الأرض والشعب،،، نريد إنهاء الانقسام/ أحمد عرار


من الجليل إلى أم الفحم، إلى القدس الشريف، والخليل ونابلس ورام الله وجنين وغزة الآبية، يخرج الشعب الفلسطيني اليوم ليقول كلمة واحدة "الشعب يريد إنهاء الانقسام" .

إن الواقع الفلسطيني المتشرذم أصبح يشكل خطرا وتهديدا كبيرا على القضية الفلسطينية، والتي باتت في مهب الريح، وفقدت الكثير حتى الآن ومازالت تفقد هيبتها وأهميتها في الوطن العربي والعالم، وأصبحت الشعوب تنظر إلينا بازدراء بعد أن كان الشعب الفلسطيني ملهما لكل الشعوب والثورات في العالم.

إن واقعنا السيئ اليوم لا يخفى على احد، فما سببه الانقسام الجغرافي والسياسي على صعيدنا الوطني - الاجتماعي والاقتصادي بات واضحا للعيان فقد أصاب النسيج الاجتماعي وأصبحت حياتنا كلها منقسمة بين فتح وحماس، حتى علاقاتنا الشخصية أصبحت تحددها انتمائتنا السياسية، وأصبحت المساجد منقسمة إلى مساجد لفتح ومساجد لحماس، وتحولت أيضا الملابس إلى إعلان سياسي فكل فريق له لونه الأخضر أو الأصفر. كما استفحل هذا الانقسام ليصيب تفاصيل حياتية أخرى فأصبح الحمساوي لا يقبل بان يناسب الفتحاوي والفتحاوي كذلك. وقد تحولت الجامعات والمدارس وحتى المؤسسات التي تقدم الخدمة الإنسانية والاجتماعية للمواطن إلى مؤسسات غير حيادية في تعاطيها مع الفئة المستهدفة، فمؤسسات فتح لا تقدم المساعدة إلا لأبناء فتح وآسرهم وكذلك فعلت مؤسسات حماس.

إن هذا الواقع البغيض والمهين لم يعد من الممكن القبول به ولم يعد يمكن الاستمرار في الانقسام. وسواء قبلت فتح وحماس أم لم تقبل فالشعب رسالته واضحة "الشعب يريد إنهاء الانقسام" هذه الرسالة لن تتراجع ولن تخرس الألسنة عن لفظها ولن تقف محاولات الشباب الفلسطيني من اجل إنهاء هذا الانقسام بكل الطرق والأساليب "السلمية والمدنية التي تراعي القانون والوفاق الوطني"

وقد أسمعت لو ناديت حيا

الشعب يريد إنهاء الانقسام

 
مدون وناشط مجتمعي
عضو ائتلاف 15 آذار
عضو الحملة الوطنية الشبابية لإنهاء الانقسام
00972598702035

الديمقـــراطيـــة والعـــرب/ أنطوني ولسن

دعوني أولا أنقل لكم تعريف الديمقراطية :
الديمقراطية كلمة تنقسم إلى قسمين ـ ديمو وتعني الشعب ، و قراطي وتعني حكم ، والكلمة معناها الكامل هوحكم الشعب .وسوف أعود إليها مع سياق الكلام .
بعدما عرفنا الديمقراطية ومعناها ، نرى أنه واجب علينا أن نتحدث عن طبيعة العرب حتى نطابقها مع مضمون الحكم الديمقراطي .
البيئة صانعة الأنسان وهي التي تصنع منه إنسانا قويا متحديا أو هزيلا متواكلا أو مفكرا عالما . والعرب عاشوا ومازالت الغالبية منهم تعيش في الصحراء ، والصحراء ليست بالصديقة للأنسان ، بل تعتبر أكثر قسوة عليه من الجبال ، ولها شبه بالبحار إن كانت محيطات أو أنهار وبحار . والمعروف عن الصحراء أنها درع واق ضد الغزاة والطامعين . لكن لقسوة الحياة كان عليهم التنقل من مكان إلى أخر بحثا عن الماء والمراعي البسيطة التي تطعم غنمهم التي هي المصدر الأساسي للحياة .
هذه الحياة شكلت الأنسان العربي وأعطته ميزات غير موجودة عند الكثير من شعوب أخرى تعيش في بيئة أقل قسوة من البيئة الصحراوية ، فهو قوي يواجه الأزمات والصعوبات بكل قوة وعزيمة . محارب بارع يجيد فن الحروب الصحراوية من كر وفر مما حدى بالجنرال مونتجمري قائد القوات البريطانية في مصر إبان الحرب العالمية الثانية ومواجهته مع القائد الألماني رومل على صحراء العلمين في شمال مصر وكان الجميع يتوقع إنتصارا ساحقا لرومل الألماني ، لكن مونتجمري إستخدم دهاء العرب في الكر والفر وعدم المواجهة التي كان من المحتمل هزيمة الجيش البريطاني لو لم تسعفه قريحته وتذكره لما درسه عن حروب العرب .
البيئة الصحراوية كما أنها جعلت من الأنسان العربي كريما مقداما محاربا وفارسا ليدافع عن قبيلته وعشيرته بكل شجاعة وبسالة ، كذلك علمته المكر والدهاء والخديعة ليصل إلى هدفه إن رأى أنه لن يستطيع الوصول إليه بالحرب والقتال ، أو ليحقق إنتصاراته بهم وقت الحرب .
النظام القبلي الذي يعيشه العرب مازال مستخدما على الرغم من التقدم في جميع مناحي الحياة سواء في الصحراء أو المدينة بغض النظر عن جغرافية المدينة إن كانت في شبه الجزيرة العربية أو في الخليج أو حتى في أي مدينة أو قرية في مصر أو في أي بلد عربي مازال مستخدما رغم أنف الحكومات والسلطات والقوانين . والقصص والحكايات كثيرة جدا جدا يعرفها أهل الصعيد في مصر وبدو سيناء والواحات وسأستدل لكم بأقرب حادثة وقعت في قنا عندما قطعوا أذن مواطن مسيحي بعد حرق سيارته ومنزله ولم يستطع لا الجيش ولا البوليس ولا القانون لا حمايته ولا معاقبة الفاعلين والسبب على ما أظن منعا من فتنة طائفية وتم الصلح على طريقة النظام القبلي والعشائري العربي الصحراوي .
زاد على النظام القبلي والعشائري للعرب ، ما أضافه الأسلام من أحكام حسب الشريعة التي تعتبرها معظم الدول العربية المصدر الرئيسي للتشريع والأحكام بعد الأنتشار الأسلامي في القرن السابع الميلادي وحتى الأن .
بعد الخلفاء الراشدين أصبح للمسلمين دولة في دمشق عرفت بالدولة الأموية والحاكم لا ينازعه في حكمه أحد ولا يتنازل عن الحكم إلا بالوفاة الطبيعية أو بالإغتيال الذي كان هو الطابع السائد في الحكم العربي الأسلامي على مدى العصور والدهور إن كان في الدولة الأموية أو الدولة العباسية في بغداد أو الدولة الفاطمية في مصروتوالي الحكام إلى الدولة العثمانية التي إتخذت من مدينة إسطنبول عاصمة لها وأصبحت تعرف بعد ذلك بالخلافة العثمانية والتي إستمرت إلى مايقرب من خمسمائة سنة وكانت أسوأ فترة مرت على الوطن العربي فقد إنتشر الفساد بجميع أشكاله وساءت حالة الولايات التابعة للخلافة ومصر نالها من الهم جانب إلى أن جاء محمد على باشا الذي بدأ عصرا جديدا يختلف عن جميع العصور السابقة بما فيه عصر الخلافة العثمانية ، وتميزت مصر في عهده بالحرية وسيادة القانون والتساوي بين أبناء الوطن ، وأخرج مصر من قوقعةالخلافة إلى الحياة المدنية العلمانية واللحاق بركب الحضارة والتقدم ، وقد نجح في ذلك وصحت مصرمن غيبوبة التخلف والسلبية على الرغم من الأحتلال البريطاني عام 1882 حتى عام 1952 وبداية نهاية ما حققته مصرمن إنجازات وما تمتع به الشعب المصري من تآخي ومحبة نحاول أن نبحث عنها الأن ، فقد أصبح من الصعب وجودها .
مصادفات التاريخ عجيبه ، ففي عام 1928 ظهرت شخصيتين كان لهما تأثير كبير جدا على نمط الحياة لشعوب منطقة الشرق الأوسط ودول العالم الأسلامي العربي ، والأسلامي غير العربي .
في ذلك العام تولى مصطفي كمال باشا أتاتورك الرجل العسكري زمام أمور تركيا والتي كانت المركز الرئيسي للخلافة الأسلامية بعد إنهيارها " الخلافة " وغير تركيا تغيرا جزريا على عكس ما كانت عليه جميع الدول الأسلامية منذ الخلفاء الراشدين حتى الخلافة العثمانية ، آخذا بيد تركيا إلى نهضة فكرية وعلمية وإقتصادية وإجتماعية وطبيعي دينية حتى تساوت في التقدم العلمي بالدول الأوربية.
على الجانب الأخر وفي نفس العام 1928 ومن مدينة الأسماعيلية زهر مدرس بسيط له أفكار وطموحات إختلفت عن الكثير من المفكرين في ذلك الوقت ، إسمه حسن البنا الذي إستطاع أن يغير الكثير والكثير جدا من سلبيات المسلمين بعد القضاء على الخلافة العثمانية بتكوينه لجماعة الأخوان المسلمين . وكان هدفه عودة الخلافة الأسلامية وطرد الأنجليز من مصر . أهداف لا يستطيع مسلم أو وطني غير مسلم أن لا يتفق عليها خاصة الشق الثاني وهو طرد الأنجليز من مصر.لكن الصراعات بين أقسام التنظيم وخاصة القسم العسكري المنوط به عمليات التصفيات البدنية لكل من يعارض فكر الأخوان ونشاط الأخوان مما عرض مرشدهم العام الشيخ حسن البنا إلى معادات القصر له وللجماعة بعد أن كان القصر أحد الداعمين لهم .وقد أحي الأستاذ وحيد حامد الجماعة من جديد في الجزء الأول من مسلسل " الجماعة " ولا أظن أنه سيستطيع تقديم أي أجزاء أخرى للمسلسل ، فقد حصلت الجماعة بعد ثورة 25 يناير من هذا العام 2011 الأعتراف الرسمي بها ولم تعد الجماعة المحظورة كما كانت تسمى . ولحق بجماعة الأخوان جميع الجماعات الأسلامية على مختلف تسمياتها وتوجهاتها وبدأت كل منها بإظهار وجودها الفعلى في الشارع المصري من السلفين والجماعة الأسلامية وخروج الزمر أحد المتهمين في قضية إغتيال السادات وإستقباله كبطل .
قد يظن القاريء إنني إبتعدت عن مضمون المقال وهو الديمقراطية والعرب . لكن في الحقيقة إنني حاولت أن أقدم للقاريء فكرة مبسطة عن هذا العربي الذي يعيش في الصحراء وما أضفت عليه من شجاعة وإقدام مع مكر ودهاء مما جعل منه شخصية متمسكة بما ورثه من بيئته في حياته الخاصة أو العامة ولا يستطيع التخلص منها مهما واكب الحضارة والتقدم إن كان في ملبسه أو تعليمه أو إستخدامه وبمهارة لجميع التقنيات العالمية الحديثة ، فهو مازال بدويا في نظرته إلى المرأة وفي نظرته إلى الغير المختلف عنه في الرأي أو الدين وفي نظام الحكم وطريقة إدارة شئون بلاده مهما وضع من دساتير وقوانين يظن الناس أنها قوانين لصالحهم . لكنها في الواقع لصالح الحاكم العربي وحاشيته فقط . وما تعيشه المنطقة العربية هذه الأيام من قلاقل إلا دليل على إبدال أنظمة فاسدة بأنظمة لا يعلم غير الله بما يمكن أن تسفر عنه كما يحدث الأن في مصر.
أعود إلي الديمقراطية والعرب وأكرر معنى الديمقراطية :
الديمقراطية كلمة تنقسم إلى قسمين ـ ديمو بمعنى الشعب ، وقراطي بمعنى حكم ، والكلمة بمعناها الكامل هو حكم الشعب . وأسأل أين هو الشعب العربي ؟ هل هو في عدده أكثر من مليار ومائتي مليون مسلم في العالم ؟ يوجد أكثر من 90 بالمئة من الشعوب العربية في العالم تعيش تحت خط الفقر بينما يعيش حكامهم في جنات تجري من تحتها الأنهار صنعوها لأنفسهم على الأرض بمساعدة الأئمة والدعاة والمشايخ الذين أضفى عليهم الحكام ليسايرونهم وتكون لهم جناتهم أيضا على الأرض ؟ من الطبيعي جدا أن يوجد دعاة ومشايخ وآئمة صالحين يرفضون الأنصياع إلى شهوات الحكام ويفضلون الأخرة على الدنيا .
أين المرأة من الحكم العربي الأسلامي ؟ أين الأقليات من الحكم العربي الأسلامي ؟ أليست المرأة جزء لا يتجزأ من تكوينة المجتمع العربي الأسلامي !! أليست الأقليات جزء لا يتجزأ من تكوينة المجتمع العربي الأسلامي !! فهل هذا هو الشعهب العربي الذي يمكنه أن يحكم طبقا لما يفسره معنى كلمة ديمقراطية والتي تعني حكم الشعب ؟؟؟!!!
الخلاصة لايمكن للديمقراطية أن يكون لها وجود في الأوطان العربية الأسلامية ، أو في الأوطان الأسلامية غير العربية التي يسيطر عليها الفكر العربي البدوي . دولة واحدة نجحت في تطبيق النظام الديمقراطي على الرغم أن نسبة 90 بالمئة من سكانها من المسلمين وهي سنغافورة . حقيقة سبقتها بما يقرب من أكثر من ثمانين سنة تركيا . لكننا مع الأسف نخشي من إنتكاسة بوادرها ظاهرة الأن .

