المرأة التي سحقت شيوعيي الهند/ د. عبدالله المدني

في الإنتخابات التشريعية الإقليمية التي جرت في الهند في منتصف مايو الجاري، حدثت المفاجأة التي لم تكن متوقعة. فقد تمكن إئتلاف اليسار – الوسط الحاكم في نيودلهي بقيادة حزب المؤتمر العريق (تأسس قبل 125 عاما) من إلحاق هزيمة موجعة بالحزب الشيوعي الماركسي الهندي (سي بي إم) الحاكم في ولاية "البنغال الغربية" (حيث يبلغ عدد من يحق لهم الإقتراع نحو 140 مليون مقترع)، واضعا بذلك حدا لحكم الشيوعيين لهذه الولاية الكبيرة والمستمر من دون إنقطاع منذ 34 عاما، أما الشخصية التي لعبت دورا محوريا في هذا الإنتصار الذي حوّل "سي بي إم" إلى كيان سياسي منهار، خصوصا مع سقوط زعيمه وكبار قادته في دوائرهم الإنتخابية، فهي السيدة "ماماتا بنيرجي" (56 عاما) زعيمة حزب "المؤتمر/ترينامول" الذي لم يمض على إنشائه سوى 13 عاما مقابل 71 عاما على ظهور الحزب الشيوعي الهندي، و47 عاما على إنشقاق "سي بي إم" عن الأخير.
وبطبيعة الحال توقف المراقبون طويلا أمام هذا الحدث لأسباب كثيرة: فهو أولا أعطى الحكومة المركزية في نيودلهي بقيادة رئيس الوزراء "مانموهان سينغ" (78 عاما) فرصة لإلتقاط الأنفاس من بعد سلسلة من فضائح الفساد التي تورط فيها بعض وزرائه، وكادت أن تحجب الثقة عنها في البرلمان. وهو ثانيا أعطى المرأة الهندية ثقة مضاعفة بالنفس من بعد الثقة التي تولدت لديهن من بروز "صونيا غاندي" كزعيمة لأكبر وأعرق أحزاب البلاد، ومن وصول السيدة "براتيبا باتيل" إلى منصب رئاسة الجمهورية، و من وجود سيدتين أخريين كرئيستين لحكومتي ولايتي "تاميل نادو" و "أوتار برايش" ناهيك عن أن الحدث برهن للعالم أن نساء الهند لم يعدن فقط مجرد ربات بيوت يطبخن "الكاري" و"الدال" ويحممن أطفالهن وينتظرن أزواجهن، بل صرن رقما صعبا في المعادلة السياسية والإقتصادية والإجتماعية. وهو ثالثا عبــّد الطريق أمام حكومة "مانموهان سينع" للمضي قدما، ومن دون إعتراضات برلمانية، في تنفيذ إصلاحات إقتصادية طال إنتظارها مثل رفع أسعار الوقود، و قانون مصادرة الأراضي، ومنح المزيد من الحوافز للمستثمرين الأجانب، خصوصا مع حصول الشيوعيين على 72 مقعدا فقط من أصل 294 في برلمان ولاية "البنغال الغربية"، ناهيك عن أن هذا الإنتصار المدوي للإئتلاف الحاكم في نيودلهي جاء متلازما مع إنتصارات أخرى له ضد الأحزاب الشيوعية في ولايات آسام وكيرالا وبوندتشيري. وهو رابعا برهن مجددا على مدى متانة الديمقراطية الهندية وتقبل الجماهير الهندية لنتائج المعارك الإنتخابية برحابة صدر، بدليل أن مناصري الشيوعيين الماركسيين – وهم كثر، ومتنفذون – لم يعترضوا على خروج حزبهم من الحكم عبر اللجؤ إلى العنف والتخريب على نحو ما يحدث في دول أخرى في العالم الثالث. وهو رابعا برهن على أن أي فرد – بغض النظر إلى جنسه أو عرقه أو دينه – بإمكانه أن يصل إلى أعلى المناصب. فهاهي إمرأة من عامة الشعب، ترتدي الساري التقليدي الرخيص، وتنتعل خفا من البلاستيك، تتمكن بالإرادة الصلبة والعزيمة القوية من إزاحة شخصيات نافذة ذات جذور إقطاعية مترسخة.
ولعل الجزئية الأخيرة بحاجة إلى المزيد من تسليط الضؤ. فبنيرجي التي يناديها أنصار بإسم "ديدي" أو "الأخت الكبيرة" بدأت حياتها كإبنة لرجل معدم من الطبقة العاملة الكادحة. وعاشت في بيت خشبي متواضع على ضفاف أحد الأنهار المارة بمدينة "كلكتا"، وهو نفس البيت الذي لا تزال تعيش فيه إلى اليوم مع أمها، رافضة الزواج والإنجاب. وحينما كانت في سن الثالثة عشرة توفي والدها، فأصبحت المسئولة عن أسرتها المكونة من أمها وخمسة أطفال، الأمر الذي أثقل كاهلها و دفعها ألى النزول إلى سوق العمل في سن مبكرة، بل جعلها تعيش أوضاعا معيشية صعبة إلى الحد الذي كانت معه تتناوب النوم مع أخواتها وإخوانها فوق وتحت سرير واحد. غير أن سيرتها الذاتية تقول أنها تمكنت بإرادتها الصلبة وسعيها الدائب من التغلب على كل التحديات، بل ونيل عدد من الشهادات العالية في حقول مختلفة. فمن حصولها على ليسانس التاريخ من جامعة "جوغامافا ديفي" بجنوب كلكلتا إلى نيلها درجة الماجستير في التاريخ الإسلامي من جامعة كلكتا، فحصولها على ليسانس التربية من جامعة "شيري شيكشافاتان" الذي أتبعته بحصولها على إجازة الحقوق من جامعة "جوزيف تشودري" في كلكتا.
وبهذه الحصيلة العلمية المتنوعة، معطوفة على سيرة حميدة تظللها صور الكفاح والصدق والأمانة والإستقامة، والخطاب المتسق مع علمانية النظام الهندي، خاضت "بنيرجي" العمل السياسي لأول مرة في السبيعينات المبكرة من خلال الإنخراط في حزب المؤتمر الذي برزت من خلاله كنجمة سياسية، وسكرتيرة عامه للحزب بولاية بنغال الغربية ما بين عامي 1976 و 1980 ، قبل أن تفوز في إنتخابات عام 1984 التشريعية وتدخل البرلمان كأصغر النواب سناً.
شغلت "بنيرجي" أيضا منصب الأمين العام لمؤتمر عموم شباب الهند حتى عام 1989 ، لتعود بعد ذلك إلى خوض الإنتخابات العامة من دائرة جنوب كلكتا بدءا من عام 1991، محققة الفوز في إنتخابات الأعوام 1996،1998، 1999،2004 ، 2009 . في جميع هذه الإستحقاقات رصد عنها أنها لم تستخدم قط المال أو الوعود الكاذبة أو اللعب على العواطف الدينية والثقافية والإثنية من أجل تحقيق طموحاتها.
في عام 1991 عــُينت "بنيرجي" كوزيرة إتحادية للدولة للتنمية والموارد البشرية وشئون الرياضة والشباب والمرأة والطفل، لكن شئون الرياضة والشباب سحبت منها في عام 1993 بعدما خرجت بنفسها لتتظاهر مع الرياضيين المطالبين بتحسين أوضاعهم وأوضاع الرياضة عموما. أما في عام 1996 فقد زعمت أن حزب المؤتمر تداهن الشيوعيين الحاكمين في ولاية البنغال الغربية وتتستر على خروقاتهم طمعا في تمرير بعض القوانين في البرلمان الإتحادي من دون إعتراض. ويـُقال أن هذه المزاعم كانت وراء إنفصالها عن حزب المؤتمر، وتحمسها لتأسيس حزبها الخاص في عام 1997 تحت إسم "حزب المؤتمر/ترينامول لعموم الهند"، ليصبح هذا الحزب سريعا قوة المعارضة الرئيسية للشيوعيين في ولاية البنغال الغربية.
وربما لهذا السبب إختارها التحالف الديمقراطي القومي بقيادة حزب "بهاراتيا جاناتا" في عام 1999 لشغل حقيبة السكك الحديدية، وهي الحقيبة الوزارية التي أثبتت "بنيرجي" من خلالها أنها صاحبة كفاءة ونزاهة. أما النزاهة فقد تجسدت من خلال تقديمها لميزانية خلت من الإنفاق على مشاريع للسكك الحديدية داخل ولايتها كيلا يقال أنها تفضل الإنفاق على مسقط رأسها من أجل دواع إنتخابية، مقابل تركيز الإنفاق على مد خطوط حديدية ما بين المدن الرئيسية وبلدات المنتجعات الجبلية في الشمال من أجل تشجيع السياحة، وبالتالي تعزيز الدخل القومي.
وأخيرا، يمكن القول أن "بنيرجي"، وكما كان حليفها (حزب المؤتمر) يتوقع، بدأت فور أدائها للقسم كرئيسة لحكومة ولاية البنغال الغربية، بتحرك سريع من أجل ترغيب كبريات الشركات الوطنية الهندية مثل "تاتا" للصناعات الثقيلة، وشركتي "ويبرو" و "إنفوسيس" لتكنولوجيا المعلومات بالإستثمار في ولايتها بعد إنتفاء العراقيل التي كان الشيوعيون يضعونها أمام كل مستثمر محلي أو أجنبي تحت شعارات يسارية وإشتراكية.
د. عبدالله المدني
*كاتب وباحث أكاديمي في الشئون الآسيوية من البحرين
تاريخ المادة: مايو 2011
الإيميل:elmadani@batelco.com.bh

مجدداً "14 آذار" في شباك "حزب الله" الإيرانية/ الياس بجاني


نصاب بالخيبة في كل مرة نتوهم فيها أن ربع "14 آذار" والمسؤولين في لبنان قد تحرروا من عقد التكاذب والنفاق، وتوقفوا عن اجترار مواقف الدونية، وطلقوا بالثلاثة دجل شعارات المقاومة والتحرير والممانعة، واستفاقوا من تفاهة، "كلنا موحدين ضد العدو الصهيوني"، ووحدة اللبنانيين والتفافهم حول المقاومة حررا الجنوب سنة 2000، و"حزب الله" انتصر في حرب عام 2006.

هذا ونلعن طيبة قلوبنا وسذاجتنا في كل مرة نغفر لهم قصورهم وأخطاءهم وخطاياهم، لأننا نفاجئ بعد فترات قصيرة ودائماً عند الشدائد أنهم لا يزالون أسرى مفاهيم خنوع وخوف وتقية حقبة الاحتلال السوري البغيضة وعاجزين عن التحرر من فيروس التكاذب والشفاء من علة المزايدات الكلامية.

مؤسف فعلاً حال جماعة "14 آذار"، ومعهم كبار المسؤولين في الدولة, فهؤلاء لا يتعلمون من الأخطاء والخطايا، ولا يتحسسون أوجاع ومعاناة الناس، وليس عندهم أي استعداد، ولا حتى مبدئي لاتخاذ مواقف ثابتة وصلبة وواضحة والالتزام بها والدفاع عنها مهما كانت الظروف والمتغيرات والصعاب. الحقيقة الصادمة تقول: إن أكثرهم ذميون بامتياز ومدمنو تنازلات ومساومات، ولذلك لم يبق لهم أو عندهم أي شيء، وكانت آخر خيباتهم المدوية فرط عقد أكثريتهم وخروجهم من الحكم.

أُبعِدوا عن الحكم بنتيجة انقلاب "القمصان السود"، الذي زكاه ورجح كفته وليد جنبلاط بتخاذله والخنوع، والميقاتي والصفدي وكرامي بانتهازيتهم والجحود. فلما أمس جماعة "14 آذار" أقلية نيابية اعتذروا عن قصورهم وأعلنوا سلة من الثوابت متعهدين وواعدين الالتزام بها وفي مقدمها عدم القبول بعد الآن بسلاح "حزب الله" تحت أي ظرف واعتباره مسبباً لكل البلاوي والمصائب والفوضى والفلتان الأمني. غفرنا لهم وأعدنا العداد إلى الصفر على قاعدة أن الاعتراف بالخطأ فضيلة.

ترى هل أخطأنا مجدداً ووقعنا في الفخ نفسه؟ على ما يبدو "ستعود حليمة لعادتها القديمة"، حسبما جاء في مقال تحذيري لحازم الأمين تحت عنوان، "إنقاذ الخصم"، نشر بتاريخ 27 مايو/ايار الجاري.

مقدمة مقالة الأمين: "ثمة مؤشرات غير مطمئنة إلى احتمال أن تُقَدِم "8 آذار" عرضاً لـ "14 آذار" في شأن تشكيل الحكومة بعد فشلها في تشكيلها. ونقول غير مطمئنة لأن العرض إذا ما قُدم سيكون القبول به هدية كبرى لـ "8 آذار" يساعدها على التقاط أنفاس كانت تبددت في سياق فشل داخلي وفي موازاة فشل إقليمي. لكن هذا ليس مهماً إذا ما قورن بخسارة أكبر سيمليها قبول "14 آذار" العرض, ذاك أن العرض الذي تلوح بوادره في أروقة كثيرة سيكون جزءاً من صفقة إقليمية يعلم الله من سيدفع ثمنها. غير مطمئنة لأننا غير واثقين من امتلاك "14 آذار" ما يكفي من مناعة وحصافة تحصنها من مغريات العرض، فالسلطة غرارة على ما يقال، ونحن نعرف أن "14 آذار" ليست حرة في ما تختار وما لا تختار، خصوصاً إذا كان الخيار جزءاً من مساعٍ اقليمية".

اضغط هنا لقراءة مقالة حازم الأمين
http://www.10452lccc.com/tempo/hazemamin27.5.11.htm
باختصار، حذر الأمين بصوت عال وبشكل مباشر لا لبس فيه من تراجعات وخيبات ومساومات جديدة محتملة لربع "14 آذار" على خلفية صفقة إقليمية وشيكة يعودون من خلالها إلى حكومة شراكة مع "حزب الله" بعد أن فشل هذا الأخير في إكمال انقلابه وعجز عن تشكيل حكومة إيرانية وسورية هجينة من لونه وطينته وقماشته الإلهية، وذلك بعد مرور ما يزيد عن أربعة أشهر على تكليفه الميقاتي بنتيجة المتغيرات الإقليمية والدولية، وخصوصاً نار الثورة الشعبية في سورية التي تكوي وتشوي النظام.

الخوف كل الخوف وهو مبرر على خلفية مواقف "14 آذار" التراجعية السابقة، الخوف من أن تلحس "14 آذار" كل وعودها والثوابت تماما كما كان حالها التراجعي المٌخيب بعد الانتخابات النيابية الأخيرة حيث وبعد أن حصلت على الأكثرية نقضت كل شعاراتها الانتخابية وعادت إلى حكومة كانت السيطرة الكاملة فيها لحزب الله. انتظرنا رداً توضيحياً من "14 آذار" على مقالة الأمين, فلم يأت، وهذا ببساطة أمر مفاده إن لا دخان من دون نار وأن الكارثة واقعة لا محالة.

