نكات كثيرة عن أحمد شفيق/ محمد كمال



لا شك ان شباب الفيس بوك وتويتر في مصر يتمتعون بخفة دم غير عادية هي كعادة الشعب المصري في احلك المواقف تنبع من داخلهم النكتة .

فبعد ان رأينا التعليقات واليافطات الساخرة في ميدان التحرير اثناء الثورة ونجحت الثورة في اسقاط النظام ظهر الي السطح الراجل اللي ورا عمر سليمان واتبعه الشباب بالست اللي ورا القذافي واليوم اثناء تصفحي لحسابي في تويتر وفيس بوك وجدت الشباب مهتمين بموضوع جديد وتعليقات مميزة هن بلوفر شفيق .

واليكم مجموعة تعليقات اعجبتني انقلها اليكم :

** أعلن شفيق انه يرتدي الأن البلوفر الكحلي عشان يشتغل في الأزرق

** اعلن شفيق انه قاعد على قلبكم و أكد تمسكه بالكرسى و البلوفر ..طب و هتعمل ايه فى الصيف يا شفشق ؟ هالبس البلوفر ع اللحم

** شفيق يهدد بإستقالته .. إذا لم يتراجع الثوار عن شد كم البلوفر

** في تاريخ العرب هناك سببان للفتنة: قميص عثمان وبلوفر شفيق

** المجلس العسكري يؤكد عملية خلع مبارك من الكرسي كانت أسهل كثيرا من عملية خلع شفيق من البلوفر

** انباء عن استقاله شفيق بعد ما بقي البلوفر بتاعه ترندينج توبيك

** أنباء عن إنضمام عدد من البلوفرات لمظاهرة تطالب شفيق بخلعه

** مظاهرات في مصطفي محمود تطالب برد الجميل لبلوفر شفيق ..واحد المظاهرين يقول والدموع في عينيه ان البلوفر ابوه

** خلاص يا شفيق جييم اوفر يلا بقي اقلع البلوفر

** كمان يومين شفيق هيطلع فى مكالمة هاتفية مع منى الشاذلى ويقولكم ادينى خلعت ام البلوفر..اهدوا بقى ولا تحبو اجيبلكو بونبونى

** اعلانات الوسيط: بلوفر مشجر بالورب غرزة عريضة نقش رجل الغراب كولة قلاب كم طويل استعمال شفيق

** حلل سياسى أمريكى يقول: شفيق يجب ان يتنازل عن البلوفر فوراً و فى انتظار خطاب اوباما خلال ساعات قليلة

** شفيق مش بتاع إعلانات .. شفيق بتاع بلوفرات

** بلوفر شفيق الي بتتريقوا عليه ده غالي جدا لانه صوف من خروف يتيم

** وبكره نكتشف ان لبس شفيق للبلوفر ماهو الا شغل مخابرات بالتآمر مع عمر سليمان وصفوت لشريف

** مش مستريح لموضوع البلوفر دا ..ممكن كدا شفيق يفهم ان احنا مش عاوزينه عشان خاطر البلوفر ويطلع يقول انا فهمتكم هقلع البلوفر والبس جاكيت صوف

** بلوفر شفيق .. يتمدد بالحراره .. ينكمش بالبروده .. و يلتصق بالوزاره

** وائل غنيم يبدي استعداده بالتخلي عن الخظاظة اذا تخلي شفيق عن البلوفر

** زى ما خلصنا من عمر سليمان واجنداتة , ان شاء الله قريب قوى نخلص من شفيق ببلوفرات

** السبب الحقيقي وراء عدم ظهور شفيق مع محمود سعد من يومين... البلوفر كان في الغسيل

** عاجل: بلوفر شفيق مش زي بدلة الغنوشي, بلوفر شفيق مش زي بدلة الغنوشي, بس تقول لمين

** شفيق يطلق حملة ترشيحه رئيساً لمصر ببرنامج انتخابي تحت عنوان, بلوفر لكل مواطن

** أقدر اقول دلوقتي : ان بلوفر شفيق , بقا أشهر من بلوفر عمرو دياب بتاع تملي معاك

 -

تحوّلات وانتقالات/ د. عدنان الظاهر


أولاً / تونس ومصر
كيف يبدأ المرءُ ما يريد أنْ يكتب ومن أين يبدأ ؟ اللوحة كثيرة الغرابة سريعة التحول حُبلى بما يُتوقع وما لا يمكن توقّعه. في اللوحة ضبابٌ كثيفٌ وفيها دخان وما بين الضباب والدخان هناك عَتمةٌ يعتورها الكثير من الغموض. بدأت الثورة في تونس وحققت واحداً من مطالبها الرئيسة لكنها لم تبلغ بعدُ أقصى ما أرادت. وعليه ما زالت الثورة التونسية قائمة ساخنة كثيرة الحيوية دائمة الحركة نجحت اليوم في تحقيق هدف آخر من مجمل أهدافها المُسطّرة في جدول منهج ما قامت من أجله : إستقال رئيس الوزراء محمد الغنوشي تحت ضغط وزخم التظاهرات والإحتجاجات التي طالبت بتنحّيهِ فاستجاب الرجلُ وأعلن إستقالته كما يعرف الجميع . زخم الثورة التونسية ما زال قائماً وسيبقى كذلك إلى أمد غير منظور فالجيش التونسي ما زال قابعاً في الظل يراقب ما يجري ويشارك في رسم ما يجري وأخشى ما أخشاه أنْ يتحرك في منعطف حرج لينقلب على السلطة المدنية ويمسك بزمام الأمور ويشكّل حكومة يفرضها على الشعب قد تكون حكومة عسكرية صرفة أو مختلطة عسكرية مدنية يحتفظ فيها بالمناصب الوزارية السيادية كما هو الحال في الوزارة المصرية الحالية مع فارق كبير من بين فوارق أخرى : أنَّ زين العابدين هو اليوم خارج تونس في حين أنَّ حسني مبارك ما زال مقيماً في القصر الرئاسي في شرم الشيخ. ما الأدوار التي يلعبها اليوم حسني مبارك مُقيماً على بعض أرض مصر ؟ لا أحسبه قطع علاقاته بالقاهرة والمجلس العسكري الحاكم ورئيس الوزراء الذي سبق وأنْ وضعه هو على رأس الوزارة الأخيرة التي شكّلها قبل إعلان قرار تنحيه وتسليمه سلطاته الرئاسية والدستورية إلى المجلس العسكري العام للقوات العسكرية المسلّحة تحت رئاسة وزير الدفاع حسين طنطاوي . يغلبُ على ظني أنَّ المجلس العسكري على إتصالات يومية دائمة مع حسني مبارك يطلب الرأي منه ويستشيره في الأمور الكبيرة وفيما يتخذ من خطوات وإجراءات ومراسم وقرارات تحقن الدماء ولا تخلو من بعض الإيجابيات وتبدو للناظر غير المتبحِّر إنها تخدم قضية الديمقراطية في مصر ومطلب التحول السلمي وتبادل السلطة وسيادة القانون ومنع التجاوزات والمخالفات وتضع حداً للفساد المالي وتهريب المال العام . إذاً تنحى حسني مبارك لكنه لم يترك الحكم والسلطة واتخاذ القرارات فمهمته اليوم أنْ يقولَ ليدع غيره يُنفّذُ ما يقول ويُشيرُ به عليهم ليجدهم صاغين له منفذّين ما يقول صاغرين.
(( سؤال وجيه : ما مقدار ما يتقاضى السيد حسني إبراهيم مبارك اليوم من رواتب ومخصصات كرئيس مستقيل أو مُقال بقوّة وإرادة الثورة في مصر ؟ ومّنْ يُسدد نفقاته ومَنْ معه من أفراد أسرته المقيمين في منتجعات القصر الرئاسي في شرم الشيخ وما هي الأسس والمسوغات التي أجازت لهم الإقامة هناك بعد أنْ تنحّى رئيساً للجمهورية ولم تعدْ له أية صفة رسمية أو وظيفية مهما كانت ؟ ما الذي يمنعه من الإقامة في أحد قصور ولديه إنْ لم يكن له قصر أو قصور خاصة في القاهرة أو الإسكندرية أو في باقي مدن وسواحل مصر ؟ )) .
خلافاً لما هو قائم اليوم في تونس ، الصورة والأوضاع في مصر أراها في أوضاع حرجة فقوّة الجيش مُمثلاً بالمجلس العسكري الذي شكّله حسني مبارك تسعى إلى أنْ تكبح زخم الثورة المصرية وأنْ تقزّمها وتشرذمها بل وأنْ تلجمها وتخنق صوتها وقد ضاقت ذرعاً ونفد صبرها حيال التظاهرة المليوينة الأخيرة في ميدان التحرير في يوم الجمعة الذي صادف السادس والعشرين من هذا الشهر فبراير 2011 . وصلتني أخبارٌ من مصر أنَّ بعض أفراد القوات المسلحة والشرطة العسكرية قد اعتدت على بعض المتظاهرين في ميدان التحرير وضربتهم بالعصي الكهربائية ثم اعتقلت إثنين من قادة شباب ثورة الخامس والعشرين من يناير. وقد أرسل لي بعض الناشطين والناشطات من شباب الثورة شريط يوتيوب للسيدة نوّارة أحمد فؤاد نجم في مقابلة لها مع فضائية الجزيرة أفاضت فيه في عرض ما جرى كشاهدة عَيان في تظاهرة تلكم الجمعة في ميدان التحرير . كانت تكرر أنها لا تصدّقُ أنَّ الجيش المصري يعتدي بالضرب على المتظاهرين في ذلك الميدان. هل يظن السيد حسين الطنطاوي ومجلسه العسكري وحكومة السيد أحمد شفيق أنهم جميعاً قادرون على إيقاف زخم إندفاعة وحركية الثورة في مصر ؟ هل أنهم قادرون على إطفاء جذوة ثورة مصر التي كانت كامنة لخمسة آلاف عام تحت الرماد في أعماق إهرامات مصر ؟ هل ستنتصر بهم عقيدة كامب ديفيد والإتفاقيات الأمنية والعسكرية مع أمريكا وإسرائيل التي كبّل السادات بها مصر وحافظ عليها كما هي خليفته من بعده السيد حسني مبارك؟ فلتتكلم الإهراماتُ ولينطق النيلُ وليسمع طنطاوي ومبارك وشفيق ! لتهدر مصر في ميدان التحرير في وسط القاهرة وفي ميادين كافة المدن المصرية كما كانت تفعل قبيل تنحّي مبارك عن الحكم وتسليمه لقادة الجيش الذين تعهدهم لثلاثة عقود ودرّبهم وأعدّهم ليومِ كريهةٍ وكانت قد حانت ساعتها فسلّمَ سلطته وسلطانه ثم أعلن تنحيه.
إضافة لا تخلو من طرافة : كتب جربوعٌ أعوج النشأة واللسان والخلقة والمسلك ... كتب بإسم زائف هو محمد جاسم ... كتب تعليقاً على إحدى مقالاتي حول الثورة المصرية المنشورة في بعض المواقع يلومني فيه ويشتطُّ مُشرِّقاً ـ مُغرِّباً فيما قال مدعياً أني استخدمتُ ألفاظاً وصفت بها حسني مبارك قد خدّشتْ مشاعره ( وهي كثيرة الرقة ! ) كأنه كان يعرب في تعليقه ذاك عن تضامنه مع مبارك . لا أقف طويلاً ولا أكشف هذا الأعوج المتقلب المتذبذب لأنه شكلاً ومضموناً لا يساوي خُفَّ بعير تائه في صحراء نجد . سوى سؤال واحد : ما علاقته بمبارك وما دواعي وقوفه معه والدفاع عنه ؟
ثانياً / ليبيا واليمن التعيس
الإعتصامات والتظاهرات والإحتجاجات مستمرة في كلا البلدين والدماء تسيل والقائدان يُصرّان على البقاء في السلطة والقتال دونها حتى آخر قطرة دم يجري في عروقهما رغم إصرار الكثرة الكاثرة من الشعبين على إسقاط النظامين ورحيل الزعيمين وهما عسكريان في الأصل وقد طال الأمدُ ببقائهما على رأس هرم السلطة في نظامي كلا البلدين اليمن وليبيا . حكم اليمنَ الأخ علي عبد الله صالح ثلاثة عقود والأخ القذافي لأكثر من أربعة عقود وما زالا حتى اليوم يتشبثان بالبقاء لآماد أخرى. ما أسباب هذا التشبث وكل هذا الإصرار على الإستئثار بالحكم المطلق أو شبه المطلق ؟ لا يساورني أدنى شك أنَّ أحد الأسباب الرئيسة هو خوفهم من كشف حساباتهم في البنوك الأجنبية وما يمتلكون من عقارات وأسهم وشركات واستثمارات هنا وهناك فسقوطهم يعني تجريدهم مما يتمتعون به من حصانات الرؤساء . لم يترك مدُّ الموجات البشرية الثائرة الصاخبة الكثير من الوقت أمام زين العابدين بن علي فتخلى عن السلطة والحكم وغادر تونس لتلاحقه فضائحه وعائلته المالية وما سرقوا وما هربوا من أموال الشعب التونسي . أما حسني مبارك فماطل وأكال الوعود وناور وكسب الوقت الكافي لإخفاء وإعادة [ نشر ] المليارات المسروقة بين مختلف البنوك ثم سلّم السلطة وسلطان الحكم لنخبة من رجاله الذين خرجوا من تحت إبطيه تباعاً لثلاثة عقود مقابل الحفاظ على شرفه وكرامته والسماح له أنْ يبقى في مصر وأنْ يموت فيها ويُدفنَ تحت ترابها .
يبدو أنَّ حسم النزاع بين السيد علي عبد صالح ومعارضيه ليس بالأمر الهيّن إذْ ما زالت تقف معه قبائل ومجموعات مدنية غير قليلة الشأن فضلاً عن الجيش اليمني. لكني قد أرى أنَّ الصراع في اليمن وإنْ طالَ سيظلُّ أقل دموية من نظيره في الجماهيرية الليبية. ليبيا مُرشّحة للكثير من جولات القتال المرير بين المعارضين الثائرين من جهة وجبهة الأخ القذافي ومسانديه من القوات العسكرية والكتائب الأمنية والقبائل وأعضاء اللجان الشعبية الموالية له والتي تقف معه حتى اليوم. أي أنَّ حمّاماتٍ وسيولاً من الدم ستجري في ميادين وشوارع المدن الليبية لشديد الأسف ودم الشعب الليبي حار سريع الغليان. لا المعارضة تنسحب أو تترددُ ولا القذافي يتراجع وينخذل. كلاهما مستعد للموت وبذل التضحيات لكنَّ الأمر المنطقي الواضح أنَّ وراءَ إستعداد المعارضة الليبية للموت هدفٌ سامٍ نبيل تهون دونه كافة التضحيات يقف العالم معها والقوانين والقرارات الدولية والحصار والإدانات وتجميد أموال القذافي وأفراد أسرته وأقرب المقربين منه . أما المعسكر الآخر فلا أرى فيه من أحد مستعد للموت إلاّ الأخ القذافي نفسه لأنه عسكريٌّ في نشأته وعزّته واعتزازه بنفسه وانتمائه للمؤسسة العسكرية ثمَّ إنه هو مَنْ أسس النظام الجماهيري الأول من نوعه في تأريخ ليبيا وما تفرع عنه من لجان ثورية ومؤسسات تنظم شؤون حياة الليبيين وتدير شكلاً من أشكال الدولة التي لا شبيه لها بين باقي الدول . ثم إنه هو المُنظِّرُ وصاحب الكتاب الأخضر وملك ملوك القارة الإفريقية . سيهرب ولده سيف الإسلام وسيستسلم للثائرين ولدُهُ الآخر نقيب الجيش خميس القذافي. كيف سيقضي القذافي أجله ؟ أراه سيقاتلُ ويموت مدافعاً عن خيمته في وسط معسكر باب العزيزية في العاصمة الليبية طرابلس كما قاتل وأستُشهدَ الرئيس الشيلي الراحل سلفادور اللندي مدافعاً عن قصره الرئاسي في العاصمة الشيلية سنتياكو مع الفارق الكبير أنَّ في ليبيا اليوم ثورة شعبية حقيقية بينما كان هناك في شيلي في شهر أيلول عام 1973 إنقلاب عسكري قاده جنرال فاشيٌّ دمويٌّ عميل لأمريكا هو بينوشيت.
يُقال للتأريخ حتمياتٌ تضربُ البشر كالقَدَرِ فهل كان حتماً على الأخ مُعمَّر بومنيار القذافي أنْ ينتهي بعد 42 عاماً من الحكم هذه النهاية المأساوية الدموية المفجعة؟ أما كانت هناك في الأفق الليبي بدائل أخرى شتّى تُجنّب الشعب كل هذه التضحيات وكل هذه الدماء وتحفظ للأخ القذافي حريته وكرامته وحياته ؟ كنتُ وسأظلُّ أتمنى أنْ يتوحدَّ الليبيون تحت زعامة تستلهم ثباتَها وشجاعَتَها ومُثُلَها ومبادءَها من قوة شخصية ورمز وشهادة البطل عمر المختار وهي موجودة لا ريبَ في أوساط هذا الشعب الأبيّ العريق المُجاهد بعربه وأمازيغيه وقد كتب الشاعر المصري أحمد شوقي راثياً عمر المختار في قصيدته المعروفة بالقول :
ركزوا رفاتَكَ في الرمالِ لواءَ
تستنهضُ الوادي صباحَ مساءَ

