء على يد مسؤول المخابرات نفسه وبقرار من رئيس الجهاز نفسه،قبل أن يتعرضوا الى تحقيق وتعذيب عنيفين،وهذا يدلل على مدى الانحدار الأخلاقي والحقد والعنصرية عند جيش الاحتلال وأجهزة مخابراته،وهي ليست بالجريمة الأولى التي ترتكب بحق أسرى عزل،بل كانت تصفيات الأسرى المصريين الذين جرى أسرهم أحياء،وهذا يثبت أن هذا ليس بالعمل الشاذ،بل هناك جهات في المستويات العليا السياسية والأمنية الإسرائيلية تصدر الأوامر والتعليمات للقيام بهذه التصفيات،ولذلك يجب على السلطة الفلسطينية التوجه الى المحاكم الدولية من أجل جلب من قاموا بإعطاء الأوامر وتنفيذ عمليات الإعدام من قادة ورجال مخابرات الاحتلال ومحاكمتهم كمجرمي حرب،فما قاموا به هو جريمة حرب بامتياز،قتل وتصفية عن سابق إصرار وبشهادة من مخابرات الاحتلال أنفسهم.



نعم هناك حرب شاملة معلنة على أسرانا في سجون الاحتلال،حرب تريد إعادة أوضاع الحركة الأسيرة الى ما قبل سنوات السبعينات،حرب تستهدف القضاء على مقولة أن المعتقلات هي مدارس وجامعات ثورية،تخرج القادة في مختلف المجالات والميادين،حرب يراد لها تطويع الحركة الأسيرة الفلسطينية وكسر إرادتها وتركيعها وتفريغها من محتواها الوطني والنضالي.



وذلك واجب علينا كسلطة وأحزاب ومؤسسات حقوقية وإنسانية ومجتمع مدني وجماهير،أن نشكل حاضنة ودرع أمان لأسرانا،وأن نقدم لهم كل أشكال الدعم والإسناد في معركتهم،معركة ما انتزع بالدم لن يأخذ الا بالدم وملف أسرى العزل يجب أن يطوى للأبد.


لا زلت علي الربابة أغني/ فاطمة الزهراء فلا‏


سلام علي حرب أكتوبر سلام , سنظل نتذكر أكتوبر مهما مر الزمن فعشقنا مواليد أكتوبر ومناسبات أكتوبر ,هكذا حفر في قلوبنا بيد من نور الفجر الذي أشرق فأحال الظلمة بهجة وانتصار .
قد لا يذكر الجيل الجديد أننا في يوم ليس ببعيد عمره ثمانية وثلاثون عاما أي عام 67 عانينا من هزيمة منكرة ضاع فيها دم الأبناء غاليا مسكوبا علي تراب مصرنا الغالية , وسرقت إسرائيل أرضنا وكرامة المصري بلا ثمن , كسرنا أكواب الشربات في الأعراس , ونكسنا الرؤوس , ست سنوات اليوم فيها بأعوام نعامل معاملة المحتلين , الضائعين في مدن القهر , وأصبحت مدن القناة مسرحا للأحداث السوداء وهجرنا البيوت الدافئة , العامرة بالحب , وانطفأت نار الطبخ , وضاعت الأواني في المراكب والقطارات , لقد أصبحنا مشردين , علي الأرصفة ننام بلا غطاء , وفي المدارس والحدائق ..ذل الهزيمة وعار الاحتلال ترك آثاره واضحة علي معالمنا , لن ننسي يوم أن تخلي الزعيم ناصر عن الحكم لأنه شعر بالمسئولية تجاه الشعب , وخرج الشعب يبكي يعلن تمسكه بالأب الحنون , ومات الأب تاركا الجراح والنكسة في أعناق المخلصين الذين عشقوا الوطن , الصهاينة قهروناواغتصبوا سيناء وناموا بنجاستهم فوق ترابها الطاهر , بكينا عليها كما لم يبك أحد , جفت دموعنا علي العذراء المدللة التي يغتصبونها مساء وصباح , ونحن عاجزون ’ الغيظ يأكل أكبادنا , ومتي نثور ونحن النسور بلا أجنحة ..ولن أنسي وكل مصري , ذلك اليوم أبدا السادس من أكتوبر الثانية ظهرا كنت لا أزال في مراحل صبايا الأولي أحمل الحقيبة وباكو من البسكوت ومدينتي الرائعة المطرية دقهلية الفاتحة ذراعيها بالحب للأهل المهجرين من مدن القناة , نقتسم الرغيف الأسود , لكن البحر يأبي الهزيمة والانكسار ويجود علي الجميع بخيره الوفير , فيشبع الصغار ويتغنوا بنشيد العودة والحرية , ونعود للبيوت متعبين لكن رائحة الأرز تجدد التعب والأحزان لنعلو فوق الجراح , وتعلو دعوات الأمهات لتشق عنان السماء ..انصرنا يارب , حرب الاستنزاف , وتدمير إيلات والجواسيس ومدرسة بحر البقر والأطفال الذين استشهدوا وسالت دماؤهم علي الكراسات , واللعب المدمرة الذي كان العدو يلقيها لتقتلهم بلا رحمة.
السادس من أكتوبر يوم العيد , يوم أعاد الجنود الأرض وطهروا الوطن ونكسوا علم العدو ورفعوا علم مصر خفاقا علي أرض سيناء الغالية ..
واليوم تحدث الكارثة قلة من أبناء الوطن تتحول من السلم إلي العنف والتحريض علانية عي جيش مصر أعظم شعوب الأرض , قلة تختار يوم النصر والعبور الذكري التي تقوينا علي بطش الحكام وفسادهم يريدون أن تكون ذكرى بائسة ويوما صداميا بين الجيش والشعب ’ الجيش العظيم الذي عبر بنا من الظلام إلي النور ..لا إلا الجيش وأكتوبر ..قلبي فداؤك يامصر .
قلبي يعتصر فتنزف منه الدماء , وعيني تحفرها الدمعات قهرا وسوادا , وأسأل هذه القلة التي تريد الخراب لمصر باسم الثورة , وماذا بعد أن فقدت الثقة بين الشرطة والشعب , هل يريدون خرابا من نوع جديد؟
مهما مر الزمن أكتوبر حبي الأول والأخير وبعده , تضيع كل الأفئدة ... لن أنسى الجنود وهم يرفعون العلم فوق سيناء , وزغاريد الأمهات الاتي استشهد أبناءهن بدلا من العويل والصراخ .. وهل استمعوا لربابة وردة وهى تعزف للجنود وأنا على الربابة بغنى , وغنوة أمل للنصر
وكلمة أخيرة بحبك يامصر ويجب الفصل بين نظام فاسد صنعه آله الشر وبين نصر عظيم سيظل يعيش فى قلوبنا يعزف لحن الخلود مهما قهرنا الفقر , وأنا لازلت على الربابة أغنى...

فريال ونيرفانا وسارة "فى النور"/ مجدى نجيب وهبة

** فريال سوريال حبيب .. طالبة رقيقة فى المرحلة الأولى من الثانوية العامة .. رفضت إرتداء غطاء للرأس داخل المدرسة ، فكان عقابها طردها من المدرسة ، ومنعها من الدخول وحينما تجرأ والدها للذهاب إلى المدرسة ومقابلة مدير الإدارة التعليمية ببنى مزار الأستاذ عبد الجواد عبد الله .. إستمهله بعض الوقت وأغلق عليهم باب مكتبه خوفا من التحرش بهم أو الإعتداء عليهم .. ويبدو أن مدير الإدارة ظل يقنع المدرسين والمدرسات بقبول الفتاة لإنهاء المشكلة ولو مؤقتا .. ويبدو أن البعض وافق على مضض وهو يخبئ شئ ما داخله ، والباقى رفض وأعلن مثل الأستاذ ربيع بكر فرج دخول الطالبة إلى المدرسة على جثته ..

** إقتنع والد الفتاة بكلام مدير الإدارة التعليمية وترك إبنته وسط هذه الوحوش الضارية ، ولم يبعد عن المدرسة كثيرا إذ سمع صراخ وهتافات مدوية وهرج ومرج خارج أسوار المدرسة ، وعندما هرول عائدا إلى المدرسة ، وجد منظر يعجز أكبر مخرج لأفلام الدراما على إخراجه .. وجد الأب فلذة كبده يتقذفها الطلبة بكل عنف ، فمن يشدها من شعرها ومن يركلها بقدمه ومن يضربها بالعصا وسط تهليل المدرسين بالمدرسة وتشجيع الأستاذ ربيع بكر فرج ..

** تدخل ولاد الخير وإستطاعوا إنتزاع الطالبة من وسط الغوغاء وتسليمها لوالدها ، الذى ظل صامتا مذهولا ، وهو يتساءل هل هذه مصر .. مصر التى توهم الأقباط أنهم تخلصوا من ظلم نظام فاسد وإنطلقوا إلى الحرية ، ولكنهم واهمون ، فقد تخلصوا من نظام فاسد إلى نظام إرهابى طائفى بغيض لا يهين الأخر فحسب ولكن يبغض الأخر ويرفضه .. لجأ الأب للشكوى لجهات عديدة وأرسل تلغرافات لعديد من المسئولين أو الذين ظن الأب أنهم مسئولون سيتداركون الموقف ويداوون الجراح .. ذهب الأب إلى الرجل والإعلامى الصادق الذى يتمتع بقلب شفاف .. الأستاذ إيهاب صبحى وإلى بيته الأمن قناة c.t.v .. حكى الأب وإبنته وتوقفت الدموع فى عينيه .. تكلمت الطالبة الصغيرة وكانت أكثر من رائعة .. تكلمت بمنتهى الشفافية والثقة فى النفس وأجرت حوار على الهواء مع السيد المسئول .. الذى بدا من خلال حواره مع الأب والإبنة ومقدم البرنامج بالتعالى والتكبر والغطرسة والتحدى مما جعلنى أيقن وأؤمن أنه هو المحرض الفعلى لهذه المهزلة الطائفية وهو يردد فى كل عبارة "لقد أوقع والد الفتاة على إقرار بالإلتزام بالملابس الموحدة للطالبات بالمدرسة" .. وهنا لنا سؤال ، هل غطاء الرأس أو الحجاب من شروط الإلتحاق بأى مدرسة ، لمنع المكروه وإثارة الفتنة الجنسية بين الطلبة والطالبات ، وكيف تكون أخلاق الطلبة والطالبات وهم فى هذه المرحلة الثانوية من التعليم ونحن نضع هذه المحظورات أمامهم .. ونتساءل هنا بعد هذا الحوار الذى دار بين والد الفتاة والسيد مدير الإدارة التعليمية والذى فهمنا منه أنه كان يعلم أن شيئا ما يدبر داخل المدرسة ضد الفتاة فكيف سمح هذا المدير التربوى بالإدارة التعليمية بتحريض أحد المدرسين وزملائه وتلاميذ المدرسة بكل المراحل من أجل المشاركة فى الإعتصام ردا على دخول فريال المدرسة .. إنه شئ محزن ولكن ليس بالغريب ، فقد سبق أن حدثت واقعة مماثلة فى أحد المدارس الثانوية للبنات بالعياط – محافظة بنى سويف ، وكادت أن تحدث فتنة طائفية بين أهالى الفتاة وبعض المتعصبين والمتشددين والمتخلفين الإسلاميين بسبب منع مديرة المدرسة دخول بعض الفتيات المسيحيات إلى المدرسة دون وضع غطاء على الرأس .. ويومها أحيلت إدارة المدرسة بالكامل للتحقيق بعد أن كشفت روزاليوسف هذه الواقعة والمهزلة .. كان ذلك قبل نكبة 25 يناير ، وقبل أن تتحول روزاليوسف وتسقط فى مستنقع الفوضى والخزى والعار ..

** والسؤال هنا .. هل يتدارك أى مسئول هذه الفوضى التى وصلت إليها الإدارة التعليمية فى كل محافظات مصر وفى كل قراها ونجوعها ، أم ننتظر كل يوم أحداث طائفية جديدة !! .. والسؤال الأهم هل يمكن أن تستمر الطالبة فى هذه المدرسة بعد إظهار هذا العداء البغيض وتحطيم نفسية طالبة صغيرة فى مقتبل مراحل التعليم الثانوى .. والسؤال الأخير ، حتى لو قررت الفتاة الهجرة من هذه المدرسة إلى مدرسة أخرى قريبة منها ، كيف تضمن أن لا تلاحقها لعنات المتطرفين والسيد المبجل ربيع بكر فرج ، والذى أقسم أن دخولها للمدرسة يكون على جثته والسيد المحترم مدير المنطقة التعليمية الذى بدا من حواره أنه لا شئ يهم .. بل كان فى إجاباته والحوار معه متحديا الجميع ؟!! .

** الجزء الأخر هو الطالبة "نيرفانا هاشم" ، والطالبة "سارة محمد" .. بالصف الأول كلية دار العلوم .. أرجو أن يقرأ والد فريال ما حدث مع هاتين الطالبتين ...

** فى مارس 2008 إلتحقت كلا من "نيرفانا هاشم" و"سارة محمد" بكلية دار العلوم .. "سارة" طالبة متفوقة فهى خريجة مدارس الأورمان الثانوية للغات ، ودخلت الجامعة وإختارت كلية دار العلوم عن إقتناع .. رفضت الطالبتين إرتداء الحجاب ، وبدأت أيام الدراسة وفضلت الطالبتين الجلوس بجوار بعضهم فقد شعروا أنهم غرباء فى هذا المجتمع ، كانت الأجواء تنذر بوقوع إشتباك .. بعد تعمد الطالبات المنتقبات التعامل بجفاء مع زميلاتهم ، وتحولوا فى نظر المحجبات والمنتقبات إلى متبرجتين وترتكبان المعصية لمجرد كشف شعرهما ، وإنه لا يليق أن تضمهما نفس الكلية حتى لا يفسدوا الطلبة والطالبات .. وأعلنت الطالبات الحرب عليهم وبدأت تنتقل قصاصات الأوراق بين الطلبة أثناء المحاضرة بسبهم بأبشع الإتهامات ونعتهم بأقذر الألفاظ ، وأرسل أحد الطلبة أثناء المحاضرة رسالة لطالب زميله يقول فيه أنه لا يستطيع أن يركز فى المحاضرة بسبب جلوس هاتين الزميلتين المتبرجتين ، بعد المحاضرة حاصرت الطالبات المنقبات السلفيات والإخوانيات الطالبتين وبدأوا فى سبهم وقذفهم وإتهموهم بإثارة الفتنة بين الشباب وأنهن بنات خليعات ، ودار تشابك بالأيدى بينهم وشجار .. وردت "سارة" مدافعة عن نفسها بأنها ترتدى زيا مناسبا ومحترما ولا يظهر منها إلا شعرها وبعدها إنهارت "سارة" وقالت لسنا حيوانات ونحن فى جامعة ولسنا فى غابة ومن لا يعجبه يغض من بصره ، مما جعل أحد الأساتذة يتدخل لتهدئة الموقف ، الغريب أن أحد الطالبات المنتقبات توجهت إلى غرفة الأساتذة الذى حاول علاج وتهدئة الموقف ووجهت له شتائم وعبارات بذيئة وكادت أن تشتبك معه ..

** لقد إضطرت "سارة" للغياب وعدم حضور الكلية إلا فى الإمتحانات بل أنها بسبب ذلك رغم تفوقها إلا أنها رسبت هذا العام مما جعلها تشعر بكراهيتها للكلية ، لقد حاولت "سارة" أن ترتدى النقاب أثناء ذهابها للجامعة حتى لا يتعرض لها أحد ، ولكنها قررت أن تقاوم وإكتفت بالإمتناع عن الحضور للكلية أفضل من الخضوع لشرائعهم ، ورفضت أن تخضع للقهر وتضطر لعمل شئ غير مقتنعة به .. بل إنها إضطرت طوال شهر رمضان عدم الذهاب إلى الكلية حتى لا تتعرض للإيذاء ومحاولات الإستقطاب الدائمة للجماعات والتيارات السلفية ..

** نفس ما تعرضت له "سارة" ، تعرضت له الطالبة "نيرفانا هاشم" .. ضغوط ومضايقات رهيبة مما إضطرها إلى إرتداء الحجاب لمدة أسبوعين ولكنها شعرت بالضيق لأنها مجبرة على الوضع فخلعته مرة أخرى ، وتحولت فى نظر المتطرفين إلى مرتدة عن الإسلام ..

** هذه القصة أهديها إلى والد فريال .. وعليه أن يراعى مصالح إبنته فرأس الأفعى هذا المدير ، والأفضل نقل إبنته من المدرسة فورا ، فمصر الأن بلا حكومة ولا قانون يمكن أن نلجأ إليه ، قد يقول البعض أن هذه سلبية ونحن نرفضها وسوف نظل ندافع عن هويتنا وعن كرامتنا وعن وضعنا الإجتماعى حتى نستطيع أن نثبت تواجدنا .. كلام جميل ماقدرش أقول حاجة عنه .. لكن إذا كانت الحمية أخذت البعض لترديد الشعارات فأين هذا البعض عندما رفض الجماعات السلفية تعيين محافظ قبطى بمحافظة قنا ، وعجز المجلس العسكرى عن فرض هيبة الدولة وخضع ومعه الحكومة الهزيلة لرغبات الإخوان والسلفيين ولم يكن أمامهم إلا مسرحية هزيلة حاولوا أن يخرجوا منها بأقل خسائر تحفظ لهم ماء وجههم فأعلنوا شئ غريب هو تجميد عمل المحافظ لمدة ثلاثة أشهر ، وبعد أن تناسى الناس هذا العمل البشع تم تعيين محافظ أخر لقنا .. نقول للذين أخذتهم الحمية أن الشرطة المصرية الوطنية تعجز عن حماية نفسها وقد رأينا أن الهجوم على الأقسام أصبح مثل الهجوم على الأكشاك فليس هناك هيبة لأى قسم وليس هناك هيبة للوزارة بأكملها .. لقد شاهدنا أن صبية جامعى القمامة يقومون بالتبول على مبنى وزارة الداخلية ولم يخرج أحد للدفاع عن شعار الشرطة أو للدفاع عن كرامتها ، فمن يكون هذا السوبر الذى سيطير فوق السحاب للدفاع عن فريال .. لسنا جبناء ولسنا ضعفاء ولكن ماذا يفعل المواطن الشريف العارى الصدر وهو يواجه المجرمين المعبئين بالأسلحة والرشاشات .. قد يقول البعض أن الإعلام متواجد وقد بدأ الأب فى نشر مشكلته أمام الإعلام الذى سيقوم بفضح هذا النظام وهذه الدولة .. أقول لهم أين هذا النظام الذى تتحدثون عنه وأين هذه الدولة التى تتحدثون عنها .. لقد تحولنا إلى سوق لبيع كل شئ ، فالوطن يباع بأبخس الأثمان ، وأصبح المزاد على المشاع .. هناك الدفع من أمريكا لتدمير كل شئ فى هذا الوطن فمن يتحمل الخسائر .. هل يتحملها الأقباط وحدهم ؟ .. هل لا نستخدم عقولنا وأن نكون أكثر ذكاء فى مواجهة هذه الحملة الشرسة داخل مصر على الكنيسة والأقباط ، هل نظل كالبلهاء نردد شعارات جوفاء دونمراعاة لأى بعد فكرى أو سياسى .. أقول لهذا الأب فيما حدث لإبنتك .. هذه هى مصر .. وهذا ما أرادوه لها هؤلاء الأشرار .. نعم لن يلتفت أحد إلى قصة فريال الحقيقية بل ستتحول إلى مادة مسلية فى بعض وسائل الإعلام .. لذا أحذره بغلق هذا الملف حفاظا على إبنته ... هذا مجرد رأى ..

صوت الأقباط المصريين

من له القدرة على حماية الشعب السوري?/ خليل الوافي


من يستطبع ان يحمي الشعب السوري في ظل الهجمات الشرسة التي ينهجها النظام كخيار اخير.لاعادة الامن.واسترجاع الامور الى حالتها الطبيعية.اننا نكتشف كل يوم هول الفواجع التي يقوم بها الجيش_وللاسف_في قتل والتنكيل بالجثث.والانتقام من الشعب بابشع الطرق الهمجية التي عرفها العصر البدائي.وقبل ظهور الحضارات بملايين السنين...
ماذا نحن فاعلون باجامعة عربية .ويا دول الخليج.ويا امم متحدة .والمنظمات الحقوقية.وماذا تنتظر امريكا وروسيا في حماية شعب يتعرض للقتل والتعذيب.والابادة الجماعية.وماخفي كان اعظم .لاننا لا نعرف حجم القتل والدمار الذي لحق بالشعب السوري منذ انطلاقة الثورة السلمية.وماتزال سلمية.رغم المحاولات البائسة لوضع الثورة امام الاختبار الصعب في ادخال عناصر الجيش المنشقة في دائرة المؤامرة.والانقلاب على نظام الاسد.لكن دمشق ماتزال تحتفظ بحقها في صياغة اللهجة المتكررة.والتي اصبحت متجاوزة مرحليا نظرا لتطور الاوضاع .وظهور انشقاقات واسعة في صفوق الجيش والامن الذي يتعرض لتصفيات.ومحاكمات كل من قبض عليه حيا او ميتا.
ان سوريا تعيش مخاضا عسيرا حيث يواصل خطواته التابثة في تحقيق اهداف الثورة.والخروج من النفق المظلم.والانعتاق نحو الحرية والاستقلالية عن نظام الحزب الواحد الذي يتشبت موقفه الرافض لهذه الاحتجاجات والمظاهرات التي اصبحت واقعا حيا لايمكن تجاهله او التغاضي عن المعطيات الواردة من قلب سوريا الجريحة .رغم شح مصادرالحصول على المعلومة.وحجم الماساة التي يتعرض لها الشعب.وهو مصر حتى النهاية في بلورة صورة جدية لسوريا المستقبل...
وامام هذه الاوضاع اللانسانية التي يمر منها كل مواطن سوري.وما يترتب عنه من انواع التصفية.والقمع والقتل المجاني والعشوائي دون هوادة.وبذلك يؤكد النظام للعالم انه لا يضع امامه اية اعتبارات لدول الجوار.ولا للمنتظم الدولي ولا لحلفاء الامس.انه الخطاب الرسمي الذي يتبعه النظام في استباب الامن .والقضاء على الخارجين عن القانون_حسب الرواية الرسمية_.وماذا ننتظر لحماية اخواننا في محنة الكرامة والحرية.والنظام يخطو خطوات ثابثة في نهجه العسكري حتى النهاية...
هل نظل دائما سلبيين ومحايدين في اتخاذ قرارات صارمة لتوقيف حمام الدم الذي تغرق فيه سوريا اكثر من ستة اشهر.ان ما حصل لا يمكن السكون عنه حتى هذا الوقت.لان الامور تسير نحو الاسوا.ونحو الدمار الشامل لحياة كان يعيشها المواطن السوري في ضمان حقه الحياة
لماذا هذا التباطؤ والتواطؤ في اتخاذ مواقف جازمة ومسؤولية ضد نظام الاسد.واذا كنا لا نريد اي تدخل عسكري غربي لتغيير خريطة المنطقة.فلا بد من البحث عن حلول عربية حتى لانسقبط في اخطاء الماضي التي ماتزال اثارها واضحة في العراق.ان اي تدخل كيف ما كانت طبيعته سيحمي المدنيين بالدرجة الاولى او تشكيل جبهة داخلية من صفوف الجيش المنشق لمواجهة النظام وهذا الطرح يحتاج الى ترتيبات.ومساندة اقليمية من دول المنطقة في دعم التوار في مواجهة النظام رغم ان التكافئ العسكري يبقى بعيدا في ظل الارادة القوة التي يمتاز بها شباب الثورة في سوريا....
وهناك من يقول اننا ساهمنا بشكل كبيرة في دعم موقف النظام في قضية المواجهة المسلحة.وتاييد المقولة التي روجت لها دمشق منذ الايام الاولى للاحتجاجات بوجود عناصر مندسة.لكن الواقع الجديد يفرض تصورات اخرى تتماشى والتطورات المتسارعة التي يعيشها المشهد السوري لتورة سلمية بامتياز...
وهذا المعطى في المواجهة العسكرية مع النظام.وادخال البلاد في دوامة مجهولة بدات بشائرها تطفح على سطح الاحداث .امرلا مفر منه.وبذلك نقول ان النظام نجح الى حد ما في جر الثورة الى دائرة المواجهة المسلحة.وهذا سناريو اخر سيغير خريطة الاحداث خلال الاسابيع المقبلة...
وفي اطار تعاقب التطورات الجديدة.فانجهات اخرى ترى ان دور الاضرابات والعصيان المدني.واغلاق المحلات التجارية.والمصارف.وشل حركة التجارة والحياة في قلب دمشق والمدن المجاورة.يمكن ان يكون ورقة ضغط بديلة لابعاد البلاد من اراقة الدماء من جديد.ومن شبح حرب اهلية.وهي الورقة التي مايزال النظام يلوح.بها كلما تعلق الامر بالتدخل الاجنبي.في سياسة الحزب البعثي الذي كشف عن جميع اوراقه التي تظهر مدى عبادة السلطة والادمان عليها .وذلك على حساب استقرار البلاد وتشريد شعب وقتله في عقر داره .انها الشماتة والعار حين يشير الينا الغرب .باننا حكام وانظمة عربية نقتل شعبا باكمله .ونعمر طويلا حتى اخر يوم في حياتنا .ونحافظ على هذا الكرسي مهما كلفنا ذلك من اغتيالاتومن ثمن...

واذا كان عرش الرحمان فوق الماء .كما جاء في القران الكريم .فان عرش الحكام فوق الدماءوالجتث المتعفنة وفي ذلك يتنافس المتنافسون في جمع عدد القتلى فوق اكتافهم .ويعبرون الصراط.وتقدم لهم الهدايا على باب جهنم .تتويجا لما فعلوه في حق الانسانية...
واني ارى بن علي ومبارك وملك ملوك افريقيا .يلوحون في اتجاه سوريا واليمن للالتحاق بالمجموعة العربية التي شوهت صورة العربي في المحافل الدولية .وتكريس مظاهر التخلف التي كانت تنعم فيها هذه الانظمة.منذ غابر الزمن ...

رسالة وجواب/ جواد بولس


في ساعة صبح جليلية عادية، بدأت أنباء اعتداء قوات شرطة إسرائيل على أحد شباب كفرياسيف بالانتشار في البلدة وفي محيطها وأبعد.
ما حدث للشاب عاصي نعيم شحادة مستفز لكل آدميّ رضع حليب أمّه، لكنّه مخيف في الوقت نفسه! مخيف ببساطته وسهولة حدوثه مع كل واحد منٰا.
في وسط بلدة وادعة ما زالت تستدفئ على ما يتسلل من شعاع شمس كسولة لتفيق وتنشط، ثلةٌ من أولاد "رامبو" ينقضون على شاب أعزل وهو وراء مقود شاحنته. يهاجمونه بلا توقّف وبلا شجاعة ينكٰلون به على قارعة الطريق وبين البيوت. يستدعون من تخلّف من المجموعة، فالصيد لمن مثلهم لا يكتمل إلٰا باكتمال النصاب والعدد!
في عمر الورد عاصي وكَسَروِ الجليل، لكنّه واحد وحيد اصطيد في ذلك الصباح وكانوا أكثر ممّا تتيحه مغامرة وتسوّغه بطولة. سحبوه إلى خارج القرية، إلى حرش قريب وهناك كرجال عصابات محترفين أفرغوا على جسده كل الضغائن وقيح أمراضهم. ضربوه حتى التعب وكعادتهم لجأوا إلى خيمة الضحية وما توفّره من فرص حماية ونجاة.
جراح عاصي وإصاباته كثيرة. الأطباء في مستشفى الجليل عالجوها ومنها سيبرأ ويعافى. لن يتعافى عاصي من جرحه الآخر. حرّ يمسّ ويضرب ولا حول له ولا مفرّ! إنّه جرح "العجز"، عجز الإنسان في بلده وبين أهله، حين يغدو فريسة لأنياب من بزيّ القانون يحتمون وبزيف الرواية والادّعاء يعيشون.
قصة عاصي كشفت عن قصة شاب كفرساوي آخر، عيسى هكول، كان ضحية لاعتداء مشابه من نفس أفراد هذه الوحدة المفترسة. عيسى ضرب على عينيه وما زال يعاني من ضرر جسيم فيهما.
أكتب عن ضحايا كفرياسيف وأعرف أن اعتداءات مثيلة حدثت في قرى ومدن أخرى وفيها كانت الضحايا كعاصي وعيسى، شباب في عمر الورد أخذوا على حين غفلة، فرادى في وجه عدد وزيّ وهراوات وقانون مدّعى!
من "حظ" عاصي أن الانقضاض عليه وساحة القنص صوّرت من كاميرات منصوبة في المكان. كاميرات خرساء حيادية لدرجة البله! خزّنت عارهم وعرَّت زيف الرواية الرسمية. عرضت "بطولة" من باسم القانون يستأسد ويحوّل مواطنين إلى ضحايا وأهداف ترمى بحقد ومرض وانحراف، فوثّقت كيف يصبح مواطن آمن، يفيق ساعيًا وراء لقمة عيش شريفة، ظلّا وجرحًا نازفًا.
ربما من باب صدفة تزامن الاعتداء في كفرياسيف مع بداية أكتوبر. وربما ما حدث في كفرياسيف هو ردّ مستبق ومقصود من هذه الشرطة، فكأني بها توصل الرسالة من على أجفان عيسى وعيون عاصي، كمدات وزرقة ومرارة، تذاكر وتأكيد وإصرار منها. فشرطة ذاك الأكتوبر ما زالت هي الشرطة، لا صياحكم ولا أنينكم ولا لجنة "أور" أو غيرها تنفع وتفيد.
ربما كان الكمين مقصودًا وكفرياسيف منتقاة لتكون هي مسرح الرسالة والبروڤا، فلا مبرر لما حصل ولا تفسير، لأن الذي حصل كان مستفزًا لكنّه مخيف كذلك! سيان عندهم أن نُستفز وأن نخاف فالطريق ستوصلنا إلى أكتوبر الثاني!
هكذا قرأت ما حصل في كفرياسيف ومعه قرأت ما دعت إليه لجنة المتابعة العليا في ذكرى أكتوبر الأول. مسيرات احتجاج ومهرجانات خطابات وصلاة على أرواح من ارتقوا شهداء، وصلاة للأحياء منّا علها تقينا شر أكتوبر آخر أو شر هزيمة وجرح وندبة ستبقى محفورة في الذاكرة وأحلام عاصي وعيسى.
أقول هذا وأتحسر على من رحل وعلى من جرح ومن سيرحل ومن سيجرح، فلقد كتبت وقلت مرارًا إن قياداتنا لم تكن على قدر المسؤولية والحدث. أن نصرخ ونشكو ونلعن ونحسن وصف الشرطة والدولة بعداء الجماهير والمعتدين وما إلى ذلك من مواقف صحيحة لا يكفي. على هذه القيادات أن تفعل أكثر كي تضمن حمايتنا وعدم تكرار ما حصل في أكتوبر الأول وما يرشح من رسائل حول ما قد يحصل في أكتوبر الثاني.
من البديهيات أن اللوم على الجاني وليس الضحية، والجاني هو سياسة حكام إسرائيل العنصرية القمعية، إلا أن قيادة لا تستطيع حماية شعبها ولا تستطيع أن تبرهن أنها فعلت كل "ما يمكن وما لا يمكن" من أجل حمايته غير جديرة بمواقعها وقيادتها. من واجب هذه القيادات أن تحمي الجماهير وإذا ما قامت به لغايته لم يكن كافيًا فهذا دليل على الفشل وشهادة على القصور.
رسالة الشرطة واضحة وضوح الآه وحد السكين، فهذه شرطة كالمافيا تعتمد منذ بداية الوجع سياسة التخويف والإذلال ضمانة "لحبنا" لها ورهبتنا منها. وكالمافيا آمنت أن لا مكان للحياة والاحترام بين القبضة والحرير وبين "الجاروشة" وحبة القمح! هكذا كانت الرسائل تفد دومًا وهكذا جاءت الرسائل في أكتوبر. ودومًا غاب الجواب فهل سيبقى الجواب عاصيًا؟

jawaddb@yahoo.com

المعلم من ذئب إلى حمل ومن جلاد إلى ضحية/ محمد فاروق الإمام

من المفارقات التي تثير الإشفاق على النظام السوري أن ترى ذئابه يتحولون إلى حملان وجلاديه إلى ضحايا.. هذا ما أراد وليد المعلم أن يسوّقه في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو يحاول استدرار عطف المجتمعين بأسلوب مخزي ومعيب يستحي منه أي مواطن سوري، ويأنف أن يكون هذا الوليد ممثلاً لسورية والناطق باسمها في المحافل الدولية.
وليد المعلم الذي خرج علينا بالأمس يشطب أوروبا من خارطة العالم ويتحدى الشرق والغرب في أن يتمكنوا من لي ذراع النظام الذي هو أقوى من الخالق (أستغفر الله العظيم) كما جاء على لسان طالب إبراهيم أحد أبواق النظام المتهالك يوم الثلاثاء 27 أيلول الحالي وعلى الهواء مباشرة في برنامج الاتجاه المعاكس على قناة الجزيرة، وقف هذا الوليد كسير الجناح في الأمم المتحدة أمام العالم يتباكى على سورية التي يقطّع أوصالها ويذبح رجالها وشيوخها ونسائها وينكل بأطفالها ويمثل بفتياتها، ويستبيح مدنها ويدك دور عبادتها ويقصف مآذن مساجدها أسياده بدم بارد وعلى مرآى ومسمع من العالم منذ أكثر من ستة أشهر، في قمع ممنهج ومقنن لثورة سلمية خرج الشعب السوري متظاهراً بصدور أبنائه العارية مطالباً بالحرية والكرامة والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وصولاً إلى الدولة المدنية التي غيّبها حزب البعث القائد والموجه للدولة والمجتمع بقوة البسطار منذ ما يقرب من نصف قرن، لتجد هذه الجماهير المتظاهرة التي لا تحمل بأيديها إلا الورود وأغصان الزيتون، سلاحها هتافات حضارية ونداءات محقة.. لتجد في مواجهتها الجيش بدباباته ومدرعاته ومجنزراته، التي ظلت لأكثر من أربعين سنة في جحورها لا تجرؤ على الظهور في مواجهة العدو الصهيوني الذي يحتل الجولان العزيز منذ ما يزيد على 44 سنة، ورجال الأمن ببنادقه ورصاصه، والشبيحة بالسواطير والسكاكين والعصي والهروات، ليكسروا شوكة الشباب الثائر ويعيدوه إلى مربع الخوف الذي كسره هذا الشباب بكبرياء وصبر وصمود لم يسبقه إليه أحد لا ماضياً ولا حاضرا.
وقف هذا الوليد بوجهه الكالح وجسده المترهل المتهاوي وقامته الخائرة كنظامه أمام العالم يردد ما سمعناه وسمعه العالم لأكثر من ستة أشهر عبر ناطقيه الرسميين وأبواقه المقرفين التي تأنف الأذن عن سماعهم والأعين من النظر إليهم.. وقف مردداً نظرية المؤامرة على سورية وما يحاك لها من تقسيم وتفتيت وفوضى، وانتشار العصابات المسلحة والخارجين على القانون والمندسين والسلفيين والمتطرفين والإرهابيين، الذين يروعون الناس ويقتلون رجال الأمن وشرفاء الجيش والأكاديميين ويدفعون البلاد إلى الدمار والخراب، وبعد هذه السلسلة من الأكاذيب يرفع المعلم رأسه ويحدق بالحضور عله يرى على وجوههم التأثر، فيجد البعض يتثاءب والبعض الآخر في أحاديث جانبية لا يعيرون من كذب هذا الوليد أي انتباه، وقد مجوا سماع هذه الأسطوانة المشروخة التي لم تعد مكان تصديق عند عقلاء الناس أو مجانينهم.
المعلم في كلمته انتقد العقوبات الاقتصادية الخجولة التي اتخذتها بعض دول العالم بحق النظام رداً على القمع الوحشي الذي خلف بعد ستة أشهر من الثورة ما يزيد على أربعة آلاف شهيد ومثلهم من المفقودين ونحو 40 ألف معتقل و30 ألف مهجر، وراعه مشهد جثمان حمزة الخطيب الذي نهشته أنياب ذئاب وضباع النظام، ومشهد حنجرة بلبل العاصي إبراهيم قاشوش وقد انتزعت من مكانها، ومشهد الفتاة زينب الحصني وقد فصل رأسها عن جسدها وقطعت أطرافها وبقر بطنها وانتزعت أحشاؤها، متذرعاً بأن هذه العقوبات – كما قال – تطال المواطن السوري في لقمة عيشه ورغيف خبزه، مدعياً أن النظام سيعمل على التخفيف من معاناة مواطنيه بكل الوسائل والسبل وتوفير الأمن لهم، ولسان حاله يقول: في رفع وتيرة قمعهم والتعجيل بقتل شبابهم وفتيانهم وفتياتهم، وحصار المدن والبلدات والقرى وتقطيع أوصالها، وقطع الماء والغذاء والدواء والاتصالات عنها حتى يعود الناس إلى زرائب مزارع أسياده، دون أن تهضم معدته المصابة بالقرحة المزمنة أن الشعب السوري العظيم قد شب على طوق العبودية وكسر قيوده وحطم أصفاده وداس خوفه!!
ولم ينس هذا الوليد مدح ولي نعمته والإطناب به في هذا المحفل الأممي - الذي لم يقابل من الحضور إلا بالاستهجان والسخرية - بقوله: (إن السيد الرئيس بشار الأسد أصدر قوانين الأحزاب والإعلام والانتخابات والإدارات المحلية وطلب إجراء مراجعة للدستور) مدعياً أنه (كلما تقدمت خطوات الإصلاح يزداد التحريض الخارجي والعنف المسلح المترادف مع العقوبات التي تفرضها بعض الدول، والتي تطال كل شرائح الشعب السوري، وبشكل مخالف لمبادئ حقوق الإنسان)، مدعياً أن (المشكلة الأخرى التي تواجه سورية هي نشاط الجماعات المسلحة التي تلبي التدخلات الخارجية)، ثم نراه يتكلم باسم الشعب السوري وكأنه ممثله الحقيقي والشرعي في هذا المحفل الأممي فيقول: (إن الشعب السوري يرفض التدخل الخارجي في شؤونه ولن يسمح لهم بتحقيق أهدافهم التي تخدم مصالح إسرائيل التوسعية) وهذه كلمة حق صدرت عن الوليد أراد بها باطل، فالنظام وحده هو من يخدم إسرائيل ويخدم مصالحها التوسعية وكل تاريخه وثائق وحقائق تدينه وتثبت أنه النظام الوحيد في المنطقة الذي حقق لإسرائيل ما لم يحققه لها كل أصدقائها منذ قيامها، فمن غير هذا النظام قدم الأرض لها (مرتفعات الجولان) وأمن حدودها ومزق فصائل المقاومة الفلسطينية وقسمها وأبعدها عن مواجهتها في جنوب لبنان، وزج بفدائيها في الأقبية والسجون والمعتقلات في سورية ولبنان، وجند بعضها لخدمة أغراضه وأجندته وتنفيذ مخططاته في المنطقة وفي العالم اغتيالاً وملاحقة لمعارضيه من السوريين والفلسطينيين واللبنانيين، ناهيك عن دعمه لإيران في حربها على العراق لثماني سنوات، ومشاركته في الحرب على العراق عام 1991 ودعم الغزاة الأمريكيين له عام 2003؟!
أخيراً يا أيها الوليد قليلاً من الحياء المفقود عندكم.. قليلاً من ماء الوجه الذي تبخر منذ زمن طويل عندكم.. قليلاً من الأحاسيس التي تبلدت في حنايا صدركم بفعل عوامل البطش والتنكيل، واستمراء الفساد والنهب والسلب والتدليس والتزوير.. قليلاً من شرف بعتموه في سوق النخاسة بثمن بخس.. قليلاً من ضمير غاب في أيام ليلكم الطويل، علها تنهض هذه البقايا مجتمعة من كبوتها، فتهز بقايا رجولة إن وجدت في ملامح وجهكم الذكوري، تعيدكم إلى وقفة مراجعة لهذا المنزلق الذي تسيرون فيه، وحسبكم فيمن سبقكم إليه أمثالكم في تونس ومصر وليبيا عبرة فيما آل إليه مصيرهم، وما كان يضيركم لو وقفتم وقفة مراجعة في صرح الأمم المتحدة وأعلنتم - كما فعل وزير خارجية ليبيا - انشقاقكم عن هذا النظام الدموي السادي وتبرأكم منه وإعلانكم الانضمام إلى الثورة الشعبية السلمية، وأن تكونوا إلى جانب الشعب الذي هو صاحب الشرعية اليوم بعد أن نزعها من النظام منذ اليوم الأول لهذه الثورة عقاباً له على قلعه أظافر فتية درعا وأطفالها الذين خطوا على جدران مدارسهم ببراءة عبارة (الشعب يريد إسقاط النظام)، وأنتم تعلمون قبل غيركم بحسب قربكم من النظام واطلاعكم على عوراته وخزاياه، واجتماعكم بصفوة الناس من دبلوماسيي العالم ومفكريهم وباحثيهم وما يتنبؤون به لهذا النظام من نهاية مزرية وفاجعة ونهاية حزينة لرموزه كما تنبأ الرئيس الروسي له!!