بدورنا نحذر قيادات وأحزاب "14 آذار"، وخصوصاً المسيحيين منهم من مغبة الوقوع في الخطأ المميت مجدداً والدخول في حكومة تُعيد تشريع "حزب الله" بدويلته وسلاحه وهيمنته واستكباره وطرقه العسكرية (المطار والمرفأ والحدود مع سورية)، علماً أن هرطقة التحفظ على بعض البنود من البيان الوزاري ومنها "المقاومة والدولة والشعب"، كما فعلوا المرة الماضية لن تنطلي مجدداً على أحد وبالتالي عليهم أن يحددوا مواقفهم علنية وجهاراً ومن دون مواربة وبترفع عن "شطة الريلة" (سيل اللعاب) لدخول الحكومة مهما كانت الأثمان والأكلاف. لا، الشعب لن يسامح ويغفر مرة أخرى، وأي خطوة من هذا القبيل ستكون انتحاراً ذاتياً لمن يقدم عليها.

نختم بما جاء في رسالة القديس بولس الرسول الأولى لأهل كورنتوس (10/21) فلعل يتعظ من يعنيهم الأمر ويخافوا الله في مواقفهم والممارسات: "لا تقدرون أن تشربوا كأس الرب وكأس الشيطان، ولا تقدرون أن تشتركوا في مائدة الرب وفي مائدة الشيطان". ومن عنده أذنان صاغيتان فليسمع.

*الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي
*عنوان الكاتب الألكتروني
phoenicia@hotmail.com
*تورنتو/كندا في 30 أيار/2011


المجلس العسكرى "واخد" مصر على فين؟/ مجدى نجيب وهبة


** نعم إنه السؤال الذى يراود ملايين المواطنين من أبناء هذا الشعب العظيم ، فما يحدث فى مصر الأن يثير الخوف والقلق ونحن نرى جماعة الإخوان المسلمين وجماعة "طظ فى مصر" قد فرضوا تواجدهم فى الشارع وفى الإعلام المسموع والمرئى وفى الصحف بكافة توجهاتها وفى الندوات الفكرية والسياسية .. هذا بجانب ما نجده من تأييد مستمر من الدول الغربية والمحرضة على إشعال الفتن فى منطقة الشرق الأوسط ، وعلى رأسهم الإدارة الأمريكية ... فقد بارك أوباما وصول الأخوان المسلمين إلى الحكم وقرأنا له عدة تصريحات بذلك ، كما شاركته هذه التصريحات هيلارى كلينتون وإنطلق العديد من زعماء العالم يؤيدون وصول الإخوان إلى الحكم فى مصر وكأنهم أوصياء على الشعب المصرى أو كأنهم هم الذين يحددون لنا المستقبل حتى لو كان مستقبل ملئ بالسواد والخراب والدمار فماذا يعنيهم ومع ذلك نحن نتساءل هل جماعة الإخوان المسلمين جماعة محظورة أم جماعة غير محظورة ، ونحن نعلم أنه حتى وقت قريب أنهم جماعة محظورة بحكم القانون والدستور منذ قيام ثورة 23 يوليو 1952 ، لكن دعونا نتوقف قليلا .. فقبل إنهيار النظام السابق وتخلى حسنى مبارك عن السلطة دعى النائب عمر سليمان الإخوان المسلمين وجميع الأحزاب السياسية لحوار للتفاوض حول مطالب الشعب وقبلت معظم الأحزاب الجلوس على مائدة الحوار ولكن الإخوان حينما شعروا بضعف النظام فكان لهم رأى أخر فقد رفضوا الحوار وقالوا لا تفاوض مع النظام قبل الرحيل .. أما عن رأى بعض الصحف فى الإخوان المسلمين أثناء التظاهرات والوقفات الإعتصامية بميدان التحرير فإليكم بعض النماذج :
• جريدة المصرى اليوم 3 فبراير .. كتبوا "قالت إحدى المتظاهرات أنها إنضمت إلى مظاهرة التحرير طوال الأيام الماضية وكانت مطالب المتظاهرين تطالب بإصلاحات سياسية واضحة وقد أقرها الرئيس مبارك إلا أنها لاحظت توافد مندسين من تيارات سياسية وإسلامية تحرض على الفوضى ولا تعبر عن نبض الشارع .. لذلك قررت الإنسحاب من الميدان" .
• عقب خطاب الرئيس 2 فبراير .. إنقسم المتظاهرين فى ميدان التحرير حول الخطاب .. بدأت أعداد غفيرة فى فض الإعتصام ومغادرة الميدان فى الوقت الذى واصل الإخوان إعتصامهم ورفضوا مغادرة الميدان ثم إستولوا على مسجد عمر مكرم وإنتشروا بين المتظاهرين لحثهم على الإستمرار ..
• جريدة الدستور 3 فبراير .. مؤامرة خارجية لإغتيال مصر أمنيا وسياسيا من خلال نشر سيناريو الفوضى فى البلاد وذلك بإستخدام عناصر خارجية للقيام بعمليات تخريبية بإستغلال حالة الفوضى الأمنية التى تمر بها البلاد فى بث الرعب والفزع والتمهيد لتدخل قوى خارجية وقال شهود عيان أن هناك أعداد كبيرة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين شوهدت وهى تحث المتظاهرين على عدم ترك ميدان التحرير قبل رحيل الرئيس مبارك .
• روزاليوسف 3 فبراير .. المعارضة تشيد بخطاب الرئيس وتتهم الإخوان بإستغلال مظاهرات الشباب ..
• الأخبار الجمعة 4 فبراير .. أكد الرئيس حسنى مبارك أنه مستاء جدا من الإشتباكات التى جرت فى ميدان التحرير وأنه لا يريد أن يرى المصريين يقاتلون بعضهم البعض ونفى مبارك مسئولية الحكومة عن أعمال العنف محملا جماعة الإخوان المسلمين المسئولية ..
• المصرى اليوم 4 فبراير .. الألاف يخرجون للمظاهرات ومسيرات بالمحافظات لتأييد مبارك تحت شعار "مصر فوق الجميع" وألاف المعارضين لمبارك يجددون مظاهراتهم فى 4 محافظات ويستعدون لجمعة الرحيل – مصرع 4 وإصابة 30 فى إشتباكات بين مؤيدى ومعارضى الرئيس بالشرقية – الإخوان يجددون رفضهم التفاوض ويؤكدون إستمرار مظاهرات التحرير حتى رحيل مبارك .
** هذه بعض العناوين البسيطة والتى إمتلأت بها الصحف قبل أن تصاب بحالة الأسلمة وتتحول إلى أبواق لجماعة الإخوان المسلمين ..
** فى جمعة 27 مايو دعت جميع المنظمات وجموع من الشعب والأحزاب الليبرالية الخروج فى مليونية لتصحيح مسار الثورة التى بدأت تنحرف عن مسارها وإقرار تعديلات دستورية لم يستفتى الشعب عليها والإحساس بشعور عام أن هناك توجيهات بالإسراع فى إتمام العمليات الإنتخابية البرلمانية دون أن تكون هذه الأحزاب مستعدة لخوض الإنتخابات البرلمانية وأن المعنى لإجراء هذه الإنتخابات بهذه السرعة سيكون فى صالح الإخوان وليس فصيل أخر وهو ما جعل الجميع يتساءلون هل الثورة التى إندلعت للتعبير عن أحلام المواطن المصرى للتطلع إلى أمال جديدة والقضاء على حفنة من الفساد والإرهاب هى ملك للشعب أم هى ملك لأخرين فإذا كانت ملك للشعب فهو الذى يقرر ما يريده وليس ما يريده المجلس العسكرى ..
** نعم لم يفرض علينا جماعة الإخوان المسلمين أو أى جماعة أخرى تحيط أفكارهم بالسواد والدموية فالدولة المدنية مسألة حياة أو موت ولا بديل عنها .. وطن واحد وعلم واحد ونشيد واحد وحاكم مصرى وليس سنغافورى أو ماليزى .. فلا مستقبل لهذا الوطن إلا بترسيخ دعائم الدولة المدنية وتحصينها بالقانون والدستور وسلطات الدولة وتجريم كل من ينادى بالدولة الدينية أو ينافق جماعة الإخوان المسلمين ويدلس لها ويبرر الدعاوى المسمومة التى تعود بالبلاد إلى عصور الردة والظلام .. نعم لا بديل للدولة المدنية التى ترسخ المواطنة والحقوق المتساوية بين أبناء الوطن مسلمين وأقباط .. دولة ترسخ فيهم حب الوطن والإستعداد للتضحية من أجله بالأرواح والدماء .. نعم لا بديل للدولة المدنية التى تحترم تاريخنا وحضارتنا ولا تفعل فيها مثلما فعلت طالبان فى الأثار القديمة .. دولة مدنية لا تثير الفتن حول هويتنا وهل هى فرعونية أم مسيحية أم إسلامية ؟ .. فمصر هى كل هؤلاء فيهم رائحتها وعرقها وإرتووا من نيلها العظيم ، أما الإخوان فهم يريدون العودة بنا إلى الوراء وإلى كهوف الظلام .. إلى دولة السيف والمقصلة والكرباج والسياف والجلاد .. دولة لا يحكمها دستور ولا قانون بل طاغية يرتدى عباءة الدين ويطلق لحيته وترتدى نسائه الشادور والنقاب ثم يحدثنا عن الثعبان الأقرع وعذاب القبر .. ينزل عليه الوحى من السماء فيشير بأصابعه ليطيح برأس هذا ويدفن ذاك .. وحتى لا ننسى جرائمهم منذ قيام ثورة 23 يوليو .. لقد تحالفوا مع الإنجليز ضد الثورة فبعد إلغاء معاهدة 1936 فى أكتوبر 1951 وإعلان الكفاح المسلح ضد الإنجليز فى القناة قال "الهضيبى" مصرحا للجرائد أن أعمال العنف لم تخرج الإنجليز من البلاد ثم خاطب فى شباب الإخوان قائلا "إذهبوا وإعتكفوا على تلاوة القرأن" .. وقامت ثورة يوليو 1952 وتأمر الهضيبى والإخوان على الثورة وبشكل خاص على جمال عبد الناصر وخططوا لإغتياله عام 1954 ، وقد لخص السادات موقف الإخوان مع الثورة فى البيان الذى ألقاه بخصوص حل الجماعة عام 1954 وقال "من يوم قيام الثورة ونحن فى معركة لم تنتهى بعد .. معركة ضد الإستعمار لا ضد المواطنين وهذه المعركة لا تحتمل المطامع والأهواء التى طالما نفذ الإخوان من خلالها ليحطموا وحدة الأمة فلا تقوى على تحديد أهدافها" .. وفى حوار المرشد مع جمال عبد الناصر طالبه بتطبيق أحكام القرأن فى الحال فرد عليه جمال عبد الناصر أن هذه الثورة قامت حربا على الظلم الإجتماعى والإستبداد السياسي والإستعمار البريطانى ثم عاد المرشد وطلب من عبد الناصر أن يعرض عليهم أى قرار قبل إقراره حتى يؤيد الثورة "لتنال الثورة بركة الإخوان!!!!!!!" .. فعاد عبد الناصر ورد عليه أن هذه الثورة قامت بدون وصاية أحد عليها وهى لم تقبل بأى حال أن توضع تحت وصاية أحد ... لم يتوقف دور الإخوان على ذلك بل لجأوا إلى بث نشاطهم داخل "قوات الجيش والبوليس" مما جعل عبد الناصر يتصل بحسن العشماوى بإعتباره ممثلا للمرشد وقال له لقد أمنا لكم ولكن هذه الحوادث تظهر أنك تدبرون أمرا سيجنى على مصر الخراب والبلاء ولم يستفيد منه إلا المستعمر وإننى أنذركم أننا لن نقف مكتوفى الأيدى أمام هذه التصرفات ولم يطل الأمر كثيرا فقد حلت جماعة الإخوان ... ولكنهم لم ييأسوا فهداهم تفكيرهم السريع فقد قاموا بالإتصال بالملك سعود ملك السعودية الذى توسط لهم عند مجلس قيادة الثورة حتى عاد نشاطهم وسط تيارين إحداهما يؤيد المرشد والأخر يرفض هذه السياسة ويطالب بالتعاون مع الثورة وكانت عودتهم للعمل بناء على الوساطة السعودية شروط بألا يعملوا بالسياسة ولكن الإخوان لم يلتزموا بهذه الشروط وقاموا بتقليب القوى الخارجية على البلاد مما إضطرت الثورة لمواجهتهم بأكبر حركة إعتقالات شهدتها مصر فى عهد الثورة ..
** هذا هو ماضيهم وهذه هى أعمالهم كلها كذب وخداع وتضليل ومراوغة .. حتى عندما تحالفوا مع حزب الوفد فى الثمانينات وأخذهم فؤاد سراج الدين تحت مظلتهم ولكنه إستيقظ مبكرا بعد أن شعر بغدرهم وتغذى بهم قبل أن يتعشوا به ويحتلوا الحزب ويطردوه وتمكن الباشا من توجيه ضربة قاضية لأنه كان داهية ومحنكا ومحترفا إلى أقصى الحدود وله معهم تجارب وقصص وحكايات . فؤاد سراج الدين قبل الثورة هو الذى إستدعى حسن البنا ووجه له سؤالا حاسما هل أنتم جماعة دينية أم سياسية .. إذا كنتم جماعة دينية أتركوا السياسة وإذا كنتم جماعة سياسية أتركوا الدعوة .. أما أن تجمعوا الإثنين فهذا يعدم المساواة بين المصريين وقال محتدا أجبنى ياشيخ حسن ولم يجبه الشيخ حسن ولم يجب أى إخوانى أخر عن سؤال الباشا رغم مرور أكثر من 60 عاما ... إنهم فئة مراوغة فى كل الإنتخابات يتحدثون عن الصفقات الإنتخابية مع الأحزاب السياسية وتجاربهم الكثيرة تؤكد أنهم لا يتحالفون إلا لمصالحهم ولا يعطون صوتا واحدا لغيرهم .
** ومنذ إندلاع ثورة 25 يناير أعلنوا إنهم لم يشاركوا فيها وبعد إندلاعها إستولوا عليها وقادوها وعندما شعر شباب الثورة والأحزاب السياسية أن بريق الثورة بدأ يخبو وأهدافهم بدأت تتقلص قررت جميع الأحزاب تنظيم مليونية الإفاقة من الغيبوبة يوم 27 مايو لتصحيح المسار للثورة وإعلان أهدافها .. لم يشعروا الإخوان إنهم فى حاجة للخروج من التحرير فقد حققوا معظم أهدافهم وهم يستعجلون عودة الجيش المصرى إلى ثكناته وتعيين مجلس رئاسى مؤقت حتى ينقضوا على الوطن ويلتهموه وهو ما رفضته جميع طوائف الشعب وجميع الأحزاب بعد أن إنكشفت ألاعيبهم وفضحت أهدافهم .. ونعود للسؤال الهام الذى أوجهه إلى فخامة المجلس العسكرى .. مصر إلى أين ..
** كلمة أخيرة إلى الذين يطالبون بعودة رجال الشرطة إلى الشارع المصرى .. أقول لهؤلاء لا يمكن أن تنجح الشرطة فى مهمتها وسيف الحبس مسلط على رقاب رجال الشرطة ، يهددهم ويفزعهم فكيف يتعامل رجال الشرطة مع المجرمين ومع الإرهابيين وفى المقابل لا يمكن أن تؤدى الداخلية وظيفتها فى ظل فوضى بلا ضوابط أو حدود فالحرية والمسئولية وجهان لعملة واحدة تعمل فى النور .. نعم قد تكون هناك تجاوزات لبعض رجال الشرطة ولكن هل يكون التعامل معها بتشويه الشرطة والمساس بهيبتها أم بتطبيق القانون ومحاسبة المخطئ .. ثم ماذا بعد الهجوم على أقسام الشرطة وحرقها وسحل وقتل العديد من ضباط الشرطة دون إقامة إحتفالات لتكريم هؤلاء الشهداء مما يؤدى إلى إصابة رجالها بحالة من الإحباط والامبالاة .. أقول لمصلحة من يتم تركيع الوطن ولمصلحة من يتم تهميش القانون .. هل تريدون تحويل مصر إلى فوضى .. من الذى يملأ الفراغ ويحمى أمن المواطنين ويدافع عن ممتلكاتهم وأرواحهم .. لقد لعبت بعض الفضائيات المغرضة والمأجورة والصحف الصفراء الداعمة للفوضى والخراب دورا كبيرا فى ضرب جهاز الأمن المصرى تارة بالترويج لكليبات التعذيب الكاذبة وتارة أخرى بإختلاق حكايات مبالغ فيها حول سوء المعاملة فى أقسام الشرطة .. نرجو أن نلتزم الحذر حتى يعبر الوطن من هذه المحنة .. فعلى الإعلام المصرى والشعب المصرى أن يقوم بتكريم كافة ضباط الشرطة الشهداء الذين حموا أقسامهم ضد الفوضى والبلطجة والإرهاب .. على الدولة أن تكرم كل هؤلاء مما تعرضوا من إهانات وأن تطلق العنان للقانون للضرب بيد من حديد على كل السفلة والإرهابيين والبلطجية .. حماك الله يا أرض مصر وحمى شعبك الطيب والصبور ..