لم نولد أذلاء يا مصر بل ولدنا أحرارا ثوارا/ سامي الأخرس

لم أتمنى يوم من الأيام أن أمّر بمثل هذه التجربة القاسية الجارحة المؤلمة، وأنا أعيش لحظات الذل والمرارة التي لم أعشها على مدار حياتي بالرغم من سفري السابق عبر مطار بن جوريون(تل آبيب) سنة 1988م في أوج الإنتفاضة الأولى(انتفاضة الحجارة) مغادراً فلسطين صوب تركيا، وعودتي من نفس المطار، وتجديد ما يسمى( السي بي سي) من السفارة الإسرائيلية بتركيا، وفترة الاعتقال في سجون الاحتلال الصهيوني، وما تعرضنا له من قسوة وعنف ومذابح.
إلاّ أًن إذلال الذهاب والإياب عبر معبر رفح ومطار القاهرة وتعامل السفارة المصرية في اليمن لم أستطيع تجاوزه أو نسيانه، فقد خلق لدي حالة نفسية، وجسدية، مؤلمة جداً، ليس لذاتي وشخصي بل لما شاهدته ورأيته يحدث مع الفلسطيني.
كم هي قاسية تلك المقارنة التي وجدت نفسي أمامها ما بين العدو والشقيق، ولكنها فُرضت علينا وفًرضت نفسها أمام الحالة الاستثنائية التي وقفت أمامها، وشاهدت فصولها وحلقاتها أمام ناظري.
لست مبالغاً إن قلت أن الفلسطيني بالنسبة لي أقدس المخلوقات البشرية علّى وجه البسيطة، بل هو مخلوق مقدس لأنه حمل شرف هذه الأمة ودافع عنها، وحمل الأمانة في موطنه، وفي منفاه، وفي معتقلاته، وعقد العزم على المضي قدماً بشعار النصر أو الشهادة ولا زال يُشرِع هذا الشعار دون أن يكِل أو يمّل أو يتعب، تَحمل نازية العدو الصهيوني، وقسوة وجبروت الأنظمة العربية التي إِرتوت من دمائه وتلذذت على عذاباته وإهاناته في معتقلاتها وبلدانها مستغلة منفاه وتشرده، وضعفه بأن وطنه سليب، لا نصير له.
في العام 1988م كان لزاماً أن أُسافر عبّر مطار بِن جوريون( تل آبيب) وبوثيقة خاصة يطلق عليها(السي بي سي) تُمنح للفلسطيني في الأرض المُحتلة، ومنذ أن وطأت قدماي أَرض المطار لم أشعر للحظة واحدة أن هناك تمايز بيني وبين المُسافرين اليهود والأجانب، بل كان التعامل بالتماثل اللهم إلاّ بالتفتيش الشخصي حيث أشرف على تفتيشنا رجال الاستخبارات الإسرائيلية دون أي إهانة تذكر لشخصك حتى تم استقلال الطائرة والإنطلاق، فلم نوضع بغرفة خاصة، ولم تحجز جوازات سفرنا لدى الأمن، بل تُركنا بأرض المطار نذهب أينما شئنا مع المسافرين، وأثناء وجودي بتركيا إنتهت صلاحية الوثيقة فكان لزاماً علّى أن اذهب للسفارة الإسرئيلية لتجديدها وهو ما حدث حيث ذهبنا وتم استلام الوثيقة منا بدقائق وبدون أي إهانة أو صراخ أو عصبية، وما هي سوى أيام حتى حصلنا على الوثيقة مجددة، ومع عودتنا عبر مطار بن جوريون لم تستغرق عملية مغاردتنا أرض المطار منذ هبوط الطائرة حتى استقلال سيارة خاصة على باب المطار للعودة إلى غزة أكثر من عشر دقائق، دون أي سؤال أو إجراء مُغاير لأي مُسافر آخر، بالرغم من أن الإنتفاضة كانت بأوجها، لم تحجز جوازت سفرنا، ولم نحجز بزريبة لا تصلح إلا للبهائم، ولم نُرحل جماعة وبحراسات تسلمنا لمعبر إيرز، ولم نستغل مادياً ومعنوياً من أفراد الشرطة والأمن وهذا ليس مدحاً أو براءة لإسرائيل ولكنه آلية التعامل مع المسافر مهما كانت جنسيته.
أما رحلتي الأخيرة عام 2010م فقد كانت عبر معبر رفح البري، وبجواز فلسطيني يحمل شعار السلسطة الوطنية الفلسطينية، والهدف المرور عبّر مصر المنفذ الوحيد المفتوح للفلسطيني علّى العالم، وصلنا للمعبر الساعة السابعة صباحاً حيث تم تسليم جوازات سفرنا ونحن ننتظر القرار، نترقب إما المرور أو العودة، ساعة تلّو ساعة ونحن نترقب بصالة الإنتظار حتى أصبحت الساعة الرابعة مساءً حينما هللت أهازيج الفرج وأدركنا إننا مرحلون، دون أن نفهم شيء أو نستطيع السؤال عن شيء لأن مجرد السؤال يعرضك للصراخ، والشتائم، والزعيق، من الجندي أو الشرطي، وربما يكلفك مقابلة رجال أمن الدولة ويركلوك إلي غزة ركلاً، وانتظرنا ساعتين لكي نستقل الأوتوبيس لمطار القاهرة، حيث كان بداخل الأتوبيس شرطي حرس لديه جوازات السفر، وخلف الأتوبيس سيارة حراسات وأمامه سيارة أخرى من الحراسات، برحلة استمرت ست ساعات أخرى، لم نعي إننا وصلنا مشارف مطار القاهرة إلاّ على صوت سائق الأوتوبيس يطلب من الشرطي أن "يشوف رزقه"، فهمتها عندما شاهدت الشرطي يطلب إتاوة أو فلوس من المسافرين، وتبدأ حفلة الإبتزاز المادي وبحديث مع الشرطي فإذ به يقول المسؤولين يقولون لنا أن نأخذ ما نستطيع من المسافرين، فهذا نظير إكرامهم لك وتعذيبك من الساعه السابعه صباحاً حتى الواحدة ليلاً، وما أن نصل أرض مطار القاهرة حتى نعتقد أن الله قد فرجها علينا بعد يوم عذاب وأشغال شاقة، ولكن سرعان ما تأتي الصدمة الكبرى، فما أَن تهبط من الأتوبيس إلاّ يتم إقتيادك من حراسات أخرى لغرفة أو بالأحرى (زريبة) الترحيلات التي يضعوا بها عليك لا يقل عن خمس أو ست جنود حراسة، وهنا تبدأ حفلة الإبتزاز فإن أردت الخروج للمرحاض عليك أن تدفع ما لا يقل عن (20جنية) للشرطي، وإن أردت شراء أي شيء تذكرة طيران أو غيرها عليك أن تدفع للشرطي، بل إنهم يستدعوا بعض بالقول هؤلاء فلسطينيون شوف نفسك( أي؛ شوف رزقك) ويستمر الحال عما هو عليه حتى تصعد سلم الطائرة بعد يوم أو يومان أو ثلاثة أنت ونصيبك، وحظك حتى يفك الله ذُلك وإهانتك من مطار القاهرة، وما أن تصعد الطائرة وتقلع بك لا تجد من القول شيئاً سوى (حسبي الله ونعم الوكيل).
وعندما تنجز عملك في الخارج وتريد العودة لابد من الذهاب إلى السفارة المصرية للحصول على تأشيرة مرور، وهي رحلة أخرى من الإذلال النفسي والمعنوي، حيث يقابلك موظف السفارة من خلال نافذة صغيرة بالكاد تستطيع رؤيته منها وما أن يقع نظره على جواز سفرك ويدرك أنك فلسطيني يتبدل حاله ويتحول لوحش كاسر يكشر عن أنيابه، تنتابه حالة العصبية والنزق والصراخ، والويل كل الويل لك إن حاولت الاستفسار أو السؤال عن شيء، فهنا تكون قد إرتكبت معصية، وأحد الكبائر، فيصيبك من بذاءة الأخلاق ما يصيبك، أنت ونصيبك، وعليك الإنتظار أسبوع، اسبوعان، شهر، شهران حتى تَحصل على الموافقة أو الرفض، أنت وحظك الأسود أو رضى الوالدين عنك ودعواتهم لك، فلا يهم إن حدث لأهلك مكروه أو مصيبة، ولا يهم إن حدث لك أي ظرف طارئ وتريد العودة بسرعه لوطنك وبلدك وديارك، فكل هذا شيء لا يعنيهم، فبعد خمسة وعشرين يوم من تقديم طلب تأشيرة المرور دون رد، تعاطفت معي نقابة الصحفيين اليمنيين فأرادت منحى مهمة صحفية في مصر حتى أحصل على تأشيرة مرور سريعة، فذهبت للسفارة المصرية محدثاً الموظف بالقول أن صحفي يريد دخول أو المرور من مصر فرد على بالقول ما جنسيته فقلت: يمني، فرد إنه لا يحتاج لتأشيرة عليه التوجه للمطار مباشرة، فقلت له: ولو كان أجنبي فقال: نمنحه التأشيرة خلال ساعة أو ساعتين، فعّدت القول عليه: وإن كان فلسطيني، فنظر إلى بإزدراء وقال: يأتي لنا بأوراقه ويعود بعد خمسة وعشرين يوم، ليحصل على الرد بالموافقة أو بالرفض، فإبتسمت ساخراً من نفسي وجنسيتي وقلت سبحان الله وبحمده ووليت وجهي شطر نصيبنا بأننا أبناء فلسطين وغزة.
أما رحلة العودة بعد الحصول على التأشيرة فًحدث ولا حرج، منذ أن تهبط من الطائرة ترى كل الكائنات تخرج من مطار القاهرة، منها العاريات، ومنها الكاسيات، حتى طوب الأرض يخرج بكل سهولة وسلاسة وترحاب، ولكن ما أن يَقع ناظر الموظفة على هذا الجواز تشعر أن مَس من الشيطّان أصابها، فتدير وجهها وتستدعي مسرعة ضباط المطار، وتبدأ رحلة الإذلال في غرفة(زريبة) الترحيل حتى يفرجها الله عليك وتُرحل إلى غزة بعد يوم أو يومان ...إلخ أنت ورضى الله عنك. ولا أريد هنا الحديث عن الغرفة أو التعامل أو الإهانة أو الإبتزاز، لأنها تحتاج لمجلدات وقواميس للوصف والكتابة، عما يجده الفلسطيني من إهانة وإذلال وإبتزاز بكل أنواعه المادي والمعنوي والجسدي والنفسي.
الجُرح عميق، بل عميق جداً والإهانة قاسية وخاصة إنها من مصر هذا البلد العربي الذي يمثل موطن للجميع، مصر عبد الناصر التي ترعرعنا على كلماته وشعاراته وخطاباته، وعروبته، مصر حاضنة العروبة.
استهجن هذا الصمت من المثقفين الفلسطينيين والأحرار المصريين من هذه المعاملة البهيمية الممتدة منذ سنوات ضد الفلسطيني، واستهجن هذا الصمت من السفارة الفلسطينية في مصر، ومن السفير الفلسطيني الذي استذكرت موقف حدث بيني وبين الأخ سفيرنا في اليمن باسم الأغا(أبو عبدالله) والأخ عبد الفتاح السطري (أبو اسامة) السكرتير الأول في السفارة، عندما حدثتهم عن معاملة الموظف المصري مع الطلبة وكيف حلّ السفير أبو عبدالله المشكلة فوراً بالإتصال بالسفير المصري شاكياً له هذه المعاملة مع أبناء فلسطين، كما واستهجن صمت مسؤولي وزارة الخارجية الفلسطينية ووزير الخارجية الفلسطيني، ووزراء السلطة وأعضاء المجلس التشريعي عما يحدث للفلسطيني في مصر ومعبرها ومطارها.
فهذا الفلسطيني القديس لا يمكن له التنازل عن كرامته، والاستسلام لإهانته وإذلاله بلا ذنب سوى إنه فلسطيني، فالموت حصاراً في غزة أهون مما يتعرض له في مطار ومعبر مصر.
فالأمر ليس شخصي إطلاقاً، بل الأمر كرامة شعب يتعرض للإهانة والإذلال لمجرد إنه فلسطيني يحمل جنسية وجواز فلسطيني، فإما التحرك بكرامة وإنسانية وإما الموت بصمود، فلم تولدنا أُمهاتنا عبيداً يا مصر أو أذلاء، فقد ولدتنا أمهاتنا أحراراً ثوار، وعلى الجميع أن يقف بخشوع أما الفلسطيني لأنه الأشرف من كل هذه الطغمة الرذيلة الفاسقة التي تحاول إذلاله، والتي تنفذ أوامر أسيادها في تل أبيب بإهانة وإذلال الفلسطيني. فسحقاً لعروبتكم إن كانت على حساب كرامة الفلسطيني الحر، وسحقاً لكم ولمعابركم إن كانت ممرات إذلال للفلسطيني.