فمصر ـ الوادي ـ تستلهمُ النهوض من شهادة البطل عمر المختار وها قد نهضت مصر قبل ليبيا فردت الجميل للرمز والمثال وأوفت بما وعدت.
ثالثاً / البحرين وعُمان
أترك أمرَ الثورة في كل من مملكة البحرين وسلطنة عُمان لغيري من الكتّاب والمهتمين بشؤون الثورات في العالم العربي ممن لهم باعٌ طويلٌ واهتمامات خاصة بهذين البلدين وهم لا شكَّ أكثر مني قدرة على الخوض واستيفاء الشأن حقه المطلوب .

الشعب يريد إسقاط النظام الطائفي/ جورج قرم


تمرّ أمامي هذه الأيام الثورية المجيدة في أنحاء مختلفة من الوطن العربي وأنا أتساءل بشيء من القلق، أين الجماهير اللبنانية التي يمكن أن ترفع شعار التحرر من جميع أنواع الظلم والقهر السياسي والاجتماعي والاقتصادي التي تعاني منها، ذلك انني لا ألمس إمكانية نزول الشباب اللبنانيين مجتمعين متحدين للمطالبة بإسقاط النظام الطائفي. هذا المارد الشمولي التوتاليتاري الذي يسجنهم خلف أسوار العنصرية الطائفية البشعة، وهي التي يتمترس وراءها زعماء هذا البلد منذ قرنين. والتاريخ اللبناني حافل بالثورات الشعبية الاجتماعية التي انحرفت نحو التقاتل المذهبي والطائفي والديني، مما سمح لزعماء الطوائف وعائلاتهم بأن يؤبدوا سيطرتهم المطلقة على مقدرات البلاد. وعلى خلاف تونس او مصر او أي بلد عربي آخر فهل يمكن ان نطالب بإسقاط ديكتاتور واحد في التركيبة الطائفية التي تحكم بلدنا؟ وهل يمكن أن نطالب بترحيل كل أمراء الطوائف في ظل وجود عصبيات عشائرية زبائنية مذهبية الطابع تضرب جذورها في أعماق المجتمع عبر شبكات واسعة من المؤسسات الخيرية وغير الخيرية وعلاقات إقليمية ودولية مكثفة شرقاً وغرباً؟
بالتأكيد يبدو مثل هذا المطلب ضرباً من الخيال، ومع ذلك هل نبقى مكتوفي الأيدي لا نستلهم من تجارب تونس ومصر لبناء مستقبل مختلف تماماً عن ماضينا التعيس، حيث حفل تاريخنا قبل الاستقلال وبعده بالفتن الطائفية الفتّاكة وعمليات السلب والنهب لخيرات ومقدرات بلدنا تحت شعارات برّاقة مثل «الإعمار» أو «تلازم المسارين اللبناني والسوري» أو «لبنان أولاً» أو أيضاً «العودة الى الدولة» ؟ هل سيبقى العنصر الشاب اللبناني في سجون المذهبية العنصرية الحائلة دون اللقاء الجامع من أجل التغيير، بحيث لا خيار له إلا خيار الهجرة او التكيّف مع أوضاع الفساد المستشري في البلد والزبائنية والطائفية بحثاً عن فرصة عمل أو مساعدة خيرية الطابع للحصول على الخدمات الطبية والتربوية؟
أظن أن ما قدّمه لبنان من شهداء من اجل الوطن ـ سواء في الفتن الداخلية الفتّاكة، أم في تحرير الأرض من الاحتلال الصهيوني ومقارعة جيش العدو مقارعة فعّالة وناجحة، ومنعه من العودة الى احتلال جنوب البلاد ـ يبرهن بما لا لبس فيه على روح التضحية للعنصر الشاب اللبناني، ولو اختلفت الدوافع او تناقضت في كثير من الأحيان. والحقيقة أن شبكات المال والإفساد قد أتت تشلّ قدرات الطبقة الوسطى اللبنانية على الانتفاضة السلمية والديموقراطية الطابع على غرار ما نشهده في كل من تونس ومصر، حيث الشعارات تؤكد على الرغبة الجارفة لدى تلك الفئات في تأمين كرامة المواطن تجاه كل أنواع الظلم السياسي والاجتماعي والاقتصادي، متجاوزاً كل الحدود الاجتماعية والمناطقية والخوف من أجهزة القمع المحلية.
ومن مفارقات الوضع اللبناني المفجعة أن الشباب المنتفض في كل من تونس ومصر وغيرها من الاقطار العربية، ربما استلهم من التجربة اللبنانية والتضحيات بالأرواح لدحر الاحتلال الصهيوني ومنعه عام 2006 من العودة الى لبنان أو كسر إرادة المقاومة وجمهورها، بينما في لبنان يبقى اللبنانيون أسيري السجون الطائفية المختلفة والخوف الدفين من تركها وهدمها.
فيا ترى ماذا يمكن أن يكون الهدف الجامع في لبنان الذي يوّحد العنصر الشاب من كل الفئات والمذاهب إلاّ شعار سقوط النظام الطائفي لتحرير الإنسان اللبناني من هذا الخوف الديني والمذهبي البغيض من الآخر؛ هذا الخوف الذي يشلّ كل القدرات بحــيث باتت أية تظـاهرة ضدّ غلاء المعيشة يُنظر اليها على انها تـحدّ طائفي محــفوف بمخاطر انفــجار فتنة فتّاكة جــديدة. والغريب في الأمر أن النخبة السياسية المثقفة قد أجمعت على ضــرورة إقامة الدولة المدنية، ولكن هذا الشــعار لم يُترجم يوماً بأية خطوة تجاه تحقيقه؛ بل نحن أبعد ما نكون عن الحالة المدنية التي تحّول رعايا الطوائف والمذاهب الى مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات، يناضلون سوياً لتحقيق مجتمع العدالة والتنمية التي يستفيد منها جميع أبناء لبنان من دون تفريق أو تمييز مناطقي أو قطاعي أو اجتماعي.
لذلك لا بدّ من رفع شعار سقوط النظام الطائفي لتحرير الإنسان اللبناني من أغلاله، فالطائفية لن تزول من النفوس طالما المؤسسات السياسية والثقافية والتربوية والإعلامية تعمل ليلاً ونهاراً لتعميقها في ذهنية اللبنانيين خدمة لزعماء الطوائف، وفي كثير من الأحيان خدمة للقوى الإقليمية والدولية التي تتصارع في الساحة اللبنانية. فمتى يتفق العنصر الشاب اللبناني على مثل هذا الخيار، غير عابئ بمناخ العنصريات والنرجسيات المذهبية والطائفية القاتلة التي أفشلت كل محاولات الإصلاح منذ عهد فؤاد شهاب؛ وكيف يُمكن القضاء على تلك النرجسيات المجنونة من دون رفع شعار سقوط النظام الطائفي الذي هو مصدر شقائنا والذي لا بدّ من التجمّع ضدّه للقضاء عليه والدخول في العصر الإصلاحي الذي نتوق اليه، بدءاً من قانون انتخابي عصري يتمثل فيه جميع الحساسيات السياسية اللبنانية وانتهاءً بتجنيد كل الطاقات الاقتصادية المهدورة من بشرية وطبيعية في بلادنا، من أجل تحقيق نهضة إنتاجية توفّر فرص العمل للعنصر الشاب في كل المناطق اللبنانية من دون استثناء. أما مكافحة الفساد فستبقى شعاراً جميلاً غير قابل للتطبيق في ظل وجود الحمايات الطائفية المتوفرة للفاسدين والمفسدين.
فهيّا بنا الى اعتماد ونشر شعار إسقاط النظام الطائفي.

فشلت 14 آذار في الحكم، فهل تنجح في المعارضة؟/ الياس بجاني


براحة ضمير يمكن القول إن جماعات 14 آذار من السياسيين والأحزاب والطرواديين سرقت ثورة الأرز المجيدة من الناس بالاحتيال، والتردد، وازدواجية المواقف، ومن خلال عقلية تغليب المصالح الشخصية على الوطنية والأخلاقية والإيمانية، وعن طريق الغباء السياسي، والعهر المقاوماتي، والتذاكي الابليسي، والتلون المعيب في التحالفات، واللعب الرخيص على رزم التناقضات المحلية والإقليمية.

عملت 14 آذار بغباء موصوف على تسخير ثورة الأرز في خدمة مصالح حزبية وشخصية وكيدية وإقليمية، ففشلت وخيبت آمال الناس فأعادت الاحتلال السوري إلى حكم لبنان عن طريق حكومة حزب الله التي يحاول حالياً تشكيلها نجيب ميقاتي الذي باع الوطن وأهله مقابل عشق السلطة والنفوذ.

أخطاء وخطايا 14 آذار أكثر من أن تحصى، من أهمها:

تمسكها الكاذب بزجلية وعقم ودجل "المقاومة" وعدم تسمية حزب الله باسمه الذي هو "جيش الاحتلال الإيراني والإرهابي والمذهبي في لبنان". كان من المفترض أن تتعامل معه على هذا الأساس بوضوح ومسؤولية وجرأه دون مساومات ونفاق وتقية وذمية، وفشلت لأنها لم تفعل.

الاستمرار اللفظي باجترار "شماعة" شعار العداء لإسرائيل والنفخ الشعوبي الذمي في مقولتي: "لبنان آخر دولة يوقع اتفاق سلام معها" و "كلنا موحدون ضدها"، وبالتالي ساهمت في جريمة إبقاء لبنان ساحة حروب كاذبة لتجار التحرير والمقاومة من أصوليين وإرهابيين ومهووسين وتجار دم، ومرتعاً لإرهاب دولتي محور الشر، سوريا وإيران، ومتنفساً لمشاريعهما التخريبية والتوسعية والمذهبية.

إشراك حزب الله الغبي في الحلف الرباعي وإدخاله في كل الحكومات التي تشكلت بعد الانسحاب السوري من لبنان في عام 2005، وتشريع سلاحه ودويلته والإبقاء على خطوطه العسكرية غير الشرعية عبر المطار والمرفأ والحدود السورية.

السكوت عن السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وعدم إيجاد حل جذري له عملاً ببنود القرارات الدولية واتفاقية الطائف.

السكوت المطبق على استمرار وجود المعسكرات السورية في الناعمة وقوسايا وحلوة والسلطان يعقوب، وعدم المطالبة أقله بإلغاء غرفة العمليات العسكرية المشتركة بينها (سوري) وبين حزب الله والجيش اللبناني.