الأقباط ومليونية جمعة الغضب/ مجدي نجيب وهبة


** فى مقالنا السابق بعنوان "بلال فضل ورغبة الإنتقام ومليونية التحرير" ، وكما توقعت أن تنطلق الهتافات المدوية بإعدام مبارك ثم المطالبة بتفعيل دور الشرطة وتأجيل الإنتخابات البرلمانية حتى تتمكن الأحزاب من تكوين أعضاء يؤمنون بأفكارهم ولم نسمع عن دور للأقباط فى هذا المحفل ومما يثير الدهشة أن يكتب أحد الأقباط أن تعداد الأقباط وصل إلى 50 ألف علما بأن مجموع المتواجدين بأكملهم فى ميدان التحرير لم يتعدوا المائة ألف وربما كان أقل بكثير وهو ما يؤكد رؤيتى أن الدولة تسير فى طريق الإخوان ولست أدرى ما مغزى الهتافات التى إنطلقت عقب هذه الوقفة لتعلن الإنتصار العظيم للأقباط وإنكسار الإخوان فما هو الإنتصار الذى تحقق ولا نعلمه ، هل تم فتح الكنائس .. هل تم إقرار قانون بناء دور العبادة الموحد .. هل تم تحجيم القنوات التليفزيونية التى تسئ للأقباط .. هل تم تفعيل القانون من أجل النيل من الذين أساءوا للأقباط والذى تعودناه من السلفيين .. هل تفاعل أحد من المجلس المؤقت للوزراء مع هذه المظاهرة .. هل حضر أحد مندوبين المجلس العسكرى للتحاور مع المتظاهرين لتلبية طلباتهم .. هل أفرج عن الأقباط المعتقلين والذى قبض عليهم ظلما بقصد تنازل المعتدى عليهم فى مقابل إطلاق سراحهم .. هل تم تعويض أسر الذين قتلوا أبنائهم .. هل تم تعويض أسر الذين سلبت أموالهم وحرقت منازلهم .. هل تم الإفراج عن المظلومين الذين قبض عليهم فى ماسبيرو وإمبابة والعمرانية وجميع الأحداث التى هجم فيها الأقباط هل تم القبض على مفجرى كنيسة القديسين بالأسكندرية ليلة رأس السنة "بل بالعكس تم حفظ التحقيق لعدم وجود متهم واحد".. والكثير .. والكثير .. والكثير .. ولا أريد أن أكون داعيا للإحباط للذين يندفعون وراء شعارات وهتافات لن تؤدى إلى حل أى مشكلة ولكنى أتكلم بموضوعية على أرض الواقع .. أقيمت المظاهرة ولم تسفر إلا عن طلب واحد هو ضرورة محاكمة مبارك وهنا أقول ماذا يعنينا فى أن يعدم مبارك أو لم يعدم .. هل إعدام الرئيس السابق تجعل الصدور تهنأ وتدار عجلة الإنتاج وترتفع أسهم الدولة وتسدد ديوننا .. إن ما تم من تظاهرات 27 مايو هو نفس السيناريو الذى تم فى العراق .. صراخ وفوضى وغوغاء ثم محاكمات تم بثها مباشرة عبر وسائل الإعلام لإعدام صدام وكل وزرائه العاملين معه ولم تتغير العراق بل إنهارت دولة بأكملها ومازال يسقط يوميا مئات الضحايا فالدولة تعيش على بركان من الفوضى والدمار والخراب وهو نفس مطالب الذين تظاهروا 27 مايو .. هل هذا ما يسعى إليه الشعب المصرى وأقباط مصر أن تكون المظاهرات هى محاكمة رؤوس النظام السابق هى أولى المطالب .. أم تنطلق المظاهرات والإعتصامات للمطالبة بالمواطنة والحرية وفتح الكنائس المغلقة .. ماذا إستفدنا منذ إندلاع ثورة 25 يناير حتى نظل نصرخ بنفس المطالب السابقة منذ 40 عاما ومازلنا نصرخ بها دون أدنى إستجابة من أحد بل أن الأمور زادت سوء وهدمت الكنائس وحرقت البعض وأصبح مسلسل خطف البنات يوميا والشارع يشتعل بالطائفية ولم يعد أمام الإعلام المصرى والصحف المصرية وجميع الكتاب وجميع القنوات الفضائية إلا الكذب والتضليل وتأليف القصص للطعن فى الأقباط هذا بالإضافة إلى الإستضافة اليومية على جميع الفضائيات لجميع رموز الإرهاب والقتلة الذين أفرج عنهم مؤخرا لتلميع الإخوان والسلفيين حتى تحولنا بقضايانا ليس بالمطالبة بالحقوق بل بالدفاع عن الجرائم التى ترتكب ضد الأقباط والكنيسة وإنزوت بعض الأقلام للمسلمين المعتدلين الذين تعودنا معهم الدفاع عن قضايانا أن يتواروا خجلا وهم يتكلمون عن المواطنة ولا يجدون صدى لكلماتهم إلا فى البحث عن الندوات التى تعقد داخل الكنائس أو الإجتماعات المهمشة ، وليس فى الإعلام المقروء والمسموع أوالمرئى.. نعم إن هناك إستئصال لكل الأفكار التى دأبت على محاربة الفكر الظلامى والإرهاب .. تحولت بعض الوجوه لتجلد كل من تجرأ على محاكمة الإرهاب وتجريدهم من أفكارهم الدنيئة وكشف جرائمهم وفضح أيديهم الملطخة بالدماء منذ قيام ثورة 1952 وما قبلها وهم مازالوا يمارسون نفس الخساسة والكذب والتضليل فما هو الجديد على أقباط مصر منذ إندلاع ثورة 25 يناير وهذا السؤال أوجهه للواهمون والمزيفون الباحثون عن القصص الخيالية والأساطير الفكرية .. أدعوهم إلى النزول إلى الشارع المصرى والتحدث من خلال أرض الواقع .. كيف أصبحنا الأن وليس بالأمس .. كيف يتعامل الإعلام مع قضايا الأقباط .. كيف تتعامل الصحف مع قضايا الأقباط .. كيف تندلع الفتنة لتدمر ثلاث كنائس وتقتل 15 مواطن بسبب إحدى الداعرات التى أشهرت إسلامها لتبحث عن لذات جسدها وتترك ورائها أولادها وزوجها .. كيف تعامل الإعلام المصرى معها .. لماذا لم توقف الدولة هذه المظاهرات التى نظمها السلفيين وتعرضهم للكنيسة والأقباط بألفاظ بذيئة وإصرارهم على المطالبة بكاميليا شحاتة .. وأتساءل من هى كاميليا شحاتة وهم يدعون أنها أختهم .. أين هى الدولة للقبض على السفلة ولماذا لم يحاسب سليم العوا حتى الأن وهو الذى أطلق إشاعة أن فى الأديرة والكنائس أسلحة وفتيات مختطفات ، ثم عاد وإعتذر وتلون كالحرباء وعاد وأكد هذه االأكاذيب ثم يعود ويدعى البراءة وصارت فتواه قانونا شرعيا يمارسه بعض المتخلفين للمطالبة بإقتحام الكنائس والأديرة .. من زعم أن هؤلاء هم على حق فيما يفعلون .. لماذا لم يتم القبض عليهم ، هل يجوز أحد الأقباط أن يطالب بالتفتيش على منازل مشايخ الأزهر وحرمات مخادعهم ومساجدهم .. أعرف جيدا أن المساجد لا توجد بها سوى منبر للصلاة وربما غرفة أوغرفتين ودورة مياه ، فهم بالتأكيد لا يمانعوا ولكن الكنائس لها قدسيتها كما لمنازل الأقباط وكهنتهم قدسيتها ، وإذا فكر أحد من هؤلاء المتخلفين أن يقتحم كنيسة أو دير بغرض التفتيش فهذه تكون نهاية هذه الدولة الإرهابية .. هذه هى قضايانا يا أقباط مصر .. نحن لا يعنينا محاكمة النظام أو العفو عنه ولكن يعنينا أن تحل مشاكلنا التى نصرخ بها منذ أربعون عاما ، ولم يتغير شئ حتى الأن وقد كررت هذه الجملة أكثر من مرة .. ويبدو أنكم مصرون لا تفهمون وأن تقودون إلى الدمار والتخريب .. فماذا تنتظرون .. هذا عار عليكم وعار على كل الذين يطالبون بالتظاهر دون وضع حد لهذه الفوضى التى نعيش فبها ..
** نرجو أن ننتبه لتصرفاتنا وكلماتنا التى لن يستفيد منها سوى الإرهابيين والمرضى نفسيا والوصوليين وأنصاف المتعلمين والجهلاء .. لا تجعلوا من ثورتكم مادة للتنكيت بها فى الصحف فنحن لدينا مشاكل عديدة لم تحل مشكلة واحدة منها .. حددوا مطالبكم وقفوا صفا واحدا وإلتحموا جميعا فى هذه الأيام الرديئة وتلك الظروف التى سقطت فيها جميع الأقنعة عن الوجوه وأصبح الإضطهاد علنا ومحاربة الكنيسة ظاهرة علنية يمارسها جميع المسئولين ووسائل الإعلام وجميع الصحف دون إستحياء وقد قرأنا بالوفد منذ أيام قليلة ماذا كتب عن فتاة معتوهة إدعت كذبا أنها خطفت وأجبرت على تلاوة بعض كلمات الكتاب المقدس وأجبرت على وشمها بالصليب ... كان يكفى أن تكون هذه دعوة من جميع الأقباط ضد الجريدة .. ماذا فعلتم .. هل هناك دعوة قدمت للنائب العام .. هل هناك دعوة لغلق هذه الجريدة .. هل خرج الأقباط للتظاهر من أجل غلق هذه الجريدة الإرهابية كما حدث فى جريدة النبأ سابقا .. ماذا جرى لكم .. السياط تلهب ظهورنا واللعنات تصيب أولادنا وخطف الفتيات أصبح ظاهرة علنية .. وللأسف الشديد الجميع صامتون مغيبون وكل الذى يشغلنا هو الخروج للإعتصامات والتظاهر ومن يكون القائد لهذه الوقفات الإحتجاجية ؟ ..
** إن تظاهر جمعة 27 مايو لم يسفر عن فضح دور الإخوان ولكن الحقيقة أن الإخوان كسبوا فى هذه الوقفة فقد بدوا أنهم أكثر حرصا على مصلحة الوطن ومراعاة للظروف التى يمر بها الإقتصاد المصرى ووقع الجميع فى الفخ ، والفخ الأكبر هو إعلان المجلس العسكرى عن عدم التواجد حتى يتجنب الإحتكاكات التى ربما تنشأ عن الإنفلات الأمنى بينه وبين بعض المواطنون وهو ما يؤكد أن المجلس العسكرى سمع للإخوان ولم يسمع للذين تظاهروا يوم 27 مايو .. دعونا من هذا وذاك وإجعلوا أولوية المطالبة بحقوق الأقباط هى طريقنا الوحيد لحياة كريمة لنا ولأبنائنا .. وفق الله الجميع .

فتح معبر رفح خطوة هامة علي طريق السيادة الفلسطينية/ سري القدوة


مما لا شك فيه بان افتتاح معبر رفح ليكون فلسطيني مصري يعد خطوة هامة لرسم معالم المستقبل وليكون فلسطيني مصري بعيدا عن الاملاءات الإسرائيلية والرقابة .

فان كل ما حدث ويحدث الان داخل وخارج معبر رفح البري هو ثمرة هذه الثورة العظيمة، التي كان لها الفضل الوحيد في رفع المعاناة والحصار عن أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وأعادت لمصر هيبتها وكرامتها العربية وريادتها.

بداية شكرا لمصر وللمجلس العسكري الأعلى الذي فاجأ الجميع بمعاملته مع أبناء الشعب الفلسطيني وإجراءات فتحه لمعبر رفح حيث أن المعبر عاد معبر فلسطيني مصري بامتياز وبعيدا عن عوامل فتح المعبر وأسبابه إلا إننا نجد أنفسنا أمام حقيقة واقعية أن الشعب الفلسطيني اليوم بات في أول خطواته إلى تنفس الحرية والانفتاح للعالم وأننا نتطلع إلى قيام جمهورية مصر العربية والثورة المصرية إلي إعفاء كامل لأبناء قطاع غزة من التأشيرات والسماح للجميع بالتنقل إلي جمهورية مصر العربية بوابه فلسطين الجنوبية وحامية فلسطين عبر التاريخ ونتطلع إلى تسهيلات للطلاب في الالتحاق بالجامعات المصرية أسوة بالطلاب المصريين ودون أي شروط وخاصة كليات الأعلام والتنمية والاتصالات لما لذلك من أهمية علي تفعيل الواقع الفلسطيني والمساهمة الفاعلة في بناء الدولة الفلسطينية ومؤسسات الشعب الفلسطيني .

شكرا للثورة المصرية والمجد للشهداء وكل الشرفاء وأيادي الشباب الحرة العربية الأصيلة التي تحمل علم فلسطين في ميدان التحرير وتؤكد بان تحرير فلسطين وحريتها هي جزء لا يتجزأ من أهداف الثورة المصرية الأصيلة .

شكرا لمصر وللمجلس العسكري و المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يرعى انتقال مصر إلى الدولة المدنية ويعزز علاقات مصر العربية ودورها القائد في مختلف المجالات والداعم والمؤيد للشعب الفلسطيني بعيدا عن الشعارات الرنانة ومن اجل قضية فلسطينية عربية حرة .

شكرا لقاهرة المعز التي كان لها الفخر بان تحتضن المصالحة الفلسطينية وترعى اتفاق المصالحة بكل أمانه ودقة وإخلاص ووفاء .

شكرا لقاهرة المعز التي ناضل أبنائها ووقف ثوارها في مقدمة رأس الحربة للدفاع عن أمنيات وأهداف امتنا العربية في مشهد طالما كان حلما وتمنينا أن يكون واقعا نتلمسه ونعايشه بكل حب ووفاء .

شكرا لشباب الثورة الذين يعبرون عن رغبة كل عربي شريف في صنع التغير ويحمون المستقبل العربي الواعد ويتطلعون إلى التعبير وبصدق عن أماني الشباب العربي في ثورة حرة نزيه وتواصل من اجل أحداث التغير وتحقيق الوحدة العربية الشاملة علي كافة الأصعدة .

شكرا لكل من ساهم في انجاز هذا القرار الهام والاستراتيجي والجريء والذي يؤكد عمق العلاقة الفلسطينية المصرية، وهو منسجم تماماً مع نبض الشارع العربي والمصري والفلسطيني.

إننا وفي ظل هذا التغير يتطلع أبناء الشعب الفلسطيني إلى ضرورة أحداث تغير شامل في السفارة الفلسطينية بالقاهرة وضرورة وضع النقاط علي الحروف وتغير أسلوب العمل وانتهاج النمط الجديد في التعامل مع أبناء الشعب الفلسطيني حيث أن السفارة تمثل فلسطين كل فلسطين وهيا وجدت لتوفير الراحة لأبناء الشعب الفلسطيني والتعبير عن صوت فلسطين النابض فيتطلب من السفارة الفلسطينية في القاهرة أعادة أسلوب العمل مع أبناء قطاع غزة تمشيا مع نهج الثورة المصرية وتوفير كل الإمكانيات لدعم الشعب الفلسطيني بعيدا عن مزاجية البعض وأهواء البعض الأخر ودعم أبناء الشعب الفلسطيني داخل الوطن وخارجه وتمثيل فلسطين بصدق وبانتماء حقيقي ..

أننا نتطلع إلى ضرورة التغير وضرورة أنصاف كل الشرفاء والساهرين علي راحة أبناء الشعب الفلسطيني وتوفير الشروط الميسرة للتعامل مع أبناء الشعب الفلسطيني بعيدا عن الإجحاف ومن اجل مستقبل أفضل لعلاقة واقعية وعربية أصيلة مع مصر ثورة وقيادة وشعب أصيل يستحق منا كل الحب والوفاء والثناء أيضا .

وهنا يتطلب من السفارة الفلسطينية في جمهورية مصر العربية أعادة الاعتبار لسياسات الدخول والإجراءات الخاصة بمعاملة أبناء قطاع غزة كما فعل الأخوة المصريين لتكون بمستوي الحدث نفسه ولتعزيز علاقة السفارة والخارجية الفلسطينية بأبناء قطاع غزة .

وأننا نأمل ونتطلع ان تكون خطوة فتح معبر رفح خطوة علي طريق رفع المعاناة عن شعبنا في قطاع غزة الصامد وتساهم في رفع وإزاحة كل العراقيل التي تهدد المصالحة الفلسطينية وتساهم في تطبيق اتفاق المصالحة من اجل تأسيس وحدة وطنية حقيقية علي طريق الاستقلال الوطني وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها .



رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين

http://www.alsbah.net





خطاب نتنياهو: السلام أسير عقلية الغيتو الصهيونية/ نبيل عودة

سقط السلام في خطة السلام التي طرحها بنيامين نتنياهو. استمعت إليه، وكنت قد قررت أن ابتعد في نقاهة عقلية لأسبوع عن قضايا السياسة، فاخترت طابا المصرية.ولكني وجدت نفسي مسمرا أمام التلفاز، مستمعا أولا لخطاب الرئيس الأمريكي ، ثم لخطاب بيبي ، ثم لتراجعات اوباما، ولخطاب نتنياهو أمام مجلسي الكونغرس. ثم متصارعا مع نفسي لأكتب فكان غياب الحاسوب مكسبا ولكني عدت ملهوفا إلى عشيقتي المقيتة.
لست متفاجئا من مسرحية الرئيس الأمريكي . فهو على أعتاب انتخابات يشكل فيها اللوبي اليهودي الصهيوني وزنا نوعيا هاما . رغم أن العرب والمسلمين في أمريكا أكثر وزنا على ألقبان، وأكثر عددا بالأرقام، وربما دورهم الاقتصادي لا يقل تأثيرا، إلا أنهم غائبون مفسخون إلى طوائف وملل، وهذا لمسته شخصيا بزيارة شخصية للولايات المتحدة. بعضهم يحمل آلاما تجعله يكره كل ما يمت لوطنه بصلة، الذي غادره حاملا صليبه وجروحه الجسدية والنفسية، وبعضهم بلا عمود فقري فكري، بلا وعي إنساني أولي لقضايا أوطانهم وأبناء وطنهم، لا شعور بالانتماء إلى مجموعة، وغني عن القول لا شعور بانتماء إلى وطن عربي لم يقدم لهم المطالب الأولية لكل مجتمع بشري، فهل يقدمون له من وقتهم وطاقاتهم وجهدهم ما حرموا منه؟ عالم فاسد أنتج مهاجرين هاربين بلا انتماء، بغض النظر عن شهاداتهم، والنشطاء قليلون وبلا تأثير فعلي دون اصطفاف القوى التي يمثلونها وراء رؤية قادرة على جعل مرشحي الرئاسة مرعوبون من غياب الدعم من قوى من المفروض أن تمثل تأثيرا انتخابيا واقتصاديا على مرشحي الرئاسة.
يجب أن نفهم أن تأييد أعضاء مجلسي الكونغرس لا جديد فيه، فهم أكثر غباء من اليمين الإسرائيلي ، الذي وجه نتنياهو خطابه إليه عبر مجلسيهم، فكانوا أشد حماسة من اليمين الذي يريد نتنياهو أن يكسب وده في إسرائيل، والحق يقال أن نتنياهو نجح بوضع نفسه على رأس قيادة اليمين في إسرائيل ، متجاوزا منافسه الفاشي، وشريكه في السلطة، افيغدور ليبرمان.
إذن انتصر نتنياهو على ليبرمان في خطابه في بيتي الكونغرس، وهذا هو هدف الخطاب الأساسي!!
الإدارة الأمريكية ،كما يظهر، حملت نفسها مسؤولية إنقاذ إسرائيل من قادتها. أميل إلى أن اوباما في مواقفه، كان أكثر وعيا لمصلحة إسرائيل من رئيس حكومتها. لذلك لم يخطئ موقعي بيان الشخصيات الاجتماعية الإسرائيلية ، من أكاديميين ورجال فكر وأدب وفنون، وبعضهم حاصل على جائزة نوبل، وجائزة إسرائيل في العلوم ،في رسالتهم إلى قادة أوروبا، التي يطالبون فيها أوروبا أن تعترف بدولة فلسطينية في حدود 1967، ودعم التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة في سبتمبر القادم، مؤكدين أن السلام وقع أسيرا للعملية السلمية التي طرحها نتنياهو. وان على أوروبا أن تنقذ إسرائيل من قادتها.. كما جاء في الرسالة. التي أرسلت يوم ( 27-05-2011 ) كأول رد فعل من أوساط العقلانيين في المجتمع الإسرائيلي ، على الانحياز الكامل لرئيس الحكومة نتنياهو، لمواقف اليمين الأكثر تطرفا في المجتمع الإسرائيلي.
خطاب نتنياهو يثبت مرة أخرى، ولكن بوضوح غير مسبوق، أن إسرائيل تملك القوة، الكثير من القوة والقوة فقط، والإيمان بقوتهم فقط، وإنها تصر إن تبقى "غيتو" - منطقة انعزال اثني يهودي- في الشرق الأوسط. وان أي حل سلمي سيقود إلى انهيار هذا الغيتو.
تاريخيا أيضا، صهيونية هرتسل بنيت على نظرية الغيتو العنصري.وكل زعامة اليمين في إسرائيل ، من مناحم بيغين إلى بيبي نتنياهو، رأت بالغيتو اليهودي قوة وطريق للحفاظ على العداء لليهود (اللاسامية)، الذي يُولد حسب نظريتهم الدوافع لبناء القوة والقوة فقط بدون أي فكر أو منطق للتعامل المغاير مع المحيط الذي تعيش فيه إسرائيل. ويبدو واضحا أن بيبي نتنياهو يمثل هذا التيار الذي يرى بالغيتو مصدرا لقوة دولته. من هنا أيضا أضاف نتنياهو للغيتو اليهودي الذي يريد تعزيزه في إسرائيل حاجزا لا يمكن أن يتجاوزه العرب أو الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية،أي الاعتراف بالغيتو اليهودي، بينما الاعتراف بالدول ، أي دولة كانت، لا يمكن أن يجري إلا على أساس اسمها الرسمي الذي تسجلت فيه في الأمم المتحدة، وعلى أساسه اعترفت بها دول عديدة في العالم.
لماذا على الفلسطينيين أن يكون اعترافهم مختلفا ومذلا؟ ومبدئيا من الخطأ الاعتراف بغيتو، بل وقسم كبير من المجتمع الاسرائيلي يرفض هذا الغيتو اليهودي تحت اسم دولة، ويرون به خطرا زاحفا على مجتمعهم ومستقبلهم، في عالم منفتح ومتواصل ويرفض الغيتوات العنصرية، ويرى بها شرا على الجميع. ابراهام بورغ، رئيس الكنيست الأسبق ، ورئيس سابق للوكالة اليهودية ، وصف صيغة دولة يهودية بانها فنبلة موقوتة، ومواد متفجرة.. وانها النهاية لدولة اسرائيل.
أحاد هعام، أحد الشخصيات اليهودية ، وهو الاسم الأدبي لآشر هيرش ( غينتسبرغ) ويعتبر من أوائل المفكرين ومؤسسي التيار الصهيوني الروحي والانساني، ومن أهم الذين طرحوا فكر الهوية اليهودية العلمانية – الوطنية، رفض صهيونية هرتسل ، وقال إن مصدرها هي اللاسامية . وهي صهيونية لا تبشر إلا بالمآسي. وطالب بان تكون اسرائيل مركزا روحيا حضاريا، ولكن صهيونية هرتسل انتصرت وأضحت المنهج الرسمي لإسرائيل . وارى أن خطاب نتنياهو هو تأكيد على انه أفضل ممثل لصهيونية هرتسل، الغيتو ، اللاسامية، الرعب الدائم ، كل العرب نازيون، وخطابه يزيد انعزل إسرائيل دوليا ومنطقيا في الشرق الأوسط، ويعمق النهج اللاسامي والانعزال الغيتوي الذي ترى فيه قيادات اليمين الإسرائيلي نعمة ومصدرا لتصلبها واعتمادها على قوتها ، وفقط قوتها، ولا شيء غير القوة.
من هنا قراءتي لرسالة الشخصيات اليهودية الاجتماعية، برؤيتهم أن سياسة الاعتماد على القوة،وفكر الغيتو ، مدمرة لمجتمعهم ولخطابهم السياسي والاجتماعي، الذي لم يعد فيه خيار غير القوة، حتى في العلاقة بين الزوج والزوجة، بين الأفراد في الشارع ، وليس ضد الفلسطينيين والعرب عامة، أو العرب المواطنين في إسرائيل فقط.
هل يوجد شيء في السياسة الإسرائيلية اسمه سلام إسرائيلي فلسطيني؟
الصهيونية لم تبن فكرا قائما على حل ما أوجدته حرب إقامة دولة إسرائيل.أو رؤية للدولة في شرق أوسط بدون حروب وعداء، هذا يبدو لي واضحا جدا اليوم. ما يهم اليمين هو سلام يهودي. أي سلام بين الأكثرية من فئات المجتمع اليهودي. هناك إعلام واسع ومصادر تأثير هائلة على تشكيل الرأي العام داخل المجتمع الإسرائيلي. من الخطأ الاستهتار بها. أثبتت أنها القوة الموجهة اليوم للسياسة الإسرائيلية، لدرجة الصدام مع النظام الأمريكي بمعرفة قدراتهم على التأثير السياسي في عقر دار الإدارة الأمريكية.
رابين حاول صيغة مختلفة ، يمكن تسميتها "السلام الإسرائيلي" سلام لاسرائيل وسلام لشعوب الشرق الأوسط ، فكان مصيره معروفا، ويبدو لي أن حقائق كثيرة لم تقل بعد حول تصفية رابين ليس كشخص فقط ، إنما كطريق استطاع أن يجمع حوله أكثرية المجتمع الإسرائيلي في نهج جديد مختلف ، مع رؤية لضرورة إنهاء النزاع في الشرق الأوسط ، وإنهاء الغيتو اليهودي في إسرائيل. وتحرير إسرائيل من الماضي ( الكارثة ) الذي يدير سياستها ، وقد لمسنا نحن المواطنين العرب في إسرائيل ، عمق هذه التغييرات في فترة رابين، أيضا بالانفتاح على الجماهير العربية من حيث المخصصات والتطوير والتعليم والعمل ، بشكل احدث انقلابا ايجابيا ، واطمئنانا إلى أن النزاع في طريقه ليصبح ماضيا مؤلما للشعبين. وان المرحلة الجديدة هي مرحلة البناء والتقدم والتطور وليس العودة لساحات الحرب والغيتوات والانعزال.
وهل يمكن نسيان دور بيبي نتنياهو ، زعيم المعارضة في وقته، الذي قاد أشرس المظاهرات ضد رابين ونهجه الجديد، بل البسوه ثياب ضابط أس أس ألماني ، وحطة ياسر عرفات الفلسطينية، ورفعت شعارات تتهمه بالخيانة، ومصير الخائن معروف؟
إن أي قراءة لخطاب بيبي نتنياهو ، بدون الخلفية النظرية للصهيونية المسيطرة على النهج الرسمي لحكومة اليمين في إسرائيل، ستكون ناقصة ومجرد طرح شعارات بلا مضمون يكشف عمق ما يقود إلى هذا النهج.
من ناحية أخرى لا بد من ملاحظة: إن غياب نظام عربي يعي متطلبات الساعة، ويعي مصالح العالم العربي الإستراتيجية، ويفهم أن قوة إسرائيل ليست قوة دولة من 7.5 مليون إنسان، بل دولة أكبر من العالم العربي مساحة وسكانا، وأكثر تطورا علميا وتكنلوجيا وعسكريا، هو من المسائل التي تساهم في الدعم الأمريكي لإسرائيل، وفي استمرار إسرائيل بنفس النهج الذي يرى الكثيرين من اليهود أنفسهم مخاطره على مستقبلهم ومستقبل دولتهم نفسها.
لا بد من تغيير عربي لا أراه متوفرا في الفترة الزمنية القريبة. ولكن هناك أدوات واليات يمكن تسخيرها وجعلها مؤثرة دوليا على الأقل في المرحلة القريبة.. ومنها العمل السياسي الجماهيري، سياسة نفطية عربية، بدء بناء الصرح العلمي والاقتصادي العربي، وتطوير الجامعات والأبحاث، وبالطبع الديمقراطية كقاعدة مطلقة لنظام الحكم والمجتمع.
nabiloudeh@gmail.com

بين خطاب نتانياهو في الكونغرس وخطاب نصرالله في النبي شيت/ يوسف أمين


استمع العالم هذا الأسبوع إلى خطاب السيد نتانياهو رئيس وزراء إسرائيل أمام الكونغرس الأميركي بشقيه النواب والشيوخ والذي يمثل المجلس التشريعي لأكبر دولة ديمقراطية في العالم اليوم. وإن دلّ استقبال السيد نتانياهو في هذا المجلس العريق وبالشكل الذي تم فيه على شيء فإنه دلّ على احترام الولايات المتحدة لدولة حليفة مع صغرها ولرئيس وزراء ينتخب من الشعب ويسقط بارادة هذا الشعب كما هي حال هؤلاء الذين يستقبلونه في واشنطن.

الديمقراطية التي تحاول الولايات المتحدة تصديرها إلى العالم كطريقة محببة لادارة الشعوب لم تنشأ من العدم ولا هي كانت اختراع أمريكي، فقد مورست في دول عديدة ولعهود طويلة مع مساوئها ومحاسنها وأهم ما فيها أن الهيئة التنفيذية تكون منوطة بمجموعة أو حزب منتخب من الشعب ليدير البلاد بحسب إرادة هذا الشعب ويسقط أو يستبدل فور مخالفته لهذه الارادة أو عندما يشعر الشعب بالحاجة للتغيير.

في افتتاح خطابه ذكّر نتانياهو الكونغرس بأنه رئيس حكومة في دولة ديمقراطية وبأنه يفهم معاني الديمقراطية الأمريكية جيدا ومن خلالها قدّم طروحاته عن رؤيته لحاجات إسرائيل ومصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط والعالم.

لم يعرض نتانياهو فقط المشاكل ولا تباكى على الأطلال أو طلب المساعدات ولكنه قدّم أيضا الحلول كما يراها وتكلّم عن مخاوفه ومخاوف دولته وشعبه.

بالطبع وقف هذا الكونغرس في استقباله لنتانياهو تحية لدولة إسرائيل الحليفة للولايات المتحدة، ولكنه وقف أيضا عدة مرات تحية لشخصية رئيس وزراء هذه الدولة وطروحاته ورؤيته. فهو لم يهاجم بدون سبب ولم يتشبّص بآرائه ولا فرضها؛ لقد عرض المشاكل من وجهة نظره وعرض معها الحلول التي يتصورها هو، وكلها قابل للتنفيذ بالمفهوم الأميركي للديمقراطية ولحرية الشعوب وحقها بتقرير المصير، خاصة إذا ما ترافقت بقبوله المسبق وضعها على طاولة المفاوضات.

قال نتانياهو بأن إسرائيل يجب أن تكون أول دولة تعترف بدولة فلسطين لا آخر دولة، ولكن تعالوا نتفق على الأسس، وأولها أن يعترف الفلسطينيون بدولة إسرائيل نهائيا وبحقها في العيش جنبا إلى جنب مع دولة فلسطين العتيدة فلا يشكل أحدهما خطرا على الآخر.

طرح نتانياهو حلا مقبولا للعودة؛ فكما يحق لكل يهودي في العالم (وهم لا يتجاوز عددهم 12 مليون) أن يهاجر إلى الدولة اليهودية في إسرائيل، يحق أيضا لكل فلسطيني أينما كان في العالم إن في مخيمات المنطقة أم في بلاد الشتات أن يهاجر إلى الدولة الفلسطينية وأن يتمتع بجنسيتها إذا ما أراد ذلك.

تحدث نتانياهو عن الحدود ولم يقل بأنها لن تكون حدود 67 ولكنها قد تعدل بحسب رأيه في بعض المناطق ومن خلال المفاوضات، وأشار إلى استعداده لتنازلات "مرة". كما تكلم عن رفضه لحماس كشريك في التفاوض لأنها لا تعترف بحق إسرائيل في الوجود. فعندما فاوضت منظمة التحرير الفلسطينية إسرائيل في أوسلو أضطرت إلى القبول بتغيير شعاراتها التي كانت، كما شعارات حماس اليوم، ترفض وجود إسرائيل.

تكلّم نتانياهو عن شعوب البلاد العربية التي تسعى إلى التغيير وهو تمنى أن تنجح في التقدم باتجاه الديمقراطية. وذكر ثورة الأرز وما قامت به، ولكنه نبّه إلى أن مخاطر تحيط بلبنان بسبب استمرار حزب الله بالتقدم باتجاه الحدود بالرغم من القرارات الدولية ووجود قوات اليونيفيل. وتكلم عن إيران وبرنامجها النووي الذي لا يهدد إسرائيل وحدها بل العالم. ولكنه لم يتكلم عن سوريا، وقد يكون هذا التصرف نوع من عدم التدخل بالشأن السوري لأن الأمور لا تزال غير واضحة هناك بنظره.

بالمقابل، وفي ما يسميه يوم التحرير، خاطب السيد نصرالله جمهوره في كلمة مسجلة كالعادة جرى عرضها في بلدة النبي شيت هذه المرة (ولا ندري لماذا تغيير موقع العرض، هل لكي يكون أقرب إلى سوريا؟) وكعادته هاجم الولايات المتحدة رئيسا وممثلين ولم ينسى أن يهاجم إسرائيل بالطبع.

من المؤكد بأن السيد حسن لا يعني للكونغرس الأميركي أكثر من أنه ناطق باسم منظمة إرهابية تأخذ من لبنان مركزا لها وتصادر قرارات طائفة بكاملها تجييرها للحرس الثوري الإيراني ومشاريعه في المنطقة، وهو الأبعد عن مفهوم الديمقراطية التي يجلها الأمريكيون. ولذا فمن الطبيعي ألا يقارن من قبل الكونغرس بالسيد نتانياهو. ومن غير المعقول أن يستقبل في الكونغرس فكيف بالحفاوة التي استقبل الأخير بها. ولكن الكونغرس الأميركي الذي يمثل أكثر من 300 مليون نسمة وأكبر قوة اقتصادية وعسكرية في عالم اليوم، يأخذ بعين الاعتبار، بدون شك وبجدية قصوى، كل ما يقوله السيد حسن وجماعته، وذلك من مبدأ حرية الرأي والاستماع إلى الآخر، ولذا فإن السيد الذي يعرف ذلك يتوجه في جزء كبير من خطابه إلى آذان الأميركيين ليسمعهم تعليقه على ما يدور وتهديده بالويل والثبور. ولكن هل هذا في صالح لبنان وشعبه؟

السيد حسن الذي كان عوّد اللبنانيين فيما مضى على مقاربة الأمور بجدية وعلى التعلّم وأخذ العبر من أعدائه لم يفعل ذلك في خطاباته الأخيرة ولا هذه المرة، بل قارب الموضوع بخفّة اعتاد عليها شارع صدّام وجماهير "صوت العرب"، وهي عدم التمعّن بما يقوله الغير والاكتفاء باجترار الشعارات الفارغة. ففي تعليقه على ما قاله الرئيس أوباما لم يسمع إلا أنه تراجع عن حدود 67 أما فيما قاله نتانياهو فهو لم يسمع سوى الدولة المنزوعة السلاح، ونحن نسأل لماذا يريد الفلسطينيون السلاح إذا ما اتفقوا مع أعدائهم على كل شيء وأصبح لهم دولتهم المتعاونة مع كافة الجيران والتي تعيش في حالة سلام كامل في منطقة تسعى كلها للملمة جراحها والمضي نحو بناء مستقبل الأجيال التي تحلم بالكثير من التقدم والازدهار.

ولكن السيد حسن ليس من هذا العالم إنه من عالم "الجهاد في سبيل الله"، وكأن الله عز وجل طلب أن يقتل الناس من أجل اسمه وأن يستمروا بالقتل والحقد بدون هوادة وبدون رادع وألا يسعوا للصلح.

السيد حسن لا يعتبر حق الشعوب بالعيش بحرية، فهو يمثل الولي الفقيه ودولته وليس بحاجة أن ينتخب أو أن يقبل به شعبه، فسلطته من عند الولي وليست من عند الناس. والسيد ليس بحاجة إلى أن يرفّ له حفن عندما يفقد 2000 وأكثر من أهله وكل البنى الفوقية والتحتية، فهؤلاء لا قيمة لهم في حساباته. بينما نتانياهو يخاف على شعبه بالتأكيد، ويخاف أن يقلق اي إسرائيلي على أمنه أو حياته. بالنسبة للسيد حسن إن خوف نتانياهو من صواريخه هو نقطة ضعف أما بالنسبة للكونغرس الأميركي فهي مسؤولية وبعد نظر.

أعجب السيد بالخطة السورية الجديدة في استعراض الفلسطينيين على الشريط في الجولان وفي جنوب لبنان لتضليل الرأي العام والتغطية على ما يدور في سوريا وبنفس الوقت إعطاء برهان واقعي على ما قاله السيد رامي مخلوف حول ربط أمن إسرائيل واستقرارها بأمن واستقرار النظام في دمشق. والكل يعلم عدد القتلى الذين سقطوا في حروب جماعة السيد على الفلسطينيين في مخيمات بيروت يوم التزم الرئيس الأسد الأب مشروع السيطرة على بقايا عرفات في لبنان. وهؤلاء ليسوا بأفضل من أهله الذين قتلوا في حرب تموز ولن يكونوا بأكثر من أحجار شطرنج في اللعبة التي اخترعها الفرس أنفسهم ولا يزالون ينفذونها بدماء العرب وفي حروب عبثية.

والسيد لا يرى الشعب السوري مطلقا ويتساءل أين هو وأين مطاليبه؟ فهو يرى فقط النظام المتحالف مع أسياده في طهران ويشدد على ضرورة المحافظة عليه لأنه "نظام ممانع" ومهما فعل فخطاياه مغفورة بسبب ذلك.

يحاول السيد أن يتبرأ من التدخل في سوريا كما في اليمن قبل ذلك أو في العراق وكزاخستان (وطهران) وغيرها من "المهمات الجهادية" التي ينكر أنها حصلت وأنه دفن لبنانيين سقطوا في مثيلاتها ولم يعلن عن أمكنة سقوطهم، وهو يقول بأن لا شيء يخفى في لبنان (صحيح) ولكنه مع ذلك ينسى أو يتناسى معتقدا بأن اللبنانيين لا ذاكرة لهم مع أن الاعلام تكلم عن مثل هؤلاء حيث دعي أركان الدولة إلى حضور احتفالات تأبينهم وكتبت مقالات عنها فهل يريد السيد فتح ملفات كهذه؟ أم أن الهموم والسنين قد بدأ تأثيرها بذاكرته؟


السيد وأشباهه الذين يريدون وقف عجلة الزمن والعودة بشعوب المنطقة إلى الوراء يحلمون فهم قد أيقظوا ماردا كان نائما بتبجحهم وعنجهيتهم ولا يزالون يعتقدون بأنهم سيهربون من المقدّر و"كل من حفر حفرة لأخيه وقع فيها" بدون شك، فكيف إذا ما زال يحاول الحفر تحت نظر أخيه هذا بينما يأسف الناظرون من حوله لقصر نظره وتماديه في غيّه.

شتان إذا ما بين وقوف نتانياهو أمام الكونغرس الأميركي وحديثه عن السلام والازدهار والتقدم للجميع ومحاولته تفهم مشاكل الآخرين، من وجهة نظره طبعا (وبالرغم من التباين بين موقفه والموقف الفلسطيني في بعض النقاط)، وبين السيد الذي التزم الحفرة ولا يزال يخاطب الناس منها بتعالي ومن خلال الشاشة ويطلق النظريات ويهدد الشعوب وكأنه رسولا من عند الله وهو لا يعرف ابسط صفات الله التي ينشدها كل صباح ويكررها خلال النهار المسلمون وغير المسلمين في شتى اصقاع الأرض وهي الرحمة ثم الرحمة.

نأسف بأن السيد الذي صادر قرار اللبنانيين وسجن آمالهم وحبهم للسلام في قمقم حقده لا يزال يتباهى من حفرته ويستمع له بعض صغيري النفوس بينما تنام الدولة اللبنانية التي سلبت كل أشكال الكرامة على حرير الانسحاب الإسرائيلي الذي سمته تحريرا فتعيّد له وتتغنى به وهي لم تفعل سوى استبدال محتل خارجي دخل لبنان غصبا عنه وبسبب عدم وجود سلطة تحمي أمن الحدود المشتركة بينهما وتضبط عناصر التخريب فيه وهو كان توسّل إليها أن تعود لتأخذ مكانها الصحيح وتتحمل مسؤوليتها الرسمية، استبدلته بمحتل آخر لا حدود مشتركة معه استعمل سكانا لبنانيين لتخريب الأمن والاستقرار في لبنان وتضييع فرص السلام على أبنائه وتقسيم مجتمعاته طوائف متناحرة يملؤها بالحقد الذي يزرعه بينها بأسلحة وأموال رفضها الشعب اللبناني في مرات متعددة وطالبت القرارات الدولية بجمعها في يد الدولة. هذه الدولة التي، وبالرغم من وعود رئيسها بأن صدرها يكفي لاستيعاب كل أبنائها وخاصة الموجودين في إسرائيل وغيرها من بلاد العالم، لم تستطع حتى الآن أن تفي بوعدها ولا أن توقف مسرحية اتهام الناس بالعمالة كلما حشر حزب الله في موقف ليلجأ إلى الانتقام من اللبنانيين باتهامهم بعقد العمالة التي يعتاش منها.

كلمة أخيرة لمن تبقى من دول العرب ألا تأخذوا بالسم الذي يبثه أمثال هؤلاء وابقوا على طرحكم بطلب السلام للمنطقة ولا تدعوا همجية القرون الوسطى تحول دون حلول سلام يعيد إلى الشعب الفلسطيني كرامته في أن تكون له دولة تعيش بسلام مع كل جيرانها وتسعى لخير أبنائها وتتعاون على الخير الذي يكفي للكل. فلتتوقف أبواق التعبئة والحقد وليكن طلب السلام هو الغالب أما التفاصيل فيمكن التفاوض حولها ولنا من مشكلة طابا وحلها بالتفاوض أفضل مثال. كفا متاجرة بفلسطين وأهلها والحقوا نتانياهو "إلى باب الدار" فربما استطاع أن يفي بوعده فتنشأ دولة فلسطينية قادرة على الحياة بالتعاون مع جارتها إسرائيل ولما لا؟..

*المركز الماروني للدراسات الستراتيجية
تورونتو – كندا

الإصلاح .. الإشكاليات والضرورة د. عيدة المطلق قناة


أصبحت الدعوة للتغيير والإصلاح السياسي اليوم دعوة مشتركة من الداخل و الخارج .. بل إن قوى الخارج كثيراً ما اتخذت هذه الدعوات الطبيعية والمشروعة للشعوب ذريعة لتبرير التدخلات الأجنبية حتى بلغ بها الصلف حد التدخل في صياغة وتوجيه قيم ومسارات هذا الإصلاح .. مما جعله في كثير من الأحيان لا يصب بالضرورة في خانة المصلحة الوطنية لكثير من الأقطار .. بل - على العكس - فكثيراً ما شكل التدخل الخارجي ضغطاً على السلط والأنظمة وفرض جملة من الإشكاليات على مسيرة الإصلاح كان منها :

1. إطلاق العديد من الفزاعات للضغط على الأنظمة لدفعها نحو المزيد من الارتماء في أحضان القوى الدولية الضاغطة وحماية مصالحها .. مما شجع السلط والإنظمة على التلكؤ في خطى الإصلاح.. والسير بإصلاحات شكلية لإجهاض التغيير الحقيقي ، عبر تفصيل منظومة من القوانين الناظمة للحريات العامة .. وإجراء انتخابات شكلية أساسها تزوير الإرادة الشعبية .. وتشجيع قيام منظمات – شبه شعبية – وأحزاب سياسية وظيفية متربطة بالأنظمة لإعادة إنتاج النظام .. وتوجيه حركة التغيير والإصلاح بحسب اتجاهات رياحها الخاصة عبر آليات الضغط والقمع والمنع والاحتكار واغتيال الشخصية .. مما أدى إلى جمود ومراوحة الحركة الإصلاحية حيناً وتراجعها بل وتوقفها وانتكاسة ما تحقق من منجزات أحيانا أخرى ..

2. تجذّر الأزمة السياسية، - خاصة بعد اتفاقية وادي عربة – التي ساهمت في تفاقم التوتر وخلق فجوة في الثقة بين قوى السلطة، وقوى المعارضة بل ومعظم مكونات المجتمع الأردني - السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافة والعرقية والإثنية- ..

3. انعكست الأزمة السياسية بمكوناتها المعقدة على مآلات الخطط والمبادرات الإصلاحية المتعددة التي استهلكت الكثير من الوقت والحوار والجهد .. فذهبت كلها في غياهب الأدراج يلفها النسيان ويكسوها الغبار .. وتسبب في جدل حول جدوى لجان الحوار ( ومن أمثلته الجدل الذي قام حول لجان الحوار الثلاث : لجنة قانوني الإنتخاب والأحزاب .. ولجنة التعديلات الدستورية .. ولجنة الحوار الاقتصادي ).

4. ولعل من أصعب إشكاليات الإصلاح " الارتباك في الحالة الثقافية" الناشئ عن انحياز بعض النخب الأكاديمية والثقافية لخيارات السلط والأنظمة .. فقد شكل هؤلاء اختراقاً سالباً للحالة الثقافية .. حين ارتضت بعض هذه النخب بأن تكون بوقا من أبواق السلطة .. بل أحد أخطر أداواتها القمعية .. فمارست كل ما تمتلكه من أدوات التخويف والابتزاز .. وأذاقت الشباب أشكالأ متعددة من المر والعلقم.. وخلقت حالة معاناة قاسية للالاف من خيرة شباب هذه الأمة !!

5. ولعل من تأثيرات هذه النخب الأكاديمية والثقافية نشوء تيار "التخويف" من مسار الإصلاح السياسي، ويضع العراقيل في طريقه، عبر إطلاق جملة من الفزاعات المرعبة لبث الذعر لدى أصحاب القرار من جهة وفي داخل المجتمع من جهة ثانية .. كما يقومون بتقديم النصائح لمن يستشيرهم من أصحاب القرار .. وغالباً ما تكون نصائحهم بـ"التشكيك بوطنية وانتماء القوى المطالبة بالإصلاح" بل تصل في كثير من الأحيان إلى اغتيال الشخصية ضد العديد من الرموز الوطنية ..

6. أما الإشكالية المركبة التي تعيق بالفعل الحركة الإصلاحية على الصعيدين الشعبي والحكومي فهي إشكالية الفساد المتفاقمة والتي اخترقت معظم الطبقات السياسية والمجتمعية وطالت البرلمان والنقابات والجامعات.. صار عندنا حيتان للفساد ومسؤولون يمارسون من الفساد أعمقه.. فاسدون يتعاملون حتى مع المافيات يقدمون الرشى ويستقبلونها .. يستغلون وظائفهم العامة وهم على رأس عملهم .. ومنهم من يتولى قيادة مؤسسات بالغة الحساسية .. فساد قد لا تصدقه العقول .. فساد أعاق التنمية وتسبب في تراجع الأداء الاقتصادي .. وتراجع فرص الاستثمار .. وتسبب بالتالي في تفاقم أرقام البطالة بمعدلات غير مسبوقة .. ناهيك عما ينشأ على ضفاف الفساد والبطالة ومخرجاتها من أزمات أخلاقية وأمنية خطيرة باتت تهدد الأمن والسلم والاستقرار المجتمعي والوطني



إن هذه الإشكاليات وغيرها تتحمل جانباً مهماً من المسؤولة عن انقسام التنظيمات والنخب السياسية..وما يعكسه هذا الانقسام من قراءات متباينة للمعادلة السياسية واستحقاقات المرحلة المقبلة وأولويات الإصلاح وأبعاده ومستقبله ...وتطرح العديد من التساؤلات لعل من أهمها :

· هل تقبل القوى الوطنية السكوت إلى مالا نهاية على ما يطرح من "فزاعات" وفي مقدمتها : "الفزّاعة الإسلامية" .. و"الفزاعة الأمنية" .. و "فزاعة الوطن البديل.. أو التركيبة السكانية" .. ؟

· ألسنا أمام حالة مزعجة من عدم الاحترام للشعب الأردني .. تسوغ فرض الوصاية عليه .. والتشكيك بإمكانياته وذكائه .. بالترويج لعدم نضجه وعدم جاهزيته للديمقراطية والحرية ؟؟

· ثم أمام حالة الانقسام في المشهد الإصلاحي ماهي الأولويات الأردنية وما هي الحدود الدنيا للقواسم المشتركة بين قوى الإصلاح .. وما الذي ينبغي تغييره؟ وما الذي ينبغي الإبقاء عليه؟

· أما على الصعيد الثقافي .. ألسنا بحاجة إلى إعادة تشكيل الحالة الثقافية بما يسمح بدور مركزي للمثقفين في حركة التغيير بعيداً عن ثقافة الوصاية والتدجين والتجويف؟؟

· ألسنا بحاجة إلى إعادة تعريف الكثير من المفاهيم والمصطلحات التي تم مسخها وتشويهها واستخدامها بشكل جائر ..ولعل من أبرزها مفاهيم ( الوطنية .. والولاء .. والانتماء .. )؟

· ثم أمام التشكيك واغتيال الرموز المتواصل .. ما هو المطلوب من الجبهة الوطنية للإصلاح؟

إن التصدي لمعالجة الإشكاليات التي تواجه مسيرة الإصلاح .. والرد على التساؤلات .. يستلزم بالضرورة : الإسراع في عملية الإصلاح .. وصولاً إلى التغيير المنشود حتى آخر الشوط.. فتشغيل عجلة الإصلاحية بالسرعة اللازمة هو من الضرورات الملحة التي تستلزمها عملية إعادة الثقة بين الأردنيين والتي لن تستقيم حياتنا الوطنية بدونها .. أما المماطلة والتلكؤ في العملية فستفاقم التوتر وتعيق الحركة ..بما يؤدي حتماً إلى المزيد من التآكل في مقدرات الوطن والشعب .. ناهيك عن ما يمكن أن ينشأ عن حالة الجمود من أخطار تهدد الأمن والسلم الاجتماعي والوطني بل والقومي!!

إن الحراك الإصلاحي والاحتجاجي بعد جهود وطنية كبيرة استغرقت أكثر من عام ، وفعاليات غطت كافة محافظات المملكة ..أسفر في أول خطواته العملية عن قيام "الجبهة الوطنية للإصلاح" وإعلان بيانها الإصلاحي .. فهذه الجبهة تعتبر خطوة متقدمة على هذا المسار وأحد أهم الآليات المحركة لعجلة التغيير وتطوير أدواته ووسائله وبرامجه .. فليمض الأردنيون بحراكهم نحو أهدافهم المشروعة في التغيير والإصلاح وصولاً إلى دولة مدنية ديمقراطية يتمتع شعبها بالحرية والكرامة والعدالة ..


إضراب العاملين في (الأونروا) ليس في محله!/ عبد الكــريم عليـــان

Elkarim76@hotmail.com
قبل أن نبدأ بتحليل نزاع العمل بين العاملين في وكالة الغوث الدولية (الأونروا) بغزة وبين إدارة الوكالة التي آلت إلى إضراب شامل للعاملين فيها مدة يومين متصلين، هما: الأربعاء والخميس الموافق 18و19 من الشهر الجاري، وكان إضرابا تحذيريا قد يتبعه إضرابات أخرى.. علينا أن نقدم نبذة مختصرة عن نشأة الأنروا وعملها، حيث تأسست وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 302 (خامسا) في 8 ديسمبر/كانون أول عام 1949 لغرض تقديم الإغاثة المباشرة وبرامج التشغيل للاجئين الفلسطينيين. وقد بدأت الوكالة عملياتها الميدانية في أول مايو/أيار عام 1950 وفي غياب حل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، تقوم الجمعية العامة بالتجديد المتكرر لولاية الأونروا.. واستمرت في تقديم خدماتها حتى يومنا هذا في خمسة مناطق جغرافية، تسمى مناطق عمليات وكالة الغوث الدولية حيث يتواجد تجمعات اللاجئين الفلسطينيين، وهي: الأردن ويبلغ عدد اللاجئين فيها ما يقارب1.700 مليون لاجئ، وفي سوريا ما يقارب 350 ألف لاجئ، وفي لبنان أيضا 350 ألف لاجئ، وفي الضفة ما يقارب نصف مليون، وفي غزة ما يقارب المليون لاجئ، أي ما مجموعه أربعة ملايين ومائتي ألف من اللاجئين.. وبالطبع في بداية عمل المنظمة كانت تقدم لهم كافة الخدمات الضرورية لرعايتهم واستمرار بقائهم، ومع طول المدة تقلصت هذه الخدمات واقتصرت على ما يسمى بالحالات الاجتماعية ما عدا خدمات محدودة في مجال التعليم والصحة.. وتبلغ ميزانية الوكالة السنوية ما معدله نصف مليار دولار أمريكي ثابتة، ونصف مليار أخرى طوارئ.. ويقوم على إدارة هذه الخدمات ما يقارب 30 ألف موظف يرأس الصف الأول منهم عدد كبير من الكوادر غير العربية والفلسطينية يلتهمون جزءا كبيرا من ميزانيتها علما بأن الدول العربية تساهم بشكل لا بأس به من ميزانيتها... ما هو جدير بالذكر أن السياسة التي كانت متبعة في السابق كانت موحدة على مناطق العمليات الخمس، أي ما يجري تنفيذه في غزة يجري تنفيذه في الضفة وكذلك في لبنان وسوريا والأردن، إلا أنه من جديد بدأت هذه السياسة تتغير كل حسب البلد المضيف، وما يراه مناسبا مدير العمليات في ذلك البلد وما يتلاءم والسياسات الدولية بخصوص توطين اللاجئين.. وهذا يعني تقزيما لدور الأونروا المنوط بها في الحفاظ على حقوق اللاجئين الفلسطينيين حتى يعودوا إلى أراضيهم وديارهم التي طردوا منها بالقوة، ولا شك أن هذه السياسة بدأت تحاك مؤخرا في أروقة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية تمهيدا لإلغاء عمل الأونروا وإلحاق اللاجئين الفلسطينيين بالمفوضية العليا لشئون اللاجئين الدولية والتي من مهمتها توطين اللاجئين في العالم.

يومي الإضراب توقفت نشاطات الوكالة في كافة مخيمات قطاع غزة حيث تعطل عن الدراسة ما يقارب مائتان وستون ألف طالبا وطالبة عشية الامتحانات النهائية للسنة الدراسية الحالية، كذلك أغلقت كافة المراكز الصحية التي تقدم رعاية صحية لأكثر من عشرين ألف مريض يوميا من بينهم أصحاب الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري والقلب وجميعهم يحتاج إلى علاج ورعاية يومية، وكذلك تراكمت أكوام القمامة داخل مخيمات قطاع غزة مما زاد من الوضع الصحي سوء على السوء المتراكم مما ينذر بكارثة بيئية فيما لو استمر الإضراب، وأيضا توقفت الخدمات الاجتماعية في مراكز التموين التي ينتظرها أصحابها بفارغ الصبر.. وبالتأكيد يوجد من بين الناس الآلاف لا يوجد في بيوتهم حفنة من الطحين مما زاد من حنقهم وغضبهم على الإضراب ومن قاموا به لأنهم أغلقوا باب الفرج الذي كانوا ينتظرونه، وكذلك توقفت مشاريع البطالة والأنشطة المختلفة التي يستفيد منها أناس كثر.. العاملين المضربين بالوكالة أدرى من غيرهم بها..

لو ناقشنا النزاع الدائر بين العاملين وإدارة الوكالة بهدوء وتروي لوجدنا الخاسر الوحيد منه هو شعبنا، وحجم الخسارة لا يمكن أن تساوي مرتب ثلاثة موظفين تم توقيفهم أو فصلهم من العمل طيلة الحياة.. نحن لا نعرف كم وفرت الوكالة من مصاريف في يومي الإضراب؟ لكن تلك الأموال بالتأكيد يمكنها أن توظف أكثر من ثلاثين عاملا جديدا.. ونعرف أن الأمور لا تقاس بهذه الطريقة، لكن موظفي الوكالة الذين حافظوا طيلة الوقت على تنفيذ سياسة الوكالة وبرامجها، سواء السلبي منها أم الإيجابي هل سيعوضون الناس خسارتها، ومن سيكون المسئول عن الكارثة لو حصلت؟؟ وبالتأكيد هناك حالات تضررت من الإضراب لا يمكن تعويضها.. والسؤال الموجه للقائمين على الإضراب هو: هل كل العاملين في وكالة الغوث قد التزموا بالإضراب؟؟ أم أن هناك من العاملين في الصف الأول لم يلتزموا بالإضراب، بل هم الذين يقدمون التوصيات والقرارات للمفوض العام ويحثوه بعدم الالتزام بمطالبكم المشروعة مثلا ؟؟ إذا كان الإضراب هو من أجل ثلاثة موظفين أخلوا بالقوانين حسب بيانات الوكالة، فمن المؤكد أن الوكالة لديها لجنة تحقيق من الموظفين أنفسهم واعتمدت على قراراتهم وتوصياتهم في حكمها على الموقف، بينما اعتمدت لجنة العاملين التي قررت الإضراب على القضاء الغزي الذي برأ المتهمين الثلاثة حسب بيانات لجنة العاملين.. إذن ما ذنب الناس؟؟ نصدق من منهم؟ لماذا لم تلجأ لجنة العاملين إلى القضاء كي يحكم بينهم؟؟ والسؤال الأخطر هو: ما هو وظيفة محكمة العدل العليا في هذه القضية؟ حيث تضرر من الإضراب أكثر من مليون مواطن في غزة؟؟

هذا لا يعني أن الوكالة منزهة ولديها شفافية كبيرة في إدارة أنشطة تقوم على تمويلها كل دول العالم تقريبا.. فالكل يعرف حجم الفساد الذي ينخر في عظم هذه المؤسسة من رأس الهرم إلى قاعدته وسبق أن ناقشنا هذا الأمر في إضراب سابق للعاملين أيضا، ونشر في عدة مواقع وصحف بتاريخ:22/11/2009 تحت عنوان "فساد الأونروا وإضراب العاملين فيها.." واستندنا في مقالتنا تلك على ما نشره في حينه المراقب المالي العام للوكالة.. لكن الإضراب هذه المرة حسب بيان اتحاد المعلمين ولجنة العاملين في الوكالة لم يكن على مستوى المسئولية التي يجب أن تليق بمستوى تنظيم نقابي كبير مثل اتحاد الموظفين في وكالة الغوث الدولية، كما جاء في البيان الذي أصدروه يوم الإضراب المذكور، حيث انتقد البيان سياسة الوكالة في انعدام الشفافية في التعيينات إلى سياسات وقرارات العقاب البدني التي أصبحت سيفا مسلطا على رقاب المدرسين ويهدد أمنهم الوظيفي ـ حسب ما جاء في البيان الذي نشر في شبكة فلسطين للحوار... إن اتحاد الموظفين يعرف ويدرك مدى الخلل في نظام التوظيف في وكالة الغوث، بل إن الموظفين أنفسهم هم من يمارسون الطرق الملتوية والمحسوبيات سواء كانت شخصية أم سياسية؟؟ حتى العقاب البدني الذي يطالب المعلمون بإعادة استخدامه كي يحميهم ويحفظ أمنهم الوظيفي..!! أي بلاهة هذه التي تصدر من المربين اللذين أمنّا عليهم أبنائنا وبناتنا؟؟ هؤلاء الذين لا يؤدون الأمانة المهنية ولا الأمانة العلمية ؟؟ وإذ يؤكد هؤلاء بأن عدد من الموظفين أو العاملين قد توظفوا عن طريق الرشاوى والمحسوبيات، فكيف يدافعون اليوم عن هؤلاء الذين سرقوا مهنة ومكان غيرهم؟؟ هل قرار الفصل أو التوقيف لثلاثة موظفين هي سياسة ممنهجة سوف تطول الجميع؟ أم أن هؤلاء الثلاثة حقيقة هم في موقع الشبهة ومحل للتحقيق؟ وهذا لا يعني أننا ندافع عن سياسة الوكالة والإجراءات التي قامت بها، ولا كذلك أيضا أننا ندافع عن الثلاثة المفصولين أو نتهمهم بقدرما نناقش ما وصلت إليه الأمور.. قولوا لنا يا معلمين إذا ما استخدمتم العقاب البدني ضد أبنائنا كيف سيحفظ أمنكم الوظيفي؟؟ هل هي هذه الطريقة الصحيحة في التربية؟؟ أهذا ما تسعون له؟؟ هذا هو المجتمع الذي تسعون لتطويره وتقدمه؟؟ ألا تدرون أن المعلم عندما يلجأ لاستخدام الضرب أو العنف هو شخص غير سوي ويلجأ للعنف عندما يفشل أو يعجز عن استخدام طرق أخرى أكثر جدوى وفعالية؟؟ قولوا كم من أطفالنا قد تضرر نتيجة استخدامكم للضرب؟ وأن كثيرا من هذه الحالات لا تدري إدارة الوكالة عنها أصلا ؟؟ وفي أغلب الأحيان تحل وجاهيا وبطرق المخترة مع إدارة المدرسة والأهالي الذين يتعاطفون معكم بحجة الفصل وانقطاع الرزق والراتب أيضا؟؟

بالطبع هناك الكثير من الإيجابيات والمطالب المشروعة جاءت في البيان، ومن المؤكد أن هناك كثيرا من القضايا التي تخص العاملين في الوكالة منها ما هو قضايا تتعلق بأفراد أو جماعات، كلها تحتاج إلى جهد نقابي مستمر حتى تجد لها حلولا مرضية، لكن من المؤسف أن يكون من بين العاملين أنفسهم من يستهزئ بحقوق الصغار أو يعمل على طمس قضاياهم والالتفاف عليها من أجل الحفاظ على عليائهم وسلطاتهم وامتيازاتهم التي وصلوا إليها من خلال علاقاتهم الشخصية، أو نتيجة لاضطهاد وتعسف بحقوق آخرين سواء من العاملين، أم من المستفيدين من خدمات الوكالة وبرامجها، والأمثلة كثيرة على ذلك بدء من قطع التموين عن اللاجئين في سبعينات القرن الماضي، ونهاية بتقليص الخدمات الأخرى، وسرقة وهدر أموالا هائلة من برامج وأنشطة عديدة لا يستفيد منها شعبنا بشيء.. لماذا لم يحتج اتحاد الموظفين ويعلن الإضراب عندما تمس سياسة الوكالة الخدمات التي تقدمها للناس، وهم أدرى الناس جميعا حين يخطط لها، ويقومون بتنفيذها هم وليسوا غيرهم؟؟ العمل النقابي يا اتحاد الموظفين نعم! للحفاظ على حقوق العاملين والارتقاء بهم... لكنه أكثر رقيا وحضاريا عندما يحافظ على حقوق شعب بكامله..

يا للعــــار/ أنطـــونـــي ولســـن

عرضت القناة التاسعة للتلفزيون الأسترالي عبر برنامج 60 دقيقة مساء يوم الأحد الموافق 15 من شهرمايو من هذا العام 2011 ، نقلا عن برنامج 60 دقيقة الأميركي ، فضيحة ما حدث للإعلامية الأميركية لارا لوجان تحت عنوان :
Lara logan Breaks Her Silence
لم أتمكن من مشاهدة البرنامج :، لكن أشكر الأستاذ نظمي أنطونيوس لغزارة إرسالاته الينا والتي منها هذا الإيميل الذي يحتوي على فيديو للبرنامج الأميركي 60 دقيقة ، ومقال مختصر بالعربية تعليقا على ما حدث بعنوان :
فضيحة عالمية ... الإعتداء الجنسي على إعلامية أمريكية في وسط ميدان التحرير...
ظهرت الإعلامية على شاشة التلفزيون .. إمرأة تتميز بجمال هاديء ينم عن شخصية قوية وبدأت تقص حكايتها في ذلك اليوم .. يوم الجمعة 11 من شهر فبراير من هذا العام 2011 وكانت في ميدان التحرير لنقل الأحداث الدائرة منذ يوم الثلاثاء 25 من شهر يناير من هذا العام 2011 ، اليوم الذي أطلق عليه " يوم الغضب في مصر " ، والذي كان إعلانا عن ثورة شعبية ضمت شبابا من الجنسين ومن جميع طوائف
الشعب المصري الذين إتفقوا عن طريق الفيس بوك على التجمع في ميدان التحرير في قلب القاهرة . واجهت تلك الجموع صعوبات عدم الإيمان بما يفعلون وخاصة رجال الدين والتنظيمات الدينية في بداية الأمر . والغريب في الموضوع بعد أيام قليلة من ذلك التجمع رأينا فلول رجال الدين والتنظيمات الدينية تتصدر وتتحدث في محاولة للأقناع بأنهم هم أصحاب الفكرة والرأي .وهذا ما أساء إلى الثورة ، ثورة شباب خرج ليصرخ بصوت عال يطالب بحرية وطنه مصر من سلطان نظام فاسد سمح للبعض بإفساد المجتمع المصري بإسم الدين والدين منهم بريء .
هذا التجمع الهائل من الشعب المصري والإصرار على تحقيق ما خرجوا لأجله جعل العالم ينظر إليهم كأبطال إستطاعوا الصمود في مواجهات إجهاض ثورتهم وخاصة ما عرف بموقعة الجمل وإستشهاد العديد من شباب مصر في تلك الموقعة والتي إتضح أن بعضا من رجالات النظام السابق كانوا وراء ما حدث .
كنا نتابع الأحداث بكل فخر وترفر قلوبنا فرحة لليقظة والصحوة الوطنية التي تجمع الشعب المصري ليس فقط بالقاهرة ، بل في جميع أنحاء الوطن حول فكر ورأي وإصرار وقلب رجل واحد ... إرحل .. إرحل يا مبارك . ثماني عشرة يوما لم يتحرك أو يتزحزح أي من المعتصمين في ميدان التحرير في القاهرة أو في أي مكان أخر قيد أنملة . ذلك شجع بقية أبناء مصر على الخروج والإنضمام مع المعتصمين الذين تعدت أعدادهم الملايين .
شارك تلك الفرحة العديد من الإعلاميين الغربين والعرب ، وكان من بينهم الإعلامية الأمريكية لارا لوجان التي كانت نشأتها في جنوب إفريقيا والتي ظهر عليها التوتر وهي تستعيد ما حدث لها في ميدان التحرير في ذلك اليوم .
تحدثت لوجان في ذلك اللقاء الذي بثه برنامج 60 دقيقة من القناة التلفزيونية الأمريكية ، أنها كانت تراقب جموع الشعب المصري الذي ما أن سمع بتخلي الرئيس السابق محمد حسني مبارك حتى أخذت الجميع الفرحة الغامرة وتحول ميدان التحرير إلى مكان كبير تقام به إحتفالية عظيمة فأخذوا يصفقون ويرقصون ويطلقون الزغاريد فرأت أن تكون وسط الحدث فأخذت مجموعة العمل التي معها وبدأت تسأل والكاميرا تسجل وتهافت المحتفلون حولها فرحين بنجاحهم بإسقاط رأس النظام محمد حسني مبارك وكانت هتفاتهم إرفع راسك فوق إنت مصري.
بدأت قوة بطارية الكاميرا تضعف مما عكس على قوة الأضاءة التي بدأت تخفت وتنطفيء .
الشعب الذي زلزلت هتفاته الأرض والمكان وهو يصيح ويردد المقولة العظيمة " إرفع راسك فوق إنت مصري " تحول فجأة إلى وحوش ضارية وجدت فريستها في المذيعة الشقراء ويبدو أن الشعر الأشقر " البلوند " يهيج غرائز بعض فئات المصريين المشاركين في فرحة تحقيق الحلم وبدأ شبقهم الجنسي الرخيص يثير غرائزهم و يحركهم وبدأ صوتهم يقترب حتى وصل إلى أذن المصري المصاحب للمذيعة فحذرها من مخاطرهم لكن التتار إزداد إقترابهم من الفريسة وعلا زئيرهم وهم يصيحون إسرائيلية .. إسرائيلية وتم الهجوم الغاشم على المذيعة التي جاءتهم لتشاركهم فرحتهم وتخبر العالم بعظمة مصر والشعب المصري فإذ بها لا تستطيع الجري ولا الدفاع عن نفسها ولا أحد إلى جوارها وفشلت محاولات المصري المرافق لها من حمايتها وإبعاد الأذي عنها ، وتلقفتها أيدي الذئاب البشرية تغتصبها بأصابعهم من الأمام ومن الخلف بعد أن مزقوا ملابسها وأصبحت شبه عارية وخارت قواها ولم يرحمها أحد ...
سالت دموعها عندما وصلت إلى هذه النقطة من الأحداث خاصة منظر من يأخذون لها صورا وهي في هذا الوضع . بدأ التأثر واضحا وهي تستمر في سرد ماحدث لها في تلك الليلة السوداء وكيف كانت تصرخ وتصرخ ومع كل صرخة إغتصابات حتى كادت أن تستلم للموت لكنها تذكرت طفليها فبدأت في المقاومة والصراخ وهم يشدون شعرها ويهزون رأسها وجسدها .
وحدثت المعجزة التي أنقذتها من بين أنياب الوحوش البشرية علي شكل مجموعة من النسوة المصريات اللائي أستطعن إختراق جحافل التتار والوصول إلى الفريسة المنهارة ويشكلن دائرة حولها وحمايتها إلى أن جاء من نقلها إلى إحدي المستشفيات القريبة ثم عودتها إلى أميركا وبقائها بالمستشفي لعلاجها من الأذي الذي أصابها .. الأذي الجسدي لم يكن أشد ألما من الأذي النفسي الذي كان واضحا وهي تسرد مأساتها .
وأتعجب ماذا حدث للمصريين ""!! أستباحوا فعلتهم الشنعاء بالإدعاء عليها أنها إسرائيلية دون إحترام حق الضيافة بغض النظر عن اللون أو الجنس أو الدين فهل هذه شيم المصريين العرب المؤمنين ؟؟؟!!!
لقد جلبتم العار على مصر وكل المصريين أينما تواجدوا ..
يــــا لـــلـــعـــار ...
حقيقة أنها فضيحة عالمية بكل المعاير أن يعتدى جنسيا على إعلامية أمريكية ذهبت إلى ميدان التحرير لتشهد وتسجل أهم حدث في تاريخ مصر الحديث والمعاصر فإذ بها تقع فريسة حيوانات آدمية أخذت تغتصبها دون حياء أو خجل .
فهل المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تولى مسئولية حكم البلاد في تلك الليلة أن يزيح عن مصر والمصريين الشرفاء عار تلك الفضيحة التي أصبحت عالمية ويعمل على القبض السريع لمن قاموا بذلك العمل المخزي ويقدمونهم إلى المحاكمة وخاصة أن صور البعض أظهرها الفديو واضحة ويمكن الإستدلال على أصحابها وتقديم إعتذارا مصريا رسميا للأعلامية لارا لوجان وعائلتها ، وتقديم أوسمة تقديرية إلى كل إمرأة حرة مصرية ساهمت في حماية الضيفة التي أهانها بعضا من ذوي الأخلاق المنحطة .
وبهذا ... وبهذا فقط يمكننا أن نقول ونردد فعلا وقولا وعملا .. إرفع رأسك فوق .. أنت مصري ...
فهل حقا يمكن للمجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يمسح هذا العار من فوق جبين مصر أم الدنيا ؟؟؟؟؟؟!!!!!!

الطائفيّة إلى زوال/ شوقي مسلماني



المراقب الموضوعي للواقع اللبناني يلاحظ أن النظام اللبناني القائم على الطائفيّة هو نظام أقل ما يُقال فيه إنّه دون طموح كل مواطن يتطلّع إلى مستقبل أفضل له ولأبنائه.
وفي اللقاء الأخير للجنة المتابعة لإسقاط النظام الطائفي في لبنان الذي عُقِد في سيدني جرى التطرّق إلى الحراك الثمين للناشطين في كل المناطق اللبنانيّة من أجل إسقاط النظام الطائفي والتفاعل الإيجابي مع هذا الحراك الذي يجري مراكمته من دون هوادة إيماناً راسخاً إن الوطن باقٍ والطائفيّة إلى زوال وهي التي تقسم أبناء الشعب الواحد إلى مزارع خوف وأنانيّة وكراهية وإسفاف سياسي.
وجرى التداول بشأن إرسال عريضة إلى السفارة اللبنانيّة في كانبرا موقّعة من أبناء الجالية وأحزابهم وروابطهم الثقافية والأدبيّة والإقتصاديّة وجمعيّاتهم الخيريّة تعلن فيه تأييدها لإسقاط النظام الطائفي البغيض.
ومن ضمن النشاط في التعريف بالنظام الطائفي في لبنان وتخلّفه عن مواكبة روح العصر وتقديماً للبدائل ومنها النظام المدني الذي يحاكي النظام المدني في أستراليا مثالاً لا حصراً جرى التوافق على ندوة في حزيران المقبل سيتم الإعلان عن موعدها المحدّد في الإعلام المحلّي والعديد من المواقع الألكترونيّة.
لا للنظام الطائفي الجائر ونعم للدولة المدنيّة العادلة.

حاكموهم يرحمكم الله/ رأفت محمد السيد


ســـؤال يتردد فى الشـارع المصـرى ويشغل بال المواطـن البسـيط ، لماذا التأخير المبالغ فيه فى محاكمة رموز الفسـاد وعلى رأسـهم الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك ؟ إن التأخر فى إصدار الأحكام هو نوع من أنواع الظلم ، إن البدء بمحاكمة الرئيس المخلوع ووزير داخليته سوف تهدئ من نفوس جميع المصريين لاسيما فى جرائم قتل المتظاهرين إذا ماثبت إدانته بإصدار قرار إطلاق النار على المتظاهرين ، والشعب على علم بعد ذلك أن الإجراءات القانونية بشأن قضايا الفساد السياسي واستغلال النفوذ ونهب الأموال بطبيعتها تأخذ وقتا طويلاً لجمع الأدلة وتوصيف الجرائم.، أن تطهير البلاد من الفساد المالي والسياسي ومحاكمة كلِّ رؤوس النظام البائد ليس مطلبا، وإنما هو قرارٌ أصدره الشعب المصري لارجعة فيه ولاعدول عنه ولقد بات تحقيقه ملزم للجميع، فهو أمرلا يخضع للبحث والمداولة، وإلا فلا معنى للثورة بوجود المفسدين والقتلة ؛ لأنهم أسباب رئيسية في فساد وتردِّي أوضاع البلاد، إن الشعب المصري يرفض تماما تأخير محاكمة القتلة والفاسدين والمجرمين من النظام السابق وفى مقدمتهم الرئيس المخلوع ؛ لأن التباطؤ يُسهم في زيادة عدد ضحاياهم وهو ظلم للشعب،ا أن محاكمة مبارك ضرورية بتهم الفشل السياسي وانتهاك مواثيق حقوق الإنسان التي حدثت طيلة عهده، وخاصةً خلال أحداث الثورة؛ إذا ماثبت بالفعل إصداره أوامر للعادلي بقتل المتظاهرين والسؤال الذى يتردد فى الشارع المصرى مالذى يمنع محاكمة مبارك حتى هذه اللحظة لاسيما بعد تنحيه وتخليه عن السلطة ليصبح مواطنا عاديا شأنه كسائر كل مواطن مصرى عادى يحاكم على اى جريمة ارتكبها بما فيها سرقة المال العام إذا وجدت وكذلك مدى تورطه فى قتل المتظاهرين وكذا محاكمته بتهمة الخيانة العظمى لشعبة وهناك المادة (81) من الدستور الحالى كفيلة بمحاكمته لأنها تمنع على رئيس الجمهورية أثناء رئاسته مزاولة مهنة حرة او عمل تجارى او مالى او صناعى او ان يشترى او يستاجر شيئا من اموال الدولة او يؤجرها او يبيعها وكذلك الاقارب حتى الدرجة الرابعة ، فهذه المادة كفيلة بمحاكنه محاكمة عادلة ، أناشد المجلس الأعلى للقوات المسلحة حث القضاء المصرى الذى نثق فى نزاهته وعدالته بسرعة محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك وجميع أفراد النظام البائد بشكل فوري كما أطلب من المجلس العســـكرى تحقيقا للشــفافية الســـماح بتصـــوير المحاكمات ليس فقدانا للثـقة فى القضــاء المصــرى ( حاشا لله ) وإنما هو ضمانة للشعب والقضاء معا ، ضمانه للقضاء الآ يحدث ضده تأثير وضمانة للثورة والشعب صاحب السيادة ، لاسيما وأن بوادر شك وريبة تولدت لدى الشعب من تأخر المحاكمات التى ما حركها أو عجل بها سوى الضغط الشعبى من جموع الشعب المصرى الذى بات شغوفا بسماع الأحكام الرادعة لهؤلاء الفاسدين – إن سرعة صدور الأحكام سيحقق الأمن والطمأنينة لمصرنا الحبيبة لأنه سيتخلص من رؤوس الفساد التى مازالت تدبر وتخطط بنفوذها وأموالها من داخل السجون لزعزعة الإستقرار داخل البلاد - إن البطء فى إصدار الأحكام ضد هؤلاء الطغاة سيصيب الشعب المصرى بخيبة أمل ، بل سيصيبهم بالإحباط من عدم تطبيق سيادة القانون على الجميع فالكل سواء أما م القانون – ارجوكم حاكموهم من اجل ترسيخ العدل ، أرجوكم حاكموا من اذاقوا الشعب مرارة الظلم والقهر والإستعباد ،ارجوكم حاكموهم يرحمكم الله

المثقف العربي ووجدانية التعامل مع السياسات الأمريكية/ سامي الأخرس

علينا أن لا نتلقف بالعواطف والوجدانيات كل ما يصدر عن البيت الأبيض لأن التجارب علمتنا أن نتعامل بحظر شديد مع الخطاب السياسي الأمريكي، ونقرأ أبجدياته بنظرة أكثر عمق.
فالتاريخ الأمريكي يعتبر إسرائيل أو يتعامل معها كإحدى ولاياته الإستراتيجية في المنطقة، التي تحافظ على مصالحه.
وهذا التصريح الذي يُحذر إسرائيل ما هو سوى دغدغة للمشاعر العربية في ظل حالة التثوير التي تعيشها شعوبنا ضد الأنظمة، وهي تدرك أن القضية الفلسطينية جوهر الصراع، ولها مكانتها لدى كل عربي وجدانياً وقومياً وتمثل القضية والهم الأساسي له.
لكن؟؟؟ هذا لا ينفي أن هناك بداية لإمكانية التأثير على الشعب الأمريكي من خلال تعرية إسرائيل أمام العالم سياسياً، وكشف تعنتها وهضمها لحقوق الشعب الفلسطيني. فهي استطاعت هزيمتنا إعلامياً منذ عقود نظراً لتعاملنا العاطفي والوجداني وعدم قدرتنا على قراءة الواقيعة السياسية التي غاب عنها الساسة المخضرمين أولاً، ووسائل الإقناع ثانياً في الخطاب العربي عامة، والفلسطيني خاصة، وهو ما استطاعت الشعوب العربية أن تتعامل معه بتحركاتها السلمية نحو الحدود، وبدء الدعوات لمسيرات مليونية نحو فلسطين، مما أثر بل وسيؤثر على الرأي العام الدولي عامة، والأمريكي خاصة كونهما يدركا أن هناك تحركات شعبية إنطلقت بشكل وجداني، وهو ما يؤكده محاولات الولايات المتحدة الأمريكية التعامل معه بوجدانيات مقابلة، من خلال مخاطبة الرأي العام العربي وفق محاكاه نفسية وجدانية تميز الشعوب العربية.
كما أن الولايات المتحدة الأمريكية تدرك وتعلم جيداً أن استحقاق سبتمبر(أيلول) قد اقترب وهناك إجماع دولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية مما سيشكل مأزق للولايات المتحدة وإحراج أمام سقوط إدعاءاتها في العراق وافغانستان، وتصبح أكثر عري أمام شعوب العالم، والمنطقة.
ورغم ذلك علينا أن نكون أكثر حظر ووعي وواقعية في التعامل مع الخطاب الأمريكي ومحاولة استثمار ما هو إيجابي منه، وأن لا نقع فريسة هامشيتنا، وتثبتنا بالقشور كما تعاملنا مع العولمة التي جذبتنا لقشورها فقط دون محاولة الاستفادة من مضمونها والإيجابيات التي تحملها، كونها أرعبتنا بنظرة المثقف العربي لها وتهويله لمخاطرها وسلبياتها، فتسلقنا باب الأتوبيس وتركنا المقاعد لغيرنا يستريحوا عليها، وهو الداء الدائم والمتجذر بنفسية المثقف العربي الذي ينحو دوماً للتعامل بإنتقائية وهامشية تحتكم للعاطفة والوجدان، فتهوى كل عاتيات الرياح أمام قوة الزوابع التي تجرنا وتلقي بنا لهاويات الأمور.
إذن فالخطاب الأمريكي الذي وجد اهتماماً كبيراً سواء بالمتابعة أو الكتابة لم يخرج عن طور الخطاب التقليدي للولايات المتحدة الأمريكية سوى بالشكليات والتلاعب بالمرادفات، والمسميات التي تحمل بريقاً وطعماً مختلف عما سبقه، ولكن به نفس السموم الناقعة التي تفتك بالجسد والروح.
وهنا لا بد من إعداد رؤية أكثر عمقاً وشمولية تستثمر حالة التثوير والاستثوار التي تعم شعوبنا العربية، واستغلالها في تشكيل قوة ضاغطة على الولايات المتحدة من خلال تهديد مصالحها في المنطقة بمقاومة شعبية جماهيرية، وكذلك حصار إسرائيل بحزام جماهيري شعبي ضاغط ومستمر، إضافة لدعم القوى الفلسطينية في إنجاز مصالحة وطنية شاملة تعتمد على الرؤية الوطنية الصادقة والخالصة، والإرتقاء بجهود المصالحة بعيداً عن ترسيخ مفاهيم الحزبية والمحاصصة التي نلمسها في جهود القائمين على المصالحة في الوقت الحالي، ورسم خارطة موحدة وواضحة تحدد السياسات العامة في كيفية التعامل مع القضايا الرئيسية المرتبطة، والمتثملة بحالة الاستنهاض الشعبي العربي، وقضية العراق، والتحالفات التي تتضح معالمها رويداً في المنطقة.
Samyakras_64@ hotmil.com


حينما تعلم درعا وشقيقاتها العرب والعالم أجمل كلمة كوردية/ لافا خالد

في هذه الجمعة المباركة فرحنا حدَّ البُكاء ، بكاء ممزوج بالدم الطاهرلشهداء انتفاضة شعب سوريا في وجه الطاغية وزبانيته , في هذه الجمعة حيث شعور الأنتماء العميق والوحدة المتكاتفة الرائعة لكل أبناء وطننا الحبيب بكرده وعربه , مسلميه ومسيحيه كنا نفرح بعمق أننا انتفضنا في وطننا سوريا عن بكرة أبينا تيقنا أننا قاب قوين أو أدنى ليصبح الوطن جميلا حرا بياقة بيضاء نسينا لغة البكاء الذي ورثناه من حاكم إلى جلاد وكلهم من سلالة الوحش حيثُ " جمعة ازادي " الجمعة التي جمعتنا لا حلما فحسب بل ولغة تبادلناه ، بل ومزجناه ، في وطن قالت مدنها بالكردية " جمعة ازادي " بل كان صباح خير جمعتنا وكلمة السر في هذا اليوم كوردية وكانت " ازادي" لا يحتاج أن اكتب إنها تعني "الحرية " لان جنرالات الثورة وهم أطفال سوريا، لان أمراء الثورة وهم شباب سوريا، لان أميرات غدنا وهن جميلات سوريا قد علموا لا العرب من المحيط إلى الخليج لوحدهم بل والعالم كله بان ازداي هي الحرية وان الحنجرة التي تنشدها هي حنجرة الغد. أو ليس الغد، صوت ينادينا، كي نتحرر من صوت وسوط جنجاويد سوريا من شبيحة الأسد الثاني والأخير . بين "كلمة سر" جُمعتنا الكوردية وجنرالات الثورة السورية من أطفال وشابات وشباب سوريا كان السؤال عن السر الذي جعلت سوريا كلها تتوحد وتتكلم الكردية والأحزاب الكوردية التي انشغلت وأتخمت لعبة الانشطار الحزبي وتفريغ حزب من حزب , هل هي نهاية عصر الأحزاب وبداية صوت الشباب؟
متى نريح المليون؟:- رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة ، ورحلة الحرية للوطن تبدأ بمدينة ، لن نسال إن كانت حماة 82 أو قامشلو 2004 أو درعا 2011 أو مدن أخرى في هذا الوطن ، لان مدن سوريا بلا حدود ، في سوريا تُختصر الوطن في مدينة وتَّكبر المدينة في وطن. سوريا اليوم وضع العالم في حيرة، كانت الفضائيات لا تعرف حين التعليق عن هوية المدينة ، إن كانت عربية أو اثورية أو سريانية أو كردية ، لان الملامح السورية هي هي والكل كانوا يهتفون اليوم بالكردية. سنهتف غدا بالاثورية وبعدها بالسريانية بكل لغات سوريا ولهجاتها لان الثورة قزح والقمع كالموت حيث ينتفي اللون.
ويبقى السؤال عن الجمعة المليونية، السؤال موجه لمن بقي في صمته، لمن يشاهد شبيحة يقتل طفلة، لمن يسكت عن اعتقال السوريات في سجون الشبيحة، لمن لم يخرج من عبوديته، لمن يخجل من طفل يحمل حجرا بوجه دبابة ظهرها إلى الجولان وفوهتها صوب الأطفال، لمن يخجل من جميلة سورية يكتشف في موقفها وشجاعتها قبح الصمت. سؤال موجه لهم ( أليس الصمت مشاركة في القتل، أليس الصامتين في زمن الثورة أشباح وشبيحة وسط الشعب ؟) اخرج من صمتك فالصمت خيانة حينما يقتل الأطفال في وطن يحكمه الأشباح.
عن الجمعة الذهبية:- لن ينقل الشباب الثورة الى المساجد، لان المساجد كانت عبر تاريخها ثورة، سيعلنون عن عاصمتهم الثورية ، وعاصمة الثورة الشبابية هي الساحة ، ولحين الإعلان عن الساحة، عن العاصمة، عن التجمع المليوني وخيام الثورة والغناء في تلك العاصمة ومسابقات في قراءة القران الكريم والاستماع إلى أجراس الكنائس ومطاردات شعرية بين شعراء الثورة وحفلات زواج ثورية يبقى عرس الدم هو المشهد الرئيسي... لنعلن عرس الثورة ونوقف عرس الدم.. لنعلن عاصمة الثورة في ساحة تجمعنا بشرا حالمين بغد أفضل ... لم تبقى إلا الخطوة الأخيرة في ثورتنا للاننقضاض على بقايا النظام السوري المتهالك المجرم ، وهي جمعة الاعلان عن الساحة والخيم الثورية كي ننهي مخيمات اللاجئين وكل عربي هو فلسطيني وكل من يعيش ما بين المحيط والخليج هو في ارض محتلة لحين انتصار خيمة الثورة وانهاء خيمة الشتات.
لنجتمع في ساحة .. في جمعة.. نسمع التكبير وصوت المؤذن ولتقرع اجراس الكنائس والعودة للوطن ولنسمع سوية لسميح الاشقر ونردد معه
ياحيف اخ ويا حيف زخ رصاص على الناس العزّل ياحيف وأطفال بعمر الورد تعتقلن كيف، وانت ابن بلادي تقتل بولادي. وظهرك للعادي وعليي هاجم بالسيف, ياحيف يا حيف وهذا اللي صاير ياحيف . بدرعا ويا يما ويا حيف سمعت هالشباب يما الحرية عالباب يما. طلعو يهتفولا، شافو البواريد يما. قالو اخوتنا هن ومش رح يضربونا، ضربونا يما بالرصاص الحي. متنا. بايد إخوتنا باسم امن الوطن، واحنا مين إحنا واسألوا التاريخ. يقرا صفحتنا مش تاري السجان، يما كلمة حرية وحدا هزتلو اركانو، ومن هتفت لجموع يما اصبح كالملسوع يما، يصلينا بنيرانو، واحنا اللي قلنا اللي بيقتل شعبو، خاين. يكون من كاين. والشعب مثل القدر، من ينتخي ماين، والشعب مثل القدر، والامل، يا حيف
ولتكن الجمعة القادمة جمعة الشاهد الشهيد أحمد بياسي " نصرة لمعتقلينا في سجون ذئاب سوريا