خطاب دكتور بشار الأسد يستحق الاحترام/ خضر خلف

دكتور بشار الأسد إنه بحق قائد شاب وحكيم كيف لا وقد تقبله شعبه ، وتقبل اعتذاره عن التأخير بالإصلاح، وأكد شعب سوريا وقائدها بان سورية تختلف بوضعها عن باقي الدول العربية ، لان الجميع يعلم وندرك نحن الشعوب على امتداد الوطن العربي بالمؤامرات التي كانت تحاك للنيل من صمود وإرادة سورية من قبل البيت الأسود الأمريكي والنظام المصري المخلوع والسعودي لخلق واقع عربي كامل الاستسلام من اجل إسرائيل .
إنه الأفضل لسورية طريق الإصلاح من اجل دحر كل مؤامرة ، فإذا كان وضع الدول العربية بحاجة الى الثورة الشبابية لخلع كل نظام يستحق الخلع فانا وجهة نظري بان سوريا وقطر والإمارات العربية ، والأردن ملك ولا اقصد الحكومة يجب أن تكون خارج هذا الإطار وهذا السرب ، لأننا أحسسنا بان هذه الدول كانت تشعر بألم الأمة عندما كانت غزة تحرق .
لقد قلت بمقالي السابق مصر انتصرت ورسمت لنا واقع سياسي جديد ... وبداية طريق لتحرير فلسطين، وان صمود سورية وعدم زعزعتها يجسد هذا الواقع السياسي الجديد ، ويلتقي مع بداية طريق تحرير فلسطين ، نعم سوف يكون واقعنا ومستقبلنا افضل . والأيام المقبلة سوف تبرهن لنا ذلك وسنجد من خلالها شباب الأمة يؤمنون بهذا ويحترمونه ويوقرونه ويبجلونه ويعتبرونه انجاز . فهذا الواقع السياسي والمستقبل القادم قدوتنا العليا وهو طريقنا من اجل تحقيق وحدتنا العربية .
إن خطاب دكتور بشار الأسد يستحق الاحترام و يستحق الاهتمام والاستماع ، ويستحق من شباب سورية الانتظار والتروي وعدم الاندفاع واستباق الأحداث لحين الإحساس بالإصلاح الموعود، لأننا نجده يختلف عن خطاب حسني البارك وعن خطاب شين العابدين وعن خطاب ألقذافي المجنون ، خطاب وجدت فيه كلمة صادقة وان هناك مجهود جاد يبذل لإثبات عظمة الرغبة بالإصلاح، ويؤكد بان شعب سوريا سوف يكون بحق يستحق أن تفخر به الأمة العربية والإسلامية . و هذا الخطاب يشعرني بأنه ينم عن شخصية تريد تأكيد الإصلاح وتعميق البحث به ، ودعوة للمسئولين من اجل التفاني في خدمة سورية دولة وشعب ، بجعل المواطن والشاب السوري يشعر بمطالبه المحسوسة وان تخف موجة غضب الأجهزة الأمنية والاعتقالات والشعور بالحرية عوضا عن سيره نحو المطالبة .
وعلى الدكتور بشار الأسد بان يكون من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، لان خطابه بحد ذاته عهد أمام الله قبل الشعب السوري ، وعليه تحمل العبء الأكبر في مواجهة تيارات الباطل والفساد الجارفة ، وفـي مناقشة ودحض كل قرار وكل توجه فيه قمع للشعب والمواطن ، والإنصاف ورد الحق إلى نصابه .
فإذا قلنا إن من بين الأمور التي تستحق الاهتمام السريع والمستعجل على الساحة الوطنية ، لتكن إحقاق رغبة الشباب وتحقيق مطالبهم ، من اجل أن تستطيع سورية شعبا وقائدا للتصدي للأمور الغنية عن التعريف ، فلا يكاد يوجد عربي أو مسلم على سطح المعمورة إلا وهو يعرف بهذه المؤامرات والشبهات التي كانت تحاك وتتردد وما زالت ضد سورية من قبل أدارة البيت الأسود وعملائه بالمنطقة والتي تهدف إلى النيل من سورية بالمنطقة لأنها رقم صعب في صمودها وتصديها للمشاريع الاستسلامية من اجل خلق شرق أوسط جديد ، هذا يعلم به الجميع وكان معلن وبكل وقاحة ، ولم يكن ضد سوريا فحسب بل كان ضد الأمة و الإسلام
والنيل من نبي الإسلام .
بلا أدنى شك الخطاب السوري لهذا اليوم يضم بين طياته جوانب عظمة المسئولية ، لا نجد بكلماته توجه لاسترضاء الغرب وأمريكا ، وإنما استرضاء الشعب والاعتذار منه لتأخر الإصلاح ، كلماته كأنها نبعت من نقاء نفسي بعيداً عن روح التعصب من اجل كرسي الحكم والنظام .
و صدقوني أنا لا أحاول في هذا المقال أن أدافع عن هذا النظام أو ذاك أو التعرض لمثل هذه الآراء ، وإنما دعوة لاستمرار الحوار في أجواء من المصداقية ، وان يكون حوار وطني إصلاحي ، وأدعو شباب سوريا مطالعة الخطاب بتأني حتى يتسنى لهم تتبع ما جاء في هذا ، فهو زاخر بأقوال ووعود ودراسات وتوجه حقيقي نحو الإصلاح الحقيقي لإخراج سورية وطن وشعب وقائد من هذه المحنة الصعبة التي يتربص من خلالها الحاقدون مثل إدارة البيت الأسود بأمريكا
إن السياسة هي اللباس وهذا ألباس يميز صاحبه على الساحة السياسية بين شعوب الأمة ،إما إن يكون لباس نظيف عطر ، وإما أن يكون لباس وسخ عفن فاسدا ، وعلى الدكتور بشار أن يتصف باللباس النظيف العطر ، وان يسير نحو تطبيق ما جاء بخطابه وبصدق وعزيمته وبإخلاصه في دعوته ، و أن يقف أمام الجميع ليدحض الباطل ويُظهر الحق ويقتلع الفساد والفاسدين من حوله بما جاء بكلمات خطابه حتى ولو كره ذلك المفسدين ، وان لا يسمح لحاشيته بخداعه بان الشعب راضي وتم تلبية حاجياته ، عليه أن يتابع الأمور بنفسه قبل أن تصبح كالنار في الهشيم
بلا أدنى شك فقد صنعت ثورة الشباب الإبطال في الوطن العربي مدرسة تخرج الأبطال الذين يجوبون في الأرض شرقاً وعزة لصنع واقع سياسيا ومستقبل أفضل . أما بما يخص سورية لا أستطيع عزيزي القارئ أن أحصي لك جوانب وتعداد المخاطر التي سوف تتعرض المنطقة لها إذا حصلت القلاقل والزعزعة بسورية
وان ما حصل بمصر وتونس ولبيا وما يحصل باليمن يدعو السورين الى اليقظة والتلاحم والوحدة الوطنية ، وعلى الرئيس بشار الأسد أن لا يضع نفسه داخل إطار من الأقوال والصفات الطيبة فقط ، عليه الانطلاق مع روحه بما يتناسب مع حقيقة المطالب وتنفيذ الرغبات الشعبية ، وان يستمد قوته واستقراره من الشعب ، وليس من الحاشية والمؤسسات الأمنية ، فمنها ما نطلق عليه خطوات الإصلاح . إن هذا ليس بالصعب إنما هو شيء يملكه كل قائد شريف حر تنبعث من فطرة قلبه وروحه المصداقية بإيجاد حل ، يجب أن يستمع لأهات الشباب ويعمل من اجل هذه الآهات لتحس بنسائم الحرية باختلاف مسمياتها وأنواعها ، من اجل التمكن من التصدي للمؤامرات الخارجية التي تحاك ضد سورية ، لان القلاقل والزعزعة الداخلية لا تتيح المجال للتصدي لهذه المؤامرات ، لهذا لتكن وحدة شعبية وقيادية وطنية ، فأي شيء آخر غير ذلك هو هباءً تذروه الرياح.
فيا شباب سورية الأبية الصامدة عليكم بالتأني وان تجعلوا توجهكم سلمي يتصف بطابع الإصلاح والنظر الى الأمام ، وسوف تكونوا أكثر أثارة على امتداد الوطن العربي ، وهذه الإثارة سوف تدهش الجميع وسوف يكون نجاحاً بارزاً في كل المستويات بان سورية شعبا وقائدا أصلحوا الوطن وأصلحوا النظام بوحدتهم الوطنية ، وأنقذوا سورية من المؤامرات إلى بر الأمان .

يا شعب وقائد سورية إنكم تعرفون حقيقة ما وراء القصد

لنطالب بأملاكنا في القدس الغربية/ ندى الحايك خزمو


"لم أر كتاباً أو مقالاً أو تغطية وطنية مثلما ما تقوم به البيادر باعطاء رأيها الصحيح في موضوع القدس بالذات، وبخاصة في موضوع الأملاك، وما يقوم به الاحتلال من تهويد للمدينة المقدسة منذ أن وطأت قدماه أرض فلسطين وحتى الآن"، هذا ما قاله أحد شخصيات القدس البارزين الأخ نعيم طرزي، والذي بدأ بهذه الكلمات ليفرغ ما في قلبه من أشجان وأحزان لما تتعرض له المدينة المقدسة، وليراجع تاريخ مدن وقرى وأحياء ومناطق استولى عليها الاحتلال بالقوة، وليضع تساؤلات عديدة حول التخاذل بحق مدينة القدس والذي جعل الاحتلال يتمادى كل يوم أكثر وأكثر في الاستيلاء على المزيد من الأراضي والعقارات بحجة أو بأخرى.

ويستذكر الأخ نعيم أسماء لأحياء في القدس مثل المصرارة والشيخ جراح ومأمن الله والبقعة الفوقا والثوري والبقعة التحتا والكولونية الألمانية والكولونية اليونانية القطمون والطالبية والنبي داوود والشيخ بدر و... الخ.. مناطق وأحياء كاملة جميعها كانت للعرب .. ولم يكن بها أي يهودي قبل العام 1948 ولا يوجد أي ملكية لهم فيها ، وهذا ما أثاره أيضاً الأخ غازي السعدي مدير دار الجليل للنشر .. فكل حجر في هذه الأحياء يتحدث عن مأساة عائلة هجرت من منزلها .. وكل زاوية منها تحكي قصة أرض اغتصبت وأملاك وأراض وبيوت عربية استولى عليها الاحتلال بمنطق القوة .. ورغم أن الفلسطينيين أصحاب الحق في هذه المناطق، ويملكون الوثائق والإثباتات التي تؤكد حقهم في ملكيتها، وحقهم في العودة اليها، الا ان ذلك لم يمنع اسرائيل من التمسك بهذه الأحياء ورفض حتى النظر في هذه الوثائق، بل وادعت مثلاُ بأن بعض العقارات في حي الشيخ جراح هي- ومنذ مطلع القرن التاسع عشر- أملاك لعائلات يهودية، وبأنها انتقلت الى سيطرة الأردن بعد عام 1948 والذي - بحسب ادعائهم- أجّرها لعائلات فلسطينية والذين ما زالوا يقيمون فيها حتى الآن، ولذلك فمن حق الاسرائيليين المطالبة بها واستعادتها.. هم يملكون الحق باستعادة ما يدعون انه لهم، وفي الوقت نفسه ترفض المحكمة الاسرائيلية الوثائق الحقيقية التي يقدمها الفلسطينيون والتي تثبت ملكيتهم للأرض منذ قرون طويلة .. فلماذا لا تعاد الأملاك العربية الى أصحابها.. ويتساءل الأخوان العزيزان طرزي والسعدي .. لماذا لا نجد نشاطات وفعاليات واجراءات على أرض الواقع تطالب بعودة هذه الأملاك العربية الموجودة في غربي القدس الى أصحابها الشرعيين والحقيقيين!! ..

في ايلول من العام الماضي اتخذت المحكمة الاسرائيلية العليا قرارا بالسماح للجمعيات الاستيطانية اليهودية في القدس بالاستيلاء على عشرات المنازل في الجزء الغربي من حي الشيخ جراح بالقدس العربية، لتتحول مكانة سكان هذه المنازل العرب من أصحاب لها الى سكان في منازل ادعى اليهود ملكيتها، وبالتالي أُعطي هؤلاء الحق بالبدء باجراءات لاخلاء أصحاب هذه المنازل..فكم من عائلة شردت من منزلها تنفيذا لهذا الاجراء وكم من عائلة باتت مهددة بالاخلاء في أية لحظة ..

ويستذكر الأخ نعيم طرزي الأرض المعروفة بأرض الكاثوليك في الشيخ جراح والتي لم تصرح بلدية الاحتلال للفلسطينيين من البناء فيها .. ليفاجئوا بعد عامين بالسماح لليهود باقامة مستوطنة عليها .. حاولوا دفع تعويضات مغرية لأصحابها مقابل التنازل عنها طوعاً الا انهم رفضوا التعويضات متمسكين بحقهم في أرضهم التي هي جزء من تاريخهم وكيانهم، بل هي حياتهم التي سلبت منهم ليسرح ويمرح بها المستعمرون اليهود، فيبكي الواحد من أصحابها دماً بدل الدموع وهو يشهد بأم عينيه أرضه الغالية على قلبه وقد تحولت الى مستعمرة أضيفت الى سلسلة المستوطنات التي تطوق القدس.. وهذا هو الحال مع العديد من أحيائنا التي استولوا عليها.

تهويد للمدينة بكل معالمها التاريخية .. وتهجير لسكانها بكل الأساليب والطرق .. فالفلسطيني يحصل على ترخيص البناء بشق الأنفس وبعد سنوات طويلة من تقديم الطلب لبلدية الاحتلال، ويدفع مبالغ خيالية مقابل هذا الترخيص، والذي حتى لا يعطيه الحق إلا بالبناء على 25 بالمائة فقط من مساحة الأرض .. بينما يعطى لليهودي الحق باقامة المباني الشاهقة وبطوابق عديدة ومن دون نسبة محددة من مساحة الأرض.. فعندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين، فهناك العديد من الحجج التي يستخدمها الاحتلال لاعاقة البناء في القدس العربية لتفريغها من مواطنيها، ولمنعهم من الصمود فيها والخروج للبحث عن سكن بديل خارج القدس، وبالتالي مصادرة بطاقات هويتهم بحجة عدم تواجدهم في القدس..

انه الاحتلال الذي يبتدع الطرق والوسائل والأساليب الجهنمية للاستيلاء على أرضنا وقدسنا ومقدساتنا .. بينما نجد التخاذل والتخلي عن القدس في أصعب محنها.. وأية محنة أعظم من تزييف معالم المدينة وتزييف تاريخ القدس بأكمله ونزع الهوية العربية الفلسطينية عنها.. (البيادر)

· كاتبة وصحافية في مجلة البيادر المقدسية

في ذكرى يوم الأرض/ محمود كعوش

"خمسة وثلاثون عاماً على انتفاضة 30 آذار 1976"
مع حلول يوم الأربعاء القادم تطل علينا ذكرى جديدة لانتفاضة شعب فلسطين التي اتخذت تسمية "يوم الأرض"، والتي شكلت محطة هامة في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني الطويل. فللعام الخامس والثلاثين على التوالي يستقبل الفلسطينيون في الداخل وفي الشتات هذه الذكرى المباركة بكثير من المرارة والأسى حزناً على شهدائهم الأبرار الذين سقطوا في ذلك اليوم التاريخي المشهود.
يتفق الباحثون والمحللون العرب على أن "يوم الأرض"، بكل ما رافقه من وحشية ودموية وما نجم عنه من نتائج واستحقاقات، لم يزل يُمثل حدثاً تاريخياً مهماً وملمحاً سياسياً مضيئاً في تاريخ الشعب الفلسطيني ونضاله الوطني وتاريخ الأمة العربية ونضالها القومي، باعتباره اليوم الذي عبر فيه فلسطينيو 48 عن رفضهم القاطع لسياسة الأمر الواقع التي فرضتها عليهم سلطة الاحتلال الصهيوني الفاشية، من خلال انتفاضة عارمة أعلنوا فيها بدمائهم الطاهرة إصرارهم على التشبث بأرض الآباء والأجداد وتمسكهم بهويتهم الوطنية وبحقهم المشروع في الدفاع عن وجودهم وانتمائهم الوطني الفلسطيني والقومي العربي، رغم مؤامرة التهويد المتواصلة والمترافقة مع عمليات الإرهاب والقتل والتنكيل التي ما برحت تلك السلطة العاتية تمارسها بحق الشعب الفلسطيني منذ عام النكبة الكبرى، بهدف اقتلاعه من أرضه وتهجيره وإبعاده عن وطنه وتشتيته في أصقاع المعمورة ومحاولة تذويبه في مجتمعات أخرى لا يربطه بها شيء من التقاليد والعادات والأعراف والتاريخ والجغرافيا، والتي كان آخر مظاهرها البشعة ما حدث ويلم يزل يتواصل في المسجد الأقصى وأكنافه وفي القدس وكل فلسطين.
وكما أن الأرض كانت على الدوام محور الصراع الفلسطيني ـ الصهيوني خاصة والعربي – الصهيوني عامة بالنسبة لكيان العدو منذ ولادته القيصرية في قلب الوطن العربي عام 1948 وفق ما أشرت إليه جميع الأدبيات الصهيونية والخرافات التوراتية التي اعتبرت "زوراً وبهتاناً" أرض فلسطين ركيزة إنجاح المشروع الصهيوني الذي بشر به تيودور هرتزل اليهود أثناء انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل السويسرية عام 1897 وتبنته في ما بعد جميع المؤتمرات الصهيونية الأخرى، فهي الأخرى كانت وستبقى لب قضية وجود ومستقبل وبقاء الشعب الفلسطيني وربما الشعب العربي كله، الأمر الذي يجعل من التشبث بها والنضال الدؤوب من أجل الحفاظ عليها حرة ومستقلة مسألة حتمية ومصيرية لا حياد عنها ولا نقاش فيها أو مساومة بشأنها. وعلى خلفية هذه الحقيقة وإيمان الفلسطينيين بقدسية أرضهم حدثت انتفاضة 30 آذار 1976 المجيدة في الأراضي الفلسطينية التي احتلها الصهاينة عام 1948 تماماً كما حدثت بعدها انتفاضتا 1987 و2000 المباركتان في الأراضي الفلسطينية التي احتلوها عام 1967.
ففي 30 آذار 1976 وبعد حوالي ثمانية وعشرين عاماً من المعاناة الشاقة والمريرة التي لا يحتملها بشر ولا حجر، قام فلسطينيو 48 بانتفاضتهم العفوية والسلمية ضد سلطة الاحتلال الصهيوني. وقد اتخذت تلك الانتفاضة المباركة في حينه شكل إضراب شامل ومظاهرات شعبية عارمة عمت مدن وقرى منطقة الجليل شمال فلسطين، فتحت القوات الصهيونية خلالها النار على المتظاهرين الفلسطينيين، مما أدى إلى استشهاد ستة منهم، يقتضي الوفاء لأرواحهم الطاهرة التذكير بأسمائهم، وهم استناداً لمعلومات "الموسوعة الفلسطينية": الشهيد خير ياسين من قرية "عرابة" والشهيدة خديجة قاسم شواهنة والشهيد رجا أبو ريا والشهيد خضر خلايلة من قرية "سخنين" والشهيد محسن طه من قرية "كفركنا" والشهيد رأفت علي زهيري من مخيم نور شمس بالضفة الغربية والذي استشهد في قرية "الطيبة". وسقط إضافة لهؤلاء عشرات الجرحى والمصابين، وبلغ عدد الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال الصهيوني في ذلك اليوم أكثر من 30 فلسطيني.
وكان بديهياً أن ينتصر فلسطينيو 1967 في قطاع غزة والضفة العربية بما فيها مدينة القدس لإخوانهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، ليمنحوا انتفاضة "يوم الأرض" بعداً وطنياً شاملاً، وينتصر إليهم إخوانهم في المشرق والمغرب العربيين ليضفوا على المناسبة بعداً قومياً، وهما بُعدان لطالما افتقدناهما بعد ذلك ونفتقدهما كثيراً هذه الأيام. فما فرق الفلسطينيين كثير جداً هذه الأيام، وما يفرق العرب أكثر منه بكثير.
وبإجماع المراقبين المحايدين فأن قيام سلطة الاحتلال الصهيوني بمصادرة نحو 21 ألف دونم من أراضي قرى عرّابة وسخنين ودير حنّا وعرب السواعد وغيرها من قرى منطقة الجليل لتخصيصها للمستوطنات الصهيونية في سياق مخطّط تهويد لتلك المنطقة المحتلة كان السبب المباشر لتفجر انتفاضة "يوم الأرض". وحسبما جاء في "الشبكة الإسلامية" فأن تلك السلطة البغيضة كانت قد صادرت ما بين عامي 1948 و 1972 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى من الأراضي التي سبق الاستيلاء عليها بفعل المجازر والمذابح المروّعة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية الإرهابية مثل "الأرغون" و"الهاجاناة"بحق الفلسطينيين إبان حرب 1948، وبفعل التهجير والإبعاد القسريين اللذين فًرضا عليهم. فانتفاضة "يوم الأرض" لم تكن بنت لحظتها ولا وليدة الصدفة المحضة، بل كانت نتيجة بديهية ومرتقبة لمعاناة الفلسطينيين المريرة والمستمرة.
انتفاضة "يوم الأرض" التي انفجرت في منطقة الجليل في 30 آذار 1976 وتمددت لتشمل جميع الأراضي الفلسطينية التي احتلها الصهاينة في عامي 1948 و1967 وطال شررها الوطن العربي والعالم الإسلامي على امتدادهما أُخمدت وانطفأت جذوتها في ذلك اليوم. لكن معركة الأرض الفلسطينية المقدسة لم تُخمد ولم تنطفئ جذوتها بعد، وهي متواصلة ولربما بحدة وشراسة أكبر وأخطر بكثير حتى يومنا هذا. فسياسات التوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي ما تزال تطارد الفلسطينيين من مدينة إلى مدينة ومن بلدة إلى بلدة ومن قرية إلى قرية ومن حي إلى حي ومن زقاق إلى زقاق، والمخططات العدوانية الجهنمية ما تزال هي الأخرى تُحاصرهم وتعمل على خنقهم والحيلولة دون تحسن أوضاعهم وتطورها. والأسوأ من ذلك كله أن التوجهات والممارسات الصهيونية العنصرية بحقهم، والتي بلغت ذروتها مع التلويح باعتبار كيان العدو "كياناً يهودياً" وتأييد الإدارات الأميركية لهذا التوجه، آخذة بالتزايد والتفاقم يوماً بعد يوم، بحيث تجاوزت الأرض التي احتُلت عام 1948 وأصبحت تنذر بقرب حدوث مخاطر حقيقية تمس الوجود الفلسطيني في هذه الأراضي وشرعية هذا الوجود نفسه.
لا شك أن الشعب الفلسطيني وأرضه العامرة بالخير والإيمان واجها من المؤامرات ما لا يُحصى ولا يُعد وعاشا محناً كثيرة وكبيرة وعانا من آلام أكثر وأكبر عجزت عن تجاوزها أو تحملها كل شعوب الأرض، إلا أن أياً من أبناء هذا الشعب المرابط داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وعام 1967 والمنتشرين قسراً بقوة الترحيل والتهجير والترانسفير في ديار الشتات الواسعة يقبل المساومة على أي من الحقوق والثوابت الوطنية والقومية، أو التفريط بشبر واحد من أرض الآباء والأجداد.
فمهما تعاظمت وتكثفت المؤامرات والمحن والآلام التي تنتظر هذا الشعب وأرضه في قابل الأيام، ومهما شطحت وانحرفت القلة الضالة من الأدوات الرخيصة والمرهونة بإرادة المحتل الغاشم والإمبريالية الجديدة المتمثلة بالولايات المتحدة، يبقى الأمل موجوداً لأن هذا الشعب بغالبيته، وهو صمام الأمان، قد حسم أمره وقرر بشكل نهائي أن يكون في جبهة المقاومة والممانعة حتى تحرير آخر ذرة من تراب أرضه المقدسة. رحم الله شهداء انتفاضة "يوم الأرض"، ورحم كل شهداء فلسطين والأمتين العربية والإسلامية، وكل انتفاضة مباركة وذكرى انتفاضة وأنتم بخير وعزة وكرامة ونصر مظفر بعون الله. والحمدلله أنه وبعد صبر جاوز ستة عقود نرى اليوم ثورة الشعب العربي الغاضبة تتفجر في وجه النظام الرسمي البائس وتنتقل غدواها من قطر إلى آخر لتشمل الوطن من المحيط إلى الخليج خلال فترة قصيرة، كما يتكهن جميع المراقبين...فلنستبشر خيراً لأن ساعة التغيير قد أزفت ولن يستطيع كائن من كان إيقاف عقاربها.
كاتب وباحث فلسطيني مقيم بالدانمارك

النادى المصرى يعود لنشاطه بعد مماته/ محمد كمال

والمطره بترخ فى وجود ألأشعل والجخ

قبل أن أتحدث فى حفل النادى المصرى لى كلمة عتاب على البعض ممن يدعون ويتقمصون وينسبون لأنفسهم أدوار وأعمال ليست لهم
فعندما تحدثت فى مقاله سابقه عن حضور أحد جرحى ثورة مصر الى النمسا للعلاج ولم أشير الى اسماء من هم وراء هذا العمل الجميل
وبعد نشرها تلقيت على مدار الفتره الماضيه مكالمات عديده من بعض الأخوه ممن هم على الساحه ويعرفهم أعضاء الجاليه جيدا ويعرف من هم وماهى أمكانيتهم وأعمالهم وشخصيات أخرى لا أعرفها ولم أسمع بها من قبل.
الكل يريد ان ينسب لنفسه انه هو الذى قام بأحضار جريح الثوره ومنهم من اكد لى أنه فى طريقه لأحضار جرحى أخرين فى الأيام القادمه
وعندما حاولت مناقشة الأمر مع كل من أتصل بى فى هذا الأمر
وحيث أننى أعرف من هم الذىن قامو بهذا العمل وكيف قامو به أتضح لى الأتى
أن كل من قام بمجرد دور ولو حتى صغير فى وصول جريح الثوره الى النمسا يريد أن ينسب العمل كله لنفسه ويريد أن يلغى مجهود الأخريين
لأننى أعرف ان هذا العمل قام به مجموعة أشخاص وليس شخص واحد وكل منهم قام بعمل معين سواء قام به لمعرفته به أو بطلب او تكليف من ألأخريين.
أما أن اجد البعض ممن ليس لهم أى يد او مجهود فى هذا العمل ويحاولون أن يسرقو مجهود الأخريين وينسبوه لأنفسهم فهذا هو المرفوض والغير مقبول
ولن أقول عيب أو حرام التسلق على حساب مجهود ألأخرين ممن هم وراء هذا العمل لأن من يفعل ذالك لايعرف العيب أو الحلال والحرام
فكيف أعاتبه على شئ هو نفسه يلغيه من مبدأه وقاموسه وعقله.
لقد وصل الأمر بأن بعض الشخصيات التى ليس لها اى ماضى مع الجاليه أو لها ماضى غير مشرف يحاولون أن ينسبو لأنفسهم هذا العمل
يا ساده أن هذا العمل هو عمل تطوعى لوجه الله وكل من قام به قام به طمعا فى الثواب وألأجر من عندالله ورغم معرفتى بأسماء كل من قام بدور فى هذا الأمر فأننى لم أذكر أسمائهم حتى لا أنسى أسما منهم لأننى أعتبر ان من أبتسم فى وجه هذا الجريح منذ حضوره للنمسا هو مشارك فى هذا العمل لحسن أستقباله له.
يا ساده يوجد مجموعه كل منها قام بدور فى هذا العمل حتى نجح العمل بالتعاون بيينهم فلا يجوز لشخص منهم أن ينسب العمل لنفسه فقط ويتجاهل ألأخريين حتى ولو كان مختلف معهم فى شئ أخر.
يجب أن نعطى لكل ذى حق حقه
النقطه الثانيه أحد الشخصيات يتصل بى قائلا لى
هل تصدق يابو كريم أن فلان هو الذى قام بمساعدة هذا الجريح فى هذا وذاك
فقلت له وماهو اعتراضك على ذالك ؟؟
فكان رده.
هو مفيش غير هذا الشخص حتى يقوم بهذا العمل.
فكان رد فعلى أننى لم أتمالك غضبى ورددت عليه قائلا
يا أخى الفاضل وهل هذا الشخص قام بشئ حرام أو عيب فأذا كان البعض رشحه للقيام بهذا الدور والرجل رحب وقام به على أجمل وجه
وكان يدفع من ماله الخاص ووقته حتى قام بما أسند اليه ولم ينتظر جزاء ولاشكر من أحد
فما هو وجه أعتراضك على من يقوم بشئ فى وجه الله وأتضح لى بعد ذالك أنه على خلاف شخصى مع من قام بهذا العمل لوجه الله تعالى
ياساده أتركو خلافاتكم جانبا فى عمل الخير ومن يتفضل ويقوم بعمل فله جزيل الشكر والأجر والثواب من عند الله
أما هؤلاء الحاقدون والكارهون والذين يزجون بخلافتهم الشخصيه فى العمل العام. وهو عمل من أجل شباب ضحى بنفسه من أجل مصر فأقول لهم أتقو الله وأتوجه اليهم قائلا
أين أنتم من الجاليه ومايقوم به البعض من أبناء الجاليه ولصالح الجاليه
لم نسمع عنكم فى الماضى وعن أعمالكم الخيريه بل سمعنا عن أعمالكم الشريره وفساد ذممكم وأخلاققكم
وألأن تريدون التسلق على مجهود ألأخرين لمجرد تلميع ماضيكم المخجل مع الجاليه.
مرة أخرى أطالب كل من شارك فى هذا العمل أن يذكر بكل صدق دور ألأخريين ولاينسب لنفسه العمل كاملا حتى نكون صادقيين مع أنفسنا وأمام الله والأخريين. وحتى لا نفقد أحترام الناس لنا بعد كشف الحقائق. واذا أستمر الحال على هذا الوضع ومحاولة التسلق من البعض وسرقة مجهود الأخريين سوف أضطر لنشر التفاصيل التى أعرفها جيدا وبأسماء من هم وراء هذا العمل وبالمستندات الرسميه التى وصلتنى
أرجو ان تكون هذه الكلمه كافيه لكى يضع كل أنسان نفسه فى حجمه الطبيعى يتقى الله فيما ينسبه لنفسه على حساب اصحاب الحق والمجهود.
وصدقة الحكمه القائله أن النجاح له الف أب والفشل له أب واحد فقط