عدم الوضوح في تحديد أسس العلاقة الندية مع سوريا وضبط الحدود معها بواسطة قوات دولية، وهي التي تقف وراء كل كوارث ومصائب لبنان.

عدم إلغاء المجلس السوري اللبناني الأعلى.

التبرؤ الجحودي والذمي من القرار الدولي 1559 والخجل والخوف من المطالبة بتنفيذ كل بنوده، خصوصًا تلك التي تتناول السلاح غير الشرعي، وكافة الميليشيات بما فيها حزب الله، والدويلات، والحدود مع سوريا واتفاقية الهدنة مع إسرائيل.

تبرئة الرئيس سعد الحريري للحكم السوري المستغربة والمجانية من أوزار جريمة اغتيال والده وزياراته الخمس الفاشلة لعاصمتها.

انتخاب المهرج نبيه بري رئيساً لمجلس النواب، وعدم إسقاط اميل لحود وانتخاب رئيس وطني وحر بديلاً عنه يوم كانت الظروف المحلية والدولية والإقليمية مؤاتية.

عدم القبول بأن يأتي القرار الدولي 1701 تحت البند السابع، وعدم محاكمة قادة حزب الله في جريمة التسبب بحرب 2006.

السماح بتعطيل دور الجيش وتهميشه كلياً بعد مسرحية مظاهرات مار مخايل الإيرانية - السورية وترك حزب الله يهيمن بالكامل على مخابرات هذا الجيش وعلى محكمته العسكرية، وعدم مواجهته في غزوة 7 أيار 2008 عن طريق طلب تدخل قوات دولية ومن ثم الذهاب إلى الدوحة والقبول بالهزيمة والاستسلام وإعطاء حزب الله الثلث المعطل.

التعاون الانتخابي مع بطل تحويل جبل عين داره إلى سهل، التاجر الجشع نقولا فتوش في زحلة، كما التعاون مع ودائع سوريا في طرابلس احمد كرامي ونجيب ميقاتي ومحمد الصفدي على حساب مصطفى علوش ومصباح الأحدب، وغباء التحالف مع فريد هيكل الخازن وفارس بويز في كسروان، وصبيانية تركيب قائمة جبيل الانتخابية.

تحويل الأمانة العامة إلى نادٍ خاص مغلق مُنع من الدخول إليه جميع قادة أبناء الطائفة الشيعة الوطنيون والمعارضون لمفهوم ولاية الفقيه ولسيطرة إيران على لبنان ولكذبة مقاومة حزب الله، مثل السياسي المعروف أحمد الأسعد والمفتي علي الأمين والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون وغيرهم الكثير، وأيضاً عدم التعاون الجدي مع القيادات الشجاعة والوطنية التي رفضت البقاء مع ميشال عون الساقط في تجارب إبليس عقب قبوله الذل وانتقاله المعيب إلى القاطع السوري – الإيراني ورفض إدخال أي من هذه القيادات إلى الأمانة.

نعم براحة ضمير كلي نقول إن 14 آذار فشلت فشلاً ذريعاً في ممارسة الحكم ولم تحترم الوكالة التي منحها إياها الشعب من خلال ثورة الأرز وفي انتخابات 2005 و 2009 ونقضت بوقاحة وغباء وأنانية وعودها كافة وتخلت عن كل شعاراتها التي في مقدمها شعار رفض تشريع سلاح حزب الله ووعدا بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بواسطة قواها الذاتية وإنهاء الدويلات وتنفيذ القرارات الدولية 1559 و1701، إضافة إلى اتفاقية الطائف.

اليوم انتقلت 14 آذار ب 60 نائباً مرغمةً وليس بطولةً أو ترفعاً إلى المعارضة بنتيجة سوء ممارساتها وصبيانية مراهناتها وارتهانها لقرار الخارج الإقليمي واتكالها الكلي عليه دون القيام بما هو مطلوب منها، وها هي تعود إلى خطاب الشعارات والوعود إياها وبنفس الأشخاص والعقلية والثقافة، فهل ستنجح وتتعلم من أخطائها وخطاياها وتتحرر من خوفها التعاون مع الأقوياء وليس الضعفاء من القيادات والسياسيين والمناضلين الأحرار؟ أم أنها سوف تستمر باجترار شعارات وطرح وعود وتفشل في المعارضة كما فشلت في الحكم؟

يستغرب البعض استمرار المرتد ميشال عون في المحافظة على مستوى مرتفع من الشعبية، ولكن كما يقول المثل: "إن عُرِّف السبب بِطُل العجب"، والسبب أصلاً في بقاء عون على الساحة السياسة هو تعاسة وبؤس البدائل، فهل من يسمع ويتعظ؟

نتمنى من القلب أن تنجح 14 آذار في المعارضة وألا تفشل كما فشلت في الحكم، غير "أن فاقد الشيء لا يعطيه"، كما إن "الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" و"عند الامتحان يكرم المرء أو يهان"، وإن غداً لناظره قريب.

أمريكا تقود سيناريو الخراب .. ونقول إحذروا غضب الرب/ مجدى نجيب وهبة


** علىّ أن أرفع القبعة للرئيس الأمريكى على فوزه الساحق بتحالفه الشديد مع الإسلاميين وتخريب ثورة شعب مصر العظيمة والتى إنطلقت يوم 25 يناير للمطالبة بالإصلاح والتغيير والعدالة .. علينا أن نرفع القبعة لأوباما الحانوتى لنجاحه فى تفعيل سيناريو الفوضى والذى أدى إلى الإنفلات الأمنى وإنتشار البلطجية والتحريض على سقوط كيان الدولة والذى تحول إلى هدف متداول فى الشارع المصرى ، فالإصرار على التمرد لا يمكن أن يكون من فعل ثوار الحرية .. لا يمكن أن تكون الفوضى والهمجية التى تسيطر على الشارع المصرى الأن من صنع ثورة الشباب التى إنطلقت وهى ترفع شعارات ومطالب وطنية خالصة إتفق عليها غالبية الشعب المصرى الذى شارك ودعم الثورة حتى تحققت جميعها وعلى رأسها رحيل الرئيس مبارك .. نعم بات هناك قوى غامضة مريبة تحركها سياسات دول لا تريد السلام لشعب مصر ولا تريد له الأمان أو الإستقرار وإنما تهدف إلى جعله على سطح صفيح ساخن حتى يتم شوائه ويسهل إلتهامه والأن تعلن الفوضى عن نفسها وتفرض زعامتها فى مناخ معبأ ومشحون بروح الضغينة والتشفى والدسائس ..
** عمال يقتحمون مكتب العضو المنتدب لأحد مصانع النسيج ويوسعونه ضربا حتى الموت .. بلطجية يحتلون قسم الرمد فى مستشفى القصر العينى ويهددون الأطباء .. بلطجية يقتحمون مستشفى الدمرداش ويجبرون أحد الأطباء على الخروج معهم لإجراء جراحة عاجلة لمصاب .. أمناء شرطة يحرقون وزارة الداخلية .. غوغاء يدخلون الشقق الخالية ويسكنونها .. بناء سرطانى على أراضى زراعية .. فوضى مرورية والسير عكس الإتجاه .. إحتكاك بين سائق ميكروباص وضابط شرطة وتعرض الضابط للإهانة مما دفعه لإستعمال سلاحه وإصابة السائق .. تجمع المئات على الضابط وأوسعوه ضربا وحرقوا سيارته ونقل إلى المستشفى بين الحياة والموت .. سيناريو بشع لا علاقة له بثورة 25 يناير ، سيناريو من الفوضى أخرج الديدان والطحالب والعفونة من أحشاء العشوائيات وأوكار البلطجية وغرز المخدرات ، فمن حرقوا المحلات وإقتحموا المنازل وسرقوا ونهبوا وروعوا الأمنين هؤلاء نجدهم يرتدون لباس الفروسية ويدعون البطولات الزائفة .. بل رأينا بعضهم على القنوات التليفزيونية يجاهرون بالغباء والبطولة فى الوقت الذى ظهر فيه الإعلام المضلل والمخرب للتشفى فى النظام والوطن والأمثلة عديدة ، فوجدنا محمود سعد الذى ركب الموجة ونصب نفسه زعيما حنجوريا وتناسى هذا المخادع أنه يتقاضى 8 مليون جنيه سنويا من الإعلام المصرى ومن النظام الذى يطعن فيه ويسبه ويشاركه فى الإعلام الهدام والمتشفى سيدة الهدم فى الإعلام المصرى منى الشاذلى والمتحول عمرو الليثى .. هذا بخلاف عديد من الفنانين والفنانات والكتاب الذى يعفى قلمى عن ذكر أسمائهم .. وأين التافهين والمهمشين وهم ينصبون أنفسهم زعماء حنجوريين ، وصارت الأكاذيب هى مجموعة من الحقائق عندما يصدقها الناس ...
** لقد رأينا وشاهدنا أسفل وأحط قناتين إخباريتين هما "القناة الداعرة والعاهرة" أى "الجزيرة القطرية وقناة العربية" يبثوا سمومهم من دولة قطر الإسرائيلية وهم ينفخون فى النار ويحرضون الغرب على التدخل فى الشئون الإقليمية لبعض الدول العربية .. رأينا شيوخ الإرهاب والتطرف والغباء الفكرى يعتلون المنابر وسط تصفيق من جماعة الإخوان وغيبة من الأمن المترنح والنظام الذى لملم أشلاءه .. رأينا أحد شيوخ التطرف وهو يوءم المصلين بميدان التحرير ويطالب الجيش المصرى بفتح المعابر أمام مواطنى غزة وحركة حماس ... نعم ها هو سيناريو الفوضى الذى سعى إليه أوباما لتحقيق الحلم الأمريكى بمنطقة الشرق الأوسط الجديد ..
** نعم أصبحت مصر فى حالة فوضى على حدودنا الغربية والجنوبية .. هناك الأحداث تشتعل فى ليبيا وتونس وأيام معدودة ستشتعل فى المغرب والجزائر كما إشتعلت قبل ذلك فى السودان والتى أدت إلى إنفصال الجنوب عن الشمال .. علينا أن نعلم أن حدودنا الشرقية المشتعلة أصلا بإسرائيل والصراع الفلسطينى يزداد إشتعالا عبر اليمن والإدارة الأمريكية تطعن فى شرعية الرئيس الفلسطينى للضغط عليه وإسقاطه وتوتر داخل لبنان لتنجرف فى منحنيات خطيرة ، وهناك العراق الضائعة وسوريا ماضية فى غيها وقهرها لمواطنيها وإيران تقمع المظاهرات داخلها وتتحرك على حدودنا ، ولا ننسى الدور على الخليج الذى يبدأ بالبحرين ، ثم يتحول إلى السعودية ، وقد فطن الملك فهد بن عبد العزيز لهذه اللعبة ، مما جعله يضخ 37 مليار دولار لزيادة الرواتب والإسهام فى عملية التنمية داخل المملكة ، ومع ذلك فهناك تلميحات قد تحدث فى السعودية قريبا وسيناريو معد للتظاهر بميدان البطحة بالرياض وبناء الخيام ورفع الشعارات التى تطالب بالإصلاح ثم إقالة الحكومة ثم وقف العنف ومحاكمة المسئولين ثم إسقاط النظام .. شعارات أخرجتها الإدارة الأمريكية ونقلتها الشمطاء هيلارى كلينتون وحتى نكشف فضائح المؤامرة الدنيشة التى تتزعمها الإدارة الأمريكية وبعض الأنظمة الغربية ضد الكيان المصرى ..
** ففى جريدة الأهرام بتاريخ 25 فبراير خبر بعنوان "هيلارى كلينتون : فى حوار مع الشباب المصرى عبر الإنترنت .. أمريكا لا تعارض وصول الإخوان للسلطة شريطة نبذ العنف والإلتزام بالديمقراطية" ونفت هذه الشمطاء العجوز أى علاقة بين الولايات المتحدة وشباب ثورة 25 يناير فى أى مرحلة من مراحل الثورة ، ثم أعقبه خبر مثير للسخرية بجريدة أخبار اليوم 26 فبراير 2011 "أوباما : لا علاقة لأمريكا بموجات الثورة فى العالم العربى حيث أكد الرئيس الأمريكى أوباما أن ما يحدث فى المنطقة العربية تغيير تقوده الشعوب ولا علاقة لأمريكا به" .. وحتى نفضح أكاذيب هذا المهرج ننشر ما أصدرته صحيفة "جلاسكو هيرالد" الأسكتلندية مؤخرا بعنوان "أمريكا تخطط لإحتلال مصر عام 2015" والتفاصيل كالأتى :
** كشفت صحيفة «جلاسكو هيرالد» الأسكتلندية في تقرير لأحد الباحثين المهتمين بشئون الشرق الأوسط ومصر والعرب عن خطة بعيدة المدي نسجت خيوطها داخل وكالة الاستخبارات الأمريكية «CIA» ووزارة الدفاع الأمريكية - البنتاجون - تهدف إلي حصار مصر ثم التهامها عسكريًا. قال الباحث إن الولايات المتحدة بدأت تنفيذ المخطط منذ ثلاث سنوات من خلال سعيها لاحتلال إقليم دارفور غرب السودان دوليًا وعسكريًا من خلال نشر قوات أمريكية بريطانية مدعومة بقوات من الأمم المتحدة حليفة لواشنطن مشيراً إلي أن هذا المخطط يستهدف تحويل إقليم دارفور إلي قاعدة عسكرية أمريكية تنتشر بها صواريخ بعيدة ومتوسطة المدي موجهة ناحية مصر ودول الشمال الأفريقي ومنطقة الخليج وإيران
** وأن الولايات المتحدة تهدف من ضغوطها الحالية علي المجتمع الدولي وخاصة الدول الحليفة لها مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا لتكثيف الضغوط علي الحكومة السودانية لنشر قوات دولية بالإقليم، علي أن يتم لاحقًا نشر قوات تتخذ من الإقليم قاعدة عسكرية. ويهدف المخطط الأمريكي أيضا عبر إثارة الفوضي في مناطق الحكم الذاتي في فلسطين والضغط علي محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، حتي يعلن أنه بحاجة لنشر قوات دولية بقطاع غزة الموازي للحدود المصرية بهدف حماية السلطة الشرعية من حركة حماس، بقاعدة عسكرية جديدة لتطويق الدولة المصرية التي يعتبرها الأمريكيون الدولة العربية التي يجب الحذر منها تحسبًا لأي طارئ يحدث في العلاقات المصرية الأمريكية أو المصرية الإسرائيلية.
** أكد تقرير الصحيفة أن الولايات المتحدة حددت سبع سنوات لتنفيذ مخططها ينتهي عام 2015 مشيراً إلي أن واشنطن تسعي منذ فترة إلي افتعال أزمات سياسية ودينية وعرقية داخل مصر مما يؤدي إلي انقسام الشعب المصري ويجعل النظام عرضة لانتقاد المجتمع الدولي وفرض عقوبات عليه، ومن ثم التمهيد لاحتلالها عسكرياً بعد التدخل في شئونها الداخلية من خلال بعض الطوائف أو منظمات المجتمع المدني أو الشخصيات المثيرة للجدل التي تعمل علي تفكيك المجتمع المصري وفقا لخطة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية في ذلك الوقت لفرض الديمقراطية علي الطريقة الأمريكية عن طريق الفوضي الخلاقة.
** وكشف التقرير أن أمريكا أعدت بالفعل مخطط التقسيم وتعمل علي تنفيذه منذ فترة بإثارة الفتن بين المسلمين والمسيحيين في مصر وتشجيع المسيحيين علي تصعيد حملتهم وهجومهم علي النظام المصري في الداخل والخارج بل وتشجيعهم علي المطالبة بتكوين دولة مسيحية جنوب وغرب مصر حتي وإن نفي المسيحيون ذلك فلقد نشرت المواقع الأمريكية خرائط تؤكد هذا التقسيم وتكشف دور أقباط المهجر ومنظمات المجتمع المدني في تنفيذ تلك المؤامرة الخطيرة .
** ويري كاتب المقال أن القومية الخالصة يمكن أن تجد مبررا لتغيير الحدود لتشكيل كيان سياسي مستقل لها بما يؤدي لتفتيت كل دولة حالية لعدة دويلات علي أسس عرقية أو طائفية أو إثنية ولهذا أعدت الأجهزة الأمريكية الخرائط علي أساس الواقع الديموجرافي للدين والقومية والمذهبية ويري الكاتب أنه لكي تتم إعادة ما أسماه بتصحيح الحدود الدولية فإن ذلك يتطلب توافقا لإرادات الشعوب ولأن هذا من الصعب تحقيقه فلابد من سفك الدماء للوصول إلي هذه الغاية.
** ما هي تفاصيل خريطة الدم التي تحدد معالم الشرق الأوسط الجديد ونصيب مصر منها..؟؟ يتم تجميع الفلسطينيين في كيان مستقل واليهود في كيان آخر حيث ستنشأ دولة جديدة تضم الأردن القديم وأراضي من السعودية وربما من فلسطين المحتلة تضم كل فلسطينيي الداخل وفلسطينيي الشتات وتسمي الأردن الكبير ويستولي الكيان الصهيوني علي باقي أراضي فلسطين، أما غزة فسيتم ضم أجزاء كبيرة إليها من سيناء قد تصل إلي نصف سيناء. وأن عدداً من الدول العربية ستقع ضمن هذا المخطط الجديد باقتطاع أجزاء منها بالإضافة إلي دول إسلامية منها إيران وتركيا وباكستان وأفغانستان وغيرها علي أن تكون هذه الكيانات الجديدة بالطبع موالية للغرب ولأمريكا.
وبالنسبة إلي السودان فقد بدأت الخطة مبكرا حيث تم فصل الجنوب عن الشمال ويتم العمل حاليا علي فصل الشرق عن باقي السودان لتنشأ بالتالي ثلاث دويلات تتحكم فيها أمريكا.. ففي الجنوب دولة مسيحية تدين بالولاء للغرب عقيدة واستراتيجية ويمكنها التأثير علي المياه التي تصل إلي شمال السودان ومصر، وأما شرق السودان فالمؤشرات تؤكد أنه بحيرة من البترول ولا يمكن للغرب أن يتركه في أيدي حكومات تناصب الغرب العداء وتعمل علي تنشيط علاقاتها مع الصين وروسيا.
لقد بدأت الإدارة الأمريكية الترويج لهذا المخطط الجديد منذ حرب أكتوبر عام 1973علي أقل تقدير وإن كان البعض يرجع هذا المخطط إلي الأربعينيات حيث كانت أمريكا قد بدأت في الظهور كقوة عظمي علي الساحة الدولية بينما كانت الدول الاستعمارية الأوروبية تضعف وتنسحب من مستعمراتها في أفريقيا وأسيا وبدأت تنفيذه فعليًا في العراق بالاتفاق مع إيران وأفغانستان وباكستان وبمساعدة إسرائيل.
يتضح أن الهدف من الخطة الأمريكية هو حل القضية الفلسطينية علي حساب الدول المجاورة ودون المساس بإسرائيل وضمان ولاء الدول الجديدة لأمريكا وضمان ولاء الدول التي سيتم استقطاع أجزاء من الدول المجاورة إليها لأمريكا واسرائيل معا. وبذلك تضمن الإدارة الأمريكية والإسرائيلية شرق أوسط جديدا يحقق الأهداف الأمريكية والإسرائيلية في السيطرة علي موارد وثروات المنطقة وتضمن في نفس الوقت وصول الإمدادات البترولية والغاز إليها دون تهديدات أو مخاوف من قطعه كما حدث في حرب أكتوبر وضمان الأمن والأمان للكيان الصهيوني بعد عملية الفك وإعادة التركيب للدول المحيطة بها.
الدول المستهدفة بالتقسيم والاستقطاع هي إيران، تركيا، العراق، السعودية، وباكستان، وسوريا، والإمارات، ودول ستوسع لأغراض سياسية بحتة اليمن والأردن، وأفغانستان.
والدول الجديدة التي ستنشأ.. من تقسيم العراق تنشأ ثلاث دويلات (كردستان وسنيستان وشيعستان) دولة كردستان الكبري) وستشتمل علي كردستان العراق وبضمنها طبعا كركوك النفطية وأجزاء من الموصل وخانقين وديالي وأجزاء من تركيا وإيران، وسوريا، وأرمينيا، وأذربيجان، وستكون أكثر دولة موالية للغرب ولأمريكا.
دولة شيعستان وستشمل جنوب العراق والجزء الشرقي من السعودية والأجزاء الجنوبية الغربية من إيران (الأهواز) وستكون بشكل حزام يحيط بالخليج العربي. دولة سنيستان، ستنشأ علي ما تبقي من أرض العراق وربما تدمج مع سوريا. وخلق دولة بلوشستان الجديدة التي ستقطع أراضيها من الجزء الجنوبي الغربي لباكستان والجزء الجنوبي الشرقي من إيران.
إيران ستفقد أجزاء منها لصالح الدولة الكردية وأجزاء منها لصالح دولة شيعية عربية وأجزاء لصالح أذربيجان الموحدة، وستحصل علي أجزاء من أفغانستان الملاصقة لها لتكون دولة فارسية. أفغانستان ستفقد جزءا من أراضيها الغربية إلي بلاد فارس وستحصل علي أجزاء من باكستان وستعاد إليها منطقة القبائل. السعودية ستعاني أكبر قدر من التقسيم كباكستان وستقسم السعودية إلي دولتين ،دولة دينية (الدولة الإسلامية المقدسة) علي غرار الفاتيكان، تشمل كل المواقع الدينية المهمة لمسلمي العالم، ودولة سياسية (السعودية) وسيقتطع منها أجزاء لتمنح إلي دول أخري اليمن والأردن
ستنشأ دولة جديدة علي الأردن القديم بعد أن تقطع أراضي لها من السعودية وربما من فلسطين المحتلة لتشمل كل فلسطيني الداخل وفلسطيني الشتات -الأردن الكبير..اليمن سيتم توسعته من اقتطاع أجزاء من جنوب السعودية وتبقي الكويت وعمان بدون تغيير.
** لماذا يتم عرض هذه الخارطة الآن؟.. ماهو الغرض بعرضها بموقع عسكري أمريكي رسمي؟ هكذا رسمت خريطة المنطقة، معتمدة علي حجم انتشار التناقضات الاجتماعية والدينية والمذهبية والثقافية والقبلية علي الأرض
** نعم هذا هو المخطط الأمريكى لذا فإننى أوجه ندائى إلى جميع المواطنين الشرفاء بالإبتعاد عن ميدان التحرير ودعونا مما يردده الغرب للكذب على شباب 25 يناير لأن أغراضهم الدنيشة ليست الشباب وإنما تدمير الوطن .
** هذا ما نشرته صحيفة جلاسكو هيرالد وهو ما يدعونا بالعودة لأحداث الجريمة البشعة الطائفية لكنيسة القديسين وإختيار ليلة رأس السنة لأحداث طائفية بعدها وقبلها وقد حدثت حادثة أخرى بشعة وهى حادث قطار سمالوط وأحداث العمرانية وإعتداء الشرطة على الأقباط والأحداث الإرهابية التى بليت بها مصر فى اوائل سبتمبر 1997 " سقوط 40 قتيل فى المنيا .. سقوط 15 مواطن مسيحى من شباب كنيسة مارجرجس فى أبو قرقاص .. سقوط 3 قتلى فى قرية الروضة التابعة لمحافظة المنيا بعد أن رفضوا الجزية .. هدم وحرق الكنائس .. سقوط 22 قتيل فى أحداث الكشح الثانية .. سرقة محلات الأقباط ثم حرقها .. حادث الزيتون الإرهابى " .. كل هذه الأحداث ولم تعترض الإدارة الأمريكية ولم تتفوه بكلمة واحدة ، كانت النغمة تصدر دائما من مصر بعدم السماح بالتدخل الأجنبى فى الشئون المصرية ... دعونا نتذكر أنه لم يدين مجرم أو إرهابى واحد على هذه الجرائم الطائفية والتى حولت مصر منذ عهد السادات إلى مصر ستان الإسلامية ... ألا يعتبر كل هذه الأحداث الإجرامية هى نفس السيناريو الذى نشرته صحيفة جلاسكو هيرالد ..
** ورغم ذلك ستظل مصر عظيمة بشعبها ولن تتحول مصر إلى عراق أخر كما يسعى المخربون لذلك .. على الذين يتوهمون أن أمريكا تدعم الحرية والديمقراطية للشعوب فى العالم أن يصحوا من غيبوبتهم وأن يزيلوا الغشاوة التى ملأت أعينهم ، فأمريكا ليس لها هدف إلا البحث عن تخريب وتدمير الشعوب لتحقيق مأربها وأغراضها الدنيئة فى السطو على ثروات الشعوب ... حماك الله يا أرض مصر من كل غربان وخفافيش الظلام .

كوريا الجنوبية تلغي أسلوب "العصا لمن عصى"/ د. عبدالله المدني

حتى وقت قريب جدا كانت كوريا الجنوبية إحدى الدول الآسيوية القليلة التي تطبق العقاب البدني في مدارسها ومعاهدها ما قبل الجامعية. فاليابان مثلا منعت رسميا العقاب الجسدي في كافة مدارسها إبتداء من عام 1947 ، وإن كانت المعلومات تفيد بإستمرار تطبيقه في بعض المدارس كنتيجة لإعتقاد ما لا يقل عن 60 بالمئة من المعلمين اليابانيين بضرورته من أجل تخريج أجيال مطيعة وملتزمة ومهذبة. والصين منعته نظريا منذ إنتصار ثورتها الشيوعية في عام 1949 ، على الرغم من وجود مصادر تؤكد بإستمراريته في مدارس الأقاليم النائية. وهذا ينطبق أيضا على تايوان التي منعت حكومتها العقاب البدني في مختلف المدارس إبتداء من عام 2006 . والفلبين منعته في كافة مدارسها العامة والخاصة تحت طائلة معاقبة المعلمين المتورطين فيه.
أما في ماليزيا، فإننا نجد بعض الإختلاف. فمدارس هذه الدولة المسلمة تطبق العقاب البدني، ضد طلبة العلم الذكور الذين غالبا ما يتلقون الجلد بعصا من الخيزران فوق ظهورهم، فيما تتلقى الطالبات عقوبة الضرب على باطن كفوفهن بالوسيلة ذاتها، علما أن قانون معاقبة الطالبات جسديا جاء متأخرا ومن بعد جدل طويل في الأوساط التربوية والدينية.
وتبدو حالة سنغافورة، بطبيعة الحال، مختلفة تماما. حيث شرعت حكومتها منذ إستقلال البلاد في الخمسينات عملية العقاب البدني الصارم ضد الطلبة الذكور في مختلف المراحل الدراسية ما قبل الجامعية، بل وأكدت على تطبيقه أمام مرأى من جميع طلبة المدرسة وبيد مدير المدرسة، بمعنى عدم تطبيق العقوبة داخل صف الطالب المعني على يد المعلم، لكنها من جهة ثانية فرضت ست ضربات كحد أقصى للعقوبة، على أن يستعمل فيها عصا من الخيزران الصلب الموجع، وأن يكون الضرب على باطن القدمين.
وإذا ما عدنا إلى حالة كوريا الجنوبية التي كانت مدارسها إلى وقت قريب تطبق العقوبات البدنية بصرامة وقسوة ضد الطلبة والطالبات على حد سواء، ويستخدم معلميها ومعلماتها في ذلك أدوات مختلفة مثل الخيزران الصلب، وعصي البليارد، ومضارب رياضة الهوكي، والصفع على الوجه، تحت دواعي فرض الطاعة العمياء، والسلوك المهذب، ومنع الثرثرة في الصفوف، وأداء الواجبات المدرسية بإتقان وحرص، وإعداد خريجين مؤهلين تأهيلا مناسبا لخوض مجالات العمل أو التعليم العالي أو بناء الأسرة السعيدة، فإن القرار الذي صدر مؤخرا بحظر العملية برمتها أثار جدلا واسعا في المجتمع ما بين مؤيد للخطوة ومعارض لها، علما بأن قرارا مماثلا إتخذ في عام 1998 لكنه لم يكتب له النجاح بسبب شكاوي المدرسين من عدم قدرتهم على السيطرة على صفوف مكتظة بالطلبة (تضم الصفوف في كوريا الجنوبية 35.3 تلميذ كمعدل عام).
المعارضون إستنكروا القرار، قائلين أن هناك ضرورة ملحة للإبقاء على العقاب البدني لمواجهة ما إعتبروه حالة متزايدة من اللإنضباط واللاإلتزام في أوساط الدارسين، خصوصا وأن إنفتاح البلاد السياسي وما جرى فيها من إصلاحات ديمقراطية في العقدين الأخيرين، من بعد عقود طويلة من الممارسات القمعية للحكومات العسكرية التي توارثت السلطة ما بين ستينات وثمانينات القرن العشرين، وما أتت به العولمة من وسائل لهو وسلوكيات دخيلة على العادات والتقاليد المحلية، أغرت دارسين كثر على التمرد وعدم إحترام المعلم أو عدم إطاعته لجهة متطلبات بدء اليوم الدراسي الذي عادة ما تبدأ في كوريا بطابور الصباح فالتمارين الرياضية المتعبة (مثل الركض لمسافات طويلة، والسير حول الملعب بوضعية القرفصاء، والإنبطاح على الأرض مع محاولة الإرتفاع عنها عدة مرات بالإستناد على أطراف اليدين والقدمين).
ومما قاله هؤلاء أن وسائل العقاب الأخرى المطبقة في الدول الأوروبية مثل إستدعاء أولياء الأمور، أو أسلوب الخصم من درجات أعمال السنة، أو تحميل الدارسين واجبات منزلية إضافية، أو إرسالهم إلى صفوف خاصة "للتفكير"، أو التشهير بهم، أو حرمانهم من الفسحة المدرسية، لم تعد مجدية، وأثبتت التجربة فشلها في كوريا، فيما أثبت الضرب بعصا يبلغ سمكه سنتيمترا واحدا، وطوله نصف متر، نجاحات مدهشة في ردع الطلبة المشاغبين وذوي السلوكيات الناشزة، خصوصا حينما تجري العملية علانية وعلى مرأى من أفراد المجتمع.
والغريب في الأمر هو ظهور نسبة كبيرة تتجاوز ألـ 50 بالمئة من الطلبة ضمن من أيدوا إستمرار العقاب البدني، قائلين أن هذا النوع من العقاب "قد يشعرننا ببعض الإهانة، لكنه في الوقت نفسه ينبهنا إلى تقصيرنا في حق أنفسنا ومجتمعنا ووطننا"، ومضيفين أن "النهضة التي تعيشها كوريا الجنوبية اليوم لم تكن لتتحقق لولا الجدية والإلتزام والطاعة ونبذ التسيب والكسل والفوضى والتمرد على التقاليد المتوارثة، وكلها أمور تولدت بفضل الخوف من العقاب البدني".
والنسبة المذكورة متقاربة إلى حد ما مع ما أفصحت عنه دراسة ميدانية أجريت في عام 2003. في تلك الدراسة أفاد نحو 70 بالمئة ممن أستطلعت آراؤهم من طلبة وطالبات المدارس الإعدادية والثانوية أن تطبيق العقوبات البدنيه لها مبرراتها المفهومة والمتسقة مع التقاليد الكورية القديمة، لكنهم شددوا على ضرورة تطبيقها في الحالات القصوى فقط.
أما المؤيدون لخطوة الحكومة الكورية فقد إستندوا في تأييدهم إلى النظريات التقليدية المعروفة والقائلة بأن العقاب الجسدي له تأثير سلبي على مدارك الطالب ومواهبه وقدراته، وبما يقتل فيه روح الإبداع، ويحول دون تنمية شخصيته وإطلاق مواهبه، بل وينمي في داخله الإحساس بالخوف، والشعور بالمهانة، والرغبة في التمرد أو الإنتقام بأساليب عنيفة، فضلا عن دفعه دفعا نحو كراهية التحصيل العلمي، أو التسرب من المدرسة قبل نيل مؤهلات يستطيع بها شق طريقه في الحياة، مضيفين – كرد على من يحبذون إستمرار العقوبات البدنية – أن المعلم الذي يعتقد أنه بالضرب يستطيع القضاء على سلوكيات الطلبة المعوجة، إنما هو كالطبيب الذي يفرح بمسكنات المرض بينما حالة مريضه تتدهور.
ونختتم بمعلومة ربما كانت خافية على البعض هي أن فرنسا كانت السباقة عالميا إلى سن تشريعات في عام 1886 تحرم بموجبها على المعلمين تطبيق العقوبات البدنية ضد طلبتهم، بل كانت الأولى أيضا لجهة تقديم مقترحات بديلة مثل التوبيخ اللفظي، والخصم من الدرجات، وإجبار الطالب على الوقوف طويلا في الفصل.
د. عبدالله المدني
* باحث ومحاضر أكاديمي في الشئون الآسيوية من البحرين
تاريخ المادة: فبراير 2011
الإيميل:elmadani@batelco.com.bh

الشعب يريد إسقاط النظام الطائفي/ شوقي مسلماني

يزعم الطوائفيّون، المنكوب بهم لبنان، أن نظامهم الذي يقسم الشعب في حظائر "ثابت ومستقرّ" ولن تهزّه أعاصير التغيير في العالم العربي، متناسين في آن أنّ شبيبة لبنانيّة بدأت تلوّح بشعار "الشعب يريد إسقاط النظام الطائفي".
وحول هذا الشعار تظهر ملاحظات تتلمّس الطريق، وعلى هامش هذه الملاحظات أرسل لي المفكِّر والأديب اللبناني فوّاز طرابلسي بالبريد الألكتروني رسالة يقول فيها حرفيّاً: "العزيز شوقي، ولماذا إسقاط النظام الطائفي فقط؟ سائر أوجهه الاقتصادية والاجتماعية لا تستحق الاسقاط؟. إنّ الأهم من الشعارات هو بناء قوة عابرة للطوائف تحمل هكذا مهمة نحو التحقيق".
وأجبته، وبريده متسائل مرّة من موقع العارف، ومجيب من موقع العارف أيضاً مرّة ثانية، بما سيلي. وليس القصد من التعميم إلاّ تسليط بعض ضوء على مستجد يصنعه شباب وشابات لبنانيّون عديدهم إلى تزايد، وهم جادّون:
"الحبيب فوّاز
أكثر من يصيب بهذه الرؤية هو أنت
النظام الطائفي هو كلٌّ بأوجهه الإقتصاديّة والإجتماعيّة .. إلخ
لكن إذا استطعنا أن نقرّب قسماً من الطرف الآخر منّا ألا يكون عملنا إنجاز يستحق التأمّل كثيراً؟
اليوم أرسلت للصديق الشاعر لقمان الديركي أقول:
"الحبيب لقمان
الطموح أبعد من "إسقاط النظام الطائفي"
لكنّه شعار عابر للطبقات والطوائف
قد تجد رجل دين يرحّب بهذا الشعار
وقد تجد إبن طبقة "برجوازيّة" سئم هذا التخلّف في لبنان يتعاطف
وبالتالي هو شعار يجمع عوض هذه التفرقة المقيته
بعد ذلك، أي ما بعد هذه الخطوة، يكون لكلّ حادث حديث"
بالحرف، وقد نسخته لكي أؤكّد أنّ شعار "إسقاط النظام الطائفي" عن حقّ يجمع، ولا أشير هنا إلى تجربتي الخاصّة فقط إنّما أشير إلى تجربة أصدقاء من "طوائف" و" طبقات" مختلفة
وإليك أيّها الغالي ما أجبت به صديقي الشاعر شربل بعيني:
"الحبيب شربل
دعهم في ثقل دمهم يغرقون
القاعدة هي أن تعمل ما يرضي ضميرك بغضّ النظر عمّن يصيب ضميرك الحي بنقائه وسخائه
وقولهم أنّ زعيماً في طائفة دعا إلى إسقاط النظام الطائفي فأرجو أن تضحك شهراً من دون انقطاع
"سقوط النظام الطائفي" يعني إسقاط أرباب الطائفيّة في لبنان جميعاً مرّة وإلى الأبد"
وبالحرف: "إسقاط أرباب الطائفيّة" في لبنان
هل يستطيع هذا الشعار الذي لا يلحظ ركام النظام الطائفي في الإقتصاد والإجتماع أن يُسقط أرباب الطائفيّة في لبنان؟
هل يمكن أن نتخيّل عظمة هذا الشعار إذا حقّاً يُسقط أرباب الطائفيّة؟
وقولك أيّها الغالي أن "الأهم من الشعارات هو بناء قوّة عابرة للطوائف تحمل هكذا مهمّة نحو التحقيق" فهو الصواب أيضاً وأيضاً
وإليك أيّها الحبيب رسالتي إلى الصديق عون جابر الذي أنجز أخيراً دراسة في غياب المكان في أدب الرابطة والعصبة الأمريكيتين:
"الغالي عون
لا تشكو لي همّك مع الكومبيوتر فأنا فيه "جبّور في المدينة"
وفيما يخصّ مطلقي شعار "إسقاط النظام الطائفي" من الشبيبة اللبنانيّة فليس لي تواصل معهم وآمل أن أجد سبيلاً إليهم
الأهم هو أنّهم رفعوا الصوت ويحق أن يسمعهم أحد"
بالحرف كذلك مؤكّداً: "الأهم هو أنّهم رفعوا الصوت ويحق أن يسمعهم أحد"
أنا من الذين سمعوا
هل لديهم "قوّة عابرة"؟ نصف قوّة؟ ربع؟ واحد على ألف؟ لا أعلم، إنّما أعلم أنّ لديهم عود كبريت يريدون أن يشعلوه بغابة يابسة
قد تقول أن الغابة "تبدو خضراء نديّة" فماذا عود الكبريت؟
أقول: ألا يخدع النظر؟
هيلاري كلينتون رأت أن نظام مبارك قوي ومستقرّ وليس كنظام بن علي!
وماذا تبيّن؟ أن لا نظام مبارك قوي ومستقرّ، ولا مبارك صمد أكثر من بن علي. الأوّل صمد 18 يوماً، الثاني 24 يوماً
قد تقول أنّها كانت تعلم أن نظام مبارك أكثر هشاشة من نظام بن علي وهي راوغت دعماً لنظام مبارك فلا يلقى مصير نظام بن علي، ولا بأس، ولكن ألم يكن الأجدر بالقوى الفاعلة على الأرض ضدّ "المباركيّة ـ تحالف المال والسلطة والأمن" أن تمسك باللحظة التاريخيّة "الثوريّة"؟ لحقوا بها بعد أربعة أيّام كاملة!. من أمسك بها؟ ... "عيال إنترنت" سخر منهم جمال مبارك عندما سأله أحدهم عمّا يقول في شباب "فايس بوك". ابتسم وقال هازئاً للحضور الذي ضحك من سخف شباب فايس بوك "تجاوبوه إيه ده"؟!. أرجو أن تشاهد الفيديو في "يو تيوب"
قد يكون الشباب الذين يطلقون شعار إسقاط النظام الطائفي يحلمون ولكن ألا يستحقّون أن نحلم حلمهم مرّة؟
بعد تونس والجزائر ممكن القول أن أحلام الشباب تتحقّق.
محبّة دائماً".

الولايات المتحدة وديمقراطيتها نحو العرب/ سامي الأخرس

لا أخشى لومة لائم إن عبرت أن العديد من الهواجس والوجائس الجمة التي تغزو داخلي مما تمارسه الولايات المتحدة حالياً في ليبيا، رغم اتفاقي قلباً وقالباً مع ثوار ليبيا وأحرارها ضد الاضطهاد، والفساد، والإذلال الممارس من نظام القذافي. ولكن هذا الإتفاق لا ينفي هذه الهواجس المريبة من سياسة الولايات المتحدة صاحبة الفعل المأساوي في تدعيم وترسيخ أنظمة الدكتاتوريات في منطقتنا العربية والشرق أوسطية، لتتناغم مع قاعدتها الأساسية الممثلة في الكيان الصهيوني، والحفاظ على سلامته ووجودة وبقائه، ويتمدد في واقعنا العربي والإسلامي.
إن تجييش الولايات المتحدة لكل قوى حقوق الإنسان، ومحكمة الجنايات الدولية، والمؤسسات الدولية والإنسانية، مدعومة بالغرب ضد ما يسمى الجرائم التي يرتكبها معمر القذافي ضد الثوار تأتي في نفس السياق الذي قامت به الولايات المتحدة بتجييش هذه القوى ضد العراق سابقاً مع اختلاف الحالتين.
اضف لذلك حالة الإستثوار المفاجئة للعديد من قوى المعارضة الليبية وبعض الشخصيات المحسوبة على النظام الليبي، وهو ما يثير سؤال هام وملح هل يتم تجهيز مالكي ليبي آخر؟ على غرار مالكي العراق الذي أغرق العراق في أتون الطائفية والفساد، والشرذمة، وحول العراق من بلد متقدم متطور إلى بلد من بلدان العالم الثالث المتخلفة والمنهارة، اجتماعياً وبنائياً ومؤسساتياً لتتحول ليبيا لخرابة على غرار العراق، تنهب خيراتها النفطية، ويصبح شعبها حاملاً لخيمة اللجوء مثل العراقيين.
ليبيا تتشابه مع الحالة العراقية في العديد من الأوجه أهمها على السواء الثروة النفطية الغنية التي تتمتع بها ليبيا، وكذلك الأهمية الجغرافية الاستراتيجية لليبيا، وهو ما يمثل أهمية خاصة في السياسة الأمريكية، وأهدافها في المنطقة وهو ما يعيد نفس المشهد العراقي بصياغة وسيناريو آخر، يتم قيادته بشكل غير مباشر خلافاً للسيناريو العراقي الذي تم قيادته بشكل مباشر.
إن ما يحدث في ليبيا معركة قاسية ومريبة طرفاها خصمان لديهما حساباتهما الخاصة، الطرف الأول العقيد معمر القذافي الذي وجد نفسه هابطاً من على صهوة العظمة والغرور التي إمتطاها منذ ما يقارب الأربعون عام ونيف، نصب خلالها نفسه ملكاً وزعيماً لنصف العالم وقراته، فأصابه جنون العظمة وغرورها وهو ما تجلى وإتضح من تخبطه الخطابية، وتخبطه الأهوج في تصرفاته التي خط نهايتها حتماً بالموت. لإدراكه الذي تسلل لذهنه بأن هناك قوى تحارب ضده، وليس قوى الشعب الثائرة بل قوى خارجية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي استطاعت شراء وحسم حاشية القذافي كما فعلت مع صدام حسين الذي أُسقط بنفس الوضعية، وخيانة المقربين له سواء في الجيش أو الشخصيات المقربة، مما دفع القذافي لإرتكاب حماقات سياسية وعسكرية جمة ضد ابناء شعبه، سواء من التهديد والوعيد أو القمع بالقوة غير المبررة، وهو ما تم استدراجه إليه لتبدا الولايات المتحدة غشهار سيف الديمقراطية الجميل للشعب الليبي كما فعلت مع الشعب العراقي الذي غرق في ديمقراطية الولايات المتحدة، مع تغطية إعلامية ترويجية تسويقية للأهداف الغربية- الأمريكية.
فالخشية هنا ليس على النظام الليبي فهو نظام قد سقط فعلاً، ولم يعد له آمال في البقاء والاستمرار، بل الخشية على ليبيا الأرض والشعب، فنحن اليوم نقف أمام نموذج عراقي آخر تتضح معالمه يوماً تلو يوم، بممارسات على الأرض وما إعلان وزير العدل المستقيل عن تشكيل حكومة في بنغازي ما هو سوى أول الفصول في الرواية الليبية، فنفس المشهد الذي رأيناه في بغداد والعراق قبيل إحتلاله نشاهده اليوم في ليبيا التي تترنح تحت مذبح الصمود في وحدتها واستقرارها المتكامل.
وما يؤكد ذلك الديمقراطية الأمريكية التي تقفز وتظهر لنا بأمور تتعلق بالعرب ووحدتهم الجغرافية، في حين تصمت وتبتلع لسانها أمام مذابح إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وضد غزة وابنائها يومياً، وهو ما يوحي بأنها ديمقراطية التفتيت والتدمير للدول العربية صاحبة الثروات النفطية، وذات الأهمية الجغرافية في الموقع. ولكن هذه الحالة لا يتحمل وزرها سوى الشعوب العربية التي لا تستطيع الحفاظ على مكتسباتها وثرواتها بل تنجر خلف القوى المستنسخة وطنياً بمعامل الفعل الاستعماري رغم إدراكها لهذه الحقيقة.

الفيتو الأمريكي والعدوان الإسرائيلي/ سري القدوة


استخدمت الولايات المتحدة الفيتو 82 مرة ضد مشاريع قرارات تطرحها دول المنظمة الدولية 43 منها اعتراضاً على مشاريع قرارات تدين إسرائيل.

وصوتت الولايات المتحدة ضد 10 قرارات تنتقد جنوب أفريقيا ، وثمانية بشأن ناميبيا ، وسبعة بشأن نيكاراغوا ، وخمسة بشأن فيتنام ، ولم تستخدم أي من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الفيتو لمنع صدور قرارات تدين إسرائيل باستثناء أمريكا.

وقد استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض 'الفيتو' ضد مشروع القرار العربي الفلسطيني الذي يندد بالاستيطان خلال عرضه على مجلس الأمن الدولي مؤخرا ، وتعد هذه الخطوة الأمريكية غير 'مبررة'، وتصب في اتجاه تشجيع المحتل الإسرائيلي على انتهاك قرارات الأمم المتحدة والقوانين الدولية، التي تعتبر الاستيطان والأعمال أحادية الجانب غير مشروعة.

إن استخدام الفيتو يظهر مدى الإجحاف الذي تمارسه الولايات المتحدة، بحق القضية الفلسطينية، فواشنطن تتحدث عن بذل مساع جادة لإحلال السلام، فيما توفر غطاءً سياسيا يمكن إسرائيل من مواصلة سياساتها العدوانية في الأراضي الفلسطينية بهذا الشكل الفاضح .

وفي ظل غياب الموقف العربي والتواطؤ الدولي وعدم قدرة الجامعة العربية على تحديد موقفها منح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مزيداً من المناورة والكذب والخداع للاستفادة من الوقت والاستمرار في التملص من استحقاقات عملية السلام..

لم يكن بوسع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته إلا الاستمرار في سياسة القتل ومصادرة الأراضي وتضليل الرأي العام العالمي وتوجيه الاتهامات للشعب الفلسطيني وتصويره بأنه شعب إرهابي يمارس الإرهاب لأن حكومة بنيامين نتنياهو جاءت على قاعدة أساسية ترفض اتفاقيات السلام وجاءت لتمزيق أي معاهدات موقعة مع السلطة الوطنية الفلسطينية وبالتالي سيستمر بنيامين نتنياهو في مناوراته وليس بالغريب أن يغير مواقفه في اليوم الواحد إلى أكثر من ثلاث مرات فهذا هو بنيامين نتنياهو يفاوض الأمريكيين علي الاستمرار بالاستيطان تارة ووقف الاستيطان تارة أخري وكأن أمريكا في عهد اوباما أصبحت وصية علي الشعب الفلسطيني .. متنكراً للحقوق الفلسطينية ومتناسياً أن عنوان الشعب الفلسطيني ومرجعيته السياسية وقيادته التاريخية والمخولة في التفاوض واستمرار عملية السلام هو عنوان واضح ومعروف للجميع حيث يتابع الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية كل مستجدات عملية السلام .

أن استخدام الفيتو الامريكي بشأن مشروع القرار الذي يدين الاستيطان الإسرائيلي سيعرقل محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية وأن المستوطنات غير شرعية وفق القانون الدولي، وتعد بمثابة عائق أمام إحلال السلام وتمثل تهديدا لحل الدولتين.

ان قرار الفيتو الأمريكي يعد قرار ' تعسفي ' بحق الشعب الفلسطيني وأنه يكشف حقيقة الدور الأمريكي المعطل لحالة الإجماع الدولي على عدم مشروعية الاستيطان والمستنكرة لوجوده، ويكشف حقيقة الدعم الأمريكي الواضح لكل ما يرتكبه الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

وأن الموقف الأمريكي يشجع إسرائيل على الاستمرار بالاستيطان وازدراء القرارات الدولية، ويتناقض مع التعهدات والوعود الأميركية التي تطلق تصريحات ضد الاستيطان وتعد بحل الدولتين.

واليوم ومع تصعيد سياسة الاستيطان والاستمرار في اعتقال المزيد من ابناء الشعب الفلسطيني ومصادرة الأراضي والاستفادة من حالة الانقسام الفلسطيني الواقعة في الضفة وغزة وممارسة التنكيل بالشعب الفلسطيني بكل صورة وفرض الاحتلال بالقوة بات واضحا بان المطلوب من الفصائل الفلسطينية إنهاء الانقسام والعمل علي إيجاد صيغة سياسية تظهر أبناء الشعب الفلسطيني بصورة قوية في المحافل الدولية المختلفة.

وبات المطلوب أيضا من السلطة الفلسطينية مراجعة جادة وشاملة لنهجها وسياساتها والمراجعة الشاملة لمسيرة السلام والسياسات والإفرازات والالتزامات السياسية والقانونية والاقتصادية والأمنية التي قامت على أساسها السلطة الفلسطينية.

ان مسيرة الشعب الفلسطيني تميزت بالتضحية الفلسطينية العظيمة والتي قدمت خلالها مئات الشهداء وآلاف الجرحى والأسرى والمعوقين، وبالصمود الأسطوري الذي أكد تمسّك أبناء الشعب الفلسطيني بحقهم ووطنهم وأرضهم ومقدساتهم.

كما إن نضال الشعب الفلسطيني تميز بالعدد الكبير من الشهداء والقادة الذين ارتقوا إلى العلا وهم على ثباتهم وصمودهم.. لم يتنازلوا ولم يتهاونوا.. ضربوا المثال والنموذج .. وأناروا بدمائهم طريق النصر والحرية والعودة والتحرير ..

إن مسيرة النضال الوطني الفلسطيني تمثّل إنجازاً سياسياً وشعبياً وعسكرياً فلسطينياً يستحق التوقف أمام محطاته في ظل استمرار تضحيات شعبنا وتعاظم عطاءه تستمر حملة الإبادة التي تمارسها حكومة الاحتلال وجيشها ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والتي يصر قائد الإرهاب الدولي المنظم نتنياهو على استمرارها رغم أنف المجتمع الدولي، وبتغطية أمريكية منظمة ..

في ظل ذلك يعيش أبناء شعبنا الفلسطيني بالمخيمات الفلسطينية في أماكن الشتات بلبنان وسوريا والأردن وضعا مأساويا صعبا , تلك المناطق التي تشكل أعلى كثافة سكانية في العالم على حافة كارثة إنسانية مخيفة , حياة قاسية وواقع يثير الألم والفزع يتحمله الشعب الفلسطيني الصامد الذي يئن من وطأة الاحتلال الإسرائيلي وممارساته القمعية والذي فاقت جرائمه كل الممارسات النازية , هذا الواقع الذي يتجاهله مجلس الأمن الدولي في ظل دعم أمريكي مطلق لإسرائيل وحمايتها والذي يفترض بمجلس الأمن الدولي أنه يعبر عن إرادة المجتمع ومن مهامه ردع المعتدين ورفع المعاناة عن المقهورين.

وبسبب حملة الإبادة وسياسة الأرض المحرقة التي ينفذها نتنياهو وحكومته ارتفاع وتيرة العدوانية الإسرائيلية ودمويتها، سواء تجاه المواطنين الفلسطينيين أو الأرض الفلسطينية، يهدف إلى جر المنطقة إلى دوامة جديدة من العنف وسفك الدماء، تعيد فيها إسرائيل خلط الأوراق للتملص من الضغوط والعزلة الدولية الآخذة بالازدياد على سياسات إسرائيل التي تمثل خطرًا مباشرًا على الاستقرار والأمن في المنطقة.

أن المكانة والتعاطف الدوليين المتصاعدين اللذين يحظى بهما كفاح الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال لا يمكن إيقافهما أو العودة بهما إلى الوراء، وإن الدولة الفلسطينية المستقلة وكاملة السيادة قادمة بعزم شعبنا وتضحياته مهما تعاظمت العدوانية الإسرائيلية ودمويتها.

إن حكومة نتينياهو وقيادة أركان الاحتلال يدركون تماماً بأن السبب الأساسي لاحتدام الصراع هو الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية واستمرار هذا الاحتلال يؤدي بالدرجة الأولى إلى استمرار النضال الفلسطيني ولا يمكن مهادنة هذا الاحتلال على حساب الدم الفلسطيني أو تجاوز الاحتلال على أنه خلاف عابر أو وجهات نظر.

إن الاحتلال هو المشكلة الكبرى وهذا العدوان على الشعب الفلسطيني هو الأساس ولا يمكن لمن كان أن يحاول القفز عن القيادة الشرعية ونضال الشعب الفلسطيني للنيل من صمود الإنسان الفلسطيني وإرادته وعزيمته وإثناؤه عن المطالبة بحقوقه لتقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة..

إن نيتنياهو بات في مأزق حقيقي بعد إصدار الفيتو الامريكي فهو يعيش في حصار كامل ولا يمتلك أي محاولات لمزيد من المناورة والكذب للاستمرار في تضليل الرأي العام والمحاولة للنيل من الحقوق الفلسطينية المشروعة ..

إن الصراع لا يمكن أن ينتهي بأي حال من الأحوال في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي واحتلال الأرض الفلسطينية واغتصاب ومصادرة الأراضي ولا يمكن للاحتلال أن يستمر في ظل عدوانه الظالم على شعبنا حيث هذا التطاول الواضح على الحقوق الفلسطينية , ولا يمكن لأي من كان أن يحاول تمرير مشروع تصفوي استسلامي يهدف إلى إفراغ القضية الفلسطينية من محتواها الوطني.

إن نتينياهو وأجهزة مخابراته يتناسون أن شعبنا وقيادته التاريخية لن يتخلوا عن الحق الفلسطيني المعترف به من الشرعية الدولية ولا يمكن لهذا الشعب أن ينسى حقوقه ونضالاته على مدار الزمن وعلى نيتنياهو أن يتوجه إلى رام الله بدلاً من استمرار مخادعة العالم والتوجه إلى عناوين يرفضها الشعب الفلسطيني والاستمرار في تلفيق الحجج الواهية والأكاذيب التي من شأنها فقط أن تؤجل ساعة الحسم ولكنها لن تستطيع أن تحسم الأمور لصالح نهجه العدواني القبيح .

رئيس تحرير جريدة الصباح



القادة عندما يكذبون ويخرفون/ د. مصطفى يوسف اللداوي


إنها جريمةٌ كبرى، وخيانةٌ عظمى، عندما يخون القادة أماناتهم، ويفرطون في الحقوق التي يؤتمنون عليها، ويخدعون شعوبهم، ويستخفون بعقولهم، ويفترون ويكذبون عليهم، ويشوهون صورتهم، ويصورونهم بغير حقيقتهم، حفاظاً على مناصبهم، وحرصاً على بقاءهم، مهما كلف البقاء من دمٍ وتضحيات، يستقوون بالغريب على شعوبهم، ويعطونه كل سلاحٍ فتاك ليدمر بلادهم، ويدفعون له من قوت شعبهم وحقه ليقتلوه ويخضعوه، فالمهم أن يبقوا هم، ولو كان ذلك دون شعوبهم، ودون أرضهم، وبغير الأهداف التي جاؤوا لأجلها، وادعو أنهم موجودين لتحقيقها، فغايتهم البقاء، وهدفهم الحكم والوجود، أما شعوبهم فإن عليهم أن يقبلوا بقدر بقاءهم، بل عليهم أن يفخروا بوجودهم، ويتمسكوا بهم، فهم الذين يجلبون المجد لأمتهم، ويصنعون النصر لشعوبهم، هم الفخر والمجد والعلا، هم الذين رفعوا رأس أمتهم عزةً وكرامة، ورسموا بصدقهم وإخلاصهم صورةً لأمتهم عظيمة، تعشقها الأمم، وتتمنى أن تكون مثلها الدول والشعوب، فبهم نتيه ونفخر، وبهم نرفع رؤوسنا ونشمخ، هم قادتنا أولو العزم وأصحاب الهمم، فلهم المجد والعلا في الأرض وفي السماء.

لما كان مطلوباً من الشعوب أن تفخر بحكامها، وأن تتغنى بأمجادهم وبطولاتهم، وأن ترفع صورهم في الشوراع والطرقات، وأن تتصدر المكاتب والمؤسسات والمدارس والوزارات، وأن تهتف لهم في الساحات والميادين والمسيرات والمظاهرات، وأن تصغي لهم السمع عندما يتحدثون ويخطبون، وأن تصفق لهم فيما يعجب وفيما لا يروق لهم، وأن تكتب عنهم في الصحف والمجلات، وتشيد ببطولاتهم، وتمجد إنجازاتهم، وتعظم أعمالهم، وأن تكون صورهم حاضرة على الشاشات في كل البيوت والمنتديات، فيصاب المشاهدون بالرعشة والرجفة خوفاً وطمعاً، فإن على القادة والحكام بدورهم أن يعتزوا بشعوبهم، وأن يفخروا بهم، وأن يرفعوا رؤوسهم تيهاً وإعجاباً بقدرات شعوبهم، وبتميزهم وتفردهم وتطورهم وتحضرهم، وأن يصدقوهم القول، وألا يخدعوهم إذا وعدوهم، وألا ينقلبوا عليهم إذا تمكنوا منهم، وألا ينتقموا منهم في الخفاء إذا جن الليل، فيعتقلون خيرتهم، ويعذبون أنشطهم، ويحاسبون مفكرهم، ويهددونهم في أهلهم وأسرهم، ويشيعون عنهم كل عيب، ويلصقون بهم كل نقيصة، ويتهمونهم في عقلهم، ويشككون في قدراتهم، ويطالبون بالحجر عليهم، لأنهم صبية وصغار لا عقل لهم، وهناك من يعبث بهم، فيستخدمهم ويؤجرهم ويوظفهم، لغاياتٍ وأهدافٍ ترسم لهم، وتطلب منهم، وإنما عليهم أن يفوا بالعهود، وأن ينفذوا الوعود، وأن يسهروا على راجة مواطنيهم، وأن يبذلوا كل جهدٍ ممكن حتى يشبع جائعهم، ويأمن خائفهم، ويعود غائبهم، ويشفى مريضهم، ويكسى عاريهم، وينام من لا بيت له، ويعود الحق إلى المظلوم، ويأخذ الحق من الظالم، وينصر الضعيف، ويسود العدل والانصاف والمساواة.

والقادة أياً كانوا، ملوكاً أو حكاماً، رؤساء أو أمراء، أمناء عامين أو مسؤولين، قادة دول أو مسؤولي قوىً وأحزاب، فكلهم سواء، هم الذين ارتضينا أن يكونوا قادة لنا، ومسؤولين عن أمننا وحقوقنا وأمانينا، فلا يخونون هذه الأمة، ولا يفرطون في الأمانة التي يحملون، وليعلموا جميعاً أن الرائد لا يكذب أهله، فليس من المروءة والشهامة أن يكذب القادة، وأن يفتروا على شعوبهم، وأن يفرطوا في الأمانة التي يحملون، فالشعوب التي ارتضت أن تقدمهم قادةً لها، ومسؤولين عنها، أصبحوا اليوم أقدر على محاسبتها ومراقبتها، وأصبح لديهم من العزم والقوة، ومن الجرأة والشجاعة، لا أن يجهروا بعالي الصوت، منتقدين أداءهم، رافضين سياستهم، بل إنهم اليوم كالموج الهادر، قادرين على الخروج، وتجاوز الحدود، والثورة على الظالمين والكاذبين والمخادعين، ولديهم القدرة على إعادة رسم الصورة، وتغير الكادر والإطار، وتسمية القادة والحكام، فالشعوب أصبحت هادرة، وهي ليست كجلمود صخرٍ يسقط من علياءٍ ويصمت، بل هي شلالٌ هادرٌ دفاقٌ متصل، من علٍ يسقط، يجرف من طريقه كل عقبةٍ وصخرة، ويزيل كل حائلٍ وحاجزٍ وسد، فلا توقفه قوة، ولا تمنعه سلطة، وإنما يهدئُ من روعه، ويلجم من ثورته الصدق والعدل والوفاء والإلتزام بقيم أمتهم وشعوبهم.

أيها القائمون على أمور أمتنا، الساعون على شأننا، قادةً وحكاماً، ملوكاً ورؤساءاً، أمناء عامين ومسؤولين، إعلموا أن الرائد لا يكذب أهله، ولا يخون عشيرته، ولا يشعر بعار الانتماء لهم، والانتساب إليهم، وإنما يفخر بهم كما يشرفون به، وكونوا على يقين أنه إن كان الكذب ينجي، فإن الصدق أنجى، فحبل الكذب والخداع والتضليل مهما طال فسيبقى قصيراً، ومآله إلى نهايةٍ وانقطاع، وحكم صاحبه إلى ضياعٍ وزوال، أما الصدق فإنه أنجى وأقوى وأسلم، وطريقه سويٌ، مستقمٌ وموصول، لا يخذل صاحبه، ولا يغدر بقائله، يقود العاملين به إلى بر الأمان، ويحفظ حكمهم، ويديم ذكرهم، ويبقي ملكهم، ويحميهم من كل كيدٍ ومؤامرة، أقوياء ما صدقوا شعبهم، أعزاء ما أوفوا بوعودهم له.

مازال في الوقت متسعٌ كبير، ومازالت الأمة تثق وتأمل، وتنتظر وتراقب، فمن كان به خيرٌ فليلحق وليستدرك بعضاً مما فاته، فالأمة لا تهوى الثورة، ولا تعشق الإنقلابات، ولا تسعى للخراب والفساد، ولا تحب أن تبيت في الساحات والميادين بعيداً عن أسرهم وأولادهم، ولا تتمنى تبديد ثروة بلادها، وخراب مؤسساتها، بل إن جل همها هو الإصلاح السياسي والحريات العامة، وضمان حقوق الإنسان، وعدالة توزيع الثروات والناتج القومي، وتكريس العدل والأمن والسلم المدني والاجتماعي، وصدق العمل لقضايا أمتنا القومية، وعلى رأسها القدس وفلسطين، وإلا فإن صبر الشعوب قد نفذ، وبوابة التغيير لديه قد أصبحت معروفة، وطريقه إلى الساحات والميادين أصبحت سالكة، وخبرة شبابه حاضرة، وحكمة شيوخه جاهزة، وقدراته المكنونة كبيرة، ورصيده من القهر والظلم والحرمان كبير، والنار في قلبه تضطرم، وعلها شرارةٌ واحدة تنطلق فتتقد ناراً عظيمة، وتهب ثورةً عارمة في كل مكان، وساعتها سيكون من الصعب الاستدراك، ولن يكون هناك متسعٌ من الوقت للاصلاح، وسيتعذر القفز من السفينة، لأنها ستكون قد غرقت بمن فيها، بعد أن يكون قد خرج منها كل الذين ظن الحكام أنهم معهم، جندٌ ومناصرون، مقاتلون وفدائيون، ولكنهم سيكونون أول الراحلين، وأول المنادين بضرورة التنحي والرحيل، بعد أن فات وقت الإصلاح والتغيير.

التغيير لن يكون سهلاً.. والنتائج لن تكون سريعة/ صبحي غندور

تساؤلات عديدة ترافق الآن حركات التغيير والثورات الحاصلة في المنطقة العربية. فصحيح أنّ هذه الحركات الشعبية الساعية للتغيير هي كلّها نابعةٌ من إرادات وطنية محلية، وهادفةٌ إلى تحقيق إصلاحات دستورية واقتصادية واجتماعية تحتاجها فعلاً بلدان هذه الثورات، لكن ما هو غير واضح حتّى الآن مدى التغييرات التي ستحدث في هذه المجتمعات، وهل ستقتصر على تغيير في الأشخاص وصيغ الحكم أم ستشمل التحالفات والسياسات الخارجية، ثمّ ما صورة البديل المنشود عن الحكم المرفوض!.

أيضاً، من القضايا المثيرة للانتباه الآن عدم وجود وضوح في هويّة القوى التي تقوم بعمليات التغيير وقيادة الثورات الشعبية. فالثورات هي جسر وممر، وليست مستقرّاً للشعوب. هي وسيلة انتقال من ضفّة لأخرى، والناس جميعاً يعرفون الضفّة السائدة أو التي يُثار عليها لكن ما زالت ملامح الضفة الأخرى، رغم الحديث عن لونها الديمقراطي المنشود، غامضة.

فمن المسائل التي ترتبط في مرحلة ما بعد الثورات، تبرز قضية السياسة الخارجية كمحور هام لأيِّ بلدٍ عربي، إذ يتوجّب على المتغيرات الجارية في المنطقة العربية أن تتعامل مع الصراع العربي/الصهيوني وتفرّعاته التي فرضت مثلاً التطبيع مع إسرائيل على دول بعيدة عن أرض الصراع كموريتانيا وبعض دول الخليج العربي. وفي هذا الصراع أيضاً جوانب ثقافية واقتصادية إضافةً إلى وجود محاور إقليمية تفرض نفسها حتماً على أي بلد عربي يعيش الآن حالة ثورة وتغيير داخلي.

المسألة الديمقراطية على أهمّيتها غير منعزلة أيضأ عن الموقف من محاولات الهيمنة الأجنبية على بلدان المنطقة وثرواتها، وعمَّا هو موجود من قواعد عسكرية أجنبية ومن صراعات دولية وإقليمية على أرض العرب.

كذلك، نجد من المسائل الغامضة الآن بعد التحوّلات الكبرى التي تشهدها المنطقة، قضية العلاقات العربية/العربية، وما يرتبط بصيغ التعاون العربي المنشود، والذي به تصون الأوطان العربية نفسها من التدخّلات الخارجية. فالتأكيد على الهويّة العربية لأوطان المنطقة وشعوبها هو سياج أمنٍ خارجي كما هو أيضاً حاجةٌ داخلية ترتبط بوحدة المصالح وبأهمّية التكامل بين بلدان المنطقة.

وستطمئنّ الأمَّة العربية لكلِّ تغيير يحدث الآن فيها إذا كانت سماته المشتركة هي الديمقراطية والتحرّر الوطني والهويّة العربية. فلا ينفصل نجاح واحدة من هذه السمات عن الحاجة للنجاح أيضاً في السمات الأخرى.

التغيير الشامل والكامل لن يكون سهلاً في أيِّ بلدٍ عربي، لكن من المهمّ أن يكون شاملاً للأشخاص وصيغ الحكم والسياسات، وأن يكون كاملاً في كلِّ مجال فلا يكتفي بأشكال التغيير بل يكون محقّقاً فعلاً لما تطمح اليه الشعوب من عدل سياسي واجتماعي، ومن ضمانات لحرّية الوطن والمواطن معاً، ومن بناء دستوري يحقّق المشاركة الشعبية في الحكم ويساوي بين جميع المواطنين ويصون وحدة الأرض والشعب.

إنّ المنطقة العربية تشهد الآن ظاهرة "الثورات الديمقراطية" بمعزل عن أيّة قضية أخرى، حتّى بمعزل عن حرّية بعض الأوطان من الهيمنة الأجنبية.

ومن الطبيعي أن يتحرّك الشارع العربي للمطالبة بأوضاع أفضل ومن أجل حقّ المشاركة الفعّالة في الحياة العامّة، لكن المشكلة أنّ بعض الحركات السياسية المشاركة في الثورات الشعبية تحتاج هي نفسها إلى آفاق فكرية واضحة المعالم، وإلى أطر تنظيمية سليمة البناء، وإلى قيادات مخلصة للأهداف..

أيضاً، فإنّ الواقع العربي الراهن تختلط فيه مفاهيم كثيرة لم تُحسَم بعدُ فكرياً أو سياسياً. وهذه المفاهيم هي أساس مهم في الحركة والتنظيم والأساليب، كما هي في الأفكار والغايات والأهداف. فما هو الموقف من التعدّدية بمختلف أنواعها داخل المجتمع، وما هو الفاصل بين المقاومة المشروعة وبين الإرهاب المرفوض، وما هي العلاقة بين حرّية الوطن وبين حرّية المواطنين؟ وكيف يمكن الجمع بين الديمقراطية وبين الحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي في كلّ بلد؟ وهل طريق الديمقراطية يمرّ في تجزئة الكيانات؟ ثمّ ما هي آفاق هذا التغيير المنشود من حيث العلاقة مع إسرائيل، وهل ستكون "الشرق أوسطية" هي الإطار الجامع لدول المنطقة مستقبلاً أم ستكون هناك خطوات جدّية نحو تكامل عربي شامل يعزّز الهويّة العربية المشتركة ويأخذ بالنموذج الاتحادي الأوروبي كصيغة مستقبلية للعلاقة بين الدول العربية؟

طبعاً، هو إنجاز كبير حدث ويحدث حتّى الآن في أكثر من بلد عربي. فإيقاف حال الانهيار والانحطاط والفساد السياسي والتحكّم بأرزاق الناس وبرقابها.. كلّها مكاسب كبيرة لأي شعب خضع لحكم ظالمٍ ومستبدٍّ وفاسد، لكن سؤال "ماذا بعد" هو أيضاً مسألة هامة تستوجب عدم الركون لحدوث التغيير فقط. حتماً هناك مسافة زمنية مطلوبة لتحقيق البناء. فهدم الموجود هو دائماً أسهل بكثير من بناء المرغوب، فلا ينتظرنَّ أحدٌ نتائج سريعة من أي تغيير حدث، لكنْ أيضاً يجب ألا يُكتَفى حصراً بما حدث. هي ثوراتٌ وحركات تغيير حديثة الولادة ولم تنضج بعد، لكنّها بحاجة لرعاية أهلها حتى تبلغ رشدها.

لقد توفّرت في هذه الثورات لغاية الآن عوامل إيجابية كثيرة: الإرادة والعزم على إحداث التغيير مهما كانت التضحيات، الشجاعة في الصمود والمواجهة مع حالات العنف السلطوي، الحرص على سلمية التحرك، عدم الشعارات الفئوية التي تُنفر الآخرين من قطاعات الشعب المتعدّدة، والدور الفاعل للجيل الجديد في عمليات التواصل التقني من أجل التعبئة الشعبية للتحرّك. لكن هذه الإيجابيات لا تمنع وجودَ مخاوف من سلبيات قائمة أصلاً في بعض المجتعات العربية التي فيها انقسامات طائفية ومذهبية أو أيضاً نوازع إنفصالية كما هو الحال في جنوب اليمن. فالمطلوب دستورياً هو ديمقراطية تحقّق فصل السلطات وليس فصل الكيانات.

إنّ الحرّية، بمعناها الشامل، كانت وستبقى، ركناً مهمّاً في كلّ الرسالات السماوية، والقيم الإنسانية العامة. الحرّية تبقى عاجزةً وناقصة إذا لم تترابط فيها مسألة التحرّر من سيطرة الخارج مع مسألة التحرّر من الاستبداد الداخلي. الحرّية، التي هي كالطير، بحاجة إلى تكامل جناحي الديمقراطية السياسية والعدالة الاجتماعية، كي تستطيع التحليق عالياً. الحرّية هي القضية الملازمة لوجود الإنسان أينما وُجد ومنذ بدء الحياة الإنسانية على الأرض. الحرّية هي التي ترتبط بحقّ الاختيار، وبالتالي، الارتباط مع ميزة الإنسان بأنّه صاحب إرادة ومشيئة لعمل شيء ما أو عكسه.

كذلك، فإنّ التعامل مع المسألة الديمقراطية في المنطقة العربية لا يمكن أن يتمّ بمعزل عن تحدّيات الوجود الإسرائيلي وأطماعه السياسية والاقتصادية، وتحدّيات الإرادة الأجنبية في فرض التجزئة والتخلّف منذ عشرات السنين على الأمّة العربية.

إنّ الديمقراطية السياسية والتكامل الاتحادي وجهان لمشروع عربيّ واحد لمستقبل أفضل، وعماد هذا المشروع هو مفهوم الحرّية الشامل للمواطن العربي وللأوطان العربية، للإنسان وللأرض معاً.

مؤتمر علماء الأمة في داكار: أولوية الأمن القومي الإسلامي/ العلامة السيد محمد علي الحسيني.


ينعقد في العاصمة السنغالية {داکار} مطلع شهر آذار القادم، مؤتمر علماء الأمة الإسلامية برعاية خاصة من لدن خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز ,وبرئاسة مباشرة من جانب الرئيسي السنغالي عبدالله واد، هذا المؤتمر الذي يسعى للمزيد من العمل المثمر و الجاد من أجل جمع کلمة الأمة, ومعالجة قضاياها المصيرية الكبرى, والتصدي للمحاولات المختلفة من أجل زعزعة رکائزها العقائدية والفکرية والأمنية والسياسية والاجتماعية.

ينعقد المؤتمر في مرحلة حساسة وحرجة جدا تمر بها المنطقة بشکل خاص والأمة الإسلامية بشکل عام، إذ تکاد المنطقة أن تشهد زلزالا قويا بإمکان تأثيره أن يتعدى الحدود الجغرافية للمنطقة .

وفي نفس الوقت نجد هنالك قوى عديدة تتربص بهذه التغييرات من أجل أهداف وأجندة خاصة بها, ستکون بطبيعة الحال على حساب أمن واستقرار ومصلحة شعوب المنطقة.

کما نجد في نفس الوقت سعيا محموما من جانب قوى إقليمية معروفة تسعى للتصيد في المياه العکرة وتلبيد الأجواء بالمزيد من غيوم مؤامراتها ومخططاتها الداکنة.

مؤتمر داکار لعلماء الأمة، والذي سيحضره جمع غفير من علماء وفقهاء أمتنا الإسلامية، والمهتمين بالشأن الإسلامي من مختلف القارات, والذي سنشارك فيه شخصياً إن شاء الله, سيسعى للعمل الجاد والمثمر والدؤوب من أجل إظهار مكانة علماء الأمة, وتوفير کل مستلزمات وأسس التکاتف والوحدة بين جميع الشعوب المکونة للأمة الإسلامية, وإظهار التحديات, وسد الثغرات التي يسعى أعداء الأمة والمتربصين شرا بها النفاذ من خلالها, و إلحاق الضرر و الأذى بشعوبها. وإن العلماء الذين حظوا دوما بمکانة و منزلة خاصة في الإسلام حتى أن الرسول الأکرم سيدنا محمد{ص}قد وصفهم في حديث شريف له بقوله: {العلماء ورثة الأنبياء}. أما القرآن الکريم فقد أسبغ عليهم فيضا واضحا من القدر والتوقير عندما خاطب المسلمين في آيات عديدة: "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون". وفي آية أخرى "فسألوا أهل الذکر إن کنتم لاتعلمون".

ومن هذه المنطلقات، فإن الرؤية السديدة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قد انصبت وترکزت على هذه الشريحة الهامة والحساسة جدا في جميع مفاصل الأمة الأسلامية، ودعى إلى عقد هکذا مؤتمر مبارك لکي يقوم هذا الجمع المتمنطق بکتاب الله وسنة الرسول الأکرم، بطرح آرائه وأفکاره وطروحاته وتصوراته ومقترحاته للتصدي للأمور, و معالجتها بما يوافق کتاب الله وسنة نبيه, و يتلائم وطموحات وآمال وتطلعات الأمة الإسلامية في کل أرجاء العالم.

وعلى الرغم من أن مسألة جمع كلمة الأمة, ولمّ شملها, و رص صفوفها,ووحدتها, ومعالجة قضاياها الكبرى, ستکون في الأولوية من حيث الأهمية القصوى، لکن ذلك بدوره سيقود إلى البحث في أسباب وثغرات وعوامل الأوضاع السلبية التي تحول دون جمع کلمة الأمة ووحدتها الفعلية على أرض الواقع, والتي لها من بين الأسباب الهامة جداً إرتباطات وعلاقة وثيقة بأسباب خارجية، ذلك أن أعداء أمتنا الإسلامية يعلمون علم اليقين أن الصحوة الحقيقية لو عمت بلدان العالم الاسلامي,(وليست تلك الصحوة المزيفة المسوقة من أجل أهداف وأجندة ضيقة و مشبوهة)، وأننا نقصد بالصحوة التي نحن بصددها طرح رؤية صحيحة وواقعية وغير مسيَّسة أو موجهة من أجل أغراض خاصة للدين الإِسلامي, و العمل الجدي وبکل السبل المتاحة, کي تتم توعية الأمة به وجعله الخطاب الأعم والوسطي المعتدل الذي يکتسح ويزيح کل الخطابات الأخرى المشبوهة والمغالية المنحرفة. وأن النقطة الأساسية للانطلاق بهذا السبيل المبارك هو الترکيز و التأکيد على مكانة علماء الأمة ودورهم العقائدي والفكري الإرشادي والتوجيهي والتربوي الاجتماعي من أجل الإمساك بزمام الفتاوى والآراء المطروحة للأمة بخصوص مختلف المسائل والمواضيع والقضايا المطروحة وقلع وإجتثاث و فضح کل أولئك الجهلاء المنحرفين الذين دخلوا عالم الفتوى الحساس, والبالغ الخطورة من دون أية أهلية مناسبة تؤهلهم لذلك، وإنما يکتفون بالتمسك بمسائل وقضايا سياسية بحتة ورؤية سطحية للمباني الشرعية, وتحريف للخطاب الديني. وذلك ما يشکل خطرا کبيرا, وبکل الاتجاهات الفكرية العقائدية والسياسية والأمنية والاجتماعية.مما يوجب العمل الجاد والدؤوب من أجل إيقافه عند حده أو على الأقل لجمه بمختلف الوسائل, والسبل المتاحة، رغم أننا نميل إلى الاعتقاد بأن تحقيق هذا الأمر يتطلب جانبين مترابطين ببعضهما:

أولهما: التوعية الشاملة للأمة فيما يتعلق بالدور الخاص والمحدد بالعلماء والفقهاء لطرح الفتاوى والاجتهادات والآراء العقائدية والفكرية لأبناء الأمة.

ثانيهما: وضع آليتين شرعية وقانونية لتحديد مسألة إلافتاء والاجتهاد الديني والعمل على تجديد الخطاب الديني وتفعيله بأقرب وقت ممکن, لأن الخطر متمثل, وماحق, ويتطلب العمل بأسرع وقت ممکن.

وإننا من موقعنا الإسلامي نرى أن الخطر الأکبر والأکثر تأثيرا الذي يخيم الآن على العالم الإسلامي، هو ذلك الذي يهدف إلى الإبقاء على أمننا القومي والفكري والاجتماعي ضعيفا نوعا ما للبلدان الإسلامية وإمکانية اختراقه أو النفاذ إليه وتحريكه في أي وقت يشاء فيه الأعداء و المتربصون شرا, وبحسب ما تتطلب مصالحهم ومنافعهم. وقد بدا واضحا ومن خلال الخط العام لمسار الأحداث والوقائع التأريخية في عموم بلدان العالم الإسلامي بشکل عام, وطيلة العقود المنصرمة، أنه لم تطرح أبدا قضية الأمن القومي الإسلامي على بساط البحث. وظل الأمر مناطا بکل دولة بحسب ما تراه مناسبا وملائما لها، من دون أن يکون هناك تفکير استراتيجي عام يؤکد على ضرورة و أهمية ربط قضية الأمن القومي لبلدان العالم الإسلامي بسياق خاص به, وإيلائه أهمية استثنائية, لأن شعوب هذه البلدان الإسلامية تشکل في الأساس الأمة الإسلامية وأمنها واحد لا يمكن تجزئته, – وهذا ما قد ثبت فعلا- وأن أي خطرٍ, أو تهديدٍ أو أمر طارئ يلم بأي شعب منها سيقود بالضرورة للتأثير في الشعوب الأخرى لوجود الترابط العقائدي –الفكري- التأريخي القوي فيما بينها وما يجمعها من دين ودم ومصير.

ومن هنا فإننا ومن خلال موقعنا الإسلامي وإدراكنا بالأهمية الخاصة والاستثنائية لهذا الموضوع، فإننا ندعو لکي يکون موضوع الأمن القومي الإسلامي من أهم المواضيع التي يجب طرحها, ليس في هذا المؤتمر المهم وحسب, وإنما على مختلف المستويات والأصعدة و في کل المحافل. ونؤکد على ضرورة وضع الأساس والرکائز المطلوبة للانطلاق في هکذا مشروع حيوي ومهم ومصيري بالنسبة لجميع دول وشعوب المنطقة. ونحن واثقون من أن التوصل إلى اتفاق مبدئي بهذا السياق سوف يکون له أبلغ الأثر في رص صفوف الأمة الإسلامية, والمزيد من توفير عوامل الوحدة والأمن والأمان والاستقرار والتقارب فيما بينها, وصولا إلى خلق و إيجاد الحصانة المطلوبة لأمن وأمان واستقرار هذه الدول و درء مختلف الأخطار المحدقة بها من مختلف الاتجاهات وعلى کل الاصعدة.

إننا من موقعنا الإسلامي، ندرك ونعي تماما بأن الوحدة الفعلية للأمة الإسلامية وجمع كلمتها يتحقق بالشکل و المحتوى العملي والحرفي للکلمة عندما يتم توفير المستلزمات الضرورية لها و تتمثل فيما تتمثل من طرح الموضوع على بساط البحث الجدي على الصعيدين الرسمي و الشعبي الإسلاميين, وإشباع الموضوع بمختلف الآراء والطروحات والتوجهات والملاحظات وصولا إلى الصيغة الأفضل والأشمل لمسألة الأمن القومي الإسلامي، خصوصا وأن أعدائنا الأساسيين يجعلون مسألة أمنهم القومي دائما في أولوية المسائل التي يجب أن تراعى في الوقت الذي جعلوا من مسألة اختراق وزعزعة أمن البلدان الإسلامية وتعريض أمنها الاجتماعي بشکل خاص لأخطار جمة، من أهم أهدافه الاستراتيجية التي يعمل من أجل تحقيقها بذکاء، ومن هنا، فإنه من الواجب الشرعي على جميعنا قادة وعلماء وشعوبا ومفکرين ومثقفين, أن نعمل کَيَدٍ واحدة من أجل خلق وإيجاد أمن قومي إسلامي بمقدوره مواجهة مخططات الأعداء والتصدي لهم ودرء الأخطار والتهديدات المحدقة بأمتنا الإسلامية، وقل اعملوا فسيرى الله عملکم ورسوله والمؤمنون.

*.الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان.