ايار الكفاح والعمال/ شاكر فريد حسن

ايار شهر يحمل في طياته الخير لجميع الناس البسطاء الطيبين ، وكان موسم طقوس العبادة في بابل ومصر القديمة .وايار شهرالمناسبات الانسانية العظيمة المجيدة ، وشهر الكفاح والثورة العمالية الطبقية الحمراء، وشهر العمال والكادحين والمضطهدين ومحبي السلام العالمي ، الذين يحيون ذكرى الانتصار على النازية والفاشية كأسوأ افرازات المجتمع الراسمالي في سني انحطاطه.
وايار شهر التضامن مع المشردين والمهجرين من ابناء شعبنا الفلسطيني ، وفيه نحيي ذكرى النكبة والتشريد من الوطن .
وايار شهر "الاتحاد" اعرق الصحف الفلسطينية التقدمية ، وسنديانة شعبنا الباقية ، التي تحتفل فيه بعيدها المتجدد . هذه الصحيفة التي ترأس تحريرها ولاول مرة امرأة مناضلة ومكافحة هي الاخت الزميلة عايدة توما سليمان ، وذلك بعد وفاة رئيس تحريرها السابق الدكتور احمد سعد.
وفي الأول من ايار تحتفل الطبقة العاملة الكادحة وجميع قوى التحرر والتغيير والأحزاب الديمقراطية والتقدمية والنقابات العمالية اليسارية بعيد العمال العالمي، تعبيراً عن فرحتها بالنضالات الطبقية والانجازات الهائلة التي حققتها انتفاضة وثورة عمال شيكاغو . هذه الثورة التي احدثت تراكمات كثيرة وافرزت تراثاً ثورياً سيظل زاداً وزوادة لكل الطامحين والحالمين بالعدالة والحرية والمستقبل والتقدم الاجتماعي. وكذلك تكريماً للطبقة العاملة ، أكثر طبقات المجتمع ثورية واستعداداً للتضحية والمشاركة في العمل الثوري والنضالي التحرري بغية التخلص من الظلم والقهر والاضطهاد القومي الطبقي والاستغلال البشع الفاحش ، وتجسيداً لوحدة اهداف ومصالح العمال في كل مكان . ووفاءً لكل الذين سقطوا على مذبح النضالات الطبقية والثورية ، التي لا تعرف الحدود والفواصل ، رغم تعدد الانتماءات القومية والوطنية .
ولا شك ان راس المال لا يعرف حدوداً له في مرحلة الامبريالية ، ولا يهمه سوى تحقيق المزيد من جني الأرباح على اكتاف العمال ومن عرقهم وكدهم ، ما يجعل أبناء الطبقة العاملة وأمل الكادحين في خندق موحد، وفي الخط الأمامي لمواجهة وحش الاستغلال وغول الفقر والجوع والفاقه والاستعباد وسلب انسانية الانسان.
لقد اثبت التاريخ ان الطبقة العاملة عندما تكون موحدة ومتعاضدة وتقف على رأسها قوى طبقية طليعية فعلاً لا يمكن قهرها وهزمها ، وان الضربات التي وجهت لها صلبّت عمودها الفقري واصبحت نضجاً وتماسكاً من ذي قبل، واضافت تجربة جديدة في قاموس وتراث الطبقة العاملة العالمية . والتراث الثوري الانساني التقدمي الذي تمتلكه، وسجلها الحافل بالمعارك الطبقية والعمالية ، لا يمكن لأي قوة ان تجاريها او تنافسها . انها الطبقة الوحيدة المؤهلة لقيادة التغيير وتحويل المجتمع من صورة لأخرى أكثر تقدماً وتطوراً .
فتحية للطبقة العاملة الفلسطينية ولجميع عمال العالم بعيدهم ويوم كفاحهم الطبقي العنيد من اجل مستقبل افضل، أكثر عدلاً وجمالاً ، وفي سبيل تصفية كل مظاهر الفقر والجهل والتخلف ، والقضاء على جميع اشكال الظلم والاستغلال الطبقي ، وتحقيق المزيد من الرخاء والاستقرار وصولاً الى مجتمع انساني مدني علماني وديمقراطي تعددي يجمع كل مظاهر الرقي الحضاري.

حل النزاع بين فتح وحماس هو اللبنة الأولى للدولة الفلسطينية/ نبيل عودة

*الدولة الفلسطينية لن تقوم وتستقر في إطار النزاع المؤلم الذي سبب خسائر فلسطينية، لم يستفد منها إلا المحتل
*يجب الامتناع عن الرد على استفزازات عسكرية، أو غيرها، متوقعة من الجانب الإسرائيلي
*لم يكن مفاجئا موقف إسرائيل من اتفاق إنهاء النزاع الفلسطيني ( بين فتح وحماس) فهو يندمج في نفس النهج الذي يبحث عن كل حجة لإبقاء الوضع القائم ثابتا.
ما هذا الخوف الإسرائيلي من حل النزاع بين فصيلين فلسطينيين؟
الدولة الفلسطينية لن تقوم وتستقر في إطار النزاع المؤلم الذي سبب خسائر فلسطينية، لم يستفد منها إلا المحتل، وسياسته في التهرب من الحلول المطروحة والتي لا تحتاج إلى عقل عبقري ليعرف اتجاه مهب الريح في الحل.
الآن صار نتنياهو يريد دولة فلسطينية ولكن ابتعدوا عن حماس؟ رئيس الدولة شمعون بيرس، مع الأسف انضم للجوقة، خذوا دولة فلسطينية بدون حماس.
أين ؟.. في المريخ ؟ كانوا بدون حماس فلماذا أفشلتم المفاوضات؟
الكرم نزل مرة واحدة.
من الواضح لكل عاقل، أن دولة فلسطينية لن تقوم وتستقر وتتطور إلا بحل النزاع المؤلم بين الفصيلين المركزيين في الساحة السياسية الفلسطينية.
إن الاتفاق بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس يضع نهاية لفصل تاريخي مؤلم، ويساهم في دفع حماس نحو التحول إلى حزب سياسي يلتزم بالقرار المركزي، بعد تجربتها العبثية في السيطرة على السلطة والكوارث التي جرتها على أبناء الشعب الفلسطيني في غزة. وحماس باتت ترى أن الاعتماد على قوى منطقية، مثل إيران، هو اعتماد على حائط مائل وآيل للسقوط. وهي ترى أن النظام السوري الذي كان مطمئنا لمكانته، وللدعم الإيراني، وقوة حزب الله، هو اليوم في مرحلة التلاشي والمسألة أصبحت مسالة وقت بعد أن كسر الشعب السوري حاجز الخوف.لذا ليس بالصدفة أن قيادة حماس تبحث اليوم عن نقل مكاتبها من دمشق إلى دولة أخرى. وهذه إشارة واضحة إلى عودة بعض الرؤية السليمة لهذا الفصيل الفلسطيني .
إن استمرار النزاع لم يعد يلعب لصالح حماس كقوة سياسية فلسطينية، ولا لصالح الخروج من واقع الحصار والاحتلال، وان كل ما عاشت حماس على وهمه، مثل فتح جبهة بين إسرائيل وحزب الله، إذا اشتعلت الحرب بينها وبين إسرائيل، كان وهما. إيران وحزب الله يريدون حماس والشعب الفلسطيني وقودا في برامجهم الشرق أوسطية.. ولن يتحركوا للدفاع عن غزة المحاصرة التي ستفقدهم موقعهم المميز في لبنان وسوريا. سوريا ستتغير.. آجلا أم عاجلا.. وبهذا التغير ستتغير كل اللعبة السياسية الشرق أوسطية. بما في ذلك في لبنان، وهذا ما تحاول إسرائيل، بحكومتها اليمينية المتطرفة، أن تفشله.من هنا بتنا نشعر بأن رياح الخوف تهز هذه الحكومة، فيخير رئيسها الرئيس الفلسطيني بين حماس وإسرائيل بادعائه أن إسرائيل ستعطي الفلسطينيين دولة. أين كان نتنياهو في الفترة الماضية؟ لماذا أفشل كل إمكانيات الوصول إلى اتفاق؟ لماذا لم يقدم حتى اليوم رؤية إسرائيلية لموضوع الحدود على الأقل؟ كيف يمكن الثقة بحكومة وزير خارجيتها يعلن من كل منبر دولي ممكن أن الحل غير ممكن في العقد الحالي؟
هل سيكون ممكنا عندما تصبح كل أراضي الضفة الغربية مستوطنات وسوائب مستوطنين؟ وشعب بلا أرض في الضفة الغربية أيضا؟
لا بد من الربط بين اقتراب موعد إعلان الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، وروح الرعب التي تسود أوساط حكومة نتنياهو.الاتفاق على حل بين الفلسطينيين يعزز الاتجاه لإعلان الدولة الفلسطينية في الموعد المقرر.. والاتفاق يخلق أجواء أكثر ايجابية لتفهم العالم للمطالب الفلسطينية ، ويعزل إمكانية اللعب على الخلاف حول توقيت إعلان الدولة. قبول حماس التحول إلى حزب سياسي، ودمج قوتها العسكرية في الإطار الفلسطيني الرسمي المنضبط بأوامر السلطة والحكومة الفلسطينية، هو ما يرعب الرافضين لدولة فلسطينية.وأولى البشائر بعد الاتفاق، جاءت من مصر،على لسان وزير خارجيتها نبيل العربي، بان الحصار سيجري فكه عن قطاع غزة، من البوابة المصرية. وهذا لا يتناقض مع روح الاتفاقات الفلسطينية الإسرائيلية، كما تدعي إسرائيل، لأن السلطة الفلسطينية الشرعية ستصبح المشرف على نقطة الحدود مع مصر.. كما هو في الإتفاق حول المعابر!!
هذا الجو الجديد يعزز سياسة الرئيس الفلسطيني ابومازن، ورئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض بأنجازهما خطوات هامة في المجالين السياسي الدولي والإقتصادي الداخلي، نحو إعداد محكم وسليم للقاعدة المادية والسياسية الضرورية لإعلان الدولة، وهذا تراه حماس أيضا، وقد يكون ضمن إعادة التفكير العقلاني والسليم ، بأن استمرار النزاع والتمسك بسلطة حماس في غزة، هو كارثة على حماس نفسها أولا، وعلى الشعب الفلسطيني كله ، وليس في قطاع غزة فقط. فاتخذ القرار الصائب. وهذا ما يرعب الاحتلال وسوائب المستوطنين الذين تمثلهم حكومة ليبرمان وتابعيه نتنياهو وايهود باراك.
من السذاجة السياسية، وربما مهزلة سياسية، هي التصريحات الإسرائيلية المرعوبة من الاتفاق بين السلطة الفلسطينية وحماس.المنطق أن يقود هذا الاتفاق إلى اطمئنان إسرائيلي أن التطورات تجري باتجاه ضبط الوضع عسكريا، والانتقال إلى النشاط السياسي في مواجهة إسرائيل، أم إنها بذلك ، ستخسر ما صرفته على تطوير ما يسمى القبة المضادة للصواريخ ، والألعاب النارية التي تضر بالشعب الفلسطيني مائة مرة أكثر مما تضر بالمواطنين الإسرائيليين؟
هل حقا يريدون استمرار الفصائل الفلسطينية في غزة بلعبة الصواريخ الفاشلة التي ألحقت الدمار بالشعب الفلسطيني في غزة؟ هذا ما يريدونه حتى بثمن وقوع ضحايا إسرائيليين؟
أمر السياسة في إسرائيل غريب ومستهجن ولكنه ، بسبب النهج العقلاني للسلطة الفلسطينية، أضحى مفضوحا وكاريكاتوريا.
موقف إسرائيل غير المعلن بصوت واضح، معلن عمليا برعبها من الاتفاق: ويعني أن استتاب الأمن في الحدود مع غزة، يتناقض مع أهداف السياسة الإسرائيلية.
إن حكومة عقلانية يهمها حقن دماء أبناء الشعب اليهودي، كانت ستبارك هذا الاتفاق.. بوضعها الفلسطينيين أمام الامتحان الدولي: هل سينجحون بالحفاظ على انضباط أمني ؟
بدل ذلك ذهبت للتهديد والوعيد. وربما نشاهد عمليات تصفية واعتداءات عسكريةأو غيرها، متوقعة، لجر الفلسطينيين إلى الرد. وهذا ما يجب الانتباه له، فضحه وإفشاله.
nabiloudeh@gmail.com

أيّة "هُويّة" للحراك من أجل الديمقراطية؟!/ صبحي غندور

حينما ينتفض شعبٌ ما في أيِّ بلد من أجل المطالبة بالعدالة السياسية والاجتماعية، تصبح حركته قوة تغيير نحو مستقبل أفضل، بينما العكس يحدث إذا تحرّكت الجماعات البشرية على أساس منطلقات أثنية أو طائفية، حيث أنّ الحروب الأهلية ودمار الأوطان هي النتاج الطبيعي لمثل هذا الحراك.

إنّ التعدّدية بمختلف أشكالها، ومنها الاختلاف في الخلق والأجناس واللغات والطوائف، هي سنّة الخالق الحتمية على هذه الأرض، والطبيعة تؤكّد تلك الحقيقة في كلِّ زمانٍ ومكان. لكن ما هو خيارٌ بشري ومشيئةٌ إنسانية هو كيفيّة التعامل مع هذه "التعدّدية" ومن ثمّ اعتماد ضوابط لأساليب التغيير التي تحدث في المجتمعات القائمة على "التعدّدية".

فليس المطلوب عربياً، وهو غير ممكن أصلاً، أن تتوقّف كل مظاهر الصراعات في المجتمع. فهذه دعوة للجمود ولمناقضة طبيعة الحياة وسنّتها التي تقوم على التحوّل والتغيير باستمرار، وعلى التصارع بين ماضٍ وحاضر ومستقبل. لكن المؤمّل به هو أن تأخذ الصراعات السياسية والاجتماعية أولويّة الاهتمام والتفكير والعمل بدلاً من الصراعات الأخرى التي تجعل الناس مثلاً يحاربون بعضهم البعض فقط لمجرّد توزّعهم على انتماءات أثنية أو طائفية أو قبلية مختلفة.