ونعود لعنوان المقاله وهو حفل النادى المصرى
منذ شهور طويله لم أذهب الى النادى المصرى بفيينا بعد أن وصل حال النادى الى حاله لايرثى لها فى عهد رئيسه السابق .
فلقد أنهار النادى ونشاط النادى كما لم يحدث من قبل.
وأنا لا أريد أن أتحدث عن الماضى وأسبابه ونتائجه.
ولكنى أريد أن أتحدث عن النادى الأن بعد أن تولى رئاسته الدكتور/ مصطفى التلبى.
فلقد ذهبت لتلبية دعوه لحضور حفل أستقبال ألأستاذ الدكتور/ عبدالله الأشعل. أحد الشخصيات المرشحه لمنصب رئيس الجمهوريه فى مصر
وأيضا حضور الشاعر الكبير/ هشام الجخ. الشاعر المصرى العظيم الذى عابر بشعره وكلماته عن حال مصر فى عهد عصابة مبارك ورجال أعماله
ذهبت الى النادى وأنا لاتزال الصوره الأخيره التى رأيتها فى عهد رئيس النادى السابق وخلو النادى من أعضاءه وأحباءه عدا قلة قليله تعد على اصابع اليد.
وصلت الى النادى قبل الميعاد بعشر دقائق لأجد حفاوة الأستقبال من ألأخوه وألأصدقاء الذين أكن لهم كل الحب والأحترام.
ثم توجهة الى الغرفه الرئيسيه غرفة ألأستقبال لأجد بضعة أماكن لازالت فارغه بعد أنشغلت أغلبية المقاعد بالسيدات والساده من أعضاء النادى وأعضاء الجاليه.
جلست أتابع وأناقش مع الأصدقاء ألأحوال فى النادى فى العهد الجديد ومع رئاسة مجلس أداره جديد.
كانت الأغلبيه يقولون أن الوضع تغير بشكل كبير عاد الجميع للنادى يشاركون فى نشاطه وعادت العائلات بعد أن كانت قد هجرت النادى فى الفتره السابقه بعد ماضل النادى طريقه فى الفتره الماضيه
وبعد أن شعر الجميع بأن النادى عاد لأستقراره وحياءه وخجله وعاد معه الحب والكل فى وئام
نعم شعرت بصدق الكلام بعد أن عايشت بنفسى الأسلوب والتعامل بين الجميع فى حب وأدب وأحترام
شعرت بصدق الكلام عندما وجدت مجموعه كبيره من السيدات والعائلات موجوده فى النادى فى مشهد كان قد أختفى فى العهد الماضى ورغم أن اليوم كان يوم أحد والكل يفضل ان يكون فى منزله فى هذا اليوم حتى يذهب الأطفال الى مدارسهم فى الصباح ويذهب كل صاحب عمل الى عمله.
رغم هذا كانت الناس تتوافد مع الوقت حتى أمتلأت الصاله الرئيسيه عن أخرها ولم يعد مكان لقدم بها وبدأ البعض يتجه الى الغرف الجانبيه للنادى أو البحث عن مكان لقدم يقف فيه أحدهم فكان الكثييرون يقفون على أقدامهم طوال مدة الحفل
ومع الوقت وجدت أن مدخل النادى اصبح مكان للصور والتصوير بيين الساده الضيوف وأعضاء النادى لعدم وجود مكان أخر لأخذ الصور فيه.
هذا مارأيته وعاينته بنفسى
وهو بالتأكيد فارق كبير بين النادى ومجلس أدارته ألأن والمجلس ورئيسه فى الماضى
هو بالتأكيد نجاح لمجلس ألأداره الجديد ورئيسه الدكتور/ مصطفى التلبى.
الذى كان يرحب بضيوفه بكل حب وترحاب ويوزع أبتسامته على الجميع اثناء أستقباله لهم.
ونعود الى ضيوف الحفل
الدكتور عبدالله الأشعل/ رجل أقل مايوصف به هو أنه من الرجال الذين تجلس أمامهم فتجد نفسك تغلق فمك غصب عنك لتتعلم من ثقافته وعلمه وأدبه وأخلاقه العاليه. رجل عنده من المعلومات والردود مايجعلك تثق فى أن مثل هذا الشخص جدير أن يكون رئيس لمصر لثقافته الواسعه وشعورك من كل الردود التى أجاب بها على أسئلة الساده الحاضرين بأنه يعرف ماذا يقول والدليل على ذالك ان كل رد منه كان ينتزع عليه تصفيق الحضور بحراره
وسوف أترك لحضراتكم فى نهاية المقال تعريف صغير عن سيرة الرجل والمناصب التى تولاها من قبل.
أما ألأستاذ/ هشام الجوخ. الشاعر الكبير والعظيم
فأن أكثر ما يشدك اليه هو تواضعه وأدبه الجم الذى يجعلك تزيده أحتراما وحبا وكيف لا وهو من بلاد الصعيد. بلاد ألأدب وألأخلاق والشهامه والكرامه والأصول.
تسمع نبرة صوته وهو يلقى شعره بكلماته المعبره فيبكيك
فى نهاية كلامى أوجه كلمتى لرئيس النادى المصرى ومجلس ادارته وأعضاءه قائلا
دكتور/ مصطفى التلبى.
أهنئك على نجاح حفل ألأستقبال والحشد الذى كان موجودا والذى يدل على أنك أستطعت فى فتره وجيزه منذ تسلمك المسؤليه أن تلم شمل النادى مره ثانيه بعد خصام وفراق وضرب فوق وتحت الحزام فى عهد المجلس السابق
تأكد تماما أن مارأيته وسمعته فى هذا اليوم هو نجاح يجب أن نشيد به على جميع المستويات وهذا فى المقام ألأول يعود لمجلس أدارة النادى ورئيسه وبالتأكيد بالتعاون مع أعضاء النادى والذين يتجاوبون مع كل عمل جاد ومجلس ورئيس بيجمعو كل ألأحباب.

كانت بالفعل أمسيه أكثر من رائعه كان الجميع فى قمة السعاده حتى النهايه
وأتمنى أن يستمر هذا المجهود والنجاح فى المستقبل على الدوام.

غادرت النادى لأجد نفسى بالشارع والمطر منهمر بشده
فكان لسان حالى يقول
المطره بترخ فى وجود ألأشعل والجوخ

محمد كمال ( أبو كريم)
بنجاح الحفل لمجلس أدارة النادى من الشاكرين

والى حضراتكم نبذه مختصره عن الدكتور/ عبدالله ألأشعل. المرشح لرئاسة مصر فى الأنتخابات القادمه.

عبد الله الأشعل مؤسس ورئيس حزب مصر الحرة
هو أستاذ في القانون الدولي بالجامعة الأميركية، ومفكر إسلامي وواحد من أبرز الأكاديميين السياسيين ورجال القانون، هو مساعد سابق لوزير خارجية مصر، وهو من خبراء الإستراتيجية المتعمقين في القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي.

ولد في قرية هربيط التابعة لمركز أبو كبير محافظة الشرقية، حصل على دكتوراه من جامعة باريس في القانون الدولي والعلاقات الدولية، حصل على دبلوم القانون الدولي العام من أكاديمية لاهاي للقانون الدولي، وعلى دكتوراه في العلوم السياسية في القانون الدولي والمنظمات الدولية من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، مُنح وسام شرف الملك فهد.

والأشعل هو عضو في الكثير من الجمعيات والهيئات العلمية، المصرية والدولية وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ورئيس شعبة الدراسات السياسية بمركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية بجامعة عين شمس.
التحق بالعمل الدبلوماسي عام 1968، وعمل في بعثات مصر بالبحرين وجدة والرياض ونيجيريا واليونان.
عمل سفيرا لمصر في بوروندي ومديرًا للإدارة القانونية والمعاهدات بوزارة الخارجية.
له أكثر من أربعين كتابًا في مجال تخصصه أحدثها كتاب حول قضية الجدار العازل أمام محكمة العدل الدولية.
يجيد خمس لغات بما فيها الإسبانية والإيطالية والإنجليزية والفرنسية.
بعد نجاح ثورة الشباب (ثورة الخامس والعشرين من يناير) أعلن الأشعل تأسيس حزب سياسي باسم "مصر الحرة" معلنا عزمه الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة.
برنامجه الانتخابي:
يتلخص البرنامج الأنتخابي للأشعل في إطار عام قدمه منذ عام عبارة عن مبادرة طالب فيها بتكوين مجلس حكماء من 100 شخصية مصرية مستقلة من رموز المجتمع من أهل الفكر والرأي والكتاب والصحفيين مجردين من المصالح الشخصية وليست لهم مطامع سياسية ليضعوا دستوراً جديدا للبلاد ويتولوا الإشراف على الانتخابات الرئاسية.
وتتولى تلك اللجنة إدارة شئون الدولة لفترة عام أو أثنين وتمهد لعهد جديد وتترك السلطة بعدها مؤكدا ان هدفه هو الانتقال من المرحلة الحالية إلى مرحلة جديدة، وليس برنامجاً لحكم مصر يمتد لفترة طويلة لأن الحكم أو المنصب ليس هدفاً يسعى إليه، إنما يسعى للمشاركة في مستقبل جيد لمصر.

في يوم الأرض .. لم تبقَ أرض !!/ راسم عبيدات


... تأتي الذكرى الخامسة والثلاثون ليوم الأرض الخالد،هذا اليوم الذي انتفضت وهبت فيه جماهير شعبنا في الداخل الفلسطيني- عرب 48 – من الجليل وحتى النقب لكي تدافع عن أرضها ووجودها في وجه مخططات التهويد والاستيلاء على الأرض الفلسطينية،ولكي تثبت للاحتلال بأن هذا الشعب الفلسطيني يجترح المعجزات ويستميت في سبيل الدفاع عن أرضه، تلك الأرض التي هي محور صراعنا مع الاحتلال الإسرائيلي،ولذلك فهو يستخدم كل الطرق والأساليب المشروعة وغير المشروعة من البلطجة والزعرنة وقوانين الطوارئ وأملاك الغائبين وتجنيد القضاء والقانون وتطويعه لهذا الهدف،هدف الاستيلاء على الأرض،وقوننة سلب الأراضي الفلسطينية كانت وما زالت تمر بواسطة قانونين أساسيين،قانون أملاك الغائبين عام 1953 وبموجبه حولت إسرائيل لحوزتها بشكل رسمي وقانوني جميع أملاك اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا إلى الدول العربية المجاورة،وقانون استملاك الأراضي 1953 ( قانون الحرام) بموجبه صودرت غالبية أراضي القرى المهجرة من مالكها الفلسطينيين بما فيهم المهجرين الداخليين،ونحن في هذا الجانب نشهد حرباً حقيقية تشن على شعبنا في الداخل،حيث نشهد إزاحات غير مسبوقة مجتمعية إسرائيلية نحو العنصرية والتطرف،والمسألة ليست قصراً على جملة القوانين العنصرية التي تشرع وتسن ضد شعبنا وأهلنا في 48 من قانون عزمي بشارة إلى قانون منع التحريض وقانون منع إحياء النكبة وقوانين فرض مواضيع تعليمية إسرائيلية على منهاج التعليمي العربي وغيرها،فهناك عملية تجري على درجة عالية من الخطورة،وهي محاولة تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين،حيث شرعت ما يسمى دائرة أراضي إسرائيل في عام /2007 بنشر مناقصات لبيع أملاك اللاجئين في المدن،واستتبع ذلك في شهر آب/2009 سن البرلمان الإسرائيلي قانون الإصلاحات في دائرة أراضي إسرائيل،القانون يسمح بخصخصة أراضي بملكية الدولة تقدر ب800000 دونم ( أراضي مبنية ومعدة للتطوير بناءاً على المخططات الهيكلية) وذلك يشمل أملاك لاجئين فلسطينيين،وهذا القانون يسري المفعول في المستوطنات الإسرائيلية في القدس الشرقية والجولان المحتل،وبيع الأملاك يشكل،فعلياً، مصادرة نهائية لحقوق الملكية الخاصة باللاجئين الفلسطينيين على أملاكهم.

هم شعبنا واحد،ومصير شعبنا واحد،وتطلعات وأهداف شعبنا واحدة،وإن اختلفت الأولويات،وكذلك الاستهداف واحد فبالقدر الذي تستهدف فيه حيفا ويافا واللد والرملة والمثلث وعرابة وسخنين والعراقيب،بالقدر الذي تستهدف فيه القدس ونابلس والخليل وغزة والشيخ جراح وسلوان وكل بقعة من بقاع أرضنا الفلسطينية،فهذا عدو يبني وجوده ومشروعه على استباحة ومصادرة أرض الغير ونفي وجوده،ولكن شعبنا يعي جيداً حقيقة أهداف المشروع الصهيوني،وهو مصمم على البقاء والإنغراس والتجذر والصمود في وعلى أرضه والدفاع عنها باستماتة،فجذوره ضاربة وراسخة في أعماق هذه الأرض كامتدادات ورسوخ أشجار الزيتون،وهي ممتدة لأكثر من خمسة ألاف عام،ولن تجدي معه لا أساليب الترهيب ولا التخويف ولا البطش ولا البلطجة ولا الزعرنة ولا المقولات والأساطير التوراتية والتلمودية من طراز "شعب بلا أرض وأرض بلا شعب"وسيبقى يدق ويقلق مضاجع الإسرائيليين في منامهم وأحلامهم،وكوابيساً تلاحقهم في الصحو والنوم.

ورغم أن الاحتلال يزداد تغولاً وتوحشاً وعنصرية،ويواصل شن حرب عدوانية شاملة على شعبنا الفلسطيني،تتجسد وتتمثل في حرب متواصلة على شعبنا في القطاع،وبلطجة وزعرنة لقطعان وسوائب المستوطنين على طول جغرافيا الضفة الغربية،سوائب تمارس القتل والبلطجة والزعرنة والتعدي على ممتلكات وبيوت المواطنين،وقطع واقتلاع أشجارهم وتدمير مزروعاتهم وسرقة محاصيلهم والاستيلاء على أرضهم ومحاصرة واقتحام قراهم تحت سمع وبصر قوات الاحتلال وشرطته التي توفر لهم الأمن والحماية،وبمباركة ومشاركة وتغطية من المستويين السياسي والقضائي لدولة الاحتلال،وخير شاهد ومثال على ذلك،ما عاثته سوائب المستوطنين من دمار وترويع لسكان قرية عورتا في نابلس في أعقاب عملية"إيتمار" التي ارتكبها ونفذها عمال آسيويين،وما يجري من عمليات تطهير عرقي واستيلاء على الأرض في منطقة الأغوار الفلسطينية،حيث تصعد سلطات الاحتلال والمستوطنين من ضغوطاتهم على المواطنين الفلسطينيين والبدو القاطنين في الأغوار الفلسطينية ،بهدف إجبارهم على الرحيل واستكمال مخططات الاستيلاء على المزيد من الأراضي وإقامة البؤر الاستيطانية بهدف إفراغ الأغوار من سكانها.

فإن شعبنا يضرب أروع الأمثلة في الصمود والتضحية والمقاومة والتشبث بالبقاء،هذا الشعب في ظل تلك الهجمة ورياح التغيير التي تهب على عالمنا العربي بفعل الانتفاضات والثورات الشبابية،يتطلع إلى قيادات شعبنا بأن ترتقي إلى مستوى المسؤولية،وأن تغلب المصلحة العليا للشعب الفلسطيني على المصالح والأجندات الفئوية،وأن تنهي ظاهرة الانقسام المدمرة،تلك الظاهرة واستمرارها تشجع الاحتلال الإسرائيلي وتفتح شهيته على المزيد من التوسع والاستيطان،وإخراج مشاريع التهويد والتطهير العرقي الى حيز الوجود والتنفيذ،فها هي القدس تشن عليها حرب شاملة ومفتوحة،ولم تعد مسائل الطرد والترحيل وهدم البيوت فردية،بل أصبحت جماعية وتطال أحياء بكاملها،وكذلك ما يجري في النقب،حيث الهجمة شاملة وتستهدف تصفية الوجود العربي هناك،وما طال قرية العراقيب البدوية هناك من هدم للمرة التاسعة،سيطال الكثير من التجمعات العربية الأخرى في النقب.

في ظل حكومة استيطانية يمينية مغرقة في العنصرية والتطرف في إسرائيل،وفي ظل تسييد وجنوح المجتمع الإسرائيلي نحو المزيد من العنصرية والكره والحقد لكل ما هو عربي وفلسطيني،فالمتوقع لهذه الهجمة الاستيطانية أن تتصاعد وتتكثف،وخصوصاً أن الاستيطان في الضفة الغربية منذ ما يسمى بمؤتمر انابولس للسلام وحتى اللحظة الراهنة زاد بنسبة لا تقل 200 % ويجري التخطيط من أجل إقامة حوالي 80000 وحدة سكنية للمستوطنين في الضفة الغربية،من اجل تغير الطابع الديمغرافي فيها.

وكل هذه المخططات تثبت أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بمختلف تلاوينها وتسمياتها،إن اختلفت في التفاصيل والجزئيات والهوامش والنبرة واللغة،فهي متفقة في الاستراتيجي،وهو مواصلة الاستيطان والأسرلة والتهويد،بينما نحن نواصل الاقتتال على سلطة وهمية ولا نبني ولا نمتلك أية استراتيجيات جدية لإنقاذ أرضنا من الأسرلة والتهويد.

نعم في ذكرى يوم الأرض الخالد،والذي تستباح فيه الأرض الفلسطينية،ويجري نهبها ومصادرتها والاستيلاء عليها من قبل الحكومة الإسرائيلية ومستوطنيها،فلا بد من وضع استراتيجيات وخطط وبرامج وآليات تنفيذية تمكن من الدفاع عن الأرض وحمايتها،واستخدام كل وسائل المقاومة بكل أشكالها ومسمياتها بدءاً من رفض استئناف المفاوضات العبثية،وربط أي عودة إليها بالوقف الكامل والشامل للاستيطان في القدس والضفة الغربية،مع تحديد سقف زمني ومرجعيات لتلك المفاوضات،وكذلك تصعيد النضال الجماهيري والشعبي،كما هو الحال في مقاومة جدار الفصل العنصري،حيث بلعين ونعلين والمعصرة وام سلمة والولجة وبيت امر وغيرها ضربت أروع الأمثلة في المقاومة الشعبية،والتي يجب أن تتطور وتتوسع لتشمل كل قرى ومدن فلسطين،فما عاد الشجب والاستنكار والبيان والمهرجان والاحتفال من الوسائل الفعالة في مقاومة وردع ووقف غول الاستيطان،هذا الغول الذي يبتلع كل شيء له علاقة بالوطن،لا استجداء بالمفاوضات يوقفه ولا الاستجداء على أبواب هيئة الأمم والبيت البيض وعواصم أوروبا الغربية أيضاً،وكذلك ليس بالخطب العصماء والشعارات الرنانة و"الهوبرات" الإعلامية والتصوير أمام الكاميرات وفي الفضائيات ،بل ما يوقفه هو وحدتنا وإنهاء انقسامنا ونضال جاد وحقيقي،وخطوة عملية قي هذا الجانب أفضل من مليون شعار.

يخسر حقيبة الخارجية من أجل 2400 دولار/ د. عبدالله المدني

حكايات الفساد والإرتشاء والمحاباة في القارة الآسيوية لا تنتهي، وإن إختلفت أشكالها وطبيعتها وأهدافها. وإذا كان الفساد قد وصل إلى حدود مخيفة ومزكمة للأنوف في أندونيسيا في ظل الديكتاتورية السوهارتية، وفي الفلبين في ظل ديكتاتورية "فرديناند ماركوس" وما جاء بعدها من أنظمة مدنية ديمقراطية، وفي بورما في ظل مجلسها العسكري القمعي الحالي، وفي كوريا الجنوبية في حقبة حكوماتها العسكرية، وأيضا في حقبة الديمقراطية التي شوهت صورة أحد أفضل رؤسائها (كيم داي جونغ)، قبل أن ينتحر خليفته (روه مو هيون) لذات الأسباب، وفي ماليزيا تحت قيادة "مهاتير محمد" الذي إعترف شخصيا ذات مرة بوجود أوجه عديدة للفساد في نظامه، قائلا " أن من لا يعملون هم وحدهم الذين لا يرتكبون الأخطاء ولا تلاحقهم قصص الفساد"، وفي الصين في ظل إنفتاحها وصعودها الإقتصادي المذهل. فإن بلدين آسيويين فقط أثبتا العكس.
الأول هو سنغافورة تحت قيادة باني نهضتها، السياسي المحنك والإداري الموهوب "لي كوان يو"، والثاني هو اليابان التي أثبت نظامها الديمقراطي الصارم القائم على المحاسبة والشفافية أن الفساد لئن وجد وتكرر، فإنه لن يدوم، والضالعون فيه لن يتمكنوا من الإفلات من العقاب.
وهذا صحيح وثابت. ذلك أن من يرجع كرونولوجيا إلى التغييرات التي طرأت على الساحة اليابانية، والوجوه التي تقلدت مناصبها الرفيعة في العقود الحديثة، يجد العديد من قصص الفساد والإرتشاء والمحسوبية، غير أن أصحاب كل تلك القصص تعرضوا للتعرية، والمساءلة القانونية، وفقدان مناصبهم، وهو ما جعل هذه البلاد تأتي في المرتبة 18 لجهة أقل البلدان فسادا بحسب مسح أجرته المؤسسات العالمية المعنية بالشفافية والحكم الرشيد، وشمل 180 قطرا في عام 2008، من بعد أن كان موقعها في المرتبة الـ 25 في عام 1999 .
وفي سياق حديثنا عن قصص الفساد في اليابان، سنأتي على ذكر واقعتين محددتين على سبيل المثال: ففي عام 1974 أجبرأحد أفضل رؤساء الحكومات اليابانية وأكثرهم نفوذا وتاريخا، وهو "كاكوي تاناكا" على الإستقالة بأمر قضائي، قبل أن يحاكم في عام 1976 ويفـُرض عليه عدم الإشتغال بالسياسة، بسبب تلقيه رشوة بقيمة 1.8 مليون دولار من شركة "لوكهيد" الأمريكية العاملة في صناعة الطائرات المدنية والعسكرية، من أجل تمرير صفقة لشراء طائرات "ترايستار" لصالح الخطوط الجوية اليابانية. وكان هذا العقاب كافيا لإسدال الستار عليه نهائيا، ودفعه نحو الإنزواء والإدمان والإحباط، بعد أن كان يلقب بصانع النجوم، إلى أن توفي في عام 1993 . وفي عام 1989 أجبر رئيس حكومة آخر هو "نوبورو تاكيشيتا" على التنحي بتهمة المحسوبية والتلاعب في قيمة أسهم "شركة كوسموس العقارية" لصالح رجال أعمال مقربين منه. وبسبب التهمة نفسها إضطر زعيم الحزب الحاكم "شين كاتيمارو" للإستقالة من منصبه، فيما فضل أحد كبار مساعدي رئيس الوزراء أن ينتحر غسلا للعار الذي لحق بإسمه. ولاحقا في عام 1993 أرغم 70 سياسيا مقربا من "تاكيشيتا"، فضلا عن العشرات من مساعديه، على الإستقالة من الحزب الحاكم ومن وظائفهم الحكومية بتهم التلاعب في نتائج الإنتخابات أو التهرب الضريبي. وفي السنوات السابقة لعام 2000 كشف النقاب عن تورط المئات من المسئولين الصغار، ولا سيما في وزارة المالية، في تلقي رشاوي في صورة سهرات مجانية في المطاعم والحانات والمراقص، او في صورة رحلات مدفوعة الأجر إلى ملاعب الغولف ومنتجعات الإستجمام في تايوان، وتايلاند، والفلبين. وهناك واقعة شكلت صدمة للرأى العام الياباني، ودللت في الوقت على مدى قسوة التشريعات اليابانية وطول ذراع الصحافة المحلية لجهة ملاحقة الفاسدين. ففي عام 2007 إستبق وزير الغابات والمصائد "توشيكاتسي ماتسو أوكا" التهديدات التي وجهتها له المعارضة بإستجوابه في البرلمان حول قيامه بإنفاق 240 ألف ين من المال العام خلال خمس سنوات على إمدادات المياه النقية وأجهزة التدفئة والتسخين في منزله، بشنق نفسه داخل بيته بطوكيو، فكانت تلك أول حادثة من نوعها تشهدها اليابان في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
أما آخر قصص الفساد والإرتشاء في اليابان، والتي قوبلت بدهشة كبيرة في الكثير من الأوساط بسبب طبيعتها، وشخصية المتورط فيها، ومبلغها التافه، فهي تلك التي كان بطلها وزير الخارجية الشاب "سيجي ميهارا" (48 عاما)،
فوزير الخارجية هذا الذي أرغم على الإستقالة في الاسبوع قبل الماضي، لم يزور عقودا حكومية، ولم ينهب من المال العام، ولم يستول لنفسه على عقارات وأراض، ولم يمرر صفقات مشبوهة، ولم يتهرب من الضرائب، ولم يقبل رحلات مجانية مدفوعة الأجر، وإنما جلّ ما فعله هو قبول هبة بقيمة 200 ألف ين، أو ما يعادل 2400 دولارا أمريكيا من سيدة كورية جنوبية تقيم في طوكيو وتدير مطعما فيها. غير أن هذا العمل أعتبر خرقا فاضحا للقانون الذي يحظر على السياسيين تلقي أي شكل من أشكال الهبات والتبرعات من جهات أجنبية، خوفا من أن يؤثر ذلك على قراراتهم.
وبإستقالة "سيجي ميهارا" الذي كان الكثيرون يتوقعون له مستقبلا سياسيا باهرا كخليفة لرئيس الوزراء الحالي "ناوتو كان"، وكزعيم مقبل للحزب الديمقراطي الياباني الذي يمثل تيار "يسار الوسط"، وجدت الدبلوماسية اليابانية نفسها بلا قائد يدير شئونها في هذا الوقت العصيب الذي تشهد فيه منطقة شمال شرق آسيا إستفزازات كورية شمالية، ومماحكات روسية على خلفية إدعاء موسكو السيادة على جزر الكوريل، وضبابية في التحالف الياباني – الإمريكي، الأمر الذي دفع "ناوتو كان" في المحصلة إلى المسارعة بتعيين "تاكياكي ماتسوموتو" وزيرا جديدا للخارجية. وهذا الأخير لئن كان وريث عائلة سياسية عريقة تعود جذورها إلى أحد المحاربين القدامي، ومصرفي معروف ومشهود له بالإطلاع الواسع في عوالم المال والسياسة والدبلوماسية، فإنه شخصية متشددة، ناهيك عن أنه يدين بتربيته السياسية وصعود نجمه إلى والده "جورو ماتسوموتو" الذي كان ذات يوم أحد أعمدة الحزب الليبرالي الديمقراطي (إيميني)، أي الخصم اللدود للحزب الحاكم حاليا.
د. عبدالله المدني
*باحث ومحاضر أكاديمي في الشأن السياسي من البحرين
تاريخ المادة: مارس 2009
الإيميل:elmadani@batelco.com.bh

كيف للثورة ان تستمر/ د. فتحي البطوطي‏


قرأت اليوم في إحدي الصحف مقالا للأستاذ محمد حسنين هيكل يقول فيه أن الثورة في أول الأمر قد صعدت الي القمر...ثم بعد ذلك حصلت علي كيلو كباب...!!

وذلك يعني بمجمل القول أن الثورة لم تؤدي سوي الي نتائج بسيطة رغم بداياتها العظيمة ...وهناك أيضا من المعلقين من يقولها صراحة أن ثورة شباب 25 يناير قد إنتهت ...وسلبتها منهم الجماعة الدينية المعروفة بإسم الأخوان المسلمين ...وبعض الجماعات المشابهة والأكثر تطرفا....

ولكن هل ما ذكره الأستاذ هيكل و غيره هو واقع حقيقي ؟....ولو كان كذلك أو يمت للحقيقة بصلة...ماذا علي من قاموا بالثورة من شباب 25 يناير أن يفعلوه حتي لا تضيع عليهم ثمرة جهد كبير أو خارق عجز غيرهم علي أن يقوم به من قبل علي مدي نحو ستون عاما منذ ثورة يوليو 1952 ..وحتي لا تهدر الدماء الزكية للشهداء البررة علي أرض التحرير هباء...

دعونا نعترف بأن الثورة كانت لها مطالب منطقية و مشروعة في مبدأ الأمر وهي الأصلاح الأجتماعي والسياسي والأقتصادي....ثم بعد معركة الجمل والحصان وسقوط الشهداء ...إرتفع سقف مطالبهم و بإلحاح و عجلة مع إستمرار إعتصامهم في ميدان التحرير الذي إكتسب شهرة عالمية الآن وأصبح ينافس جاره المتحف المصري في إجتذاب مشاهير زوار مصر....ثم إنضمت إليهم بخلاف جموع الشعب المطحون بالفساد والغلاء وقلة الأجور والرواتب وأسوأ وزارة حكمت مصر ألا وهي وزارة أحمد نظيف...فئات أخري لها ثأر خاص مع نظام الحكم السابق بجانب آمال وجدوها قابلة للتحقيق بعد إنهيار النظام وهي الوصولالي الحكم بدرجاته و كوادره المختلفة....تلك الفئات تشمل الأخوانالمسلمين...

جماعة 6 ابريل...كفاية...حزب الغد...جماعة التغيير...بالأضافة الي نواب مجلس الشعب الذين فشلوا في الأنتخابات المزورة لأحمد عز.... قفزت تلك الفئات علي شباب الثورة التي لم تكن لهم قيادات معروفة أو معلنه أو يدنون هم لها بالقيادة والتحدث بإسمهم ...فرفضهم شباب الثورة في مبدأ الأمر..ولكن بمضي الوقت و زمالة و رفقة أرض الميدان وجدت حنكة بعض تلك الفئات وخاصة نواب الشعب السابقين هوي في أنفسهم فبدؤا يستمعون إليهم وبدأت تتكون جماعات قليلة تضم القليل من أعداد هؤلاء الشباب أصحاب الثورة ...كنواة مستقبلية لأحزاب جديدة مثل تلك التي إختارت أحد الصحفيين الذي يقوم بتقديم أحد البرامج في قناة فضائية خاصة كرئيس لحزب يضم بعضهم...

أما جماعة الأخوان فكانت كعادتها أكثر تنظيما و إيجابية في تفعيل أهدافها...فألقت بشبابها في خضم الأحداث فحاربوا بجوار شباب يناير في معركة الجمل والحصان و إكتسبوا ثقة بعض الشباب بزمالة السلاح...ثم فقدوا هذه الثقة بعد مليونية القرضاوي...!!! ثم بعد تجربة نعم ...ولا...في الأستفتاء العجيب الذي أفرز من بين المثقفين معجبين به و ناقمين عليه في نفس الوقت..! معجبين به لأنه جمع أعدادا كبيرة لأول مرة من الناخبين الذين صبروا علي الوقوف في طوابير طويلة ليدلو بأصواتهم دون كلل أو ملل....وناقمين عليه لأن جماعة الأخوان قد هيمنت منذ اللحظة الأولي علي نتيجته بتوزيع اللحوم والمأكولات في الأحياء الشعبية و كذلك اللافتات الضخمة والفلايات والمنشورات المطبوعة التي وزعت بأعداد ضخمة علي جموع الشعب الطيب الضعيف دائما أمام كلمة ( الدين ) زعموا فيها أن من يقول لا فهو خارج عن الشريعة بل وروجت لذلك جميع الأئمة في المساجد في خطبة الجمعة التي سبقت الأستفتاء...وجاءت النتيجة...أي نتيجة الأستفتاء ب...نعم....كبيرة و بإكتساح لا يستهان به.....وهنا تغيرت أصوات المتحدثين من الجماعة في وسائل الأعلام و أصبحت أكثر إعتدادا و ثقة منها في أي وقت مضي...

و إختطفوا الكرة من لاعبيها...والثورة من صانعيها....

في بداية ثورة 25 يناير كانت القنوات الفضائية القومية منها والخاصة تتخاطف شباب الثورة ليشتركون في البرامج الحوارية بل وكان مقدمو تلك البرامج يعلنون عن قدومهم أو يبشرون به قبل وصولهم مرات و مرات للحديث عن كيف قاموا بتلك المعجزة وتفاصيل الأعداد لها ومطالبهم...وحين يبدأ الحوار كان يلاحظ مدي الترحيب بهم والعناية بكل ما يتحدثون به ....ثم بدأت الأضواء تنحسر عنهم تدريجيا وإستبدلتهم تلك البرامج بنواب مجلس الشعب السابقين الذين فشلوا في إنتخابات المجلس المزورة وكذلك ببعض الأعلاميين المغضوب عليهم في النظام السابق بالأضافة الي رموز بعض الأحزاب والحركات الصغيرة ...هؤلاء جميعا نصبوا أنفسهم أوصياء علي هؤلاء الشباب يتكلمون عنهم بل و يشيرون عليهم بالخطوات القادمة مثل عناوين جمعات الأعتصام القادمة وغيره مستغلين تواجدهم المستمر معهم في ميدان التحرير وكل منهم قد إتخذ من بعض هؤلاء الشباب الوطني المخلص أصدقاء و حواريين كان في مبدأ الأمر يستغلهم في تقديمهم بنفسه الي وسائل الأعلام ..ثم يتوقف عن ذلك ليظهر هو في وسائل الأعلام متحدثا عنهم وعن الثورة وكأنه هو من قام بها ...ثم جاءت الطامة الكبري بعد معركة الجمل والحصان حينما ألقي الأخوان المسلمين بشبابهم ومنهم من هو متدرب تدريبا عسكريا ورياضيا كقوات خاصة ليزاملو شباب الثورة في معركتهم فيكتسبون ثقتهم ويتغلغلون بينهم حتي أن القيادات الأخوانية تتحدث في وسائل الأعلام بواقع إبتدعوه و كأنهم هم الذين أطلقوا شرارتها ..أي الثورة...ثم قام الأخوان بتنظيم مليونية القرضاوي في ميدان التحرير وتلك كانت عثرتهم الكبري التي جاءت نتائجها بعكس ما رجوه منها...فلقد أخافت تلك التظاهرة الضخمة جميع أطياف الشعب المصري من مسلمين و مسيحيين والأهم من ذلك أنها قد أوجلت قلوب شباب الثورة الحقيقيين ووجدوا أن البساط قد سحبته فصائل الدين السياسي من تحت أقدامهم...

توالت الأحداث وتم الأفراج عن أعداد كبيرة من المعتقلين السياسيين ومنهم السلفيين المتشددين وكذلك قتلة الرئيس السادات ....وتوالت مليوناتهم وصلاة الجمعة في ميدان التحرير وتخاطفتهم البرامج التليفزيونية و كأنهم أبطال عائدون من حرب الأستقلال....وتواري شباب الثورة وبدأ المشاهد يعتاد تلك الوجوه التي كانت غريبة عن ناظريه منذ أمد طويل ...بل ولقد أصبح المشاهد يتقبل أحاديث قيادات و رموز جماعة الأخوان المسلمين بصدر أرحب بعد أن عرضت عليه أحاديث و أفكار الجماعات الدينية الأكثر تشددا ...وساعد علي صعود نجمهم التظاهرة الشهيرة التي إستقبلوا بها رئيس الوزراء الجديد في ميدان التحرير الذي أصبح معقلهم هم و دارهم بدلا من شباب الثورة.....

تم تشكيل لجنة تعديل بعض مواد الدستور القديم المغضوب عليه و كان أن من بين أعضاء اللجنة أحد رموز جماعة الأخوان المسلمين بالأضافة الي عضور رئيسي آخر له نفس الميول ...ذلك دون إشتراك آخرين ممن يمثلون أطيافا أخري من المجتمع ...ثم جاء الأستفتاء...ولن أتحدث عنه بأكثر مما ذكرته في مقالي رقم ( 1) ....وبدأت رموز الأخوان المسلمين تكتسب أرضا أوسع في وسائل الأعلام وأصبحت الأناقة والثقة في الحديث هي سمتهم الغالبة بعد أن أصبح مجلس الشعب الجديد بإكتساح لهم وشيك علي الأبواب ومن بعده الوزارة ...ثم الرئاسة ...ثم كل شيئ حلموا به ...بل لم يحلمون بتحقيقة من قبل.....!!!

وهنا أتوقف لأتساءل أين ذهب شباب ثورة 25 يناير 2011 ؟؟؟

سأحاول هنا أن أرسم خريطة طريق لشباب ثورة 25 يناير كي يستعيدون قبضتهم عليها و لا يغتصبها منهم آخرون...ولكي لا تتحول ثورتهم الي ذكري مضت وتتكون ثورة مضادة لثورتهم علما بأن مسؤلون في الولايات المتحدة الأمريكية قد تنبؤوا بأن الثورة الحقيقية بمصر ستندلع بعد أحد عشر شهرا..!!. وهذ الخريطة لابد من أن تنبع من تحديد أهداف حقيقية لا تعتمد علي الشعارات أو الرومانسية السياسية بل تعتمد علي واقع ما تحتاجه مصر في هذه الفترة الشديدة الحرج من تاريخها المعاصر والتي تهدد بإنهيار الدولة لا قدر الله إذا ما إستمر الحال علي ماهو عليه لفترة شهر آخر أو نحو ذلك..وتشتمل الخريطة علي ما يلي :

o أن يقومون بتكوين قيادة لهم وليس إئتلافا يضم عناصر منهم من الجنسين ممن عرف عنهم قوة الشخصية ..ووضوح الرؤية..والقدرة علي فن الحوار والتأثير في الآخرين ....
o أن ينظرون الي مصر من منظور مسئوليتهم عنها وعما وصلت اليه أحوالها نتيجة لقيام ثورتهم و ما ترتب عليها من بعض الآثار السلبية مثل الأنفلات الأمني وغياب الأمان و تأثيرذلك علي الأقتصاد من حيث إنعدام الموسم السياحي وتوقف العمل بالمصانع والهيئات والتعديات الجسيمة علي رقعة الأرض الزراعية....الخ...
o أن يقومون بتحديد أهدافهم بالأستعانة ببعض الحكماء والشخصيات العامة واساتذة الجامعات المتخصصون في كافة المجالات ممن ليس لهم أطماع في رئاستهم لأحزاب سياسية جديدة تتكون من هؤلاء الشباب ...فالفضل هنا أن تكون قيادة حزبهم أو أحزابهم مكونة منهم أنفسهم بغير دخلاء قد لا يستطيعون التأقلم مع سرعة دوران دواليب عملهم وإستعانتهم بوسائل التواصل الحديثة...
o بعد ترتيب صفوفهم علي النحو الذي ذكرت وإشهار حزبهم عليهم إعداد برنامج للحزب يهتم بوضع الحلول اللازمة للنهوض بالوطن و تبوئه المكانة اللائقة به قوميا وعالميا إسترشادا بالتجارب العالمية الناجحة لدول كانت لهم مثل ظروفنا وتغلبت عليها بإتباع مسار ثيت نجاحه ونهض بها نهضة كبيرة مثل تركيا و ماليزيا والبرازيل...
o علي قيادة حزب الشباب أن تطلب من المجلس الأعلي للقوات المسلحة و مجلس الوزراء وعلي وجه السرعة إنشاء ديوان للمظالم علي غرار ذلك الذي كان الرئيس الراحل محمد أنور السادات قد أنشأه في عهده ...وأن يتولي رئاسته وزير يختارمن بينهم أو علي الأقل يكون في مكتب الوزير عدد من هؤلاء الشباب كمكتب فني له حتي يتعرفون عي مشكلات الجماهير و كيفية إيجاد الحلول لها بإعتبارهم قادة المستقبل..وذلك الديوان يقوم بتلقي المطالب الفئوية والخاصة ويقوم بإخطار أصحابها بميعاد حلها والأستجابة لها...


إن المصريين في الحقبة الراهنة رغم إعترافهم بفضل ثورة الشباب و فضلها في كشف الفساد إلا أنهم يعيشون جميعا في قلق بالغ بسبب غياب الأمن والأمان وتعاظم مشكلة البطالة بعد توقف السياحة والتي كانت مصدر رزق الآلاف أو الملايين من المصريين وتوقف المصانع و إستغناء أصحاب الأعمال عن أعداد كبيرة من العمالة....

و هناك سبب آخر يزيد من قلق المصريين جميعا وليس المسيحيون منهم فقط ألا وهوالظهور الحالي للجماعات الدينية المتشددة...

مما يقلق الجماهير علي مستقبل وطنهم و مستقبلهم.....
ندعو الله تعالي أن يوفق ولاة الأمور و شباب الثورة لما فيه خير العباد والبلاد...

مصر انتصرت ورسمت لنا واقعاً سياسياً جديداً/ خضر خلف

وبداية طريق لتحرير فلسطين

بلا أدنى شك الكل يعرف التسونامي والكل يدرك بأنه ناتج عن تكون مجموعة من الأمواج العاتية تتحرك بمساحة كبيرة من المياه بالمحيط وينشأ التسونامي من الزلازل أيضا ، سواء كان تحت الماء أو على سطح المياه ، وكذلك يحدث نتيجة الانفجار البركاني تحت سطح الماء، يتصف بالطاقة الناجمة عن التحرك، وتكون آثاره مدمرة .
إننا اليوم نعيش في ملتقى التسونامي تسونا مي الشعوب العربية ، يتصف بالطاقة الناجمة عن التحرك الشبابي على امتداد الوطن العربي ، لينقلنا بصورتنا المشرفة للعالم ، إن ثورة الشعوب أصبحت إرادة و رغبة ملحة لدى الشعوب للتخلص من الأنظمة والحكومات والهيئات التي جعلت من الدولة شركات لهم وللعائلة الحاكمة والحاشية والمقربين .

إننا اليوم أصبحنا نعيش مرحلة العبور والانتقال إلى المستقبل الأفضل والتحول من العقل السياسي الخانع والمستسلم الى العقل السياسي المستنير الذي يحافظ على جوهر ومزايا الوطنية الحريصة على الوطن ، لبناء واقع سياسي جديد على امتداد الوطن العربي لا مكان فيه لأي طاغية أو مستبد أو نظام عميل خائن .
نعم لقد تأمروا على فلسطين ... والكل يعلم والكل سمع كيف أعلنت الحرب والاعتداء على غزة من ارض مصر بأمر من حسني البارك ووزير خارجيته أبو الغيط اللعين ، ولن ننسى وقفتك يا أبو الغيط لجانب ليفني وهي تعلن الحرب على غزة وأهلها .
نعم يا فلسطين والله من أجلك أثار الله غضب شعوب الأمة على هذه الأنظمة العميلة الخائنة المستبدة ... ومن أجلك أنت كان هذا الملتقى لتسونا مي الشعوب الذي يدعو إلى ضرورة الاستعداد وإعادة النظر في سياسات الوطن العرب وإدارته وتغير كامل بأوضاعه وسياسته الخارجية بما يتناسب ومتطلبات تحريرك من أسرك .
اليوم مصر العروبة بشعبها وجيشها غيرت استراتيجيات إدارة المنطقة وإدارة الوطن العربي وغيرت بواقعنا السياسي بواقع جديد وآفاق جديدة من اجل التطوير السياسي ، والأيام المقبلة سوف تبين و تثبت لنا ماهية طبيعة السياسة بالمنطقة ، وسوف تغير مصر العروبة المعايير العالمية في تقييم أداء السياسة تجاه الوطن العربي . نعم مصر اليوم انتصرت ورسمت لنا واقع أصبح واضح المعالم يصمد أمام التحديات ويرفض التأمر والمؤامرات .
اليوم اطمئني يا فلسطين لن تستطيع إسرائيل إعلان الحرب على غزة بوجود مصر المنتصرة بشعبها وشبابها وجيشها ، لأنهم لن ولن يسمحوا بقتل أبنائك كما قتلوا بعهد حسني البارك ، وإسرائيل تدرك أيضا بان إعلان أي حرب جديدة سوف يتصدى لها تسو نامي الشعب المصري الذي سوف يثور من أجلك واجل أبنائك ، وكذلك الشعوب على امتداد الوطن العربي لن يعيقهم الأنظمة العميلة لقد كسروا حاجز الخوف والصمت .
نعم ابشر يا أقصانا الأسير ،أشرقت الحرية بثورة شباب الأمة العربية و امتلأ فضاء عالمنا بهواء نقي جديد ... نعم اليوم نعيش ثورة الحرية والكرامة ، نعيش حياة شباب الثورة ثورة التطهير برفع الظلم ودحر وخلع الأنظمة العميلة المتآمرة ،نعيش التحول الهيكلي بالتغير ونعيش الأمل بانتقال السلطة وتغير النهج الحكومي بحكومات خالية من الاستبداد والفساد على امتداد الوطن العربي ، وتغير الأجواء لنعيش بنسائم الحرية وبناء منظومة القيم العربية الجديدة .
كاتب عربي فلسطيني