وقفات على المفارق... مع سوريّة وال"مجتمع" وال"الحظيرة"/ سعيد نفاع

الوقفة 1: نقاش تركي.
بعد تقديم تقرير بالمَر و"تشريعة" الحصار البحري الإسرائيلي على غزّة وعطفا على الأزمة السوريّة، نشب في تركيّا نقاش يذكرنا بحكاية الصيّاد (تستطيع أن تسمّيه مثلا أردوغان) الذي كانت "عيونه تدمع على العصفور الذي أياديه تمعطه".
- رئيس الحزب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو : أردوغان سببّ لتركيّا أكبر هزيمة بعد أن شرّع بالمَر حصار غزّة.
- أردوغان: لو أزلنا عن التصريح أسم كيليتشدار لظننا الكلام لمحام مسؤول إسرائيليّ.
- كيليتشدار: من المحامي عن إسرائيل نحن أم الذين نصبوا الدرع الصاروخي على الأرض التركيّة لحماية إسرائيل؟ أم الذي تلقى جائزة الشجاعة من اللوبي اليهودي الأميركي؟
- حسين تشيليك نائب عن كتلة أردوغان تعليقا على زيارة كيليتشدار لسوريّة: لماذا تدافعون عن حزب البعث فهو يتكيء على كتلة علويّة (15%) من الشعب السوري؟ هل تنصبّون أنفسكم مدافعين عن سوريّة نتيجة للروابط المذهبيّة؟
- ردّ رئيس كتلة الجمهوري محرّم إينجة: هل تركيا تقوم بحماية إسرائيل من صواريخ إيران بسبب الروابط الإيمانيّة السريّة المشتركة بينهما؟
فعلا...ما الذي يجري في تركيا وبالتالي في سوريّة، "ثورة حريّة" أم "ثورة مذهبيّة" ؟!
الوقفة 2: التنبؤ بسقوط الأسد في قطر.
على ذمّة بعض العصافير، استدعت شخصيّة ذات حظوة في قطر بعض قيادات "الأقليّة القوميّة في الداخل" أياما قليلة بعد انطلاق المظاهرات في سوريّة، وأسرّت لها : "الأسد سيسقط إقلبوا الموجة"، فأصدرت حال عودتها بيانا ضدّ الأسد مهرته بخطاب من على منصّة مؤسسة قوميّة في البلاد موقعها أورشليم.
عادت هذه الشخصيّة وعقدت ندوة قوميّة برعاية أمير قطر المفدّى حفظه الله في مركز قوميّ الجذور والتطلّعات في ظلال دوحة أو "....." سمو الأمير، لمعارضين سوريين عشيّة القمة العربيّة (رحم الله مظفّر النواب فإذا كانت تلك كما قال فيها فماذا كان عساه أن يقول في هذه؟) وقطع المضيف قطع جهيزة بسقوط الأسد، فما كان من معارض سوريّ متميّز بعض الشيء عن ربعه إلا أن ردّ: كفانا فلسفة نريد عملا !
الوقفة 3: التلاقح/التزاوج القوميّ الإسلامي.
تفيد تقارير عصافيريّة أن حزبّا فلسطينيّ الجذور قوميّ التطلّعات متلبّك في الموقف من سوريّة، فنفر غير قليل من أعضاء لجنته المركزيّة غير راضين عن موقف الغالبيّة الساحقة "الخضراء" من القيادة من الأزمة السوريّة، وأمّا الرّد على هذا النفر هو: "أنّ الثورة السوريّة هي نتاج التلاقح/ التزاوج القوميّ الإسلاميّ" ونظام الأسد ما عاد قوميّا وهو بالأساس علماني هكذا أفادت الدوحة الخضراء، وعليه حُسم النقاش بالأكثريّة الديموقراطيّة الأثينيّة القطريّة.
الوقفة 4: الواعظون الأنقياء الأصفياء.
الأمر الطبيعي جدّا أن تستفزّ الأزمة السوريّة الأقلام حتّى منها التي نامت دهرا فنطقت أو لم تنطق كفرا، فيبدو أن سوريّة "ما هي قليلة" فتشغل دنيا وتسقط أقنعة. الأمر الطبيعي أن تنقسم هذه الأقلام وكل يخطّ ما يحلو له، غير الطبيعيّ هو أن صار الحَمَلة "الواعظون الأنقياء الأصفياء" حماة الحريّة وحقوق الإنسان السماويّة والوضعيّة، يوزّعون شهادات "حسن السلوك" على" الضالّين الأشقياء السفهاء" نفس الشهادات التي طالما حُمّلوها، ودائما من أرائكهم في واشنطون الشمّاء ولندن السمحاء وباريس الفيحاء وأورشليم العصماء والدوحة الغنّاء.
الوقفة 5 الحظيرة الدوليّة.
حكومات الصين والهند وروسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا أو ما يسمى مجموعة ال"بريكس" والقائمة على ملياردين وثمانمائة وخمسة وعشرين مليون إنسان (2,825 مليون). وحكومات إيران وكوريا الشماليّة وسوريّة أو "محور الشرّ" على بوش وأتباعه 175 مليون نسمة، ودول ال"ألبا" مركز أميركا الجنوبيّة قرابة ال-200 مليون وكل ذلك قياسا بأميركا وكل أوروبا 900 مليون. وبلا ال-338 مليون عربيّ (!).
فعن أي مجتمع دولّي يتمّ الحديث أم أنّ أميركا والغرب هي "المجتمع الدوليّ" وبقيّة الناس "الحظيرة الدوليّة"؟ وليغفر لنا سكّان الحظائر!

أوقفوا الاستيطان ... وانجدوا القدس/ ولاء تمراز


ما زالت القروض الامريكية تمنح الى اسرائيل وتزيد من غموض الموقف الامريكي حول الاستيطان واستمراره في الضفة الغربية وعموم الاراضي المحتلة , واذا ما اضفت الى هذا الموقف التأكيدات على ان التعاون الاستراتيجي بين الولايات المتحدة واسرائيل في تجديد وتعزيز مستمرين .

" بن يامين نتن ياهو " أكد مرارا وتكرار بأن النشاط الاستيطاني سوف يستمر في القدس ومناطق الاغوار وفي مناطق اخرى لاستكمال بناء ما مجموعة عشرات الالاف من الوحدات السكنية , واذا ما أرادت الحكومة الاسرائيلية بناء المزيد من هذه المستوطنات يكون ذلك بعد اقرار بإجماع على ضمانات القروض الممنوحة من الحكومة الامريكية للحكومة الاسرائيلية في مناطق خارج القدس وما يسمى المستوطنات الامنية " حامية حما اسرائيل وخط دفاعها الاول !" فان الحكومة الامريكية ستوافق على الفور مع خصم من ضمانات القروض ما يعادل تكاليف البناء في تلك المناطق .

من جهة أخرى ان اسرائيل بلد صغير يمكن فيها للمستوطنين ومن معهم كشف أي منع استيطاني على الفور , ولهذا السبب فان الغموض ليس موجها للمعارضة الداخلية في اسرائيل بل للطرف الفلسطيني وايضا العربي , وخاصة اذا أصر الفلسطينيون في الوفد المفاوض على ضرورة وقف كافة النشاطات الاستيطانية في كافة الاراضي المحتلة عام 67 بما فيها القدس العربية " وليس القدس الشرقية !! " قبل الدخول في مفاوضات حول الفترة الانتقالية النهائية .

والمفروض أن الطرف الفلسطيني المفاوض لا يستطيع القبول بأي غموض حول هذه النقطة والقبول بهذه النقطة مصيبة كبرى من مصائب القرن الواحد والعشرون يعني قبول الوقت الجزئي للاستيطان مقابل الوعد بتوسيع هذا الموقف في وقت لاحق يعني القبول بشكل واضح وصريح بحق اسرائيل في الاراضي المحتلة عام 67؟!...يعني بالعربي " التخلي عن كون تلك الاراضي ارض محتلة ويسقط الحق في المطالبة بتنفيذ قرار مجلس الامن رقم 242 " , ويجب على الوفد المفاوض الاطلاع والتدقيق والبحث على ما هيه الاتفاقات المتعلقة بالمستوطنين والمستوطنات , واذا لم يحقق ذلك يكون في ان الجانب الامريكي ما يدعو للاستنتاج حول الطبيعة غير الملائمة للجانب الفلسطيني في هذه النقطة , ويجب في هذه الحالة التمر تس وضرب الاساسات عميقا في الارض بوقف كافة النشاطات الاستيطانية قبل البدء في أي مشروع واي مخطط يتعلق بالفترة الانتقالية ما بعد المفاوضات

رسالة مؤجلة من عالم آخر/ سعيد نفاع

حفيدي الحبيب الذي حمّلوك اسمي...
لم أطق صبرا حتى أغدو في مستقبل كل ماضيه وراءه لأكتب لك.
أخافتني وحيّرتني في حياتي أمور كثيرة لا أوّل لها ولا آخر وأخافتني وحيّرتني أكثر تلك التي ما بعد حياتي، فأشغلت نفسي عن كل هذا بما لا يعد ولا يُحصى هربا من هذا الخوف وهذه الحيرة ومعها رعب لم يغادرْني يوما، من نقطة الالتقاء ما بين ما قبل وما بين ما بعد، ولاتَ نجاةٍ رغم كثرة ما أشغلت فيه نفسي.
يخيف المرءَ عادة ويحيّره في "أضعف الإيمان"، كلُّ ما هو عصيّ على إدراكه، فكان عصيّا على إدراكي إن كانت روحي ستُنسخ أو ستُفسخ أو ستُرسخ، والنسخ عزّاني وأمّا الفسخ والرسخ فأرعباني، تماما كما أرعبتني خفايا ديار البرزخ والعيشُ في رحاب أهلها إلى يوم يموت الأحياء ويقوم الأموات، وفي هذه عقّدت حيرتي كثرة الضحايا في "دواحس وغبراوات" العرب الحديثةِ وكلّ فرسانها وشيوخها ونسائها وأطفالها أحياء عند خالقهم يُرزقون، من أهل داحسَ كانوا أو من أهل الغبراء.
وها جاءت نقطة الالتقاء ما بين ما قبل وما بين ما بعد تماما كما تمنيتها على غير أوان متوقع ودون سبب متوقع فكانت أهونها، فلا كان فيها وداعُ أحبّة ولا دموع مخنوقة ولا ابتسامات مزيّفة ولا انتظار مرعب.
لا تسألني حفيدي الغالي... في هذه المرحلة كيف أحكي عن ماض بدون مستقبل، وأعدك وعدا لا خلل فيه أن لا أخفي عنك أمرا وسأفسّر لك المعقّد منه، وإن لم يكن في هذه الرسالة ما يفسّر لك، ففي الآتيات.
في لحظة الغيب والغيبوبة هذه التي بين ما قبل وبين ما بعد، والتي لا يعرف كنهها إلا من سبقني إليها، كنت هائما في بحر خوفي ورعبي ورغم أني مستقبل يجب أن لا يعرف الماضي إلا أني كنت في ماض هو مستقبل الماضي (فهل فسّرت لك؟)، منشغلا في أني إذا كنت "انتسخت" فأنا الآن طفل يغبّ حليب صدر أمه، اللهم إن كانت أمي صوماليّة ماتت على فراش استقبال روحي جوعا في انتظار انتهاء الحرب الليبيّة، أو أفغانيّة أو فلسطينيّة غزّيّة أو عراقيّة أو كرديّة ضاع صراخ ولادتي مع انفجار صاروخ أو سيّارة مفخخة مزقها قاطعا حبل صرّتنا بعد أن كوّمت جسدها الدامي فوقي غرائزيّا، أو غابّا حليب صدر فاعلة خير لم يجف بعد حليب أثدائها إذ رافق وليدُها أمي.
وإن كنت "انفسخت" يا فلذة كبدي... فأنا الآن لا شكّ شبلٌ وليد إن وفّرني والدي في حمأة هياجه الجنسيّ سأصير أسدا ينتظر إلى أن يصنع الخالق فيه أمرا كان مفعولا. وإن كنت "ارتسخت" فأنا الآن حجر محميّ أبديّ، اللهم إلا إذا التقطه صبيّ في الخليل يطيّر منه روحي مع خوذة جنديّ، وعندها لا شكّ ستعود روحي لطفل إذ أن موتي ارتطاما في الخوذة "انتساخ" غفرانا لروحي على ما اقترف ثوبها بإيعاز منها حتى "ارتسخت". أو أنا الآن شجرة ضائعة في صحاري الصومال قوَّتُّ من أوراقي أطفالا كانوا في انتظار انقضاض كواسر السماء التي أتخمت حواصلها رغم الجوع المستوحش، فيبُست جذوري دونها ف"انتسختْ" روحي وفي هذا عزاء لي ولك.
أمّا إذا كانت روحي حائمة في رحاب برزخ خالقها مع الملائكة أو الشياطين تنتظر يوم يموت الأحياء ويقوم الأموات فالأمر محتمل والأمل معقود على جنّات خلد، أمّا جهنم فلا أعتقد أنها مصيري فاعلم أني لم أفعل في حياتي ما يستحق ذلك فقد دأبت أن أبتعد عن الكبائر طريقِها فلم أقتل نفسا ولم أهتك عرضا والأهم لم أخن وطني، وبعض الصغائر التي ارتكبت لم تبلغ حدّا وإن مجتمعة، أن ترمي بي في جهنّم. فارفع رأسك يا حفيدي... !
ولكن في هذه الأثناء وإلى أن يصير ماضيّ ماضيا لمستقبلي، أودّ أن أفيدك أن في نقطة البين وبين هذه ما بين الماضي والمستقبل الذي لا حاضر لهما، تظلّ الروح هائمة ولا ترحل قبل أن تحمل معها المراثي زادا ظرفيّا لها للقيامة الصغرى وللقيامة الكبرى. زاد ليس بالضرورة يقررّ مصيرا على ما تبيّن، لا نسخا أو فسخا أو رسخا ولا برزخا نيّرا أو آخر مظلما، لأن القرار يكون قد كتب وكثيرا قبل المراثي استجدت رحمة أو لم تستجد. ولك أقول وحيث أننا وأنتم في مرحلة ما قبل موت الأحياء وقيامة الأموات وما قبل الخلاص من الفسخ والرسخ، فلربمّا للصادقات منها مكان وفرصة للقبول.
وأخيرا حفيدي الغالي...
إن كان لي أن أقيّم وفي تقييمي هذا عزاء لك فعلى الأقل أنا أعرف، وقد تزوّدت في نقطة الزمن ما بين الارتحال والمواراة بالكثير من البيّنات الظرفيّة، أنّ مرثيّتك يا حفيدي كانت الأصدق ولذلك كانت كذلك الأشد إيلاما وعلى ما يبدو ستكون الأكثر قبولا!
وما حيّرني في ماضيّ لم يبرحني في التقاء ال- ما قبل بال- ما بعد، وفي رسالة قادمة إن تقيّض لها أن تُكتب، سأخبرك إن تحرّرت من إسار حيرتي وخوفي.
نصّ...سمِّه قصّة إن شئت !
 أواخر آب 2011/

الى من يهاجمون الرئيس مبارك.. لمصلحة من تغتالون الرئيس معنويا؟/ مجدى فودة

شاع بين الناس، لفترات طويلة، أن الملك فاروق لم يكن يفارق الخمر، وكان يطارد النساء، وكان يملك قوة أسطورية تعود إلى أنه كان يتناول «خلاصة خروف مشوى» فى فنجان، كل صباح! وقد احتاج الأمر إلى ٥٥ سنة، حتى تأتى كاتبة محترمة هى الدكتورة لميس جابر، ثم تثبت، من خلال مسلسلها الشهير عن فاروق، أن كل ما شاع بين الناس عن الملك، بخصوص هذا الشأن، كلام فارغ فى كلام فارغ، وأن أغلب ما كان يتردد عنه كان عبارة عن مجموعة من الأكاذيب، لا تعرف مَنْ بالضبط الذى أشاعها بين المصريين، ولا مَنْ الذى ظل يغذيها كل هذه السنين؟! تذكرت هذه القصة، حين قرأت عن أن ميزانية رئاسة الجمهورية فى عهد حسنى مبارك، كانت ٤٠ مليار جنيه.. نعم ٤٠ ملياراً.. يعنى ٤٠ ألف مليون جنيه فى السنة، وقد رحت أحسبها بالورقة والقلم، فاكتشفت أن هذا معناه أن الرئاسة كانت تنفق ١٠٠ مليون جنيه على الأقل، كل يوم، ثم رحت أتخيل الكيفية التى يمكن بها إنفاق مبلغ بهذا الحجم، مع طلعة كل نهار! وربما كان الشىء المحزن حقاً، ليس فى أن صحيفة نشرت هذا الرقم، ففى إمكان أى صحيفة أن تنشر أى شىء هذه الأيام، ولكن هناك فرقاً بين أن يتم نشر أشياء من هذا النوع، وبين أن نتعامل معها على أنها حقائق، ونظل نبنى فوقها، فإذا بنا نكتشف،

فى النهاية، أننا نبنى فوق رمال من الأوهام! ليس هذا فقط، وإنما وصل الجنون، فى أيامنا هذه، إلى أن هناك مَنْ راح يتصور، أن الـ٤٠ ملياراً الخاصة بميزانية الرئاسة فى العام الحالى، موجودة فى خزينة الرئاسة الآن، وبالتالى يمكن تقسيمها فوراً إلى ٢٠ ملياراً لكذا.. و٢٠ ملياراً لكيت! ولأن الحكاية كانت مستفزة للغاية، ومهينة لعقولنا إلى أبعد حد، فقد فكرت فى أن أتقصّى لأعرف حقيقة الرقم، وما إذا كان حقيقة فعلاً أم لا؟! رغم يقينى مسبقاً، أنه يستحيل بالعقل، أن يكون صحيحاً، ويستحيل بالمنطق أن يكون نصفه صحيحاً، ولا حتى ربعه أو ١٠٪ منه إجمالاً! سألت الدكتور زكريا عزمى، عن حقيقة الرقم، فكانت مفاجأة من العيار الثقيل، إذ تبين أن ميزانية الرئاسة ٣١٦ مليون جنيه سنوياً، وحين رحت أقارن بين ٣١٦ مليوناً، وهو الميزانية الحقيقية على مسؤولية د. زكريا، وبين ٤٠ ملياراً، وهو الرقم الذى شاع بين الناس، كما شاعت حكايات فاروق زمان، اتضح أن الرقم الحقيقى لا يمثل نصف الرقم الشائع، ولا ربع الرقم، ولا ١٠٪ منه، ولا حتى ١٪، لأنه، عندما تحسبها، سوف تجد أنه أقل من ١٪!! سألت نفسى: هل سوف نكون بالتالى فى حاجة إلى ٥٥ عاماً، لكى يأتى فيما بعد، من ينصف حسنى مبارك، كما أنصفت لميس جابر، الملك فاروق؟!.. أقول - مرة أخرى - إنصافه، لا امتداحه نفاقاً، ولا الهجوم عليه تجنياً.. فقط الإنصاف الذى هو حق أصيل لك، ولكل إنسان، وليس لمبارك وحده!

المثقف العربي امام حصار السلطة وتساؤلات المرحلة/ خليل الوافي

لم تنحصر العلاقة بين سلطة القرار وسلطة المثقف الرمزية.في طرح شبهة الاختلاف التاريخي . والصراع القائم بين توجهات مختلفة في عملية الاحتواء. والمفارقة الصعبة في تحديد مفاهيم السيطرة . و الانفلات من خيوط الاقصاء و الابعاد.وتداخل ايديولوجية السلطة مع ايديولوجية المثقف في اطار بسط الصورة التفاعلية في الاقناع و المصادرة. وتكريس منحى المغازلة احيانا ضمن علاقات التباين و التشرذم . التي تكتنف حلقة هذا الصراع . وهذه المعركة المعرفية في من يفرض سيطرته الايديولوجية داخل مجتمع السلطة الواحدة التي تحمي شرعيتها ضمن مساندة المثقف او خارجه....
وفي كثير من الحالات نرى ان هذه السلطة لم تعد بحاجة للمثقف في حماية قواعدها . واثبات وجودها . وتفاعلها مع شرائح المجتمع .لقد استغنت على خدماته المعرفية . وانتقلت الى عناصر الانتاج الاقتصادي في تحديد ادوات انشغالها.لتوفير حاجيات هذا المجتمع الاستهلاكي في التنمية .والبحث عن طرق احتواء الخطاب الشعبي من كل تدخل قد يعيق سيرورة هذه السلطة في الحفاظ على مكتسباتها المعرفية الجديدة التي تتسم في اغلب الاحيان بالسيطرة و النفوذ . واقتراح بدائل تبعد موقف المثقف خارج الخطاب السلطوي لسلطة النظام.
وهي بهذا السلوك تبعد الراي الاخر. نظرا لعدم نضج الواقع الاجتماعي و السياسي .في تناول قضايا التغيير التي كان المثقف بصفة عامة يطالب بها .عبر تاريخه الكفاحي مع الوجود الاستعماري . وحركات التحرر و المقاومة التي قادها العديد من القيادات المثقفة سواء كانت داخل الاحزاب الوطنية او ضمن مجموعات متفرقة .وتقلص هذا الدور بعد خروج المستعمر . وحصول الدول العربية على استقلالها .الذي كان مشروطا ببقاء الاستعمار الثقافي . واستهلاك معرفته التي فرضت نفسها على وجدان المثقف العربي . حيث وجد فيها ملاذه . وذاته التي كانت مصادرة بواقع المطاردة .في الوقت الذي كانت فيه السلطة تؤسس ثقافتها الخاصة.وتغييب دور المثقف في الساحة السياسية . وفي كبرى الاحداث المصيرية الذي حاول ان يفرض وجوده داخلها .لكن هشاشة دوره الانتقادي .وغياب جراته المعهودة . ومحدودية انصهاره في الواقع اليومي. ترك انطباعا خطيرا عن مدى مثالية المثقف . وانحصاره في عوالم حالمة لا ترقى الى طموحات الشعوب. ولا الفئات التي ترى في نفسها رغبة الوقوف ضد هيمنة السلطة الجديدة التي ظهرت عقب خروج فلول الاستعمار الاجنبي من الاراضي العربية.
وسرعان ما حاولت السلطة . ان تفرض قبضتها السياسية على دواليب المؤسسات الفاعلة داخل المجتمع . وتقويض تحرك المثقف في خضم التحولات التي نشات ضمن انفجار الحداثة الثقافية خلال فترة الستينات .واثارها السلبية و الايجابية في منظومة الوعي الثقافي لدى شريحة واسعة من اهل العلم و المعرفة . وهذا التوجه في استبدال دور المثقف يندرج داخل واقعه الاجتماعي المغلق . وفي سياسة السلطة لتضييق الخناق على موقعه الخطابي و الانتاجي . وتحديد مواقفه حيال ما يجري حوله . وضمن هذا السياق . يظل المثقف رهين المحلية الصارخة .مما يساعد في عدم وضوح ملامح الضغط في سبل النقد . واتخاذ مواقف صريحة ومعلنة نحو دور السلطة...
ان سياسة تهميش دور المثقف .تعتبر مسالة بالغة الاهمية .ومركبة في اطار التواصل خارج حدود الوطن .وهذا يحد من سلطة المثقف امام سلطة الاجهزة الحاكمة في كل قطر عربي...
وامام هذا التعامل في رؤية السلطة للمثقف الذي يحاول ان ينتقد مرجعيتها الايديولوجية .وفي اصرار هذه التوابث التي لايمكن المساس بها او محاذاتها .حتى لا تصيبك عدوى الاقصاء و النفي . وفي كلتا الحالتين.فان دور المثقف . يظل منحصرا في ذاتيته المعزولة. وهذا ما ترغب فيه السلطة التي تحدد ثقافتها الخاصة في فرض سيطرتها الانتاجية لصنوف الاستهلاك التنموي . و اهمال جانب التغذية الفكرية في المعادلة السوسيوثقافية مع شريحة من ابناء هذا الوطن العربي الذين يتميزون برؤية خاصة . ومواقف مساعدة لنهج اسس الاصلاح الاجتماعي و السياسي و الثقافي . ومن اهم هذه المناهج .نهج الحرية الفكرية . وعدم مصادرة الكلمة . وحبسها في اللاوعي النقدي الذي تمارسه السلطة بانواع شتى حتى ينتهي زمن المثقف في صياغة موقف شجاع ضد ادوات السلطة . وانتقاد سلوكها واسلوبها ...
وبهذا يظل المثقف يعيش مرحلة الافول و الانهيار امام جبروت السلطة النافذة في سياسة الخطاب الثقافي الرسمي الذي تتداوله اروقتها . ومنابرها حتى يظل المثقف رمز من رموز الثقافة الذاتية و المهزومة .و الخارجة عن السياق التاريخي لحقبة معينة....
وهناك اطراف اخرى ترى ان المثقف يبحث دائما عن سلطته الرمزية سواء كان مع السلطة او خارجها . وهو في اندماجه و شراكته الثقافية مع السلطة يدافع عن قواعدها . ويتبث لنفسه القدرة في تحديد افاق استقطاب التوجه الايديولوجي الذي تفرضه السلطة على كل من يدخل في كنفها . ويتداول في اطارها . وينعم بخيراتها .واستقرار حياته الخاصة و العامة . وبذلك يتقن المثقف حيل التعامل التي تفرض نفسها بقوة العامل النفسي و الاجتماعي . وردود فعل السلطة ازاء هذا الدور الذي يناط به المثقف حتى يظل صوته خارج السرب.....
وقد تكون شمولية المحلي اقوى من قومية فضفاضة . لا تستقر على حال لان ما هومحلي يكون احيانا اكثر مصداقية و معايشة . بخلاف الفكرة القومية .وخير مثال على ذلك قومية القضية الفلسطينية في اكثر من قطر عربي التي لم تصاغ كقومية ثقافية حقيقية و شمولية في نصرة القضية بكل ابعادها السياسية و الثقافية......
وحين نقول بدور المثقف في صياغة خطابه الثقافي مع او ضد السلطة .تظل هذه العلاقة غير واضحة .ويشوبها اللبس و الغموض .و في كثير من الاحيان يفضل ان يكون خارج دائرة الضوء بطرق واساليب تبعده مرحليا عن الافصاح الحقيقي لموقفه من السلطة التي تحاول ان تكسب دوره في الانخراط ضمن ايديولوجيتها العامة حتى لا يبقى اي صوت خارج حلبة اهتماماتها....
وقد يعمد بعض المثقفين للانخراط داخل هذه السلطة حتى لا تتضرر مصالحهم وامتيازاتهم . وتامين حياة مستقرة . لا تعكر صفاءها معارك خاسرة في اغلب الاحيان . وهنا يسقط المثقف في فخ الانهزامة. وعدم القدرة في مواصلة هذا التحدي في فرض ادوات اجرائية مغايرة بخلاف ما تصنعه السلطة وتلتزم به في تعاملها المنشود........
ان درجة هذا الصراع في الممانعة لاي تدخل _مهما كان نوعه_ في عرقلة مخططات السلطة الرامية في تمييع خطاب السلطة على حساب خطاب الثقافة التي تخدم الفكر الانساني . وتنمي درجات وعيه تجاه حقيقة السلطة/النظام..
ومع هذا الوضع السياسي العربي الذي افرز معطى جديدا و يقظا نحو المواقف الراهنة من طرف المواطن البسيط او ذلك المثقف المتمكن من ادواته المعرفية .وفي كثير من الحالات تخرج مواقف البسيط اكثر تعبيرا وعمقا من موقف المثقف الذي يضع امامه اعتبارات متعددة .تحدد رؤيته الواضحة لمستقبل و مصير الامة العربية ..
وفي ظل التخاذل العربي في التوافق السياسي حول القضايا المشتركة . والاهتمامات العربية الصرفة للقضاء على الحدود الوهمية . وارساء تفاعل جماهيري مع جل القضايا المصيرية التي ما تزال عالقة في ظل النكسة . وفشل التحرك العربي الصحيح للدفاع على كل ماهو عربي واسلامي.....
وهذا ينعكس سلبا على الدور المنوط بهذا المثقف الذي يعيش في حرب ذات جبهات مختلفة . لايستطيع ان يحارب داخلها دفعة واحدة.و لا تتضح مواقفه الحقيقية حول ما يجري من حوله .وهذه الفجوة الحاصلة . وهذا الشرخ بين المثقف و السلطة مرده الى اسباب ذكرنا بعضها . و البعض الاخر يدخل في اطار ايديولوجية التحالفات المحلية للدفاع عن ايديولوجية السلطة المحور .وكيف ما كانت هذه السلطة .فهي تنشد استمرارية بقاءها على المدى الطويل . ثم كيف ان تكون مثقفا عربيا قادرا على الوقوف ضد السلطة لتاكيد مواقفك دون خوف . وفي كثير من الاحيان .هناك من يقول بان المثقف لا يمكن ان يكون ضد السلطة طيلة حياته يحارب بادواته التي لم تعد صالحة للدفاع عن دوره داخل المشهد الثقافي العربي.
ان مفهوم السلطة في علاقتها بدور المثقف. ستظل رهينة بمدى استجابة السلطة لرؤية المثقف تجاه الظروف و الملابسات المرحلية التي تمر منها كل دولة على حدا.وقناعتها الراسخة في احترام موقفه . وتطبيق بعض افكاره . رغم انه لا تخدم المصالح الكبرى للسلطة التي تسيطر على كل شيء . وهذا اذا ارادت ان تتنازل بقسط بسيط يخول لهذا المثقف ان يدلي بدلوه في امور كثيرة .يحتاج فيها ان يكون الخطاب الثقافي حاضرا ومساهما مما يحدث مع الخطاب السياسي الشعبي الذي يفرض نفسه باستمرار . وفي كل الظروف التي يمر منها المواطن العربي.
ان المثقف العربي يعيش عالمه الخاص . وراض عن هذا الوضع الذي وصل اليه . ومقتنعا ان حتيات الظروف السياسية .تتطلب منه ان يكون خارج الصراع السياسي على السلطة . وباعتباره خارجا عن المفاهيم التداولية التي يتطلبها المجتمع في تكوين جهد معرفي لمحاربة السلطة في ادواتها المعرفية و الايديولوجية. وعدم ترك المجال لها تفعل ما تريده داخل منظومة المجتمع . وداخل السيرورة الثقافية الذي لم يجد بدا في الانخراط داخلها. ويقوي سلطته الى جانبها .واقرار احقيته من غيره في الحصول على هذه السلطة . والعيش في ظلالها . والتي لا يمكن ان تظهر الا في الاندماج اللامشروط مع هذه السلطة التي تتوفر على وسائل الاغراء و الجذب ليظل المثقف يدا طائعة للدفاع على مصلحها الاستراتيجية امام ارادة الشعب المهضومة .وفي احيان اخرى لا نستطيع ان نطالب المثقف اكثر مما يملكه من ادوات الاثبات .اثبات لوجوده الثقافي .وابراز هذا الدور في تشكيل وعي ثقافي تؤثته السلطة على طريقتها الخاصة في التعامل مع كل ما هو ثقافي وفكري.
وبعيدا عن صلب هذا الصراع . فان الثقافة وعي وموقف يربط الانسان بوطنه وبامته . ويحمل هموم الاخر .اضافة الى همومه الذاتية المرتبطة بالواقع الحياتي الذي يتواجد فيه . ويتكيف معه .انطلاقا من رؤية خاصة او عامة التي يتعامل بها بالايجاب او السلب ..
و المثقف قد يقف مسافة قريبة او بعيدة من السلطة ليستطيع ان يحدد موقفا من هذا الواقع الموضوعي الذي ينطلق منه . وتفاعله العميق مع المجتمع في جميع المستويات . والتدخلات الاساسية التي تعطي ذلك الانطباع الايجابي باهمية دور المثقف في رسم موقف معين تجاه شرائح واسعة من المجتمع الذي ينتمي اليه. ولصالح الامة العربية في ابعادها القومية التي تحللت بموجب الصراعات الداخلية . وانهزام الرؤية الواضحة في معالجة القضايا المشتركة.ومعانقة الهوية القومية العربية في اجمل تجلياتها التي تلاشت عقب الهزائم المتتالية التي عصفت بالارادة الشعبية العربية في الاستمرار داخل نسيج الدولة الحديثة.ومحاولة فرض سيطرتها الايديولوجية للضغط على ايديولوجيا السلطة في التنازل . والانصات الى هموم الشعوب .وهذه الخطوة جاءت متاخرة قليلا .وبدات معها بوادر الانفراج الشعبي في تحديد موقف المثقف حول ما يجري الان من حوله من تطورات متسارعة .خرجت عن استعاب وهضمه لما يحدث لفترة من الزمن.
وقد حان الوقت ليكون المثقف العربي امام موقف واضح وصريح .مثلما فعلت الطبقات الشعبية في انتفاضتها الاخيرة على سلطة النظام .وان ينخرط بقوة .او يعود الى سباته القديم .و لا يتدخل في شؤون بلد .ويلجا الى الصمت والغياب .
وهنا يمكن ان نقول ...كل مثقف هو ثمرة جهد تفاعلي لتصحيح مسار السلطة .وابداء المرونة السياسية في كسب ثقة السلطة على مبدا التغيير. الذي تعتبر مسار ثوابتها الراسخة في نهج ايديولوجية مغلقة لا تنفتح على كل ما هو جديد .وهذا يجرنا للحديث عن هجرة المثقف العربي خارج حدود الصراع . والحصار .ولا يجد ذاته الا خارج التربة العربية وفي هذا احتقار لدور المثقف . وعدم تمكنه ان يفعل شيئا داخل نسيجه العربي ليقول كلمته في وجه هذه السلطة التي تتقوى في غياب سلطته.
وماذا ننتظر من المثقف في ظل سلطة تحتكر لنفسها جميع الصلاحيات في تبرير مواقفها .التي تجعل المثقف عاجزا امامها وغير قادر على تحمل المسؤولية من داخل السلطة التي تغذيه بافكارها .والتي ينشرها باسمه .انها احدى وسائل الدعاية الرخيصة التي يضع المثقف نفسه لارضاء نوايا السلطة التي تحميه من الانقراض والضياع .....
وهذا يعيدنا الى قراءة دور المثقف في النسيج الثقافي والاجتماعي لاية دولة .وفي غباب هذا الدور .تنعدم الحركة الفكرية . ويسود الوعي السلطوي في فرض سياسة القوي الذي لا يقهر ....
ان كل انتاج ثقافي .لا يمكن ان يكون خارج السياق السياسي و التاريخي لحقبة من الحقب التي يعبر عنها هذا المثقف .اما ضد او مع هذا التيار او ذاك .والمثقف اما ان ينخرط في هذا الصراع . ويدافع عليه واما ان ينسحب .ويترك المجال لغيره.
و المبادرة الفعلية للمثقف في تكوين سلطة رمزية تفرض نفسها في عملية التداول الانتاجي لهذا الواقع الموضوعي .ومحاولة الصمود ضد نهج السلطة السياسية بكل ابعادها في خلق نوع من المواجهة الصريحة التي بدات مؤشراتها الاولى مع التطورات العربية المتلاحقة و السريعة .والتي جعلت المثقف ياخذ مكانه الطبيعي و الصحيح . ويقنع نفسه بان مازال الوقت متاحا وكافيا ليعود هذا المثقف الى حاضرة الصراع القائم لكسب اراضي جديدة للحوار مع السلطة. واثارها في كل مجتمع عربي.ويثبت لنفسه انه حي يرزق ما دام هناك وعي بالمرحلة .واعادة صياغة ظروف وملابسات زمن التحرر الوطني .ونعيش مرحلة جديدة مع النضال الشمولي ضد اعداء الثقافة.........


قراءة في الفعل النسوي الفلسطيني/ سمر الاغبر

لا تكاد تخلو صحافتنا المقروءة والمسموعة وغيرها من طرح قضايا المرأة الفلسطينية, من خلال ما تطالعنا به من دراسات ومقالات وأبحاث وأخبار على مختلف المجالات والصعد, سواء كان ذلك على مستوى المشاركة السياسية أو على المستويين القانوني والاجتماعي وكذلك الاقتصادي, منها ما أشاد بمجمل المكتسبات التي حققتها المرأة الفلسطينية, وأخرى اقتصرت على سرد تاريخ النضال النسوي مرتبطا بالنضال الوطني والعلاقة الجدلية فيما بينهما، وغيرها من التحليلات والاستنتاجات .
وبرغم أن وضع المرأة الفلسطينية مشابه لوضع أخواتها في المحيط العربي والإقليمي والى حد ما الدولي من حيث مطالبها وقضاياها التي هي قيد النقاش والبحث والنقد والتقييم, إلا أن مستوى تطور أوضاع النساء في كل بلد يرتبط بطبيعة الثقافة السائدة في مجتمعاتها, وهناك خصوصية تميز نساء فلسطين عن سواهن, حيث أن معركة التحرر الوطني في بلادنا فلسطين أثبتت قدرة متميزة للمرأة بسبب مشاركتها فيها، حيث أُجبرت على تغليب الهم الوطني على حساب قضاياها الاجتماعية المطلبية، ولم تلاقي في الوقت ذاته إنصافا لدورها بما يوازي مستوى تضحياتها ونضالها ضد الاحتلال الإسرائيلي .
وبرغم مشاركة المرأة النشطة في الأحزاب والحركات السياسية والعمل الاهلي, ونجاحها في تحقيق بعض المكتسبات التي لا ينكر احد أهميتها يبقى السؤال، هل تمكنت المرأة الفلسطينية ومنذ عشرينات القرن الماضي وحتى وقتنا الراهن صياغة وبلورة حركة نسويه بمفهومها الإجتماعي من حيث المعايير والمرجعيات الأيدولوجية والفكرية كما هو متعارف عليه لأي حركة اجتماعيه؟؟
بالمرور سريعا على مجمل تطور النشاط النسوي في فلسطين ,حيث بدأ تجميع النساء من خلال العمل الإغاثي في مطلع العشرينات مع مشاركتها في الإحتجاجات ضد سياسة الإنتداب البريطاني والهجرة اليهودية, وكان تأسيس أول اتحاد نسائي فلسطيني في بداية العشرينات من القرن المنصرم, ومن هنا بدأ التركيز على القضية الوطنية,حيث شاركت النساء في أعمال المقاومة ونقل السلاح, ولكن وبعد النكبة بدأ الدور النضالي لها بالتراجع لصالح الأعمال الإغاثية والخيرية بسبب ما اتسمت به المرحلة من خسارة مادية ومعنوية عانى منها الشعب الفلسطيني بأكمله.
ترافق تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية, تأسيس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية عام 1964, والذي عمل على تحشيد النساء باتجاه المقاومة وكانت مسيرته مرافقة لمسيرة الهيئة الأم, ومع نهاية السبعينات وبداية الثمانينات بدأت الأحزاب والفصائل بتشكيل أجسام نسويه كامتدادات جماهيرية لها لحشد المزيد من العضوية ونشر سياسة هذه الأحزاب بين أوساط النساء, وعلى مدار مسيرة هذه الاطر وحتى الدخول فيما اصطلح عليه بعملية السلام, كان العمل الرئيسي لها هو العمل السياسي والانخراط في ميدان المقاومة, ولم تطرح أجندات نسويه حقيقية إلا ما ندر من بعض اطر اليسار, حيث كانت هذه الأجندة تتبع مواقف وسياسات الأحزاب الموالية لها هذه الأطر، مما اثر على استقلاليتها وعلى مستوى تأثيرها، واضعف من وضع قضاياها في سلم الأولوية والاهتمام .
وبرغم الكثير من المكتسبات التي تحققت لاحقا لصالح المرأة, إلا أن الوضع الجديد مع نشوء السلطة الوطنية الفلسطينية شكل ثورة أصابت أولويات العمل النسوي, وبدأت مشاريع وبرامج مؤسسات ال (NGO,S) تسيطر على عمل المؤسسسات النسوية, وبدأت مجموعه من المفردات والمصطلحات تغزو قاموس هذه المؤسسات والتي بدأت تتشردق بها الورش والدورات واللقاءات، وقد ترافق ذلك مع استبدال مجموع القيم الطوعيه التي تجذرنا عليها لصالح ما اُغدق على تلك المؤسسات والفئات المستهدفه من مغريات مادية, وفي حاله من غياب او تغييب المرجعية الفكرية والأيدولوجية لعمل هذه المؤسسسات وما رافقها من هجرة للقيادات النسويه من أطرها النسوية وحتى من أحزابها السياسية، حيث كان من المفروض عليها مواجهة "تسونامي" مؤسسات " الأنجزة " ومشاريعها، لصالح ما نشأت وترعرت عليه من فكر كان بامكانها الاستفادة منه كأساس لاطلاق مبادرات نسوية تقوم على أسس فكرية وأيدلوجية تقدمية.
شاركن نساء فلسطين بهمة خلال السنوات السابقة على تعديل وسن قوانين تقلص حجم التمييز والظلم الواقع عليهن, مستندات إلى وثيقة الاستقلال وما حملته من مضامين للمساواة والعدالة, حيث تم الإعلان عن الوثيقة النسوية في المراحل الاولى لنشوء السلطة كمرجعية وأساس لتشكل الروح والمرجع الأساس للمشرع, حيث تم تطوير الوثيقة لاحقا, ورغم ما تضمنته الوثيقة من تطور في الخطاب النسوي من حيث تأكيدها على حقوق المرأة ومساواتها في جميع المجالات, الا أنها خلت من مرجعيات فكرية لتناقش وتحلل أوضاع النساء وتضع الطموحات والإستراتيجيات وآليات العمل التي تضمن الوصول الى المساواة الحقيقية، وبناء مجتمع مدني يحتكم الى المواطنة الكاملة والمتساوية لجميع مواطنيه امام القانون بغض النظر عن الانتماءات الدينية او الجنسي لمواطنيه .
ومن أحد التجارب المهمة في تاريخ نساء فلسطين كانت تجربة البرلمان الصوري، الذي كان هدفه الرئيسي مناقشة مسودات القوانين والضغط على المشرع في محاولة لصياغة قوانين تضمن يناء مجتمع مدني قائم على المساواة, الا أن هذه التجربة مُنيت بالفشل لما رافقها من حملات تشهير وحرب مُعلنة من المجموعات التقليدية, ولم تجد من يحتضنها ويدافع عنها خصوصا من أحزاب وفصائل اليسار, والتي كان من المفترض منها تبنيها والدفاع عنها نظرا لتقاطعها مع فكرها ونهجها.
كما كان للحملات واللوبيات الخاصة بمجموعة من القوانين الأثر الإيجابي في التأثير على صانع القرار ,وحققت مجموعة من المكتسبات كقانون الإنتخابات المحلية والعامة وتضمين الكوتا النسوية, وكذلك قانون العمل, وبعض القوانين التي لا زالت قيد النقاش والتجاذب الفكري بين فئات وقطاعات المجتمع كقانوني الاحوال الشخصية والعقوبات...
وبرغم مجموع المكتسبات الإصلاحية والتي تعاملت مع قضية المرأة بسياق مُهادن مع ثقافة المجتمع والمرجعيات الدينية والتشريعية, الا أنها لم تستطع حتى الآن ترسيخ مفهوم المساواة الكاملة، وعجزت عن الحد من التمييز في المجتمع الفلسطيني, وذلك حسب اعتقادي لافتقارها إلى المنهج الثوري والى المفكرين/ات الذين يستطيعون وبصورة واضحة ربط قضايا المرأة بالسياقات التاريخية والدينية والطبقية التي أدت إلى نشوء واقع التمييز ضد المرأة,لينتجوا فكرا تقدميا يتعامل مع خصوصية المرأة الفلسطينية بجراءة وواقعية, إضافة إلى البحث في الوسائل الكفيلة بتعزيز وعي المرأة بقضاياها وحقوقها وبدورها في إحداث التغير المطلوب، لتحقيق أهدافهن وطموحاتهن في كافة المجالات والميادين.
في الختام أود الإشارة إلى أن ما اصطلح على تسميته بالحركة النسوية الفلسطينية، قد أخفقت قبل دخول السلطه في طرح أجندتها وقضاياها وتغليبها للهم الوطني والسياسي على حساب قضاياها وأجندتها الخاصة, هي أيضا أخفقت فيما بعد بتفهم العلاقة الجدلية ما بين الإجتماعي والسياسي في الحالة الفلسطينية, وللتدليل على ذلك قصورها في التعامل مع ملف المصالحة الوطنية, حيث لم تتمكن من أن تشكل حالة جامعة سواء شعبية اونخبوية فصائلية في وجه الانقسام الداخلي، كحالة رفض قادرة اذا ما وحدت جهودها على فعل ما لم تستطع فعله جلسات الحوار والمناكفات, على الأقل من مدخل أن النساء هن الفئة الأكثر تضررا من استمرار حالة الانقسام والشرذمة, لما يشكله من تراجع لمكتسباتها التي راكمتها خلال سنين مضت .
________
عضو اللجنة المركزية في حزب الشعب الفلسطيني

أنا ميال.. إذن أنا ميزان/ فاطمة الزهراء فلا‏


تنوعت الأغاني والمعاني من زمن لزمن ومن عصر لعصر , وكل زمن وله غناؤه , لكن يظل أبو فراس الحمداني في أقوي ما قيل في الشعر العربي وقصيدته الخالدة أراك عصي الدمع وتحديدا البيت الذي يقول ( نعم أنا مشتاق وعندي لوعة ....ولكن مثلي لا يذاع له سر )..ماهذا الكم الإبداعي الرائع الذي تجمع في بيت واحدلكبرياء المضفر بالعشق حين يخفي الشاعر مشاعره ويتألم وهو يذوب عشقا في دباديب الحبيب .

ياتري ماهو شعور الحبيبة حين يستفزها الحبيب قائلا :قوم اقف وانت بتكلمني ..ياه لهذه الدرجة وصل حال الغناء بأن تصبح العلاقة رسمية فالرجل ضابط في القسم والحبيبة محبوسة احتياطيا علي ذمة قضية.

ومن قضية لأخري , أقصد من أغنية لأغنية ياقلبي لا تحزن , فيقول عمرو دياب :

أنا ميال ..ميال ..ميال

وبحبك أنا ..مشغول البال

لا بتتكلمي ولا بتسلمي

وكل يومين بالاقيكي ف حال

ها هو عمرو يشكو الحبيبة علي الملأ ..فها هي لا تكلمه ولا حتي بتسلم عليه وساق عليها طوب الأرض لكي تنعدل ومفيش فايدة , فهي يوميا بحالة شكل ..مرة تضحك , ومرة تبكي , مرة هادية ومرة ثايرة بمعني أنها بلا أي ميزة تميزها عن بقية البنات , فما الذي جعله ينطص ف نظره ليحبها كل هذا الحب إلا إذا كان أجن منها, وأنا من وجهة نظري إن الهضبة قلبه رهيف وكل يوم يحب واحدة , وأن هذه واحدة من ضمن الوحايد ومن حظه الهباب أنه كل مايحب واحدة تضحك عليه وواحدة غني لها ..كان طيب ...كان حنين ..أتاريه كداب كبير , وآدي واحدة كمان غني لها آدي الملاك البرئ ...أبو قلب طيب قوي
آدي اللي كان كل شئ...كسر لي قلبي القوي
بصراحة أنا لا شايفه حب ولا دياوله وكل ما آراه سلسلة من البنات الخاينين , والخداعين , والكدابين يبقي فين الحب ؟
وإذا كان عمرو عبيط وتامر أهبل .. لمن إذن نستمع ؟ ومن هو مطربنا المفضل ؟ وشاعرنا الذي نقرأ أشعاره بدلا من هذا اللص الذي يسرق الأشعار ومن هي مطربتنا المضلة المحتشمة التي نعجب بصوتها وليس بصدرها فنبحلق وبمجرد ماتتنتهي الغنوة ننسي كل شئ إلا نظراتها التي تدعو للرزيلة
ومن هو ممثلنا المفضل ؟ هل هو وديع الذي يدعونا للضياع ؟

أم سعد الذي يدعونا لنرقص ؟
قلبي انكسر ياناس ضاعت مني المشاعر والفكر والاحساس ..
عايزينها ثورة تانية بالحب والاخلاص وكل واحد فينا ....يبقي عنده فاس في الأرض نازل يزرع بكل همة وحماس وعلي دماغ كل فاسد خاين ومالو أساس.

حيث لا يكون السفير دبلوماسيا/ نقولا ناصر

(لفهم السلوك "غير الدبلوماسي" للدبلوماسي الأميركي الأول في دمشق اليوم لا بد من العودة الى دوره "الدبلوماسي" المماثل أثناء خدمته في العراق)

السفير الأميركي في دمشق، روبرت ستيفن فورد، حالة دبلوماسية فريدة من نوعها في شذوذها عن الأعراف الدبلوماسية المعمول بها، حيث المفترض أن يمثل بلاده لدى حكومة البلد المضيف، والمفترض كذلك أن تركز مهمته الأولى على تحسين العلاقات الثنائية بين البلدين وبين الحكومتين. لكن فورد يعتبر نفسه ويعتبره كثيرون من صانعي السياسة الخارجية الأميركيون مبعوثا للولايات المتحدة لدى "المعارضة" التي تسعى علنا وصراحة الى "اسقاط النظام" الحاكم الذي اعتمده مبعوثا لبلاده في العاصمة السورية، ويسعى جاهدا الى "توحيد" المعارضة كي تتأهل بصورة افضل من أجل عدم التخلي عن هذا الهدف، ويصف رأس النظام، أي الرئيس بشار الأسد، بأنه "شر"، ولا يتردد مثلا في "التسلل" خفية الى حماة دون علم الحكومة المضيفة بينما المدينة في حالة تمرد على الحكومة الشرعية أخرجتها لفترة وجيزة عن سيطرة السلطة المركزية، مما أثار أزمة دبلوماسية كادت تقطع العلاقات بين البلدين، وقادت الى تقييد حركة دبلوماسيي السفارة الأميركية ضمن حدود خمسة وعشرين كيلومترا، وسط تكهنات سياسية وإعلامية تتوقع إما طرده من سورية أو سحب واشنطن له منها.

وقد لخصت ال"سي إن إن" حالة روبرت فورد الشاذة، وضعا ومهمة، في عنوان مدونة لها في الثامن من أيلول / سبتمبر الجاري هو: "دبلوماسي أميركا غير الدبلوماسي في سورية".

والمفارقة أن الرئيس الأميركي باراك أوباما كان قد عينه في منصبه في أواخر عام 2010 كأول سفير أميركي في دمشق منذ عام 2005 عندما سحب سلف أوباما، جورج دبليو. بوش، السفيرالسابق نتيجة لمضاعفات اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، بهدف تطبيع العلاقات الثنائية، وقد عينه دون مصادقة الكونغرس على تعيينه، مستغلا كون الكونغرس في عطلة، بسبب معارضة الكونغرس لتطبيع العلاقات مع سورية لا بسبب معارضته لتعيين فورد شخصيا. وإذا لم يصادق مجلس الشيوخ الأميركي على تعيينه قبل نهاية كانون الأول / ديسمبر المقبل، يتوجب على فورد أن يعود الى بلاده قبل حلول العام الجديد. وبالتالي فإنه يعمل حاليا بصفة "ممثل شخصي" للرئيس الأميركي في العاصمة السورية بمرتبة سفير لم تصادق السلطة التشريعية على عمله "سفيرا" بصفة رسمية، في مظهر آخر لحالته الدبلوماسية الشاذة.

والمفارقة الثانية أن شذوذ وضعه الدبلوماسي، وشذوذ المهمة الدبلوماسية التي يقوم بها عن الأعراف المألوفة، قد تحول إلى مسوغ "أميركي" لإضفاء الصفة الرسمية على وضعه ك"سفير" والى تغيير طبيعة المهمة الرسمية المكلف بها كممثل للرئيس الأميركي، وإلى تآكل المعارضة لتعيينه بسبب شذوذ مهمته على وجه التحديد، وإلى تغيير مواقف الكثيرين من أعضاء الكونغرس المعارضين لتعيينه. فعلى سبيل المثال، قالت افتتاحية للواشنطن بوست في السابع عشر من الشهر إن فورد قد "انكب على مهمة مختلفة بالكامل، وبدلا من السعي الى الاتصال مع النظام، كان يوجه دبلوماسيته نحو الشعب السوري"، لتخلص الصحيفة الأميركية التي كانت متحفظة على تعيينه وكانت تحبد سحبه إلى "انه ينبغي أن يبقى في دمشق" لأن "الأسباب لمعارضة تعيينه قد اختفت مع اختفاء مهمته الأصلية"، ولأن فورد "يعمل كممثل من نوع ما للولايات المتحدة لدى المعارضة في سورية .. ضد الأسد" كما قال المعلق المحافظ بوب كاجان، أسوة بالسيناتور اليهودي جو ليبرمان الذي قاد مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الذين انقلبوا على معارضتهم السابقة لتعيين فورد. وفي الأسبوع الماضي ذكرت النيويورك تايمز أن إدارة أوباما سوف تتركه في منصبه "كي يتسنى له الحفاظ على الاتصال مع قادة المعارضة وقادة الطوائف والجماعات الدينية الكثيرة في البلاد"، كمهمة رئيسية له "من أجل تجنب الفوضي في حال" سقوط النظام، في تغيير واضح للمهمة التي عينته أصلا من أجلها.



والمفارقة الثالثة أن فورد أعلن بأنه "قطعا لا يحاول خلق وضع يقود الى طرده من سورية"، قائلا: "أنا لا أريد أن أكون سفيرا أميركيا يشجع حشدا من الناس على إسقاط النظام، فهذا سيكون تحريضا، وذلك خط أحمر"، كما نسب اليه القول تقرير نشرته "فورين بوليسي" يوم الجمعة الماضي. لكن قوله هذا يتناقض تماما مع أفعاله ك"ممثل" لبلاده لدى "المعارضة" منذ تسلل الى حماة في تموز / يوليو الماضي، ثم الى جاسم في محافظة درعا الشهر الماضي في تحد سافر لتقييد حركته ضمن خمسة وعشرين كيلومترا، قبل أن يذهب لبيت عزاء الناشط غيث مطر في الحادي عشر من هذا الشهر، ناهيك عن انتهاز كل فرصة يتمكن فيها من حضور أي مؤتمر للمعارضة، حيث لا بد وأن يكون قد شجعها على إعلان يوم الجمعة في الثامن من الشهر "جمعة الحماية الدولية" وعلى إعلان يوم الجمعة الماضي "جمعة توحيد المعارضة"، انسجاما مع دعوات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المتكررة الى الحماية الدولية وتوحيد المعارضة السورية كسياسة رسمية لادارة أوباما.



والمفارقة الرابعة أن فورد في الوقت الذي يقول فيه يوم الخميس الماضي، على ذمة رويترز، "لا أعتقد أن الحكومة السورية على وشك الانهيار اليوم" وأن "الجيش السوري لا يزال يتمتع بنفوذ قوي ولا يزال قويا للغاية، وتماسكه لا يواجه خطرا اليوم"، فإن نائبه السياسي، هينز ماهوني، في لقاء مع صحفيين سوريين وغير سوريين تحدثوا إليه عن "استحالة سقوط النظام" في سورية "نظرا لتماسك المؤسسة العسكرية والدبلوماسية والسياسية والأمنية والاقتصادية" رد ماهوني عليهم بقوله إن "الضغط الطويل والعقوبات كفيلان بتغيير تلك المعطيات"، في تعبير صريح عن الاصرار الأميركي على استمرار تصعيد التدخل السافر في الشؤون الداخلية السورية، كبديل وحيد متاح ربما يعوض عن فشل واشنطن حتى الآن في الحشد الدولي للتدخل العسكري الخارجي على النمط العراقي أو الليبي.



والمفارقة الخامسة أن شذوذ مهمة الدبلوماسي الأميركي الأول في سورية عن المألوف الدبلوماسي عالميا إنما يكشف عن محاولة بائسة لخداع الرأي العام العربي بأن الولايات المتحدة تصطف الى جانب الطموحات الشعبية العربية في التغيير والاصلاح، علها تغطي على اصطفافها في الخندق المعادي لهذه الطموحات في كل اقطار الحراك الشعبي العربي التي يهدد فيها هذا الحراك أنظمة حليفة او صديقة لها، وكان تواطؤها من خلف واجهة عربية مع عودة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الى صنعاء الأسبوع المنصرم مثالا واضحا على هذا الاصطفاف.



والمفارقة السادسة أن فورد وإدارته بينما يصرون على أن يتحولوا الى ناطقين باسم المعارضة السورية في الخارج، سواء بلغة انكليزية أم بألسنة عربية، مما يضع عقبة كبيرة أمام انفتاح فرص الحوار الوطني السوري، فإن المعارضة السورية في الداخل، باستثناء القلة التي تبنت "جمعة الحماية الدولية"، تنتهز كل فرصة للتبرؤ من كل شبهة أميركية، وللتأكيد على لاءاتها الثلاث: لا للتدخل الخارجي، ولا لتسليح المعارضة السلمية، ولا للطائفية، كما جاء في بيان هيئة التنسيق الوطني لقوى المعارضة الأسبوع الماضي، مما فتح قناة اتصال بين هذه الهيئة وبين لجنة الحوار الوطني التي ألفها الرئيس السوري، ليجتمع وفد من اللجنة الثانية مع رئيس الهيئة حسن عبد العظيم.



غير ان المفارقة الأهم تكمن في خلفية "السفير" فورد غير الدبلوماسية، كونها هي الحقيقة الوحيدة التي يمكنها أن تفسر سلوكه الشاذ عن كل ما هو مألوف في الأعراف الدبلوماسية. فقد كان الرجل الثاني في السفارة الأميركية ببغداد بمرتبة "وزير مستشار للشؤون السياسية" في ذروة المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأميركي بين عامي 2004 – 2005، عندما أسهم بخبرته في "الاتصال مع قادة المعارضة وقادة الطوائف والجماعات الدينية الكثيرة في البلاد" في الالتفاف على المقاومة من الداخل بتفجير الفتنة الطائفية التي تصاعدت حتى أصبحت المسوغ لزيادة عديد قوات الاحتلال الأميركي بذريعة إخمادها، بقيادة السفير الأميركي آنذاك جون دي. نوغروبونتي الخبير العريق في استخدام "فرق الموت" والمليشيات شبه العسكرية للقضاء على الثورات اليسارية في أميركا الوسطى.



وكشف تقرير نشرته "الصنداي تايمز" البريطانية في العاشر من كانون الثاني / يناير عام 2005 بعنوان "فرق موت على نمط السلفادور ستنشرها الولايات المتحدة ضد المتطرفين في العراق" أن نوغروبونتي ورجله الثاني فورد أشرفا على مشروع للبنتاغون باسم "خيار السلفادور في العراق"، وأن هنري اينشر الذي كان نائبا لروبرت فورد آنذاك و"دبلوماسي" شاب آخر يعمل تحت إمرته هو جيفري بيلز قد لعبا دورا هاما في فريق تنفيذ المشروع ب"التحدث مع سلسلة من العراقيين، منهم متطرفين" (النيويوركر في 26/3/2007).



ولفهم السلوك "غير الدبلوماسي" للدبلوماسي الأميركي الأول في دمشق اليوم لا بد من العودة الى دوره "الدبلوماسي" المماثل أثناء خدمته في العراق.



* كاتب عربي من فلسطين

* nassernicola@ymail.com


نحلها إزاى/ د. ماهر حبيب‏


نحلها إزاى؟
البهوات بتوع السياسة فى مصر بعد الفوضى سايقين الهبل ع الشيطنة وكل همهم هو حتة تورتة من حكم مصر المكسورة تخرب تعمر مش مهم المهم إن الباشا محدث السياسة يبقى وزير أو نائب فى برطمان المخلل المزمع إجراء الإنتخابات عليه فى أقرب وقت ممكن حتى لو طلع لنا فى البرطمان سواقين توك توك وبلطجية ومحدش بيقول للبهوات دول إنتو عايزين أيه فما شفناش حد قال حا نهبب أيه بعد ما ننتخبهم والا هى بطيخة مقفولة حا نشتريها من بتوع البطيخ السياسى وبعد الإنتخابات نفتحها نلاقيها حمرا نلاقيها قرعة أو حتى حمضانه أهو المهم نشترى البطيخة وإنت ونصيبك.
الوحيدون إللى طلعوا صرحا هما بتوع حزب الجماعة الإسلامية إللى حطوا قطع الرقاب والأيدين فى برنامج حزبهم من غير لف ولا دوران أما الباقى فكلامهم مضغوم ومش مفهوم وبيتكلموا فى سرهم و كلامهم متخبي جو الصدور ولو فضلنا على كده حا نلاقى المرشحين بتوع رئاسة الجمهورية حا يمضونا على ورقة بيضا وبعدها يكتبوا برنامجهم الإنتخابى على مزاجهم ما هما بيفهموا أكتر مننا وعلينا نسلمهم دقننا وعقلنا.
ولأن مفيش حد من البهوات ناوى يفتح بقه دلوقتى إحنا نتكلم بدل منهم ونقول لهم على الفولة إللى إحنا عايزينها وغير كده يفتح الله بين البايع والشارى يفتح الله وإحنا شاريين مصر وإنتوا بتيعوا الهوا لكن عاوزين نقول لكم كفاية لعب العيال ده ونتكلم فى الجد
أولا مصر محتاجة دستور قبل الإنتخابات فالمفروض إن النايب ينتخب على أسس ثابتة مش نختار واحد يألف لنا دستور على كيفه
ثانيا إحنا عاوزين دولة علمانية صريحة من غير لف ولا دوران وبالمناسبة العلمانية مش كلمة قبيحة زى إمات دقون ما مفهمين الناس ولازم نشرح لهم إن الدولة ملهاش دين فمفيش دولة حا تخش النار أو تخش الجنة وبعدين الدولة لازم تقف على مسافة واحدة من كل البشر مهما كان دينهم أو حتى من غير دين لأنهم فى الأول وفى الأخر مواطنين لهم نفس الحقوق والواجبات ومفيش حد يتقيم أو يتحاسب على أساس دينه ولكن على عمله كمواطن .
ثالثا لازم نشوف المصيبة الكبيرة إللى إسمها التعليم ولازم نشوف لنا حل فى المدرسين دول إللى عاملين إضراب وهما أكتر ناس ناهبين جيوب الناس بالدروس الخصوصية ومش بس المدرسين لكننا محتاجين لمناهج تعليمية وطرق تربوية حديثة بدل العك التعليمى إللى خرج لنا جهلة حتى من أعرق الجامعات المصرية فقضية التعليم أهم بكتير من حدوتة الديموقراطية إللى واخدين منها القشور ومش عارفين نمارسها إزاى فلما نتعلم الأول ويبقى فيه عندنا أفنديه مثقفين دماغهم فى راسهم مش فى حته تانية بعدين نبقى نفكر فى رفاهية الديموقراطية فإذا كان عندنا 50% ما بيعرفوش يقروا ويكتبوا و40% جهلة ومش مثقفين و10% متدروشين ومتدهولين فكريا يبقى نمارس الديموقراطية إزاى.
رابعا لازم نفكر فى مشروع ينهض بالإقتصاد ويعلم الناس إزاى تشتغل من غير فهلوة وتفتيح الدماغ ولما نفتح للناس أبوب رزق ونحارب الفساد المنتشر حتى النخاع جوه المجتمع ونحاسب المخطئ ونكافئ المجتهد بدون محسوبية ولما نكفى الناس شغل وننهض بالإقتصاد ساعتها حا نبطل الهطل السياسي إللى شغال دلوقتى على ودنه
خامسا لازم نعلم الناس إزاى يقبلوا الشغل فى السياحة وبدل ما نحارب السياحة بمجموعة الأفكار المتخلفة إللى بيقولها ناس متخلفة ونحسس الناس إن مستقبل مصر فى السياحة وإن السياحة مش هى الدعارة وإنها مش حرام ونعمل بكل طاقتنا لعودة السياحة لسابق عهدها حتى على الأقل نوصل بيها لنفس المستوى إللى وصلها النظام السابق علشان نفتح البيوت إللى إتخربت بعد نكبة يناير
سادسا تفعيل القوانين التى تمنع قيام الأحزاب الدينية بكل صراحة ووضوح فما ينفعش نقول حاجة ونعمل حاجة تانية إللى عاوز يمارس السياسة ما يخلطهاش مع الدين وإللى عاوز يمارس الدين يروح لدور العبادة وما أكترها فى بر مصر
سابعا قصر عمل المؤسسات الدينية على ممارسة الشعائر الدينية وتركيزهم على النهوض بالقيم الإنسانية ومنع تلك المؤسسات من العمل بالسياسة فلكل واحد عمله أما الخلط الحادث الأن فهو سبب كل المصايب إللى إحنا فيها دلوقتى
ثامنا سن قوانين جادة لمنع التمييز العنصرى على أساس الدين أو الجنس أو العرق وتطبيق القانون بجد مش على ناس ناس وساعتها كل واحد حا يخلى بالوا من جيرانه وتعود المعاملات الأنسانية لحدودها الطبيعية ويكون تعاملنا مع الأنسان كأنسان مش على أساس محمد وحنا وأحمد وجرجس.
تاسعا تطبيق قوانين محددة وثابتة للبناء وحصول كافة المبانى سواء كانت سكنية أو دور عبادة لتراخيص محددة القواعد والقوانين فمن غير المعقول فى القرن الواحد والعشرين ومصر كل واحد عاوز يبنى حاجة يبنيها والناس إللى عاوزه تصلى يطلع عينها علشان هما درجة ترسو
عاشرا عودة الدولة لهيبتها وعلى رأسها جهاز الشرطة وعودة جهاز أمن الدولة للعمل بكفاءة تمنع إختراق البلد من الإرهابيين فالحرية والديموقراطية مش معناها إهدار كرامة الوطن والتسيب ولابد أن تكون هناك دولة تطبق القانون ومايكونش شعارها حاضر يا حبيبى أحلامكوا أوامر حتى لو كانت لبن العصفور وأول خطوة لتحقيق ذلك هو تعيين رئيس وزارة بحق وحقيقي وما يكونش بيروح ميدان التحرير لا على رجله ولا بعربيته ولا حتى بمترو الأنفاق خلو حال البلد المايل ينعدل والا إنتوا عايزينها تخرب بشرف