إنّ المجتمعات الديمقراطية المعاصرة قد توصّلت إلى خلاصات مهمّة يمكن الأخذ بها في أيّ مكان. وأبرز هذه الخلاصات هي التقنين الدستوري السليم لتركيبة المجتمع ممّا يصون حقوق "الأكثرية" والأقلّيات معاً، رغم مبدأ خضوع الجميع لما تختاره أكثرية الناخبين حينما تكون هناك انتخابات عامَّة في البلاد.

وأيضاً لا بدّ في هذه المجتمعات من توافر الحدّ الأدنى من ضمانات الأمن والغذاء، وبعض الضمانات الاجتماعية والصحية، ممّا يكفل التعامل مع مشكلتيْ "الخوف" و"الجوع"، فلا تكون "تذكرة الانتخاب" أسيرة ل"لقمة العيش"، ولا يخشى المواطن من الإدلاء برأيه أو المشاركة بصوته الانتخابي كما يملي عليه ضميره، لا كما يرغب من يتحكّم بلقمة عيشه أو من يرهبه في أمنه وسلامته.

هذه أسس هامّة لبناء المجتمعات الحديثة، ولتوفير المناخ المناسب لوحدة الأوطان، ولتقدّمها السياسي والاجتماعي، ولمنع الاهتراء في أنظمتها وقوانينها، كما هي عاملٌ مهم أيضاً في منع تحوّل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية إلى براكين نار تحرق نفسها ومن حولها.

إذن، من غير توفّر مقومات لبناء نظام سياسي ديمقراطي، فإنّ أيَّ ضغطٍ عنفي لتغييرٍ ما في المجتمع قد يتحوّل إلى أداة تفجير اجتماعي وأمني يصعب التحكّم بنتائجه.

كذلك، فإنّ عدم الالتزام بأساليب التغيير الديمقراطية يعني تحويراً للانقسامات السلمية نحو مسارات عنيفة. فالانقسامات السلمية الصحية في المجتمعات تحتاج لضمانات التغيير الديمقراطي من قِبل الحاكمين والمعارضين معاً.

وتعيش الآن المنطقة العربية بمعظمها مخاطر التهديد للوحدة الوطنية كمحصّلة لمفاهيم أو ممارسات خاطئة لكلٍّ من الوطنية والعروبة والدين. وقد عانى العديد من الأوطان العربية، وما يزال، من أزمات تمييز بين المواطنين، أو نتيجة ضعف بناء الدولة الوطنية، ممّا أضعف الولاء الوطني لدى الناس وجعلهم يبحثون عن أطر فئوية بديلة لمفهوم المواطنة الواحدة المشتركة.

وقد اعتقد بعض العرب، خاصّةً ممّن هم في مواقع الحكم، أنّ إضعاف الهوية الثقافية العربية أو الانتماء للعروبة بشكل عام، سيؤدّي إلى تعزيز الولاء الوطني، لكنّ ذلك كان أشبه بِمن أراد إضعاف التيّارات السياسية الدينية من خلال الابتعاد عن الدين نفسه، عوضاً عن الطرح السليم للعروبة والدين، وبإفساح المجال أيضاً لحرّية التعبير السياسي والفكري للتيّارات كلّها.

إنّ الفهم الصحيح والممارسة السليمة لكلٍّ من (الوطنية والعروبة والدين) يتطلّب أصلاً نبذاً لأسلوب العنف بين أبناء المجتمع الواحد، مهما كانت الظروف والأسباب، وما يستدعيه ذلك من توفّر أجواء سليمة للحوار الوطني الداخلي.

إنّ أساس الخلل الراهن في جسم الأمَّة العربية هو في عقول العديد من المفكرين والسياسيين وعلماء الدين الذين فشلوا عملياً في الحفاظ على الظاهرة الصحية بالتعدّد الطائفي والمذهبي والأثني في مجتمعاتهم، حيث أصبحت الأفكار والممارسات تصبّ كلّها في أطر فئوية موجّهة كالسّهام ضدّ الآخر في ربوع الوطن الواحد.

فالتعدّدية كانت قائمة في البلاد العربية خلال الخمسينات والستينات، لكنّها لم تكن حاجزاً بين الشعوب ولا مانعاً دون خوضٍ مشترك لمعارك التحرّر والاستقلال الوطني، بل كانت مفخرة معارك التحرّر آنذاك أنّها تميّزت بطابع وطني عام صبغ القائمين بها، فكانت فعلاً مجسّدةً لتسمية "حركة تحرّر وطني".

اليوم، نتعايش مع إعلام عربي وطروحات فكرية وسياسية لا تخجل من توزيع العرب على طوائف ومذاهب وأقليات بحيث أصبحت الهويّة الوطنية الواحدة غايةً منشودة بعدما جرى التخلّي المخزي عن الهوية العربية المشتركة.

هو انحطاط، وهو انقسامٌ حاصلٌ الآن بعدما استباحت القوى الأجنبية (الدولية والإقليمية)، وبعض الأطراف العربية، استخدام السلاح الطائفي والمذهبي والأثني في حروبها وصراعاتها المتعدّدة الأمكنة والأزمنة خلال العقود الثلاثة الماضية. وهاهي الأمَّة العربية الآن تعيش تحوّلاتٍ سياسية خطيرة هي نتاج طبيعي لتراكم ما حدث من تفاعلات ومتغيّرات في الثلاثين سنة الماضية، كان "الخارج" و"الداخل" فيها مسؤوليْن عن عصارة السلبيات التي تنخر الآن في جسد الأمَّة.

إنّ الشّباب العربي المعاصر لم يعش حقباتٍ زمنيّة عاشها من سبقه من أجيال أخرى معاصرة، كانت فيها الأمّة العربيّة موحّدةً في مشاعرها وأهدافها وحركتها رغم انقسامها السياسي على مستوى الحكومات. مراحل زمنيّة كان الفرز فيها بالمجتمع يقوم على اتجاهات فكريّة وسياسيّة، لا على أسس طائفيّة أو مذهبيّة أو حتّى إقليميّة. لكن سوء الممارسات في بعض التجارب الماضية، والعطب في البناء السياسي الداخلي، إضافةً إلى التدخّل والتآمر الخارجي، أدّى كلّه للإساءة إلى المفاهيم نفسها، فاستُبدِل الانتماء القومي والوطني بالهويّات الطائفيّة والمذهبيّة والمناطقيّة، وأضحى العرب في كل وادٍ تقسيميٍّ يهيمون، ويقولون ما لا يفعلون!.

هي فرصةٌ هامّة، بل هي مسؤوليّةٌ واجبة، للجيل العربي الجديد المعاصر الآن، أن يدرس ماضي أوطانه وأمَّته بموضوعيّة وتجرّد، وأن يستخلص الدروس والعبر لبناء مستقبلٍ جديد أفضل له وللجيل القادم.

إنّ رفض الواقع والعمل من أجل تغييره هو مدخل صحيح لبناء مستقبل أفضل، لكن حين لا تحضر بمخيّلة الإنسان العربي صورة أفضل بديلة لواقعه، فإنّ النتيجة الحتمية هي السير في طريق مجهول لا تُعرف عقباه. وكذلك هي مشكلة كبرى حين يوجد عمل لكن في اتجاهٍ غير صحيح.

فعسى أن تكون الآن حركة الجيل العربي الجديد دافعاً لترسيخ الهويّة الثقافيّة العربيّة ومضمونها الحضاري، ومنطلقاً لبناء نهضة عربيّة ووطنيّة مشتركة تعتمد مفهوم المواطنة لا الانتماء الطائفي أو المذهبي أو الأصول العرقيّة، وتستهدف الوصول - بأساليب ديمقراطيّة لا عنفيّة - إلى " اتحاد عربي ديمقراطي" حرّ من التدخّل الأجنبي، وتتساوى فيه حقوق الأوطان وواجباتها كما تتساوى في كلٍّ منها حقوق المواطنين.

فالصراع على "الهُويّة" في المنطقة العربية هو جوهر الصراعات السائدة الآن، وهو صراع دولي/إقليمي في إطاره العام الجاري حالياً، ويريد البعض تحويله إلى صراعات طائفية ومذهبية في أكثر من مكان. لكن صمّام الأمان لوحدة الأوطان والمجتمعات العربية يكون في التأكيد على الطبيعة السياسية للصراع وفي ملء الفراغ الكامن عربياً من حيث انعدام المرجعية العربية الفاعلة والمشروع العربي الواحد لمستقبل الأمَّة وأوطانها. وهذا المشروع لن تقوم له قائمة ما لم تكن حاضرةً فيه، ومعاً، ركائزه الثلاث: الديمقراطية والتحرّر الوطني والهويّة العربية.

بشرى اتفاق المصالحة الوطنية بين حركتي (فتح)و(حماس)/ شاكر فريد حسن

في غمرة الاحداث السياسية المتلاحقة والمتسارعة التي تعصف بالمنطقة العربية ، زفت الينا وسائل الاعلام والفضائيات العربية المختلفة ومواقع الشبكة العنكبوتية ، بالبشرى الآتية من قاهرة المعز الفاطمي ، وهي انجاز اتفاق المصالحة الوطنية بين حركتي (فتح)و(حماس) والتوقيع الأولي على بنوده ،وفي صلبها تشكيل حكومة تنكوقراط انتقالية واجراء انتخابات ديمقراطية حرة.
وقد غمرت الفرحة قلوب قطاعات الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية والديمقراطية والفصائل الثورية ،بمختلف مذاهبها وايديولوجياتها العقائدية وتسمياتها ، بانجاز هذا الاتفاق الذي انتظرناه طويلاً، والذي من شأنه ان ينهي حالة الانقسام الخطيرة في الشارع الفلسطيني ، التي الحقت الضرر البالغ بالقضية الوطنية والمشروع الوطني الفلسطيني ومسار الحركة الوطنية الفلسطينية ، وكانت أكبر خدمة مجانية للاحتلال الاسرائيلي لضرب الانتفاضة الشعبية الفلسطينية وتمزيق الصف الوطني وتصفية رجالات المقاومة .
ولا شك ان هذا الاتفاق هو احد ثمار الهبات والثورات الشعبية العربية والمتغيرات الجديدة في العالم العربي ، وكذلك استجابة للارادة الجماهيرية ونبض الشارع الفلسطيني .وتحقق بفعل الضغط الشعبي ونشاط حركة شباب 15 آذار ، التي نظمت الاعتصامات والمسيرات الشعبية الغاضبة تحت شعار "الشعب يريد انهاء الانقسام"، وتلبية لرسالة المعتقلين والسجناء في زنازين ومعتقلات الاحتلال في يومهم النضالي ، ونتيجة فشل المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية بالوصول الى تسوية عادلة قادرة على احقاق الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
ويمكن القول ان هذا الاتفاق هو خطوة هامة على طريق استعادة الوحدة الوطنية والميدانية الفلسطينية، واعادة ترتيب وترميم وتلاحم البيت الفلسطيني على قاعدة ثابتة وراسخة ومبرمجة تحافظ على الخط الوطني ، ووفق برنامج سياسي مرحلي يلبي الطموحات والأحلام الفلسطينية في الحرية والاستقلال. وان المصالحة الوطنية هي الصخرة الصلبة التي ستتحطم عليها جميع المؤامرات والمخططات والمشاريع الامريكية والاسرائيلية ، التي تستهدف مصادرة وتصفية الحق الفلسطيني ،وتكريس الاحتلال الاستيطاني الكوليونالي للمناطق الفلسطينية المحتلة عام 1967 ، واحباط المحاولات والجهود الفلسطينية لتمرير مشروع اقامة دولة فلسطينية مستقلة خلال انعقاد جلسة هيئة الامم المتحدة في ايلول القادم.
ومع الترحيب الحار بورقة المصالحة الوطنية الفلسطينية بين حركتي (فتح) و(حماس) نأمل ان تكون فعلاً مصالحة حقيقية وصادقة ، وليست هشة ، تصون الخط الوطني وتجد اجوبة للمسائل والقضايا المحورية الاساسية والجوهرية الخلافية ، التي من شأنها عرقلة واعاقة تنفيذ الاتفاق ، كما حصل من تفاهمات واتفاقات سابقة بين الحركتين ، وتتشبث بالثوابت الوطنية الراسخة والبرنامج الوطني الوحدوي المنسجم مع الطموح الفلسطيني في بناء دولته المستقلة .

حاكموا هؤلاء الخونة/ مجدى نجيب وهبة


** نعم .. نطالب بمحاكمة كل من حرض وكل من ضلل وكل كاذب وسافل ومرتزقة وهم يعربدون الأن بالقصص المفبركة لتطول كل إنسان وكأننا فى دولة الهنود الحمر والمطلوب أن نصدق كل هؤلاء وهم ينشرون الأكاذيب والفزع والخراب ليطول كل شبر على أرض هذا الوطن ..
** أولا .. أطالب بمحاكمة المستشار جودت الملط فقد قام فى أحد البرامج بالإتصال بمقدمة أحد البرامج على قناة الحياة (1) وفى سيناريو من الخوف والرعب خاطبها سيادة المستشار وهو يقول : أنا خايف يافندم أقول يافندم .. هناك بلاوى كتير يافندم .. وتنصت له المذيعة وتقول أنت الأن على الهواء إتفضل يافندم .. يعود صوت سيادة المستشار أنا خايف يافندم .. أنا مهدد بالقتل يافندم .. أنا عايز حد يحمينى يافندم .. ويعود صوت المذيعة لطمأنته تفضل ياسيادة المستشار نحن معك ويتفضل سيادة المستشار فى صوت كله رعب وهو يبث بعض الأرقام والمخالفات ، ونحن نسمع .. وقد تحولنا كالبلهاء فى الزفة .. أولا إذا كانت هناك مخالفات يافندم فلا يجوز نشرها على الهواء مباشرة بل يتم تقديمها للجهات المعنية بالأوراق والمستندات وترك هذه الجهات تقوم بفحصها وإتخاذ اللازم .. ثانيا عيب أوى ياسيادة المستشار وإنت على الهوا وتبلغ المذيعة وتقولها أنا خايف يافندم .. ثم تراوغ وتتساءل أقول يافندم هو فيه إيه .. لقد جعلت تصريحاتك على الهواء تشجع الكثيرين على تقمص شخصية المفتش كرومبو وإحداث فوضى فى الشارع .. لا يجوز أن يقوم سيادة المستشار بمخاطبة إعلامية فى التليفزيون بكلمة يافندم أنا خايف يافندم .. عيب ياسيادة المستشار لقد شجعت الأخرين على التطاول على أجهزة الدولة فخلاص الدنيا سابت والإعلام لم يعد إعلام فهم لا يثقون فى إعلامهم أو أنفسهم .. نجد كل يوم بعض الشباب يهلون علينا فى الإعلام المصرى نحن شباب الثورة وتفتح لهم الأستوديوهات ويجلس بعض الشباب ومعهم فتاة ليشرحوا البطولات الخارقة فى ميدان التحرير .. وكيف أدى المسلمين الصلاة والأقباط يحرسونهم وكيف مارسوا الأقباط شعائرهم والمسلمين يحموهم .. ونتساءل يحموهم من إيه بالظبط .. قال إيه بلطجية الحزب الوطنى أو فلول الثورة المضادة .. لقد ذكرونى بأفلام الكارتون التى يكون بطلها توم وجيرى .. أقول لكل هؤلاء لقد دمرتم مصر وليس العيب فيكم ولكن العيب فى هذا الإعلام المنبطح الذى فقد كل شرعية الإعلاميين كما فقد السيد المستشار جودت الملط هيبته وهو يستعطف الإعلامية ويقول لها أقول يافندم .. لسة فيه كتير يافندم .. أنا خايف يافندم ..
** لقد تسبب هذا الإنفلات الأخلاقى والفوضوى أن تطالعنا الصحف والكتاب والفضائيات والنيل الإخبارية والمصرية بأرقام مهولة بالمليارات تسبب فيها بعض الوزراء السابقين .. فى أحد الصحف حوار للسيد محمد محسوب عميد ودكتور بكلية الحقوق جامعة المنوفية .. قال ومعه مجموعة .. نحن شباب الإئتلاف لعودة الأموال المهدرة وتساءلنا من هو الذى أوكل لهم هذا العمل .. هل المجلس الأعلى للقوات المسلحة أم حكومة الدكتور عصام شرف يقول محمد محسوب أمين لجنة إسترداد ثروات مصر المنهوبة أن الأموال المنهوبة من مصر تتراوح بين 350 و 700 مليار دولار وقلنا له لو حولنا هذا المبلغ بالجنيه المصرى يصبح 21000000000 مليار جنيه .. ولو حولنا 700 مليار دولار بالجنيه يصبح 42000000000 .. ياريت حد يقرأ لنا هذه الأرقام ويقول محمد محسوب أنه تم تهريب 7500 مليار دولار يعنى 450000000000 – ياريت حد برضه يقرأ لنا هذا الرقم حاكم أنا غبى شوية فى الرياضة والكبير بتاعى مائة ألف جنيه – كما يصرح محمد محسوب أن هذا الرقم الأخير منذ إندلاع الثورة وحتى تنحى مبارك ، كما يصرح محمد محسوب أننا فقدنا 3.5 تريليون جنيه بسبب الفساد .. و"المخلوع" قام بإنشاء صناديق خاصة لنهب 220 مليار من أموال المصريين ولكن الشهادة لله الأخ محمد محسوب لم يقل لنا 220 مليار بالدولار ولا بالجنيه المصرى ..
** وبعد هذه الأرقام المرعبة تطالعنا جميع المواقع والصحف الإلكترونية بخبر بعنوان "أمريكا ترفض تدوير عجلة الإقتصاد المصرى وشرف يطرق أبواب الخليج" والتفاصيل فى أحد فقرات الخبر تقول : يذهب الدكتور سمير رضوان وزير المالية وفاروق العقدة محافظ البنك المركزى ووزراء التجارة والإستثمار لمطالبة الجانب الأمريكى بإلغاء الديون المصرية للولايات المتحدة الأمريكية أو منح مصر مساعدات مالية عاجلة تصل قيمتها إلى 7 مليار دولار إلا أن واشنطن أبلغت الجانب المصرى بأن الموازنة الأمريكية لا تسمح بإلغاء الديون التى تقدر بـ 3.5 مليار دولار أو تقديم مساعدات عاجلة بسبب عجز الموازنة والأزمة الإقتصادية العالمية ..
** الحقيقة لقد ضربت كف على كف .. بقى عندنا كل المليارات المنهوبة 700 مليار دولار وعمالين نستعطف أمريكا بإسقاط 3.5 مليار دولار ورفضت أمريكا ده حتى عيب أوى .. ولدينا كل هذه الأرقام المنهوبة "على مسئولية السيد محمد محسوب والتى نشرتها الصحف المصرية" .. بقى عندنا 700 مليار دولار منهوبة بخلاف صفقة الغاز التى كبدت مصر خسائر 70 مليار دولار ورايحين نستعطف أمريكا بإسقاط 3.5 مليار أو منح مصر مساعدات عاجلة قيمتها 7 مليارات دولار .. الحقيقة عيب أوى .. الكبير كبير برضه وإحنا بإذن الله سوف نتصل بالأستاذ محمد محسوب وهو هايحل هذه المعضلة فورا .. طيب شوية الدولارات اللى إنتوا رايحين تستلفوهم من أمريكا .. ياسيدى خدوهم بدل سفر وإنتقالات .. وكفاية كده أحسن مرارتى إتفقعت ولا إيه رأيك يافندم .. أتكلم يافندم .. ونتساءل أين المسئولين فى هذه البلد منذ أحداث 25 يناير .. من المسئول عن هذه الفوضى والأرقام المخيفة التى جعلت نصف شعب مصر يرابطون فى ميدان التحرير بحثا عن هذه الدولارات والثروات المنهوبة ويتركون أعمالهم تحسبا لتوزيع هذه الثروات فى أى لحظة ..
** نقول لكم .. فوقوا بقى وكفاية مسخرة وقلة حياء .. مصر بتضيع وحماس شغالة الله ينور هى والإخوان .. وكفانا تفجيرات أنابيب الغاز ، وغدا سوف يقتحموا المعابر ويهدموها .. فهى متطلبات الثورة ، وغدا سوف يحتلوا سيناء بالكامل وهى متطلبات الثورة أيضا والدنيا خلاص إسودت وليس هناك أدنى أمل إذا إستمرينا فى هذه الفوضى .. نتمنى أن يحكمنا رجل عسكرى حتى تنتهى هذه الفترة المنفلتة فى حياة شعب مصر .. ربما تكون هى طوق النجاة ..
** أخيرا إذا كنتم تبغون نجاة الوطن حاكموا كل إرهابى وسافل ووقح ومن يتطاول فى القنوات الفضائية على أبناء مصر سواء أقباط أو مسلمين .. حاكموا سلفيي محافظة قنا ولا تجعلوهم يتفاخرون وهم ينشرون فى الإعلام أن محافظة قنا تحولت إلى إمارة سلفية ولا تجعلوهم يتفاخرون وهم ينشرون فى الإعلام أنهم قد فرضوا رأيهم على الدولة .. حاكموا كل صحف الدعارة والفتنة الطائفية وماسكى الصاجات والدفوف والرقص الفاضح .. لا تتركوا كل هؤلاء يعربدون حتى لا تنتهى مصر إلى الأبد ..

البرتغاليون يعيبون على الفلسطينيين اختلافاتهم/ د. مصطفى يوسف اللداوي

تبعد البرتغال، وهي الإمبراطورية العالمية القديمة عن فلسطين آلاف الأميال، والتي كان لها فضل اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح، واكتشاف الأمريكتين، وهي رغم صغر مساحتها وقلة عدد سكانها إلا أنها تعتز بتاريخها وحضارتها ولغتها التي مازالت سائدة في أكثر من مكانٍ من العالم، ومازالت البرتغال تحتفظ بآثارٍ كبيرةٍ تعود إلى الحضارة العربية الإسلامية، وتعترف بفضل العرب والمسلمين في تنوير ونهضة القارة الأوروبية، وترى أن العلاقة مع العالم العربي يجب أن يسودها الدفء والتفاهم والتعاون، فهم الجار الأقدم والأقرب إلى أوروبا، ولكنها رغم بعدها عن فلسطين وعن مركز الصراع في الشرق الأوسط، وعدم انخراطها في الأحداث الكبرى التي تجري في المنطقة العربية، ورغم انتماءها إلى أوروبا حضارةً واقتصاداً وسياسية، إلا أنها تشعر بالمسؤولية الدولية الكبيرة الملقاة على عاتق المجتمع الدولي تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وتعتقد بأن المجتمع الدولي ملزمٌ بإيجاد حلٍ للقضية الفلسطينية، على أن يكون حلاً منصفاً ومرضياً للفلسطينيين، ومحققاً لآمالهم وطموحاتهم، وأن يطال أسباب الأزمة وجوانب علاجها الشافي، وأن يضع حداً حقيقياً لمعاناتهم واستمرار نضالهم ومقاومتهم، ويعولون على دورٍ أوروبي أكثر فعالية وتفهماً فيما يتعلق بالمسألة الفلسطينية، يكونون فيه شركاء مع غيرهم من دول القارة الأوروبية.

يدرك البرتغاليون حقيقة الأزمة التي يعيشها الفلسطينيون، ويأسفون لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ظلمٍ واضطهادٍ على أيدي الجيش الإسرائيلي، ويرون أن إسرائيل قد تمادت في استخدام القوة المفرطة في عملياتها العسكرية ضد السكان في قطاع غزة، وفي مدن الضفة الغربية، وأنها تسببت في قتل المئات من المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والعجزة، ويقولون أنه لم يعد بمقدورنا الدفاع عن سياستها، ولا تبرئة قيادتها من الجرائم التي ارتكبتها، ذلك أن إسرائيل قد شوهت صورتها بنفسها، وأساءت كثيراً إلى حلفاءها، ودفعتهم لمعارضتها، والوقوف ضدها، فالصورة التي نقلتها وسائل الإعلام عن ممارسات الجيش الإسرائيلي كانت كفيلة بتغيير الرأي العام لدى المجتمع الدولي كله، ولهذا يؤيد البرتغاليون محاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين، الذين يثبت التحقيق المستقل أنهم كانوا وراء إصدار الأوامر بإطلاق النار على الفلسطينيين العزل، ويرون أن تقرير غولدستون كان يكفي وحده لإدانة إسرائيل وتجريم جيشها.

ويرى البرتغاليون أن إسرائيل أضاعت الكثير من الفرص التي كانت مواتية في ظل حياة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وأنها لم تكن جادة في عملية السلام مع الفلسطينين، فقد أضاعت الفرصة التاريخية التي بدأها الزعيم الفلسطيني ، وكانت على العكس من ذلك، حيث شاركت في إضعاف قوة ونفوذ عرفات أمام شعبه، ودمرت سلطته الوطنية وأحرجته أمام شركائه، ولا يستبعد الكثير من البرتغاليين أن تكون إسرائيل قد تورطت في جريمة إغتيال الرئيس أبو عمار، ويقولون بأنها إن لم تكن قد شاركت بالفعل في قتله، فقد قتلت مشروعه الذي غامر من أجله، ودفع بشعبه لقبوله، وقد كان لأوروبا اسهاماتٌ كبيرة في انطلاقه وتأسيسه، ولكن إسرائيل أجهضت المشروع، ودمرت البنى والمؤسسات التي قام عليها، وقتلت كل أملٍ باستعادة عملية السلام لبريقها، ومازالت الحكومات الإسرائيلية ماضية على نفس النهج، فلم تتوقف عن إضعاف رجالات السلطة الفلسطينية، وإحراج رئيسها ورئيس حكومتها، وتدمير مؤسساتها، فضلاً عن قيامها بقتل الفلسطينيين، واعتقال المئات منهم، والاحتفاظ بالآلاف في سجونها، رغم أن إتفاقية أوسلو التي كانت البرتغال ضمن انتماءها الأوروبي شريكةً فيها، تضمن توقف الاعتقالات الإسرائيلية، وامتناعها عن أعمال القتل والتضييق والملاحقة ضد الفلسطينيين، وتلزمها بأن تمنح الفلسطينيين الفرصة لإدارة شؤونهم بأنفسهم، وتطوير قدراتهم ومؤسساتهم، لتكون قادرة على العمل بمفردها، ولكنهم يرون أن إسرائيل تريد أن تأخذ من الفلسطينيين كل شئ دون أن تمنحهم بالمقابل بعض حقوقهم المعترف بها، ومنها ضرورة الإفراج عن المعتقلين والسجناء لديها، وعدم الاعتداء على أرضهم وممتلكاتهم وحياتهم الخاصة.

ويعيب البرتغاليون على الفلسطينيين إنقسامهم واختلافهم، ويرون أنهم يساعدون إسرائيل في تمرير برامجها، وإقناع حلفائها بأن الفلسطينيين غير مؤهلين لأن تكون لهم دولة، وأنهم غير جاهزين لأن يكونوا شركاء في المجتمع الدولي، وأنهم يشكلون خطراً على أنفسهم وعلى دول الجوار، ويقولون بأن الفلسطينيين هم الذين يعطون إسرائيل هذه الذريعة، ويرون أن على الفلسطينيين أن يتفقوا في مواقفهم، وأن يوحدوا جهودهم ومؤسساتهم، وألا ينشغلوا بمشاكلهم عن قضيتهم الأساسية، وينبغي أن تكون لهم حكومة واحدةً، ورأيٌ موحد، وناطق باسمهم يعبر عنهم، فهذا من شأنه أن يساعد دول الإتحاد الأوروبي على تنظيم تقديم المعونات والمساعدات إلى الفلسطينيين وسلطتهم، إذ يرون أن الحصار المفروض على سكان قطاع غزة غير إنساني، ويخالف القوانين الدولية، وينبغي على الحكومة الإسرائيلية إزالته، وفتح جميع المعابر الإنسانية التي يحتاجها سكان قطاع غزة لمواصلة حياتهم الطبيعية، ويدينون اعتداء إسرائيل على قوافل الإغاثة الدولية الإنسانية، ويستنكرون عمليات القتل التي طالت بعض أعضاء قوافل المساعدات الدولية.

وفي الوقت الذي يرى فيه البرتغاليون أن على المجتمع الدولي أن يحترم نتائج الانتخابات الديمقراطية الفلسطينية، وأن يقبل بحركة حماس في رئاسة الحكومة الفلسطينية، وأن يمنحها الفرصة لتظهر قدراتها في إدارة الحياة السياسية الفلسطينية، ويرون أنه ليس من العدل والإنصاف معاقبة الشعب الفلسطيني على خياراته الديمقراطية، فإنهم يرون ضرورة أن تجيب حماس على الكثير من التساؤلات الدولية، وأن تبين رأيها في الاتفاقيات الدولية الموقعة مع إسرائيل، وموقفها من استمرار العمل العسكري ضد الإسرائيليين، وقرارها بشأن الاعتراف بإسرائيل، ومدى جاهزيتها للتعاون مع رئاسة السلطة الفلسطينية في مواصلة المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، وموقفها من استمرار أسر الجندي الإسرائيلي جيلعاد شاليط، ومدى استعدادها لوقف عمليات تنفيذ أحكام الإعدام التي أصدرتها محاكم غزة ضد بعض المشتبه في تعاملهم إسرائيل، واحترامها لحقوق الإنسان، وحق المواطنين في حرية التعبير عن أراءهم.

تلك هي بعض وجهات النظر البرتغالية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وإن كنت لا أتفق معهم في كثيرٍ منها، ولا أوافق بحالٍ على ما يطالبون به الشعب الفلسطيني وفصائله، ولا أقبل بمساواتهم لنا مع الكيان الإسرائيلي، وعدم تمييزهم بين المقاومة المشروعة والإرهاب المرفوض، أو تسطيحهم للخلافات الفلسطينية الداخلية، وعدم فهمهم لأصولها وأسبابها، ولكنها تبقى وجهات نظرٍ محترمة ومقدرة، ينبغي الإستفادة منها والبناء عليها، ففيها اقترابٌ كبير من الهموم الفلسطينية، وتفهمٌ واضح لمظلومية الشعب الفلسطيني، مع التأكيد أن البرتغال جزءٌ من أوروبا، وهي ليست جزءاً من عالمنا العربي والإسلامي، ولهذا ينبغي عدم الإستهانة بالرأي العام الشعبي الأوروبي، فهو يساهم بشكلٍ أو بآخر في مساندة القضية الفلسطينية، ويمنع الاستفراد الإسرائيلي بالرأي العام الغربي، ويشكل للفلسطينيين قاعدة فهم مشتركة يمكن البناء عليها.


التجسس السايكوترونكي وتقنياته الخفية/ وليد مهدي

-1-

ما سنتحدث عنه اليوم أعمق بعض الشيء من مواضيعنا السابقة , وما أتمناه أيتها الأخواتُ والأخوة تأمل الموضوع من زاويته العلمية الصرفة وليس من جهة قد تبدو مسيسة غالباً حسبما تعودنا عليه من سماع نغمة رائجة تدور حول " المؤامرة " واخواتها ... " الاستغلال " و " الهيمنة " و " الجشع " .. إلخ

فالموضوع تتمة للمواضيع السابقة عن علم السايكوترونك وما سنقدمه هو الآلية و الادوات التي تتبع لأجل السيطرة والتحكم بالدماغ البشري ..

بصورة عامة , لا يمكن لأي كان ان يدعي اليوم أن هناك من له القدرة على توجيه الآخرين عن بعد و كأنهم روبوتات الاعماق البحرية او روبوتات تفكيك المتفجرات او الطائرات المسيرة بلا طيار ..
فلم تصل التقنيات " الخفية " لهذا المستوى من التحكم بعد ( باعتقادي الشخصي واستناداً إلى ادلة واقعية ) .. لكن مع ذلك هناك مسعى للحصول على تأثير واضح في سلوك الافراد ... خصوصاً المجندين والخاضعين لدورات من التدريب والفحص و المراقبة ، إذ تتهم المخابرات الأمريكية من قبل الكثير من المراقبين والمتابعين حول العالم بالقيام بمثل هذه الاعمال وقد سخرت في سبيلها اقماراً صناعية تغطي عموم الكوكب الارضي ..

فد وظف العديد من حاصلي براءآت الاختراع منذ السبعينيات وتسعينيات القرن الماضي في مراكز بحوث خاصة لتطوير آليات تجسس وسيطرة على الدماغ لفرد ٍ من الأفراد .. بل قد يصل الحال بمحاولتهم التأثير على جماعات سكانية بأسرها.. وربما فرصهم اضعف في ذلك لأسباب تتعلق بصعوبة إيجاد قواسم " كهربائية " مشتركة بين ادمغة الجماعات ، مع إن القواسم اللغوية قد تجعل من التأثير " الصوتي " أقوى في هذه الحال ، وسندرس هذا مفصلاً في مواضيع قادمة .

هناك تقارير تتحدث عن اقمار صناعية " خاصة " وضعت لتقصي " المجال الكهربائي " و " المغناطيسي " الصادر عن أدمغة سياسيين واقتصاديين وشخصيات هامة تدأب قوى استخبارية عالمية لمراقبتهم ومتابعة تحركاتهم ليل نهار ..

فتقنيات " الليزر " الحديثة المستعملة في هذه الأقمار تتيح لها ليس فقط تحسس التغيرات الكهربائية في حيزٍ معين من المكان , حتى " الصوت " تعيد رسم ذبذباته في مكان معين من على هذه الارتفاعات الشاهقة المقدرة بمئات الكيلومترات .. هذا التقصي يتيح للقمر الصناعي إعادة رسم التخطيط الكهربائي للدماغ E.E.G عبر قياس المتغيرات المحيطة بدماغ الإنسان حتى دون مجسات .. وعبر دوائر كومبيوتر عالية الدقة وعلى الأرجح , أقمار صناعية تعمل بأشعة الليزر بمختلف انواعها المرئية وغير المرئية ، سيما تلك التي تتكون من تشاكهات الموجات المايكروية ( ميزر ) هي من تقوم بدور نقل " التغيرات " في المجال الكهربائي وما تمثله من تغيرات في طبيعة و أفكار الدماغ , وكذلك عمود الهواء الممثل بجزيئات الغازات في جونا الاعتيادي وما تمثله من ذبذبات صوتية ، هذه التغيرات في المجال الكهربائي وجزيئات الهواء في منطقة معينة قد تصل لميلي مترات بحدود دقتها تنقل عبر شعاع ليزر لمسافات بعيدة تصل للأقمار الصناعية لتقوم بتسجيلها وتخزينها كقواعد بيانات يتم حل شيفراتها فيما بعد من قبل مختصين أو بواسطة الكومبيوتر مباشرة ليرسم في ضوئها كلمات و انفعالات وربما " أفكار " غير منطوقة لشخص معين على مدار 24 ساعة..!

مع ذلك ، حتى لو لم تتمكن الأقمار الصناعية من تزويد مثل هذه المعلومات بدقة ، فإن المؤكد بما عندنا من قرائن هو إمكانية سيارة عادية أو طائرة مسيرة مزودة بأجهزة تجسس مثل هذه ، من القيام بمهمة تسجيل دوري لبيانات شخص معين يخضع للمراقبة .. الإشكالية في الموضوع تتجاوز " التجسس " بمثل هذه الدقة إلى " التأثير " على الدماغ عن بعد ..! فمميزات أشعة الليزر هائلة ولا تحصى ، ومثلما تقوم بنقل تغيرات في منطقة معينة إلى اجهزة التجسس السايكوترونكي , يمكن لأجهزة خاصة أن تحدث " تغييرات " مشابهة بطريقة معكوسة في الدماغ ، فتتسبب بميول وسلوكيات غريبة ، وغالباً ما تتسبب بهلاوس سمعية بصرية لدى الأفراد قد تصل لدرجة عالية من التناسق ان تظهر كوحي إلهي حتى ..!

فـــ " جورج بوش " الابن سمع " الله " وهو يأمره باحتلال العراق فيما هو جالس على مائدة العشاء مع اسرته في البيت الابيض .. حسبما ادعى هو بذلك ، وشخصياً لا اشك في ما ادعاه .. !

ارجح الظن , المخابرات المركزية الامريكية ( CIA ) وربما الموساد هم من " اوحى " له بذلك باستخدام هذه التقنيات المتطورة الخفية مستغلين ميوله الدينية التي كان عليها في ذلك الحين لتنفيذ حملتهم الكونية الكبرى في الحرب على الإرهاب .. سيما وقد ذكر سليم مطر في كتابه " الذات الجريحة " تقريراً لصحيفة اسرائيلية تنقله عن " مكتب شؤون العراق " الذي يشرف عليه الموساد ، و يتحدث عن عمل مشابه قام به الموساد في العام 1989 ، التقرير ذكر أن ايحاءً من قبل موهوبين في الباراسايكولوجي دفع صدام لاحتلال الكويت ، واعتقد إن الامر تم باستعمال اقمار صناعية سمي مشروعها باسم " إرادة يهوه " للتأثير على " صدام حسين " ودفعه للتفكير بأعمال تخدم المشروع الصهيوني في المنطقة من حيث لا يدري .. ، وهناك ادلة عديدة تتكشف لنا تباعاً عبر هذه المواضيع ..

-2-

إن دماغنا لا يتوقف عن العمل ، ينبض بفولتية كهربائية متذبذبة الشدة صعوداً وهبوطاً مع الزمن ، حسب حالة الوعي التي يعيشها المرء ... ماشياً , جالساً , متأملاً .. بل وحتى اثناء النوم التي رغم انخفاض شدة التذبذب فيها ، لكن " فولتية " الدماغ تزداد بشكل يفوق حالة الصحو كثيراً في هذه الحالة ..
يتصور الكثير إن قلبنا هو الوحيدُ النابض فينا , فهو ينبضُ بما معدلهُ 70 نبضة في الدقيقة .. لكن ، دماغنا نابضٌ أيضاً ، هو قلبٌ آخر ، تتراوح نبضاته بين 1 – 50 نبضة في الثانية ..!

فنبضُ دماغنا غير محسوس لأنه ليس ميكانيكيا كالقلب البطيء نسبياً عند المقارنة ، نبض الدماغ كهربائي.. وواسع طيف الترددات قياساً بالقلب ، اذا يمكن ان يقسم إلى اربعة انواع من الذبذبات : ذبذبات النشاط الاعتيادي, مثل وضع الحركة الاعتيادية للجسد والعيون المفتوحة.. وتدعى " ايقاعات بيتا Beta Rhythm " .. تتراوح بين 14 – 30 نبضة في الثانية.. واقل منها تردداً ذبذبات ( او نبضات ) الفا في حالة السكون و التأمل والعيون المغمضة .. واقل منها نبضات ثيتا في حالة النعاس وبداية الدخول في النوم ، تليها " دلتا " في النوم العميق التي تصل حتى نبضة واحدة في الثانية .. ولو نظرنا إلى بيانات قراءة جهاز تخطيط نبضات القلب E.C.G ... نجدها تشابه من حيث شكلها بيانات قراءة هاز تخطيط الدماغ E.E.G وكذلك جهاز قياس حركة كرة العين ... والتخطيط السمعي .. إلخ .. الاختلاف فقط في " زمن " التذبذب ليس إلا ..

وهكذا , وبعودتنا لما بدأنا به في المقالين السابقين ، دماغنا وما يرسمه من " خريطة " ذبذبات طوال اليوم يمثل إنكشافاً مهماً عن باطننا الخفي .. وعلى الرغم من ان شيفرات هذه الخريطة المتغيرة مع الزمن هي في غير المتناول كاملة اليوم .. لكن ، يمكن محاكاتها حتى مع الغموض الذي يكتنفها عبر تمثيل دالة ذبذبة كهربائية لانفعال معين صادر عن مخ فردٍ ما ، بدالة مصطنعة كهربائياً ومحاولة انتاج نفس التأثير الانفعالي على الشخص المطلوب التأثير عليه بمحاولة تسليطها عبر وسائل مختلفة على دماغه ..

فدالة القياس الاسطواني المجرد اللاواعي التي ذكرناها في مقالاتنا السابقة التي تشفر كل نشاط وصورة مجسمة إلى شكل " تموجي " نبضي على نمط قراءآت هذه الأجهزة هي الدالة القياسية الأساس في تعامل أي مختص بحقل السايكوترونك ..

في علم السايكوترونك يتم تدوين كافة البيانات " السمعية " و " البصرية " و " الانفعالية " بصورة تموجات بيتا والفا وثيتا ودلتا , تضاف لها تموجات اعلى من الطبيعية ، اي فوق بيتا ، وتسمى " جاما Rhythm Gama " أو " ايقاعات جاما " , وغالباً ما تؤشر على وجود الصرع Epilepsy في الفرد أو حالة من الهياج والغضب و الانفعال الشديد .. ( بصورة عامة سندرس علاقة هذه الايقاعات الدماغية بالموجات الكهرومغناطيسية مستقبلاً )..

ويلعب الكومبيوتر والبرمجيات الحديثة دوراً أساسياً في التعامل مع هذه " اللغة " الاعماقية المشتركة لللاوعي , حيث يتم تفسير تموجات معينة سمعية إلى كلمات ، وكذلك تحويل تموجات كهربائية للدماغ إلى " حالة " معينة من الانفعال مثل الفرح والحزن والكآبة .. كذلك تظهر اجهزة التصوير المقطعي بالرنين لأنشطة المخ نشاط أماكن معينة فيه , مثل الجزء القحفي البصري الذي يعني نشاط في أجهزة البصر أو نشاط " تخيلي " إذا كان الشخص مغمض العينين ( حسب ما هو معروف في علم الأعصاب ) وهكذا بالنسبة لنشاط المناطق المعروفة عن أنشطة الكلام أو الشم أو الحركة ...إلخ

مع ذلك , لا يعني إن هناك تموجات واضحة ودقيقة بما يتعلق بالأفكار أو " الكلمات " التي يفكر بها الإنسان لأسباب سنتطرق لها تباعاً في هذه المواضيع .
يمكن لأجهزة التجسس النائي ( السرية ) هذه عبر أشعة الليزر ( المايكروية غالباً ) أن تنقل اهتزازات الذبذبات الصوتية لتقوم اجهزة الكومبيوتر فيما بعد من فك شيفرة الذبذبة إلى كلمات مسموعة ، وتقوم بالعكس ايضاً ، اي تقوم بتحويل ذبذبات محملة في الشعاع إلى اشارة يستلمها العصب السمعي مباشرة دون الاذنين لتصل المخ وكأن المرء يسمع صوتاً ... وما هو بصوت حقيقي ..!

كذلك الحال بالنسبة للبصر , يمكن إرسال تأثيرات محملة على الاشعة من مسافة بعيدة يمكن ايصالها لمراكز الإبصار والاعصاب الناقلة لإشارات الرؤية مباشرة دون ان تمر بالعينين ، ( نفس الحال يمكن مع الاذنين والانف ) ، اي توصلها للدماغ و كأنها وقائع فعلية بالنسبة لبعض الاشخاص , او وكأنها احلام يقظة بالنسبة لآخرين ... وهناك استثناءات لقلة من البشر من لا تؤثر فيهم مثل هذه التأثيرات المحمولة عن بعد لأسباب تتعلق بتكوينهم العصبي والنفسي ، وعموماً ، هناك عقاقير مساعدة تكيف المخ ( تستخفه ) لتقبل مثل هذه التأثيرات .. و اُرجح ان غسل ادمغة بعض الإرهابيين ودفعهم للانتحار بأمل دخول " جنة " تصنعها هذه الهلاوس يتم بهذه الطريقة من قبل جهات دولية نافذة خفية ، مع إنني لا انكر دور الفكر الإسلاموي المتطرف المجرد من دور اساس في هذا .. لكن .. تقاطع مصالح هذه الحركات مثل بعض حركات " السلفية الجهادية " مع الصهيونية في الوقت الحالي ضد الشيعة وايران يمكنه تفريخ انتحاريين على مستوى عالٍ من ادمغة مغسولة .. وهذا طبعاً موضوع آخر..

-3-

إن تحويل سلوك وافكار شخص معين إلى دوال موجية كهربائية عبر تسجيلها بأجهزة التخطيط الكهربائي السمعي والدماغي والقلبي والبصري يعني بناء ارشيف " ذاكرة " رمزي يمكنه ان يفيد حتى في التأثير على ذكريات هذا الشخص ..
كيف ذلك ؟
لا اعلم تحديداً ما اذا كانت خبرات الاميركان الخفية في هذا الجانب قد وصلت إلى مستوى بلوغ الذاكرة الفردية ام لا .. فالمعروف إن الذاكرة البشرية كمكون صلب ليس لها وجود حصري في الدماغ , علاقتها بالدماغ هي علاقة عرض وليس تخزين بالمعنى الفعلي للتخزين كما تقوم الحواسيب بتخزين الذاكرة بشكل شحنات كهربائية بنظام الصفر واحد مثلاً في الذاكرة الصلبة Hardware , الدماغ لا يعدو أن يكون شاشة عرض Monitor في هذه الحال ليس إلا ..

الذاكرة البشرية لا تزال غامضة وغير معروف " مكانها " , لكن .. ( وهنا تكمن المفارقة في الموضوع ) : تسجيل الذاكرة بادٍ وواضح عبر نشاط المخ نفسه ، فمسارب هذا التسجيل " الحسية " عبر البصر والسمع وانشطة مراكز معينة من المخ معروفة .. جهاز تخطيط الدماغ اذا ما تمكن من رسم ذبذبات مخ فرد معين طوال حياته ... فهذا يعني إن ارشيف هذه التموجات يحمل " صورة اولية " عامة عن ذاكرة هذا الشخص ..!!

نعم , لم نصل لمكان الذكريات بعد , ولكن , اجهزة التخطيط الكهربائي للمخ المرتبطة بالكومبيوتر يمكنها ان تؤرشف لنا " نسخة copy " عن ذاكرة شخص معين عبر تسجيل نشاط مخه الكهربائي لفترة معينة من الوقت .. فاستخدام رقاقات تسجيل الكترونية تربط مع المخ بعمليات جراحية مستقبلاً ( وربما يحدث هذا فعلياً اليوم ) ترسل بياناتها لأجهزة كومبيوتر يمكنها تحليل انماط هذه الإشارات وحل شيفراتها لتعطينا صورة عن افكار شخص وكلامه في وقت معين وبنفس الوقت يمكنها ان تعطينا نسخة اولية وإن كانت غير دقيقة مئة
بالمئة عن ذاكرة هذا الشخص .. خصوصاً لو عرفنا ان " عالم الذكريات " كما اشارت إليه تجارب حديثة يخضع لقوانين وخصائص الهولوغرام ، وهي خصائص تسجيل " الليزر " ...!!

فليس صدفة ان ينجح " الليزر " في تحسين وتطوير تقنيات السايكوترونك ، فخصائص الليزر العامة من تشاكه وتوحد اطوار المويجات الجزئية المكونة لها تشابه تماماً عمل خلايا المخ الكهربائي وكذلك الاجهزة الحسية المغذية للدماغ بالمعلومات .. فالهولوغرام هو لوح تسجيل المعلومات من صور ثلاثية الابعاد بواسطة اشعة الليزر ، وقد وجد عالم الاعصاب كارل بريبرام في سبعينيات القرن الماضي إن خصائص الذكريات تتطابق لحد كبير مع خصائص الهولوغرام ثلاثي الابعاد ..

وعليه ، لكي نفهم " الوعي " و " الذاكرة " بصورة اعمق وبطريقة سلسلة غير معقدة ، نحتاج ان نفهم " الليزر " وهو ما سنتحدث عنه مفصلاً في المواضيع القادمة .. ويبقى ان نذكر , إن التقنيات المعروفة تتيح لنا تسجيلات مؤقتة لانشطة المخ , يمكن لهذه التسجيلات المحدودة إذا ما قمنا باعادة إرسالها او تزويد المخ الذي صدرت عنه مرة اخرى , اي نحاول ادخالها من جديد في دماغ ما قام بها قبل سنوات ، من شأن هذا ان يستثير المخ استثارة كبيرة ويحفزه على تذكر اشياء لم يكن بالإستطاعة تذكرها ، مع إن مثل هذه التجارب بالغة الخطورة وغير معروفة الاضرار الجانية لحد الآن ..

ورغم قتامة صورة المستقبل الذي ينتظر الإنسان , لكنه " الإنسان " .. قاهر الصعاب والمستحيل ..

يتبــع

 

النظام السوري المارق وحتمية السقوط/ الياس بجاني


بالفعل، إن عبارة مارق،((rogue تصف ثقافة وممارسات وهمجية النظام السوري البعثي الذي هو قولاً وفعلاً، وشكلاً ومضموناً، وثقافة ولغة، العدو رقم واحد للشعب السوري ولكافة شعوب الشرق الأوسط. هو "الحاضنة" "والفقاسة" ل 99% من منظمات الإرهاب والأصولية والمافياوية والبلطجة التي تعيث فساداً وكفراً وإرهاباً وفوضى في العديد من دول منطقة الشرق الأوسط والعالم بدءاً من لبنان، ومروراً بغزة والضفة الغربية والأردن ومصر والسودان وليبيا واليمن والعراق ومصر ودول الخليج العربي، ووصولاً إلى معظم الدول الأوروبية والأميركيتين. إن غالبية منظمات الإرهاب في العالم أجمع هي إما وليدة الحاضنة السورية أو متعاونة مع مخابراتها الستالينية والفاشستية.

من هنا فإن النظام السوري مارق وعابر لن يطول بقاؤه متحكماً بمصير الشعب السوري وبؤرة للإرهاب الدولي مهما بطش وقتل وأجرم وتفنن في وسائل القهر والاضطهاد والإذلال والسجن والنفي والتعذيب وتصدير الإرهاب والأصولية. إنه لا محالة مارق "مرقة طريق" ليس إلا، ونهايته حتمية طال الزمن أو قصر كونه مُغرب عن ناسه، ومعادٍ لمحيطه، ولا يُجيد غير ثقافة الإجرام والكذب، في حين أن كل ممارسته تتصف دائماً بالسادية الفاقعة وبتخدر الضمير والإبليسية وموت الأحاسيس الإنسانية كافة.

منذ أسابيع عدة والشعب السوري يتظاهر بشكل حضاري وسلمي في غالبية المدن والبلدات السورية بما فيها العاصمة دمشق مطالباً بإسقاط هذا النظام المجرم، والتخلص من أجهزته البوليسية والأمنية القمعية، فيما للأسف الأمم المتحدة وأميركا وإسرائيل وأوروبا والدول العربية لا تزال جميعها في حيرة من أمرها، ومكتفية ببيانات تنديد ليس لها في قاموس وعقل وثقافة وممارسات حكام سوريا القمعيين أي قيمة أو اعتبار.

محزن ومؤسف أن تبرر معظم الدول وخصوصاً أميركا وأوروبا عدم اتخاذ مواقف حاسمة ضد النظام السوري بحجة واهية وغبية ووهمية هي الخوف من البديل الإسلامي الأصولي في حال سقوط نظام الأسد، في حين أنه ومهما كان البديل، حتى ولو جاء من القرون الحجرية أو من جماعات الطالبان والقاعدة فهو لن يكون مهما ارتكب من مظالم وجرائم أسوأ من نظام الأسد الذي أعلن يوم الإثنين الحرب المفتوحة والشرسة ضد السوريين ودخل مدينة درعا وغيرها من المدن بالدبابات والمدرعات موقعاً عشرات القتلى ومئات الجرحى. علماً أن عدد الضحايا السوريين المدنيين منذ بدء موجة الاحتجاجات فاق ال 420.

معيبة ومخزية مواقف الدول التي لا تؤيد علنية وبقوة ثورة الشعب السوري السلمية، ولا تتخذ كل ما هو متوفر لديها من مواقف وإمكانيات وإجراءات لإسقاط دكتاتورية الأسد المجرمة التي لم يعد لإجرامها وممارستها القمعية مثيل في أي مكان من العالم.

نعجب كيف تلوذ بالصمت دول متحضرة تدعي أنها حامية للحريات والديموقراطية والحقوق، فيما أحرار سوريا العزل يقتلون بدم بارد في الشوارع. ونستغرب كيف أن مجلس الأمن الدولي لم يصدر حتى الآن قراراً دولياً ملزماً تحت البند السابع يحمي بموجبه الشعب السوري من إجرام حكامه القتلة كما فعل في ليبيا القذافي وغيرها من البلدان؟

ذكرت وكالات الأنباء أن الإدارة الأميركية تدرس خيارات سياسية عدة، بينها عقوبات محددة ضد حكومة الرئيس الأسد بسبب أعمال العنف التي تشهدها سوريا. وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي تومي فيتور لجريدة الحياة اللندنية إن «العنف الوحشي الذي تستخدمه الحكومة السورية ضد شعبها غير مقبول أبداً وندينه بأشد التعابير». نلفت هنا إلى أن لغة العقوبات والبيانات لا يفهما النظام السوري، لا بل يعتبر من يستعملها ضعيفاًً وجباناً وهو بالتالي لن يرضخ لها ولن يعيرها أي اهتمام، تماماً كما كان ولا يزال مصير العقوبات المفروضة على إيران الملالي التي لم تردع حكامها من الإستمرار في سعيهم الدؤوب لإمتلاك قنابل نووية واسلحة الدمار الشامل الأخرى.

من العار والخزي على دول العالم الحر أن تترك حكام سوريا البعث دون عقاب ومحاسبة لكي يستمروا دون حسيب أو رقيب بارتكاب المجازر ضد الشعب السوري المطالب بالحرية والكرامة والانفتاح على العالم. يبقى أن الحكم السوري لا يجيد ولا يفقه غير لغة القوة. من هنا على العالم الحر أن يتحدث مع الحكم بلغته، وكل ما عدى هذا هو مضيعة للوقت والجهد.

الشرق الأوسط الحديث/ صالح خريسات

إذا شئنا إن نتحدث عن تطورات الأعوام العشرة الأخيرة، التي دخل العرب بها الألفية الثالثة، فإننا لا نجد في واقع الحال، غير التنظيمات المسلحة البائسة، والمنظمات العسكرية والدينية، وديناميات حكم الحزب الواحد، بينما ضاقت دائرة معرفة القارئ والدارس، حول منطقة تتصدر الأحداث والإستراتيجيات، لكنها تظل خاضعة لتقديم غامض، يأسرها في مفهوم متقلب، لا تحكمه سوى قوانينه الخاصة، العجيبة والعنيفة، في أغلب الأحيان.
هناك الكثير من المسائل الجوهرية، ذات المغزى العميق، تحتاج إلى بحث وتحليل وتعليل، وقد يكون الخيار الأفضل، هو التحليل على أساس مقارن، مع أمثلة واسعة من مختلف البلدان. هذا ما فعله روجر أوين في كتابه "صناعة الشرق الأوسط الحديث" الذي صدر في لندن قبل عقدين من الزمن، ولم يحفل به الدارسون في الشرق الأوسط، على الرغم من أهميته وعظمته.
بعض الموضوعات التي يثيرها هذا الكتاب، تتضمن توسع دور العامل العسكري في النظام السياسي، وسياسة البناء الاقتصادي، وسمات الأحزاب السياسية في الشرق الأوسط، والمحاولات المتعددة لتعريف أو إعادة تعريف الممارسة الديمقراطية، والعلاقة المتبدلة بين الدين والسياسة في عدد من البلدان الإسلامية، ويرى أوين أن ما يجمع الشرق الأوسط، أن غالبية السكان من العرب والمسلمين، الذين عاشوا إلى عهد قريب، على الأقل، في الصحراء، ذلك أيضا معيار تفسير تسعة أعشار الأحداث، وردود الفعل التي تشهدها المنطقة بين حين وآخر، هذه النظرة تمتزج بعد ذلك مع نظرة ثانية، لا تقل قصوراً عن الأولى، مفادها أن الشرق ثابت لا يتغير، والأشياء باقية على حالها في المستوى القبلي، ورغبة البشر في تصفية بعضهم البعض، باسم الدين، أو الطائفة، أو الحزب.
التحليل الأفضل في رأي أوين ينبغي أن يبدأ من منظور يرى الشرق الأوسط، جزء من العالم الثالث، أو العالم غير الأوروبي، وأنه يخضع لمعظم السيرورات التاريخية الكونية المماثلة. هذه مقارنة تتيح إخضاع الشرق الأوسط للمقارنة العالمية، بما ينطوي عليه ذلك من اعتماد أوسع على المعطيات الاقتصادية والسياسية، كما توحي بعدد من الموضوعات الهامة الجديرة بالدراسة المتأنية, مثل نظام الحزب الواحد أو إدخال أنماط مختلفة من الديمقراطية الميسرة، وهي مقارنة تبتعد عن فكرة المنطقة بوصفها نمطاً خاصاً له شكله الاجتماعي المتميز, وسلوكه السياسي، وتعبيراته الثقافية التي لا تشبه سواها. كما أنها المنهج الذي لا غنى عنه لتصحيح ذلك النوع من التأويلات، التي تنهض على استثنائية الشرق الأوسط وفرادته، لكي تستخلص أن الإسلام بحد ذاته هو الذي يشجع ميول الحكم العسكري، في حين أن العسكري الطامح إلى السلطة في المنطقة، هو في الواقع جزء من ظاهرة عامة تسود العالم الثالث بأسره، ولا ينفرد بها الشرق الأوسط.

اللى أوله شرم اخره طره/ رأفت محمد السيد

كل العجب ممن يرفعون لافتات تطالب بعدم محاكمة مبارك من كل الجرائم التى إرتكبها فى حق هذا الشعب الذى عانى الأمرين طوال فترة حكمة.
 بل العجب كل العجب من موقف هذا الرجل الذى لايريد أن يغادر مستشفى شرم الشيخ بحجة مرضه فكلما إقترب موعد نقله إلى سجن مزرعة طرة ، سمعنا أنه يبكى ويرتعد كالأطفال ويتمسك بالبقاء فى مكانه الملئ بكل أنواع الرفاهية بالإضافة إلى حراسته الخاصة والخدم والحشم.
 وأقول إن هذا الرجل قد أخطأ فى حق هذا الشعب كثيرا ولا أحد فوق القانون مهما كان إسمه ومهما كان منصبة ، ولا بد أن تتعلم الأجيال القادمة ذلك جيدا ، نعم لا بد ان يعرفوا أن من نتخذهم رموزا لنا ونحترمهم ونجلهم لو أخطأوا لابد أن يحاسبوا.
 كما أنه من الضرورى ان نبعث رسالة إلى الرئيس القادم لمصر المحروسة نصها إحذر: أن من قبلك كان ظالما هو وبطانته ، وهاهو جزاء من ظلم ليفكر ألف مره قبل أن يقدم على أى عمل يضر بمصالح الشعب ويعرف أن الجزاء من جنس العمل ، إن الرئيس المخلوع يخاف من حكم قاضى الدنيا عليه ، ولم يفكر ولو للحظة فيما سيقول للقاضى الاعظم رب العزة عندما يسأله عما فعل بشعبة ، يخاف أن ينام فى مستوى لايليق به داخل مستشفى سجن طره ونسى أنه سيرقد يوما فى بيت الظلمة ، بيت الدود ، لاونيس له ولا جليس سوى عمله الأسود فى حق هذا الشعب ، وأذكرك أيها المواطن المصرى بوظيفة رئيس سابق أو مخلوع وأذكر المأجورين ممن يدافعون عنك ليس بدافع الحب ولا الإنتماء لهذا البلد ولكن بدافع مايحصلون عليه من أموال ليعلنوا هذا الموقف العجيب ، أذكرك وأذكرهم بكلمة سيدنا أبو بكر الصديق عند ولايته خلافة المسلمين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم : إني قد وليت عليكم ولست بخيركم فان أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني ، الصدق أمانة ، والكذب خيانة والضعيف فيكم قوي عندي حتى أرجع عليه حقه إن شاء الله والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله ، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا خذلهم الله بالذل ، ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء ، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم- هكذا يكون الحاكم العادل ياريس وأظن أنه يكفى ماتمتعت به فى شرم طوال الفترة الماضية مابين القصر والمستشفى ولتعلم جيدا أنك لن تفلت من الحساب ولابد أنك ستترك شرم إن أجلا أو عاجلا وعلى رأى المثل المصرى اللى أوله شرم أخره طره - حتروح حتروح وساعتها تكتمل جمهورية طرة بتشريفك وتبقى فرصه تشوف رجالتك وولادك أكيد وحشوك وكفاية إنهم قاعدين طوال هذه الفترة كلها بدون رئيس 0

الثورة السورية في اطارها الصحيح ..!/ شاكر فريد حسن

من نافلة القول ان الثورات الشعبية التي اجتاحت العالم العربي من الماء الى الماء ، وانتصرت في تونس ومصر حتى الآن ، هي حالة استثنائية في حياة شعوبنا العربية وتعبير عن رغبة عارمة في التغيير ، ولها انعكاساتها وابعادها واثارها الايجابية بعيدة المدى على مستقبلها وصيرورتها ، وسوف تترك دروساً وعبراً في دنيا الانتفاضات الجماهيرية القادمة والنظريات الاجتماعية . وهي تشكل نوراً وهادياً للجماهير الشعبية العريضة والمسحوقة، لكي تدك وتطيح بعروش انظمتها الاستبدادية والديكتاتورية القمعية البالية.
وقد جاءت هذه الثورات بالأساس لمحاربة واجتثاث جذور الفساد السياسي والمالي والاداري، وتصفية كل مظاهر البيروقراطية، والخلاص من القهر والقمع والظلم والاستبداد والتبعية ،وتحقيق الاصلاحات الجذرية العميقة الشاملة ، واعادة البلدان العربية الى مواقعها القومية والتاريخية ، ولأجل تأسيس وبناء مشروع عروبي قومي ووطني ونهوضي تنويري، يعيد للأمة العربية هيبتها وكرامتها المفقودة ومكانتها الرائدة والطليعية في المنطقة.
وهذه الثورات الملهمة حررت العقل والوجدان العربي وفتحت آفاقاً جديدة للتطور والحرية والابداع ، وكسرت حواجز الخوف لدى الانسان العربي البسيط والعادي ، الذي لم يعد يهاب المؤسسة والنظام القمعي الحاكم بالحديد والنار ، وراح يتظاهر وينادي بصوت عال للاطاحة بهذه الانظمة ومحاكمتها.
ان ما يجري في سوريا من تراكمات انفجرت على شكل مظاهرات عفوية واحتجاجات غاضبة في (درعا) سرعان ما زحفت الى بقية المحافظات والمدن السورية ، هو في الحقيقة والواقع ثورة شعبية ديمقراطية تبغي رفع الغبن والاذلال واجراء الاصلاح الشامل والعيش الحر الكريم والغاء "قانون الطوارئ" الجائر والظالم الجاثم على صدر الشعب السوري،الذي قال كلمته واضحة بدون تأتأة :"الشعب يريد اسقاط النظام".
فالشعب السوري مثله مثل بقية الشعوب العربية الرازحة تحت الفقر والظلم ، سئم الاستبداد والديكتاتورية التي عانى منها طويلاً ، وملّ الجور والقهر والحرمان والتعسف ومصادرة الحقوق وسلب الحريات الفردية والعامة ، وهو يريد أن يتحرر وينعتق ويستنشق اكسجين الحرية ويطالب بالتغيير والاصلاح. ومع تقديرنا لمواقف سوريا القومية ومشروعها القومي الوطني والعروبي كدولة مواجهة مناهضة للمشروع الامبريالي الامريكي والاستعماري في المنطقة، والساعي الى فرض السيطرة والهيمنة والتوسع ونهب خيرات الشعوب وفي مقدمتها ابار النفط . ومع ادراكنا أيضاً ، للمؤامرة الخارجية التي تحاك بهدف تصفية روح المقاومة واغتيال ثقافة المقاومة وتجزئة الوطن العربي وتمزيق اوصاله واخضاعه للاطماع الامبريالية ، الا أن ذلك لا يمنح النظام السوري الصلاحية والضوء الأخضر باستخدام القوة والعنف والاجرام لمنع التظاهر والاحتجاج الشعبي. وقد هالنا وراعنا ما شاهدناه على شاشات التلفاز والفضائيات في جمعة الغضب وقبلها ، من صور القتل والجرائم البشعة والانتهاكات الخطيرة بحق المنتفضين من أبناء الشعب السوري المطالبين بالاصلاح ،وتغيير النظام ،وبناء الدولة المدنية الديمقراطية التعددية ، التي تضمن للمواطن حقوقه وكرامته وحريته.
أن ما يجري في سوريا هو أمر موجع وموحش وفظيع ، ومن حق الشعب ان ينتفض ويثور ويعبر عن رفضه وغضبه بالطرق السلمية ، ضد كل أشكال القهر والاذلال والفساد والعبودية ، وأعمال القمع والقتل والبلطجية والانتهاكات الخطيرة المرفوضة ، التي تمارسها وتنفذها اجهزة ومرتزقة المخابرات السورية ضد المتظاهرين والمدنيين العزل ، هدفها وأد واجهاض الثورة الديمقراطية السورية ، التي تشكل المفتاح لأي تحول تغييري ديمقراطي مستقبلي في المنطقة . ولاجل تنفيس وامتصاص الغضب الشعبي المتفجر والمتأجج في اعماق الجماهير السورية ، يأتي اعلان الرئيس السوري بشار الأسد الغاء "قانون الطوارئ" سيء الصيت والسمعة ،الذي يستبيح الحقوق الديمقراطية ويصادر الحريات الانسانية. لكن الشعب السوري المنتفض لكرامته والمصمم باصرار على مواصلة ثورته ، لم يصدق وعود الاصلاح هذه والغاء "قانون الطوارئ" على الورق ، وأنه يرى في هذه الوعود والتصريحات الكلامية بالونات لضرب الثورة الديمقراطية السلمية والقضاء عليها.
ان الشعب السوري يريد أن يحيا ويعيش بكرامة وحرية في ظل نظام مدني ديمقراطي حضاري وتعددي ، بعد هذه السنين الطويلة من الظلم والجور والاجحاف ، وما ثورته الا طلباً للتغيير والاصلاح الجذري الشامل ومن اجل الحرية والخبز .
فلتتوقف المجازر الدموية والانتهاكات الخطيرة بحق هذا الشعب الطامح بالتغيير ، وآن الأوان للنظام السوري القمعي الاستبدادي أن يصغي لنبض الشارع وكلمة الشعب، ويرحل.

مؤتمر الحكيم الفكري – الثقافي الأول خطوة على الطريق/ سامي الأخرس

المصادفة الجميلة التي قادتني للزمان والمكان الذي أحببت أن أكون فيه يوماً، وتحت شعار " استمرار النضال عن طريق إنهاء الاحتلال ووحدة اليسار العربي"، فالحلم عندما يتحول لحقيقة يُعبر عن قيمة مبهجة تَعم النفس السليبة من كل معانِ ومفاهيم السعادة في حقبة الاستلاب التي جردتنا من كل القيم والمفاهيم الإنسانية، والكرامة التي تحولت إلى قيمة متقادمة، بالية في العرف الحاكم والناظم لمنظومة القيم في عصر الاستهلاك البشري.
هي المصادفة المحضة التي إستوقفتني أمام الذات التي أتأملها بعمق وأنا أبحر في مكوناتها الشخصية، والفكرية، وهالتها النموذجية المدججة بالإنسانية، والفكر، والحكمة، تستجمع في كينونتها كل الومضات التي يمكن أن تشكل قانون جاذب للإنسان بمستوياته ومشاربه الفكرية المتباينة، ذاك القانون الذي يمتلك رصيد علمي، وفكري، ونظري، بهندام ثوري، وروح إنسانية على نفس المسافة من تثوير الذات لأجل الآخر.
هي ليست رومانسية مُحب، أو شفافية عاشق، بل وصف لم يوصف لشخصية قلما نقف أمام مثل تركيبتها الجامعة لكل مكونات القيم، والمعرفة، والثورية، بديمومة فاعلة بمثل ذاك الفعل الحي.
ربما أن الحكاية تبدأ من إيمان قطعي بأن الثوريين يموتون، ولكن تبقى كلماتهم، خالدة تستحضر فينا الفداء والنزاهة، والصدق، والفكر، والإنسان معاً، وتمضي مع الأجيال، جيل تلو جيل تحفز فيهم معانِ ومفاهيم الوطن، ببعديه الثائر والمفكر، وبحدوده القومية والقطرية، الممزوجة بمدرسة اقرب ما تكون للمدرسة النموذجية تتصف بالشمولية القيمية، وتحتضن في عمقها الأخلاق الثورية، والفكر المتطور.
حالتي تلك هي الحالة التي تؤمن أن الإنسان قيمة، وإن تمثلت تلك القيمة فإنها تتواتر وتتداول، وتحاكي كل اللغات، والعصور، والمراحل، وتتطور مع تطور المحيط الإنساني العام، بأجزائه دون أن تتقادم أو تصبح موروث أثري يركن في أحد الزاويا، أو يضع على أحد الرفوف للعرض، أوصورة تُرصع علىّ جدار، لأنها حيز من الحركة الروحانية الحية غير الجامدة، أو المركبة بالتقليدية.
القيمة التي تمثل الإنسان والفكرة بمفهومها الاستدراكي لمعانِ الوجود والنقاء، ومفاهيم الاستنهاض الدائم لحافزية الانتفاض على الجمود والعقائدية الثابته الصلبة التي لا تتوافق مع متطلبات منظومة المستقبل والحياة.
إنها القمية الأممية والقومية التي أمنت أن الوطن ذو حدود ممتدة بامتداد اللغة، والتراث، ولا يمكن حصرها في إطار أو دائرة ضيقة لا تتسع للجميع، أو ضمن أسلاك شائكة صنعتها قوى الإنهزام والاستعمار الفكري والإنساني.
إنه " جورج حبش" المفكر الثوري الأممي الذي لم استهوي يومًا فكرة إنه (قائد) يمثل نموذجًا مختزلًا في قيادة حزبية أو حركية، محصورة في دائرة مغلقة، وإطار مجزأ. وربما هذه القناعة لا تتوافق مع الآخرين، ولكن إيماني بها، يضاهي إيماني بـ"جورج حبش" المفكر الإنسان، وليس القائد، ولا يمكن لي أن أُسلم بأن " جورج حبش" يكون حاملًا للواء القيادة لشريحة بإسم حزب أو حركة أو تجمع، فهو يمتلك صفات وسمات شخصية، وفكرية، وإنسانية، وسياسية تؤهلة للإصطفاف في صفوف النخبة المؤثرة في حركة الكون الفكرية، والثقافية والأيديولوجية، لتصطف بصف " ماركس، أنجلز، لينين، غارمشي، قسطنيطين زريق ..... إلخ" من مفكري الفكر الإنساني والأيديولوجي، والإجتماعي، والمئات ممن تركوا موروث فكري وأيديولوجي للبشرية.
" جورج حبش" الحكيم الذي تعرض في مسيرته الحياتية لظلم في إختزال شخصة وفكره ضمن دائرة حزب أو حركة محددة، وهي النقيصة التي حددت من عالمية " جورج حبش" المفكر والإنسان الذي مزج القومية بالوطنية، وصبغها بالاشتراكية المتوافقة مع طبيعة وتكوين المجتمع، ومفاهيم الدور الإجتماعي، والصراع القائم في المنطقة، وطبيعته بكل أبعاده وتجلياته.
لست بصدد الحديث عن " جورج حبش" فكريًا، لأنني لا أمتلك المقومات المؤهلة التي تدفعني للوقوف أمام هذا المفكر الإنسان، ولكن أمتلك القدرة على الحديث عن وجهة نظري المتعلقة ببعض المفاصل الصغيرة تجاه شخصية الحكيم، وأهم هذه المفاصل هي القناعات الشخصية المتعلقة بفكرة أن "جورج حبش" قائد، وهي فكرة لم تقنعني لأن القيادة مثلت قيد أمام إنتاج فكري كان يمكن أن يثري الموروث الفكري العالمي بإنتاج أكثر غزارة، وأكثر إنارة للمستقبل.
إذن فهنا لست بالناقد لهذا المفكر الإنسان، بقدر ما أنا ناقد للحديث عن هذا الإنسان المفكر الذي كان لي الشرف يومًا أن أعمل في حزب هو أمينه العام، وأنتمي لهذا الحزب الذي يقوده، وفي لحظة كان الأقرب لنا في ريعان شبابنا ومثل لنا علامة فارقة في رسم حياتنا الثقافية، والفكرية، ورسخ لدينا قيم ومبادئ إنسانية لا زالت مرشدنا في مسيرتنا وتنمو مع نمونا الطبيعي.
نحن بطبعنا البشري وخاصة في المجتمعات الشرقية، تعودنا أن نمرق كالبرق أمام ألإنجازات والإيجابيات، ونمشي كالسلحفاة أمام السلبيات، نشرحها، نحللها، ننتقدها، نفصل جزئيايتها، ننقب في كل جزء فيها، ونبحث في أدق تفاصيلها، وهو ما استوقفني اليوم، وأنا أتابع فعاليات مؤتمر الحكيم الفكري- الثقافي الأول في غزة، وبوجهة نظري الشخصية هو أعظم ما أنجزت الجبهة الشعبية ولجنتها الثقافية المركزية في السنوات الأخيرة، وإن عبر ذلك عن شيء فهو يعبر عن تطور في المفاهيم الفكرية، والثقافية للرفاق في رؤية الأحداث ومتطلباتها، وينم عن تطور حقيقي في إتجاه إعادة المكانة الحقيقية والطبيعية للمفكر الإنسان" جورج حبش" محليًا، وقوميًا، ودوليًا.
خاصة أن هذا المؤتمر جاء إنطلاقًا من غزة، وفي هذه الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها المنطقة العربية عامة، والقضية الفلسطينية خاصة، وما أحوجنا لوجود " جورج حبش" في هذه المرحلة الخطرة والهامة، التي تشهد عجزًا علىّ المستوى الفكري بشقيه التنظيري، والعملي.
هذا المؤتمر الناجح بكل جوانبه جاء ليلبي طموحات كنا نعتقد إنها بعيدة أو أمنيات غير قابلة نوعًا ما للتحقق، ولكنها تحققت ووضعتنا أمام الاستحقاق الأهم في إعادة صياغة ذاكرتنا التي توقفت في شهر " كانون ثانٍ" 2008م عندما فارقنا جورج حبش الجسد، وترك لنا الروح تائهين في البحث عن بدائل يمكن أن تشكل مدخلًا آخر للاستزادة الفكرية ولكن!!!
هذه الحقيقة التي مثلتها الخطوة التي جسدتها الجبهة الشعبية في غزة بعقد مؤتمر " الحكيم الفكري- الثقافي الأول " جاء مكملًا لمرحلة إعادة الاستنهاض الحزبية التي تعيشها الجبهة الشعبية في الفترة الأخيرة، فكان مؤتمرًا ناجحًا في جوانبه التخطيطية، والتنفيذية.
ولكي لا استفيض طويلًا أمام هذا المنجز" المؤتمر" وأكون ذو رؤية تتخذ الحقيقة المطلقة بمثالية تناول المؤثرات الإيجابية، وندفن رؤوسنا في تراب الغرور، فإن لي وقفة مع المؤتمر وخاصة أمام بعض السلبيات التي طغت على ألأداء من قبل مقدمي الأوراق، التي تناولت أوراق العمل بشكل سردي قرائي، دون أن تبعث الحياة التحليلية التفاعلية في هذه الأوراق التي تناولت كل جوانب شخصية وحياة " جورج حبش" وألقت الضوء على كل تفصيليات المفكر الإنسان.
ولكن؛ طريقة التقديم إنتابها الرتابة السردية غير المبدعة في استعراض تحليلي موجز لأوراق العمل، فغابت روح التفاعل بين الملقي والمتلقي، وإنتاب جزء من المؤتمر حالة رتابة، وهذا الشيء يعود لأمرين أولهما: أن مقدمي الأوراق لم يتداركوا أهمية وحيوية ومفهوم المؤتمر، وهو احتمال ضعيف جدًا لأن جميعهم يمتلكوا قدرات أكاديمية، وسياسية، وثقافية، وفكرية تؤهلهم لهذه المهمة. أما الإحتمال الآخر، فإنها تعاملت مع المؤتمر كتجربة أولى، وتعاملت معه بنوع من الحرص والحذر الزائد، وهو الاحتمال الأكثر ترجيحًا – حسب وجهة نظري-.
فالأوراق كما وأسلفت التي قدمت في اليوم ألأول أسقطت كل الجوانب الفكرية والإنسانية في شخصية الحكيم، إسقاطًا إبداعيًا، وتعاطت مع الشخصية والفكر في إطاره الحقيقي، وإن لم يكن أقل من إطاره الذي يستحق، ولكن الشكل السردي والقرائي الذي تم إنتهاجه من قبل مقدمي الأوراق في المؤتمر، أفقد المؤتمر جزءًا من الجانب التفاعلي، أو التعاطي مع الصورة بمحاكاة مباشرة بين الملقي والمتلقي، وبين الشخصية والفكر والمتلقي، فحولته لصورة جامدة عبارة عن نصوص تلقى على مسامع الحاضرين، افتقدت لروح الإنسجام والتفاعل الحي بين الشخصية والمتلقي، فأصبح التفاعل الجامد بين الملقي والمتلقي، وهو ما أفقد المؤتمر لبعض أهدافه.
أضف لذلك إفتقاد اليوم ألأول من المؤتمر لوهج الصورة الحية للحكيم، واعتماده على النسخ واللصق في التعاطي مع الشخصية، بالرغم من وجود شخصيات قادرة على نقل جزء من حياة حبش بإنبعاث حي تفاعلي بين المتلقي وهذا الجزء، بعيدًا عن التجريدية في التعاطي.
فالشخصيات التي عايشت جورج حبش مثل الرفيق " غازي الصوراني" والرفيق " كايد الغول" كان بإمكانها الإعتماد على التصوير الحي لمكون من مكونات شخصية حتى تخلق تفاعل أكثر حيوية بين الشخصية والمتلقي الذي يريد أن يتقرب من أدق مكونات هذه الشخصية بعيدًا عن الجانب التنظيري مع أوراق مكتوبة فقط، أي كان المطلوب بث روح الحياة في الجانب التكويني للورقة.
هي وجهات نظر ورؤى تتباين بين شخص وآخر وربما ما أراه صوابًا يراه ألآخرون خطأ وفق ما لديهم من أسباب ومبررات حول هذه الآلية، ولكنه إجتهاد من نابع الغيرة على تقديم ما هو أفضل بكل ما يتعلق بالحكيم" جورج حبش".
وبالرغم من هذا فإن مجرد فكرة عقد المؤتمر بحد ذاته عملًا مميزًا، وخطوة هامة ومهمة عبرت عن حجم هذا المفكر الإنسان، الذي نفتقده في هذه الحقبة المؤثرة والهامة من المتغيرات في منطقتنا، وفي قضيتنا.
وأتمنى أن تتوسع الفكرة من خلال عقده سنويًا على أن تكون كل دوره في مكان ودولة مختلفة، وتثبيت المؤتمر كمركز دراسات توثيقي وبحثي يتم دولنته.
وفي النهاية لا يسعني إلا إستذكار الطبيب الذي تحول إلى ضمير وفكر الأمة الثائر النابض بالرحمة والسلام لروحه الطاهرة.

حرية الأكثرية!/ عـادل عطيـة


كان لديه كل شيء: جمال مدهش، مرتبة عالية، احترام أقرانه، مجد رئيسه، القدرة على عمل أعظم وأفضل الأشياء.. فلو كان هناك أحد في التاريخ حراً وسعيداً ومتميّزاً بالحقيقة، فإنه يكون لوسيفورس.
لكن حدث شيء.. أعلن لوسيفورس أنه لم يكن الأعظم في المرتبة.. لقد كانت لخالقه سلطة أعلى منه.. وبدأ يشعر بغيرة من الله معتبراً الخضوع لسيادته عبودية أكثر من كونها حرية.. والنتيجة: لقد أعلن استقلاله عن الله.. لكن بدلاً من تحرره عن الله، قيدته تجاديفه في سلاسل أبدية!
قصة حدثت مرة واحدة في السماء، ولكنها تحدث كثيراً على الأرض بشكل أو بآخر.
قصة قرأناها مراراً وتكراراً في كتبنا المقدسة، ولكن كمن يطالعها في كتاب، في حلم، لم نعد نتذكره؛ ففقدنا، بذلك، أهم وأعظم عبرة وموعظة تلامس حياتنا!
لقد تحطم القفص الوطني، وانطلقت الناس إلى سماء الحرية، كل يفرد ذراعية إلى أبعد مدى؛ ليلملم شتات حريته!
في خضم هذا البريق الساحر، فقد الكثير منا، المفهوم الثمين للحرية، التي ليست حرية من القوانين الأخلاقية غير المتغيرة، ولكنها حرية من تحكمات البشر المتغيرة.
فرأينا السائقون، والباعة، وغيرهم ممن تحرروا من رقابة الأجهزة المعنية؛ فوجدوا في هذه الحرية، رخصة لعمل أي شيء يستهويهم، فيرفعون أسعارهم على هواهم!
ورأينا البلطجية، الذين فلتوا من شباك الشرطة المختفية، يمارسون حريتهم في إباحية التعرّض القاسي للمواطنين؛ لسلبهم مقتنياتهم، وشرفهم، وحتى حياتهم!
ورأينا الكثير من الجماعات، التي تحطمت قيودها، وأغلالها، وهي تمارس ما يمكن تسميته: "حرية الأكثرية"..، فيحشدون آلاف من أنصارهم، وأتباعهم، ويطلقون صيحات الرفض لكل شيء وبغير سبب معلوم، أو فيه حق.. وياليت الأمر يتعلق بالرفض من أجل الرفض، ولكن المصيبة، أن رفضهم هو تحرك دؤوب للإنطلاق من حلم لجسدهم إلى جسد لحلمهم، ومتى تمكنوا من ذلك، وأمسكوا بمقاليد الحكم، أطلقوا حريتهم الخاصة، التي تستعبد وتعرقل، وتطغى على حرية الآخرين، فيصبح دستورنا في ذلك اليوم: "ما من أمنيات لنا غير أمنياتهم، وما من تطلعات لنا غير تطلعاتهم"!
،...،...،...
ان الحرية نور ونار في يد كل إنسان حر، ولن يكون الإنسان حراً لو ملك الحرية، وانما يكون حراً ان هي ملكته!...

التحول الديمقراطي في سوريا قادم لا محالة/ لؤي صافي


الحراك الشعبي باتجاه حياة سياسية ديمقراطية ظاهرة ترتبط بالمرحلة التاريخية التي تمر بها المجتمعات الانسانية على اختلاف تكويناتها وثقافتها. والانتفاضات الجماهيرية التي تعصف بالمنطقة العربية بأكملها وتتأجج اليوم في سوريا ناجمة عن تماهى السياسي والأمني خلال العقود الثلاثة الماضية وانفكاك النخب السياسية عن هموم الشعوب وتطلعاتها.

الخيار الديمقراطي الذي يقوم على مبدأ تساوي المواطنين على اختلاف انتماءاتهم السياسية وموقعهم الاجتماعي وعقائدهم الدينية في الحقوق والواجبات الوطنية، وعلى مبدأي حق المواطن في المشاركة في صنع القرار السياسي ومسؤولية القيادة السياسية عن قرارتها وافعالها أمام الشعب، تحول مع نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين إلى ضرورة تاريخية ومطلب شعبي، وخرج عن دائرة السجال السياسي بين المثقفين والسياسيين.

فاجأ السوريون الجميع، بدءا بالناشطين ومرورا بالمحليين وانتهاءا بمراكز القرار، بانتفاضتهم الشعبية ومطالبهم الواضحة في شعاراتهم التي رددوها في سوق الحميدية في مدينة دمشق، كما رددوها بصوت أوضح في درعا ودوما وبانياس والبيضة وحمص والقامشلي، وغيرها من مدن وقرى سوريا، والتي بلغت أوجها اليوم خلال مظاهرات ما أسمي بالجمعة العظيمة. ومرة أخرى أظهرت التحركات في سوريا تكامل الوعي العربي رغم الحواجز السياسية التي أقامتها المنظومة العربية الراهنة.

وكما بدا واضحا للعيان من خلال المواقف الشعبية في تونس ومصر واليمن والبحرين وسوريا ودول عربية أخرى، فقد تحرك الشارع العربي خطوات أمام النخب المثقفة وأميالا أمام قيادات الانظمة السياسية الحاكمة. فلا زالت الانظمة الحاكمة التي اطمئنت إلى قدرة أجهزتها الامنية والعسكرية على قمع التحركات الشعبية تتعامل مع المطالب الشعبية بوسائل البطش والمكر والمراوغة والحيلة، وهي وسائل قمعية لطالما اعتمدتها الانظمة الشمولية في زمن الاتحاد السوفيتي والانظمة التسلطية في زمن الديكتاتوريات العسكرية اللاتينية التي قدم فرانكو، دكتاتو أسبانيا المشهور، نموذجا لها. وسائل الاحتفاظ في السلطة عبر البطش والترويع انتهت في معاقلها الحديثة بالفشل الذريع في نهاية الثمانينيات في أوربا وأمريكا اللاتينية بعد أن اختارات الشعوب الحل الديمقراطي.

لم تتساقط الانظمة الدكتاتورية والاستبدادية في أوربا الشرقية في الثمانينيات بسبب ضعف الاجهزة الامنية أو تراجع في القدرات العسكرية للدول القمعية، بل بسبب الوعي الجماهيري من جهة وعجز النخب السياسية المتسلطة عن إدارة الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بعد أن استشرى الفساد وغابت الرقابة الشعبية الكابحة للفساد في أنظمة حرمت شعوبها حرية التعبير وانتقاد الممارسات المنحرفة أو الغطاء القانوني لملاحقة المفسدين والمتلاعبين بثروات الشعوب.

تزايد الوعي الشعبي في زمن التعليم الجامعي والتواصل العالمي هو سر التحركات التي تشهدها سوريا كما تشهدها دول أخرى على امتداد المنطقة العربية من المحيط إلى الخليج. والرسالة واضحة تلخصا الشعارات والهتافات الشعبية: "حرمية حرمية"، "الشعب السوري ما بينذل"، "سلمية سلمية"، "حرية حرية"، "الشعب السوري واحد"، "بدنا وحدة وطنية إسلام ومسيحية"، "لا سنية ولا شيعية لا للفتنة الطائفية"، وغيرها من الشعارات التي تظهر وعيا كبيرا لدى أبناء الشعب وتأكيد الدوافع الوطنية المطالب المشروعة للتحركات الشعبية في سوريا.

مطالب الانتفاضات الشعبية في المدن السورية مطالب مشروعة كما أقر بذلك النظام السوري، وهي مطالب إصلاحية جذرية تتجاوز الدعوات التي قدمتها النخب المثقفة في بداية العقد المنصرم فيما يعرف اليوم بربيع دمشق والتي طالبت بتوسيع دائرة الحريات السياسية. التحركات الشعبية نابعة من وعي شعبي لم يعد يستجب للخطابات والبيانات والوعود التي يرددها الناطقون باسم النظام السوري بعد أن أصبحت الافعال لا الاقوال هي محط اهتمام الشعوب التواقعة إلى الفعل لا الكلام.

الحكومة السورية رفعت حالة الطوارئ قانونيا ولكنها أبقتها عمليا لتثبت مرة تلو الاخرى انفكاها عن نبض الشارع ووعي الاجيال الشابة التواقة إلى الحرية والرافضة للصمت في وجه استشراء الفساد وتحكم الاجهزة الأمنية في حياة المواطن. وفي الوقت الذي تزداد الحاجة إلى توحيد الصف الداخلي واستنفار الطاقات الفتية وتحرير الارادة الشعبية من أغلال الخوف والعجز والتخبط نجد النظام السوري يزداد إصرارا على الحفاظ على الحالة الراهنة ورفض السير ولو خطوات يسيرة باتجاه الاصوات المنادية بالاصلاح.

الاعداد الكبيرة التي سقطت بين قتيل وجريح خلال التظاهرات التي خرجت اليوم في مختلف المدن السورية أظهرت التناقض الصارخ بين الحقيقة والادعاء. سقوط أكثر من ثمانين قتيلا اليوم أثناء المظاهرات السلمية التي أعلنت الحكومة يوم أمس أنها حق مشروع للمواطن السوري يشكل صفعة قاسية لكل الآمال التي علقها الكثيرون على الحكومة السورية الجديدة. كان من المفترض أن يمثل اليوم خطوة عملية في بناء الثقة بين الشعب وحكومته، لكنه انتهى بتعميق الشرخ بين المواطن والنظام السياسي الذي تباينت أقواله وأفعاله.

التحول الديمقراطي قادم لا محالة رغم شدة القمع وسياسة القبضة الحديدية، بل بسببها. فالحالة الراهنة التي يتشبث بها المستفيدين منها لا يمكن تكريسها والحفاظ عليها بعد أن استشرى سوس الفساد المالي والاداري في جسد النظام السياسي السوري. السؤال الوحيد المتبقي اليوم هو هل يتدارك النظام أخطاءه ويتراجع عن أوهام الخلود بعيدا عن الحراك الشعبي والارادة الوطنية، أم يتمادى في تعويله على أساليب قمع الاحرار واطلاق أيدي العابثين؟ الاجابة على هذا السؤال المهم ستحدد وجهة الحراك السياسي بين انتقال تدريجي ينتصر فيه الجميع، شعبا وقيادة، أو انزلاق مفاجئ يزلزل الحياة السياسية ويعيد ترتيبها وفق إرادة الشعب ورغما عن ممانعة النظام.

الحالة الراهنة زائلة لا محالة لأن إرادة الشعوب الحرة لا تهزم.

د. لؤي صافي استاذ الدراسات الشرق أوسطية وناشط في الدفاع عن حقوق الجالية العربية والإسلامية في أمريكا، يرأس المجلس السوري الأمريكي

وزير الأسرى الإسرائيلي يطالب/ د.إيهاب الدالي


وزير الأسرى الإسرائيلي يطالب المجتمع الدولي بالإفراج الفوري عن جميع الأسرى الإسرائيليين والذين عددهم واحد منذ أن احتلت الدولة العبرية الأراضي الفلسطينية، حيث تم أسره أثناء تأديته الواجب الوطني في الدفاع عن الأراضي التي اغتصبها الفلسطينيون!، نعم تلك الأرض التي سالت فيها دماء أجدادنا حيث كانت تروي كل شبر نحتله.

فالمجتمع الدولي الذي يحكم بما أنزل به حكماء بني صهيون يندد ويقول:

يجب إطلاق صراح الجندي المختطف لدى فصائل المقاومة، لأنه بريء.

يجب عدم ربط قضية شاليط بالأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، لأنه حمل وديع.

يجب على القوى الآسرة لجلعاد حسن معاملته.. لأنه مش وجه بهدلة!.

يجب على الفلسطينيين احترام القوانين والأعراف الدولية والتي تخص أسرى الحرب.



يتباكون على أسير واحد شاليط اسمه غاصب لأرضنا قاتل لأبنائنا و يطالبون بالإفراج عنه فوراً وبلا شروط، ويقولون لقد طالت معاناته ومعاناة عائلته، ونسوا معاناة وذل أكثر من سبعة آلاف أسير اختطفوا من بيوتهم بينهم مئات الأطفال والفتية وعشرات النساء والمرضى يعيشون ظروفاً قاسية في سجون الاحتلال.



وللأسف إن القوانين الدولية تقف مع الأقوياء ضد الضعفاء فيصبح الجاني هو الضحية ويسوق نفسه على أنه في حالة دفاع عن النفس ويطالبون بحقوق لذلك الجندي الذي تم أسره وهو في دبابته ويتناسون ألاف الأسرى الذين يدافعون عن حقوقهم، كل هذا لأن (إسرائيل )محمية بالفيتو الأمريكي مدعومة بالصمت العربي .



والأجدر على المفاوض الفلسطيني أن يكون قوياً بصمود شعبه، ويفضح جرائم الاحتلال المستمرة ويضع قضية الأسرى على رأس قائمة الأوليات، وينقل معاناتهم إلى جميع المحافل الدولية، ولكنهم باللقاءات مشغولين، وبالتنسيق الأمني مبدعين، و ماذا يعني لهم كم ألف أسير يقبعون تحت ذل وقهر وعذاب المغتصبين، زنازين مظلمة، أيام خانقة، هواء محبوس والأكل سم مدسوس، بل استمروا في تجاهلهم لقضية الأسرى، وثبت على مر السنين بأن مفاوضاتهم عبثية تنازلية لا تطالب أو تسترد حقوقاً.



إن سلطات الاحتلال حرقت غزة بمن فيها باحثة عن أسيرها وأفرجت عن 19 أسيرة فلسطينية مقابل شريط مسجل لمدة دقيقة يؤكد أنه قيد الحياة.



ماذا نحن فاعلون لأسرانا؟

أيكفي أن نقدس يوم السابع عشر من إبريل و نبقى على الانقسام وننسى الذين يعذبون يومياً في سجون الاحتلال؟ وأهاليهم يعانون حرمانهم حتى من زيارتهم، وتكون ذكراهم يوماً واحداً في العام، أو من المحتمل بأن تكون يومين من كل عام لأنه لدينا وزارتين للأسرى.



د.إيهاب الدالي- كاتب من غزة

http://eihabdali.wordpress.com


أنثى الثور أم فعل الثأر/ ياسر خليل


تمخض الشعب فحقق حلمه و أخذ بثأره تلك هي الثورة المصرية التي أراها فعل الثأر لا أنثى الثور التي تستحق الذبح . هي حدث لا تضاهيه بروليتاريا الماركسيين و لا يساندها أحرار ناصر بآلة عسكرية . انه عمل الشعب نصف الكوب الممتليء الذي لم يبصره أبدا نزلاء المزرعة الآن عندما بثوا لنا في صباح السادس و العشرين أرصفة التحرير خاوية على عروشها من قلة مندسة مأجورة ليقولوا بملء الفم تمت السيطرة على الموقف . ففاضت عين كل حالم و عاشق لثرى الكنانة بدمعة تحرق الروح عند انكسار الحلم لكن ما لبث الزبانية أن استكانوا الا و التحرير يتلألأ في جمع الغضب و الصمود و الرحيل و تنهمر الدمعة الثانية من عيوننا عندما يعلن هامان أن فرعون تخلى عن حكم مصر و الأنهار و العسل المصفى . تأكدت ساعتها أننا نحن بناة الأهرام لا الذين هبطوا من الفضاء . أيقنت أننا نمنح التاريخ مواضيعه فيخلدنا ردا لجميلنا عليه لا منة منه . سعدت لأن الله اجتبانا لنحيا تلك اللحظات التي قلما أن يجود بها الزمان . تمنيت أن أكون في ميدان التحرير لأقبل يد كل من وطأت قدمه هذه البقعة فصرنا نرى مصر كما لم نشاهدها من قبل . مصر العائدة بكل قوة لتصب في روحنا القوة . مصر التي نملكها كما تملك قلوبنا . و بخيال الشعراء سرحت و خاطبت نزار قباني و قلت له أترك مدينتك التي اليها الحب لا يأتي اليها الله لا يأتي و تعالى هنا فالله عندنا يمنح العدل و السلام . تعالى كي تكتب قصيدة في التحرير يعلنون ميلاد العرب و مزق قصيدتك متى يعلنون و فاة العرب التي تفتت روح كل من يقرأها .
تلك هي الثورة التي جعلتني أنظر لابني أحمد ذو العامين و أقول له ماذا تريد أن تكون فيرد بتلعثم عمره مهندسا كما عودته ليحقق حلم قديم فشلت أن أحققه . فأقول له زد على رغبتك أريد أن أشرف برئاسة أم الدنيا فالحلم يا ولدي صار ممكنا .
هكذا رأيت الثورة التي قلبت كل الموازين . و معايير الواقع و الحلم . هي الحدث الذي أفرد له اعلام العالم بأسره تغطية غير مسبوقة ليس لغرابته بل ليقين راسخ عند الآخر بقيمة مصر و ثقل المصريين الذين اعتادوا أن يمنحوا الأحداث التبجيل . و يرصعوا التاريخ بالمعجزات .

لكن ما كدنا أن نفرح و نهنيء أنفسنا بالثوب الجديد الا و أشجار اللبلاب نراها تنمو متسارعة و تقفز فوق نافذة الضوء التي فجرها الشباب . الشباب الذي لم يخرج للبحث عن وظيفة ليجد بها طعام بل نادى باسقاط النظام و قد كان .
فبدأت أتساءل هل غياب لينين و ناصر سيجعل هذه الثورة فريسة سهلة للمتسلقين أم لقيط يتم وأدها بعد أن أزاحت عن وجهنا التراب .
هل نحن في حاجة ملحة الآن لديكتاتور محب لوطنه كي يحدد لنا جرعات عقار الحرية الذي بات متداولا بعد أن كان مدرجا بالجدول .
صراعات كثيرة للأفكار بداخل كل محب لهذا الوطن عندما نتعمق فيما حدث . فالانسان خلق الله و النفس البشرية لغز رهيب لكن الله أراد الثورة لتكشف لنا هذا اللغز فكيف لبطل من أبطال أكتوبر دافع عن ترابنا يوما صار بائعا لهذا التراب . . .
كم أنت عظيمة يا مصر و كم أنت عجيب أيها الشعب . و هذا ما يمنحني الأمل أن عظمة مصر ستتفوق خلال هذه الفترة على العجايب ليتفوق نصف الكوب الممتلئ دوما .و يعود الى الشارع الحب و السلام و الطمأنينة . . و تحيا مصر . . .