تحية للشيخ النبيل سلطان القاسمي/ علوان حسين


كم هو الفرق شاسع مابين الموقف النبيل الشهم لذلك الرجل العربي الأصيل الشيخ ( سلطان القاسمي ) وموقف اللامبالاة واللامسؤول لحكومتنا وبرلماننا وأثريائنا المفلسين من القيم النبيلة المتمثلة بالكرم والطيبة والوطنية الصادقة ؟ لنتأمل هذه المبادرة المتسمة بالأريحية والدفء الإنساني والضيافة والكرم وبكل مشاعر الود والمحبة والبساطة التي تجسدت بهذي الشخصية العربية الأصيلة , الشيخ القاسمي الذي أضاف لرصيده الإنساني معان عظيمة تعبر عن جوهر إنساني عميق تمثل مكارم الأخلاق العربية والإسلامية . كنا ننتظر الندى من بلاد مابين النهرين لكن المطر هب ّ من الصحراء والنجدة في إنقاذ حياة أديبنا الكبير ( جمعة اللامي ) في حالته الصحية الحرجة حيث إستجاب الشيخ القاسمي النبيل لنداء ضميره النقي وأمر بعلاج اللامي الكبير على نفقته الخاصة , في الوقت الذي تقف فيه الحكومة العراقية والبرلمان موقف مريب وغامض ولا أخلاقي من مسألة حياة أو موت تتعلق بقامة ثقافية عراقية سامقة قدمت الجليل والعظيم للثقافة الإنسانية والعربية والعراقية وأغنت المكتبة بكنوز الإبداع والجمال في القصة والرواية والشعر فكان بحق مدرسة متفردة في الخلق والعطاء المتميز . تفخر الشعوب عادة ً بولادة شاعر أو مبدع وتسمي مدنها وشوارعها وحدائقها وجامعاتها بأسماء مبدعيها وتتباهى بهم أمام العالم . الفنان والعالم والشاعر ( ذكر ٌ كان أم أنثى ) هو ثروة وطنية لا تعوض ولا تـُقدر بثمن إلا في عالمنا العربي وفي وطننا العراق بشكل خاص , حيث يعاني من الإهمال والتفريط به وبإنجازه الإبداعي حدا ً يبعث على الألم والدهشة والتساؤل أيضا ً . أغلب الظن بأن موقف حكومتنا وبرلماننا البائس ومحاولة تعريض حياة مبدع كبير لخطر الموت في إهمال لا أستطيع أن أصفه سوى بالتقصد ولأسباب معروفة لما يمثله اللامي من طاقة على التمرد ورفض الخنوع ومقاومة للظلم والفساد . أتساءل بمرارة ونقمة كم لدينا من المبدعين بقامة وأهمية ( جمعة اللامي ) كي نفرط به بهذه السهولة واللامبالاة ؟ لو وضعنا كل الرجال الجوف الرابضين على كراسي الحكم والجالسين تحت قبة البرلمان في كفة واللامي في الكفة الأخرى فأي الكفتين لها الوزن المرجح أهم أكوام اللحم والدسم الكامل والكروش المتهدلة أم قامة أديبنا التي تسامق النجوم ؟ ختاما ً أقول التحية والإكبار للشيخ الجليل ( سلطان القاسمي ) الأديب والشاعر حاكم الشارقة والخزي والعار لحكومتنا اللاوطنية , مع تمنياتنا في الشفاء العاجل لمبدع العراق الكبير ( جمعة اللامي ) .
كاتب من العراق

حماس عندما لا تلتقط الفرصة الأخيرة/ سري القدوة

خلال الأسبوع الماضي وعبر مقالي "أبو مازن حين يلتقط اللحظة" سلطت الضوء من خلاله علي الفرصة المهمة لزيارة الرئيس أبو مازن لإنهاء الانقسام وأيضا المساهمة الأساسية لشباب حركة التكاتف الجماهيري الداعمة إلي إنهاء الانقسام والمطالبة بوحدة الوطن في ظل ما تشهده حركة فتح من بعض الضعف التنظيمي بحكم الواقع المرير والمؤامرات والاستهداف الممنهج والمدروس وقلة الحيلة وتقصير بعض قياداتها والوجهاء منهم خاصة , وقلة الإمكانيات المادية والمعنوية , وفي ظل عدم قدرة قيادة حركة فتح على تشكيل حكومة جديدة تضع في أولوياتها إنهاء الانقسام من خلال وضع خطط وخيارات وتصورات مدروسة وممنهجة وبدائل جاهزة للتنفيذ والتطبيق وفقا للواقع والإمكانيات المتاحة – مع وضع خيار اخير – ان المقدس الوحيد هو وحدة الوطن والشعب والقيادة – ....

ان ما تمارسه حكومة نتنياهو من حرب إسرائيلية شرسة ومفتوحة تمارس من خلالها الاستيطان وسلب الأرض وانتهاك الحقوق الفلسطينية وترفض الاعتراف بالقيادة الفلسطينية وتتنكر للحقوق الفلسطينية ضاربة بعرض الحائط اتفاقيات السلام وفارضة أجندتها السياسية من طرف واحد .. وشن عدوانها المتجدد علي شعبنا في قطاع غزة للنيل من وحدتنا الفلسطينية وتوجيه ضربة قويه للرئيس ابو مازن وقيادته بعد دعوته إلي المصالحة الفلسطينية واعتباره ليس شريكا بل عدوا يدعم الإرهاب كما وصفة نائب وزير الخارجية الإسرائيلي .

واليوم حماس بدأت بإضاعة الفرصة لتحقيق المصالحة وإنني عندما اكتب سأكون واضح جدا وبعيد كل البعد عن عواطفي وشعوري , فانا أتمني ألان المصالحة والوحدة الفلسطينية فهذه العواطف والشعور هو شعور كل فلسطيني حريص علي مصالح شعبه وبرغم هذا الشعور ينتابني قناعة راسخة من الأساس وازدادت تأكيداً بأن حماس ترفض المصالحة أساسا معتقدة بأن حركة فتح هي رجل مريض وقد ينتهي اجلها في أي وقت فتحاول الاستفادة من عنصر الوقت رافضه الاعتراف بحقوق الوطن ساعية كل جهدها إلى القضاء على حركة فتح وبالتالي رفضت حماس التوقيع على الورقة المصرية واليوم ترفض زيارة أبو مازن إلى غزة في محاولة منها إلى الانفراد والاستفراد في غزة , طبعا لقيادتها حسابات أخري منها المراهنة علي التغير بالساحة العربية وخاصة على الصعيد المصري , فتنتظر حماس بالدرجة الأولي نتائج الانتخابات المصرية وما ستفرزه هذه الانتخابات من نتائج ..

وحتى لا ندور في بوثقة مفرغة يجب أن نتحدث بوضوح وأكثر شمولية بهذه القضية الهامة وربما يتساءل الكل الفلسطيني اليوم لماذا حماس ترفض مبادرة الرئيس أبو مازن الذهاب إلى غزة وتشكيل حكومة متخصصة وإجراء انتخابات شاملة تشريعية ورئاسية والتي انتهت وضعيتهما القانونية علي الصعيد الفلسطيني ..

إننا نجد هنا بان الإشكالية الحمساوية علي هذا الصعيد بان حماس تخضع بقرارها إلى النظام السوري حيث يقع معقلها الأول وإدارة شؤونها الداخلية والخارجية وبالتالي ليس لحماس ما تخسره علي صعيد غزة إذا ما انفردت بالحكم هناك أو إذا ما انقضت إسرائيل علي غزة في حرب متجددة فقيادة حماس تتواجد خارج حدود المعركة , وهذا ما تجلي واضحا في الحرب الأخيرة علي قطاع غزة وما يبدو أكثر وضوحا اليوم فلا مانع من أن تضحي حماس في كل غزة علي أن تبقي تتحكم بسلطتها ولو كانت علي حساب الكل الفلسطيني هذا من ناحية ومن ناحية أخري بات القرار الحمساوي أكثر تحكما بقيادة الإخوان المسلمين وما يدور من تغيرات علي المستوي العربي في محاولة لإعادة قراءة الواقع العربي علي صعيد ترتيب السيطرة الاخوانية علي النظام الرسمي العربي وهذا يتوافق مع الرغبة الأمريكية والإسرائيلية معا في التعامل مع الإسلام الأساسي كحقبة جديدة تحل بديلا عن الأنظمة العربية الشكلية بعد التغيرات في كل من تونس ومصر وليبيا وما يجري من حراك في كل من اليمن وسوريا والبحرين والأردن وحتى قطر ولو لم يكن معلن ألان بشكل واضح .

إن إعادة ترتيب الشرق الأوسط الجديد ضمن رؤية باتت معالمها واضحة تستفيد منها حركة حماس على حساب انفرادها وسيطرتها على غزة وعلى حساب الكل الفلسطيني مدعين تمسكهم بالمقاومة وفقا لفهم حماس الجديد ولحسابات الربح والخسارة لديها فيوما تكون المقاومة حق مشروع بالتوافق الوطني في غزة ويوما تكون حق لكل فلسطيني ويوما يكون ممنوع أن تقاوم للحفاظ علي انجازات حماس الداخلية والخارجية والاستمرار في السيطرة على غزة وارتهان الواقع الفلسطيني بمعطيات التجربة المرة التي يتجرعها شعبنا مع صباح كل يوم جديد لاستمرار الانقسام ..

حماس ترجمت الوحدة وإنهاء الانقسام على أنها تمرد فتحاوي جديد في غزة وإعادة سيطرة فتح علي غزة كما توهم أعضاءها بان عليهم ان لا يغمض لهم جفن وان يكونوا في يقظة دائمة وإلا ففتح ستعيد سيطرتها على غزة في أي وقت بالرغم من قناعتهم او بالأحرى قناعة النظام السوري والايرانى وفصائل الأعتلاف العشرة زائد نص بان حركة فتح تمر بحالة موت سريري او كما يفضل وصفها المكلفين بالملف الفلسطيني والفصائلى من ضباط الحرس الثوري بالرجل المريض - والذي لا حول له ولا قوه .

إن التاريخ لن ولم يرحم قيادة حماس التي باتت تتاجر بدماء الشعب الفلسطيني بشكل واضح وأكثر وضوحا من أي وقت مضي فالمتابع للحالة الفلسطينية يجد أن حماس باتت تغرد خارج السرب الفلسطيني بالرغم من امتلاكها قوه هائلة سواء على الصعيد العسكري او الإعلامي او التنظيمي داخل قطاع غزة والضفة الغربية وفي بعض أماكن تواجدها كحركة سياسية فلسطينية وباتت وبشكل واضح تعمل على تطبيق سياستها الخاصة وفقا لرؤيتها الإقليمية وحسابات الربح والخسارة على حساب الكل ألفلسطينيي, في الوقت نفسه دفعت حركة فتح خيرة شبابها وقيادتها لتدافع عن القرار الوطني الفلسطيني المستقل ورفضت الحركة الخضوع الى سياسات الأملاءات الميتة التي لا تصب في المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني ..
إن هذا المنطق الحمساوي الغافل للحقيقة والواقع بأن فتح هي شريان الحياة الفلسطينية .. وبأن فتح لا يمكن أن تمت لأنها روح الشعب الفلسطيني .. وبان فتح هي حركة التاريخ والثورة وأن من لديه الاستعداد للتضحية ضمن الإطار الوطني والشمولي ومن لا ينكر الأخر هو الذي سينتصر ولا يمكن لفتح أن تكسب المعركة وان تخسر فلسطين ..

إن حماس ربما تكون قد كسبت المعركة وانفردت في غزة وألان تعمل علي إذلال حركة فتح وترفض استقبال رئيسها ووفدها الأمني في غزة وتعتقل وتعذب أبنائها بشكل همجي ووقح , ولكن ما لا تدركه قيادة حماس أنها خسرت فلسطين وتخسر يوما بعد الأخر الشعب الفلسطيني .

فلم يعد هناك سوي بعضا من المطبلين الجدد ممن اصطلح على تسميتهم مجازا بالتنظيمات (الفلسطينية) في غزة والذين يدورون بفلكها وما تبقى من تنظيمات فلسطينية دمشقيه والتي مازالت تعيش في غيبوبة عميقة ولم تعتبر أو تحاول فهم ما يجري بعد انتفاضة درعه السورية البطلة , وحتى أوراق حماس الخارجية باتت بالية ولم تعد كما كانت سابقا بعد المتغيرات العربية والدولية , فبات من الواضح أن خيارات حماس محدودة .. فإما أن تكون مع حركة التاريخ وان تعيد حساباتها وتلتحم مع الشعب وإما أن تتاجر بالشعب وتكون خارج التاريخ , وبرفضها استقبال ابو مازن أقول وبشكل واضح إن حماس كحركة أرادت أن تكون خارج التاريخ .. واختارت أن تعزل نفسها عن الشعب الفلسطيني متوهمة بأن فتح الرجل المريض وتنتظر لحظة الانقضاض عليها بالضفة الغربية والتأمر على منظمة التحرير الفلسطينية بالخارج ..

إن هذا المنطق الحمساوي والصيغة المطروحة داخل أجنحة حماس وإطارها الدعوي والإعلامي والجماهيري لا يمكن بأي حال أن يكون صحيحا وان كل المعطيات تدلل علي وجود انشقاقات داخل الحركة باتت تطفوا على سطح المشهد الراهن وفي مواقف قيادتها وهى تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان والعودة إلى حركة الشعب الفلسطيني بدلا من قمع المظاهرات بالقوة كما حدث مؤخرا بجامعة الأزهر وعلي ارض الكتيبة في غزة ورفضها المطلق لإنهاء الانقسام ورفضها حتى ألان كل ما طرح لإعادة إنهاء الانقسام وتوحيد الوطن تحت راية واحدة موحدة راية الشعب الفلسطيني .

رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين